رحلة في اعماق بادية الكبابيش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2012, 01:22 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحلة في اعماق بادية الكبابيش

    نشرت هذه المقالات في صحيفة (الجريـــدة ) ننشرها هنا بناءاً على طلب عدد من الأصدقاء

    دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1)
    دموع أميرة خلف الرمال ..!!
    كتب : محمد الأمين علي المبروك
    الزمان : ابريل 2010 م
    المكان : امبادر – شمال كردفان .


    سواء إنتبه الإخشيديون الجدد في الخرطوم أو باتو نياماً فإن هسيس الأرضة التي تأكل منساة الوطن من جانبه الغربي يدوي في الآذان كأنما تداول سمع المرء أنمله العشر ... وفي المقابل فإن غثاء مجالس الخرطوم النخبوية المعارضة للوضع القائم يزيد الطين بلة بإتكاله على (حكاية سيطرة العرب وتهميش غيرهم ) وحدها بوادي شمال كردفان تدحض كل نفايات التحليل المستوردة وتلك التي يهزئ بها متثاقفة الزمن الانقاذي العجيب . هنا من باب الامتاع والمؤانسة نجزئ بعض من هموم هاتيك الربوع .
    (1)
    ابلغني الصديق الصدوق الريح محمود ، حيث كنا ننشط معه في حملته الانتخابية للدائرة (19) ، سودري – أُمبادِر ، أبلغني بأنهم بصدد استقبال الاميرة مريم المهدي في ربوع تلك البلاد الغربية في اطار سعيهم للفوز الغالي وتمتيناً لموقف حزبهم ، حيث يعتقد الريح انه لا يزال الناس على ما كانوا وجدوا عليهم اباؤهم الاولين ، متمسكين بالحزب العريق ولم تُغَيِرهُم الغِير، كما يزعم (نافع) وصحبه القابعين في النادي الكاثوليكي على مرمى حجر من المطار العتيد .
    فتحركنا بسيارته العنيدة تلك ،من سودري إلى الابيض، اولى محطات الاميرة القادمة من الخرطوم ، وكنت أخشى عليها وعثاء سفرنا ذاك ، فهو قطعة من الجحيم او هو الجحيم أجمعه في بعض الاحيان، فلا طرق ممهدة ولا إشارات يُهتدى بها ، سوى النجوم ونحو ذلك .. وكأنما عنانا مغني كردفان الاصيل عبدالباقي ودالبكري حين يغرد
    " أي حاجة ولا السفر ... لو صحيح قلبك عَليَا " .
    وصلنا الابيض (أَبقُبَة فَحَل الديوم) ذات مساء ووجدناها تغط في نوم عميق ، رغم ان نظيرتها الخرطوم كانت في تلك الايام ، لا تنام ولا تترك احداً ينام ، بسببٍ من ضجيج وهجيج الانتخابات وتصريحات رجل الحزب الحاكم القوي ، الذي كان يوجه مدفعيته الثقيلة من ذات المكان .. الذي طُبِخَت فيه الطبخة كلها ... والابيض كانت في شغل عن هذا كله رغم المنافسة الحادة بين فرسان كردفان الثلاثة على كسب ودها والفوز برضاء اهلها وهم :ميرغني الحاج سليمان (اتحادي ديمقراطي)، د. محمد المهدي حسن (حزب امة)، ومعتصم ميرغني زاكي الدين (مؤتمر وطني)... رغم هذا وذاك .. وجدناها -الابيض- تنام ملء جفونها عن شواردها ، متمثلة بقول الاستاذ :
    " أنامُ مِلء جِفونِي عن شَوارِدَها ... ويَسْهَر القَومُ جَرَاها ويَختَصِمُوا "
    (2)
    واطلً علينا الصباح الكردفاني الصبيح واحتضنتنا المدينة السمراء .. عروس الرمال .. وكنا على ايام الطلب في الجامعة، وحين نقول الجامعة نعني جامعة الخرطوم ..! ، احببناها تلك المدينة، ولم نراها بعد، لسبب لا يفوت على فطنة القارئ حين يعلم اننا كنا نترك مدارج وساحات كلية العلوم ونأتي الى (شجرة المنقة )، نطوف جوارها طواف القدوم ، نود لو نظفر من تلك الحسناء الكردفانية بنظرة ويغني بعضنا :
    ( أسير غزال فُوقْ القِويز ..
    كلام غَزَل مَعسُول لَذِيِذ ..
    ودَمعَاتْ عِتَابْ مِن زولاً عَزِيزْ ..
    سَالتْ عَسَل مِن كُردُفَانْ ) ..
    حتى إذا تحقق المنى ، أفِضنا طواف إفاضة وعدنا إلى اينشتاين ونيوتن –لعنة الله عليهما- ونظرياتهم التي تصيب الرأ س بالدوار .. إذن فقد حبب الاوطان للرجال (مآربٌ قضاها الرجال هنالكا).. من القائل لله دره ؟!
    وفي زنقة ذلك النهار والانتظار .. تحينا فرصة انشغال الريح مع اركان حزبه في كردفان ورئيسهم منصور ميرغني زاكي الدين (البديرية لم يتركوا شيئاً، فمنهم رأس الحكومة ومنهم رأس المعارضة)، وتجولنا في المدينة ، ليس طمعاً في مآرب وإنما نود لو نحمل زكريات و(جدعات) لأفراد الشلة في الخرطوم ، الذين لا شك سيسألون بشوقهم القديم إن كنا زرنا (القٌبَة) والقبة اروبا .. ومنَا صاحب الشوق القديم وإن تعزى..!!
    (3)
    وصلت الدكتورة مريم وأصرت على ان نغادر الى امبادر مباشرة دون ان تأخذ قسط راحة .. أتراه شوقها العاصف لرؤية (امبادر) التي طالما سمعت بها وعنها من جدتها حفيدة عبدالله ود جادالله (كَسَار قلم مُكميك)، أم تظن بِت ملوك النيل ان المسافة بين المدينتين قريبه كل القرب ، ولا تحتاج ، وهي القادمة من الخرطومن، إلى راحة يستحقها المسافر قبل الانطلاق مجدداً .
    وعلى اي حال، فقد إنطلق ركبنا ، فقد جاءت الانباء من امبادر بأن وفداً أخر من حزب الامة وصل الى (فوجا) أُم خَضَار..جَنَة، بقيادة دكتور محمد المهدي حسن ، حيث من المفترض ان يكونوا في امبادر مساء هذا اليوم لتقام ندوة هناك والمطلوب-حسب مهندس الرحلة الريح محمود- ان نكون أجمعنا هناك وبصحبة الدكتورة .
    (3)
    تحتاج الرحلة من الابيض الى امبادر، إلى يوم كامل في عُرف الكردافة ، فكيف للريح واركان وفده ان يكونوا هناك في الزمان والمكان المحددين؟ بلغة اهل الندوات وأركان النقاش .انطلقنا عبر طريق الانقاذ الغربي ..هذا الطريق الذي أختار ان يتلوى جهة الصعيد. متجانباً مدن صحراء الكبابيش الكبرى، جبرة الشيخ ، سودري ، وحمرة الشيخ. ادركنا المغرب في الخوي وبتصرف في قول المحجوب نقول(لو كنت تدري ما الخوي .. لطويت اليها الارض طي ) ومنها سرينا عبر دار حمر.. عبر الحَلالْ والمَرَاعِي..وأستقبلنا (أُم مراحيك) واتجهنا نحو الغرب الصريح وبعد طول جهاد كنا في (الهَور).. هور الكنيسة ..وهنالك سألنا القوم الذين استقبلونا بترحاب حذر، سألناهم عما تبقى من الطريق الى امبادر .. أطويل طريقنا أم يطول ؟ كما تسآل الأستاذ من قبل .. " نَحنُ أدرَى وقد سَألنا بِنَجدٍ .. أطويلٌ طريقُنا أم يَطُول ..
    وكَثِيرٌ من السُؤال إشتِياقٌ .. وكثيرٌ من ردِه تَعلِيلٌ...."
    فأجابنا احدهم بأن في ليلنا ذاك متسع للسرى .
    ولا زلنا نسري حتى عبرنا إلى تخوم بادية الكبابيش عند مُقطعة (العنيبه)، وقادنا ابراهيم على المبروك ، دليلاً لكي نأخذ الطريق الى امبادر بعد تقاطع (الطليح)، أدركنا اُمبَادِر قرابة الفجر، فحمدنا السرى ليلاً .. يا الهي هذه المدينة محاطة بالجبال من جهاتها الاربع .. تُرى أي الجبال عناها المغني في اغنيتها الشهيرة التي عُرِفت بها ...؟
    الزُول السَرَب سَرْبَه .. وختَ (الجبال) غَربَا
    أدونِي لي شَربَه .. خَلُونِي آ نَقٌص دَرْبَأ
    (يتبع)
    [email protected]

    (عدل بواسطة محمد امين مبروك on 04-04-2012, 01:23 AM)
    (عدل بواسطة محمد امين مبروك on 04-04-2012, 01:37 AM)
    (عدل بواسطة محمد امين مبروك on 04-13-2012, 10:24 PM)

                  

04-04-2012, 01:26 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    مَن ذا الذي يَا عِز لا يتغيرُ ...!
    كتب : محمد الأمين علي المبروك
    (1)
    واطلت شمس الصباح على أمبَادِر ، وسرت النسائم الفجرية فأنعشت نفوسنا وأنست أجسامنا فتًر الرحلة الطويلة ، كان صبحاً بهيجاً ، وفاض علينا نهر من الكرم الاصيل ، الاثيل. ونحرت الابل على شرف الاميرة القادمة من البحر . كان رجل حزب الامة القوي (ود درب الناقة ) ومسانده الشاب (عماد ) ، كانا كأم العروس ليلة زفافها ، قائمان على أمر الضيوف وراحتهم ، لا يتركان شاردة ولا واردة ...يتأكدان من راحة الجميع . وأذكر في تلك اللحظات ، تحت غبش الفجر صورة غائمة في ذهني . إذ كان ثمة رجل يتحرك بحذر هنا وهناك بين الضيوف ، ويتحدث بصوت هامس دائماً ثم يغيب ، حتى إذا نسينا أمره عاد لظهوره الغامض .. قيل في تفسير ذلك ان الناس هنا يخشون من ردة فعل النظارة والسلطة معاً في حال أظهروا تأييدهم لمرشح الدائرة عن حزب الامة أو حتى أبدو ترحيبا بمقدم الاميرة . سيكون هذا مفهوماً إذا وضعنا في الإعتبار ان مرشح الحكومة هو عبداللهِ ود الإعيسر .. من بيت قيادة الكواهلة .
    (2)
    على ان الإحتفاء الفطري الذي أظهره الناس العاديين ، غمار الشعب ، غطى على ظلال الحرج .. فلم يحس الناس بالغياب البائن لآل الاعيسر .. أهل الصولة والجولة في هذه البقعة ، وهم كانوا أنصار حزب الامة التاريخيين منذ حقبة دولة المهدية الثانية . وحين نشأت الاحزاب مطلع خمسينات القرن السابق ، شكلوا جزيرة لحزب الامة وسط امواج الاتحاديين الديمقراطيين ، الذين تمتعوا زماناً طويلاً بنصرة كبرى قبائل المنطقة وهي قبيلة الكبابيش .. إنما كان ذلك دهرا تولى (فهل يا بثين يعود !) .. رب قائل أن غالب كواهلة كردفان قد خلعوا الجبة الانصارية لمًا لم تتسع لأحلامهم المشروعة ورموا بأسهمهم لصالح الزمن الانقاذي الجديد.. وهكذا بدأ ان الزمان دار دورته ، وان شمس حزب الامة في امبادر قد آلت للمغيب . وربما شهدت الاميرة نفسها شفق المغيب القاني فبكت! وتظاهر أخرون بالبكاء أو تباكوا ، فلم نعد نتبين شيئاً .. على رأي الأستاذ
    إذا سَالَت دِمُوعٍ فِي خِدُودٍ
    تبيَنَ مَنْ بَكَى .. مِمَنْ تَبَاكَى
    (3)
    نعم تغير الناس.. غيرتهم الغِير .. ومَنْ ذَا الذِي يَا عِزُ لا يَتَغيرُ؟!
    ورب مراقب يقول بأن الكبابيش تخلوا عن الإتحادي الديمقراطي كما تخلى عنهم وصرف وجهه عن مشاكلهم حين حاصرتهم نوائب الدهر .. ومن ثم توجه بعض ابناؤهم المتعلمين تلقاء الاسلاميين ، ولكنهم صاروا وسطهم – رغم الإنتماء المبكر والجهاد الطويل – كاليتامى في موائد اللئام .لا يدعونهم لموائدهم الدسمة إلا لماما . إياك أعني (حسناً) و(العبيد) .
    ولكن لا يفرحًن الإنقاذيون بذلك كثيرا وننصحهم ألا ينخدعوا بالبروق الخٌلب..فما على السطح الان مما راه القابضين على السلطة في الخرطوم نصرا ونصرة لهم هناك ماهو في جوهره سوى محض إنتماء زائف ،ومجرد تقية يتقنها ثعالب الصحراء ..مجرد رأس جبل الجليد.. فحقائق التاريخ والجيوبولتيكا تقول بأن هؤلاء القوم ..القابعين في بادية كردفان ، الغارزين بيرق الحياة وسط العدم ، الواردين المناهل الأواجن ، النازلين بالمنازل التي لا يطرقها أحد سواهم ..هؤلاء القوم إنما يتحينون موعداً مع التاريخ ،متى ضربه لهم ، وجدهم أهبة الوقت زماناً ومكاناً ...
    (4)
    على انه لا يذهبن عقلك – أيها القارئ الكريم –بأن ما حدثتك عنه من ترحاب حذر قد منع الناس من الاحتفاء بالحضور البهي القادم الى أمبادر ذلك الصباح، حيث شهد سوقها القديم ،العتيد ندوة صباحية لم يشهدها من قبل وما بين حديث الانتخابات والغناء العذب .. ظللت روح الوزير الراحل الدكتور فضل الله على فضل اللة (مُكَسَر) ، نائب الدائرة في الديمقراطية الثالثة ، ظللت كغمامة وسط الحضور .. وكان المتحدثون جميعهم لا يجدون حُسنْ إستهلال إلا بذكر عطائه المميز وأياديه التي سلفت للمنطقة واهلها الكرام .. وقدم الريح محمود الدكتورة مريم واصفاً إياها (بالصوت الانصاري المجلجل) وقد اعتاد على ذلك في كل الندوات اللاحقة في سودري وتنه وبقية المحطات الحزينة .وكانت كذلك . تحدثت حديث العارفين ببواطن الامور والمهمومين بأذمة الوطن الجريح .. فلم تترك لأهل الانقاذ صفحة ينومون عليها وما (طلعَتَهُم قوزاً أخدر ) كما يقول اهل البادية لمن اقذع القول للاخر .. ولسوف تحتاج تلك الاجواء المشحونة بالاعاصير لغيمة تُهطِل رزاز الفرح وقد كان .. فقد شدت فتيات (صالون الابداع) وغنيًن كما لم يغنن من قبل .. وتبادل معهن ذلك الفتى الحميس (مكي) الغناء فأشعل الحماس وتداخل الناس وبشروا لبعضهم (ابشر بالخير .. ابشر بالخير يا انسان )
    المدفع رزم ..في كرري الضَحى ..حاشا ما جرو ..
    وكان المقام مناسبا تماما لكي تصدح الفتيات المبدعات بالاغنية الخالدة ( الليلة والليلة .. دار اُمبادر يا حليلا .. بريد زولي )
    ساد بين الحضور احساس طاغي .. ليس من السهل وصفه ..سالت مشاعر الناس كما يسيل وادي المِلك ايام الخريف.. كان ثمة مزيج متماسك من الفقد والاعتزاز قد اخذ مكانه بين الناس . ولا ادري ان كان الدفق العاطفي الذي غيم سماء تلك اللحظات هو ما جعل دموع الاميرة مريم تفيض .. ام تراه أثر فيها ما أحسته من تغير بعض الناس وتحولهم عن حزبهم العريق .. اياً كان الامر ..فقد كان للموقف نفسه فعل السحر بين الناس في هاتيك الربوع ..وظلت كلمات الدكتورة ، حديث البادية لزمن طويل .
    (4)
    الاغنية الإلياذة .. ماذا يقول الجرس ؟ وبماذا تفصح الموسيقى المصاحبة ؟ وماذا تقول كلمات الاغنية .. هذه الاغنية ..الليلة والليلة ..دار أُمبادر يا حليلا .. التي عُرِفَت بها المدينة .. واضحت ثيمة تشير إليها ويُستَدل بها عليها ..وتبدأ هكذا بصوت فتاة تغني لمحبوبها :
    بَسمَع لِي صوت كوراك ..
    غرب الجبال ديلاك ..
    زولِي الفَزيت* مالَك ..
    خليت شريك ليمك ..
    ( كنت مذ أيام الطفولة تهفو نفسي لرؤية أُمبَادر .. فقط لأعرف وجهة هذا الزول السَرَب سَربَ ، وإلى أين توجه بعد أن ختَ الجبال غَربَا ..وتخيلته بمنطق الجغرافيا وقد توجه شرقها .. ولكن أي شرق لأمبادر وهي محاطة بالجبال من كافة جوانبها؟ .." يا إلهي (ماكندو) محاطة بالمياه من كل النواحي" هكذا هتف أركاديو بونديا ، بطل رواية "مائة عام من العزلة " لغابريال غارسيا ماركيز .. فبماذا تراني أهتف وكذا هذه المدينة تعوم وسط الجبال .. ؟

    هنا أدركتنا مساحة هذا المقال .. نسكت عن الكلام المباح .. نعود في الحلقة القادمة .. عن الأغنية والقمري وتلك الرحلة في حضن هاتيك الربوع أحدثكم.
    * قولها فَزيت ..تعني هربت ..وهذا من العتاب أو اللوم . (ما لايمنكم) قالها زميلنا في الجامعة فيصل ، من عرب شندي ، لإحدى فتيات امدرمان وقد إتصلت تسأل عن حالنا وتعتذر عن تقصيرها وكنا هاربين من شغب إفتعلناه في الجامعة ايام الطلب . بالطبع لم تفهم ماذا يعني فقمنا عليه أجمعنا تقريعاً .
    محمد
                  

04-04-2012, 01:29 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    الأغنية ... إلياذة البادية
    كتب : محمد الأمين علي المبروك
    (1)
    وهنا علي ضفة الأغنية الإلياذة ، نلقى عصا التسيار من رحلتنا تلك برفقة الاخ الثائر الريح محمود وأركان حزبه وعلى رأسهم الأميرة مريم المهدي في ربوع أمبادر وعموم البادية الغربية ، كان ذلك كما حدثتكم أيام إنتخابات ابريل السابقة .. ولا أدري إن كان صحيحا أن نطلق عليها إسم إنتخابات ، وهي في الواقع لم تكن كذلك .. كان مباراة من طرف واحد ، كسب فيها كل شيئ وخسر الاخرون كل شيئ .. المكان ذاكرة .. والاغنية ذكرى .. وأغنية دار أمبادر يا حليلا .. هي إلياذة الكردافة ..وهي كما سبق ثيمة للمدينة الغارقة وسط الجبال والرمال تعرف بها .. دعونا هنا نستمتع بكلمات الاغنية الشجية .. الزول سَرَب سربَه وختَ الجِبال غربَا أدونِي لي شَربَه خَلونِي آل نَقُص دربَا مع الضان ، فهي ترعى الحشائق بالليل والراعي سرَب تعني السير ليلاً يسرب معها طول الليل (أوفر نايت ) ، ولذلك فإن محبوبته وبعد ان عرفت وجهته ، كونه (ختَ الجُبال غربَا ) . ولنقل تجاوزاً أن صاحبنا توجه شرقاٌ في إتجاه وادي المِلك، حيث المرعى والفلوات أغنى وأدسم ، فهي تنوي اللحاق به ، ولأنه إبتعد عنها والمسافة بينهما طالت . فهي تحتاج لأن تتزود بشرب الماء ثم تضرب في الخلاء القفر بحثاً عنه مستعينة بـــقَصْ أُثره وأثر بهائمه .. وهذا حب عظيم لا تعرفه فتيات الحواضر .. ونزعم ان قولها (خَلونِي آل نَقُص دربَا ) من المبالغة . فجيل البادية لا يلاحق أحداٌ ولا يترك أحداٌ يلاحقه .. مؤدَب غير مَدارِس وعِندو إنسانية . وقد عبر عن ذلك شعراً ، أمير شعراء بادية الكبابيش المرحوم عبدالوهاب فضل الله سعيد بقوله :
    ألفِي البَادِية ْ مَا بِتِتخَيلُو العَقْلِيَة
    جَمَالاٌ يٌوهِمَك لامِن تَقٌول حٌورِيًة
    تَلقَى بَشَر ، مَكَحَل خِلقَة رَبَانِية
    مٌؤدَبْ غير مَدارِس وعِندٌو إنسَانِية ..
    ولعلك واجد هنا نَفَس وروح ابوالطيب المتنبئ وشعره الذي يغني به من لا يغني مغردا .. وعلى وجه التحديد خريدته تلك " ما أوجه الحٌسن المستحضرات كأوجه البدويات الرعابيب " وتلك قصة أخرى نعود لها يوماً .
    تقول أبيات ألاغنية أيضاً : يَا يُمَه سيبيني .. الجَرارِي راجِيني .. بَرَادِك الصيني .. قِريَافُو رامِيني .. وهنا تطلب من أمها ان تعطيها الإذن لتذهب ، فحفل الجراري ينتظرها ..
    و(البَرَاد ) هو الإناء الذي يُعد فيه الشاي والقرياف هو (الخَرَم ) للشاي او أي من المنبهات . والبراد من صنع الصين ، فنحن قوم يستوردون من الصين حتى براد الشاي ومع ذلك نزعم بأننا (حنفوق العالم أجمع ) .. فتأمل.
    وقد يقول لك احد البدو ( الليلة الشاي راميني ) ويعني انه متقريف للشاي . وبالتجربة فإن للشاي هنا في البادية طعم مختلف خاصة إذا كان ممزوجاٌ بلبن الضان .
    الفَرع البي فوقي .. قِمريتو بِتْقوقِي .. جَراري الخَاجوقِي .. نَسَاني نَشِيل توبِي ..
    القُمري صنو البلوم .. وكلاهما طائرٌ لطيف . وإذا هَدَل القمري فقد تكتمل الجنة ، وكنا صغاراً نرعى صِغار البهم ، نزعَم بأن القُمرية حين تهدِلٌ (تِقوقِي) فإنها ترثي نسيبها الذي قتله بابكر على حد زعمنا فهي إنما تقول :
    نَسِيبِي كِتِل ..
    كَتَلُو بَابِكِر ..
    بي عُودْ الكِتِر ..
    أما من هو بابكر .. فربما كان صيادا ماهرا لا يخطي له سَفَروك ..
    لا تشغل نفسك- عزيزي القارئ- فذلك محض عبث طفولي ، والان كبرنا و"كبرت الإبلُ " فصرنا نطرب لغناءٌ أخر يدخل فيه القمري إيضاُ وثم غزلان نافرات :
    القٌمْرِي فِي الأغصان ذكرني أوصافك .. وقلبي أنطرب فرحان ..
    ضامر قوامك لان .. وقلبك قِسى وجافيت .. ليه يا جَدِي الغزلان ..؟!
    والحديث ذو شجون .. يٌزًكر بعضه بعضا ..
    والأمر من هذه الجهة ،جهة القَمَاري ، ليسوقنا لقصة إبن أٌمبادر ، الأديب الأريب ، إبراهيم الدلال . وكان أيام الطلب بمدرسة خور طقت الثانوية (كان هناك مدرسة بهذا الإسم في العصر الطباشيري ) ، وقد إعتاد التسلل خارج سور المدرسة يحمل كتبه وكراساته بقصد مراجعة دروسه بعيداً في الفلوات وهو أمر مفهوم بالنسبة لطالب قادم من الريف ، وحدث ان الشجرة التي آوى إليها كانت تسكنها قمرية . وليس من المؤكد حسب القصة إن كان الدلال هو من أسقط عش القمرية بأفراخه الصغيرة أم أن الرياح هي من أسقطته .. علي أي حال فقد جلس الدلال تحت الشجرة يطالع دروسه . وعادت القمرية الى وكرها ، فوجدت فراخها الزغب وقد سقطوا فماتوا ..فصارت تِقوقِي، وبكت هديلاً نائحاً .. نشيدا نشيجاً ترثي فراخها .. فتذكر صاحبنا أحبابٍ بذي سلم ، فأخذته عبَرة .. فعبَر عنها شعرا ، موجهاً حديثه للقُمرية التي كانت تنوحٌ على فرع غصنها المياس :
    يَا قِميرية فوق فَرعاً تِلولِي الريح ..
    وزى ما صحتِي من ألم الفُراق بِنصِيح ..
    زَكَرتِينا بي مَثَلاً بِقولو صَحِيح ..
    مِن المُستَحيل مَجروح إدَاوي جَرِيح .. ن
    عود للأغنية وقولها (جراري الخاجوقي )..الجراري مزيج من غناء الفتيات وترجيع الشباب بحناجرهم وضرب الأرض بأرجلهم في آن واحد .
    أما الخاجوقي فأغلب الظن انه رجل أشتهر بالمهارة في غناء الجراري وقيل غير ذلك .
    وانت ترى أن فتاتنا من شدة لهفتها على ألا يفوتها حضور حفل الجراري قد نسيت ثوبها ..
    الليلة والليلة .. دار أم بادر يا حليلا .. بريد زولي
    وهناك تشابه وتداخل بين هذه الأغنية وأغنية كردفانية أخرى إشتهرت وسارت بين الناس وهي ( كَبَاشِي كان برضَى ) والتي تسمى أيضاٌ (الليمونِ) ..
    أغنية (دار أم بادر ) إشتهرت بصوت الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية أما الليمونِ فقد غرد بها بلوم الغرب عبدالرحمن عبدالله . وبعد .. شغلتنا الأغنية عن رحلتنا تلك التي دار حولها محور الحلقات الأولى والثانية ..
    لا بأس سأعود لنحكي عما حدث في باقي الرحلة في البادية الغربية في سوانح أخرى [email protected]

    (عدل بواسطة محمد امين مبروك on 04-04-2012, 01:35 AM)

                  

04-05-2012, 01:11 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    .......
                  

04-05-2012, 02:09 AM

عادل نجيلة

تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 2832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)



    شكرآ الزميل محمد أمين مبروك لهذا الوصف الأدبي الجميل ورحلتك الحالية لدار الكبابيش والتي جعلتني أسترجع ما كتبه الوالد الراحل المقيم في سفره القيم(ذكرياتي في البادية) في ثلاثينات القرن الماضي حينما عمل أستاذا في ديار الكبابيش وتجربة أول مدرسة للعرب الرحل .. ولقد كتب آنذاك حول إقناعه للسير على التوم ناظر الكبابيش يومها بالإنضمام للحزب الوطني الإتحادي يومذاك وقبل السير على التوم الترشيح وأعلن إنضمامه للحزب الإتحادي .. ولقد كانت دائرتي الكبابيش سودري الشمالية والجنوبية مقعدان مضمونان للإتحاديين في كل إنتخابات السودان التي جرت في السابق ولم تشذ تلك الدوائر إلا عام 1985 حينما فاز إبن عمر مرشح الجبهة الإسلامية عن دائرة سودري الجنوبية ولا أذكر الآن من الذي فاز في سودري الشمالية في نفس الإنتخابات. رحم الله حسن نجيلة رحمة واسعة من عنده .. بالمناسبة إنتهينا من ترجمة كتاب ذكرياتي في البادية إلى اللغة الإنجليزية وهو الآن في طور المراجعة النهائية قبل الدفع به للمطبعة.. ودمت.
                  

04-05-2012, 06:34 AM

الكباشى البكرى

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3752

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: عادل نجيلة)

    سلامات محمد امين
    الحديث عن بادية كردفان والارتحال فيها حديث ذو شجون وحديث ذو وقع خاص لكل من ارتبط بهذه البادية او زار هذه الديار المضيافه
    فالكببايش وبادية الكببايش يصعب للكلمات مهما انتقيتها ان تجزل وتعطي كل ذي حقا حقه وهذا لا يعايشه الا من عاش في هذه الديار او زارها
    او مرا بها عابرا
    اما التحولات السياسيه والانتماء شأن الكببايش شأن اهل السودان جميعا الذين كانو ينقسمون بين الحزبين في ذلك الوقت الامه والاتحادي
    منذ الاستقلال ولكن اتي التحول اغلب افخاذ وبيوت الكببايش الي التيار الاسلامي الاصل منذ فتره تاريخيه طويله
    وكما اسلف الاخ عادل نجيله
    Quote: ولقد كانت دائرتي الكبابيش سودري الشمالية والجنوبية مقعدان مضمونان للإتحاديين في كل إنتخابات السودان التي جرت في السابق ولم تشذ تلك الدوائر إلا عام 1985 حينما فاز إبن عمر مرشح الجبهة الإسلامية عن دائرة سودري الجنوبية ولا أذكر الآن من الذي فاز في سودري الشمالية في نفس الإنتخابات.

    فقد فاز الاسلاميين بالدائرتين بمرشحيهما الشيخ البكري الشيخ الكباشي والاستاذ ابن عمر محمد احمد وكان هذا تحول تاريخي مهم ونصر كبير للاسلامين في تلك الديار
                  

04-05-2012, 06:55 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: الكباشى البكرى)




    ابل امبادر
                  

04-05-2012, 07:01 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: فيصل محمد خليل)



    ابوبكر سيد أحمد - أم بادر
                  

04-05-2012, 09:15 AM

Ahmed al Qurashi
<aAhmed al Qurashi
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 4263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: فيصل محمد خليل)

    Quote: ليسوقنا لقصة إبن أٌمبادر ، الأديب الأريب ، إبراهيم الدلال . وكان أيام الطلب بمدرسة خور طقت الثانوية (كان هناك مدرسة بهذا الإسم في العصر الطباشيري ) ، وقد إعتاد التسلل خارج سور المدرسة يحمل كتبه وكراساته بقصد مراجعة دروسه بعيداً في الفلوات وهو أمر مفهوم بالنسبة لطالب قادم من الريف ، وحدث ان الشجرة التي آوى إليها كانت تسكنها قمرية . وليس من المؤكد حسب القصة إن كان الدلال هو من أسقط عش القمرية بأفراخه الصغيرة أم أن الرياح هي من أسقطته .. علي أي حال فقد جلس الدلال تحت الشجرة يطالع دروسه . وعادت القمرية الى وكرها ، فوجدت فراخها الزغب وقد سقطوا فماتوا ..فصارت تِقوقِي، وبكت هديلاً نائحاً .. نشيدا نشيجاً ترثي فراخها .. فتذكر صاحبنا أحبابٍ بذي سلم ، فأخذته عبَرة .. فعبَر عنها شعرا ، موجهاً حديثه للقُمرية التي كانت تنوحٌ على فرع غصنها المياس :
    يَا قِميرية فوق فَرعاً تِلولِي الريح ..
    وزى ما صحتِي من ألم الفُراق بِنصِيح ..
    زَكَرتِينا بي مَثَلاً بِقولو صَحِيح ..
    مِن المُستَحيل مَجروح إدَاوي جَرِيح .. ن


    الأخ العزيز / محمد أمين مبروك

    سلامات

    لقد أمتعتنا بهذا المقال الجميل والرائع

    والذي ارجعني الي أعوام خلت حينما زرت ام بادر عدة مرات

    حيث كان والدي يعمل بالتجارة لعشرات السنين

    فتعارفنا باهلها ونمت بيننا علاقات اسرية واجتماعية ما زالت متواصلة حتى الان

    وكذلك هيجت الذكرى بالحديث عن الصديق والزميل محمد الأمين الدلال والمذاكرة في الغابة الغربية للمدرسة

    حيث تزاملنا في مدرسة خورطقت وفي داخلية دوليب ثم جامعة الخرطوم

    سمعت انه الان بالمملكة العربية السغودية اتمنى ان يكون بخير وصحة جيدة

    لك كل الود والتقدير عزيزي محمد لهذا الابداع
                  

04-13-2012, 11:09 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: Ahmed al Qurashi)

    شكرآ الزميل محمد أمين مبروك لهذا الوصف الأدبي الجميل ورحلتك الحالية لدار الكبابيش والتي جعلتني أسترجع ما كتبه الوالد الراحل المقيم في سفره القيم(ذكرياتي في البادية) في ثلاثينات القرن الماضي حينما عمل أستاذا في ديار الكبابيش وتجربة أول مدرسة للعرب الرحل .. ولقد كتب آنذاك حول إقناعه للسير على التوم ناظر الكبابيش يومها بالإنضمام للحزب الوطني الإتحادي يومذاك وقبل السير على التوم الترشيح وأعلن إنضمامه للحزب الإتحادي .. ولقد كانت دائرتي الكبابيش سودري الشمالية والجنوبية مقعدان مضمونان للإتحاديين في كل إنتخابات السودان التي جرت في السابق ولم تشذ تلك الدوائر إلا عام 1985 حينما فاز إبن عمر مرشح الجبهة الإسلامية عن دائرة سودري الجنوبية ولا أذكر الآن من الذي فاز في سودري الشمالية في نفس الإنتخابات. رحم الله حسن نجيلة رحمة واسعة من عنده .. بالمناسبة إنتهينا من ترجمة كتاب ذكرياتي في البادية إلى اللغة الإنجليزية وهو الآن في طور المراجعة النهائية قبل الدفع به للمطبعة.. ودمت.

    اخ عادل ... وبقية الاخوان الاعزاء الذين اثروا الموضوع بنثرهم الذي فاق المتن نضارة وطلاوة
    واعذروني على عدم إنتباهي لمداخلاتكم سوى اليوم والحديث ، كما ذكرتم ذو شجون ، سالاحق مداخلاتكم واحدة واحدة تطويلا للونسة السيبرية
    حتى يطلق لنا الله بلمة في سوق امبادر القديم ..

    اخ عادل
    لعله من المتفق عليه ان نجيلة بالنسبة لبادية الكبابيش ك(كولمبس) للأمريكان .. وبين الإثنين شبه في كتاب المفارقات المضحكات

    المرحوم حسن نجيلة رجل عظيم .. قل ان يجود الذمان بمثله له الرحمة والمغفرة

    حديثك يحتاج مراجعة فيما يتعلق بخبر إنضمام الكبابيش للحركة الإتحادية على النحو الذي ذكرت ...!!

    خبر ترجمة الكتاب بشارة تستحق عليها جملا اصهب او ناقة لقحة ... واكثر من ذلك

    سأتابع معك امر الكتاب باللغة الإنجليزية .. فهذا خبر الموسم
    دعنا نتواصل على الخاص [email protected]
                  

04-13-2012, 11:54 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    كم تؤثرني مثل هذه الحكاوي
    حياة البسطاء هي ملح هذه الأرض



    التحية لصاحب البوست والمرور
                  

04-14-2012, 02:50 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: طارق جبريل)

    دراويش فى بوادى الكبابيش



    إن الحديث عن الكبابيش ذوشجون...وإن الغوص فى محيطهم لآسر ومؤثر...لا شئ فيه غير الدرر واللآلى ولا شئ فيه
    غير صفاء ونقاء القلوب والعقول.....قلوب مطمئنه بجمال الزبرجد وجمال من يمشى عليه....لا تحسب ذلك الا لؤلؤا منثورا......والكباشى الذى صفى زهنه بما ياكل وبما يعايش....له فراسة الفرس والجمل...لابل أنقى وأحذق...تحسبه من البسطاء السزج ولكنه يخبرك بما لا يعرفه الجغرافى أوعالم الفلك عن الفلك...يعرف دقائق الدقائق عنه ويربطه ويسخره ببيئته تسخيرا ينسجم كمعزوفة موسيقيه تعددت آلاتها وتحدث نغما يشجيك... فتغفو فى نعاس فاتر...تسمع وترى وتطرب وترتاح....يعرف النجوم ويعرف أثرها على أمزجة الناس والحيوان والنبات....ويعرف تماما أنسب الأوقات لزراعة المحاصيل وأنسب الأوقات لتلقيح النخيل...وكذلك أنسب الأزمنه للحيوانات....يحدثك عن الأتجاهات والمسافات دون بوصلة ودون جنزير مساحه....يخبرك المسافة راكبا وراجلا بالتحديد الذى ربما يستعصى لوسائل العصر من رصدها بتلك الدقه....الكباشى لا ينظر فى عينيك....ليس ذلك تجاوزا ولكن إحتراما وتقدير....ولكنه ربما يوصف قسماتك بدقة تفوق كاميرات التصوير الحديثه.....والكباشى كبدوى يستطيع تتبع الأثر لشهر من الزمان...سواء كان الأثر لإنسان أو لحيوان....كما إنه يمتلك مهارات نسب المواليد....إن كانت بهما لأى مراح لابل لأى أم بالتحديد....كما لو كان له جهاز (دى إن آى.)...يمكن أن ينسب أى طفل لأبيه بمنتهى السهوله ويمكن أن ينسب الغريب من شكله واسمه ولهجته الى قومه بالتحديد..... والكباشى يعرف ناقته كما يعرف بنيه...ويعرف تيرابها لا بل يعرف تيراب أصلها حتى ولو بيع فى الحضر أو فى أى بادية أخرى....فالكبابيش شعب يمتاز بالذكاء العالى والذين تتاح لهم فرص التعليم يصيرون من النوابغه...فلهم قدرات عاليه للإستيعاب...وقدرات أعلى فى ملكات الحفظ...فمجتمع كهذا المجتمع وبهذه الثروات التى ربما تحدث ثورات وطفرات إجتماعيه....من المفترض أن يراعى وتوفر له كل أسباب الحياة من تعليم وصحة وغذاء وأمن وعداله....


    ومازلنا جلوسا نستحلب ذلك المدرار فكرا وتراثا وطرائقا وطرقا يطرقونها فى حياتهم فى تلك الجنه بادية الكبابيش....وما زالت البروق تغمز غزلا للكباشيات ومازالت الغمامه والسحب المدرارة ترش علينا وعلى الطبيعه برافة وكاننا شتول نعناع أوحقول ورود...وما أنفك ذلك الصناجة يتداعى علينا كالنخلة الولود الودود بالرطب دون أن نهز جزعا...إستعدل فى جلسته بعد ان إرتشف أوكما يقولون قربة حوار صقع أربعه من الشاى بالقرنفل والقنديله وأخذ يكلمنا عن الدمره وهى أزمنة عودة الرعاة الشباب من نشوقهم وشوقارتهم بالسعية كبيرها وصغيرها....لأن الخريف خضب الأرض بخضرة تضج بها الأرض ضجة القمرى فى الكبور عندالأصايل...فى هذا الموسم يتم تلقيح النوق والبقر والمعيز وكذلك كل البذوره فى دار الكبابيش زرع خريف ناجح...فى هذا الموسم تقوم النسوه بصناعة فنون الشعر أكاليما وشمالا وخرجة وخراتى فالشمال تستخدم فى صناعة البيوت والأكاليم مفارشا ومناظرا تزين بها البيوت ومن ثم يعملن فى صناعة الزعف من النخيل والدوم أشكالا مختلفه منها الأوانى كالمشلعيب والقفاف ومنها البروش المختلفه والهبابات...كما يقوم الشباب بصناعة الحوايا بأشكال مختلفه وتجليدها وكذلك صناعة الفراءت للجلوس ومناظر للبيوت...ثم يقوموا بصناعة لحبال من الشعر والزعف كذلك...وكذلك يعملون الخلالات للبهم لكى لا يرضع المعيز وأيضا يذهب الشباب الى الصيد فى الكبور بالكلاب والسفروقات لصيد الغزلان والأرانب والحبار والباجبار ودجاج الوادى والقطا....وفى المساء تجتمع النسوة والشباب فى إحتفالات يرقصون فيها وينشدون الدوبيت والتويا والجابودى والطمبور والجراري وكل أضرب الفنون...وأيضا من مهام الشباب حلب النوق والبقر بينما تقوم النسوة بحليب المعيز من الضأن والغنم ثم رعاية بهم المعيز وكلفه بالرضاعة والكلأ ويتخلل اليوم أزمنه للفاقه وشراب الشاى ولعب السيجه والضاله وغيرها وبعد ذلك قال الشيخ يا أبنائى إن الباديه ترضى أصحابها عطوفة حنونة حانيه لا تبخل لمن فيها بما فيها ونتمنى أن تدوم إقامتكم معنا وتدوم فرحتنا بكم.....
    كان الروب من قبل قد لعب براس الموج وأبدى نشوته....فاليوم شاى الشيخ يلعب براس زول البقعة
    عصمت الذى أخذته الطبيعة غسرا فتمادى فى متابعة النطيح بين ذكور المعيز المخلوط بمعيز الصيد....إنه أشبه بالصيد يصفر لونه مذهبا وتعتريه رشة خفيفة داكنه... وذلك لوحدة الكبور التى ترعى فيها معيز الصيد البرى ومعيز الكبابيش المستأنسه لذا تم التناسل والتلاقح والإختلاط فخطفت المستأنثه بعض صفات البريه.... ولأن الطبيعة تعيد صياغة نفسها واستنساخها للروائع من المبهرات والمتبلات بمسك من الصيد وقرنفلا وجنزبيلا من كبور تحتضن الرهيدات الرخية بالتمليكه والبطيخ والفقوس....لذا تجدنى أحسب أن الكباشيات أنفسهن من الصيد بريبات الكبور المغنوجه المدعوجة...واعجبى لتلك الطبيعه وذلك الجمال والجلال....خضرة كست الأرض من خلالها الى خلخالها وسماء تحتفى وتحتفل بزخات رزازها الفاترة تبعث الخدر فى ذوات الخدور حيلانا كما الأرض فتشعل طوابين الكبريت والشاف والطلح لتحميس طارات قيام الليل الهادى...ولإستنساخ جمال من الجمال ولإنتاج الذراري الميامين من الإناث والذكور يا ذلك الرزاز تكتنفه روائح الكبريت من كل صوب وحدب...نعم بالله فقد خلق من الماء كل شئ حى....ونحن جلوس فى حرم الشيخ وحضرته وهو يتربع فوق حصيرة الملوك ككر المانجلوك عبدالله جماع والسلطان الفونجاوي عماره دنقس...وعلى يمناه جلس يحى فى تؤدة وتأدب وعلى شمائله جلس ذو الشمائل الموج وجلست وعصمت لا كخير الأمور لأن ذلك خيار مفروغ منه فهو خيار الشيخ لا إختياره....ولكن جلسنا على فروة ذات وبر ابيض كالقطن طويل التيله تدل على جمال ذلك الحاشى الذى ربما ذبح إكراما لضيوف الهجعه...وكانت جلسة الموج ويحى تشجينى وتطربنى وكانهما أبو قرجه وحمدان ابوعنجه يتوسطهما المهدى....وأنا اتلصص مناغيا عين الذكاء فى ذلك الكباشى المسكون ذكاء فكأن الفراسة تتساقط قناديلا وعراجينا من عينيه....ولأنه كذلك على موعد مع بريبة من مراحه الحلال....ولأننا تلمسنا الدلائل حيث لا بريبة تنتظرنا ولا حيزبون ولا جحمرش.... وأن تلك الفراسه التى تبدو لدى ذلك الزعيم المهاتما الذى هو أشبه بغاندى بين عشيرته...لأن عقله لا تحترق فيه خلايا الفراسة بالنظر الى سيقان الحسان...لأنه يمتلك السيقان والبان والسيسبان....فمراحه الحلال يجدول لمن السربه الى الدانوب هذا المساء... ساحرات لا تتجاوز أعمارهن الخمسة وعشرين خريفا من خريف تلك البئه....يبدلن بأربعة أخر بعد الأربعين وتحتفظ كل واحدة منهن بكل أمارتها ورزقها وأبنائها الأمراء وثرواتهم من النعم المتبوعة والمزروعة والمطمورة والمقبوضة المحروسه...كان الشيخ فى أوج تجلياته حيث سرد لنا أقاصيصا وحكاوى وحدثنا حديث العارف عن أهمية العسل للرجل...إن كان ذلك العسل من الطلح أو من مخابئ الجبال....كذلك أشاد بالسمن واهميته ثم السمن مع البلح على الريق...لا بل أسهب فى الحديث عن القارس والقارس بالحرجل مع بعض القنديله يغلى فوق نار الشاف فهو شافى لا بل يفعل الأفاعيل.....فالشيخ موسوعى العلوم والمعارف غواص متبحر فهو بحر العلوم وجد ضباعها الجائعه يحى وعصمت والموج وشخصى الضعيف.....
    وبينما نحن جلوس يخرج يحى عبدالكريم بهدؤ دون إستئذان....ويستمر الشيخ فى السرد الشائك والشيق...حدثنا عن فروع الكبابيش العطويه والبراره والبديات والعياييط....وعن عمودياتهم ومشائخهم ومشاربهم....وكذلك حدثنا عن قوة شكيمتهم وصبرهم وقوة تحملهم للمشاق.....فأنهم أكلة إبل...وعرفت الإبل بالصبر على العطش والذكاء الوقاد والحساسيه المفرطه والوفاء الذى لا يضاهيه وفاء....وكذلك الإنتقام والثأر مهما طالت الأزمنة وبعدت الشقق فورث الكبابيش كل تلك الخصال...الذكاء والوفاء والصبر والجلد وأخذ الثأر...فهم أشبه بأهل الأسكيمو أكلة السيل أوالفقمه ذات المواد الدهنيه العاليه...التى تحترق لتحمى شر البرد القطبى الغارس....وكذلك ياكلون الدب والثعلب القطبى والكربو ويرثون كل صفات تلك الحيوانات للتعامل مع بيئاتهم...والكبابيش يجاورون عدة قبائل منهم الكواهله والحمر المجانين ودار حامد والميدوب والمهيريه وغيرهم من الرزيقات الأباله كما إنهم يجاورون الجموعيه والهواوير وبديرية الشمال...فإنهم يتمددون فى مساحات شاسعة واسعه تتداخل مع الخرطوم ولشماليه والنيل وشمال دارفور....وهم من شعوب شمال كـردفان ودار ريح التى تمتد لمصر شمالا وليبيا وشاد فى الغرب....وأن هذه المساحات تكتنفها صحاري قاسيه....بها واحات وملاحات كثر...والإبل هى أهم مورد وأهم ثروة يعتمد عليها الكبابيش وكما قال سابقا الشيخ....فالجمال أنواع منها مايحمل عليه ومنها ما يؤكل لحمه ومنها ما يشرب لبنه ومنها ما يتباهى بجماله وسرعته... لذا نجد تجارة الجمال تدار بمعارف وفنون دقيقه ومتقنه بخبراء يعرفون كل كبيرة وصغيره عن الجمال وعن طرق سير تجارتها....وفجأة إكتشف الشيخ أن يحى لم يات راجعا فأنشد زولا سرب سربه وخلا الفريق غربه بكوس زوله....ونحن وكأن على روؤسنا الطير فى وجم من السرد الذى أصابنا بالخدر حتى لم ندرك عودة يحى.....




    منصور عبدالله المفتاح
                  

04-14-2012, 02:53 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: munswor almophtah)

    التحيه لكم من المصور الوهاب...الذى وهب لنا ذلك الجمال لتحقيق جلاله...ألا ترون روعة هذه الطبيعة ورونقها.....الأ ترون كيف يتأكد لكم قوله....(وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها يعلم مستقرها ومستودعها....) الا ترون كيف تقمز الأرانب من تحت أرجل النوق....الأترون الحبار يأكل من البطيخ البري حبه ويشرب الماء....ويترك ماتبقى لعنقان الصيد التى شرف مراح منها خاتما ركبنا عند النقعه التى تتوسط كبرة السدر والقضيم التى عبرناها...أما رأيتم ذلك الورل الذى تجلس على ظهره نورسة ربما خالته تمساح....يا سحر تلك الساحره...الآن أدركت تماما حالة العباسى فى مليط وواحاتها وأشجار نخيلها وصيد برها وصيد عطويتها...فيا يحى نسيت أن أقول لك أن الخرج الذى يتدلى من تحت الفروه به قنقر أخضر....رفعه ذلك الذى ودعنا جوار سوق أبوجهل بعضا من زواده....وأري تلك الحرازه التى يمخطها العلق الأخضر وحاتة لخريمها.... دعونا ننيخ النوق لتعلف ذلك العلق وتعلف ذلك الخريم....ومن ثم نشعل هبيلة لهذا القنقر....واري بكرة الموج درت لبنا تورم منه ضرعها....فاليأخذ يحى الكبروس من خرج ناقة عصمت ليحلب البكره....وأنا والموج سنفزع لتلك الخشه لنأتيكم بحطب النار....وعصمت فاليحسن المكان وليعلق كفتيرة الشاى...بعد أن ياتى بأثاف أو لدايات من كتف ذلك الوادى....ومن ثم نهجس حتى تبرد
    الأرض وعلى بركة الله نواصل فى العصريه.....
    يا أيها الثالوث الناري....والمثلث المتساوى الأضلاع فى الإبداع ....ركبنا فركبتم....وشربنا
    فرشفتم ماء الورد....وطربنا وازدهت رياش زهو التطريب فيكم....ووصفنا فنحتم الإعجاز وحققتم الإنجاز....فعشقنا عشق الجنيد ورابعه....فكنتم محلق تاجوج....وكثير عزه...وقيس ليلى....حلقتم بالقلوب....وعززتم غوث من غيث كثير....وجاءت تزحف اليكم الجموع....التى تحاول إخفاء خفر نشوتها.....فمنهم من يترك قبعته....ومنهم من يترك شالا....ومنهم من يترك شبالا ونزيف ورود نفاذ....وكروت ثناء وعباره...أحتفى وأحتفل بكم يا صناجات البديع....ويا أيها الجحاجحه راجحى القلوب والعقول....يا مراجحة عليكم وبكم تمرجح وتأرجح ملسوعا بنحل تصوفكم من تأرجح....أو خدرا من فاتر روب القارص من حرائر وكرائم نوقكم العصافير المعطاءة دون ملل....ودون جحود....الأساتذه الأجلاء....جلوتم العجب العجاب....الذى أشجى وأروى غلة الصادى....يا من صدحتم إبداعا....ونفحتم طيبا مطيابا....رسمتم ونقشتم آسر القلوب وملتاعها....إن كنت جدير أن أعطى فملوك الكلمة بجداره.....فى الباديه شيوخ للعرب....فى البندر قادات الرفعة والطرب....فتقدموا لا فرق بين الأول والآخر فالكل ينال تاجا من ورق الخروع....ومهرة مسروجة من بقايا كرائم العربيات من الأندلس....وناقة علفها الأراك والأكسير بشاريه..... فبشراى بكم وبشرى للسودان بوعود وعهود نوريه.....يا يحي والموج وعصمت....
    يا ملوك الكلم....تسافرون فىالبوادى والبراري والعتامير....ليلا ونهارا وفى الضحى والأصائل....أشواق تسرب بكم من تلك البروج المشيده....فى بلاد العربان والفرنجه....أشواق تشتاق لعناق الطبيعه....التى دمرها باعة الفحم....وقتلوا معيزها من الصيد...أعداء الصيد...أصدقاء الساقط من الغرائز...عديمى البصائر والأفاق...مدمنى الإرتزاق والإسترزاق...من ما جمل الله به الطبيعه وحباها حيويتها وحلاها.....يا ملوك الكلم سئمنا المدافئ والمكيفات...إشتقنا لصرائف من شوك وعناقريب من القد....أو من حصير النخيل والدوم...مرفوع على أربعه لدايات....ومرقين ووسادتين....وتحته جراب مملؤ بالتمر القنديله....وشعبة فى متناول اليد...يتدلى منها سعن من ماء....وآخر من روب...يتقطر نقع الماء منسربا الى الأرض...ونمل أحمر يعلو بحثا لوكاية السعن....حتى يحصل لبقايا من تمر....سقطت على الوكاى حين ربط...وعلى السقف المصنوع جيوبا للأشياء...يتدلى مشلعيب عليه قرعه....بها ملاح بربور المعمعول باللبن والويكه الناشفه...وأناغى من فوق الفروة المزدانه بها الصفحه اليمنى....سيوف خمسة تتدلى....وحراب حزمه مقزوزه....والبندق يرقد كتميم ضريح....تعلوها قداسة ورهبه...وأم العول على طرف السرير....تهز الروب وتشعل نارا للفرصه... والبهم والدجاج والأطفال يملأون الصريف حياة وحركه....وعلى الأبواب يرقد جرقاس ومقالب بزيلين هبابين وبقايا أرنب إصتاداها من كبره قريبه على مرأى......
    الأخوة....يا ذلك الثالوث الجهنمى....إستطاع الموج إقناع الشيخ ليزوج إبنه...حتى يتثنى لنا حضور بوش من بيشان العربان...فى بواديهم النديه...فما كان من الشيخ إلا أن نادى...يا يحى إنت وزول البندر ذاك أقبلوا الى...ثم نادى على إبنه....وحينها طلب من منصور والموج النظر للسعيه والرزق فى كبورها....كر العجول يضج بالعجول...وكر بهم الضان على مدى مد البصر....والبل معاقلها دككا تعلو بعض الشئ على سطح الأرض الرملي...وذلك إتقاء من الذباب الذى يؤرق النوق...جلس يحى وعصمت...وجلس إبن الشيخ...وجلست مجموعة من العربان...تحسبهم إستنساخا من بعضهم البعض...تعلو عيونهم حواجب كثه...وتتدلى على وجوههم ذقون فى إنسجام فريد...إقترنت بشوارب خلف الشفتين....وعلت على كل منهم عمامة...كأن الذى وكاها فوق تلك الروؤس فنان ماهر وقدير....لم يترك فرقا ولو واهيا بين كل العمائم....والكل يرتدى قميص من الدموريه لا أكمام فيه...بل بحمالات على عرض الأكتاف....وعلى الصفحات بنايك من أقمشة مزركشه...والكل فى سروال ليس بالطويل الذى يلحس الأرض والمركوب...ولكنه تحت الركبه...ومنهم تنبعث أثار روائخ الخمره وأطياف من بوخات الطلح...وضع كل واحد منهم مركوبه الذى لمعه بودك الكباش الكباشية الزكيه...ثم نادى الشيخ على إبنه بعد أن نادى على يحي وعصمت...وطلب من إبنه أن يذهب الى الجمع الجالس...وأن يعزل أبو زوجته فأرتبك والتبج الإبن برهة...ثم إشتد عوده فشق الجمع الى أن وضع يده على كتف أحد العربان...الذى نهض وجذبه إليه...وتلك إشارة بالرضى والموافقه....وعلى جنبى إبن الشيخ يحى وعصمت الذين قام العربان لقلدهم جميعا...وذلك إكراما لهما...وإكراما للعريس ووالده...وتلك من عادات العربان...فما كان من الشيخ الا أن نادى بعض العربان بذبح الكرامه إحتفالا أول بالموافقه...وعندما وصل الخبر مخابئ الحريم....فإذا بأصوات الزغاريد تعانق عنان السماء...فى ذلك الليل الهادى والربع الهادئ كذلك...وتعالت أصوات الغيد
    يا القاعدين للفاقه
    وحس عجولكم لاقى
    السمحه الشارفه عناقه
    الحلوه الزايده حداقه
    ود الشيخ حداقه
    وليها بجذرو الناقه...


    كنت ومازلت مصعوقا بوهج عيون الكباشيات ذوات الضغط الكهربائى العالى...ماكنت أعرف أنه يمنع الإقتراب والتصوير منهن...ألا ترون لصفان الأسنان الرخاميه الوهاجة...الا ترون طلعات الصيد فى عقب أم شديده التى تناقزت عبرانها...أعرف أن الموج شرب سعن الروب فلعب برأسه فذلك هو يقترب كما الفراش الى وهج الرتائن أنى أخاف عليه أن يحترق...ألا تراه يا عصمت ويا يحى كيف يميل به شجو معسول الروب وعسل أم بادر الكبابيشى إن الموج لا يتورع أن يقول للجمل بس...أخاف وأخشى أن يقول أنا المر...كما قال ذلك الأعرابى
    (وإذا شربت فإننى رب الخورنق والسدير....وإذا صحوت فإننى رب الشويهة والبعير)
    أما أنت يا يحى فكأن بك وقايه من لسع نحل لا بل لسع عقارب الجمال الخرافى...هذا هو خريف ابوالسعن...لا أدري يا يحى وياعصمت كيف تقامون هذه التيارات ذات المقاومه العاليه...إن أسنانى تصطك وأوصالى ترتعش...إنى فى حضرة من يهوى الفيتوري...أحدق بلا وجه وأرقص بلا ساق...ألا ترون روعة ما نري...فما بالكم بما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل وبال أحد....إن لله فى خلقه شئون وفنون(بأيكم المفتون)إنى أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله... هذا دليل ملموس محسوس مقبوض كله على كتاب الله لتأكيد وجود الله رب الجمال والجلال والصول.....





    منصور عبدالله المفتاح
                  

04-14-2012, 02:57 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: munswor almophtah)

    --------------------------------------------------------------------------------
    (دراويش فى بوادى الكبابيش (3)

    إنطلقت أسارير الغيد والقوارير بعد إطراق شاركت فيه الأشجار المتعثكلة على أن لا تسوح ولا تموح ولا تميل....لا بل ضنت النوق على أن لا تحن لجضاعها ولا لثنياتها ولا لبنات لبونها وأضمرت اللبن فى أحشائها حزنا وأسى...وكذلك صامت الغزلان عن برم الطلح وعن عشب المحريب إحتجاجا ضاجا بإرهصات الفراق...حتى الشيخ أضرب إحتجاجا وأضرم نار الرفض فى صدورالعربان...وبعد أن قررنا وأكدنا البقاء... تفتقت أسارير الغيد القوارير...ومالت وماحت وساحت فروع السيال والطلح والسدر والقضيم والحراز...ثم حنت ودرت لجضاعها وبنات لبونها وثنياتها النوق لبنا يأتينا فضله لأنى والموج عشقنا وأدمنا لبن النوق والقارص ...ثم أنداحت الغزلان تحت أشجار الطلح والحراز تعلف البرم والخريم وعشب المحريب...لابل كان الحراك الأكبر وزلزلة الجبال وكأننا بالرجاف على قمة هضبة تحتها بركان ساكن كانت إنطلاقة الأسارير على وجه الشيخ حيث نادى أن يأتوه بركوة شاى وركوة قارص وجراب من القنديله...وأن ياتوا بمباخر لبخور التيمان...إحتفاء وأحتفالا لفك الساجور....ثم نادى فينا على أن نأتيه لنرتشف فى حضرته الشاى وكذلك ليسمعنا من صميم دوبيته....وكالعاده جلس يحى على يمناه وجلس الموج على يسراه وجلست وعصمت على فروة أمامه....فطلب بصب الشاى وذلك يتم بطقوس جذابه حيث يجلس الرجل على ركبته ويرفع الكوب الى أعلى وكذلك ركوة الشاى ثم يصب من مسافة بعيده تقترب بالتدريج صوب الكوب....قبض يحى على أمقرين ونفضت أمامه كمية من القنديله ليشرب الشاى حتى لا يكون ماسخا أويكون كالزرنيخ يصعب بلعه...أما الموج كالعادة طلب من القارص قبل الشاى ثم أشار كذلك بصب قارص لمنصور إلا أن عصمت طلب الشاى وحده وهكذا إحتفل الكل بالبقاء مع العربان......
    ومازلنا جلوسا نستحلب ذلك المدرار فكرا وتراثا وطرائقا وطرقا يطرقونها فى حياتهم فى تلك الجنه بادية الكبابيش...وما زالت البروق تغمز غزلا للكباشيات ومازالت الغمامه والسحب المدرارة ترش علينا وعلى الطبيعه برافة وكاننا شتول نعناع أوحقول ورود...وما أنفك ذلك الصناجة يتداعى علينا كالنخلة الولود الودود بالرطب دون أن نهز جزعا...إستعدل فى جلسته بعد ان إرتشف أوكما يقولون قربة حوار صقع أربعه من الشاى بالقرنفل والقنديله وأخذ يكلمنا عن الدمره وهى أزمنة عودة الرعاة الشباب من نشوقهم وشوقارتهم بالسعية كبيرها وصغيرها....لأن الخريف خضب الأرض بخضرة تضج بها الأرض ضجة القمرى فى الكبور عندالأصايل...فى هذا الموسم يتم تلقيح النوق والبقر والمعيز وكذلك كل البذوره فى دار الكبابيش زرع خريف ناجح...فى هذا الموسم تقوم النسوه بصناعة فنون الشعر أكاليما وشمالا وخرجة وخراتى فالشمال تستخدم فى صناعة البيوت والأكاليم مفارشا ومناظرا تزين بها البيوت ومن ثم يعملن فى صناعة الزعف من النخيل والدوم أشكالا مختلفه منها الأوانى كالمشلعيب والقفاف ومنها البروش المختلفه والهبابات...كما يقوم الشباب بصناعة الحوايا بأشكال مختلفه وتجليدها وكذلك صناعة الفراءت للجلوس ومناظر للبيوت...ثم يقوموا بصناعة الحبال من الشعر والزعف كذلك...وكذلك يعملون الخلالات للبهم لكى لا يرضع المعيز وأيضا يذهب الشباب الى الصيد فى الكبور بالكلاب والسفروقات لصيد الغزلان والأرانب والحبار والباجبار ودجاج الوادى والقطا....وفى المساء تجتمع النسوة والشباب فى إحتفالات يرقصون فيها وينشدون الدوبيت والتويا والجابودى والطمبور والجراري وكل أضرب الفنون...وأيضا من مهام الشباب حلب النوق والبقر بينما تقوم النسوة بحليب المعيز من الضأن والغنم ثم رعاية بهم المعيز وكلفه بالرضاعة والكلأ ويتخلل اليوم أزمنه للفاقه وشراب الشاى ولعب السيجة والضاله وغيرهما... وبعد ذلك قال الشيخ يا أبنائى إن الباديه ترضى أصحابها عطوفة حنونة حانيه لا تبخل لمن فيها بما فيها ونتمنى أن تدوم إقامتكم معنا وتدوم فرحتنا بكم.....
    عند خروجنا من الشيخ ومجلسه الأخاذ الجذاب والشاجى والشادى والشادن....ظهرت بكرتان مسروجتان ومجملتان بروائع الفرو وعلى ظهرها يبدو أحد شباب الكبابيش ومعه يحي....حيث بدت أسارير يحي الطلقه ترسل بسمات الرضى والإرتياح عن رحلته التى ذهبنا فى تأويلها مذاهب مختلفه...ولكن بعد أن أناخ بكرته وعانقناهوا عناق الوداد والأخاء والإخلاص...ثم حملنا الخطى تجاه منزلة إقامتنا ونحن فى شغف لنعرف أين كان يحى وماذا كان يفعل وكيف كانت لحيظات غيابه عنا...وبعد أن وصلنا الى الدانوب واسرجنا السهراجه وجلسنا حولها وحلقنا وبحلقنا فى عيون يحى....علها تفصح....وتفحصنا طلعاته علها تطلعنا على أمره....وراغ من كان معه من شباب الكبابيش ليأتينا بالعشاء والشاى...فأخذ يحى وبصوت خافت وبطرافة وظرافة وطرب فى الصوت والهيئه يحدثنا عن سربته التى خطط لها مع صديقه الكباشى....الذى أخبره بمناسبة زواج على مسافة شربه بالبكار...حيث يوجد فريق من الكبابيش إمتداد لنفس الفصيل الذى نحن بين جنباته...حيث كان هنالك زفافا وأبتهاجا بقران شاب وشابه...وطقوس وشموس وشموع ورقيص وغناء...وفرح وطعام وهيام وغزل...حدثنا يحى عن الحور فى الصى...وحدثنا عن العشق والغى...وحدثنا عن الأنس والهمس والهش والبش...ونحن فى طرب لما نسمع وما نطالع فإذا بالكباشى ياتينا بفطير من الدخن وبقارس تتصاعد أبخرته من فم قرعة وسيعة وماهله.... وبجانبه صبى يحمل كفتيرة الشاى وخرتاية بها الكبابى والقنديله ودموع الملايكه سمن زاكى....فأقلعنا عن ما كان يسرد يحى...الى كرف رائحة الداقريس والطرب لرنة كبابى الشاى فى تكوية الصبى....واستوينا لنحمد الله على نعمائه ورزقه ثم بسملنا وأرسلنا الأيادى لخرش الداقريس...يعرف الموج عظمة الداقريس وكذلك يحى...أما عصمت الذي أخبرنا أن لا قشة مره تثنيه عن الطعام...لابل عشق الدخن وعشق القارس وعشق البانجقلى...أما أنا فلو خيرت فى طعام أتناوله الى ما شاء الله سوف لا ولن أتردد فى إختيار فطير الداقريس بالقارس...وأختيار كبدة البل بالدكوه وتبائعها....فاليجم ريقكم وحما ورغبة فى ما نرغب....بعد أن فرغنا من
    الداقريس....ودقس بنا يحي فى مسارب ضؤ خافت...بعد أن غادرنا الكباشى ومن معه أخذ كل من الموج وعصمت يتوغلون فى أعماق خصوصية يحى ليخرجوا دررا من منجم الدرر....فدر ذلك الدرير الشويدر ومازالت تكتنفه الدهشه من حضرة الجمال...ومن رهبة الجلال ومن قدرة المتعال خالق الإنسان من صلصال ومسويه فى أحسن حال...حدثنا يحى عن فردوس آخر...وعن حور وعن بحور عرائس وعرائس بحر... أبحرنا نحن معشر السامعين فى محيط هلامى من النشوة والإعجاب بذلك العالم الجمالى الجميل...هود بنا الليل ونحن ننود على ذلك اللولاى ونغم الشاشاى...وغنن البريب وفوح الصندل...وعبق الكبريت والمحلب الذى أشعل كبريت الشوق...فشق علينا النوم...وشققنا الليل جلوسا نناغى يحى ونناغم المستحيل ونتمايل شجوا من إجترار موسيقى الذكريات المتسربه فى خافت الخلجات وخلجان روح الشجو والشدو...تعثر على الموج أن يحتمل- فتراءت لى كل صور سرد يحى فى عينيه فجسم وجسد الحكى وأخذ يجتر الصور فجرانى الى عالمه الأخاذ فوخذنى بشوك التين وبإبار النحل البرى المبرئ... لله درك يا يحى بدلت طيب بأطيب...تركتنا جلوس فى حضرة الشيخ يلحفنا ويتحفنا ورغت الى متاحف التحف المتحركه والمحركه... وحركت ساكن محيطاتنا لترينا جزر المرجان وشعب اللؤلؤ ...لله درك يا يحي ودر درير الدرر التى أمطرتنا فها نتسامى فوق عوالم الجمال ونتذوق جلال رب الجمال ويكتنفنا وبشغف الإبتهال للبديع وخالق البديع رب الجمال...وهنالك مفاجأة ساره أضمرتها على الموج وعصمت بأن الشيخ نذر إذا عاد يحى سوف ينحر بكرة بعودته فاليوم سلوى وغدا سلوى كذلك وإن غدا لناظره قريب....
    وقبل أن نفرغ من إرتشاف الشاى جاء رسول الشيخ ليخبرنا بأن الكرامه نحرت وان الحريم يقمن بتجهيز الكبده والتى طلب الشيخ أن يقوم بتجهيزها أجمل النساء بعد أن يفلخن عليها من فحول البصل ويعصرن من أخضر الليمون ما يذيب الدكوة... فإذا ببطن عصمت تعزف لحن الشوق وإذا بريق الموج يجم ويلفح الإبريق حتى لا يبلع السفه أما يحى الذى أكثر من القنديله والشاي فقد قرر أن يقوم برياضة لتوسيع الإناء وكذلك فعلت...الموج وعصمت تتملكهم فرحة تفوق فرحة إنتظار قطع الرحط...فالموج ذلك القومابى خبير بصير بفوائد كبدة البل وهو رجل يأكل التمر ويشربه وكذلك العيش....لابل له نظريه عندما قال له يحى أخرش العيش أجاب العيش يشرب ولا يؤكل إنه مصيبه وارد الجعليين...ركضت ويحى مسافة اربعه أميال وجئنا مع قدوم صوانى الكبده ثم جاء أحد العربان الذى لم أراه من قبل أناخ بكرته وترجل صوبنا وفى يمينه سعن أخضر ممتلئ حتى القرون فنادى...الموج ياتوا فيكم يا الجنون...فوقف الخمجان الذى حاول أن يموه بأنه رائب...حكرنا نتشابح قداحة كبدة البكره...تسمع صوتها بين ضروس الموج كقرش التبش والعجور...والشطه والدكوه والبصل مشهد ما حصل لفنجرية اللحويين ولا لهمباته الإبل عند مبيت الحكامات...خريف أبو السعن فى بلاد الخريف والسعن...أحد العربان ينادى مزكرا الشيه والقلقال شبه...دحين لا تمدوا فى الكبده فرفعت يدى حتى أترك مكانا للآتى إلا أن الموج رأسه بين مخلاية الكبده وسعن الطارئ فأحمرت عيناه لا أحسب ذاك من الرائب وازداد لطفا على لطفه حتى كاد أن يقول لجمل الكباشى بس..................
    إن الحديث عن الكبابيش ذوشجون...وإن الغوص فى محيطهم لآسر ومؤثر...لا شئ فيه غير الدرر واللآلى ولا شئ فيه غير صفاء ونقاء القلوب والعقول...قلوب مطمئنه بجمال الزبرجد وجمال من يمشى عليه...لا تحسب ذلك الا لؤلؤا منثورا...والكباشى الذى صفى زهنه بما يأكل وبما يعايش...له فراسة الفرس والجمل...لابل أنقى وأحذق...تحسبه من البسطاء السزج ولكنه يخبرك بما لا يعرفه الجغرافى أوعالم الفلك عن الفلك...يعرف دقائق الدقائق عنه ويربطه ويسخره ببيئته تسخيرا ينسجم كمعزوفة موسيقيه تعددت آلاتها وتحدث نغما يشجيك... فتغفو فى نعاس فاتر...تسمع وترى وتطرب وترتاح...يعرف النجوم ويعرف أثرها على أمزجة الناس والحيوان والنبات...ويعرف تماما أنسب الأوقات لزراعة المحاصيل وأنسب الأوقات لتلقيح النخيل...وكذلك أنسب الأزمنه للحيوانات....يحدثك عن الأتجاهات والمسافات دون بوصلة ودون جنزير مساحه...يخبرك المسافة راكبا وراجلا بالتحديد الذى ربما يستعصى لوسائل العصر من رصدها بتلك الدقه...الكباشى لا ينظر فى عينيك...ليس ذلك تجاوزا ولكن إحتراما وتقدير...ولكنه ربما يوصف قسماتك بدقة تفوق كاميرات التصوير الحديثه...والكباشى كبدوى يستطيع تتبع الأثر لشهر من الزمان...سواء كان الأثر لإنسان أو لحيوان...كما إنه يمتلك مهارات نسب المواليد...إن كانت بهما لأى مراح لابل لأى أم بالتحديد...كما لو كان له جهاز دى إن آى...يمكن أن ينسب أى طفل لأبيه بمنتهى السهوله ويمكن أن ينسب الغريب من شكله واسمه ولهجته الى قومه بالتحديد..... والكباشى يعرف ناقته كما يعرف بنيه...ويعرف تيرابها لا بل يعرف تيراب أصلها حتى ولو بيع فى الحضر أو فى أى بادية أخرى...فالكبابيش شعب يمتاز بالذكاء العالى والذين تتاح لهم فرص التعليم يصيرون من النوابغه...فلهم قدرات عاليه للإستيعاب...وقدرات أعلى فى ملكات الحفظ...فمجتمع كهذا المجتمع وبهذه الثروات التى ربما تحدث ثورات وطفرات إجتماعيه...من المفترض أن يراعى وتوفر له كل أسباب الحياة من تعليم وصحة وغذاء وأمن وعداله....
    تملكت الرغبه كل من يحي وعصمت بالذهاب الى العد....حيث ورود الماء بجمل شنكيب يدير بكاره صممت بطريقة ما لتسهل عملية نشل الماء من البئر أو العد كما يسمونها...وفى العد يوجد الغزل البرئ...حيث تشلع بروق المقل بلا رعود ولا وعود...وحيث تلصف الأسنان والتى كانها من رخام أبيض ومصقول...ليعكس لصفانه كرقو القارص فى كبروس من حراز عند الأصيل...أصوات الحجول والعاجات العفويه تذهب بخيالك فى رحلة صعود لفريع فارع...والإنسحاب الى خلخال مخلوف من فضة وعاج فى كل رجل...وتري زماما من برق العيون كانه سهم رمى ليرديك...وطيب طيب يكتنف العد...إجتهد يحى الوافر ضراعه بملئ الحياض وكشح الملح والطحين فيها لترتوى السعيه التى لا غب فى شرعتها كالمعيز والضان...أما البكار فتلك مهنة الشباب...رايت عصمت فياض الخير يكسع ويحبس البهم ليرتوى...فأبت نفس إحداهن كالقمرية صوتا ساحرا تنشد التويه ومن خلفها عنقان البر الآسر للألباب
    (البكره الجكا راعيها
    العقده الجضه قمريها
    بدق تويه وأتوتيها
    أريت الناقه لا تنكس
    تقع فوق رقتبتا وتنقص
    العمه الهواء إتنفس
    والطاقى الحدى قنطس
    والسروال للتراب بلحس
    والمركوب قطع مردس
    والشملوخ أعمى واطرش
    والسكين دى عودا بقس
    جاى تلحس وجاى تلحس
    وداخل فى الضلع تلبس
    أريت الناقه لا تنكس
    تقع فوق رقبتا وتنقص)
    فكأن تلك السكين حادة الشفرتين...ذات العود البقس...لبست فى ضلوع كل منا...تسمرنا دهشه...جمد الدم فى العروق من أصوات تلكن الورقاءات...أى بلابل واى ندى واى هاجر...هنا لو جاء الطيب محمد الطيب لما قف راجعا...ولو جاء بشر ملائكى لتسمر فرسه دهشة...سبحان رب الجمال والجلال
    بعد أن ساهمنا فى سقاية السعيه التى لا غب فى شرعتها ثم ساهمنا فى ملئ الرى أو الروين كما تقول الكباشيات...طلبت إحداهن على أن نحضر معهن لعب أنواع مختلفه من اللعب بالطور أو بعر الجمال...ويكون لا عب معين ضد لاعب آخر...حيث تبنت فى الأرض على شاكلة السيجة بيوتا تحرك فيها كلاب الطور...ويكون هنالك تشجيع حار لكل لاعب من المعجبين بلعبه...والمشجعين له بإخلاص...ويكون البعض ينتظر دورته...وتوزع النكات والخفشات بمنتهى الوضوح والصراحة...مما يدل على معافاة ذلك المجتمع وعفويته الصحيحه غير الموبوءه بثقافات ممسوخة ممجوجه...ولأن شرع الكبابيش وقانونهم جوز لنا النظرغير المؤزي لصيد البشر وصيد البر...فقد أتيحت لنا فرصة النظر من القرب...قرب من القريب البعيد وقرب من القريب الغريب...قريب لأننا نكاد نلمسه وبعيد لأننا لا نستطيع ولا ينبغى لنا...قريب كذلك لأننا نسمع أصواته ونستنشق عطره...وغريب لأنه ملتزم بدين ربه وعرفه التزاما يدهشك...مجتمع يعرف قدره ويعرف قدراته...ترمى سكرة النظر اليه فى شوك الحيرة...وفى غمرة الحضور لا جذبة الغياب...مجتمع جذبنى وأزجى لى جزيل الجزاء بفتح أبوابه على مصراعيها لكى ألج متى ما شئت وكيفما شئت...فى حدود أن أراعى وأرعوى بالأطر التى تحكمه وتحكمنى وأصدقائى...يحى الذى جاء بنا...والموج الذى حمى ظهرنا فى المسير والنفير...وكذلك عصمت الذى إعتصم بالله وأستعصم بالقرب عنا وبالقرب لذلك الجمال الخلاب...جمال فى فترينة ليست بملموسة ولكنها معقولة ومعلومه...وهذه أروع فترينات العرض...لأصدق أسباب الطلب وأكثره قيمة...طبيعه تنداح اليك لتحتويك وتحتار منها وترتاح فيك...عفويه لطيفه تتسرب خلجات الأوصال...فتفصل مفاصل الدهشه...وتهش معيز الخيال التى تجرى فى المشاعر مجرى الدم فى شعيراته المتجذره فى أرجائنا....عظيم هذا الخالق الذى أحدث هذه السيمفونيه من الإبداع الخلاب الجذاب...ربما مررت دون تفاصيل بزمن الطريق...وبحذر البوم وتطير الطير المشئوم لدى العربان...كانت ساعات من خبب النوق تتخله شربات من الماء والقارص...والرجال يقلوزون العمامه حتى تظلل العينين من أشعة الشمس...المنبعثه مباشرة والمنعكسه والمنكسره من الصحراء....والتى تبدو من لصفانها وكانها دريش زجاج ملون...فرش على مدى البصر...
    وكما أسلفت آنفا بعد فراغنا من العشاء والشاى...ثم إسترخينا حتى الصباح فإذا بالنسوة إستيقظن باكرا...لتجهيز فكة الريق والشاى...مطالة بقارص...وحليب النوق يكتح فيه الشاى...وبعد القضاء من تناول ذلك قام فينا الدليل ليوزعنا لمجموعات...وفقا لمتطلبات ظرف كل مجموعه...والإمكانيات التى تحتاج اليها...وزعنا لثلاثة مجموعات...مجموعه لصيد الارانب الذى عادة يكون بالقرب أشجار القضيم والنبق واللالوب...لأن الأرانب من القوارض التى تأكل تلك الثمار...ومجموعه أخرى لصيد الحبار والقطا...الذى عادة يتواجد بالقرب من الماء...حيث هنالك رهيدات تحتضنها الكبور المتكابيه عليها إعجابا وعشق...ثم مجموعه ثالثه وهولاء ذوى المهماة الصعبه....صيد عبران الصيد ومعيزه...التى عادة ترتع فى سهول السعد والدفره والنجيله...وأحيانا شقل المحريب والحزاء والتمام...وصيد المعيز يحتاج لركيبة النياق ذوى المهارات العاليه...لطرد الصيد وقرعه للكلاب...ولمهرة رماة السفروق ذوى خصائص رماة الحدق...وكنت والموج من ضمن تيم الأرانب...وكان عصمت من تيم الطير...ولأن يحى قومابى وركيب يجيد شدائد أهل الباديه...كان ضمن فصيل صائدى المعيز...ثم عين لكل مجموعة أمير ودليل...ثم تركنا فى التايه رجلين من الشياب...للذبح والسلخ والتوضيب لما يتم صيده...ثم شره فى الأشجار حتى ينشف... وبعد كل تلك التجهيزات...أمرنا بالإنصراف ومع كل مجموعه مجموعة من الأطفال...للتعلم والمساعده واللحاق بالمكسوره من الطير والصيد....


    منصور عبدالله المفتاح
                  

04-14-2012, 08:57 AM

الصادق خليفة
<aالصادق خليفة
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2351

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: munswor almophtah)

    العزيز محمد امين

    موضوع جدير بالقراءة و سرد موغل في الجاذبية و حكي لا يمل

    تطرفت لكثير من الاشياء التي اثارت في كثير من الشجون و الحنية لتلك الديار الجميلة بأهلها و طيبتهم وحنيتهم يا الله كأن الصور تتراى امامي

    جبل العنيبة و الهور و سواني شخيب و مرمار و السواني و ام قصة و مرمار و ام سنطه و ام خصوص و امبادر المدينة و المدرسة الجنوبية التي ترقد على ظهر تل من الرمال .

    الامين الدلال و حمد النور و ودرب الناقة (وفي رواية لاحد اخونا وقد نسي اسم درب الناقه فقال كراع جمل) صديق الشيخ و كثير من الجميلين عيال ام بادر الذين تعرفت عليهم وفوق كل هؤلاء الناظر الجميل ناظر الكبابيش الشاب الجميل الوسيم الانيق حسن التوم.

    قبائل كثيرة تقطن هناك كواهلة و دويح و كبابيش و حمر وعوايده و ربيقات و كاجا تربطهم اواصر القربى و المحبة و تجمع بينهم الارض والمرعى والنسب.

    وادي الملك و رماله الجميلة خضرة شجر الاراك و القضيم واللاوليس المتسلق وصوت العصافير المختلفة يا الله ما أجمل تلك الديار و ابهاها
                  

04-14-2012, 10:31 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: الصادق خليفة)

    الاخ محمد امين

    تحياتي وسلامي

    وشكرا لك على هذه الكتابات الدسمة الممتعة
                  

06-04-2012, 12:25 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: ود الخليفه)

    الاخ البكري الكباشي كتب يقول :
    "
    سلامات محمد امين
    الحديث عن بادية كردفان والارتحال فيها حديث ذو شجون وحديث ذو وقع خاص لكل من ارتبط بهذه البادية او زار هذه الديار المضيافه
    فالكببايش وبادية الكببايش يصعب للكلمات مهما انتقيتها ان تجزل وتعطي كل ذي حقا حقه وهذا لا يعايشه الا من عاش في هذه الديار او زارها
    او مرا بها عابرا
    اما التحولات السياسيه والانتماء شأن الكببايش شأن اهل السودان جميعا الذين كانو ينقسمون بين الحزبين في ذلك الوقت الامه والاتحادي
    منذ الاستقلال ولكن اتي التحول اغلب افخاذ وبيوت الكببايش الي التيار الاسلامي الاصل منذ فتره تاريخيه طويله "

    اولاً مرحب بيك .. وتشرفت بتعليقك المهم

    ثانياً : الإنتماء السياسي لكيان ذو جذور تاريخية مثل الكبابيش ، لا يمكن الحكم عليه بسهولة ضربة لازب ، والتحولات لا تأتي نتائجها بسرعة إنما ببطء
    في ظني ووفق دراسة ومعايشة ان توجه الكبابيش ابعد ما يكون عن التطرف الديني والسياسي ... لهم حكمة بالغة فذ ذلك
    اما فوز هذا وذاك
    فأنت سيد العارفين أنها محض مظاهر زائفة

    لك ودي ولعموم المشايخ
                  

06-10-2012, 02:24 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    إبن الأكارم Ahmed al Qurashi
    تحية لك ولمرورك ولكلماتك الناضرات

    نقرتـــك من الإسم .. وذكرتني الرقم 735 ص ب شارع العناقريب
    تلك ايام الطفولة عذبتا عمنا محمد الحسن القرشي ... عذاااب
    كل يومين من المدرسة للدكان ... شيئ خطابات من الأهل وشي طرود مجلات ماجد من الأمارات وسمير من مصر
    ... وسنابل من ليبيا و الهدى من ايران
    رجل المستحيل وميكي جيب .... حولت دكان (العرب ) بقدرة قادر لي مكتبة

    لأولئك النفر من اهلك الأكارم فيض سلام ومـــودة

    ارجو ان نتواصل عاى ايميلي
    [email protected]
                  

06-10-2012, 02:45 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    وعودة لموضوع الرحلة ... فقد بدأ لي ان الريح محمود وهو من ابناء الكبابيش الناشطين في مهاجر الخليج منذ الثمانينيات ، بدأ لي جريئاً ومغامراً
    وهو يقود قوافل حزب الأمة في اعماق بادية الكبابيش وسط شعاب التاريخ التي لا يزال صفق ذكرياتها يتساقط في براري البادية الساكنة ... ولا زالت قصص تلك الأيام تتساقطها اسماع الأطفال والشباب والشياب
    تذكر ما كان قد صنعه الحداد بين ثوار الكبابيش ودولة المهدية الثانية ...

    اغتنم الريح فرصة الإنتخابات فجعلها احتفالاً .. وساقت علاقة الدم ، الكبابيش للوقوف مع إبنهم ... ضد نوازع التاريخ وضد الحزب الحاكم في الخرطوم
    حدث هذا في الدائرة 18 سودري امبادر في ابريل 2010 ... كما حدثتكم

    .....
                  

06-11-2012, 05:57 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    الاستاذ / فيصل محمد خليل شكرا جزيلاً مشاركتك بالصورة الجميلة المعبرة عن البوست
                  

06-12-2012, 10:08 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    الأســـاتذة
    طارق جبريل
    munswor almophtah
    الصادق خليفة
    ود الخليفة


    شكراً لمروركم وأضافاتكم الممتعة لهذا البوست ....

    ولو مد الله في العمر ... سنواصل
                  

06-13-2012, 07:26 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    الاخ محمد امين موضع جميل جدا
    واقول كما قال الاخ عادل
    Quote: رحم الله حسن نجيلة رحمة واسعة من عنده
                  

06-13-2012, 03:18 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: مدثر صديق)

    الاستاذ مدثر صديق
    المرحوم الأديب حسن نجيلة
    قدم الكبابيش للعالم بصورة رائعة وطبيعية دون غرض
    لذلك بقي خالداً فيهم
    ولا يزال الفتى الكباشي اول ما يفك الخط
    يبحث عن ذكرياتي في البادية ليرى نفسه في ذلك الكتاب المراية

    له الرحمة والمغفرة
                  

06-16-2012, 03:45 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    ممتنين للأستاذ الكبير دكتور عبدالله علي ابراهيم
    لإشادته بهذا البوست في صحيفة الأحداث امس الجمعة
                  

06-17-2012, 06:30 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    هنا تعليق الدكتور عبدالله علي ابراهيم
    على ما ورد عن رحلة بادية الكبابيش ..

    Quote: • كتب محمد الأمين مبروك كلمة طويلة ضافية عن بادية الكبابيش. وهو من ربيقات الكبابيش ومنازلهم بوادي الملك بأبي زعيمة والبقرية. وكنت زرتها في الستينات في نطاق بحثي للماجستير الذي صدر في كتاب بعنوان «فرسان كنجرت». لم أتصور عند زيارتي أن الكبابيش، الذين رأيتهم مطويين في «رعويتهم»، ستخرج منهم أقلام نيرة مثل أولاد مروح، موسى والعبيد، وحسن محمد صالح، ومبروك. وكنت أقول، من واقع خبرتي بالكبابيش ومأثورها، لمن بخسوا عروبتنا (عرب السودان وفيه غيرنا) ورموها ب»الاستعراب» إن العرب قادمون. فدعك من الشايقة والجعلية فالبادية الملوك وهم الرعية. وأعادني إلى ذلك وصف مبروك للمتنبي ب»الأستاذ» كلما أخذ منه شيئاً. وهذا ليس سنة الكاتبين عندنا. فقد أخجلهم من الرجل قصيدته في كافور حتى قال عاقل منا لنحرم دراسة المتنبي. وهذا لين ركب اختصروا به الرجل في قصيدة ليلقوا بالرجل في مزبلة الثقافة. ولو عَقَّدوا دراسة الرجل ذي الخطرات المتكسب لعرفوا أن الالوان والأوضاع تساوت عنده في عصره الوخيم. فقد مدح كافوراً الذي عيًّره في مرة أخرى ناظراً لغير لونه:
    إنما الجلد ملبس وابيضاض النفوس خير من ابيضاض القباء (الملبس)
    وأعجبني من قطوف مبروك من الأستاذ قوله:
    إذا سالت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
    وللاستاذ تفانين في «ت» التفاعل التي سماها عبد الله الطيب «ت» المناتقة في مثل قوله:
    وليس التكحل في العينين كالكحل
    وكيف ولم يريدون استدبار الأستاذ صانع هذه الذؤابات في اللغة والرعان. يا أستاذ!

    -------------------
    نقلاً عن (الأحداث)

    (عدل بواسطة محمد امين مبروك on 06-17-2012, 06:31 PM)

                  

06-18-2012, 11:53 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة في اعماق بادية الكبابيش (Re: محمد امين مبروك)

    ...............
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de