حسن بابكر الحاج: رجلٌ أخلْدهُ التاريخُ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2012, 10:47 PM

A/Magid Bob
<aA/Magid Bob
تاريخ التسجيل: 04-23-2005
مجموع المشاركات: 224

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن بابكر الحاج: رجلٌ أخلْدهُ التاريخُ

    رجلٌ أخلده التاريخ
    حسن بابكر الحاج (المهندس)

    فى بداية العام القادم (2113) تحل الذكرى المئوية لميلاد حسن بابكر الحاج. وهو من أبكار المهندسين السودانيين. وبعد تقاعده انتقل الى مضمار العمل السياسى فى صفوف الحزب الوطنى الاتحادى. وأصبح واحداً من أبرز منارات البرلمان السودانى فى الفترة التى اعقبت ثورة اكتوبر 1964. وتلك الفترة يحسبها البعض، من أهم فترات التطور السياسى، واشدها اضطراباً ######ونة، منذ استقلال السودان. والدعوة هنا الى الاحتفاء به وتمجيده باعتباره واحد من بناة الحركة الوطنية. وفى نظرى أن حسن بابكر الحاج من أوفر أبناء جيله عطاءً، فى حيز التعمير، والبناء ، وترسيخ قيم الديمقراطية، وصون حرية الفكر فى خطى رواد عهد التنوير جون لوك وروسو وفولتير وبنجامين فرانكلين.. أفكار دشنت لعصر جديد لم يكن متداولاً الا فى أوساط الطليعة السياسية فى السودان وافريقيا.

    ولد حسن بابكر الحاج فى مدينة مروى، وتلقى فيها تعليمه الأولى، قبل أن ينتقل الى عطبرة ومنها الى كلية غردون. وتخرج منها مهندساً فى عام 1929. وهناك انتهل العلم على يد أستاذ الأجيال اسماعيل الأزهرى. وبعد تخرجه عمل مهندساً فى سكك حديد السودان متنقلاً فى اصقاع السودان من موقع الى أخر. وبعد تقاعده تولى الاشراف على توسيع ترعة الرهد، وبناء خزان رشاد فى جبال النوبة، وأشرف على تخطيط مشاريع الزراعة المطرية فى الدالى والمزموم. وقام بانشاء مايزيد على خمسين جمعية تعاونية للمزارعين. وأتم أعمال المسح الهندسى فى المناطق التى غطتها المياه جنوب خزان خشم القربة، وفى المنطقة الممتدة حتى حدود الحبشة. وربما لا يختلف اثنان فى أنه من بين خيرة المهندسين الذين تصدوا لتنفيذ برامج النهضة الزراعية والمائية الى جانب كبار المهندسين من أمثال ميرغنى حمزة ومكى المنا
    يحيىعبدالمجيد ومرتضى أحمد ابراهيم.

    أظهر حسن بابكر الحاج وعياً سياسياً مبكراً، وهو لما يزل طالباً فى كلية غردون. وفى هذا الصدد يسترجع مكى المنا (أول رئيس لاتحاد طلبة كلية غردون) واقعة ذات دلالة ذكر فيها أن حسن بابكر تميز بوعى سياسى مبكر. ففى احدى المرات تقدم ‘طابور الصباح‘ وقرأ عليهم بياناً ملتهباً ضد التصاعد الفاحش فى الضرائب المفروضة على المزارعين، فى الوقت الذى أحجمت فيه الادارة البريطانية عن تقديم الخدمات الضرورية. ودعا زملاءه الى التقاط المبادرة لتوعية المواطنين، وتحريضهم على الامتناع عن دفع الضرائب الجائرة.

    كانت تلك بداية مبكرة فى مسيرة طويلة وحافلة فى حياة حسن بابكرالحاج. وفى السنوات التى أعقبت ثورة اكتوبر ترشح وفاز عن الحزب الوطنى الاتحادى فى دائرة مروى الجنوبية. وحينها كان الصراع على أشده بين خيارى الدولة المدنية أو الدولة الدينية، وصون استقلال القضاء. وحينها، وقفت أحزاب الوطنى الاتحادى والامة و‘الاخوان المسلمون‘ فى جانب واصطف حزب الشعب الديمقراطى والحزب الشيوعى السودانى، وأحزاب الجنوب (سانو وجبهة الجنوب) والنقابات المهنية فى جانب اخر من الصراع. وقاد الزعيم الخالد اسماعيل الازهرى، رئيس مجلس السيادة انذاك، حملة ضارية أفضت الى طرد نواب الحزب الشيوعى من البرلمان. وتحريم نشاطه. وهنا انبرى نفر قليل من نواب الحزب الوطنى الاتحادى لمعارضة تلك القرارات. ووقف المهندس حسن بابكر الحاج حينها وقفة رجولية، وثاقبة الرؤية، محذراً من الفتنة، واهدار الحقوق الدستورية لفئة من المواطنين، وقال بأن تلك القرارات ستعود وبالاً على الحكم الديمقراطى الذى انتزعته ثورة اكتوبر انتزاعاً من قبضة العسكر. وكانت كلماته المجلجلة من أعظم ماقيل فى تاريخ البرلمانات السودانية: "وقفت بالأمس فى الجمعية التأسيسية ضد تعديل الدستور، وحل الحزب الشيوعى، لا دفاعاً عن الشيوعية، ولكن دفاعاً عن الوطنى الاتحادى وجماهيره. وقفت بجانب أساتذة الجامعات، وهم منارات العلم وطلابها ورجال الغد المشرق. وقفت بجانب الصحفيين والمحامين وهم الذين دافعوا عن حرية هذا البلد المنكوب فى أحلك الظروف. وقفت بجانب العمال والمزارعين الكادحين الذين وقفوا فى الماضى وسيقفون فى المستقبل دفاعاً عن حقهم فى الحياة، وهو حق هذا الشعب، وقفت بجانب الموظفين وهم الطبقة المستنيرة فى هذا القطر. ولايستطيع مكابر أن ينكر دورهم العظيم فى معركة الحرية الأولى ومعركة الحرية الثانية، وسيقفون فى معركة الحرية القادمة. وقفت بالأمس الى جانب كل من له ضمير فى هذا البلد وخارج السودان. وقفت الى جانب كل من نظر الى مستقبل هذا البلد بعقل لم تطمسه الاغراض وتحول بينه وبين الرؤية الصادقة. وقفت مع كل هؤلاء لكى لا أسجل فى تاريخ حياتى أننى كنت يوماً حرباً على الحرية والديمقراطية... ومن الخير لى ولأبنائى أن أموت شهيداً من شهداء الحرية، من أن أكون حرباً عليها."
    وفى خضم الاجواء المضطربة فى تلك الأيام شن عدد من الدعاة المتنطعين حملة تكفيرية ضد رئيس الحزب الجمهورى، الأستاذ محمود محمد طه. وبلغ الازدراء مداه بتصعيد الامر الى المحكمة الدستورية، لاستصدار أمر بتكفير الأستاذ محمود وقتله ومصادرة ممتلكاته وتطليق زوجته، وعدم دفن جثمانه فى مقابر المسلمين. وقد انبرت للدفاع عن الأستاذ محمود وابطال قرارات المحكمة العبثية فئات مختلفة من أهل الاستنارة فى أمور الدين، والحقوق التى يكفلها الدستور وتصونها الشرائع الدينية والعالمية للمواطنين. ووقف فى مقدمة المنافحين عن حرية الرأى المهندس حسن بابكر الحاج. وحذر بأن المحكمة الهزلية ستدق الاسفين الأخير فى نعش الديمقراطية. وكما اثبتت التجربة اللاحقة بعد أمد وجيز (مايو 1969) فانه لم يكن مجافياً للحقيقة. وتطرق فى مقال فى صحيفة الأيام، يصدح بالحق وصفاء الضمير، الى محنة شاعر الهند العظيم وأحد كبار مفكريها، محمد اقبال، الذى استهدفه غلاة المتطرفين فى الدين ونالوا منه. وختم المهندس حسن بابكر دفاعه عن رئيس الحزب الجمهورى وحقه فى الحياة والاجتهاد بكلمات مجلجلة. وتحدى شانئيه قائلاً: "اللهم اذا كان محمود مرتداً، فأنا ثانى المرتدين!"

    عاش المهندس حسن بابكر الحاج حياة حافلة بالعمل فى مضمار التعمير والتنمية وتخفيف وطأة الحياة والمعيشة على فقراء المزارعين. وأنبرى كالسيف المسلول يصدح بمعانى العدالة والحرية والاستنارة، وحكم القانون باعتبارها مقومات بناء الدولة الوطنية الناهضة. وهذه دعوة للمؤرخين والسياسيين والحقوقيين وعامة الناس للاحتفاء بالذكرى المئوية للمهندس حسن بابكر الحاج بأعتباره واحداً من منارات الوطنية السودانية.. دعونا نجعل من هذه المناسبة ترسيخاً لقيم الوفاء وصون وقائع التاريخ، ورموزه الشامخة، ومن بين هؤلاء المهندس حسن بابكر الحاج.


    *نشرت هذا المقال فى صحيفة الأحداث – الخرطوم
    بتاريخ 18 مارس 2012
                  

05-08-2012, 09:13 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن بابكر الحاج: رجلٌ أخلْدهُ التاريخُ (Re: A/Magid Bob)

    تحية...

    عاطر التذكار لرجل ولا ككل الرجال...كانه بفعله الناجز وموقفه الثابت وصوته الجهور يعيد امجاد مملكة مروي في ارثها الحضاري الباذخ الممدود والمشدود علي اوتار التاريخ حين يصدح ويعمل للبناء..وصون كرامة الانسان وحقه في العيش حرا لا يحجر فكره احدا...

    تتعدد ماثر المرحوم حسن بابكر بتعدد مواقفة الصادحة لتمتين التجربة الديمقراطية(وقتذاك) والانعتاق من الهوس وان تعددت اشكاله...ووقوفه يومذاك ضد عبثية القرارات التي نعيش حاليا تحت وزر اوزارها الكارثية..

    له المقام الجليل في ذكراه المتجددة..

    لك الاحترام للتنوير الذي صادف اهله..يا بوب ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de