الفريق الركن إبراهيم الرشيد يكتب عن: شـــورى مـنـبـر السـلام الـعـادل

Quote: شـــورى مـنـبـر السـلام الـعـادل فـي دورتـه الـرابـعـة الفريق الركن إبراهيم الرشيد الأحد, 22 كانون2/يناير 2012 09:39 انعقد في الرابع عشر من هذا الشهر مجلس شورى منبر السلام العادل في دورته الرابعة برئاسة رئيس مجلس الشورى سعادة العميد الركن بحري م. عبد الرحمن فرح. درج المنبر منذ تسجيله كحزب سياسي في أغسطس من العام 2009م على المحافظة على اجتماعات مجلس الشورى بصورة منضبطة كل ستة أشهر ولا شك أن في ذلك انضباطاً يحقِّق مبدأ الشورى التي تعتبر من أهم مبادئ العمل السياسي وسانحة ليقف أعضاء مجلس الشورى على أداء الحزب ومكتبه القيادي وأماناته والوقوف على المستجدّات في الساحة السياسية وما تم إنجازه كما يعطي الفرصة لأعضاء المجلس لطرح آرائهم وملاحظاتهم في نشاطات الأمانات المختلفة بما يساعد على تحقيق الأهداف التي اعتُمدت في النظام الأساس للحزب ورفع مستوى الأداء التنظيمي والنشاطات المختلفة للمكتب القيادي والأمانات ونشاطات المحليات ومكاتب الولايات. لقد كان لقاء مجلس الشورى في دورته الرابعة هذا العام يختلف عن سابقاته وقد تم طرح جميع المواضيع ومناقشتها بشفافية تامة وجرت فيه مواجهات في الآراء لم تخرج من إطار الشورى وحُسمت فيه معظم الأجندة عن طريق التصويت وتم لأول مرة اختيار المكتب القيادي بالانتخاب الحُر دون التدخل من قيادة الحزب أو رئاسة مجلس الشورى. لقد كانت عملية تحول منبر السلام العادل من منبر فكري حُر إلى حزب سياسي نقلة نوعية على صعيد فكرته الأساسية الشيء الذي يجعله إضافة حقيقية فاعلة وجادّة لصالح مسار العملية السياسية الديمقراطية في البلاد في هذه المرحلة المعقّدة التي تمر بها.. كثيرٌ من الأوراق كُتبت تتناول فكر المنبر نسترشد ببعضٍ منها في هذا المقال تذكيراً إذ إن عملية التحول التي فرضت على منبر السلام العادل أن يصبح حزباً لم تطرح نفسها للشعب من فراغ أجوف لأنها تستند إلى رصيد زاخر بالتجربة التي ينبع معينها من تجربة منبر السلام العادل في سنواته التي سبقت التحول المليئة بالجدية والمبدئية وصدقية العطاء، ومن المعلوم أن تجربة المنبر ظلت حالة سياسية تعبِّر عن مصالح وخيارات تيار واسع وعريض حضاري وراكز في قلب المجتمع وجاءت دعوته المعبِّرة عن تلك المصالح بتمسُّكه الدؤوب للحفاظ على الهُوية العربية والإسلامية في مكوِّنها التاريخي عربياً وإفريقياً وفعلها الحركي في مسار الحياة الفكريّة والسياسيّة. لقد أكدت تلك الأوراق أن صحيفة «الإنتباهة» لعبت دوراً محورياً في إسناد ودعم توجهات المنبر والترويج له على أوسع نطاق على مستوى البلاد وخارجها بانتشارها الواسع لإصدارتها الورقية على امتداد الوطن ومن خلال موقعها في النت «الشبكة العنكبوتية» الذي أصبح الموقع المنافس لأكبر المواقع في وطننا حيث يقوم بزيارته مئات الآلاف من الداخل والخارج الشيء الذي يؤكد أن المنبر له مؤيدون كثر لفكره وخطه السياسي الذي يطرحه. تؤكد الأوراق التي أشرنا إليها أن المنبر كحزب يتكئ على تلك التجربة ورصيدها الفكري والسياسي في مساره العام بمعنى أنه كحزب لا ينطلق من نقطة الصفر وإنما يعمل على تعزيز توجهه بالسحب من مقدرات ذلك الرصيد الحي الغني بطرحه، ولهذا فإن الرؤية تؤكد أن عملية التحوُّل من تيار منبري ذي ملامح وتوجُّهات فكرية وسياسية إلى حزب وتنظيم سياسي كانت تطلُّعاً واعياً وعقلانياً لتحويل تيار المنبر من شكله الهلامي غير المنسّق تنظيمياً إلى ثقل وحراك سياسي يرتكز على برنامج وأهداف سياسية واقتصادية واجتماعية ذات مستوى استنهاضي شامل لكل قطاعات المجتمع الحية، ويستدعي ذلك التحول العمل على إبراز وتصعيد مفاهيم جديدة أصبحت مطلوبة مع التمسك الصارم بكل مطلوباتها. إن الخطاب السياسي مهما بلغت قدراته وكفاءاته التحليلية وعمق رؤيته ونفاذها في قلب الواقع والتي يمكن أن تعبِّر على نحو عملي وعلمي عن قضايا المجتمع وأشواق وتطلُّعات الإنسان يظل ذلك الخطاب مجرد شعارات سياسية مجردة إذا لم يستند حراكها إلى تنظيم فاعل ومتماسك الحلقات ومنضبط في أدائه، ولابد من الربط الوثيق بين مضمون الخطاب السياسي وتماسُك وفاعلية أداء التنظيم الحزبي بهدوء وسلاسة. وهذا ما أصبح يعمل عليه حزب منبر السلام العادل الشيء الذي أصبح مكان إقناع لقطاع كبير من الناس خاصة الذين أصبحوا لا يجدون جدية في طرح أحزابهم التقليدية وغيرهم من الذين لم يكن لهم انتماء حزبي من قبل. إن جماعية القيادة وبسط الشورى باتخاذ القرار وفقاً لقاعدة الأغلبية من الأعضاء مع مناهضة التكتلات و«الشللية» والفردية في هياكل التنظيم المختلفة والحرص على تطبيق سياسة الشفافية والمسؤولية والمحاسبة هي القيم التي تساعد على انطلاق الحزب تحقيقاً لأهدافه. إننا نتطلع إلى نشاط واسع لأمانات الحزب في الفترة القادمة وصولاً إلى جميع القواعد وتحقيقاً لأهداف يسعى إليها المنبر.