فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-31-2012, 03:43 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد
                  

03-31-2012, 03:54 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    دلالات التشييع المهيب للاستاذ نقد
    بقلم: تاج السر عثمان
    *التشييع المهيب للاستاذ محمد ابراهيم نقد السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني الذي ضم الالاف عكس التقدير العميق الذي تكنه جماهير الشعب السوداني لفقيد البلاد. عكس الحضور وفود الحكومات والاحزاب من شتي انحاء العالم والقوي السياسية والحركات بالداخل ومنظمات المجتمع المدني ومشايخ الطرق الصوفية والأخوة المسيحيين..الخ. كما بذل الصحفيون والكتاب والاعلاميون جهدا مقدرا في تغطية الحدث من خلال الكتابات في الصحف الورقية والالكترونية والفضائيات، اضافة الي كلمات السياسيين واصدقاء الفقيد ومندوب الأسرة في رفع الفراش والتي عددت مآثر ومناقب الفقيد. وعكس موكب التشييع الجهد الكبير الذي قامت به اللجنة المنظمة وفروع الحزب والفنانين النشكيليين الذين سهروا الليالي من اجل انجاز الشعارات المعبرة، اضافة للتبرعات السخية من أعضاء الحزب والاصدقاء التي غطت تكاليف المأتم وموكب التشييع الذي كان مثلا يحتذي به في الانضباط والهدؤ، اضافة لتعاون الشرطة في تأمين مسار الموكب ، والجهد الكبير الذي قام به موظفو المطار في تأمين تسليم الجثمان للجنة المنظمة المكونة من الأسرة والحزب.
    لقد اكدت الحشود التي تمت في المطار وفي المقابر وسرادقات العزاء في داخل وخارج السودان، أن جماهير شعبنا لاتنسي قادتها السياسيين الذي كرّسوا كل حياتهم ووقتهم وطاقاتهم لخدمة البلاد ، ولاسيما أن الاستاذ نقد قد ضرب بسهم وافر في ذلك، كما وضح من سيرة حياته ونضاله وأعماله. وأن الجماهير تحترم الذين يستميتون في الدفاع عن مبادئهم ومثلهم العليا حتي الرمق الأخير. وستظل سيرة الاستاذ نقد العطرة نبراسا ومرشدا في الوطنية السودانية ومكارم الأخلاق ، ونكران الذات، وكما أشارت الهتافات في التشييع " ماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين"، " ماك الوليد العاق .. لاخنت لاسراق."، "عاش نضال الشعب السوداني"، " عاش نضال الحزب الشيوعي" ، وهي هتافات عزيزة علي السودانيين تمجد نضالهم والدور الذي لعبه الحزب الشيوعي في ادخال الوعي والدفاع عن مصالح الكادحين، والاصرار علي التمسك بالمبادئ والقيم الرفيعة ، والنزاهة وطهارة اليد، وعدم الثراء من مال الدولة. مما يلقي اعباء كبيرة علي الحزب الشيوعي لتعويض الخسارة والنضال جنبا الي جنب مع قوي المعارضة من اجل اسقاط النظام وانتزاع الديمقراطية ودستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات الأساسية، و وحرية الضمير والمعتقد وعدم استغلال الدين في السياسة، ووقف الحرب وتحسين الأوضاع المعيشية، والحل الشامل والعادل لقضايا دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، وابيي ، وحل القضايا العالقة مع دولة الجنوب وتحسين العلاقة معها علي أساس حسن الجوار وفتح الطريق لاعادة توحيد البلاد علي أساس دولة المواطنة التي تسع الجميع.
    *وكان من اللافت للنظر في موكب التشييع الحضور الكبير للشباب من الجنسين ، والحضور الكبير للنساء في المقابر، والصلاة علي الفقيد جنبا الي جنب مع الرجل مما يؤكد انتزاع المساواة بين المرأة والرجل في هذا الجانب.
    *اما فيما يحتص بمن سيكون السكرتير السياسي فسوف يحسم في دورة قادمة للجنة المركزية. وليس صحيحا ماورد في صحيفة "الأحداث" الصادرة بتاريخ: 27/3/ 2012م حول صراعات دائرة حول هذا الموضوع بين الشباب والحرس القديم حول خلافة نقد.وهدف اعداء الحزب الشيوعي واضح هو اثارة البلبلة داخل الحزب، علما بان الحزب يقوم علي المؤسسية وسوف يتم اختيار السكرتير السياسي بهدؤ وبدون عجلة في الوقت المناسب. والجوهري في هذا الموضوع تمسك قواعد الحزب بمبادئ الحزب التي أكد عليها المؤتمر الخامس حول طبيعة الحزب الطبقية المنحازة للطبقة العاملة والكادحين، والتمسك بالماركسية كمنهج منفتح علي منجزات الفكر الانساني وكل ماهو ايجابي واصيل في قيم وتراث الشعب السوداني، والتمسك بخط الحزب الهادف الي اسقاط النظام وانتزاع الديمقراطية التي تفتح الطريق لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقها الاشتراكي.
    لقد ترك فقيد البلاد الاستاذ نقد سيرة عطرة ومبادئ وقيّم رفيعة، وكانت له اسهامات سياسية وفكرية ستظل تنير الطريق لشبابنا المتطلع الي الغد المشرق. اسهم الفقيد في ربط الفكر الماركسي بالواقع السوداني، ورفض النقل الأعمي لتجارب الآخرين، وحاول سبر كنه التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية للسودان في العصور الوسطي كما وضح من مؤلفيه" علاقات الأرض في السودان"، وعلاقات الرق في المجتمع"، وحاول استخلاص خصوصية نظامي الرق والاقطاع في تلك الفترة بعيدا عن النقل الأعمي لانظمة الرق والاقطاع في التاريخ الأوربي. كما استنبط مفهوم " الدولة المدنية الديمقراطية" استنادا علي خصوصية المجتمع السوداني، كما اوضح ذلك في مؤلفه" حوار حول الدولة المدنية ".
    كما دافع الاستاذ نقد عن الديمقراطية، وأشار الي الدور الذي لعبته البورجوازية الصاعدة ومنجزاتها في الديمقراطية الليبرالية، وومنجزاتها في تأكيد حقوق الانسان واحترام حكم القانون، وأن انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقها الاشتراكي لاينسخ منجزات الديمقراطية الليبرالية، ولكن يجب البناء من فوق هذه المنجزات واستكمالها بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن الوصول الي النظام الوطني الديمقراطي والاشتراكية يمكن أن يتم بطرق ديمقراطي جماهيري تعددي.
    لقد اكدت تجربة التشييع المهيب للاستاذ نقد أن الجماهير بمختلف الوان طيفها السياسي والديني تحترم الحزب الشيوعي وتقدر نضاله، وتحترم القيادات التي تتمسك بمبادئها الي النهاية. واكدت مدي وفاء شعبنا له وتقديره لجلائل أعمال الاستاذ نقد، وأنه فعلا طاب حيا وميتا، وستظل ذكراه والمبادئ التي ناضل من أجلها خالدة وعطرة
    .
                  

03-31-2012, 03:55 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    المقال جيد بشكل عام ولكن العوامل التى لعبت دورا فى هذا التشييع المهيب للراحل الاستاذ نقد متعددة منها ما يرتبط بشخص الرجل وتاريخه ومنها ما يرتبط بحزبه والاخير تلعب فيه احزاب المعارضة الاخرى دورا كبيرا ..
    اما شخصية نقد فهناك اجماع حوله كرمز من رموز المعارضة البارزة قبل وبعد انقلاب الاسلام السياسى فى السودان الذى نفذته الانقاذ.
    هناك عوامل كثيرة اتاحت للراحل نقد قدر كبير من القبول بين عامة الناس منها ثقافته وتضحياته والتزامه تجاه قضايا المقاومة ضد الانظمة العسكرية التى تعاقبت على السودان وحاقت الظلم بأهله .

    سوف اعود لمناقشة تلك العوامل لاهيتها رحم الله محمد إبراهيم نقد رحمة واسعة وتقبله تقبلا حسنا .
    إعتراضى الاول فى مقال الاستاذ السر كان وما يزال حول عبارته التى تقول ان الحزب الشيوعى تحت قيادته التاريخية قد فتح الماركسية على الفكر الانسانى .. التعبير مأخوذ من ادبيات مؤتمرهم الخامس وهو غير دقيق يسعى فقط الى ايجاد التبرير من اجل مواصلة الخط اللينينيى والذى يتضح اكثر فى الممارسة الحزبية للديمقراطية التى تنظمها لائحة الحزب، وهى ممارسة فى مجملها ظلت ممارسة غير ديمقراطية تقوم على قمع اراء الاقلية ومصادرتها من جهة وممارسة الهيمنة على منظمات المجتمع المدنى من ناحية ثانية ، ويلاحظ ذلك بوضوح خاصة فى المادتين السادسة والثالثة والعشرون منها.
    يمكن قبول مقولة مثل :ان يستند الحزب على الارث الانسانى المتعدد اضافة الى الماركسية ، ولكن لا يمكن القول بماركسية منفتحة على الفكر الانسانى بحكم ان الماركسية كنظرية للمعرفة ترتكز على فلسفة اداتية قوامها توظيف المعرفة من اجل السيطرة ويجسد ذلك استخلاص قوانين العلوم الطبيعية ومحاولة تطبيقها على المجتمع (المادية التاريخية) مما قاد الى التصور الشيوعى المعروف لمسيرة التاريخ البشرى (مرحلة وطنية ديمقراطية ، اشتراكية ثم شيوعية) وهى مراحل لا تراها الجماهير للاسف وبرغم ذلك فهى تحس بتدافع الحزب الشيوعى للسيطرة عليها حتى تدفع بالتاريخ فى ذلك الاتجاه الهندسى !!
    هذا ما جعل الماركسيىة فلسفة اداتية instrumental تقود الى السيطرة على الناس والاشياء بهدف توجيهها ، وهنا تكون قد فارقت الاهداف الانسانية السامية وعلى راسها التحرر ، تحرر الانسان من الخرافة ومن الخوف . وهذا شىء كما نرى يتعارض مع اى ادعاء ينادى بإمكانية انفتاح الماركسية على الفكر الانسانى .. انها واحدة من هرطقات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى !!

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 03-31-2012, 04:19 PM)

                  

03-31-2012, 04:30 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)



    يسير نقدى لمقال السر بابو فى اتجاهين مهمين :
    الاول الادعاء بان الحزب الشيوعى تحت قيادته التاريخية كان قد فتح الماركسية على الفكر الانسانى ، إضافة للادعاء بقبول الديمقراطية التعددية وممارستهاوالفوضى الفكرية التى سادت حياة الحزب الشيوعى ابان فترة قيادته السابقة كالجمع مثلا بين الماركسية والمذهب البراجماتى !!
    اما الاتجاه الثانى فهو محاولة فهم الاسباب التى ادت الى تقاطر هذا العدد الكبير لتشييع المرحوم نقد !

    اليكم اولا بعض مواد لائحة الحزب الشيوعى المجازة فى المؤتمر الخامس لاعود بالتعليق عليها فيما بعد


    المادة(6):
    الصراع الفكري:
    الصراع داخل الحزب هو انعكاس لما يجري على النطاق الوطني والعالمي .فالحزب خلال جهده لاستيعاب الواقع ومتغيراته يتعامل مع القوي السياسية والاجتماعية الأخرى ، من طبقات وفئات متصارعة نتيجة لتباين مصالحها ، ويعبر هذا الصراع عن نفسه في مستويات مختلفة بين أعضاء الحزب وهم يقتربون من استيعاب الواقع ومتغيراته ويناضلون لتغييره. ومن هنا قد يأتي تغليب مصالح ورؤى هذه الفئة او تلك الطبقة من الطبقات او الفئات التي يستند عليها الحزب كقاعدة اجتماعية ويدخل في ذلك تعدد القوميات والثقافات والتطور غير المتوازن للبلاد وحدة الصراع السياسي في المنعطفات والأزمات وتواتر النصر والهزيمة والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والتركيب الهجين للطبقات والفئات الاجتماعية وثقل وزن تشكيلات ما قبل الرأسمالية . ولهذا فإن إدارة صراع الأفكار داخل الحزب تستهدف أرقى درجة ممكنة من وحدة وحصيلة الممارسة من أجل تطويرها لتصبح أصدق تعبير عن مهام التطور الوطني الديمقراطي واستشراف الأفق الاشتراكي . وتأسيساً على ذلك لابد من وضع معايير لإدارة هذا الصراع .
    1- الصراع الفكري داخل الحزب ضرورة حيوية لا يجوز التغاضي عنه أو تمويهه او قمعه.
    2- يحصر الصراع الفكري في المسائل المبدئية .
    3- كل هيئة يحدث بها خلاف حول قضية معينة ، تحدد نقاط الخلاف وتمنح فرصة كافية لجميع أعضائها لتوضيح مواقفهم ودعم آرائهم بالحجج والبراهين ، كما تحدد فترة زمنية اذا احتاج الأمر يجري بعدها التصويت وتكون نتيجته ملزمة.
    4- عندما تنشأ ضرورة موضوعية لمعالجة وحسم مستجدات أو نزاع حول قضايا بعينها أو إجراء إصلاحات شاملة في عمل الحزب ، تبادر اللجنة المركزية بتنظيم مناقشة عامة وتحدد إطارها العام وضوابط إدارتها وآليات حسمها والفترة الزمنية المناسبة .
    5- حرية إبداء الرأي حول القضايا المطروحة للمناقشة العامة وأي قضايا أخري مكفولة دائماً وفي أي وقت لجميع الأعضاء دون أي قيد .
    6- الرأي أو الموقف الذي لا يحصل على ثقة الأغلبية ليس بالضرورة خطأ أو إنحرافاً ، و الممارسة العملية وحدها هي الكفيلة بإثبات صحة أو عدم صواب ما تم التوصل إليه .
    7- الصراع المسموح به هو فقط المعلوم والمنشور لكل الأعضاء عبر قنوات الحزب وداخل هيئاته و تحظر الأساليب التآمرية و التكتلية .


    المادة (23) :
    هيئة التنسيق :
    1- تضم أعضاء الحزب العاملين في قيادة منظمة أو مؤسسة جماهيرية نقابية او مجلس الحكم المحلي أو غيرها .
    2- مهمتها تنسيق عمل ونشاط أعضاء الحزب في المجال الوارد ذكره في البند (1) تحت أشراف وقيادة الهيئة الحزبية أو فرع المنظمة أو المؤسسة في مجاله وتنفيذ القرارات الصادرة منها ولا يتجاوزها.
    3- لا تتولى هيئة التنسيق في المجال المحدد أي مسئوليات قيادية تجاه هيئة تنسيق أخرى .
    4- في حالة وجود ضرورة للتنسيق بين هيئات في مركز الحزب ومناطق أخرى لإنجاز عمل مشترك فإن المكتب المتخصص للتنظيم يتولى مسئولية التنسيق بينها لتوحيد موقفها في الموضوع المحدد.

    الفصل الخامس
    المنظمات وأدوات الاتصال بالجماهير
    المادة (24):
    المنظمات الجماهيرية:
    2- يعمل الحزب على تنظيم الجماهير العاملة من خلال نشاط أعضائه في كافة ميادين النضال السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي ويساهم في بناء وتعزيز نقابات العمال واتحادات المزارعين والرعاة والموظفين والمهنيين والحرفيين والطلاب والنساء والشباب والمبدعين وهيئات السلام والتضامن مع الشعوب والجمعيات التعاونية والروابط الإقليمية والخيرية وجمعيات حماية البيئة والمنظمات الأهلية الطوعية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها من منظمات المجتمع المدني التي تبتدعها وتبنيها الجماهير لخدمة مصالحها وتحسين مستوى حياتها المادية والروحية .
    3- يلتزم عضو الحزب إزاء هذه المنظمات بالآتي:
    أ‌- يسهم في دراسة قضاياها وأهدافها ومطالبها وتنمية قدراتها التنظيمية والسياسية لتؤدي دورها بكفاءة.
    ب‌- يحترم أهدافها ويسمو عن تسخيرها لأعمال خارجه عنها.
    ج- يحافظ على نظامها ووحدتها واستقلالها وأن يكون قدوة في تنفيذ قراراتها والدفاع عنها وصيانة ممتلكاتها وأموالها.
    د- لا يتهاون مع الاتجاهات الانتهازية والفوضوية التي تخرق نظامها وتقوض وحدتها وتضر بنموها.
    3- لا يتسامح الحزب مع جماعة أو فرد من أعضائه يحتل موقعاً قيادياً في هذه المنظمات التي وصل إليها بنفوذ الحزب ويتصرف كما لو كان ذلك الموقع نتاج نفوذه الشخصي ، ويسئ من فوقه لسمعة الحزب بسلوك يتناقض وخط الحزب وتقاليد الشعب الطيبة
                  

04-01-2012, 10:59 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    Quote: كما دافع الاستاذ نقد عن الديمقراطية، وأشار الي الدور الذي لعبته البورجوازية الصاعدة ومنجزاتها في الديمقراطية الليبرالية، وومنجزاتها في تأكيد حقوق الانسان واحترام حكم القانون، وأن انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقها الاشتراكي لاينسخ منجزات الديمقراطية الليبرالية، ولكن يجب البناء من فوق هذه المنجزات واستكمالها بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن الوصول الي النظام الوطني الديمقراطي والاشتراكية يمكن أن يتم بطرق ديمقراطي جماهيري تعددي.


    اعلاه يؤكد الاستاذ السر فى مقاله على دفاع المرحوم الاستاذ محمد ابراهيم نقد عن الديمقراطية الليبرالية ومنجزاتها فى تاكيد حقوق الانسان واحترام حكم القانون ..
    السؤال هو : هل يؤمن الحزب الشيوعى الذى تركه المرحوم بالديمقراطية وحقوق الانسان ؟
    سؤال فى غاية الاهمية لان كاتب المقال قد اشار الى اهدافه والتى هى اهداف حزبه بوضوح وهى المتعلقة بالوصول للنظام الوطنى الديمقراطى الذى يفضى الى الاشتراكية ، وهى محطات التاريخ التى يفضى اليها مستقبل البشرية وفق تصورات ماركس اعتمادا على مفهوم (المادية التاريخية)
    هل يمكن تبنى الديمقراطية والغائية فى ان واحد ؟
    والغائية هنا لا تعنى القيم العامة والطموحات الانسانية العظيمة مثل سعادة الانسان وتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية وصيانة قيمه الاخلاقية وكل سبل الثقافة والمعرفة والترفيه وتوفير الفرص من اجل تطوير وممارسة قناعات الافراد الفكرية والروجية ، انما الغائية هنا المقصود بها تأبيد وسائل وتصورات معينة تسترط تحقيق رفاهية المجتمع .
    الاجابة على هذه الاسئلة نجده فى مسلك الحزب نفسه تجاه الديمقراطية التعددية ، وهذا المسلك يمكن رصده بوضوح من خلال قراءة متانية لدستور الحزب لانها توضح من خلال القراءة النقدية الموقف الحقيقى من الديمقراطية attitude وليس المسلك بالضرورة behaviour لان الاخير يخضع عادة للمغالطات وانكار الوقائع واللجوء الى التبريرات فى افضل الاحوال !
    أنا اعتقد ان الحزب الشيوعى وفيما يتعلق بالديمقراطية يقول شيئا بينما يفعل شيئا اخر ، بمعنى اخر وفيما لو احسنا الظن نستطيع ان نقول ان لمفردتى الديمقراطية وحقوق الانسان دلالات محتلفة عن تلك التى نفهمها ونتعامل ، ويتعامل بها كل العالم المتحضر من حولنا، والذى استطاع ان يحقق انجازات لا بأس بها لشعوبه خاصة فى الغرب الذى يطبق الديمقراطية الليبرالية. والحقيقة ان الحزب الذى تركه الاستاذ نقد علبه رحمة الله لاتعنى له مفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان اكثر من مناخ غير معادى يستطيع ان يعمل فيه لتحقيق ما يؤمن به ، وهذا من حقه طبعا ما فى ذلك شك وهو حق يكرسه دستور اى بلد يطبق الديمقراطية الليبرالية ،
    فما المشكلة اذن ؟
    المشكلة فى تقديرى هى الموقف القبلى لحزب بدأ اساسا نشاطه فى السودان كمعبر عن المثقف السودانى المنفتح على التجربة الانسانية قبل ان يسيطر على قيادته التيار الماركسى اللينينى !
    وهو موقف ينحاز الى مراحل التاريخ او محططاته التى رسمها ماركس فى القرن التاسع عشر بشكل مسبق ويعمل على تكريس الاجماع حوله كلما يدعم ذلك . وهذا يعنى شيئا واحد فى الاساس وهو ان الاجراءات الديمقراطية procedural democracy لا يرتجى منها معرفة الا تلك التى تساعد الحزب على تبين خط سيره وسط الغابة
    لاعطاء امثلة ذات دلالة واضحة لما اقول يمكن مناقشة المادة السادسة من لائحة الحزب المجازة فى المؤتمر الخامس والاخير لانها معنية بمواقف وتصورات الحزب للتعامل مع الحوار والرأى الاخر، وحينما اسعى فى حوارى من اجل تأكيد حرمان الرأى الاخر من التبلور لا تحدث هنا عن موقف اخلاقى (تستطيع ان تدينه وبسهولة مبادىئ حقوق الانسان نفسها) وانما عن موقف معادى للمعرفة الانسانية المنفتحة والمتواضعة!.
    تقول تلك المادة :

    Quote: المادة(6):
    الصراع الفكري:
    الصراع داخل الحزب هو انعكاس لما يجري على النطاق الوطني والعالمي .فالحزب خلال جهده لاستيعاب الواقع ومتغيراته يتعامل مع القوي السياسية والاجتماعية الأخرى ، من طبقات وفئات متصارعة نتيجة لتباين مصالحها ، ويعبر هذا الصراع عن نفسه في مستويات مختلفة بين أعضاء الحزب وهم يقتربون من استيعاب الواقع ومتغيراته ويناضلون لتغييره. ومن هنا قد يأتي تغليب مصالح ورؤى هذه الفئة او تلك الطبقة من الطبقات او الفئات التي يستند عليها الحزب كقاعدة اجتماعية ويدخل في ذلك تعدد القوميات والثقافات والتطور غير المتوازن للبلاد وحدة الصراع السياسي في المنعطفات والأزمات وتواتر النصر والهزيمة والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والتركيب الهجين للطبقات والفئات الاجتماعية وثقل وزن تشكيلات ما قبل الرأسمالية . ولهذا فإن إدارة صراع الأفكار داخل الحزب تستهدف أرقى درجة ممكنة من وحدة وحصيلة الممارسة من أجل تطويرها لتصبح أصدق تعبير عن مهام التطور الوطني الديمقراطي واستشراف الأفق الاشتراكي . وتأسيساً على ذلك لابد من وضع معايير لإدارة هذا الصراع .
    1- الصراع الفكري داخل الحزب ضرورة حيوية لا يجوز التغاضي عنه أو تمويهه او قمعه.
    2- يحصر الصراع الفكري في المسائل المبدئية .
    3- كل هيئة يحدث بها خلاف حول قضية معينة ، تحدد نقاط الخلاف وتمنح فرصة كافية لجميع أعضائها لتوضيح مواقفهم ودعم آرائهم بالحجج والبراهين ، كما تحدد فترة زمنية اذا احتاج الأمر يجري بعدها التصويت وتكون نتيجته ملزمة.
    4- عندما تنشأ ضرورة موضوعية لمعالجة وحسم مستجدات أو نزاع حول قضايا بعينها أو إجراء إصلاحات شاملة في عمل الحزب ، تبادر اللجنة المركزية بتنظيم مناقشة عامة وتحدد إطارها العام وضوابط إدارتها وآليات حسمها والفترة الزمنية المناسبة .
    5- حرية إبداء الرأي حول القضايا المطروحة للمناقشة العامة وأي قضايا أخري مكفولة دائماً وفي أي وقت لجميع الأعضاء دون أي قيد .
    6- الرأي أو الموقف الذي لا يحصل على ثقة الأغلبية ليس بالضرورة خطأ أو إنحرافاً ، و الممارسة العملية وحدها هي الكفيلة بإثبات صحة أو عدم صواب ما تم التوصل إليه .
    7- الصراع المسموح به هو فقط المعلوم والمنشور لكل الأعضاء عبر قنوات الحزب وداخل هيئاته و تحظر الأساليب التآمرية و التكتلية .
                  

04-01-2012, 11:53 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    حينما نقرأ المادة السادسة المعروضة بعاليه ربما لا نجد غرابة فيما تحمله من معانى لانها تتحدث عن مفاهيم وممارسات فى ادارة الحوار مألوفة لدينا فى المكاتب واماكن العمل المختلفة ، بمعنى اخر فإنها تناقش طريقة التعامل مع مختلف الاراء وفقا للاجراءات المكتبية البيروقراطية المعروفة (الحوار ثم رفع المسألة للرئيس او المشرف المباشر الذى ربما يبدى رأيه فيها او يضع تعليقه عليها ثم يرفعها الى اعلى ثم اعلى وربما تصل الى قيادة المؤسسة) مع الاحتفاظ بمبدا عدم ازعاج القيادة اكثر من اللازم .
    طبيعة الحوارات هنا منحصرة تماما حول افضل الوسائل لتحديد اكبر انتاجية (افضل الوسائل من اجل تحقيق الاهداف المرسومة سلفا) ، ذلك ان اعادة تقييم اهداف المنظمة مسألة غير واردة اطلاقا لطبيعة البيروقراطية نفسها . وقد سبق ان حذر ماكس فيبر من قبل من خطورة البيروقراطية على مستقبل الديمقراطية لان ممثليها لا ياتون بالانتخاب بل بالتعيين وفق مؤهلات معينة ، اضافة الى انهم غير معنيين بالاهداف الكلية انما ينحصر نشاطهم فى كفاءة الوسائل لتحقيق الاهداف الموضوعة.
    لذلك لم نلاحظ الفرق بين البيروقراطية المكتبية العادية والمادة السادسة عاليه !
    واوجه الشبه تتمثل فى انعدام التواصل الافقى بين العضوية، فانت كعضو لا تستطيع ان تتعامل الا من خلال مسئول تنظيمى او سياسى للوحدة . الحوار واتخاذ القرار يجب ان يتم داخل الهيئة الحزبية والقنوات الرسمية ، الحوار فى الهواء الطلق والمحاججة مجرد ثرثرة تعاقب عليها اللائحة وتقع تحت طائلة القانون، اما التواصل الافقى مع زملاء فى وحدات تنظيمية اخرى فى نفس الحزب يقع تحت طائلة التكتل الذى يمكن ان تكون عواقبه الفصل حتى لو كان حول الحوار حول شأن مشترك من اجل المصلحة العامة!!!
    هذه الاوضاع التنظيمية التى يطلق عليها المركزية الديمقراطية او ( الديمقراطية المركزية كما صار اسمها لاحقا على طريقة التلاعب الفقهى المعروف) تقودنا الى عدد من الاستنتاجات المنطقية والتى من اهمها:-
    اولا ان التشابه بين الممارسة داخل الحزب الشيوعى وبين المنظمات المكتبية البيروقراطية يعود الى حقيقة مهمة وهى ان الهدف من الحوار والنشاط الموجود معرفة افضل السبل من اجل الوصول الى الاهداف المحددة سلفا فى كل منهما، ولا علاقة له مطلقا باعادة تقييم الاهداف نفسها . وهى من اشكاليات الاقفاص الحديدية التى كان قد حذر منها الفيلسوف الالمانى ماكس فيبر كما اوضحت ومن هنا تاتى ضرورة دمقرطة الاحزاب السياسية .
    ثانيا عدم وجود اى معايير او اجراءات للرقابة الحزبية نتيجة لانعدام او تحريم الاتصالات الافقية بين العضوية مما يعنى تغييب القواعد عن الرقابة مع انها تعتبر الضمانة الوحيدة للمارسة الديمقراطية داخل الاحزاب السياسية فى عالم اليوم .
    المادة السادسة تضع ثقة عمياء فى القيادة ونزاهتها فى عدم تزييف ارادة القواعد وتراهن على ذلك، هذا اضافة الى ان الانغلاق التنظيمى يقوم على فلترة المعلومات من اجل التحكم فى وجهة الحوار داخل القنوات الحزبية .. بمعنى اخر تقوم المبادىء التنظيمية التى يطبقها الحزب الشيوعى على دفع القواعد دفعا لكتابة شيك على بياض للقيادة !
    وهذا يذكرنا بأحد المبادىء النظرية لانقلاب الانقاذ الذى اصبح قاعدة يرتكز عليها الفساد والاستبداد فيما بعد، حيث تم رفض كل الاجراءات الرقابية التى كانت تطبقهاالخدمة المدنية الحديثة فى السودان والتعالى عليها عن طريق رفع الخطاب الاخلاقى فى وجوهنا جميعا وفق مقولة روجت لها مفادها ان (اهل الانقاذ اتقياء ينهاهم الورع عن اكل حقوق الناس بالباطل) !!
    وعلى الرغم من المقارنة بين الانقاذ والحزب الشيوعى لا تجوز اخلاقيا ، الا ان المادة السادسة التى اجازها المؤتمر الخامس تكرس ايضا للاستبداد بالرأى .. وتذكرنا بحقيقة مهمة وهى ان ما عرف فى ادبيات هذا الحزب ب (المناقشة العامة) لم يضع تجربة سقوط ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتى العظيم فى الاعتبار بل قفزوا حولها قفزا عن طريق اللغة مع ترك الواقع دون مساس وهم فى ذلك كالبوربون الذين حكموا فرنسا لم يتعلمون شيئا على الاطلاق !

    اعود من اجل مناقشة اهم قضيتين وعلاقتهما باللائحة، او لبالاحرى غيابهما تماما وهما مبدئى الشفافية وكيفة حماية رأى الاقلية
    ومدى تاثير ذلك على مجمل العملية الديمقراطية داخل المجتمعات

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 04-02-2012, 01:05 AM)

                  

04-03-2012, 04:14 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    كتب الاستاذ السر بابو فى مقاله حول دلالات تشييع نقد:
    و(أن الوصول الي النظام الوطني الديمقراطي والاشتراكية يمكن أن يتم بطرق ديمقراطي جماهيري تعددي).

    الاصرار على ايراد مفردة اشتراكية هو استحضار للماضى عن طريق اللغة، بغرض احداث التواصل معه وخشية من الانقطاع الذى يعنى ان التضحيات الجسام التى قدمتها القيادة التاريخية ونضال المئات والالاف من القوى الوطنية التى ظلت مساندة للحزب الشيوعى ، قد ذهبت هدرا او (راحت فطيسة فيما لو استعرنا لغة الترابى )!
    ذلك انها كانت استثمار فى مشروع خاسر كما اوضحت وهو المشروع الماركسى اللينينى. ليس هذا محاولة للتقليل من تلك الجهود والتضحيات بل اتفق تماما مع ما جاء فى مقال السر نفسه حينما كتب :( لقد اكدت الحشود التي تمت في المطار وفي المقابر وسرادقات العزاء في داخل وخارج السودان، أن جماهير شعبنا لاتنسي قادتها السياسيين الذي كرّسوا كل حياتهم ووقتهم وطاقاتهم لخدمة البلاد ، ولاسيما أن الاستاذ نقد قد ضرب بسهم وافر في ذلك، كما وضح من سيرة حياته ونضاله وأعماله. وأن الجماهير تحترم الذين يستميتون في الدفاع عن مبادئهم ومثلهم العليا حتي الرمق الأخير) انتهى الاقتباس

    الشاهد ان المفردة المستخدمة اليوم بعد كلما حدث فى العالم هى مفردة (العدالة الاجتماعية) ولكن شذوذ الحزب الشيوعى عن الاجماع حول هذه المفردة والاصرار على استدعاء كلمة إشتراكية من اضابير ستينات القرن الماضى ، يفسره شىء واحد وهوالاصرار على التواصل مع الماضى مما يعنى استبطان قرار المحافظة على الاوضاع الراهنة status quo
    ولكن دعونا نضع اللغة جانبا لمصلحة تساؤل اخر وهو:
    هل يمكن الوصول الى النظام الوطنى الديمقراطى والاشتراكية بطريق ديمقراطى جماهيرى تعددى ؟
    فيما لو استعرنا تعبير الاستاذ السر بعاليه بعد تصحيح لغة السؤال مع الاحتفاظ بالمضمون كما يلى:
    هل يمكن تحقيق العدالة الاحتماعية عن طريق التعددية الديمقراطية؟
    الاجابة بنعم فى تقديرى ، ولكن بعد اسقاط مفاهيم المادية التاريخية والتى نحن بصدد مناقشة اثر فأسها على لائحة الحزب الشيوعى المجازة فى المؤتمر الخامس.
    من الملاحظ ان المادة السادسة ظلت تؤكد حتى اخر فقرة فيها ان الحوار المعترف به من قبل الحزب هو ما يتم فقط داخل القنوات الحزبية، وهو شىء قد يبدو مقبولا للقارئة من الوهلة الاولى، لكن نحن نفهم ان اللغة المستخدمة فى صياغة تلك المادة تحمل مضامين اخرى ذات دلالات خطيرة على مستقبل الديمقراطية التعددية، تعيدنا مرة اخرى الى استخدام كلمة (اشتراكي) بديلا عن (عدالة اجتماعية) وهى ان عضو الحزب مطلوب منه او منها ممارسة تواصل ذو اتجاه واحد مع المجتمع المدنى one way communication لان واجبات العضوية تحتم على العضوية طرح رأى الحزب الشيوعى واقناع الناس به فى اى مجال من المجالات (طلابى نقابى الخ) ومن المحظور عليه او عليها تماما الاعتراف بضعف رأى الحزب اذا صادف ان سمع رايا سديدا فى القضة موضع الحوار ، ومن المحظور عليه الاعتراف بذلك امام الملأ ، او طرح قتاعاته الخاصة امام الناس اذا كان لا يتفق اساسا مع رأى الحزب الشيوعى - بمعنى انه كان يمثل رأى الاقلية داخل الحزب فى القضية المثارة- وهنا تكمن اشكالية كبيرة تتمثل فى حرمان المجتمع المدنى من رأى الاقلية واهمية توثيقه ، لان المكان الناسب لتوثيق رأى الاقلية هو المجتمع وليس الحزب .
    ويمكن الاستشهاد هنا بمقولة للمرحوم الاستاذ الخاتم عدلان حينما كتب ما معناه (ان صيانة رأى الاقلية فى ظل تطبيق المركزية الديمقراطية يعد فى تقديرى واحدا من اكبر استهبالات العاملين فى الحقل السياسى فى عالمنا المعاصر!)
    صيانة رأى الاقلية مهمة صعبة حتى فى الاحزاب الديمقراطية المنفتحة ناهيك عن حزب يتبنى المركزية فى التنظيم، ذلك ان الحزب السياسى معنى باتخاذ القرارات كمنظمة تابعة للنسق system لذلك يختلط فيها الاداتى (عالم القوة والمال والسيطرة) بالتواصلى .. مما يعنى ان المجتمع المدنى هو الاجدر والاقدر بالمحافظة على رأى الاقلية لانه حوار تواصلى طوعى بين افراد مطلعين على معلومات وافرة فى المجال المحددبعد توفر شرط الحرية، مما يساعد على تكوين اجماع هو الاقراب للصواب فى تفسير الواقع وطرح التوصيات الملائمة . هذا شىء ضرورى ليس من اجل الوصول الى توصيات مجمع عليها فقط، بل من اجل منح تلك التوصيات المشروعية (اى القبول من الناس العاديين) لانعدام شبهة المصلحة الحزبية او اى مصلحة اخرى ..
    من اهم الاشياء التى ساعدت على دمقرطة الاحزاب السياسية والسير فى طريق الدمقرطة هو شفافية الاحزاب فى المجتمعات الديمقراطية تجاه الاجماع الذى يتولد على الدوام داخل المجتمع المدنى بمؤسساته المختلفة ووضعه فى الحسبان ساعة اتخاذ القرارات، لايمانها بان مخالفته تعنى السقوط فى الانتخابات المقبلة .
    المادة السادسة فى لائحة الحزب الشيوعى تقوم بحرمان المجتمع المدنى من رأى الاقلية داخلها بحجج مختلفة وهى تضع اليات الحوار الجماعى داخل خلايا الحزب فقط وبذلك تكون قد واصلت فى اقامة حواجز بينها وبين المجتمع بدلا عن الشفافية المطلوبة، وهو مسلك لا يفسره البسطاء من ابناء شعبناالا بالاستعلاء والتامر خاصة اذا كان راى الحزب مخالفا لرغبات الناس (وكأن مفهوم الطليعية يعنى معرفة مصالح الناس اكثر منهم وتبصيرهم بمصالحهم عن طريق التعامل معهم كاطفال قصر) وهو ما حدث مثلا فى موقف الحزب الشيوعى من اتفاقية الجلاء فى الخمسينات وهى الاتفاقية التى تم وضع الترتيبات على اساسها لرحيل المستعمر الانجليزى عن البلاد ، وقد عارضها الحزب الشيوعى بقوة واستخدم (فراكشناته المختلفة من اجل تنشيط تلك المعارضة وفرض هيمنتها على المجتمع ) خاصة وسط اتحاد عمال السودان!
    مما عرضه لسخط كبير من قبل الشعب كله تقريبا!لانها محاولة كان نصيبها الفشل التام كما يحدثنا التاريخ وحدث فيها تراجع خجول (ونقد ذاتى جزئى وسطحى قدمته قيادة المرحوم عبد الخالق فيما بعد لتبرير التراجع والانكسار)!
    بالعمل على تجفيف المجتمع من مصادر امداده بالرأى الاخر تقود لائحة الحزب الشيوعى المجازة عمليا الى اضعاف المجتمع المدنى كاهم قاعدة تستند اليها التعددية فى اطلاق المبادرات والحوار الطوعى والاجماع الحقيقى واليه منح المشروعية ومنعها فى مختلف القضايا التى تواجه الوطن . وهو امر يعود بنا مرة اخرى الى مفردة كلمة اشتراكية ومدلولاتها السالبة خاصة فى تجربة الاتحاد السوفيتى السابق الذى اثبت استحالة التعايش السلمى بين تجربة الحزب الواحد ووجود مجتمع مدنى صحيح ومعافى

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 04-03-2012, 04:32 PM)

                  

04-03-2012, 06:37 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    أعود لمناقشة المواد 23 و24 من لائحة الحزب الشيوعى المجازة فى مؤتمره الخامس والاخير.
    المادة 23 تتحدث عن تتحدث عما أسموه لجنة التنسيق (تعريفها وتحديد مهامها وعلاقتها بمركز الحزب)
    ولمصلحة القارئة فإن لجنة التنسيق ليست شيئا مستحدثا بل كانت موجودة اصلا ولكن تغير اسمها من الفراكشن الشيوعى الى لجنة تنسيق .
    اما الفصل الخامس من لائحة الحزب والتى تشمل المادة 24 فهى تتحدث عما اعتدنا على سماعه بالمنظمات الجماهيرية !
    اتناول فى مداخلتى المقبلة مفهوم المنظمات الجماهيرية نفسه (ج ديمقراطية، اطباء ومعلمين اشتراكيين ، جبهة نقابية ، اتحاد النساء ، اتحاد الشباب ) بالنسبة للحزب الشيوعى ورائدات النهضة وشباب البناء الخ كنظمات انشاتها الجبهة الاسلامية القومية مثلا تأثرا بتجربة الحزب الشيوعى !
    لماذا يسعى حزب ما لانشاء منظمات تابعة له فى الاساس ؟
    لماذا يحرص على تقنين اليات الهيمنة عليها او لضمان السيطرة علي انشطتها المختلفة؟
    اسئلة فى تقديرى فى غاية الاهمية احاول ان اجد لها إجابات تقنع القارئة.



    Quote: المادة (23) :
    هيئة التنسيق :
    1- تضم أعضاء الحزب العاملين في قيادة منظمة أو مؤسسة جماهيرية نقابية او مجلس الحكم المحلي أو غيرها .
    2- مهمتها تنسيق عمل ونشاط أعضاء الحزب في المجال الوارد ذكره في البند (1) تحت أشراف وقيادة الهيئة الحزبية أو فرع المنظمة أو المؤسسة في مجاله وتنفيذ القرارات الصادرة منها ولا يتجاوزها.
    3- لا تتولى هيئة التنسيق في المجال المحدد أي مسئوليات قيادية تجاه هيئة تنسيق أخرى .
    4- في حالة وجود ضرورة للتنسيق بين هيئات في مركز الحزب ومناطق أخرى لإنجاز عمل مشترك فإن المكتب المتخصص للتنظيم يتولى مسئولية التنسيق بينها لتوحيد موقفها في الموضوع المحدد.


    Quote: الفصل الخامس
    المنظمات وأدوات الاتصال بالجماهير
    المادة (24):
    المنظمات الجماهيرية:
    2- يعمل الحزب على تنظيم الجماهير العاملة من خلال نشاط أعضائه في كافة ميادين النضال السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي ويساهم في بناء وتعزيز نقابات العمال واتحادات المزارعين والرعاة والموظفين والمهنيين والحرفيين والطلاب والنساء والشباب والمبدعين وهيئات السلام والتضامن مع الشعوب والجمعيات التعاونية والروابط الإقليمية والخيرية وجمعيات حماية البيئة والمنظمات الأهلية الطوعية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها من منظمات المجتمع المدني التي تبتدعها وتبنيها الجماهير لخدمة مصالحها وتحسين مستوى حياتها المادية والروحية .
    3- يلتزم عضو الحزب إزاء هذه المنظمات بالآتي:
    أ‌- يسهم في دراسة قضاياها وأهدافها ومطالبها وتنمية قدراتها التنظيمية والسياسية لتؤدي دورها بكفاءة.
    ب‌- يحترم أهدافها ويسمو عن تسخيرها لأعمال خارجه عنها.
    ج- يحافظ على نظامها ووحدتها واستقلالها وأن يكون قدوة في تنفيذ قراراتها والدفاع عنها وصيانة ممتلكاتها وأموالها.
    د- لا يتهاون مع الاتجاهات الانتهازية والفوضوية التي تخرق نظامها وتقوض وحدتها وتضر بنموها.
    3- لا يتسامح الحزب مع جماعة أو فرد من أعضائه يحتل موقعاً قيادياً في هذه المنظمات التي وصل إليها بنفوذ الحزب ويتصرف كما لو كان ذلك الموقع نتاج نفوذه الشخصي ، ويسئ من فوقه لسمعة الحزب بسلوك يتناقض وخط الحزب وتقاليد الشعب الطيبة
                  

04-08-2012, 02:24 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى نقد مقال الاستاذ السر عثمان حول دلالات تشييع المرحوم نقد (Re: طلعت الطيب)

    ظلت إستجابة الحزب الشيوعى لقضايا العصر بعد سقوط الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية ضعيف جدا تحت قيادته التاريخية التى ظلت فى مواقعها منذ العام 1971م . وقد انحصرت الاستجابة فى استخدام اللغة التى تستطيع ان توهم الناس بالتغيير خاصة ان الخطاب النظرى للحزب الشيوعى كان متسامحا مع الديمقراطية الليبرالية ومناديا بها !
    وهو تسامح او تصالح غير حقيقى كما أوضحت نظرا لتبنيه النسخة الينينية من الماركسية او ما يسمى بالماركسية الارذودوكس حيث تظل المادية التاريخية وتصوراتها لمسيرة التاريخ البشرى وما يرتبط بها من يقين هى قناعات الحزب الحقيقية ، ولذلك يحلوا لعضوية الحزب مقولة مفادها (ان قاطرة التاريخ تسير نحو محطاتها الحتمية تاركة ورائها من يتخلف عن المسير) وذلك فى مواجهة الاخرين، حيث يبدو ان طابع التدين الصوفى فى السودان قد وجد طريقه اخيرا الى الحداثة !
    كان الاستاذ الخاتم عدلان عليه رحمة الله قد أفرد فصلا كاملا فى دراسته (ان اوان التغيير) التى قدمها داخل الحزب مع بدايات التسعينات ، عن علاقة الحزب الشيوعى بالمنظمات الجماهيرية حيث انتقد تلك العلاقة بوصفها علاقة غير ديمقراطية هدفها فرض الحزب لوصايته وهيمنته الشاملة عليها ، وانها علاقة بين مركز موحد يمثله الحزب الشيوعى فى مواجهة منظمات متعددة، مقطعة الاوصال لا رأس لها سوى رأس الحزب الشيوعى بمركزيته الصارمة ! فالجبهة الديمقراطية او النقابية او اتحاد الشباب مجرد اجساد لا رأس لها فى الواقعن وهى كالحيوان الخرافى ولكنه برأس واحد وعدد كبير من الاجساد هذه المرة!!!!
    وكان المرحوم الخاتم قد قدم وصفا للعملية التى يتم بموجبها (تمرير خط الحزب عن طريق الفراكشن الشيوعى ) بنجاح ولكنه نجاح ارتبط فى احايين كثيرة بخسائر اخلاقية فادحة نتيجة لغياب الندية والحوار الديمقراطى الحقيقى بين عضوية الحزب من جهة والعناصر الوطنية والديمقراطية من جهة اخرى.
    حرص الحزب الشيوعى والاحزاب العقائدية الاخرى التى ارتبطت بتجربته التنظيمية واعجبت بها مثل جبهة الميثاق الاسلامى ، على ما اسماه بالمنظمات الجماهيرية، او ارتباطه بالنقابات ومحاولات السيطرة عليها عن طريق الفراكشن وعدم الاكتفاء بالدفع بعناصره الى الترشيح بها .. هذا الحرص هو ما مكن الحزب وغيره من الشموليين من فرض قدر كبير من الوصاية . وهى سياسة قد تكون قد حققت بعض النجاحات فى فرض الهيمنة والظهور فى المجتمع بحجم اكبر من الحجم الحقيقى لكن هذا النجاح كان دائما ضار جدا بمسألة المشروعية وقاد عمليا الى يمكن تسميته بازمة مشروعية legitimation crisis خانقة بين المنظمات التى يقودها المتعلم السودانى من جهة وبقية المجتمع من جه ثانية حيث ظل الاجماع الذى تعرضه هذه المنظمات محل شك كبير فى نظر المواطنة او المواطنة العادية خاصة فى ظل وجود ثنائية (شيوعيين واخوان) وما عرف من عداء بينهما والكيل لبعضهما والتسابق لخطب ود المجتمع تمهيدا للسيطرة عليه.فقد درجت جبهة الميثاق الاسلامى على اطلاق صفة الشيوعية على منظمات شديدة الاهمية مثل نقابة المحامين والقضاء والاطباء الخ. ومن المعروف مثلا أن نفوذ الحزب الشيوعى فى ستينات القرن الماضى وسط النقابات المهنية بما فى ذلك القانونيين والقضاة هو ما اضعف قرار القاضى صلاح حسن القاضى ببطلان قرار حظر نشاط الحزب الشيوعى وطرد نوابه من البرلمان المنتخب بعد حادثة معهد المعلمين الشهيرة . ولم تجدى حينها استقالة رئيس القضاة والذى عاد للاسف مشاركا فى انقلاب مايو بعد سنوات قليلة!. صحيح ان المسئولية تقع على عاتق من يفترض فيهم حماية الديمقراطية من امثال المرحوم الازهرى والصادق المهدى وغيرهم ، ولكن ازمة المشروعية( بمعنى ازمة القبول والثقة) هى التى سهلت على هؤلاء تنفيذ المؤامرة التى دبرت لها جبهة الميثاق بقيادة الترابى !
    قبل ذلك وعلى عهد مؤتمر الخريجين العام كان لقرارت المتعلم السودانى اثرها العظيم على بقية الشعب وكان هذا ما بمثابة مشروعية بينة ، لان جسور الثقة كانت ممتدة على ارضية صلبة قوامها الثقة فى القدرات والمصداقية والاخلاص الاستقلالية والولاء لقضية الجماهير وذلك رغم كل شىء.. وذلك قبل تكوين الاحزاب السياسية واضمحلال الطابع المستقل والطوعى لحوار المثقفين سواء بفعل تأثير القوة والمال الطائفى او بفعل السدانة الايديولوجية.
    خلاصة القول هى ان الحزب الشيوعى لم يتعامل بجدية مع قضايا العصر والنقد المفيد الذى جاء بشأنها فقد اغمض المؤتمر الخامس عينيه تماما عن مثل ذلك النقد وتعامل مع الزمن وكأنه من تراب، ومن ذلك مثلا اسبدال الفراكشن وهى اليه تمرير خط الحزب على النقابات والاتحادات وبقية منظمات المجتمع بمفردة لجنة التنسيق مع الابقاء على الجوهر المتعلق بفرض رؤية الحزب على المجتمع وليس العكس ، استبدال المفردة لغوية الغرض منه إيهام الناس بأنه استبدل التواصل ذو البعد الواحد باخر ذو بعدين two ways communication وهو ما لم يحدث اطلاقا . الاشكالية النظرية تكمن فى نظرية المعرفة الماركسية نفسها التى لا تؤمن بالبعد المعرفى (البعد الابستمولوجى ) كنتاج لممارسة الاجراءات الديمقراطية procedural democracy لانها تعتقد ان غاية الحوار الجماعى هو معرفة الطريق داخل الغابة الذى يقود الى محطات التاريخ التى تم تحديدها سلفا منذ القرن التاسع عشر (إذ لابد من بناء سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية من اجل انجاز ما اسموه بالتطور اللا رأسمالى استشرافا لافاق الاشتراكية ).
    المجتمعات الديمقراطية تؤمن بأن الاهداف والاستراتيجيات قابلة للمراجعة باستمرار مثلها مثل الوسائل ومن هنا تاتى اهمية الديمقراطية والعلمانية وغيرها من المفاهيم كمسائل اجرائية لتنظيم الحوار الجماعى والخروج بأفضل التصورات العقلانية فى اي قضية من القضايا الانسانية الملحة . لذلك هناك حرص بالغ على مسألة استقلالية المجتمع المدنى لانه يلعب دور فى تخليق التصورات المجمع عليها فى شتى القضايا وعلى مختلف الاصعدة. وهو شىء كما قلت ضرورى ليس من باب صحة او عدم صحة تلك التصورات بل من باب الثقة التى يوليها المواطن او المواطنة لذلك الاجماع على اعتبار انه تاسس على حوار طوعى بين افراد لهم دراية فى المجال الذى يعملون فيه وهذه الثقة هى ما يعرف بالمشروعية . ساعتها لن يكون هناك اى شكوك فى ان الحزب الفلانى او العلانى يقف وراء ذلك الاجماع - وهوالوقود الذى ظل الاسلام السياسى يتزود منه - بل العكس هو الصحيح بمعنى انه ينبغى على الاحزاب السياسية ان تكون شفافة فى التعامل مع ما اجمع عليه المجتمع المدنى باستيعاب تلك التصورات المتخلقة فى احشائه داخل برامجهم السياسية .
    ان ما تفعله المواد 23 و24 من لائحة الحزب الشيوعى المجازة فى مؤتمره الخامس عكس ذلك لانها تحاول ان تقنن طرق فرض تصورات الحزب على المجتمع بدلا عن ان يعمل الحزب على تعزيز الشفافية فيه ، ولذلك فان الحزب الشيوعى بلائحته المجازة عمليا يعمل على اضعاف المجتمع المدنى وبالتالى اضعاف المبادرة والممارسة الديموقراطية فيه. ان الواقع السياسى السودانى يفرض على الحزب ذلك من اجل استعادة المشروعية للاجماع والقرارات التى تتمخض عنه وهى اشياء ترتبط بالمجتمع المدنى فى السودان وتطوره وتطور واتساع منظماته المختلفة التى تعبر عن الحوار الطوعى بين المواطنين من اجل المصلحة العامة the common good خاصة بعد انتشار الاسلام السياسى والتدهور الذى احدثته حكومة الانقاذ ، وهى مشرعية معنية اولا بإخراج الاجماع من تصورات ائمة المساجد ذوى التجارب المحدودة ،الى رحاب الحياة العملية المعقدة و (شئون الدنيا ) وفق خبرات الناس وتجاربهم فى مختلف المجالات .
    قد ولى عهد المثقف المنظر المقيم فى برج عاجى كما انتهى دور القس الذى يفتى فى كل شىء ، وعلى الحزب الشيوعى فى تقديرى دور كبير ومهمة عاجلة تتمثل فى النزول من برجه العاجى واحداث تصالح وتواضع حقيقى مع المجتمع من خلال الحرص على الشفافية والندية بالمساعدة فى المحافظة على الطابع الطوعى للتواصل بين افراد المجتمع من اجل تخلق تصورات هى الاقدر على فهم الواقع والتعامل معه ، بل المطلوب منه السير خطوات ابعد فى جعل ذلك مصدر للسياسات والقرارت الحزبية بدلا عن الاعتماد على تصورات تمت صياغتها فى القرن التاسع عشر فى مكان ما من القارة الاوروربية !!

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 04-08-2012, 02:44 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de