جاركوت............. درب السلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2012, 09:03 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جاركوت............. درب السلام

    اهداء اول

    الى الشهيدين عادل نقد من الشمال ويس لوال أرو من الجنوب ,تمثيلاً في كل من مات في الجنوب من الجانبين.. فتية آمنوا بالكفاح المسلح
    وقدموا التضحية الكبرى لما آمنو به,, راصفين طريق السلام بعظامهم وساقين ورورد الحرية بدمائهم.




    في البدء من عادتي ان انشر حكاياتي دون مقدمات ولكن هذه القصة مختلفة..
    هذه القصة حكاها لي صديق عزيز.. اتى الى هنا هاربا من اشباح واحلام وذكريات
    لاصدقاء كثر ذهب معهم الى الجنوب وعاد من دونهم..فقلب يومه ينوم نهارا ويصحو طوال الليل يكتب رسالته ويبكي كثيرا ويصلي كثيرا.. هى حكاية قد تكون عادية ولكن بها معاني كثيرة يجب التأمل فيها دون رفضها على انها تشايع النظام.. فهي قصة انسانية في المقام الاول حدثت في حرب لا منطق لها..
    هذه القصة أهديها الى شهيد عزيز كان ينفق الساعات لاقناعي بالحرب في الجنوب و اهمية هذه الحرب.. الشهيد الحبيب عادل نقد ابن عمة زوجي اللهم تقبله قبولا حسنا
    قد اتاك مناضلا لأعلاء كلمتك صافي النية وعوضه بشبابه الجنة.. وصبر الحاجة آمنة فقد كان أخر العنقود

    الى الحكاية

    جاركوت





    ( هذه القصة قصة حقيقية حدثت في الجنوب)

    لا اذكر على وجه التحديد متى رايتها لأول مرة..ولكن اذكر أنها
    كانت تأتي إلى المعسكر بانتظام تعالج جرح متعفن في قدمها..
    اخبرني صديقي إن "جاركوت" أتت وهي تعاني من حمي شديدة
    وناجمة عن جرحها هذا.. أتت إلى البوابة .. وسألت الحارس أن يساعدها
    وبما انه كان من المستحيل إدخالها المعسكر إلا أن الحارس عطف عليها
    وأتي إلى ممرض الوحدة وأخبره.. فذهب مع الممرض ورآها ترتعد من الحمى وتبكي….ففكر الممرض كيف يحل مشكلتها.. لا يستطيع إدخالها إلى المعسكر تحت أي ظرف من الظروف وفي ذات الوقت لا يمكن أن يتركها هكذا.. فذهب واخطر الطبيب الذي حضر ومعا نظفا جرحها
    أعطاها حقنة مضاد حيوي..وقال لها عليها ان ترجع يوميا لتأخذ جرعة المضاد الحيوي.. ومن يومها صارت "جاركوت" تأتى يوميا فيخرج الممرض لها إلى البوابة وينظف الجرح ثم يحقنها بالجرعة.. فتحسنت صحتها..فكانت تأتى لهم بثمار الباباي والأناناس. وبلغة عربية مكسرة
    تشكرهم.. كانوا يحسون بامتنانها لهم من نبرة صوتها العطوفة الحانية..
    مرت الأيام وصار وجود جاركوت عاديا لا يثير حتى العساكر الذين كانوا يعتقدون أن هذا نوع من الغباء والغفلة في أن يتركونها قريبة هكذا من المعسكر .ولكن بعد مشاحنات لا حد لها مع الممرض حسمها الطبيب الأعلى رتبة.. بأن جاركوت ستأتي يوميا لتلقي العلاج
    دون أن يحتج أحد.. وقليلا قليلا صارت "جاركوت " أهم شخص يعرفه الجنود خارج المعسكر..الكل صار يحبها ويتجمعون حولها
    عندما تأتي.. بادلتهم جاركوت حب بحب ومودة بمودة..
    إلى ان كان ذلك اليوم الحاسم عندما وصل جنود من الحركة الشعبية إلى قرية "جاركوت".. وفجأة من وسط الأشجار انبثقت جاركوت
    راكضة وهى تصرخ بأعلى صوتها ثم زخات رصاص و سقطت على الأرض.. استعد الجنود بأسلحتهم
    وبلغ الضابط الرآسة إن هناك هجوم ويريدون الأذن للخروج لتقصي
    الحقائق.. وعندما ظهرت جاركوت لم ينتظر أي رد خرجت عربة جيب
    بها الممرض وبعض الجنود أسرعوا تجاه المكان الذي سقطت فيه جاركوت.. بينما كون الآخرون حماية لهم نزل الممرض حمل جاركوت سريعا ادخلها في الجيب ورجع الجيب وانهال عليه الرصاص من الغابة.
    حيث كون جنود المعسكر سد أمان وصاروا يطلقون الرصاص..
    وصل الجيب و حملت جاركوت إلى العيادة الميدانية.. واشتعلت الإشاعة في المعسكر حيث قليل ان جاركوت جريحة جرح قد يؤدي
    بحياتها.. وحضر الكل يتسقطون الأخبار وجاركوت في الداخل
    وكل يدعوا لها بالسلامة..خرج الطبيب وبحزن قال لهم نحتاج لنقلها
    إلى المعسكر الكبير.. فتبرع العشرات لفعل ذلك.. ولكن كان الوضع الأمني غير مطمئن والقيادة قالت أنها سترسل طوافة لتختبر هذا الهجوم المعادي.وطلبت منهم البقاء في المعسكر إلى أن يعطوا أوامر أخرى.
    الطبيب اخبرهم أنها فقدت كثير من الدم. وعندما لم نستطيع أن نفعل شيئا طلبنا منه أن يقوم بعمل العملية في العيادة..وقف كل المعسكر أمام العيادة حتى القائد أتى بنفسه ليطمئن على وضع جاركوت الصحي..
    صلينا صلاة الحاجة.. ولم ينقطع الدعاء وجاركوت تقاتل من اجل حياتها و الطبيب يجاهد في إنقاذها أذن المؤذن لصلاة الفجر
    خرج الطبيب وقال انه لا فائدة قد ماتت جاركوت الطيبة
    وصلينا جماعة والدمع ينزل من مآقينا مدرارا.. حزن عميق
    تمدد في دواخلنا.. وعلا نحيب البعض في هذه اللحظة
    سمعنا صوت الطوافة.. التي نزلت في المعسكر.. وقيل لنا انه كان هناك هجوم جزئي..وكان هناك كمين معد للمعسكر لولا ان جاركوت
    عرفت ذلك واتت وهي تصرخ لتنبهنا إلى ذلك الهجوم..حيث اطلق عليها جندي معادي النار.. فبكينا
    لهذه المرأة الطيبة التي حفظت الجميل وضحت لأجلنا بحياتها
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de