|
|
 في رثاء فنان افريقيا الاول محمد وردي...بقلم آمال راسخ
|
يا الخزين يا دخر السنين ...يا الأرباب يا القمر الغاب
يا ورد ورود القلب وردينا ...بحت حناجرنا ..نحبا وما جفت ماقينا
بقلم آمال راسخ:
وردي آية من آيات الله الكونية...إبداعا...أضاءت آفاق الوطن الفنية
ذو اللحن التصويري...وصيغة النغم التمثيلي (يا ما الأوتار تفضحني في ريدي)
و تسلم صوارده …ويسلم ترابها الذهبي النفيس الذي أخرج عملاقا ماسيا...إنسانيا وفنا … وقد وضع اللبنة الأولى من جيناته المشعة نورا طالت ساحات إفريقيا … إنعاشا روحيا وبهجته...فان انتزعت من أبصارنا مرئيا...فانك في وجداننا أبديا...أنت علامة...مرجع...موسوعة فنيه...أفقيا وراسيا...عمقا...عمق نيلنا العاتي...طولا وعرضا...يا أبا الهول السوداني...خلودا(استغفر الله...والخلود لله وحده) وردي ذو تشكيله متعددة فيجمع بين خفة الروح...والطرافة ولسعة الدعابة...وله جوانب من السخرية...والصرامة بروح المعلم علما و فنا … اقتضتها غيرته على إنتاجه الأخاذ … عاكسا جهده وتقييمه لثقافته حرصا على تقييمه كما ينبغي أن يكون … دون شوائب
وردي تنعكس تشكيلته الشخصية فى كوكيله الفني المتكامل العناصر الغذائية الفنية … فمنها الدسم الذي تغور في معناها غورا وتنبهر في منحنيات دروبه … روباتا ووديانا … سهولا وهضابا كلمة ولحنا … ومنها الخفيف الذي يجعلك تهتز طربا … قبل أن يرتد إليك طرفك مندهشا مسمر البصر … منها الشجي الذي يجسد ماسي المقهور فيسبح في تياره شدا وجذبا ... معايشة … فالتهمه وجدان شعبنا … شهيه وسرى هضمه هنيئا… صحة و معافاة وصار عصبا حساسا فى جسم أمتنا … كمعلما يستقر في أحشاء الوطن … ليس في قاموسه المساومة … فهو بلسما شافيا للنفس السقيمة … وطنية … المهترئه خوفا ووجلا … (يا شعبا لهبك ثوريتك … عمق إحساسك في حريتك) فكانت وقودا أججت نار الثورات اشتعالا … وأشعة ساروا وصولا للهدف … وزادا معنويا لنجاح ألانتفاضه … ومنها من تفيض فخرا وإجلالا (من غيرنا يعطى لهذا الشعب معنا أن يعيش و ينتصر)
وردي عندما ابتلاه ربه وأكرمه ونعمه بتوافد اللذين لا حصر لهم ليفدوه بغرس إحدى كليتيهم … تقديرا وإجلالا … لا تساوى بما غرسه من إبداعاته … لا تساوى قطره من نيلنا الذي مجده من … لا تساوى وطنيته وتضحياته بالنفس في غياهب السجون عشقا لشعبه من أمل الحرية … لاتساوى انتمائه النوبي وفخره البعانخى … وتمجيده لأجداده … سلفا صالحا (عبد اللطيف وصحبه) سباقا للخير … لا تساوى بما غرسه في وجدان شعبه كمعلم قدير … لوحته الفنية الرائعة بتضاريسها وتاريخ شعبها بنفس أبيه فتيه نقيه … خاليه من التلوث النفسي البيئي المتعصب عما .. (شجر الباباي) بحنوه وطيبته … وغضبة الهبباي وجبال التاكا الشاهقة المتمثلة في ثورات شعبه العارمة ... لا تساوي بما غرسه في نفوس شعبه … من تمازج السلالات والثقافات (يا سحنه نوبيه يا وشمه زنجية)عزم ترهقا وإيمان العروبة … (عربا نحن حملناها ونوبة) … وقد استمعت إليه في إحدى جلساته الخاصة عبر الانترنت يترنم برمية الحقيبة في دول المهجر (طابق البوخه) يعكس التراث النسائي كعلاج طبيعي وصحي لنعومة البشرة عن طريق الدخان … الذي يوازى وقد يضاهى حمام البخار (الساونة) … رسالة للجيل الحديث ثم تزييلها (بالليلة هوى) فأضفى عليها بريقا بلونه الفتى المتوهج
وردي خلاق … مبدع اللحن التصويري … فألحانه تجسد محتوى القصيدة معبرة إن كان اللحن حزينا … فعند الملامة يعبر عن ذلك(الحنين يا فؤادي ليه يعاديك ما يتعادى) وان كان خفيفا مرحا (الليلة يا سمره) (في الناس القيافة حبيتا اللاطافه) مطابقا لنص القصيدة خفيف الظل … فتتمايل شدا وجذبا ومن ثم صوته الرنان يسرى في الأعصاب فيثرى الوجدان شيبا وشبابا … حتى العجوز من أمثالنا طربا يتهلل وإبداعاته في أغنية خاف من الله … تعيش معها مدرجات اللحن والصوت والأداء صعودا وهبوطا سبحا مع طبقات الصوت بمهارة وجداره إمعانا فخاف خاف ترددا … من الأولى لأخرى تلو الأخرى تختلف أداء … نغمه وصيغه توددية … تعيش سابحا روحيا ووجدانيا … وتيارات الصوت وسحر النغم … وهكذا من أمثالها (قاسى قلبك على ليه) لحنا توأما لمحتوى النص تصويرا عنابيا … يتمثل في أداءه المجسد لكلمات القصيدة ترنيما
أيضا أغانيه الخفيفة (لو بالصد أبيتينى) تنعكس فيها خفة روحه … أغاني الرطانة حتى لمن لا يفقهها فقد استرعى انتباهنا للفن النوبي فأحبنا الشعب النوبي فيها … وعظمة أمجاده … عاكسا إبداعاته التنويرية(عجوا المحس الثقيل … فدع العراجين) وشموخ النخيل من خلالها … وتشوقنا لجمال الطبيعة في بلاد شايق من خلال أغانيه (الريلة الجات تندلي بالوديان عديله) … (القمر بوبا) فنسج عليها خيوطه الحريرية … بصبغته الزاهية وكساها بطلعته الفنية البهية نكهة وردى ... الوردية … ألهبت جميع الأسماع والأحاسيس طربا منذ مهده الفني
إذا الفت كتبا لا كتابا لن أوفى وردى حقه … لأن قلمي ومقدراتي الذهنية والفكرية لا تساوي ذره من فيضه الغامر … قارة … الذاخر العبقرية … لأنه الوطن بأكمله … بتضاريسه العظيمة … بترابه المكتنز ثروة … بذخيرته الثقافية المتعددة كما ونوعا … بطيبة شعبه المميزة جينيا`
أسأل الله لك المغفرة والرحمة … وما قدمته من ولاء لوطنك وشعبك … شفاعة تنير قبرك … فإلى جنات الخلد يا وردي … وإنا لله وإنا إليه لراجعون
خالتكم الحزينة
آمال محي الدين حسين راسخ
|
|
 
|
|
|
|
زياد جعفر عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست