الامام الصادق المهدي: من يستخدم الكلمات العنصرية يهدد الأمن القومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2012, 03:29 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الامام الصادق المهدي: من يستخدم الكلمات العنصرية يهدد الأمن القومي


    بسم الله الرحمن الرحيم ……
    الجمعية السودانية للعلوم السياسية …..
    مؤتمر: (العلاقات السودانية الأفريقية)
    ……….من 5-7 مايو 2012م- قاعة الصداقة
    ………محاضرة: العلاقات السودانية الأفريقية
    الإمام الصادق المهدي …….
    8 مايو 2012م
    ابدأ بالشكر الجزيل لهذه المشاعر الطيبة، وأنك عينتني يا أخي الرئيس نعامة مك “ما في زول يقول ليها تك” وأرجو إن شاء الله أن يكون الكلام مفيدا، فحينما طلب مني التعليق أمام هذه الكوكبة من المساهمين الاكاديميين والمتخصصين أظن أن الفكرة أنني قادم من فلك آخر، ولذلك مطلوب مني أن أضيف معانٍ يمكن ألا تكون متوفرة للنظرات المتخصصة، أي مساهمة من جوانب أخرى تساعد في تكملة الصورة باعتبار أنه قطعا أن مساهمتي سوف تكون من جانب آخر مختلف بعض الشيء ولكنه مكمل إن شاء الله.
    وقد وصلتني الدعوة أمس فلم أستطع أن أحضر لأنني كنت مرتبطا بمواعيد مع رغبتي في حضور جلسات أمس، واليوم حرصت أن أحضر الجلسة من أولها لآخرها لأنني أعتقد أن الموضوع المطروق هنا هو أهم موضوع في الساحة السياسية السودانية الآن، فنحن أمام أخطر قضية: العلاقة السودانية الأفريقية، وكنت أتوقع مع أهمية هذا الموضوع أن تكون القوى السياسية كلها حاكمة ومعارضة مصطفة هنا وكذلك رؤساء التحرير والفضائيات، لأن الموضوع متعلق اليوم بأن بالسودان يكون أو لا يكون ولا شك كل الناس ينبغي أن يكونوا مهتمين جدا بعلاقات السودان الأفريقية لأن مصير السودان الآن مرتبط بقرارت افريقية، صحيح أنها تحت مظلة الأمم المتحدة ولكن الفاعل، والموصل، والمنبر المعني هو منبر أفريقي.
    سأبدأ بمقدمة من ثلاث نقاط:
    الأولى: أن تكويننا الداخلي في السودان كوطن وسكان متداخل مع قارته الأفريقية بصورة فريدة، تداخل بين الداخل والإقليمي بصورة فريدة لأن السودان يكاد يكون قبل انفصال الجنوب والآن بعد انفصال الجنوب لحد ما أفريقيا مصغرة، لذلك صار هذا التداخل الفريد بين الداخل والخارج القاري.
    الثانية: هي أهمية الموضوع الآن بصورة أكثر خطورة مما هو معتاد بسبب الظروف التي ذكرتها ولذلك كان ينبغي أن يكون الحضور بمستوى كامل وعريض، وسأقترح كيفية نعالج بها هذه النقطة في التوصيات التي سوف اقترحها لحضراتكم. وما في شك أن الحضور هذا بما فيه من حضور شبابي ونوعي كذلك من ناحية حضور المرأة بالمستوى الموجود حضور مهم جدا.
    الأخ عمار عينني شيخ شباب، والحقيقة أعتقد أن الشبابية معان معينة وليست سنا، ويمكن أن تكون في سن شباب وشايب لأنك ليس فيك هذه القيم الشبابية. القيم الشبابية ثلاث: الحماسة، والمثالية، والتفاؤل. إذا توافرت هذه عند شخص شاخ أو لم يشخ في سنه فهو مندفع في قيم الشبابية. ولذلك أحاول أن ألاحق هذه القيم لأني أعتقد أن الإنسان الذي يفقدها أفضل له أن يتقاعد لأنها فيها هذه المعاني التي تسمو بالمستقبل.
    كذلك لا شك أن المطلوب مني التناول الناقد لأنه كما قال عمر رضي الله عنه: “رحم الله امرء أهدى لنا عيوبنا” وكانط أعظم فلاسفة الغرب عنده مقولة إن النقد أفضل وسيلة للبناء يتخذها الإنسان. ولكن النقد يجب أن يكون متوازنا بحيث لا يكون فيه كراهية للذات وجلد للذات (وَلاَ تَهِنُوا) وكذلك لا يكون فيه رضى عن الذات (الذين يحبون أن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) ، فلا بد أن يكون الأمر وسطا ودائما خير الأمور أواسطها
    النقطة الأخيرة في المقدمة تتعلق بأنني إن شاء الله اقدم شيئا فيه انتباهة ، ولكن ليس (الانتباهة)، باعتبار أننا محتاجون في هذه المرحلة لشيئ يجعلنا نربط أحزمة المقعد لما في الأمر من خطورة.
    النقطة الأولى: ضرورة التوازن في علاقات السودان الخارجية:
    بما أن السودان أفريقيا مصغرة، فهو مشدود شمالا عبر مصر، ومشدود جنوبا عبر شرق أفريقيا، وشرقا عبر البحر الأحمر وعبر اريتريا واثيوبيا، وغربا عبر تشاد لنيجريا. نحن إذن حقيقة مشدودون من القبل الأربع، وهذا يعني أهمية هذه القبل الأربع في صياغة موقفنا وهذا يوجب التوازن. ولكن لأسباب تاريخية كان الشد شمالا أقوى: الثقافة، التاريخ، المصالح، وسائل الاتصال والمواصلات، ولا شك أن هذا الشد شمالا الذي كان أقوى أدى إلى عدم توازن بالنسبة للجوانب الأخرى واحساس بالتهميش واحساس بالاهمال واحساس بعدم التوازن في علاقاتنا الإقليمية، وفي رأيي أن هذا الموضوع مهم جدا نحن محتاجون أن ندخل في تقييم له. في الماضي لم تكن هناك ضرورة لهذا التقييم لأن الأطراف الأخرى كانت نفسها نائمة عن هذا المضوع، الآن استيقظت وصارت هناك ضرروة أن نخاطب هذه المعاني وإلا نكون قد أخطأنا إذا افترضنا أنها مستمرة في نومها وقد استيقظت وصارت محتاجة منا إلى مخاطبة هذه العلاقة وتحقيق التوازان في علاقاتنا المختلفة.
    النقطة الثانية: المسألة العربية والمفهوم الإثني
    السبب الآخر الذي أدى إلى الشد الشمالي الأقوى أن الوعي السياسي في السودان في حقيقة الأمر نشأ في المنطقة الوسطى والشمالية في السودان، ولذلك صار لوعيها السياسي هذا القدح المعلى، يعني أن المسألة ليست مؤامرة من أحد، ولكن هذا هو الواقع أن حالة الوعي الفكري والسياسي نضجت في منطقة معينة ولذلك اثرت بصورة واضحة على عدم التوازن في حلقاتنا، ولكن مع أن هذه حقيقة يجب أن نأخذها في الحسبان ونحن نسعى لتحقيق التوازن الجديد.
    لا شك أن كثير من سياسيينا في المنطقة كانوا ينظرون إلى العلاقة بأفريقيا أو الهوية السودانية بصورة الخصها في عبارة أن العروبة هي المحتوى، والأفريقية هي الماعون، وهذا في رأيي فيه معنى عدم التوازن في تصورنا لأنفسنا، وأنا اعتقد أفضل من رسم صورة لأنفسنا الأستاذة روضة الحاج في بيتين في رأي فيهما هذا المعنى:
    أنا العروبة في عرق الزنوجة
    في فرادة جمعت كل الأفانين
    هنا انزرعنا في هذا التراب معا
    منوعين كأزهار البساتين
    في تقديري هذا تصور صحيح لهذا المعنى وطبعا هذا يعني استحقاقات معنية لا بد أن نأخذها في الحسبان لمراعاة هذا التوازن.
    هذه المشكلة قائمة أيضا في المسألة الافريقية، أفريقيا جغرافيا واحدة، ولكن لاعتبارات كثيرة هناك إفريقيتان: جنوب الصحراء وشمال الصحراء. هناك عوامل تحاول تجسير العلاقة بين افريقيا جنوب الصحراء وأفريقيا شمال الصحراء، مثل: الإرادة السياسية، المصالح الاقتصادية، المصالح الامنية، وعوامل ثقافية: الإسلام، اللغة أو الثقافة العربية لأن الثقافة العربية لها علاقة قوية جدا مع كثير جدا من اللغات الأفريقية، اللغات الأمهرية والتقرينية والعربية بالانتماء للأسرة اللغوية السامية ثم الدورالكبير والمهم الذي لعبته اللغة العربية في كثير من اللغات الافريقية ومفرداتها كالسواحلية والصومالية والهوسوية، فهذه اللغات فيها محتوى عربي كبير جدا بتأثير الإسلام وتأثير الثقافة العربية مما يجعل العروبة في الحقيقة متمددة الحدود وليست محصورة في المسألة العرقية، وأنا اعتقد أصلا الفهم العرقي للعروبة خطأ جسيم جدا. جدنا الأعلى إبراهيم عليه السلام لم يكن عربيا وإسماعيل لم يكن عربيا أبوه عبري وأمه في الروايات مصرية أو نوبية على أي حال هي ليست عربية إذن العروبة ثقافة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليست العربية لأحدكم من أب أو أم من تكلم عربية فهو عربي” فإذن نحن محتاجون لهذا الفهم لمسألة الثقافة العربية.
    النقطة الثالثة: الأفريقانية بمنظور إثني
    توجد عوامل قوية جدا تحاول أن توسع الشرخ الأفريقي بين شمال الصحراء وجنوب الصحراء، وتحاول أن تجعله فاصلا كبيرا ومنها الذهنية الاثنية: مدرسة موسفيني المستمدة من نايريري، ومن سنغور وكلهم يتحدثون عن الافريقانية بتعريف اثني، قال موسفيني وهو يخاطب حزبه الحاكم: الافريقانية على أربع صور: الأفريقي الذي هو أفريقي من الدرجة الأولى هو الأسود جنوب الصحراء، الافريقي الذي هو افريقي درجة ثانية هم الافارقة الذين رحلوا من جنوب الصحراء إلى الولايات المتحدة وللكاريبي أي المرحلون، والأفريقي من الدرجة الثالثة هم شمال أفريقيا، والأفريقي من الدرجة الرابعة هم البيض الذين يسكنون أفريقيا، هذا تفكير وتصنيف اثني يجعل الافريقانية متطابقة مع الاثنية وهذا طبعا خطأ جسيم جدا. هؤلاء حريصون على أن تقوم بين افريقيا شمال الصحراء وأفريقيا جنوب الصحراء فوارق كبيرة جدا.
    وطبعا لمن يقرأون ويدرسون ويتابعون المرحوم د. جونق قرنق كان من أهم مساهماته في السياسة السودانية هو أنه نقل الموضوع من أن المشكلة جنوب/ شمال إلى المشكلة عرب/ افارقة، فهذا موضوع لا بد أن نفهم أنه استجد في السياسة السودانية وصارت له آثار كبيرة جدا، لأنه صارت فعلا هناك نظرة أنه المشكلة ليست بين جنوب وشمال أي أن المشكلة ليست جهوية بل المشكلة اثنية في هذه النظرة وطبعا السودان الجديد كانت احدى أهم مرتكزاته افرقة السودان التي كانت من أهم التطلعات فيه.
    فهناك هذه النظرة الاثنية وهناك الثقافة الاقصائية. الثقافة الاقصائية للأسف موجودة عند كل الذين استولوا على السلطة بالقوة أو استولوا على السلطة وفرضوا إرادتهم. وبهذه الصورة فعندما بدأ النظام الجديد في السودان بعد انقلاب 1989م الكلام عن الهوية كان الكلام عن أننا حسمنا هوية السودان على أنها هوية إسلامية عربية، ولكن حسم الهوية بهذه الطريقة خطأ، كل محاولة لتطبيق مفهوم أحادي ثقافي في مجتمع متعدد الثقافات متعدد الأديان يعمل قوة طاردة centrifugal force يعمل استقطابات واقصائية، وما حدث أن الحديث عن هوية أحادية موجود عندنا سواء بهذه الطرح أو طرح الذين يكفرون ويخونون الآخرين على أسس عنصرية أو أسس دينية، هؤلاء جميعا يتبعون سياسة وفهم اقصائي من نتائجه توسيع الهوة بين افريقيا جنوب الصحراء وافريقيا شمال الصحراء، ومن أهم الجوانب في توسيع الهوة المخططات الأجنبية لأن من مصلحة المخططات الأجنبية أن تجعل وعي السياسي الافريقي بدلا عن أن ينظر عبر الصحراء إلى العلاقات العربية الأفريقية، أن ينظر عبر المحيط إلى علاقات مع الوجود الاطلنطي، وهذا وضع كان ولا زال وسيظل قائما، ليس على أساس مؤامرة، بل يجب أن نفهم بوضوح تام كل الناس يسعون إلى مصالحهم، نحن ممكن أن نخسر كلما نترك لهم الفرصة أن يوظفوا هذه الأشياء لمصالحهم فالقضية قضيتنا وليست قضيتهم:
    من رعى غنماً في ارض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد
    القضية أنه نام عنها، هذه هي المسالة ونحن في السودان عندنا مثل “المال الهامل بعلم السرقة”. فلا نلوم إلا انفسنا في أي استغلال لهذه القضايا.
    النقطة الرابعة: خصوصية دور السودان:
    السودان له موقع محوري في أفريقيا وهذا ليس مجرد أماني سودانية:
    أولا: كما كتب البروفسور وليم آدمز وآخرين، فإن السودان هو الدليل على الدور الافريقي جنوب الصحراء في مسيرة الإنسانية وقد كتب كتابا كبيرا اسمه: (Nubia: Corridor to Africa) النوبة رواق لأفريقيا، بمعنى أن هذه الحضارة وما فيها من مؤثرات من أفريقيا من جنوب الصحراء دليل أكيد على الدور الحضاري جنوب الصحراء في الحضارة الإنسانية، ولا جهة أخرى، هذه الجهة الوحيدة التي تثبت هذا الدور.
    ثانيا: أن السودان هو أمية حوض النيل فهو المجاور لدول المنبع وهو المجاور لمصر دولة المصب فإذن السودان أمية حوض النيل وهذا دور خاص.
    ثالثا: السودان أيضا الاستثناء الوحيد لأن النيل هو النهر الوحيد الذي ينبع من الجنوب للشمال. الأنهر الأخرى اتجاهاتها ليست كذلك، النيل هو النهر الوحيد الذي يمثل عقد الصلة بين جنوب وشمال القارة، بقية البلدان الأخرى واقعة ما بين الصحراء، فهذا أيضا دور خاص للسودان.
    إذن السودان له دور خاص، وكثير من القادة الأفارقة، منهم الرئيس أسياسي أفورقي يقولون لي نحن نعتقد أن السودان حينما يصحو لدوره ويقوم به فهو أكثر البلدان الأفريقية جدارة بأن يقوم بهذا الدور.
    رابعا: كان واضحا في الماضي إمكانية تعاملنا مع أفريقيا جنوب الصحراء بدرجة أقل من الاهتمام، ولكن علينا أن ندرك أن افريقيا جنوب الصحراء الآن صار لها وزن زائد.
    • الدول الأفريقية ليست فقط استقلت بل وصارت أكثر ديمقراطية وأكثر تنمية وأكثر تأثيرا في السياسة الدولية.
    • دول أفريقيا جنوب الصحراء لم يكن لها اهتمام بحوض النيل لأنها كانت معتمدة تماما على الوسائل الطبيعة في الري لكن حصلت الآن تتطورات في حجم السكان وتطورات في التكنولوجيا وتطورات جديدة جعلتهم مهتمين جدا بمياه النيل، والمؤسف أننا في السودان ومصر ظللنا نقول لهم: لا نسمع ولا نرى أي نوع من التغيير ضروري. ولا بد أن نعترف بأن هناك عوامل جديدة في موضوع حوض النيل. نحن في السودان ضروري جدا أن نكون المرافعين في المقام الأول عن النيل كسيادة مشتركة، ونحمد الله أن دول المنبع لا يتحدثون مثلا بلغة دولة منبع كتركيا تقول إن مياه الفرات ودجلة كلها ملكي وأعطي غيري منها ما أشاء. هذه الدول معترفة أن النيل سيادة مشتركة وهذه خطوة كبيرة جدا وعاقلة جدا، أنهم معترفون بأن هناك حقوقا مكتسبة، وما يريدون قوله إنه مع هذه الحقوق المكتسبة نريد أن تأخذوا في الحسبان أن لدينا مصالح، فكيف نقول لهم (في السودان ومصر) لا نسمع ولا نرى؟! هذا غلط لا بد أن نقول نعم نعترف بذلك، لذلك فإن الموقف الحالي من مبادرة حوض النيل غبي غباء شديدا، يجب أن ندخل في مفوضية مبادرة حوض النيل وداخل المفوضية نتكلم عن المصالح المشتركة، ولكن الموقف الحالي ضار ضررا بليغا جدا.
    • ومما زاد وزن أفريقيا الآن كذلك شح الموارد في العالم الآن إذن هناك شح في الموارد الطبيعية، وأفريقيا من أكثر المناطق التي فيها موارد طبيعة لذلك هناك التنافس الأمريكي الصيني حول هذه الموارد، وهذا زاد الدور الكبير جدا لأفريقيا، وصار البعض، مثلا الأمريكان، يريدون أن يقولوا نحن من الآن فصاعدا لا نريد الاستمرار في الاعتماد على بترول الخليج ونريد أن ننوع مصادر البترول، وأن 25% من بترولنا يجب أن يأتي من أفريقيا. أي زاد وزن أفريقيا بسب الصراع على الموارد وشح الموارد في العالم.
    • الموضوع الآخر الذي استجد هو مسألة إسرائيل، لا أقول إن اسرائيل استجدت، ولكن الجديد أن إسرائيل فقدت دعاماتها (اللدايات) التي كانت واقفة عليها في المنطقة، إذ كانت معتمدة على علاقة مع شاه إيران، وعلى تركيا بمفهومها القديم، وعلى بعض الدول مثل مصر مبارك، كانت معتمدة على علاقات في المنطقة مهمة جدا وفقدت هذا كله، وإسرائيل الآن تفكر بجدية شديدة جدا واهتمام كبير جدا عن طريق للالتفاف. كثير من الناس يعرفون ويدركون أن أوربا حينما حاولت أن تهمش الشرق الأوسط سعت ومشت لرأس الرجاء الصالح لتجد وسيلة تواصل عالمي خارج إطار المنطقة العربية والشرق الاوسط. وإسرائيل الآن تجتهد اجتهاداً شديداً جداً لكي تعمل التفاف لا يتم إلا عن طريق علاقات خاصة قوية مع أفريقيا جنوب الصحراء.
    • إذن هذه كلها عوامل تجعل لافريقيا جنوب الصحراء أهمية اضافية جاءت وطبعا في عامل آخر.
    • اليقظة الأفريقية جعلت أفريقيا تنتقل من أنها مجرد بيادق في الشطرنج إلى أنهم يصيرون لاعبين أيضا، وصحيح أنها حتى الآن لم تصل هذه المرحلة، لكن لا بد أن ندرك أنه هناك الآن منظومة وعي أفريقي جديد دخلت في الساحة: القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي، معاهدة الدفاع المشترك وعدم الاعتداء، معاهدة حماية النازحين، بروتوكول إنشاء مجلس السلم والأمن الافريقي، الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب، التكتلات الإقليمية الإفريقية، إلخ، أي هناك عوامل جعلت وجوداً لأفريقيا الآن له وزن اقليمي كبير جدا، ومهما ننتقده من أن يسخر لجهات أخرى، لكن له ذاتية مهمة جدا لازم نأخذها في الحسبان.
    النقطة الخامسة: عوامل أيديولوجية: هناك الآن بالنسبة لنا ولسياستنا الخارجية عوامل أيديولوجية لا بد أن نصارع حولها لنؤكد أيديولوجيا أن أفريقيا ليست إثنية بل هي وجود جيوسياسي وليس وجودا إثنيا. وهناك عوامل ثقافية، وينبغي أن نهتم بالدور الإسلامي والعربي لكن الدور الإسلامي والعربي الذي يعبر عنه ناس منكفئين يأتي لنا بضرر ولا بد أن نعبر عنه بالمفهوم الإسلامي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) المفهوم الإسلامي الحقيقي وليس الإسلامي المنكفئ الذي يريد أن يصنف الناس إلى كفار وخونة ويقصيهم، فهذا من أسوأ أنواع التناول. أيضا النظرة للعربية، حينما لاقيت المرحوم ميشيل عفلق في بغداد قلت له: إنكم لا بد أن تعترفوا بأن لكم طرح قومي ولكن هذا الطرح القومي في بلد كالسودان سيأتي بنتائج عسكية، فنحن لا بد أن تكون عندنا حالة تواصل مع غير العرب، في المشرق هم مهتمون بالرابطة العربية لأنها الرابطة المشتركة بين المسيحي العربي والمسلم العربي، بينما نحن مختلفون في وضعنا ليست لدينا هذه المشكلة نحن مشكلتنا أننا محتاجون أن نتعامل مع غير العربي، فهناك خصوصية هنا، إذن تفكيركم هذا في بلاد كالسودان سيأتي بنتائج عسكية، وقال لي أني معترف بهذا الكلام وقال إنه سوف يكتب ذلك.
    النقطة السادسة: عوامل سياسية: هناك عوامل سياسية. تحدث الأخ أسامة عن ضرورة أن نحدث ربيعا، لا يمكن لناس عايشين في الصيف والزوابع يعملون لإحداث ربيع، ففاقد الشيء لا يعطيه. هذه المنظمات المختلفة يمكن أن تحدث فيها فعلا عملية إصلاح ربيعي، لكن لازم الوحدات المكونة لها تكون عندها هذا المستوى، إذا لم نستطع نحن كلنا أن نحقق نظما سياسية فيها حقوق الإنسان والحريات وقبول الآخر إلى آخر هذه المعاني لا نستطيع أن نتكلم عن الربيع فاقد الشيء لا يعطيه، طبعا (الساقط شايل كراسه يصحح).
    النقطة السابعة: المسألة الاقتصادية: إننا محتاجون فعلا للاهتمام بالتنمية. الآن العالم العربي أكثر منطقة في العالم عندها سيولة نقدية، هذه السيولة النقدية ضروري جدا تتوظف في تنمية المناطق المتخلفة عربيا وأفريقيا وغيره، وإلا ستعمل مفارقة كبيرة جدا بين المحرومين والاثرياء وهذا سوف ياتي بمشاكل وتناقضات وحروب. وأعتقد أننا في هذا الصدد ضروري جدا أن نهتم ونستطيع أن نلعب دورا كبيرا جدا في إمكانية أن نسعى لتوظيف الامكانات العربية المتاحة للتنمية في أفريقيا، وهذا طبعا لمصلحة الطرفين لأن العالم العربي الآن يستورد تقريبا مواده الغدائية من الخارج وممكن أن يكون ذلك من أفريقيا، ولا بد أن نبين ونعمل ونجتهد في ذلك. فبسبب الأموال الموجودة الآن في البنوك الغربية، فقد العالم العربي ثلاثة تريليون دولار في الأزمات المالية التي حصلت مؤخرا في الغرب، وهذا معناه أننا في الحقيقة في حالة من الشقاء كبيرة جدا لا بد نبحث عن بديل لهذا وهذا ممكن.
    النقطة الثامنة: المسألة الامنية: لا بد أن نسعى في أن القارة تكون خالية من النزاعات، والسودان يمكن يلعب دورا في هذا الموضوع. إننا نستطيع أن نكسب بالقوة الناعمة وليس بالقوة الخشنة، القوة الخشنة ليست محلا للكسب، فعشرة أشخاص فقط ممكن أن يعملوا حرب غوريلا، ولكن القوة الناعمة هي الفتح ولذلك قال ربنا سبحانه وتعالى عن الحديبية (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) لأنها مكنت القوة الناعمة، وأنا الآن أكتب السيرة وألاحظ أن كثير من كتاب السيرة يرون أقوى صورة في رأيهم لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ويسمونها (المغازي) كأنه حامل سيفه ويقاتل، هذا غير صحيح، أهم ثلاثة إنجازات للرسول صلى الله عليه وسلم تمت في حياته كانت مدنية: أقام الدولة في المدينة بوسائل مدنية حتى أن السيدة عائشة (رض) الله عنها قالت: “َفُتِحَتِ الْمَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ”، استمالة الجزيرة العربية في سنتي الحديبية، فتح مكة بدون قتال. لذلك أهم الانجازات كانت بالقوة الناعمة وليس بالقوة الخشنة. ولكنهم لأسباب معينة يركزون على المغازي كأنما الرسول صلى الله عليه وسلم شغال كرب الجنود لدى بني إسرائيل وهذا ليس صحيحا.
    في رأيي أن السودان ممكن أن يلعب دورا في السياسة الخارجية لهذه المفاهيم، ولكن لكي يقوم بذلك لا بد له أن يدفع استحقاقات “التخلية قبل التحلية”، ومن أهم جوانب التخلية هذه العلاقة بيننا وبين الجنوب. لقد كتبت كتابا في هذا الموضوع بعنوان “ميزان المصير الوطني في السودان” أشرح فيه هذا المعنى ولمن يرغب في الاستزادة الاطلاع عليه. وأريد أن أقول أننا لا بد أن نهتم بعلاقتنا بالجنوب، وقبل أن نقول ما ينبغي عمله لا بد أن نعمل نقدا ذاتيا حول ما حصل.
    لا بد أولا أن نعترف بأننا لا نعرف الجنوبين بقدر ما يعرفوننا. لا نعرف لغاتهم ولا أديانهم. لقد سألت هل عندنا أي امكانات الآن لدراسة لغات الدينكا والنوير والشلك؟ صحيح كانت هناك محاولة في معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية ولكنها ماتت وليست موجودة الآن. نحن لا نعرفهم ولا نعرف أديانهم. الذي كتبه الناس عن الأديان الأفريقية في هذه الأدبيات كتبه الأجانب الأوربيون لا نحن، وأعتقد أننا لا نعرفهم ولازم نفكر في أن نعرفهم.
    كثير من العلمانيين السودانيين يعقتدون أن الجنوب علماني، وأحدهم قال لدكتور جون قرنق يا دكتور جون قرنق أنت عنصري وقبلي ولكن إذا كنت ستأتي لنا بعلمانية فنحن نؤيدك. الحقيقة إن تصنيف الجنوبيين بأنهم علمانيين كلام ليس صحيحا. الجنوبيون في دستورهم يقولون إن مصادر التشريع: 1- الإجماع 2- العرف. هذا العرف هو دينهم، يعني كالنص على مصادر الشريعة، فهذه هي شريعتهم. فرانسيس دينق قال يا أخواننا افهموا هذه الحكاية نحن لدينا دين والعرف هو ديننا. كذلك دور المسيحية الكبير جدا في أفريقيا، وهناك دور كبير جدا للمسيحية في الجنوب. ومن رأيي أننا ينبغي أن نعمل مذاكرة لكي نعرف أهلنا في الجنوب أكثر مما نعرفهم الآن.
    كذلك للأسف هم لا يعرفوننا بالقدر المطلوب، لأن هناك أيضا هناك نماذج كالمندكورو وأيضا فيها غلطة كبيرة جدا، فلا بد أن نجتهد في أن نعمل تنويرا متبادلا في هذه القضية لكي نستطيع التعرف على بعض أكثر.
    كذلك لا بد أن نفهم أن صوت الانفصال، برغم وجود ظلال مختلفة، إلا أنه كان مشحونا سياسيا، وللاسف بدلا عن أن نأخذ ذلك بصورته عملنا ردود فعل مشحونة تحامليا بصورة كبيرة جدا: لن نعطيهم حقنة، ونفعل ذلك، والكلام الذي وظف في النهاية في توسيع الهوة.
    وهناك للأسف عوامل ينبغي أيضا أخذها في الحسبان، وهي أن المعارضين في البلدين بالنسبة لمعارضتهم للسلطة وسعوا هذه الهوة القائمة، وهذا كله نتيجته أن حالة الانفصال اتجهت في اتجاه العداء. وطبعا لا شك هناك دور خارجي لأن نفس العوامل التي تريد أن تفرقع منها العوامل الأجنبية.
    نحن ينبغي أن ندرك بالنسبة للعلاقة مع الجنوب لا يمكن أن نعمل علاقة محايدة، إما أن تكون علاقة وصال أو علاقة فصال لا يمكن تكون محايدة، لأن هناك عوامل تداخل كثيرة جدا. وكذلك ينبغي أن ندرك أنه في جنوب السودان فيما يخص العلاقة بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمال الصحراء ستكون أكبر عملية صراع حضاري في العالم وهذه المسألة نحن في السودان لدينا فيها دور كبير، دورنا يكون إما أن نمتثل لهذا أو نقاومه، ولكن مقاومتها ليست بالعنتريات بل بسياسات واعية نستطيع عبرها أن نهزم في الصراع، ولا شك اليوم أن الإسلام أقوى قوة ثقافية في العالم بقدراته الذاتية، ويجدر بنا أن نبحث عن طريقة ندرك كيفية التعامل مع هذا الموضوع بما يأتي بنجاح.
    النقطة الأخيرة: التوصيات:
    أول توصية هي الوحدة الوطنية، وإذا لم توجد وحدة وطنية سيكون موقفنا حقيقة فيه تنازع داخلي ولن تكون لدينا فاعلية. ولازم نتفق على الثوابت الوطنية، وأعتقد أن اجتماعكم هذا نفسه ممكن أن يحدد هذه الثوابت الثوابت الوطنية التي يجب أن نتفق عليها. نضع لها قائمة، نحن لدينا مشروع للثوابت الوطنية، ومن هنا يخرج مشروع للثوابت الوطنية مناداة للناس كلهم أن هذه هي الثوابت الوطنية المطروحة لكل القوى السياسية لكي تتبعها، أي تخرجوا بكلام محدد مستخلص من الدراسات التي أجريت وليس عاما لكي يحترمها الجميع..
    هناك كلام صحيح أنه مطلوب من القوى السياسية كلها أن يفرقوا بين الوطن والوطني، نعم لازم يفرقوا بين الوطن والوطني، ولكن الوطني ذاته لا بد يفرق بين الوطن والوطني، ولا يمكن يقول الوطن أنا وأريدكم أن تفرقوا بين الوطن والوطني، انت لازم تعترف بأنه لكي يركز الناس على التفريق بين الوطن والوطني فلا بد أنك تفرق الوطن والوطني، والوطني حينما يأتي ويقول والله هذه هي قاطرة السودان والذي يركب مردوفا ليركب ومن لا يركب مردوفا فهو ضد السودان، لا، لا بد أنه يميز بين الوطن والوطني ويؤكد للآخرين أنه مميز بين الوطن والوطني لكي يستدعي أنهم أيضا يميزون بين الوطن والوطني.
    كذلك نحن محتاجون جدا لأننا ندعم قدراتنا الدفاعية وليس الهجومية الدفاعية لأن الآية (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) ليس معناها كما يقول بعض المتخلفين إن الإسلام دين إرهاب، بل الآية هنا بمعنى أن قوتك تحول دون أن يعتدي عليك الآخرون، فالقوة حتى لا تقع الحرب، لذلك كما يقول كثير من الحكماء: إذا اردت السلام فاستعد للحرب، وإذا لم تكن لديك قدرات ستصير مداسا للآخرين، فإذن هناك ضرورة لأنه يكون هناك اهتمام بالقدرات الدفاعية، ليس لكي يقال نريد أن نسقط جوبا وغير ذلك، هذا كلام تخريف وسيأتي لنا بانقسام داخلي ويأتي لنا بمساءلات دولية، ولكن إن تقوية دفاعاتنا واجب وطني لكيلا يطمع إنسان في حقوقنا، وهذا جانب مهم جدا ومن الشروط التي ينبغي أن تخرج بها توصيات.
    ومن الشروط التي ينبغي التوصية بها أن التعامل مع الآخر الافريقي يوجب درجة عالية من إعادة النظر في الطريقة التي كنا شغالين بها، داخليا وفي ما يتعلق بافريقيا جنوب الصحراء وافريقيا شمال الصحراء، ضروري مراجعة هذا الموضوع على أساس التوازن الجديد، وبدونه فإن العناصر التي لم تشمل في التركيبة القديمة ستظل بغبنها وشعورها ذلك.
    كذلك لا بد من التعامل الاستيعابي مع الآخر، مما يعني أن شيطنة عناصر معينة في السودان وتخوينها وتكفيرها وأن هؤلاء سرطان وهذا كله كلام خطير جدا، وفي رأيي إن من يتكلم بهذه اللغة هو في الواقع يهدد الأمن القومي السوداني، وكل من يقول كلمة من أمثال: (عبد، حلبي، مندكورو) يهددون الأمن القومي السوداني لأن الكلمة التي يقولها تتحول في النهاية إلى مواجهات سياسية وإلى تمردات لذلك هذه الكلمات كلها لا بد أن نراجعها بصورة أساسية وأن نعامل الناس الذين ينطقونها بالصورة التي نصطاد بها المتعاملين بالبنقو والحشيس والأفيون، فهذا بنقو وحشيش وأفيون معنوي، و ضروري أن نتعامل معه بنفس الصرامة.
    كذلك علينا أن ندرك وندخل في توصياتنا أن المرحلة الحالية فيها صراع حضاري أساسي كبير جدا وهو أهم صراع حضاري في المنطقة وفي العالم، هذا الصراع الحضاري له شروط في المجال الإسلامي والمجال العربي، ولو اتبعنا في كل هذه المجالات نهجا إسلاميا اقصائيا أو نهجا اقصائيا عربيا فإننا في الواقع سنسلم رقابنا لعدونا، لأنك بالنهج الإقصائي تعطيه ما يريد، ولا بد أن نفكر تفكيرا جادا في أن نظرتنا الإسلامية ونظرتنا العربية تكون بالصورة التي تستوعب الآخرين فيها وتقنع الآخرين بها وتحول دون الشيطنة والاستقطاب. ولكي نصير فاعلين وليس مفعولا بنا ضروري جدا أن نوظف قدراتنا كلها وفي ذلك أرى أن هناك توصيات بأن نقيم ونحيي نظرة المثلث الثلاثي: السودان مصر ليبيا. وأعتقد أننا محتاجين أن نفكر في إطار أوسع، واقترحت وما زلنا نقول بذلك، نحن ينبغي أن نفكر في كنفدرالية عربية أفريقية تضم السودان ومصر وجنوب السودان وليبيا ويوغندا وبلدان اخرى.. يعني فكرة أننا تخلصنا من بعض البلاد الافريقية فهذا ليس تخلصا، البلاد الأفريقية معنا وسيشتركون معنا في منظمة الاتحاد الافريقي وإذا لم يكن لدينا جوار جغرافي فلدينا جوار فكري وجوار سياسي وجوار إقليمي ويجب أن نتعامل مع الآخر الأفريقي بصورة أفضل.
    إن تعاملنا مع الآخر الأفريقي يقع في ملعبين: المعاهدات الأفريقية والدولية وما لم نكن مواكبين نخسر، فواقعنا أن هذه المنظمات سواء نريدها أم لا فنحن موقعين عليها وجزء منها، وفي النهاية لدينا مثل سوداني يقول (حردان السوق مين برضيه) ولا بد أن نبحث عن طريقة نتعامل مع هذ الواقع لأنه إذا لم نتعامل معه سوف يستغله عدونا ضدنا وهذا هو السوق ولا توجد طريقة لأن نعتبره غير موجود.
    أنا في النهاية عايز أقترح على هذا المؤتمر المهم في رأيي والجمعية التي دعت له ونظمته أن نكون لجنة من المشتركين لصياغة توصيات، لا كتوصيات (دفن الليل أب كراعا بره) بل توصيات مجودة بمعنى أنها توصيات فعلا يتصوروا أنها سيكون لها أثر، وبعد صياغة هذه التوصيات بصورة مجودة جدا تدخل في الحسبان كل هذه المساهمات، يجتهدون في توصيلها لكل صناع القرار والناس الذين لهم وزن في الحكومة وفي المعارضة بصورة: ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، فلست مع إخراج توصيات اليوم أو غدا توصيات أشبه بالـ(take away ) بل نريد توصيات مطبوخة ومحبكة ومسبكة، تصوغها لجنة وبعدها نبحث كيف تسوق اللجنة هذه التوصيات بصورة نجتهد أن كل الاطراف المعنية تسمع بها وتطلع عليها حتى أولئك الذين لم يأتوا لهذا الاجتماع ولم يشتركوا فيه يشعرون بأنه فعلا حصلت حاجة قيمة وجايز يخجلوا من أنفسهم لماذا غابوا، وكان عليهم أن يحضروا لكي يشتركوا في هذا العيد والمهرجان الفكري الذي عقد.
    وشكرا جزيلا.
    ملحوظة: الكلمة ألقيت شفاهة وتم تفريغها من قبل المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي.
                  

05-15-2012, 06:30 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الصادق المهدي: من يستخدم الكلمات العنصرية يهدد الأمن القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  

05-15-2012, 08:22 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الصادق المهدي: من يستخدم الكلمات العنصرية يهدد الأمن القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي
    بيان بخصوص سفر المهدي للقاهرة والدوحة
    12 مايو 2012م
    بيان صحافي
    وصل الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي عصر اليوم الأحد الموافق 13 مايو الجاري العاصمة المصرية القاهرة وذلك للمشاركة في (مؤتمر المياه الأفريقي) الذي سوف يعقد في الفترة من (14-18) مايو 2012م.
    ومن ثم يتوجه الإمام إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في (منتدى الدوحة وإثراء المستقبل) الذي سيتم عقده في الفترة من (20-22) مايو الجاري، ومن المقرر أن يلتقي عدد من المسئولين على المستوى الرسمي والشعبي ويعقد عدة ندوات.

    إبراهيم علي إبراهيم
    مدير المكتب
                  

05-15-2012, 11:27 PM

ندى صالح الطيب
<aندى صالح الطيب
تاريخ التسجيل: 04-29-2010
مجموع المشاركات: 602

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الصادق المهدي: من يستخدم الكلمات العنصرية يهدد الأمن القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de