|
في رثاء "عبد الخالق محجوب"-هكذا كان قَلِقاً على مستقبل العُشْب
|
هكذا كان قلقاً على مستقبل العشب
في رثاء عبدالخالق محجوب
شعر:أُسامة الخوَّاض *********
كان مسموعاُ ومرئيَّاُ لدي الزهرةِ، مقروءاً كصفْحاتِ الرياضةْ واسمه السريُّ "راشدْ" (1) واسمه القوميُّ مكتوبٌ بأحلام الشبابيكِ، ورعْشات الأيادي العاشقةْ يقرأ "الميدانَ"، (2) لا يطربهُ من صوتها إلا رنين الكلماتْ كان مشغولاً بتنسيق الصراع الطبقيْ لابساً بدْلته الحمراء، حلاها بأقوال الغمامْ مُلْحداً بالفقْرِ والقهْرِ، و صدِّيقا لدى عُمَّال "بحْريْ" (3) ونساء الريفِ، والزرَّاعِ، والطُّلابِ، والورْدة ِ، والكسْرةِ، والحُلْمِ، و أولاد الحرامْ كان شبَّاكاً من اللذةِ، والغبْطةِ، مفْتوحاً على أبهج وقتٍ، وفضاء الأغنياتْ يدْعم العشبَ، ويعطيه " دُعاشاً" ضد نسْيان السماء ْ كان عنواناً لمن لا شغل لهْ وصديقاً للحماماتِ، رفيق النيل في نزهته الكبرى، وبسْتان حماسْ كان عاماً من نكاتٍ ذهبتْ تطْفئ أحزان الطبيعةْ أيقظ الثورة من نوْمتها الأولى، وأعطاها مفاتيح الجدلْ وتغشَّاهُ ذبولٌ فضحكْ ومضي فيه انقلابٌ وكتبْ .............. .................. ..................... كان لا يخْطب إلا عن جموح القمحِ، والأحلامِ، والمرأةِ ذات الخبزِ، والسطْوةِ، والأفْقِ الرخيم ْ وعدائيَّا إذا قلَّصت الأرض أغانيها، حنوْناً حينما يكْتحل الشارع بالعنف الوسيمْ وزميلاً للعصافير، يماما ًمن تقدُّمْ يعشق الشدْو صباحاً ومساءً، يعْجن الخُضْرةَ، يهْديها "اتحادات الشبابْ" ويري الواعظ منفًى، ويرانا شجراً يمشي ولا يمشي، يري البسْمةَ في أحْراش حُزْن ٍعائليٍِّ، ويناديها، "يفلِّي" شعْرها النيليَّ، يعْطيها وصاياهُ، لكي تذْهب من عُزْلتها نحو "اتحادات النساءْ" كان نعْناعاً علي الشاي الذي أخفي شجوني، ومضي بي في النساء الحالمات ْ كان في برنامج الصدمة ورداً، واقتراحات العصافير علي حزْب الشجرْ كان أهْلاً ثُمَّ سهْلاً في شمال الياسمينْ واحتمالاتٍ سُكارى في جنوب السيْسبانْ قِيْلَ "ما قدَّمتَ" ؟ قال "الوعْيَ، والحُلمَ، وأسرارَ ابتهاجات الشعوبِ"، اندهشتْ فاروزةٌ، ضجَّتْ نباتاتٌ، ونامتْ في البنايات أحاديثُ الفراع المُرِّ، أهْدتهُ النساءُ الروْحَ /إيقاعاً من السُّكْرِ، وينبوعَ قرنْفلْ .............. ................. ......................... خطفتْهُ الزنْبقةْ وسرى في المشْنَقةْ ورأى صورةَ قلْبهْ في مقامات التقدُّم ْ وتقدَّم ْ وتقدَّمْ وتقدَّمْ .... والنساء- الآن- يطْلبنَ مناديلَ، مناديلَ، مناديلَ، مناديلَ من الدمِّ، مناديلَ من الورْدِ، مناديلَ من الشهْوةِ، يطْلبْنَ، ويذْهبْنَ إلى رغْبتهِ النيليَّة الأولى، ويخْضعْنَ إلى غِبْطتهِ، لم ينْكسرْ غيمٌ، ولم يجْبنْ نهارٌ، لم يرَ الجندي إيقاع التلاميذ نشازاً، لم يرَ التلميذ وقتاً مثل "عبدالخالق" المحْجوب عن أسطورة الموتِ، ولم يأسفْ نبيذٌ لذهاب الحلم عنهُ، انهمرت فيهِ أناشيدٌ، أناشيدٌ، ونادتنا فراشاتٌ، فراشاتٌ، إلى ما يشبهُ المرأة في شهوتها، قامتْ قياماتٌ، وأشْجتنا مقاماتٌ، مضتْ عصْفورةٌ في مسرح الموتِ، زهتْ أُرجوزةٌ بالشنْقِ، "عبدالخالق المحْجوب" أغْرته البناتُ - الآنَ- بالموتِ، وأغراه الكلامُ الحُلْوِ، ناداهُ إلى نومٍ عميقٍ قزحيْ
الخرطوم 1985- صوفيا 1987
(1) الاسم الحركي لعبدالخالق محجوب . (2) الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني . (3) الاسم المختصر لمدينة الخرطوم بحري إحدى مدن العاصمة السودانية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في رثاء "عبد الخالق محجوب"-هكذا كان قَلِقاً على مستقبل (Re: osama elkhawad)
|
أيوا.. أنا بتذكر قريت القصيدة دي لمن كنت في الثانوي، في التسعينيات المنصرمة، عملت في روحي عمل عجيب، ولفتتني للرجل المحبوب ده بشكل كبير. قصيدة صيغة الكلام فيها، عجيب.
بحب الحته دي شديد:
Quote: قِيْلَ "ما قدَّمتَ" ؟ قال "الوعْيَ، والحُلمَ، وأسرارَ ابتهاجات الشعوبِ" |
::::: عبد الخالق محجوب، نسمة آسره في كتمة الفكر السوداني وفي عمله النقابي، كلما تذكرته أحس بأمل غامض.
شكراً يا أسامه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رثاء "عبد الخالق محجوب"-هكذا كان قَلِقاً على مستقبل (Re: خالد العبيد)
|
عزيزي الكاتب و السينمائي طلال سلامات
شكرا لكلماتك التاليات الزاكيات:
Quote: بعيداً عن "عبدالخالق"،(ما بعيد شديد)، القصيدة دي وقرايتي ليها في ذاك الوقت خلاب من العمر، فتحت أمامي صيغة أكثر حيوية لتناول الشعر.
فتقبل شكري المتأخر يا أسامه الخواض. |
فكلماتك رد عملي و مهم من كاتب في حجم إبداعك،على من لا يستسيغون نصوص العبدلله.
و بلغت درجة الاعتداء على الديمقراطية و حق التعبير و النشر أقصى مداها، حين أمرني "أحد الديكتاتوريين الصغار" في سوق "أم دفسو" الاسفيري هنا، بالامتناع عن نشر نصوصي و الاحتفاظ بها لنفسي، بحسبانها نوعا من " الغثاء"،أو كما قال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رثاء "عبد الخالق محجوب"-هكذا كان قَلِقاً على مستقبل (Re: osama elkhawad)
|
الاســتاذ اســامة الخواض لك عاطر التحايا , تختلف الذائقة الشــعرية و تتباين بين الناس, هذا لا يقدح أبدا فيما تكتب من نصوص.
أنا مثلا لا يســتهوينى من الغناء الا ما هو ســودانى وما عداه يكون محض "هراء" ان طرق اذنى, ولكنى مع ذلك لا انكر على من يطرب لما هو غير سـودانى.
جاء فى الأثر قديما أن "الطبع تحت الروح" ســر فيما انت ســائر فيه , فلهمتذوقون كثر.
لى عليك امنية أخيرة =========== أرجو أن لا تشــير لمن انقد أو ســخر مما تكتب فى معرض ردك على مقرظى شـعرك,هى مجرد امنية أرجو أن تتحقق
ودى واحترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رثاء "عبد الخالق محجوب"-هكذا كان قَلِقاً على مستقبل (Re: Osama Siddig)
|
مرحبا بالصديقين رؤوف جميل و خالد العبيد
الاستا> اسامة خصديق سلامات ليس لدي اية طموحات لان اكون كاتبا جماهيريا محبوبا. و لا الزم ايا من كان بان يستسيغ شعري،المتنبئ نفسه كان هنالك حوله انقسام حاد حول شاعريته.
اريد فقط ان يكفوا عن شتمي و اهانتي:
و اليك هدا الدليل الواضح الذي سكتَّ عنه لايام،و لم يقل أي احد ان هدا الشتم غير مقبول، من حقي الدفاع عن نفسي بعد ان صمت الجميع عن قول الحق. و اليك الدليل :
Quote: اسامة الخواض..
يازوول شوف انا تابعت كتابتك من زمن السرير الفاضى والفارغ بتناعك داك وهسسع من يوم هناياتك دي بتاعت الانناس الما لاقيا ليها وجيع
فيا حبيبنا تقييمي ليك انو انتا زول فااارغ وصفوى وعوير عديل كة Sorrry
لكن افرغ من فراغ جُعبة أخيل عندما قرن مصيرو بطراودة
فيآخي احترم نفسك واحترمنا ( غثاءك دا ) أقراهو لخاصتك وخاصة الخاصة في صالون مغلق ـ‘ـــــــــــــــــ
اوووووووووفففففففففف تعاسة تحكي عن نفسها |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رثاء "عبد الخالق محجوب"-هكذا كان قَلِقاً على مستقبل (Re: نادر)
|
لك التحية مجددا اســتاذى اسامة
شببت فى بيت له من الأدب العربى حظ ونصيب, فوالدى رحمه الله خريج دار العلوم بالأزهر الشــريف , خلف لنا ارثا أدبيا كبيرا يتمثل فى مكتبة حوت كثيرا من امهات الكتب. كنت وما زلتأانهل منها كثيرا كلما كان فى الوقت متسـع مع اختلاف دراستى فقد كنت أدرس الهندسة الا أن حبى للأدب العربى كان وما زال كبيرا.
أنا شخصيا أجد نفسى فى كثير مما تكتب , ولكنى فى نفس الوقت أجد العذر لغيرى ان لم يرقه ما تكتب لأنى كما قلت هى ذائقة تختلف من شخص لآخر.
ما زلت عند عشمى فى أن تتجاوز عمن انتقد أو ســخر مما تكتب , وأنا هنا لســت فى مقام الناصح انما هو "عشــم".
لك من الود أضعاف أخوك اســامة صديق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رثاء "عبد الخالق محجوب"-هكذا كان قَلِقاً على مستقبل (Re: Osama Siddig)
|
مرحبا بالاستاذ نادر و مرحبا مرة أخرى بالاستاذ اسامة صديق
قد تكون هذه كلماتي الاخيرة في سوق ام دفسو الاسفيري. لا استجدي تعاطفا و لا "أجاويد" و لا "حجازين"،رافة بمصير الحجّاز: "العكاز".
و لا استجدي عيونا فيها "عطف مسيحي".
لم أفكر يوما بألقاب الشعراء ،و لا حتى بلقب واحد، و لا أنواط الجدارة و الاستحقاق،و ومفردات المديح المسهب.
أراك تخاطب فَيَّ الضمير الفردي، و تتجاهل الضمير الجماعي، و لا ترى -مثل الجميع بدون فرز- في كلمات مثل "فارغ"،و "عوير"،ما يستحق من وقوفك عليها و تدبرها، و لو بعين مستريبة.
وداعا للسلاح.
كن بعافية
| |
|
|
|
|
|
|
|