في وضح النهار..!! عثمان ميرغني...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2012, 04:17 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في وضح النهار..!! عثمان ميرغني...

    Quote:
    في وضح النهار..!!



    عثمان ميرغني








    قصة محزنة تفيض بالتراجيديا.. إذا كنت تسير نحو مدخل كُبري شمبات من ناحية بحري.. اُنظر يمينك.. سترى هذا المشهد المدمي للقلوب..




    شاشة إعلانات عملاقة (جديدة!!).. انتصبت واقفة شامخة.. بينما على بُعد خطوات منها شاشة أخرى مثلها عملاقة لكنها محطمة مرمية على الأرض..




    قد يطفر في ذهنك السؤال البريء المحتم.. لماذا تنزع شاشة إلكترونية بمثل هذا الحجم.. لتركب محلها شاشة أخرى بنفس الحجم..؟!




    خلف هذا المشهد تختبئ قصة لا تُصدق.. قصة تكشف إلى أي مدى قد يتحول مواطن إلى ضحية خرساء لا تملك حتى حق النواح على مصيرها.




    مكاوي المقدم.. مواطن سوداني أنعم الله عليه ببعض المال، فاستثمره في تأسيس شركة (نوفا) التي تملك الشاشات الإعلانية الضخمة التي ترونها في بعض المواقع.. حصاد الغربة الطويلة وضعه في مشروع لم يكن معروفاً في السودان، فكان أول من استخدم شاشات العرض الكبيرة في الشوارع.. الشاشات منتصبة في عدد من المواقع (المنظورة) في المدن الثلاث.. الخرطوم.. وأمدرمان وبحري.. وبعض المدن الأخرى في الولايات.. وفكرة الإعلان في مثل هذه الشاشات الكبيرة علاوة على أنها تساهم في الترويج للأعمال والمشروعات؛ فهي تمنح العاصمة منظراً جميلاً ولمسة حضارية.. أحد المواقع التي تنتصب فيها شاشته في مدخل كبري شمبات من ناحية بحري جوار سلاح المظلات.. فما الذي حدث؟؟




    محلية الخرطوم بحري التي تتقاضي رسوماً عن كل اللوحات الإعلانية.. وقعت عقداً مع مكاوي بموجبه ظل يدفع بصورة منتظمة (إيجاراً) مقابل نصب الشاشة في ذلك الموقع المهم. بعد عدة سنوات.. ظهرت أمام مكاوي جهة جديدة.. هي القوات المسلحة باعتبار أن الموقع في حيزها الجغرافي... فتغير الوضع وبدأ مكاوي صاحب شركة الإعلانات (نوفا) يدفع للقوات المسلحة بموجب عقد..




    لكن الهيئة الاقتصادية أنشأت شركة اسمها (أقلام للإنتاج الإعلامي).. رأت أنها أولى بالموقع من المواطن مكاوي.. فأقامت دعوى في المحكمة الجزئية.. ويقول مكاوي إن المحكمة أصدرت حكماً غيابياً.. يقضي بإزالة الشاشة الضخمة التي يملكها.. وتحولت معركة مكاوي إلى محكمة الاستئناف..




    شركة (أقلام للإنتاج الإعلامي) يفترض أنها حكومية.. تتبع لصندوق دعم العاملين بالقوات المسلحة.. لكن سجل الشركة عند المسجل العام مدون به اسما رجلين.. ولا توجد أية إشارة فيه إلى ارتباطها بأية جهة حكومية.. وحسب شهادة تأسيس الشركة (التي يفترض أنها حكومية) تأسست في يوم 18 إبريل من العام الماضي 2011.




    هو نفسه العام الذي تحدثت فيه الحكومة كثيراً عن تصفية الشركات الحكومية (العزيزة) وخروجها من السوق لتترك المجتمع يمارس التجارة بمنتهى العدالة والمساواة.. ونفذت الحكومة فعلاً وعدها وبدأت بأكبر و(أعز) الشركات. شركة الجزيرة للخدمات، إحدى أكبر الشركات في السودان.. شركة ذات اسم تاريخي عريق وتعمل في مجالات كبيرة وضخمة وتنجح كل عام في تحقيق أرباح هائلة.. هذه الشركة يملكها جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. ومع ذلك.. رغم أنف الأرباح الهائلة.. ورغم أنها مملوكة لأحد أقوى الأجهزة الرسمية الحكومية.. إلا أن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بدأ بها.. وأعلن تصفيتها ليبعث بأقوى رسالة في كل الاتجاهات، أن الحكومة عازمة على ترك (السوق) والأعمال للشعب.. بدلاً من أن تكون الحكومة تاجراً ينافس أبناء الوطن ويتميز عليهم بالامتيازات والحظوة الرسمية..




    المواطن مكاوي.. الذي يوم أعلنت الهيئة الشعبية لمناصرة القوات المسلحة دعوتها للشعب أن يقف دقيقة احتراماً وتقديراً للجيش.. ربما أوقف سيارته في الطريق وترجل منها ووقف دقيقة تعظيماً لجيش بلاده.. وجد نفسه يخوض معركة غير متكافئة..




    في ذات صباح اتصل به مسؤول في محلية الخرطوم بحري ليخبره بنبأ عاجل.. الشاشة الإلكترونية الضخمة التي يبلغ ثمنها (500) ألف دولار.. يجري تفكيكها بوساطة عمال عاديين يحملون أدوات (إزالة) وليس معدات صالحة للتعامل مع دوائر إلكترونية معقدة تتطلب خبرة فنية مناسبة..




    هرع مكاوي بسرعة وهو لا يكاد يصدق ما سمعه في الهاتف.. ووصل إلى مدخل كُبري شمبات.. وجد مدير إدارة شركة (أقلام) ومعهم مجموعة من العمال يفككون اللوحة الإلكترونية الضخمة..




    انهار وهو يرى استثماره وحصيلة العمر وهي تنهار أمامه.. لكن قبل أن يفيق من دهشته تقدم نحوه شابان يرتديان ملابس مدنية وأشهرا في وجهه (أمر قبض).. في أقل من ساعة زمن كان مكاوي وراء جدران السجن.. سجن أمدرمان.. قضى مكاوي الليل الطويل في السجن.. ونهار اليوم التالي.. ثم خرج ليجد الشاشة الإلكترونية الضخمة مرمية في الأرض.. وبالقرب منها.. على بعد أمتار قليلة.. شاشة أخرى كبيرة مثلها.. نجحت شركة (أقلام) في نزع الموقع وطرد مواطن.. لتحل محله شركة يفترض أنها حكومية..




    لمصلحة من هذا؟..




    هل يرضى الله أن تنزع الحكومة اللقمة من فم شعبها.. وتنافسه في الأعمال التجارية الكبيرة والصغيرة على حد سواء..




    إذاً لماذا يدفع المواطن الضرائب والجبايات والرسوم للحكومة طالما أنها منافس له في أرزاقه وأعماله التجارية..؟؟




    إذا عبرت كُبري شمبات من ناحية بحري..




    لا تنسى أن تُلقي نظرة على ساحة المعركة غير المتكافئة..




    مثلما تنظر لأطلال مصنع الشفاء الذي دكته صواريخ توماهوك كرووز الأمريكية..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de