|
|
 العنصرية تلك النار التي تسري في هشيمِ ما تبقى من السودان
|
بسم الله الرحمن الرحيم
العنصرية تلك النار التي تسري في هشيمِ ما تبقى من السودان
بقلم يوسف المبارك ابو صالح
في البدء لابد أن نفتح تلك الجروح النتنة ونعمل على تنظيفها اذا ما أردنا معالجتها وإلا فلن ينفع العلاج : (اذا ما الجُرح رُمّ على فساد ــــ تبين فيه إهمال الطبيب). ومن لوازم نظافة الجروح لا بد ان نعترف ان هناك عنصرية قد مورست من بعضنا على البعض الاخر من ابناء الوطن في فترة من الفترات لا نستطيع انكارها ، وان حاولنا ان نلتمس العذر لبعض من مارسها وذلك نسبة لحياة الجهالة التي كانوا يعيشونها ثم انهم امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم .
ومع هذا فان اهلنا ومنذ قديم الزمان تعايشوا وتآلفوا فيما بينهم ان لم يكن في كل مناحي الحياة ففي أغلبها ، واذا اردت ان تعرف هذه الحقيقة فانظر الى أي مدينة سودانية ، تجد فيها جميع الاعراق ومختلف القبائل والسحنات، وكل اهلنا من البسطاء يتعايشون في إلفة ومودة وسلام ولا يوجد ما يعكر صفو عيشهم . وان كان هنالك شواذ لهذه القاعدة فهم من الجهلة وممن لا يقدرون الامور حق تقديرها..
ان الساسة وواضعي التشريعات والقوانيين في بلادنا قد اهملوا أو تساهلوا عن قصد أو غيره في محاربة العنصرية وكان البعض يمارسها وان كان ذلك على استحياء ، ثم جاءت هذه الحكومة فتمت الناقصة ، وبدل ان تحارب هذه الآفة قامت هي نفسها بممارستها فسمعنا تلك الاحاديث من عراب النظام مثل حديث الغرباوية وحديث ذلك الوزير عن حقنة الجنوبيين وان رأس الدولة نفسه يطلق علي بعض رعيته لفظة العبيد والفروخ وغيرهذا من الترهات والهراء ، ولم يكتفوا بذلك بل فتحوا مجال الاعلام على مصراعيه لبعضهم لمن يريد ممارسة العنصرية والايذاء اللفظي وجرح الشعور وزيادة جبال الغبينة فمارسوا عنصرية وكلاما في تلك الصحيفة المخزية لم نسمع بمثله حتى في نظام الفصل العنصري (ابارتهيد) ثم انعكس الحال الذي يتلبس الحاكم على المحكوم فظهرت في هذا المنبر وغيره في الفترة الاخيرة موجة من الكتابات العنصرية التي تسخر من اخوة لنا يشاطروننا الدين والوطن وهذا نتاج طبيعي وشئ متوقع في بلاد يمارس حكامها العنصرية على بعض رعيتهم بدل ان يقفوا في وجهها ، وقديما قالوا : اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت الرقص .
ولا يتصور احد من اخواننا في غرب السودان او جنوبه ان هذه الحكومة تمارس العنصرية عليهم هم وحدهم بل تمارسها وتباركها في كل السودان، تمارسها في الجزيرة وفي الشرق وفي مناطق السدود وهذه كهرباء سد مروي قد وصلت الى مئات الكيلومترات ومع ذلك فان اهلها لم يذوقوا لها طعما ولم ينعموا بها ، واسمعوا الى ذلك الكاتب الذي وصف أهل مروي بانهم كانوا مثل الفئران يعيشون في جحور مظلمة فاخرجتهم الحكومة منها واسكنتهم في الضوء ، وانتم ترون باعينكم ما حل بابنائهم من قتل وترويع وترهيب في مروي وكجبار وبورتسودان والعيلفون .، وان كانت هذه الافعال بدرجة اقل مما حدث لكم في الجنوب وجبال النوبة ودار فور ، وانني اعتذر لاخوتي في الدين وفي الوطن من هذا الاذى الذي وقع عليهم وهذه السهام الطائشة التي اصابتهم واقول (اللهم هذا منكر فانكرناه) حسب ما تيسر لنا ، واقول لهم هيا لنتحد جميعا لمحاربة هذه الظاهرة فمصيرنا واحد وعدونا هو كل من يدعو الى التفرقة على اساس اللون او الشكل ، فلا تفاضل بيننا الا بالتقوى والعمل . وكلنا لاب واحد وام واحدة وكلنا خلقنا من التراب وسنعود اليه . وان كنا نعيب على الحكومة تلك التصرفات الرعناء وعدم سن القوانيين لمحاربة العنصرية فاننا نعيب ايضا على الاخ / بكري هذا السكوت على نشر هذه الاشياء وعدم زجر من يكتبون مثل هذا الكلام فان الاعلام في هذا الزمان اصبح سلاحا امضى من لوامع السيوف وهذا المنبر مقروء من شريحة كبيرة من الناس وهذا قطعا له الاثر الكبير في ايصال ما يكتب الى اكبر عدد ممكن .
ان ما كتبه ويكتبه بعض اعضاء المنبر يمثل صدمة لاتوصف خاصة اذا علمنا انه هذه الكتابات صادرة عن فئة تدعي المعرفة والاستنارة ، والادهى انهم يكتبون من خارج الوطن وهذا وحده سبب كاف لان يكونوا تعلموا شيئا من غربتهم ، لكن لا نجد الا ان نسقط عليهم كلام اهلنا حين قالوا :(القلم ما بزيل بلم) وصدقوا لعمري .
وهذا السلوك اعني سلوك العنصرية ان دل على شئ فانما يدل علي ان انسانا يحمل نفسا مريضة وفطرة غير سوية ، فكيف بالله يُتَصور ان انسانا سويا يؤذي اهل وطنه وبني جلدته بهذا الكم الهائل من الاذى ولا يردعه خوف من خالق ولا وازع من ضمير ولا مراعاة لشعور ، ويعايرهم بما ليس لهم فيه يد من شكل في الخلقة او لون في البشرة ، فان معايرتك هذه يا اخي ويا اختي انما هي اعتراض على الخالق جل وعلا . انني اوجه نداء ورجاء الى هولاء الاخوة ومن هم على شاكلتهم من العنصرين والعنصريات واقول لهم : اتقوا الله ان كنتم مسلمين فان الله سبحانه وتعالى قد نهانا عن السخرية فقال في محكم التنزيل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات آية 11- وهذا ابو ذرالغفاري رضي الله عنه يعيّر صحابيا آخر بلون بشرة امه فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا ابا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية ) متفق عليه .
فما احوجنا لتطبيق هذه الادآب في حياتنا ، لا أقول اننا نحتاج الى مارتن كنج أو مانديلا انما نحتاج ان نطبق مقولة الفاروق رضي الله عنه حينما عاقب ابن واليه عمرو ابن العاص وقال قولته المشهورة : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)
وأقول لمن يمارسون العنصرية، انكم ستجدون من يكيل لكم من نفس الجراب، ويسقيكم من نفس الكاس، فهذا الاخ الذي وصف نساء بعض اخواننا بان زوجاتهم لا يصلحن للمتعة وان فيهم صناحا يرمي الفيل ضحى، اقول له اذا كان الامر بفهمك هذا فانك ستجد من يقول لك في البلاد التى تعيش فيها : انت عبد وان زوجتك لاتصلح للمتعة وووو ، فماذا سيكون موقفك حينها، ولا تقل لي انك بكلامك هذا ترد على شخص ينعتنا بصفات عنصرية فهذا ليس بعذر فان كنت تريد إصلاحا فحاصرهذه الظاهرة وصاحبها وكلنا معك ثم ألا يمكن ان يكون هذا الشخص أو هؤلاء الاشخاص الذين ترد عليهم انت ومن معك بهذه الكتابات الا يحتمل ان يكونوا مرضى يستحقون العلاج او ان امرا مهولا قد وقع عليهم فجعلهم يكتبون ما كتبوا . وتذكروا انكم جميعا اخوة والله خلقكم من نفس واحدة يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً( النساء 1
اننا ان لم نعمل على وأد هذه الظاهرة ومناصحة من يدعون اليها وتغيير افكارهم، فأبشرّكم اننا سنرد موارد الهلكة وسنلقى حتفنا بايدينا لأن سلاح العنصرية سلاح فتاك وشديد التدمير وحينها لن نجد شيئا اسمه السودان .
وأقول ختاما إن أردت الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله
يوسف المبارك الشيخ ابوصالح
الدوحة – قطر
وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية تلك النار التي تسري في هشيمِ ما تبقى من السودان (Re: Deng)
|
هى فعلا عنصرية فاتت الحد و الحدود ...
و أصبحت كلمة ( يا عب ) شبه متداوله فى كل مكان
وبصوره سافره , و كذلك وهم التباهى القبلى و افثنى الكاذب مثل
نحن أولاد فلان ! و من قبيلة عرتكان ! و
جدودنا أساساً من الجزيرة العربية ! من بنى عدنان و فرتكان !
و ما إلى ذلك من الخزعبلات و الأوهام التى إستشرت فى هذا الزمن
التعيس على السودان ...
و أصبحت حتى أغانى التراث و الحماسة التى أشتهرت بها بعض قبائل الوسط
و بما نشهده على أجهزة الإعلام الشمولية الموالية للنظام كالعادة صارت توظف هذه الأغانى
و بأسلوب خبيث ماكر لتزكية النعرة العرقية و العنصرية و إثارة الكراهية .....
فلا غرو أن يتبنى أحد أعضاء هذا الموقع و بكل أسف ,( بناء سلك شائك بين
ما تبقى مما يسمى بالشمال و دولة الجنوب و ما سماه بدولة
الزغاوة فى شاد !!! ) فهذا ردة فعل لما يروج له صاحب جريدة
( الإنتباهة ! ) العنصرية و غيرها و بمنتهى الإستكبار
و الغطرسة ( الفارغة ) و الصلف و التعالى العرقى
و ما يروج له أساطنة النظام القمعى من رأسه إلى زيله فهذه هى أدبياتهم و ثقافتهم
التى أوهموا و سمّموا بها عقول جيل أو أجيال كاملة من السودانيين ...
شىء مؤسف , مقرف و مقزز ...
....
تحياتى لصاحب البوست الأمين عبدالرحمن عيسى
و كاتب المقال يوسف المبارك الشيخ
وهو مقال جدير بالتوقف عنده ويعبر عن الدرك
السحيق الذى آلت إليه الحالة السودانية و العلاقات الإجتماعية
فى ظل هذا النظام المنهار ...
.....
المشكله تلقى الزول البقول كلمة ( ياعب ! )
هو ذاتو يناقض نفسه و حتى لون بشرته هذا إذا أسلمنا حسب عقولهم
المريضة , ان سواد البشرة و لهجة اللسان تعنى الرق و العبودية !
و ينطبق على صاحبنا التعيس إياه القول ( أنظر لترى وجهك فى المرآة ! )
عبدالماجد
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الأمين عبد الرحمن عيسى
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست