|
ماذا لو أحلنا خط النفط الي خط للمياه لاجل الوطن في الشرق والغرب؟!
|
اهلنا البقارة هم المتضرر الاكبر من واقع الانفصال حيث من الواضح انهم لن يكونوا ( بقارة) بعد الانفصال بعد ان ارتبطت حياتهم منذ الازل في حلها وترحالها بجغرافيا واحدة لا تعرف الحدود السياسية ولا حراس الحدود اوخفر المراعي حيث تاسست وتشكلت حياتهم بهذا الواقع البيئي القديم و الاليف عبر القرون برغم كل التوترات والنزاعات في تلكم المناطق والتي امتصوها بالتزاوج والمصاهرات مع اهاليهم من قبائل الجنوب.. ولكن اليوم بعد هذا المتغير السياسي الاليم والذي انجز حلا معقولا لايقاف نزيف الدم بين الاشقاء اي( الانفصال) ولكنه يظل حدثا وطنيا محزنا بكل المقاييس وكان بالامكان تفاديه لو لا قصور الساسة في الشمال... ومن تداعياته المرة الاليمة انه واقع مر جدا سيغير تغييرا كثيرا من حياة هؤلاء الاهل ويضعهم امام خيارات مرة من اجل العيش والبقاء اي اما ان ينحازوا لعيشهم وبشكله الازلي المرتبط بالترحال الي الجنوب مرعي ابقارهم ومنتجع اسرهم وهو بالتالي امر يحتم انضمامهم الرسمي كمواطنين الي الدولة الفتية في الجنوب اذا قبل حكامها هذا الامر وبالتالي ستنقطع صلتهم بالشمال او ان يبقوا هكذا مواطنين في الشمال بلا حياة كالتي تعودوا عيشها حقبا من الزمن في جغرافيا وطبيعة الهية لا تعترف بقرارات الساسة وتجار الحروب وهو امر ماساوي لانهم ايضا محكوم عليهم بالضياع في شمال لا يستطيعون التمدد فيه شمالا لمراعي مملوكة لفئات اجتماعية اخري بالاقليم وحتي لو قبلوا استضافتهم لكنها ستظل مراعي جدباء وضيقة لا تشبع ملايين من ابقار اهلنا ( البقارة) وهو امر له انعكاساته الامنية و النفسية والاجتماعية والاقتصادية السيئة جدا على واقع هذه الشرائح السودانية المساهمة اسهاما مباشرا في دعم الدخل القومي بثرواتهم الحيوانية المهولة الامر الذي سيعمق جدا من مأساة وطن محمل بالازمات والكوارث والفواجع بسبب هؤلاء الحكام الفاسدين. ان النفط كمورد اقتصادي ناضب ومهدد ايضا في المستقبل بمتغيرات سياسية قد تعثر من انتاجه مثلما يحدث اليوم بسبب النزاعات الاخيرة علي حقوله بين دولتي السودان الشمالي والجنوبي وعليه ارى انه ان كان لهؤلاء البلطجية من حكام الخرطوم ذرة من ضمير وطني واخلاق تراعي مصلحة الوطن وتصون سيادته وكرامته بفهم ان ثروات البلاد ينبغي ان تذهب الي مصلحة العباد لا الي جيوب وكروش الاوغاد من ارباب الفساد..اكرر طلبي مرة اخري ان تفكروا مليا وبضمير وطني ايثاري حتى تكفروا عن سيئاتكم في تحويل هذا الانبوب النفطي الضخم الممتد من غرب السودان الي شرق السودان وهو انبوب صرفت عليه الملايين من حر اموال الشعب السوداني وبالتالي ينبغي ان يكون ريعه لمصلحة الشعب السوداني وذلك بتحويله الي انبوب مياه عملاق ضخم يضخ المياه من النيل وبقية الانهر في الشمال لري كل غرب السودان وشرق السودان وبهذا سنسهم في حل مشكلة الزراعة والرعي وتوفيرمياه الشرب في غرب وشرق السودان وهو امر سيعيد لاهلنا البجة استقرارهم في تلكم المناطق الجافة منذ الاف السنين وسيغير من شكل حياتهم وبالتالي سيكونون رقما مهما في الانتاج الوطني الداعم للدخل القومي وايضا سيحقق هذا المشروع الاستراتيجي لاهلنا (البقارة) الاستقرار الدائم الذي افتقدوه بسبب هذا الانفصال عندما تقام على ضفاف هذا الانبوب المائي العظيم المراعي والمزارع الضخمة المجهزة بارقي تكنولوجيا تربية الابقار للاستفادة من لحومها والبانها حيث ستتوافر لهم افضل البيئات السكنية الصحية لعيشهم واستقرارهم المرتبط بابقارهم وبالتالي سينعكس هذا الامر علي انتاجهم الداعم للدخل القومي السوداني. وعندما ننجز هذا المشروع الحلم لا تهمنا حينها ولولة الجارة الشمالية المحتلة لارضنا العزيزة في (حلايب )ولا سكليب الدولة الشرقية المحتلة لارضنا في ( الفشقة) والرد بالخــــــــــــــــط!
هشام هباني
|
|
|
|
|
|
|
|
|