حين ضاع الأمس منا .. وداعاً عبد المجيد منصور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2012, 09:03 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حين ضاع الأمس منا .. وداعاً عبد المجيد منصور

    حين ضاع الأمس منا .. وداعاً عبد المجيد منصور
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)

    صدق الله العظيم

    مدخل
    إعتدل جالساً على سريرة مذعوراً أشد الذعر، وهو يسمع كلماتي المهزومة تردد "لقد قررت الرحيل دون رجعة هذه المرة"، إمتلأ قلبه رَوَعَاً، واستأثر به الهلع والرجاء معاً، حتى تصبب جسمه كله عرقاً، وقد كان أول فِعلٍ له حين انجلت عنه غيمة الذعر أن تحدرت من عينه دموع سخينة، فأمسك بيدي كأن قد ألحت عليه أحلام اليقظة، كما تلح الأحلام على النائم، يحاول أن يرد الأمن إلى نفسه رويداً رويداً، لكنه لا يعود إلا ليزول، وإذا به يحوقل ويبسمل، وتحولت تلك الدموع السخان إلى نحيبٍ يعلو صوته ويعلو، حاول أن يستند عليَّ ليقف، لكنه لم يعد قادراً على الوقوف، كأنما هناك شيئاً يشده إلي حيث يجلس، والكلمات تكاد لا تخرج وهو يسألني مردداً: "أيعقل هذا الرحيل الدائم؟ أيعقل أن تقرر هكذا فراقنا ثانيةً؟ .. ألم تحس كيف كان شوقنا إليك في غربتك السابقة؟ .. ألم تحس أبوتي إليك دون غيرك؟ ألم ينتقل إلى قلبك بعض ما يعتمر في قلبنا من رضاءنا بعودتك؟ ألم تحس بدموع الكِبر وهي تصوِّر لك مقدار حزننا لفراقك وفرحتنا بلقاك؟ والأسى الذي احتملناه وأنت بعيد عنا، وقد أصابنا منه ما أصابنا فما عدنا نطيق له احتمالاً، لقد حمدنا الله على سلامتك بعد عودتك .. وقد رأيناك قبل أن نذهب عن هذه الحياة إلى غير رجعة، فحسبُنا منك وقد بلغ الكِبر منا مبلغاً أن نراك إلى جانبنا ساعة أن نفارق هذه الدنيا الفانية، لنودعك وتودعنا، ثم نعهد إليك والأهلة جميعاً بزيارة مرقدنا مطلع كل يوم حتى تنيرون بدعواتكم الصالحات ظلماته الحالكة.
    اللقاء الأخير
    كاد أن يكون هذا آخر لقاءٍ لي بعبد المجيد منصور، ولست أدري كيف أصنف الرجل، إذ لا يستقيم أن يصنف التلميذ أستاذه. وحين دقت ساعة رحيلي عن الوطن تعمدت ألا ألتقيه فالرجل لا يحتمل فراق أحدٍ أياً كان، وأحسب أن لي مكانة خاصة عند ذلك الرجل الإنسان، ولكنه أبى إلا أن يكون عبد المجيد منصور الذي أعرف، فوجدته بدموعٍ كاسيات ينتظر على بوابة المطار، جالساً على كرسيه، تمنيت أن "تبلعني" الأرض حينها، وقف بصعوبة جريت ناحيته، نظر إلي نظرة عتاب، قدم لي مصحفاً وقال: "وداعاً .. قد لا نلتقي ثانية .. لا تنسى عبد المجيد"، ثم مشى دون أن يسمع مني وداعاً.
    عبد المجيد منصور الذي نعرف
    كان كما عرفناه دائماً رجلاً متئداً رزيناً، شديد الوقار، عظيم الحُلم، يملأ النفوس بشراً، والقلوب حبوراً، وتقضي له الأقدار أن يستقبل النهار مغتبطاً حين يشرق نوره، ويستقبل الليل مبتهجاً حين تدلهم ظلمته، وينفق ما بينهما في عملٍ هادئٍ مريح. كان حديثه إلينا يقع في نفوسنا موقع الماء الذرب من موضع الألم.. كان سودانياً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وكان هلالياً حتى لتظن أن الهلالية تعرف به . وكان حين ينكر البعض عليه هلاليته المصادمة، ويملون نعيمها المقيم، ويطمحون في الارتقاء على كتفيه، بمصادمته ومحاولة التقليل من شأنه أو أثره، يرد علينا قائلاً: "كل شيءٍ منته إلى السأم إذا اتصل .. حتى الحياة الراضية، والنعمة الدائمة، والعيش الهادئ المطمئن. ولست أنكر عليهم أن يملونني، ويطمعون في الترفيه عن أنفسهم بقليلٍ من البعد يأتيهم دون أن يكونوا في معيتي، وفضل من الحرية والديمقراطية يتنسمون هواءهما العليل من غيري، فيبلغ نفوسهم الوادعة الهادئة، كأنه الصدى الضئيل. والناس يرفهون على أنفسهم بما يستطيعون، والله يقسم الحظوظ بينهم بما يريد". هذا هو عبد المجيد منصور الذي نعرف، وها نحن نقول وقد باعدت بيننا الحياة كما باعد بيننا الموت" ما أضعناك ولكن أنفسنا أضعنا!
    وداعاً قاهر الظلام
    نحن بشر لا نحسن احتمال المحنة ولا الثبات للخطب، فينا خوف خفي دائم، يتسرب إلى قلوبنا فتسري له في أجسامنا كلها رعدة قوية لا يعرفها غيرنا حين نودع عزيز علينا، ولكنك لست بعزيز على ربك، فليرحمك الله وليسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .. وداعاً عبد المجيد منصور .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
                  

02-08-2012, 02:54 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حين ضاع الأمس منا .. وداعاً عبد المجيد منصور (Re: Dr. Salah Albashier)

    اللهم ارحم عبدك عبد المجيد
                  

02-08-2012, 03:03 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حين ضاع الأمس منا .. وداعاً عبد المجيد منصور (Re: Dr. Salah Albashier)

    إنا لله وإنا إليه راجعون
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de