هلوسات في مقام العشق- قصة قصيرة جديدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2012, 10:43 AM

Yahia Elhassan
<aYahia Elhassan
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 57

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هلوسات في مقام العشق- قصة قصيرة جديدة

    رواية الزوجة:
    كنت جالسة – كعادتي في مثل هذا الوقت من كل صباح – بالمطبخ أعد طعام الغداء، فقد أخبرني زوجي بقدوم ضيوف لمشاركته معنا:
    أريدك أن تبرهني يا عزيزتي للجميع كيف يكون الطبخ فنا راقيا، ثم..ناثرا من حقائب ضحكته وهو يغادر كل صنوف الإغراءات المضمرة : أعدي لهم " الضربة القاضية".
    فهمت ما يعني " فالضربة القاضية " هي ذلك الطبق المكون من البطاطا وكرات اللحم مع بعض الخضار والتوابل الحريفة ، الذي كثيرا ما يطلبه وبخاصة حينما يدعو أصدقائه للطعام ،أما أنا فحين أقولها وأنا أطلب منه شيئا..فغالبا ما أعني أشياء أخرى ...تفهمها النساء منكن بالطبع بسهولة شديدة ...أما الرجال فلا يفهمها منهم إلا من ألقى السمع وهو شهيد !!..كنت حينها أستمع للمذياع..( وفي تطور آخر ..أفاد الجيش السوداني بأنه ) يا لله! سئمت كل هذه الأخبار التي تشهد لملك الموت بالاقتدار والكفاءة ، أجهزة الإعلام تملا فضاءنا بجثث موتى ..من كل الأصناف: موتى حروب..فيضانات..زلازل وكوارث أخرى.. تجعلك تحار حقا من كل هذه القبور الأثيرية التي تضاهي قبور الأرض عددا ...وتعجب كيف تقتبر الأثير ...تتخذ من أصوات الإذاعات والتلفاز أكفانا ...فكرت مرة في أن أنشئ إذاعة للأخبار السعيدة فقط .. أدرت المؤشر إلى محطة أخرى ..وأخرى ...حتى سمعت صوتها السماوي أخيرا، سيرينية فارة منذ الآف السنين من قريتها البعيدة في بلاد الإغريق .. بدا لي حينها إن آلافا من العصافير الضوئية الرقيقة قد أعارتها حناجرها الفضية ، ونسيت في غمرة استمتاعها بهذا الصوت البهيج أن تسترجعها ، وما هذا الشجو العذب والحنين الرقيق في أصواتها إلا نواحا وحسرة على غياب تلك الحناجر ، كانت تغني تلك الأغنية التي يقال إن صغار الملائكة تغنيها بصورة مضحكة إذ تحاول تقليدها فتتعثر في تعاريج آهاتها تركض بعيدا في متاهات صمتها حين تصدح الموسيقا منفردة ، ثم تغوص عميقا في هذه الينابيع الباطنية الصغيرة التي تتقاطر منها مياه صوتها النميرة وهي تغسل ما يعلق بنغمات البيانو من سهو يلم به حين يتراقص طربا وتستخف به النشوة من هذه العذوبة المنثالة سحرا يسكر الألباب..
    بدأت بتقشير البطاطا وتقطيعها شرائح صغيرة ..حين سمعت فجأة باب الثلاجة يفتح ويقفل ..لم يكن هناك أحدا غيري بالمطبخ ..فالأولاد بالمدارس ونحن في يوم الأحد الذي تذهب فيه " تريزا " إلى عطلتها الأسبوعية..ماهذا ..صرت أحدق في الثلاجة بذهول ...كانت مغلقة بإحكام كما تركتها ...لكني أقسم بأني سمعتها قبل قليل تنفتح وتغلق..حتى إن تيارا من الهواء البارد لسعني في جسدي المتعرق..قمت من مقعدي ..فتحتها ولدهشتي الشديدة لم أجد قطع الشيكولا التي خبأتها هناك من زوجي في مكانها ( هل قلت لكم انه يحبها لأنها تذكره بمذاقي ...كما يغازلني دوما؟) ولأنني أعرف ألاعيبه جيدا فقد تأكدت من إنها موجودة في مكانها بعد خروجه بقليل.. نعم ..كانت هناك تنتظر لهفتي لالتهامها .. وأنا في جب حيرتي ذاك ..شعرت بذراعين يطوقاني من الخلف في عناق عذب ..لم أحس به إلا معه ( وخاصة حين نحتفل بعيد زواجنا ) تذكرت: انه اليوم ..نعم عيد زواجنا هو اليوم ...آه..ربما إذن هذه مجرد هلوسة، ربما أتخيل كل ذلك لأني أرغب في عناقه ..ربما...ولكن أنفاسه تلهب يدفئها كل جسدي ..حين التفت...لم يكن هناك ..صرت أتحسس عنقي ...شممت فإذا بعطره يفوح من يدي..صرخت: أين أنت..لم يجبني..ماذا حل بي ..أجيبوني بربكم ..
    لا ..أنت لا تهلوسين يا عزيزتي..سمعت صوته صادرا من مكان ما في أعماقي..ثم رأيته يدلف إلى المطبخ طيفا ...غماما..يدخن سيجارته المعتادة ..التي ما يزال عبق دخانها في كل أنحاء المطبخ..ألا تشمونه ؟ ( كان المطبخ- كما لاحظنا جميعا- يعبق بالفعل برائحة سجائر كثيفة جدا..وحلقات الدخان ما تزال تتراقص دوائرا في كل أنحائه....) .. أقسم لكم إني رأيته هكذا: كان يتسكع في المطبخ بقامته المديدة، يفتح الأواني وهو يتشمم بإعجاب واضح نكهات الأطعمة المختلفة ..ويأكل في إغاظة قطع الشيكولا ..مددت يدي وانتزعت في يأس بعض فتاتها ..هاهي ما تزال في يدي ..كما ترون ...ماذا يجري لي ؟ فليخبرني أحدكم ..
    كنا نحدق فيها بذهول ...وهي تروي هذه الحادثة العجيبة ...ليس في مظهرها ما يدل على الجنون أو العبط ..لا فهي تبدو امرأة متوازنة ...من ذلك النوع الذي عادة ما يوصف ( بسيدة مجتمع) كما يدل على ذلك مطبخها النظيف المرتب بعناية...همس لي أحدهم في أذني( حينما كنا هناك ..في المطبخ: رأيت ما يشبه طيفا لرجل يعبر مسرعا إلى خارج المطبخ...هل وصفته الزوجة بأنه رجل طويل؟ إذن فنحن نتحدث عن نفس الرجل...كان رجلا بائن الطول ..هناك علامة بارزة في وجنتيه ...ربما وشما من نوع ما ...دعنا نسألها..
    رواية الزوج:
    لي صديق غريب الأطوار..قرأ في الأديان والأساطير القديمة كثيرا ..حين تستمع إليه وهو يحكي لك عن" بوذا" أو طقوس اليوجا في التبت ...تشعر وكأنك تسبح في زمان آخر ..مكان آخر لا يشابه عالمك في شيء..يحكي لنا عن القوة الهائلة الكامنة فينا ...عن كيف نحرر طاقاتنا الحبيسة في أعماقنا من أغلال الجسد..شهواته...مخاوفه...عن كيف كان أسلافنا أقوياء:
    ( لم يكونوا مثلنا أبدا: كان الواحد منهم يعرف متى ينزل المطر ..تثور البراكين أو تمور الأرض بالزلازل ..كان يرسم على الأرض ما يرغب في اصطياده من حيوان ثم يغرز سهمه عليه فيموت على الفور أينما كان ويستهدي إليه بفضل قدرته الهائلة على الشم ..أما نحن فقد استعضنا بالتكنولوجيا عن ما فقدناه من قوى أسلافنا الرائعون ..صرنا نرى بها..نحس بواسطتها ...نسافر بمركباتها..حتى الحب ..وكل مشاعرنا الإنسانية صارت ترحق من مداد أثيرها قبلاتنا لمعشوقات من فسيفساء خيال الفراغ الذي يلفنا ..أما هم فكانوا يعشقون نساء من لحم ودم...يهاجرون إليهن )
    كانت أحاديثه تسحرني ..تداعب في أعماقي ذكرى بعيدة لطفولتي بمدينة الأبيض " بغرب السودان" فقد كنت أرى من جدي العارف ومن بعده أبي الشيخ كرامات عجيبة : أذكر ذات مرة إن جدي أعطي أخي الأكبر عملة معدنية صغيرة ..أجهشت بالبكاء لأنه لم يعطيني مثلها ...قال باسما مخاطبا أخي: هاتها ثم فرك بيده عليها بسرعة فإذا هي تنقسم إلى اثنتين ..أعطاهن لنا وهو يضحك من شقاوتنا..وحين أخبرته أمي ذات ليلة بحادثتي العجيبة تلك التي أصر أخي الأكبر القادم حينها من دراسته بأوربا على استشارة طبيب نفسي ..ضحك جدي وأمرها بأن تستدعيني ...قالت: انه مريض جدا ولا يستطيع النهوض فقد شل يا أبي..ولا يستطيع الكلام ..قال جدي وهو ينهض ..لا بأس سأذهب إليه ..كنت حينها..أستلقي على فراشي خائر القوى أرتعد فزعا مما رأيته في تلك الأمسية ..أسمع صوتي خارجا مني ..بينما تشير أمي بيديها بأنها لا تسمعني...أصرخ عاليا ..لا تسمعني أيضا ...أراني أسير في فراغ الغرفة...أحرك كل أطرافي كما اعتدت دوما...ولكني أراني مازلت على فراشي ..ثم أرى شخصا ما يشبهني تماما يسبح عاليا حتى يلامس سقف غرفتي...يخترقه محلقا في الفضاء البعيد.. وحين يرجع يدخل في جسدي طيفا من الضوء .. يحشد في ذاكرتي حين يتسلل إليها خلسا صورا لأشياء وكائنات لا مألوفة .. رجال ونساء لم ألتق بهم من قبل...مدن من ضوء غائم أو غمام مضيء يتسكع في أزقتها الضيقة فنانون وشعراء غريبو الأطوار..منهم من يقسم لك بأن روحه هي ملهم كل الشعراء في كل العصور تمد خيالهم بالصور الشعرية.. تتداعى أمام عيناي مشاهد تمثلني في مراحل مختلفة من حياتي ..مرة مع أصدقاء لم أعرفهم إلا في هذه اللحظة مثلك أنت ( كان يشير بأصبعه أليي أنا بالتحديد ) ثم أراني مع زوجتي في مشاهد متعددة ..لا داع لذكر معظمها بالطبع فهذا أمر لا يعنيكم مطلقا....ولكني أذكر من بينها ما حكته لكم قبل قليل..نعم لقد صدقت إذ إني رأيت هذا المشهد من قبل أكثر من أربعين عاما أو يزيدون... وضع جدي كفه على رأسي وصار يرتل هامسا بعض الكلمات التي لم أسمع منهن شيئا...ثم في صوت آمر قال:
    أذهب يا بني وأحضر لي ماءا ..
    قالت أمي:
    كيف ينهض يا أبي لقد أخبرتك للتو بأنه صار مشلولا ..
    نظر إليها معاتبا..
    نهضت ..ثم قلت ضاحكا: سأحضره لك الآن يا جدي...أجهشت أمي فرحا ...وقالت:
    لكم اشتقت إلى صوتك يا صغيري..ركضت كمن يريد التأكد من قدرته على الركض وليس المشي فحسب ..عدت بسرعة فإذا بجدي ينظر إلي بنظرات أحس بها تخترقني من الداخل تتجول في أنحائي باستبصار عراف يجيد الغوص في طبقات الروح القصية .. ويقول ...مغمضا عينيه كمن يطالع أطيافا لا منظورة تسبح في فضاءات أزمنة لم تجيء بعد:
    لا تفعلها مرة أخرى على الأقل ليس الآن فلم يحن الوقت بعد..
    دهشت كيف عرف بسري الصغير ؟ كيف أدرك ما كان يجول بخاطري حين حدث لي ما حدث ؟
    رواية الصديق الغريب:
    كان هو من بين الجميع ...من أحس دوما بأنه يفهمني جيدا ...بعضهم كان يعتقد إني مجنون..الآخر كان يرى في أحاديثي خرافات مسلية بعد قضاء يوم مرهق آخر.. من سعي الديدان الدائب للقوت الذي نحشده لها في أجسادنا المتخمة بكل صنوف لذائد بني الفانين..أما هو: فكنت أقرأ في عينيه تصديقا لكل ما أقول..كنت أحس بأنه يعرف كل ما أحكي عنه.. يألف كل تلك العوالم ، وبإمكانه أن يكمل أية قصة فور أن أشرع في حكايتها ...وكنت أنا أعرف كل شيء عنه منذ طفولته البعيدة تلك ..وما كان يحدث له من أحداث غريبة....هل حكى لكم شيئا عنها ...عن أخته التي توفيت وهي صغيرة دون الخامسة ؟ عن جده وكيف كان يطوى الأرض كريح...يتنقل في المكان كوشوشة النسيم ...وحتى ..كما روى الكثيرين يطير في الفضاء..أعرف عنه كل ذلك ...هل حكى لكم كيف حين أصبح رجلا ...كيف أتى إلى زوجته وهي تعد الطعام محض طيف ؟
    رواية شاهد من أهلها:
    أعرفها تماما منذ كانت بنية صغيرة ..لم يكن هناك أي شيء يميزها عن صويحباتها غير أنها كانت بارعة جدا في الرسم والتلوين ...كانت ترسم كل شيء ..الأشجار وتغريد الطيور فوق أغصانها ( نعم تغريد الطيور فقد سمعتها كثيرا وأنا أحدق في رسوماتها ) حين تطالع من ترسمهم من البشر تشعر بحيرة كبرى: هنالك هذا الرجل الغريب النظرات ...يظهر بصورة متكررة في كل رسوماتها ...رجلا طويلا موشوم الوجنتين بوشم غريب يشابه طلسما سحريا من ذلك النوع الذي تراه منحوتا على وجوه الرهبان في صخور الكهوف القديمة، حين سألتها عنه وهي في الخامسة من العمر وقتها..أجابتني .. لا أعرف...فقط أراه كل ليلة في أحلامي.
    رواية شاهد من أهله:
    كانت زوجته هذه الصديقة الوحيدة لأختي.. ذات ليلة كنا نتسامر ..وفجأة همست لي أختي:
    هنالك أمر غريب أريد أن أحدثك عنه على أن تعدني بأنك ستكتمه كسر..لا تحادث به أحدا ..حتى أنا لا تحادثني فيه مرة أخرى..سر يتعلق بصديقتي:
    ذات ليلة بينما كنت بمنزلها تثرثر ثرثرتنا المعتادة عن كل شيء وعن لاشيء..باحت لي بسر غريب ..قالت – بعد أن حلفتني ثلاثا أن لا أبوح بما ستقوله لي لأي مخلوق :
    أنا أعرف زوجي هذا منذ طفولتي ...كنت أحلم به كل ليلة ..لدي رسومات كثيرة له رسمتها وأنا في الخامسة من عمري ...يمكنني أن أريك إياها..وبالفعل أحضرت صندوقا خشبيا قديما ..أخرجت منه أوراقا تفوح منها رائحة القدم .. لدهشتي الشديدة رأيته هناك بقامته الفارعة ..بذات الوشم الغريب على الوجنتين ...ولكن المحير في الأمر إن خلفه على الورقة كان هناك رسما شاحبا بعض الشيء لذات الرجل ..يبدو وكأنه ظل خفي ..أو طيف ...قالت لي:
    ما رأيك؟ أليس هو ؟ ولكني لا أدري شيئا عن هذا الطيف الذي أراه في أحلامي كل ليلة يسعى خلفه كظل ..هذا...حدقي جيدا ...قلت لها ..نعم لقد رأيته بالفعل ..من هو؟
    أخبرتني أختي بكل هذا.. احتفظت به كأقدس الأسرار وفاءا لذكراها فقد كانت عزيزة على قلبي ...ولم أبح به إلا الآن أمامكم فقط.
    روايتي الخاصة :
    أفضل أن أحتفظ بذلك لنفسي.
    يحي الحسن الطاهر
    جدة: 28/12/2011
    0547308727
    جدة




                  

01-01-2012, 10:58 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلوسات في مقام العشق- قصة قصيرة جديدة (Re: Yahia Elhassan)

    النجيضة .. هلوست بينا نحن ذاتنا!!
    كل سنة وإنت طيب ياخ! وشكرا على العيدية دي!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de