|
|
 هـكذا كانت ( الشقــــالو ) وأهلهـــا ..!!
|
هـكذا كانت ( الشقــــالو ) وأهلهـــا ..!!
.. كم كان لنا هوى فى ليل و أنجم الإشلاق والشقالو ..!! وكم كان تحالفنا مع مزارع وأشجار وسواقي الشقالو في ذلك الزمن الجميل ، .. والشقالو أحبتي هى قرية صغيرة نضرة من قرى شندي وكان الغبش من أهلها وسحنهم وطيبة معشرهم لامدى له حدود ، حيث كانت المزارع والخضر تتنفس الطيب والنقاء ، لايشق صمتها إلا أنين السواقي ( وقوقاي ) القماري ، .. كان صبيان وأطفال الشقالو يلاحقون وجوهنا الناعمة فى نظرهم والتى لم تحقرها أشعة الشمس مثلهم ، ونحن أبناء ( الإشلاق ) ينظرون الى أرجلنا التى لم ( يغبشها ) ويشققها برد الشتاء الغارس وخوض المياه العكرة
..، كنا نرى فيهم أممية البشر الصافية وهم يلاحقونا بنظراتهم التى تنفس كرائم الأخلاق المستمدة من سنط وصلابة عود السواقى الذي تستند عليه عجلة قوارير و ( قلل ) المياه الصافية العذبة وتروسها الخشبية ومزلاجها الذى ينبىء بطول عمر الساقية المتوارثة ، ..
كانوا لايرون عيبا فى فقر ولا شرفا فى ثراء ، و برغم ضآلة ما يملكون كانوا أحباء ومضيافين لكل غريب يرونه برغم جهالتهم وفقدهم للأبجدية ، ولكنك لا تحس فيهم إزدهارا أجوف ، .. يلعب صبيانهم الكرة في يسر وفن مدهش يخلو من الهتافية والإبهار ، لا يتعاركون أو يتخاصمون برغم مقدرتهم الفائقة في الاختلاف والتحاور ، ... يرون فينا أهل البندر رقي لايبوحون به لكيلا يستصغرون ، لاتصنيفات عقائدية وإثنية أو جهوية في نهجهم وطباعهم ، ... فيهم أساتذة مدارس أجلاء كثر ، لاتعرفهم بين المزارع والحقول حين يخلعون ( التي شيرت والبنطلون ) بعد العودة من عطائهم العلمي لطلابهم ، كنا حين نمشى بينهم ونجلس إليهم ونستمع الى سامرهم وهم رقود على ظلال جنائنهم وخراجها الثر ينامون على ظلالها وأريجها وثمارها من هجير حاضرهم ووعثاء مستقبلهم ،
وكم كان جميلا ونحن نقف على أعتاب النهر ( بحر الشقالو ) وماؤه العكرة أحياناً ولم نكن نعرف سببا لعكر المياه آن ذاك إلا بعد أن أستوضحنا من أستاذنا إبن الشقالو ، وقال أن العكر والتعكير أحيانا سببه السواقي الممتدة على طول الشاطئ وهي تنقل المياه مخصبة بالطمي كتخصيب الأرض بالأسمدة في واقعنا الحالي حيث لا طعم لخضرة أو فاكهة ، كان الذي يدس ثمرة في جيبه ، تفضحه رائحتها وينال رفاقه نصيبا منها ،
وقفنا على أعتاب ذلك النهر العكر نبلل أقدامنا ونخوض فيه حتى مشارف الرداء البني ) الذي كنا نزهو به ولا يهم إن كان بعلوه فانلة أو قميص من ( وزن عشرة ) دمورية ، ونرى التيترون عند أولاد التاجر بيومي وعراقي محمد عبده ، في دكانه الذي كنا نتهيبه ولا نشترى غير ( كرة الكفر ) وأنبوبها الأحمر الداخلي التي لاتسلم من ( الطرشقة ) بسبب الشوت الكافر من السر مهندس وود الرئاسة وبهدلة الحارس ود الشايقي السمين ، وسرعة مصطفى جعفر ، ... تغوص أرجلنا في تلك المياه ولا ننجو من طين ليس بلازب ، ولا نخلع نعلينا فقد كانت ( شدة ) بيضاء تسر ناظري صبية الشقالو ، ونعود معهم الى النخل الباسق ونأكل من رطبه الأحمر والأصفر وحتى ( الدفيق ) الذي يجف لساننا من قرشه بحلاوة وروعة مذاقه ، ....
ويأتيك من بعيد نغم ( دلوكة ) تئن وترن ونعلم بأن اليوم خميس وما أدرى مطافي عصرنا بخميس الشقالو فغمائم حفر الدخان تعلوا حتى تحسبها سحابة ماطرة في غير خريف أو ربيع وينقطع الشك بأن القوم سيرجعون مبكرين قليلاً يحملون ( كيس خيش ) الكمونية والكوارع وعظام شوربة البقر الفاعلة في الصحة والفحولة ، الرافعة !!!؟ لتلك السراويل الماهلة ..! وما تحويه ، تحسبه إمتدادا ( لتكة ) ولكنه يحمد ربه
فقد أتاه الله بسطةً في رزق الفحولة ، ...
تغيب شمس ذلك اليوم وترتفع أنغام الدلوكة وها هو الشتم ،( بفتح الشين والتاء ) يصدح وتشع أنوار الرتاين فهي كهربة ذلك العصر ، لتضوي عتمة ليلهم البهيم وترى القوم يتقافذون في فن العرضة بسعادة غامرة ، كأن لهم نصيب في بنك شندى الوحيد فى ذلك الزمن والمقابل لبار بابا كوستا وحارسه ######ه أسود الجن اللعين ، ويزدادون حماسا في العرضة بحضور ود السرُة ، واللمين سارديه وعوض الجاك واللغيبش وحمد ود بتول وأب عصا ، واللتخه المعروف بعكازه وفرتكة الحفلات ، ...
لهؤلاء القوم ولع بالتراث وقيمُ العادات السمحة ، فهم من دار جعل قبيلة الجعليين معظمهم عمراب ، فشندي لم تتداخل فيها القبائل كبعض المدن ، حافظت علي خصوصيتها لدرجة كبيرة وأيضا الدامر وبربر ,
جن المساء وقلوبنا تهفو الى مشارف قراهم ولياليها الصاخبة الحنينة كحمية تواددهم وتراحمهم ، يأتيك صوت المغني منسابا ( الليل بابى لى العوبة يانديمه ) .. يارحل الكحل ألفى موازنه تقيل .. ياجدرى الشموم الزول تشق عديل ... الليلة الأسد جايّي من جبال الكر .... بشمشم بكوس بيسأل من العنتر .. وكت الشوف يشوف
حاجبو اليمين ينصر ... سموك ميتة الفجعه ونهار الحر ..
وهكذا ترى رجالا و صبيانا عامرون بالرجولة والكرم والكفاح لاتمييز بينهم إلا من تدفقت رجولته وفاتت الحد وتعالت على من هم في سنه ، ذلك الفرح الطفولي لا زال مختزن في مخيلتي ، حفيين بأصدقائنا زاهدين غير طامعين في ما عند أولاد الصولات والضباط وإن كنا نترعها بالإجتهاد في دروسنا لنتفوق عليهم ونعادل الكفة في ميزان حي الإشلاق ، وتباهى الآباء بمن يتفوق إبنه حينها ..
ود الرئاسة وود أبوراي والسر ود المهندس النظيف الأنيق ، وضمرة وإبراهيم وعبد الله أولاد العظمة بائعة اللقيمات الشهية ، تلك الزلابية التي لاتنجو جلابية طلاب المدارس منها أو شنطة الدًمورية من زيتها المترع فهي علامة مميزة لا تخطئها العين ،
ونعود الى ذلك المساء الفلكلوري الطلق ، ويغافلنا الليل بسواده وترجف قلوبنا بعد فرحة الزاهد وحفيف لحظتها المحببة ، فقد غدر بنا الوقت ولفنا جنح الظلام الدامس ، خرجنا وتتبعنا خيوط ٌ لأشعة الرتاين تودعنا بحذر وتحاذر ، تتفلت تارة وتعود تارة أخرى كأريج عطر ينسم عوده بيننا وابتسامة تكسو ثغورنا المغفرة برائحة تراب ( العرضة ) وكثرت البطان المخبوء في رجولتهم ..
أنسابت أجسامنا النحيلة في عتمة الليل كقطيع شرد عن زاربه إنزلقنا كقطع الحرير غير عابئين بما ينتظرنا حيث ترجف نفوسنا وتوجف هلعا من العقاب ، وهاهما إثنان ينزلقان من دون همس وداع ، لأننا نمر بالطاحونة الخربة التي نظن أن بها ضيوفا من الأشباح والجن ، نصادقها صباحا ونخافها ليلاً ، نصمت لحظتها ولا نحس بأرجلنا ، ويتفرق جمعنا الصغير ، ولا تسمع طرقا على بابٍ فقد كانت لكل منا طريقته وحيلته في الولوج الى داخل منزله نمارس فيها فنون أكروبات الألعاب الصينية في التسلق والتكور والتفاف الجسد ، وحين نسمع قرقعة الإبريق تتجاوب معه دقات القلب ، ونعلم أن الصبح قد دنا وننجح في حط الجسد كطائر لم يمهل أمه فقفذ يتلذذ بالفضاء ، ... تلمسنا طريقنا ( للعنقريب ) الذي برز مموهاً بغطاءِ يحف جسداً ، ..!!
حمدا لله على السلامة فسوط العنج ( والفلقة ) نجونا منه وتبرأنا ، ولسان حالنا يردد .. توبه ..توبه ..توبه لله ورسوله ،
فقد كانت ليلة جسدت فينا عبقرية المجد عزما وسماحة وارتدينا منها حللاً للفن وشاحاً ..
بوركتِ أرض الشقالو بقعة استنارت وأنارت جباها للسمر بشرا ومحبةً وصموداً ..، شقت لإنسانها دروبه للعلياء طوداً شامخا من العز والمجد التليد ، ففيهم أسراباً من أسد العرين كادحينا تطمأنت بهم أجيالاً قادمينا ، ..
ترى هل يعود ذا الزمن العريق أم يكون وقوفا على أطلالٍ وعزٍٍ ورفاقٍ صامدينا ، مدوا على الأفق جناحا ثم أرتقوا مجداً وشموخا لاتدانيه سما وجيلا قد سما على هذه الدنا ...
وتحيتي ..
محمد مختارجعفر
حاشية :
تدور فواصل هذه الذكرى فى العام 1960
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هـكذا كانت ( الشقــــالو ) وأهلهـــا ..!! (Re: محمد مختار جعفر)
|
وكم كان جميلا ونحن نقف على أعتاب النهر ( بحر الشقالو ) وماؤه العكرة أحياناً ولم نكن نعرف سببا لعكر المياه آن ذاك إلا بعد أن أستوضحنا من أستاذنا إبن الشقالو ، وقال أن العكر والتعكير أحيانا سببه السواقي الممتدة على طول الشاطئ وهي تنقل المياه مخصبة بالطمي كتخصيب الأرض بالأسمدة في واقعنا الحالي حيث لا طعم لخضرة أو فاكهة ، كان الذي يدس ثمرة في جيبه ، تفضحه رائحتها وينال رفاقه نصيبا منها ،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هـكذا كانت ( الشقــــالو ) وأهلهـــا ..!! (Re: ismeil abbas)
|
دي ياها زاتا بلد عمداء السياسة والفن والكفر
التيجاني الطيب وود النزيهة وعبدالمحمود؟
نحن بنقول ليها الشقالوة...ما عارف الشقالو
دي جات من وين وربما هي هي الاسم الصحيح
يا ريت صاحب البوست ينورنا عن سر حزف التاء
المربوطة...لأنها أبت تنبلع لي بدون تاء مربوطة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هـكذا كانت ( الشقــــالو ) وأهلهـــا ..!! (Re: محمد مختار جعفر)
|
Quote: دي ياها زاتا بلد عمداء السياسة والفن والكفر
التيجاني الطيب وود النزيهة وعبدالمحمود؟
نحن بنقول ليها الشقالوة...ما عارف الشقالو
دي جات من وين وربما هي هي الاسم الصحيح
يا ريت صاحب البوست ينورنا عن سر حزف التاء
المربوطة...لأنها أبت تنبلع لي بدون تاء مربوطة |
nazar hussien
شكرا للمداخلة ، وسوف أرجع إليك حالا ..
ولك تحيتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هـكذا كانت ( الشقــــالو ) وأهلهـــا ..!! (Re: محمد مختار جعفر)
|
Quote: نحن بنقول ليها الشقالوة...ما عارف الشقالو
دي جات من وين وربما هي هي الاسم الصحيح
يا ريت صاحب البوست ينورنا عن سر حزف التاء
المربوطة...لأنها أبت تنبلع لي بدون تاء مربوطة |
nazar hussien
.. نعم .. هي الشقالو ، مكان شمال شندي بدأ قرية صغيرة وتوسعت كثيرا الآن ، وهم فرع من الجعليين
نسبة الى جدهم ( على شقل ) الجعلي ، وهم إخوة أشقاء ، على وعمر وإبراهيم وحامد أمهم بنت الكمالي
يقال لها بنت شقل وكانت حكيمة وصاحبة رؤية ورأي عرفت بمجلس عائلتها الذى ضم أولادها وأحفادها
وقد سموا بها وهم أبنا عدلان بن عرمان سكنوا شندي ، المتمة ومنطقة سميت بإسم تلك العائلة ( الشقالو )
ومكانها هو الحالي وبعض من العائلة التى تفرعت سكنوا منطقة تمبول ، حيث ذكرت بعض المصادر أن
أصل الإسم جاء من الشرق ، شرق السودان ،
ومما يذكر أن العديد من أبناء عدلان بن عرمان كانوا يسمون بإسماء أمهاتهم ، هذا ماتؤكده بعض المصادر
شكرا ولك تحيتي ..
محمد مختار جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد مختار جعفر
شهاب الفاتح عثمان
ismeil abbas
nazar hussien
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست