|  | 
  |  هجليج والهجيج..!!! صلاح الدين عووضة |  | منطق " الجريدة "
 هجليج والهجيج..!!!
 صلاح الدين عووضة
 
 * السودانيون ليسوا كلهم منتسبين الى (الوطني!!)..
 * ولكن السودانيين هؤلاء منتسبون جميعهم الى (الوطن!!)..
 * فما من سوداني واحد (بالغلط) يمكن أن تجده سعيداً بفعل (ينتقص!!) من وطنه..
 * وينتقص - كذلك - من إحساسه بالوطنية..
 * هذه حقيقة بدهية لن ينجح بعض منسوبي المؤتمر الوطني في (الانتقاص!!) منها على نحو ما يفعلون هذه الأيام..
 * وعلى نحو ما كانوا يفعلون - كذلك - كلما تعرضت بلادنا لمحنة خارجية..
 * ولكن أين المشكلة إذن؟!..
 * ونعني بالمشكلة هنا أن يبدو نفرٌ من السودانيين (اللإنقاذيين) وكأنهم أقل انفعالاً بالمحن هذه من الإنقاذيين..
 * ونحاول أن نجيب على التساؤل هذا بكل الصدق ولو كره الإنقاذيون هؤلاء..
 * فقد أشاع المؤتمر الوطني - أولاً - شعوراً بين الناس بأن (الوطن!!) هو (الوطني!!)..
 * وأن (الوطني) تبعاً لذلك - نسبة الى الوطن - هو الذي ينتمي الى(الوطني!!) الحزب..
 * ثم ثانياً اعطى المؤتمر الوطني احساساً بأن جيش (الوطن!!) لا بد أن يُرفد بغير نظاميين يتبعون الى (الوطني!!)..
 * وجيش السودان - كما هو معلوم - كان طوال تاريخه منبرياً لمهامه (وحده!!)..
 * فقد أجبر المصريين - مثلاً - على الانسحاب من حلايب (وحده) في حقبة الديمقراطية الأولى..
 * وأجبر الأحباش على عدم التغول في حدودنا شرقاً (وحده) في حقبة الديمقراطية الثانية..
 * وأجبر متمردي الجنوب على التقوقع في مناطقهم (وحده) في حقبة نظام مايو..
 * واجبر متمردي الجنوب هؤلاء على الانسحاب من الكرمك وقيسان خلال أيام (وحده) في حقبة الديمقراطية الثالثة..
 * ولا نعني بحديثنا هذا عدم استنفار (غير النظاميين) لمساندة الجيش في كل الأحوال..
 * وإنما الذي نعنيه أن الجيش قادرٌ (وحده) على التعامل مع تحديات (داخلية!!) ليس لها من (القوة!!) - بالطبع - ما لدى جيشنا..
 * وجيش دولة الجنوب - مثلاً - الذي يواجهه جيش بلادنا هذه الأيام هو كان أصلاً (حركة!!) مسلحة اسمها (الجيش الشعبي)..
 * ولكن حين يُعطى جيشنا هذا الأوامر باسترجاع أراضٍ لنا محتلة من قبل جيران أولي (قوة وبأس!!) فسوف نجد السودانيين جميعاً يتدافعون نحو (الجهاد!!) وليس منسوبي (الوطني) وحسب..
 * وما هو كامن (وراء السطور!!) في السبب الثاني هذا لم يحن أوان الإفصاح عنه بعد..
 * ثم نأتي الآن الى السبب الثالث ونقول إنه يتمثل في المزايدة (المفتعلة) من تلقاء انصار (الوطني) على غير الإنقاذيين في حب (الوطن) - عند النكبات - بمثلما نشاهد في أيامنا هذه..
 * فما من حديث من جانب هؤلاء يخلو هذه الأيام من مفردات تخوينية من شاكلة (عميل!!) و (مرجف!!) و (مُخذِّل!!) و (طابور خامس!!)..
 * يفعلون ذلك دونما نظر الى ما في محاولة الخلط بين (الوطن!!) و (الوطني!!) من استفزاز تجاه (الأغيار)..
 * والسبب الرابع ينبثق تلقائياً عن الثالث هذا..
 * فقد تولد شعور لدى غير الإنقاذيين بأن (الوطني!!) يتذكرهم فقط عند (الشدائد!!) ويتجاهلهم عند (الفوائد!!)..
 * ولأن الأغيار هؤلاء (وطنيون!!) جميعهم - حسبما ذكرنا - فإن حرصهم على استرداد هجليج ذات (النفط!!!) لا يقل عن حرصهم على استرداد حلايب وشلاتين والفشقة..
 * فـ (بذمتكم)؛ من هو الأكثر (وطنية):
 * من يطالب بتحرير أراضينا المحتلة كافة بما فيها هجليج هذه؟..
 * أم من يطالب بتحرير هجليج (فقط!!!!!)؟!
 * وما عداها - في نظره - هو محض (هجيج!!) إعلامي من قِبَل (الخونة!!).
 
 الجريده
 |  |  
  |     |  |  |  |