( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوعي )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2011, 07:10 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوعي )





    630px-Communist_star_svg.png---.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    *
    ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي )
    و(الحزب الشيوعي السوداني )




    (1)
    أعرف أني بعيد عن السياسة ، فهي إبداع ليس لنا فيه رغبة ، وإن عرفنا أن السياسة تتبع المكر ، وتؤاخي الإيديولوجيات ، وصعدت إليها بالمكر كل المنظمات التي تأخذ لافتة العقيدة كصورة مزيفة لتنظيمات المافيا الدينية ، وكذا أحزاب الإيديولوجيات متقلبة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين . هذا همّ له من يحب العمل فيه رغم كل شيء . وجئنا إليه بغرض التوثيق .
    من الصعب أن تجد رجل على رأس دار نشر ، كأنه قادم من أوائل الستينات ونحن في منتصف السنة الخامسة من القرن الواحد والعشرين ! . لا لغته ولا أسعار الكتيبات التي يبيعها تشبه ما حولها . أكثر من أربعمائة دار نشر ، تقف في واجهة ، ويقف صاحب الملف في صفحة أخرى من الزمان ومن التاريخ ومن المكان .
    شيء صعب أن تبدأ من التاريخ :

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 08-21-2011, 04:17 PM)

                  

08-20-2011, 07:12 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (2)
    تأجل المقال أكثر من ست سنوات ، لست أدري له من مصير ، فقد كان حين التقيته يكاد يبلغ التسعين مما مضى من العمر ، وانقطعت أسباب اللقاء من بعد ، ولا ندري المصائر . لقد حفزني الكاتب الروائي " عثمان حامد " مراراً على الكتابة وحالت كل الدروب ألا أكتبه وفق ما نويت ، ولكن يتعين أن تكتب جزء من التاريخ بحضور أشخاصه ، وفي زمن كان من العسير الكتابة والحريات معقودة على أرجل طيور خفافٌ لا أحد يلحق بها ، حتى جاء شباب مصر ، وعرفنا كيف للحرية أن تفعل ما تشاء .
    وكنت ولم أزل أنتظر قصائد شعراء عظام من شعراء مصر ، كتبوا بحر أقلامهم ما يصعب نشره في ذلك الزمان ... ، وللحرية محاسن لا يعرفها إلا من فقدها طويلاً .

    *
                  

08-20-2011, 07:14 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (3)
    محمد الجندي :
    1. هو مؤسس دار الثقافة الجديدة ولم يزل بها حتى تاريخه.
    2 . بعد اعتقال الكادر الأول بعد مايو 1948 م .
    أصبح من قيادي ( حدتو ) مع فؤاد عبد الحليم وحمدي عبد الجواد. انتقل محمد الجندي للإسكندرية أولاً ثم شبرا الخيمة وكان حينها في العشرينات من عمره .
    3. بعض مؤلفاته :
    • 21 فبراير توجه جديد للحركة الوطنية المصرية
    • ماذا يحدث في العالم الاشتراكي
    • اليسار والحركة الوطنية في مصر
    4. شارك في تأليف :
    • ثورة أكتوبر ثورة الشعب السوداني
    • الشعب والقائد
    • الأزمة التشيكية من وجهة نظر عربية
    5. أهم أعماله في الترجمة :
    • ضد دوهرنج لفريدريك انجلز
    • المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية تأليف ياخوت وسبيركين

    *
                  

08-20-2011, 07:16 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (4)
    لم يكن إلا لقاء .. مهده أحد أصدقاء العمر ، بأريحيته عرفني به واصطفاني لإكمال ما بدأته سابقاً وصديقنا يوسف إدريس من مقال عن ( عبده دهب ) كأحد مؤسسي الحركة اليسارية السودانية منذ أن كان بمصر أوائل الأربعينات.
    قدم محمد الجندي مشاركاً ضمن أكثر من أربعمائة دار نشر في معرض أبو ظبي للكتاب المقام في مارس 2005 م الماضي بالمجمع الثقافي بأبوظبي .
    في العشرينات من عمره ، استوى على موقد ساخن منذ العام 1948 م ، بعد أن ورث ضمن رفاق له قيادة اليسار من الكادر الذي حجبته سجون مصر . معه فؤاد عبد الحليم وحمدي عبد الجواد . تنقل بين شبرا الخيمة والإسكندرية . كتب ضمن من كتبوا بخطى نضالهم صفحة من تاريخ اليسار المصري . تجمّل ( ليمان طرة ) بحضوره الثقافي الثر أثناء المُعتقلات ، تدارس مع الرفاق المناهج والتاريخ ، ثمرات ناضجة ، مُرّة المذاق . الإنحياز للفقراء والمسحوقين الذين سرقت أعمارهم عبودية العمل بأبخس الأثمان في المزارع والمصانع .
    تخطى هو عتبات الزمن وأفلت من مقاصل النفس و الجسد . تكسرت السهام دون أن تصطاد عُمره ، وبقى على الفكرة تتوهج مُتقدة وهو على عتبات خريف العُمر . تزينت محابس القسر عندما كان يسكُن القباب الكالحة منذ زمان . السجن مع الشُغل والنفاذ هو مسلك سجون مصر منذ بناة الأهرامات الأوائل . الإنسان وتطويع الصخر هو العمل الشاق الذي قوس الظهر وأثقل السلاسل الفقارية . إن أحببت الفقراء ، واخترت تنظيمهم سياسياً وانتميت لفكرهم ، فقد فتحت لنفسك وللعائلة الخاصة أبواب الجحيم . من اشترى القضية ، فقد رهن حياته الخاصة والطموح والحُرية لآلة الدولة الشرسة .

    *
                  

08-20-2011, 07:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (5)
    قالت لي صورته :
    أنا من زمن الدنيا الغاربة ، والشموس الناهضة . وجدت نفسي صدفة في زمن غريب . أبناء وطني تروس ساقية تئن .ركبوا الثيران وقادتهم إلى السقاية . الجوع والقهر يتمددان بين المدن والأرياف. الحرب الثانية في قمة فتوتها ،والبِحار دخلت أتون الحرب .

    *
                  

08-20-2011, 07:21 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (6)
    تخطيت عتبات الزمن وأفلتُ من المقاصل. تكسرت السهام دون التنازل ، وما أطيب العيش الهانئ على هامش المجتمع البرجوازي عندما لا تكن في الذهن قضية ، أو عندما تطحن الرحى عظام البشرية الكادحة ولا يرقّ لك قلب . ففي القِباب الكالحة تنبُض القلوب بحُب الفقراء ، وفي حزبهم رأى هوّ الخلاص ، وبدعمه تعود الإنسانية لمجرى الحق والعدل .
    ألهبت السجون القرائح أن تقرأ وتمد الآخرين بتاريخ ناصع . تُلهب سياط القهر الظهور التي حملت مبدأ وفكرة . من السهل الاستراحة على إرث الطبقة المتوسطة ، فبندول الحياة يرقُص بين الغنى وفقر الشقاء .

    *
                  

08-20-2011, 07:22 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (7)
    قلت لنفسي :
    ـ أيعقل أن يكون سعر الكتاب هنا في مكتبته : ـ/ 8 وثلاثة عشر درهماً إماراتياً ،
    و أسعار الكُتب في المكتبات التي تجاوره : ـ/40 وـ/60 درهماً إماراتياً !!
    ـ أيعقل أن يدعم صاحب مكتبة ( دار الثقافة الجديدة ) هذه الأسفار بسعر الكُلفة ، ضارباً لغة العصرالسوقية عرض الحائط ؟
    ـ كأني قد ركبت عجلة الزمان الخُرافية ورجعت أربعين عاماً !

    *
                  

08-20-2011, 07:23 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (8)
    سألته وأنا جليس صحبته :
    ـ حدثنا عن الصلة بين الفكر والتنظيم وبين السودانيين الذين اشتركوا معكم حُلم الاشتراكية ،و مقولات وفكرها .
    قال :
    ـ كان الماعون الفكري أرحب من تقسيم الأوطان التي ورثناها . تخلصنا من حواجز الأعراق والأديان والأوطان التي تُفرق . من المؤسسين ذوي أصول يهودية أو بريطانيين أو نمساويين ومصريين ، وتم استقطاب السودانيين ، وأولهم عبدو دهب وهو نوبي سوداني ، التحق معنا بأول مدرسة لتدريب الكادر في العام 1943 م
    ـ ما رأيك في من ينسلِخ من طبقته و يتبنى فكراً يهدم طبقته ؟
    قال :
    ـ لن يجد المسحوقون وقتاً لقراءة المصائر ، واستجلاء الفِكر واستجلاء غموض الفلسفة يحتاج أن تكون مُنفلتاً من قبضة استعباد العمل ، ولك وقتاً لتقرأ وتتفكر ، وهو ما تفتقده الطبقات الكادحة. الأبيض نهار يلمحونه بحسهم والليل يعرفونه حين تفر الطير لأوكارها ، ولكن تفاصيل الفكر تحتاج من انفلت من ربقة عبودية العمل والسحل الطبقي .

    *
                  

08-20-2011, 07:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (9)
    قلت :
    ـ من ينسلخ من طبقته ، يحن إليها ولو بعد حين . ومن ملمس الحياة الناعمة تنـزلق الشخوص الرخوة ، ومن بعد فورة الشباب تعُود النفس لطبقتها ، ركبت الجوامِح وتحصد الحوافِر عُشب العُمر النَضِر . لدينا نماذج ممن استد عتهم طبقتهم البرجوازية بنعيمها فعادوا اليها وبقي الفِكر ذكريات .
    قال :
    ـ دوماً الطُرق الوعرة تُغري بالتراجُع ، ومن يعرف أين موقعه الطبقي ويلتزم مصالح الكادحين يبقى أصلب عوداً من غيره . للطبقة المقهورة أن تحتقن وتنفجر ، والفكر والتنظيم يُعجِلان بصيرورة التاريخ ، ويختصران الزمن .
    قلت :
    . أنت لم تزل مسكون بمحبة الفقراء ، سرت محبتهم في جسدك مسرى الدم ،
    وزرعت السنين نوراً في جبهتكَ ، وإن صحّ التشبيه فأهل الصُفَّة في كل زمان لهم نُبل لا يعرفه إلا من استطعم خُبزهم الأسود ومياه شُربهم الرمادية .
    عندما أعيد بناء التنظيمات الماركسية في الأربعينات لم يتبق من حزب العشرينات غير بعض الأجانب من عدة جنسيات وبأغلبية من اليهود في ( إتحاد انصار السلام ) الذي أسسه جاكو دي كومب وارتبط بالتجمع العالمي للسلام . وكان جاكو شاباً سويسرياً تلقى تعليمه في ألمانيا ، وارتبط هناك بالحزب الشيوعي الألماني ، ثم عاد لمصر في إجازة ، لكن النازيين وصلوا إلى الحكم فقرر ألا يعود وأرسله أبوه ( صاحب شركة مقاولات كبرى ) إلى أسوان ليشرف على بعض أعمال شركته . وأحس بشقاء العمال والفلاحين المصريين ، وقرر النضال من أجل الاشتراكية .

    *
                  

08-20-2011, 07:27 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (10)
    قلت :
    هنالك نماذج من المُنسلخين عن طبقتهم ، ما رأيك فيهم ؟.
    قال :
    ـ كما قلت لك لن يجد المسحوقين وقتاً لقراءة المصائر ، واستجلاء غموض الفلسفة وتعقيد الصراعات الفكرية أفضل من الذين انسلخوا عن فكر طبقتهم ،رغم أن حسهم الثوري أبلغ والنقاء لديهم بيِّن ، فقط يحتاج الترشيد ، فالغضب وحده لا يصنع ثورة ، والحالة الثورية وحدها لا تصنع ثورة .
    قلت :
    ـ في ذهني سؤال عن عبدالخالق محجوب ، قُل لي عنه .
    استطرد قائلاً :
    هو مناضل صلب . في زمن غابر و عند اشتداد الخلافات والانقسامات في الحركة الوطنية والتقدمية في مصر كان الشهيد عبد الخالق محجوب في نهاية الأربعينات يذكرنا بمقولة قديمة تقول: ( الحزب يتقوى بتطهير نفسه ) .
    قلت :
    ـ أسرد لي عن تاريخكم .
    قال :
    ـ بعد الضربة القاسمة التي وجهت للحزب الشيوعي المصري في العام 1924 م تحول الحزب للعمل السري واستمر في العمل بعد الثلاثينات . توالت الضربات من الداخل والخارج ، و عندما أعيد بناء التنظيمات الماركسية في الأربعينات لم يتبق من حزب العشرينات غير بعض الأجانب متعددي الجنسيات أغلبهم من اليهود جمعهم ( اتحاد أنصار السلام ) الذي أسسه جاكو دي كومب وارتبط بالتجمع العالمي للسلام . وكان جاكو شاباً سويسرياً تلقى تعليمه في ألمانيا ، وارتبط هناك بالحزب الشيوعي الألماني ، ثم عاد لمصر في عطلة ، لكن النازيين وصلوا إلى الحكم فقرر ألا يعود وأرسله أبوه ( صاحب شركة مقاولات كبرى ) إلى أسوان ليشرف على بعض أعمال شركته . أحس هو هناك بشقاء العمال والفلاحين المصريين ، وقرر النضال من أجل الاشتراكية مصيراً . له مدرسة لنشر الثقافة ، كان معه ( صادق سعد ) و ( يوسف درويش ) و ( ريمون دويك ).

    *
                  

08-20-2011, 07:36 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (11)
    واستطرد محمد الجندي :
    يقول هنري كورييل :
    في عام 1937ـ 1938 اقتنعت بالماركسية ، وبدأت في الاتصال بآخرين : جورج بواتييه وراؤول كورييل ( أخي ) ومارسيل إسرائيل وآخرين وبدأنا تأسيس الاتحاد الديمقراطي . وكان معنا من المصريين :
    فؤاد الأهواني ومحمد نصر الدين وهليل شوانز ومارسيل إسرائيل دب خلاف بين الأقطاب الثلاث : ـ
    1. هنري كورييل يرى البدء بالتمصير : ( تغليب العناصر المصرية )
    2. هليل شوانز يرى شعار التمصير شوفينياً ، ولا فرق بين أجنبي ومصري في صفوف حركة أممية الأهداف
    3. قرر هنري كورييل أن الخلاف مع مارسيل كان حول قضية الدين فكان الأخير يركز على المفهوم المادي ، بينما كورييل ومجموعته يرفضون ذلك وينشطون في صفوف الأزهر .
    * انتهي الأمر بتكوين ثلاث منظمات :
    1ـ الحركة المصرية للتحرر الوطني ( كورييل ) أسكرا ـ ( شوارتز)
    2 ـ تحرير الشعب ( مارسيل اسرائيل )
    3 ـ بول جاكو دي كومب مع مجموعته الثلاثية فكان مصِّراً على عدم الخروج عن دائرة حلقته الدراسية .

    *
                  

08-20-2011, 08:15 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (12)
    وواصل محمد الجندي :
    هنري كورييل من أصل يهودي ، عائلته ثرية . ولد وعاش في القاهرة . قالت عنه السلطات أنه إيطالي الجنسية لتتخذ من ذلك مبرراً لطرده من مصر في عهد حكومة الوفد أواخر 1950 . أما هو فيُصرّ على أنه مصري الجنسية .
    * روى هنري كورييل في حديثه مع رفعت السعيد :
    " أعلنا أننا شيوعيون ، لا أحد يعرف . قلت علينا أن ندرس ولكي ندرس لابد أن تكون هناك كتب . هكذا كانت خطوتنا إفتتاح مكتبة الميدان ."
    كانت أهدافنا :
    1. تكوين حزب شيوعي
    2. إصلاح زراعي
    3. تنظيم الكفاح المشترك مع الشعب السوداني
    أقام كورييل علاقات بعناصر مثل محمد ذكي كاظم وأحمد دمرداش التوني ود. فؤاد الأهواني وسيد سليمان الرفاعي وإبراهيم العطار وسيد حافظ و فؤاد حبشي ويوسف مصطفى وإبراهيم عرفّة . وقد أقام كورييل علاقة ببعض الجنود من الشيوعيين الإنجليز مثل باردل وزوجته . نجح في ضم عناصر من كوادر الحزب الشيوعي القديمة :
    د. عبد الفتاح القاضي ـ الشيخ صفوان أبو الفتوح ـ شعبان حافظ ـ عبد الرحمن فضل ـ د. حسونة ـ محمد دويدار ، وبعض الشخصيات أمثال عبد الفتاح الشرقاوي وكمال الحنَّاوي والشيخ سعاد جلال . إبراهيم العطار ومختار العطار . وبوساطة ( عبده دهب ) نوبي سوداني إلى زكي مراد ، مبارك عبده فضل ، محمد خليل قاسم وكوادر من السودانيين مثل عبد الخالق محجوب ـ محمد أمين حسين ـ التيجاني الطيب ـ عز الدين علي عامر .
    يرى هنري كورييل أن التاريخ الحقيقي لـ ( ح .م )هو تاريخ مدرسة الكادر الأولى التي أنشأت في يناير 1943 م . عقدت في عزبة كان يملكها والد هنري كورييل في المنصورية بمحافظة الجيزة :
    المدرسون :
    هنري كورييل ـ محمد ذكي هاشم ـ أحمد الدمرداش ـ تحسين المصري ـ جو متالون ـ موسى كاظم
    الطلاب :
    عددهم 25 طالباً ، منهم : سيد سليمان رفاعي ـ سيد حافظ إبراهيم العطار
    ( عمال سلاح الطيران ) ـ مختار العطار ـ كمال شعبان ـ صبحي زغلول
    ( الطلاب ) ـ الشيخ عبدالرحمن ـ أزهري ـ كمال ( من الأزهر ) ـ
    عبده دهب ( السودانيين النوبيين )
    *
                  

08-21-2011, 12:41 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (13)
    قلت له :
    ـ حدثنا عن عبدو دهب .
    بدأ يُقلب كتاب له بعنوان : ( تاريخ المنظمات اليسارية في مصر 1940 م ـ 1950 م) من صفحة (49) .
    وبدأ يقرأ :
    ذكر عبده دهب لرفعت السعيد في عام 1943 م كلفه التنظيم بتجنيد عناصر سودانية ، فقال :
    كلفت بزيارة السودان للإتصال بمجموعة شيوعية سمعنا بوجودها . اتصلت بضابط انجليزي اسمه ( استوري ) الذي لم يتمكن من تجنيد سوى شخصين هما أحمد زين العابدين وحسن الطاهر زروق ، وقد طلب منه ( استوري ) الانضمام لنشاط الحزب الشيوعي الإنجليزي . عند عودته لمصر اعترض هنري كورييل على الفكرة ورأى ضرورة التأسيس لتنظيم مستقل في السودان ، وتم ذلك وانضم إليه :
    عبد الخالق محجوب ـ د. عبد الوهاب زين العابدين ـ محمد أمين حسين ـ عبد الرحيم فودة ـ د. عز الدين علي عامر ـ عبد الماجد أبو حسبو ـ حسن إسماعيل .

    في 1945 م وبعد اجتماع حسن الطاهر زروق والمهندس عبد الحميد أبو القاسم بقادة القسم السوداني بالقاهرة .تم الإتفاق على أن يستمر السودانيون المقيمون في مصر أعضاء في ( حركة مصر للتحرر الوطني ) . وفي حال عودتهم إلى السودان ، اتفق على تسمية التنظيم السوداني الوليد باسم ( الحركة السودانية للتحرر الوطني ) ( حستو ) والذي تحول فيما بعد إلى ( الحزب الشيوعي السوداني )
    أما لدينا في مصر ، وفي نهاية عام 1949 م بدأ فوزي جرجس بتجميع شملها باسم جديد ( نواة الحزب الشيوعي المصري ) واستمرت النواة في إصدار ( الجريدة ) ونشرة داخلية اسمها الطليعة . ظلت النواة تنظيماً صغيراً حتى تكون الحزب الشيوعي المصري الموحد عام 1955 م .

    *
                  

08-21-2011, 04:20 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (14)
    سألته :
    ـ هنرى كورييل يهودي ، ماذا كان رأيه في القضية الفلسطينية والاستعمار الاستيطاني ؟

    قال محمد الجندي :

    ـ لكي لا نبتسر تاريخ هنري كورييل نورد رأيه عن القضية الفلسطينية ،
    ونورد ترجمة لما كتبه هنري في صحيفة لوموند 11/ 4/1964 م وأورده هنري كورييل في سفره (من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط ) :
    اسمحوا ليهودي ولد في الشرق الأوسط وعاش هناك أربعين عاماً ، أن يحاول
    إعطاء هذه الدراما مغزاها الحقيقي . و في الواقع أن المشكلة ليست في معرفة إذا كان الفلسطينيون العرب الذين غادروا مسرح الحرب سنة 1948 كان لهم الحق أم لا في أن يخافوا على حياتهم ، و إذا كانوا قد رحلوا بإرادتهم أو بتحريض من قادة البلاد العربية الأخرى .
    وإذا كان بعض الحكومات العربية تستغل هذه المشكلة أم لا ، وإذا كان اللاجئون يمكن دمجهم اقتصاديا أم لا في البلدان العربية الأخرى ، فهذه كلها مسائل ثانوية .
    إن حق اللاجئين في العودة أو التعويض هو أمر أعلنته هيئة الأمم المتحدة دون أي لبس في 11 سبتمبر 1948 م . وقد أكدته الجمعية العامة بقوة و بشكل رسمي منذ عدة شهور .
    و لا يمكن أن نقارن مصير اللاجئين الفلسطينيين مثلاً بمصير البلغار في اليونان الذين وطنوا في ا ليونان. و لا يمكن ( توطين ) فلسطينيين في مصر أو لبنان أو العراق تماماً كما لا يمكننا أن نوطن بلغاريا في فرنسا . فبما أنه أصلاً من فلسطين فإن حقه في العودة ليس مقدساً فحسب ، وإنما هو غير قابل للتقادم بالنسبة إليه وإلى أولاده .
    والمشكلة الحقيقية هي في وجود الأمة الفلسطينية نفسها . فإن الاعتراف بهذه المشكلة والاجتهاد في حلها ، وهي أفضل طريقة للحفاظ على السلام في الشرق الأوسط .
    *
                  

08-21-2011, 05:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (15)
    سألته :
    ـ ماهو دوركم في حركة 23 يوليو وما هو الرأي ؟
    قال وهو يقلب سفره الذي بين يديه :
    ـ أنا كتبت عن ذلك . اقرأ أنت من هنا ( وأشار إلى ص 92 ـ 93 ) .
    و قرأت :
    ـ عندما تكون تنظيم الضباط الأحرار في مصر بعد حرب فلسطين لعب أعضاء حدتو دوراً هاماً في نشاطهم ، فكان خالد محي الدين يحرر معظم المنشورات للضباط الأحرار 1950 ـ 1951
    ( المنشور الأول كتبه خالد محي الدين وجمال منصور في فبراير 1950 ) وبرنامج الضباط الأحرار كتبه أحمد فؤاد وخالد محي الدين و وافق عليه جمال عبد الناصر .
    تم طبع أول منشور للضباط الأحرار لدى شخص مدني كان صديقاً لأحد الضباط الأحرار ، ثم ما لبث تنظيم الضباط الأحرار أن اعتمد على ( حدتو ) اعتماداً كاملاً في طبع كل منشوراته ونشراته . تم طبع هذه البيانات بالجهاز المركزي للطباعة الخاص بحدتو ، وكان مُخبأ بكوبري القبة . وكان مسئول الاتصال بين الجهاز وتنظيم الضباط الأحرار كهربائياً أرمني الأصل ، والغريب في الأمر أن البوليس قد داهم مقر هذا الجهاز عقب ثورة يوليو بقليل ، وقد أودع جهاز الرونيو الذي كان يستخدم في طبع المواد في متحف الثورة !.
    وكان برنامج الضباط الأحرار الذي وضعه خالد محي الدين محرراً في حدتو .وقد أخذ الضباط الأحرار بكل نقاط مشروع البرنامج باستثناء تحديد الملكية الزراعية بخمسين فدان ، والنقطة الثانية خاصة بعقد ميثاق صداقة وعدم اعتداء مع الاتحاد السوفييتي .
    وكان طبيعياً ان يلعب ضباط حدتو دوراً اساسياً وحاسماً ليلة 23 يوليو ، ولم يكن مصادفة أن القوة التي احتلت مبنى قيادة الجيش كانت بقيادة القائمقام يوسف صديق عضو حدتو . انتظر في مقعد القائد العام حتى وصول عبدالناصر ، وأفسح له !.
    تم اللقاء و معرض الكتاب2005 يضج بالحاضرين !

    المراجع :
    1/ مقابلة شخصية تمت مع محمد الجندي في 09/04/ 2005 م
    2/ اليسار والحركة الوطنية في مصر ( 1940 ـ 1950 )
    3/من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط
    ـ هنري كورييل

    عبدالله الشقليني
    26/07/2005 م

    *
                  

08-21-2011, 05:35 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)

    تحايا وتقدير يا عبداللة شقليني
    يا له من جهد عظيم يوثق لفترة
    هامة من تاريخ السودان و مصر
    وتاريخ الحركة اليسارية في البلدين.

    جمال الدين بلال
                  

08-21-2011, 05:23 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (16)
    كتب : المنصور جعفر عن عبده دهب :

    Quote:
    نقاط في تحرير القيمة التاريخية لعَبدُه دهب
    المنصور جعفر
    الحوار المتمدن - العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19
    المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


    1- كيف يُؤرَخ "عبده دهب"؟

    يسطع إسم النوبي المزارع والعامل والمثقف الثوري والمنظِم الحزبي والمناضل الأممي عبده دهب حسنين في التاريخ كأحد المكونات الأساس لوجود ومستقبل السودان. جاء هذا التثبيت نتيجة من فحص قيمة الأعمال والشخصيات التي أثر عبده دهب في بناءها، حيث قامت بتشكيل أجزاء واسعة من وجود وتاريخ السودان الحديث ومستقبله الناتج من هذا التشكيل. كان أول الوصول إلى النتيجة أعلاه السؤآل عن النهج الأكثر موضوعية لتأريخ شخصية عبده دهب؟ وكان إشراق السؤآل كالآتي:

    هل بالإمكان الوصول إلى معرفة شخصية ما بنهج يلحظ التقادح الفكري بمثالية ما ينبغي أن يكون عليه "الفكر الصحيح"؟

    أبالإمكان تحديد القيمة الموضوعية لفرد ما في بلاده والعالم بنهج يبحث ويأول ما إعتقده ذاك الشخص في نفسه في كل لحظة من لحظات حياته ومقارنتها بما جرى عليه فقه كل فرقة ؟

    أتُعرف جملة معاني إنسان بمجرد تحليل نمط لغة وسمات الخطاب الذي كان يتكلمه أو يكتبه في وقت صرف فيه الرجل حياته بصمت في العمل وقل ما سجل له ؟

    أتتضح قيمة "الزول" الإجتماعية بنهج منقصر على تناول معالم شخصيته وتقويم أفعالها وردود أفعالها طيبةً وصرامة بعزلة عن الظروف العامة التي نبت أو عاش فيها بكل ما فيها من مصالح وصراعات حياة محيطة به بأشكال ثقافية وفكرية وإقتصادية إجتماعية وسياسية محلية كانت أو عالمية؟

    الأسئلة السابقة تنتج حالة جدل وموازنة بين منطق الجزء الواحد ومنطق تنوع الشخصية وتنوع ظروفها ونتيجة من هذا الجدل تبلور الجواب عليها في مفردة ومعنى النفي "لا"، ذلك لأن أي نهج من النُهج المتسآئل عنها أعلاه لا يسمح ببحث موضوعي لمعرفة بيئات ونشأة وحياة وأعمال دهب والصدقات الجاريات التي تركها للناس وطبيعة السرد المألوف لقيمته بين بعضهم قبل وفاته وبعدها.

    قوامةً ضد جزئية تلك النُهج الظالمة طبيعة تنوع الموضوع بقى النهج الجدلي لقراءة حركة المجتمعات وتاريخها بما فيه من أعمال وشخصيات قراءة موضوعية تنظر إلى أهم العناصر المادية لحياة المجتمعات في العمل والإنتاج وطبيعة تقسيم موارده وجهوده وخيراته، وموقف شخصيات الناس منها نهجاً قميناً بإمكان توليده جوابا متناسقاً على أسئلة متنوعة. وهو، جدةً للخير، ذات النهج الذي قدمه عبده دهب مع آخرين إلى السودان بمسميات "المادية الجدلية" و"المادية التاريخية"، وبخواص هذا النهج بقى وحده النهج الكفيل بتعيين وتعديد العناصر الرئيسة لحياة المجتمعات ووصف تفاعلاتها وسيرورات طبيعتها وإرتقاءها أطواراً مفيداً بذلك في عملية معرفة العلامات الكبرى لتطور وإرتقاء كينونة وموضوعيةً عبده دهب ضمن تطور وإرتقاء الأوضاع العامة في السودان والعالم، وبالتالي تحديد قيمة عبده دهب التاريخية فيها وتحريرها من خطل النزعات الجزئية. وبذا النهج تجلت معالم شخصية عبده دهب بالنحو الآتي:

    2- كنز المعرفة والعمل:

    نشأ "عبده دهب" على الزراعة في ضفاف النيل الضيقة في شريط الأرض النوبية التي بقيت مسكونة بأهلها وبشيئ من ثقافتها القديمة تحنط في الكلام والأكل والغناء مقاوماً عقوق حفدته فراعنة الشمال وتمدد الإنتقاصات البدوية من جهة الشرق ومن جهة الغرب، ومن بعد فإن ذلك الشريط النوبي الممتد حاضراً مع النيل بين مثلث كوبانية- إسوان- فيلة في مصر ومثلث جبل البركل - كرمة – دنقلا في السودان الذي تأسست فيه الزراعة وأول حضارات البشر قاوم تمدد إقطاع الخلافة الإسلامية العثمانية من الشمال ثم تجنب إضطرام المهدية وإحتفظ بكيانه أمام تمدد رأسمالية الإنجليز ومن تركوهم حكاماً حتى داهمته السدود واحداً تلو آخر.

    الضيق الزمني لفيض النيل والضيق الجغرافي للقرى النوبية والتصحر المحيط بها رملاً وثقافة وزيادة أسعار، وقلة كسب المال من الزراعة الضيقة وضُعف التمول من النخيل في بداية القرن العشرين مع إنتشار صناعة وتجارة السكر، إضافة إلى تيسر السفر بالقاطرات والسفن البخارية ونفوذ الخدمات البريدية وإتساع وضغط الأمور المالية، كل ذلك دفع كثير من النوبيين إلى الهجرة من أرضهم وقراهم نافذين إلى المراكز الرأسمالية المهمشة لهم جادين في العمل والعلم. كانت هجرة أكثرهم إلى مصر المحاذية لهم أولاً وكذا هجرة بعضهم إلى داخل السودان، لكن بهجرة "عبده دهب" إلى المركز الشمالي المصري وما قام به فيها أضحى واحداً من أعظم مهاجري النوبة والسودان إن لم يك أعظمهم فعلاً وهو القادم من بلاد السواد الخصب Khem التي هاجر إليها العرب والعجم.

    بين زينة المستعمرين والسادة في الخرطوم ذات الضفاف الستة وأضواء المحلات الجاهرة والقصور المنيفة التي أثقلت مصر زمن إقطاع الخلافة الإسلامية ثم أسرتها الألبانية المالكة والفقر المدقع للشعب فلاحين وكسبة وعمال وقفت حياة العامل عبده دهب على أسس ونتائج الظلم والإستغلال وقفة تلاها برفضه وإختياره الثورة نهجاً لحياته.

    في السودان وفي مصر تعلم عبده دهب بخبرته النوبية الزراعية وبخبرته كعامل أمور الإنتظام والتنظيم ولعل الجمعيات النوبية زادته نظاماً وصقلته ممثلة لبنة قومية مبكرة في تبلور حركة التحرر الثوري ووطنيته مستقبلاً في ثلاثينيات القرن العشرين وقت كانت الثقافة السائدة في عوالم مصر والسودان وشيجة كريهة من ثقافين: ثقافة القعود القدرية، وثقافة الإنمساخ في النمط الإستعماري لحياة الأوربيين، حين لم يك لدهب وكادحي زمانه معرفة مرتبة عن كيفية تكون الثقافتين من إقتصاد الإستغلال وسياسته.

    3- المدرسة:

    يسرد الأستاذ "محسن محمد" عمدة صحيفة "الجمهورية" المصرية طيلة عهد السادات في كتابه القيم: "التاريخ السري لمصر" عن أحداث ثورة الـ1919 ضداً لإئتلاف الرأسمالية الأوربية والإقطاع الكبير وهو الإئتلاف الذي نشا عياناً بين الإنجليز والملك فؤآد الأول أن (الجهاز السري) لتلك الثورة كان أكثر عناصره من العمال النوبيين الذين قاموا بالجهد الأعظم في نقل التبليغات والقرارات والمنشورات وتأمين المطاردين وكشف العملاء المأجورين في ظروف كان السجن أو الإعدام هو جزاء هذه الأعمال .

    كذلك كانت ثورة 1924 المدنية-العسكرية في السودان ونضالها الضاري ضد الإستعمار الإنجليزي بوعي سوداني ضد العنصرية العربية، وبوعي قومي يميل إلى مصر في كينونة عثمانية صفيت حينذاك وقتلت مع دفن الخلافة الإسلامية العثمانية وحملات القمع والإعدام التي رجت المدن والأذهان السودانية مع رشوة الإنجليز وجهاء الدين والإقطاع وتقنين أعمال الشركات والبنوك في رسملة متكاملة للسودان.

    تركت هذه الثورات المعمدة بالدم دروسها نابضة في كينونات الكفاح المشترك لشعبي وادي النيل، تتبلور في المجالس والأحاديث والجمعيات بإختلاف في رواية وسرد أحداثها وبتنوع إشتغال المتحدثين في الرواية والسرد بالتركيز على بعض عناصرها دون غيرها من العناصر وبإختلاف في الخلاصات المسنمدة منها وإجمالها في هذا التعليق أو ذاك مما مثل كوحدة من الأراء المتنوعة مدرسة فلسفية تتجلى دروسها ذخيرة فقط للشخص الفطن.

    4- معارف ودروس وعبر:

    كانت دروس المعارف والمجالس منعقدة بأحداث تلك الثورات وبشيء كثير مما تلاها من أحداث ملأت نيل التفكير في الامور العامة حتى فاض لعل أهمها :

    1- إنقلاب الباشا سعد زغلول الإبن البكر لسيدة سودانية على قيم الثورة والعدل الإجتماعي وتضحيات العمال والنقابات لأجل نصر المبادئي التي تزعمها إبان ثورة 1919 حيث كان إنقلابه أكثر رجعية من باشويته نفسها بحجة ضمان إستقلال مصر من الإستعمار الإنجليزي وبهذه الحجة الحقانية الشكل فإن وزارته العلية الراعية شؤون الخلافة الإسلامية وملكها في مصر والسودان قامت بمصادمة نقابات العمال وتحريم العمل النقابي والإضرابات وبقمع الحزب الشيوعي المصري (الأول) .

    2- ظهور كتب الإستنارة العربية عن الإسلام وأصول الحكم و الشعر الجاهلي وحرية المرأة وما هي الإشتراكية...إلخ ، وإتقاد حركة أدبية وفنية متنوعة تبحث في أصول ومشروعية الاوضاع والأفكار السائدة وإنتشار هذه الحركة بين الشباب المتعلم بفعل إنتشار الصحافة و...المقاهي.

    3- تدهور الحالة السياسية الإقتصادية الإجتماعية في مصر بإختلاف أركان وزارة سعد زغلول (الثورية) وتضعضعها ثم إسقاطها وتمدد سيطرة حلف الإنجليز والملك إلى مجالات العمل والتجارة والصحف، وسيادة الفقر والمرض والجهل حياة الناس، وتأزم العلاقات بين الباشاوات القدامى مجموعات متناحرة فيهم خدم العثمانيين وخدم الإنجليز وخدم الملك، تتوطح سياستهم جمعاً برشى الملك ومناصبه وبالإعفاءات الجمركية والرخص التجارية والقروض المصرفية وبتعيين الأقارب والمحاسيب، وبتوصيات المندوب السامي البريطاني، وقد إنتشر فيهم -وسط فقر الناس- الإسراف والترف وحفلات الجنون والمجون والبذخ. تناقضاً يؤلم النفوس الطيبة ويرهف الضمائر اليقظة ويشعل الذهن بالأسئلة.

    4- تطلع الجيل الشاب في مصر إلى الحرية والخلاص من الإقطاع والإستغلال والإستعمار متقداً برؤى بسيطة عن معاني العقلانية والحرية والمساواة تؤججها طموحاته مرة في شكل أفكار إعتداد قومي بلورته حيناً جماعة "مصر الفتاة" ضد نظام الخلافة الإسلامية ثم حناً إليها، ومرة تتأجج تلك المعاني الثرية بنزعة البرجوازي النبيل وعطفه على حاجات الكادحين وتوقهم إلى العمل وكرامة العيش والعدل في تقسيم موارد وجهود العمل وخيراته في المجتمع مما عبر عنه تيار "شباب الوفد" كتلة يسارية من شباب المدن الساخط على الباشاوات وسنينهم الطامح إلى تغيير جذري وشامل.

    5- زيادة التبابين في السودان بين حالتين: الحالة الأولى هي: إنحسار نشاط حركة التجمعات الأدبية والثقافية في السودان إلى تأسيس مؤتمر لخريجي المدارس والمعاهد وإلى تأسيس شكل أهلي من التعليم النظامي مستقل عن سيطرة الإنجليز إنحصر بضغط الظروف الإقتصادية والمالية في تأسيس بضعة مدارس ومعاهد متنوعة لم تزل منيرة، والحالة الثانية هي: زيادة حاجة المجتمع السوداني إلى قيادات فعالة حاجة لم يك بالإمكان تلبيتها في رمضاء القهر الإستعماري في مؤسسات التعليم والعمل البريطانية في سودان نذر الحرب العالمية الثانية.

    ومن تراكم الأسباب السابقة وجدل الحالتين أصبح التطلع إلى الإستقلال والليبرالية في وادي النيل سمة عامة للحركتين الثقافية والسياسية في السودان ومصر بعد موجة القمع الإستعماري الإنجليزي والإقطاعي لتأثر الناس في البلدين بثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى (الروسية-الأممية) ووأده الثورات المتبلورة منها، وبدأ ظهور السودان في سياسة المصريين متأثرين بالنزعة العثمانية في دوائر الإقطاع أو بالفكر القومي في دوائر الشباب الثائر، بينما أضحت مصر مادة رئيسة في النقاش السياسي السوداني بين طرفين: طرف آمل فيها لكفاح ضد الإنجليز أو في الإتحاد معها حناً إلى آيام الخلافة أو إنبهاراً، وطرف قانع من خير فيها.

    من تتابع هذه الدروس إنتقلت ذهنية عبده دهب بمعاملته اليومية مع بعض عناصرها من حالة الرجاء الآمل والدعم المنتظِر إلى حال الإرتقاء إلى إسهام مباشر في حل الأزمات العامة بالفعل النظري والعمل.

    5- تجلي عبده دهب في الحركة السياسية:

    أول ظهور لإسم "عبده دهب" وتجليه عَلمَاً في السياسة السودانية بعد قمع ثورة 1924 وتضعضع الحركة الثقافية وتهالك مؤتمر الخريجين وإنسداد التعليم الأهلي، إرتبط بعملية قديمة لإستقدام الطلاب السودانيين من السودان والمؤسسات البريطانية الطاغية فيه وإخراجهم إلى رحاب التعليم والمناخ السياسي المصري.

    من هؤلاء الطلاب طلائع الجيل الثالث من التنظيمات الماركسية والحركة الشيوعية السودانية منهم المناضل بن المناضل الطبيب لاحقاً عبدالوهاب زين العابدين عبد التام أول قيادي (شيوعي)، والمُنظِر وعلم القانون فيما بعد محمد أحمد داؤود، كذلك أمين محمد حسين مؤسس جريدة أم درمان السودانية في مصر، والقيادي الطالب الشهيد –فيما بعد- صلاح بشرى الذي أستشهد في التعذيب في سجن الحضرة في الإسكندرية في الأربعينيات، والنابغة الشهيد -فيما بعد- عبدالخالق محجوب القائد النضير للحزب الشيوعي السوداني، وزميله وغريمه القائد الشيوعي وعضو اللجنة المركزية ثم الإسلامي السياسي إلى حين أحمد سليمان، والأستاذ التيجاني الطيب بابكر الشيوعي السوداني حبر جريدة "الميدان" واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وعبد القيوم محمد سعد (علام) الشاعر والأديب، والمفصول من كلية الطب عبد الغفار عبد الرحيم، وكذلك قلم الميدان وعضو اللجنة المركزية فيما بعد عبدالرحمن عبدالرحيم عثمان (الوسيلة)، كذلك عضو مركزية الحزب الشيوعي فيما بعد: (عزالدين علي عامر (الياس) الذي تولى إبان إتقاد نضال الأربعينيات في مصر جانباً من سكرتارية جبهة الطلبة والعمال والفلاحين والجيش ضمن كفاح الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني ضد الإستغلال والإستعمار وهي سكرتارية لمعت رفيقه الدكتور -فيما بعد- فؤأد محي الدين أحد رؤساء الوزارة في مصر السادات.
    كذلك قاضي العدالة وترجمان الضمير والسياسة والأدب الجنيد علي عمر ووكلهم إما دخل بالإنتخاب برلمان السودان أو تولى مهمة ألوفية العناصر والأبعاد معمدين أسماءهم بالنضال ضد كافة أشكال القهر والإستغلال وبالكفاح لأجل حقوق الناس. ولكن عند سرد كفاح عبده دهب لا يجوز قصره على تكوين كثير من قيادات الحركة الشيوعية والقومية في السودان حيث تحضر بسرد معالمه أسماء تقدمية فذة في تاريخ السودان السياسي من أهل العلم والقانون والسياسة الإتحادية ذات البعد الوطني والإجتماعي مثل الهرم النوبي الراحل أحمد السيد حمد (وزير)، والنوبي القومي العربي رائد اليونسكو محي الدين صابر (وزير)، ومعلم الشيوعية القدير عبدالماجد أبو حسبو (وزير)، وزيادة حمور (علم في القانون)، وحسين عثمان وني(وزير)، ومحمد سعيد معروف (علم في الصحافة السودانية) وأستاذ المحامين أحمد زين العابدين أحد رواد الحركة الإتحادية مع مصر ..إلخ قائمة أسماء قد تفوق المآئة عداً من القادة والأعلام الحزبيين والمثقفين أنبتهم في مصر، وقد تضم القائمة مئآت الأسماء إذ شملت كبار المهنيين المحترفين الذين سهلوا وأناروا الحياة السودانية.

    ومن ذا العدد الكبير وتأثيراتهم يجيب سؤآل على نفسه كيف لمن أسهم في تكوين كل هؤلاء القادة السودانين الأجلاء أن لا يكون أحد مؤسسي السودان الحديث؟

    الميزة الرئيسة في هؤلاء في ظروف زمانهم وحياتهم الصعبة طلاباً مهاجرين أنهم بفضل قدرات التنظيم والمعارف والكتب التي حملها لهم "عبده دهب" وجريدته التي أسسها "الشعوب" واشجو جملة قضايا وظروف موضوعية شكلت التفكير السياسي السوداني الحديث منها قضايا: 1- التعليم والمعرفة وإجتماعيتهما، 2- رفض النزعة القبيلية والطائفية، 3- حرية العمل النقابي، 4- حريات التفكير والإعتقاد والتعبير والتنظيم، 5- التنظيم السياسي الحديث، 6- الصراع الطبقي، 7- التعاونيات، 8- حقوق المناطق المتخلفة، 9- حرية الصحافة، 10- الأجر المتساوي للعمل المتساوي، 11- حقوق المرأة في التعليم والعمل، 12- الحرية من الإستعمار، 13- السلم العالمي، 14- النضال الشعبي المسلح، 15- التنمية وهي أفكار خاضوا بها ضد الخمول الفكري والإستغلال والإستعمار معارك ضارية مخرجين بها قضايا الشعب وحقوقه وحرياته من حالة التداول المُرَكز في ردهات الصالونات والمكتبات الهادئة إلى حال تداول شعبي بعضه يضطرم وبعضه يشتعل في ساحات الجامعات وفي المقاهي وفي المجلات والصحف وفي كل إذ يتداول الناس عامة هذه الأفكار فإن وعيهم ونشاطهم يرقى بها وبطبيعة وجودهم من حالة القنوع والإستهلاك إلى حال الفعل التحرري السياسي.

    كان الجرح الرئيس في إخراج هذه الأفكار وتداولها هو بدايته وإنحصاره فى المدن ذات الحياة التفكيكية والتسليعية الإستهلاكية، محدوداً فيها في فئة من الشباب الذكور من الشرائح الصغرى في الطبقة الوسطى ذات التعليم والحياة الذهنية والفكرية إلا قليلاً، كما إنه أرتبط بحضور قوي لشباب المستوطنين الأوربيين الأثرياء في مصر المفقرة، عائقاً نفسياً أمام بعض الناس ودافعاً نفسياً لبعض المبهورين بتاريخ وحياة الخواجات، مما لم تكن معرفته صعبة على نوبي مهاجر مثل عبده دهب خبير بصنوف الناس وحياتهم مهما بدت صورتها ضعيفة إذ يرى بلح النخيل وخيره في الماء والطين، ويوعى بالفيضان معنى التراكم.

    6- بعض الصراعات التي شكلت بداية تأثير "عبده دهب":

    كانت بعض التيارات الثورية في مصر تمارس السياسة ككيانات لشباب حزب الوفد مستهلكة بريق (الثورة) التي تبلور فيها سنة 1919 وجود ذلك الحزب حتى قتلها سياسةً، وبعضها يعمل خارجه، والكل مجتهد سراً وعلانية في تركيب قطار للثورة والوطنية والديمقراطية يقل زيادة حاجات الناس لحياة حرة كريمة، بتفاوت مديني بين هذه التيارات في جذب الناس وإقناعهم بصلاحية هذا القطار أو ذاك، بينما كان الحال حقيقة مجرد سكة حديد وقاطرة للحداثة الصناعية وما بعدها كان جدل التاريخ العالمي قد رَكَبَها، وما جهودهم فيها إلا مجرد تحديد وتجهيز شاق العمل وعالي التضحيات لسكك ذاك القطار ومحركه وتجديده الحياة البشرية قاطبة بما يتيحه من قدرات إنتاج وما يفتحه من إمكانات إستهلاك، مما لم يكن ممكناً دون كفاح يشد عضله بهدف بعيد المرام لتغيير علاقات العمل والإنتاج والسياسة المقوية للمجتمع تنظف الأرض من بقايا النظام الإقطاعي المتهالك ومن حضور النظام الإستعماري القديم الهالك لأصوله ولوجود المجتمعات.

    من هذه الجهود بقضها وقضيضها جاء إسهام دهب في الجيل الثالث من الحركة الشيوعية في مصر والسودان (الثلاثينيات) ضمن تيار قاده بين المثقفين من شباب المدن المناضل الأممي الشاب هنري كورييل وهو شاب مصري ذو أصول فرنسية يهودية وهو تيار مندغم بالحركة الطلابية والحركة الثقافية وبتأجيج نزعة الوطنية والتمصير ضد هيمنة الأجانب! مما كان مختلفاً عن التيار الشيوعي الآخر بين شباب المدن المصرية الذي قاده المتمصر ذو الأصل الفرنسي اليهودي مارسيل إسرائيل الذي إهتم بالمحتوى الديمقراطي الثوري البروليتاري للتنظيمات والأعمال التقدمية راكزاً إلى العمل السري في النقابات وفي الجيش، وقليل من الطباعة السرية، وكان التيار الأول والتيار الثاني ضدان عنيفان لتحرك الصهيونية جهة الشباب المصري اليهودي بتيار قاده إبراهام كاسترو[ف] منادي بتوال إلى عزل وعزلة الشباب المصري اليهودي من قضايا (الأغيار) وخروجهم من ضيق الأعمال الحرفية والحواري المنعزلة والعنصرية الشعبية إلى فلسطين كخروج موسى وإسرائيل من تسلط فرعون.

    من جدل الجهود الشيوعية وصراع تياريها في خضم نهاية الحرب العالمية الثانية ونشاطهما ضداً للملكية والإستعمار والصهيونية بدأ مد الفكر الوطني في شكله القومي نهاية الحرب في الإرتفاع في أذهان الناس متفوقاً على مد الفكر الوطني في شكله الطبقي، لكن من المدين جاء إسهام "عبده دهب" بقوة ونشاط مع النوبيين محمد خليل قاسم، زكي مراد، ومبارك عبده فضل، ومع إبن رئيس وزراء مصر أحمد نبيل نجيب الهلالي، وآخرين إسهاماً عظيماً في بلورة: "الحركة المصرية للتحرر الوطني" (ح م ت و) جبهةً شعبية مختلفة عن التيار البروليتاري الصلد في فكر وفي كيان تيار الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (ح د ت و) وإن إختلفت طبيعة تمثل (حمتو) لأضواء الفكر الثوري عن طبيعة تمثلها في (حدتو) فإختلاف النباتات بذرة ومناخاً وإختلاف الحروف رسماً عن صوتها لا عن لغتها.

    7- أسس الصراعات التي واشجت نضاله وطبيعة تأثره بها:

    بتوجيه النظر إلى طبيعة بعض صراعات جمعيات (أحزاب) المثقفين السودانية القديمة التي كونوها بعد ثورة 1924 بإسم "الشوقيين" و"الفيليين" أو "المورداب" و"الهاشماب" وبالنظر في طبيعة بعض صراعات التنظيمات اليسارية المصرية يسهل معرفة تكرر جدل طبقي وفكري سياسي قديم نشأ في ثورات شمال أوربا بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر الميلادي وفي نزاعات بريطانيا الثورية والجمهورية والملكية بين سنوات 1600-1702 وتطور ذلك الجدل الطبقي الفكري في تخوم الثورة الأمريكية 1775-1812 وفي آتونها، وظهر بعدها بوضوح وئيد في فرنسا قبل بدايات الثورة الفرنسية (1789) في آتون الصراعات الفلسفية بين "الطبيعيين" و"الماديين" وتجلى بالصراع بين التكنوقراط والثوريين والكادحين البروليتاريا في جهة والبرجوازيين وبقايا الإقطاع في جهة ضد (قبل تفكك تحالفاتهم): بداية من إستيلاء البرجواز على مقاليد أمور الثورة وأمور الدولة هذه بتلك، حيلةً ناجحة بإضعافهم ووقفهم تمثيل النقابات "السنديكات" في "الجمعية التشريعية" بحلها وتبديلها بـ"الجمعية الوطنية" مما تفصلت معالمه الكبرى بين الأغلبية البروليتارية (الشعبية) الفقيرة المعارف والتنظيم، والأقلية البرجوازية (الوطنية) ذات المعارف والتنظيم وفق إختلاف تخديم كل كتلة طبقية منهما لإصطلاحات "الشعب" و "الوطنية" فيما ظهر بعد ذلك في كل أوربا بإسم المسألة القومية، ولكنه إحتدم فرنسية في كيفية بلورة شعارات "الحرية" و"الإخاء" "المساواة" أبنسبها وتقعيدها إلى فرد من الناس أو بنسبها وتقعيدها إلى الناس جماعة والمجتمع؟ وبها توقف حلف الثوريين والتكنوقراط والعسكريين في الثورة الفرنسية وتفتت لصالح البرجوازية بإنقلاب القناصل ثم إنقلاب نابليون عليهم، وقد تبلور ذلك الجدل في ثلاثة مسائل رئيسة هي:

    1- مسألة تملك أفراد أو عدم تملكهم موارد حياة المجتمع

    2- مسألة الحرية المساواة بين كل أفراد "الشعب" أو بين كل أفراد "الأمة" في كل الحقوق التصويت والإنتخاب أو تنظيمها بقسطسة طبقية أو تقييدها بقدرات ضريبية ومالية تضمن توازي قوة الفعل السياسي مع قوة الإسهام المالي.

    3- مسألة الأقاليم وتفاوت حجمها وتأثيرها الإقتصادي السياسي وفق نوع تنظيم الملكية فيها وقراها ومدنها في الجمعية التشريعية أو الوطنية بإعتبار لطبيعة وجود الهيئات النقابية أو عدمه وقت كانت تحوز أغلبية المجالس الشعبية بإعتبار أهميتها في الحياة الإقتصادية.

    وهي مسآئل كان شأنها -ولم يزل- متعلقاً بالمواضعة الطبقية لمفردة "الحق العام" في السلطة وموارد الحياة ووسائلها إما بشكل فردي يقرره ما لكل فرد من مال ورأسمال، أو بشكل إجتماعي لتعين هذه الحقوق في حياة الناس ومعيشتهم تفرضه إرادة الشعب ثورة ثم تقرره سياسة: حيث تبلور ذلك الخلاف الطبقي فكرياً بإنفطار معاني مواثيق الحقوق بإنفتاح مفردة "الأمة" Nation حالة تنفرز بها الحقوق مالاًً ورأسمالاً كما سبق القول، أو بإنضباط مفردات الحرية والملكية لموارد ووسائل الحياة بمفردة "الشعب"People بمعنى الكادحين وإقتصار السيادة السياسية عليه وفق الأصل اللاتيني لمفردة الشعب الذي إستقرت عليه اللغة الفرنسية حينذاك.

    وكانت هذه المسآئل إضافة إلى بطش الدين العلمي للدولة بحرية الأديان في عهد نابليون أساً للخلافات التي حولت ثورة الحرية وجمهوريتها إلى إمبراطورية وسعها نابليون حتى إنقلبت عليه "اليهودية السياسية" في أوربا وأفريقيا وآسيا وأمريكا حين قرر ربط عملة البلاد بالإسهام الشعبي والتخلص من إعتمادها على ذهب البنوك الخاصة بل وإتجاهه إلى تأميم مناجم الذهب ومصرفه الكبير في بريطانيا.

    كذلك كانت هذه المسآئل أيضاً أظهر خلافات الإشتراكيين والشيوعيين في النصف الأخير من القرن التاسع عشر خاصة منذ قيام ماركس بإنتقاد برنامج غوتا للبرلة ألمانيا إصلاحاً زائفاً لإمبراطوريتها قائم بنشاط بروسيا الشمال الألماني ورأسماليته اليهودية السياسية إلى إجراء (تحول ديمقراطي) مدعوم بالقوة العسكرية والبروتستانتية للإمبراطور وتحالفاته الخارجية تحولاً يهدم مخلفات الإقطاع القديم في السياسة الراكز لبافاريا الجنوب الكاثوليكي الزراعي المتعصب قومياً مبدلاً إستغلال البيوت القديم في ألمانيا بإستغلال جديد تسوسه البنوك من الداخل ومن الخارج.

    كذلك أيضاً تجلت هذه المسآئل لتوزيع السلطة والثروة بين الطبقات والأقوام والأقاليم في القرن العشرين قبل إنطلاق الثورة (الإشتراكية العظمى) في كافة أقاليم روسيا القيصرية 1917 وفي خضمها وفي ما بعدها في الخلافات المتصلة إلى الآن بين "المنشفيك" و "البلشفيك" حيث كان المنشفيك (= الأقلية) وأكثرهم من أهل العاصمة والتعليم والثقافة واليهودية السياسية مناصرين لحرية تملك الأفراد موارد المجتمع، وكان أشهرهم كاوتسكي وتروتسكي، أما البلشفيك (= الأغلبية) فأكثرهم كان من أهل الأقاليم والعمل والإنضباط ويرون أهمية سيطرة المجتمع السوفييتي ودولته على موارد حياته، وأشتهرهم منهم لينين وستالين. وقد إنطفأ ذلك الخلاف إلى حد ما بين وفاة لينين 1923 بعد تسممه الطويل برصاص اليهودية السياسية التي أطلقه حزب لها عليه وتسميم ستالين 1953 بواسطة قوى "اليهودية السياسية" أيضاً فبين التاريخين تولي إبن الأقاليم البلشفي يوسف ستالين الذي تشتمه إلى الآن كل الدعايات الإمبريالية وكثير من الشيوعيين الرافلين في مجده بشكل وئيد مهمة قيادة بناء إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية مادةً وسياسة وثقافة ونجح في تلك المهمة إلى حد إنتصاره على النازية وتحرير العالم من خطرها ثم إعادة تعمير الإتحاد السوفييتي وكل أوربا الشرقية والصين من جديد بعد الحرب ودعمه تأسيس الأمم المتحدة وحركات التحرر الوطني وبلغ الإتحاد في عهده بتنظيم المعارف والموارد والأعمال الحال الأعلى إقتصاداً وثقافة بين دول العالم وإن كان معه في القمة إتحاد الواحد وخمسون دولة امريكية إلا أن السوفييت يتفوقون عليها بأنهم بنوا دولتهم بإستقلالية وإحترام لحقوق دول العالم دون أن يمارسوا الإستعمار القديم أو الحديث.

    كذلك تجلى خلاف "البرجوازية" و"الشعب" في ثورة 1919 في مصر حيث إختصرت بقايا الإقطاع والبرجوازية الصاعدة كل قضايا الثورة في مسألة قانونية وتفويضات وفد محامين للسفر إلى مؤتمر باريس عقب الحرب العالمية الأولى مما إنتهى إلى دستور ملكي (1923) واكب دفن الخلافة الإسلامية العثمانية وأدام حكم المستغلين والمستعمرين الإنجليز وقهرهم البشع حياة الشعب المصري ثلاثين سنة اخرى.

    كذلك كان الحال في السودان: ففي سنة 1919 قام "السادة" زعماء الطوائف والقبائل بإهداء سيف الإمام المهدي الذي إنتصر به على الخلافة الإسلامية العثمانية وقتل جيشها وقائدها الإنجليزي الجنرال غوردون في الخرطوم أهدوه إلى ملك بريطانيا مقروناً بـ"سفر الولاء" وقت كانت الموجة الأولى من الحركة الثورية في السودان تضطرم بين المدنيين والعسكريين في مدن السودان! كذلك في خضم ثورة 1924 أعلن "السادة" إختلافتهم الطبقية والسياسية وحتى العرقية عن السودانيين في السودان واقفين مع نشاط الإستعمار الإنجليزي ضد الثورة منتقلين في ذات السنة 1924 ومابعدها إلى مرحلة التوثيق المالي والتجاري لحلفهم مع الإستعمار ضد سواد الناس متجهين بعد عقدين من ذلك الحلف الإقتصادي بين شبه الإقطاع والرأسمالية إلى تقنين التفاوت الطبقي والسياسي في المجتمع السوداني بأمرين متواشجين: جمعية تشريعية تحكر القرار الإقتصادي والسياسي بيد السادة والمستعمرين وإلى تأسيس حكم مركزي رأسمالي بثقافة واحدة لشعب كادح وبلد متنوع الثقافات.

    من فحص الطبيعة الطبقية لنوع القيادة السياسية وإتجاهاتها في الحرب والسلام لتكييف المسائل الطبقية والقومية ثقافة وسياسة وتمثيلها في التشريع والعمل والتنفيذ والتقويم تظهر أكبر عوامل بناء وفناء الدول وأكبر عوامل قوة وضعف حركات التحرر الوطني التي تأثرت بشكل متفاوت في تأسيسها وفي نشأطها وفي تأزمها بما جرى في الدولة الإشتراكية الأولى في التاريخ والعالم. ومن النواحي الموجبة لمسآئل توزيع السلطة والثروة كان تشكل الجزء العالي المشهور من نشاط عبده دهب ومن الجزء السلب في هذه الأمور خاصة كان تشكل جزء مهم من أزمة التحرر الوطني وإنخفاض الإحتفاء برواده الذين إنتبهوا مبكراً لخطر قوة العامل الخارجي.
    وبالحكم المنطقي لوحدة قوانين الفكر الإنساني والطبيعة الإجتماعية وتشابه مفاعيلهما في ظروف متقاربة يمكن تصور العلاقة اللامباشرة واللا بعيدة بين ما جرى بشكل عام في تاريخ حركة التحرر العالمي وما جرى في الدولة السوفييتية الرائدة في التحرر، وما جرى في حركات التحرر الوطني المصرية والسودانية خاصة.

    في صراعات بلورة حركة التحرر الوطني في السودان يلاحظ تحول مكانة "عبده دهب" بين منزلتين هما : 1- منزلة تأجج البلاشفة والإتحاد السوفييتي في الأربعينيات ومعها تأجج الحركة السودانية للتحرر الوطني بعد سنة 1946 وإرتفاع إسهام "عبده دهب" السابق في تكوينها ورعايتها.
    2- منزلة تبدل السوفييت بعد المؤتمر العشرين وإنخفاض وتيرة ثوريتهم وصدامهم مراعاة لمقتضيات السلم العالمي في ظروف توسع الإمبريالية في التسلح النووي ونشاطها في الإغتيال والإنقلابات والغزو وتخريب الوحدة الوطنية لكثير من الدول في آسيا من الملايو إلى كوريا وفيتنام وفي أمريكا الجنوبية ثم في أفريقيا، والتحول الرديف في نشاط حركة التحرر وفق (مقتضيات) السلام العالمي من أسلوب وأمور الصدام والثورة إلى أمور الدولة وأساليب السياسة والأحزاب في آخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، وهي المنزلة التي تحدد إسهام دهب فيها خارجاً بنفسه من ضيق بيروقراطيا الحزب الشيوعي إلى مجال التأسيس والتفعيل التقدمي البسيط المباشر الذي ألفه وكون به التنظيم الحديد للأفكار والإرادات والأعمال.

    من هذه النقطة والتأثير الوارد فيها ينشأ سؤأل عما الذي جعل الإتحاد السوفييتي في سنوات الخمسينيات تلك مختلفاً بشدة عن حاله في سنوات الأربعينيات؟

    يكمن الجواب على ذا السؤآل في طبيعة وجود الدولة المجتمع وفي طبيعة تقديرهما الإقتصادي والسياسي لكينوناتهما وتجديد حيويتهما: ففي أيام بناء الإتحاد السوفييتي وتحريره العالم من خطر أكبر دولة رأسمالية (حينذاك) كانت طبيعة وزن قيمة الفرد والمجتمع في الدولة بالعمل حسب المستوى العام للإنتاج والإستهلاك والممارسة السياسية لتطوير العمل والثقافة وزناً فاق في إجتماعيته الوزن النقودي والمالي القديم لقيمة الإنسان قبل الثورة، وهو تفوق ظهر في تحقيق أفكار مونتيسكو القديمة قبل الثورة الفرنسية حول معنى مواشجة الدولة مجتمعها منه وفيه بتوفيرها إلى حد كبير مجانية السكن والأكل والماء والكهرباء والتعليم والعلاج والمواصلات والسفر والثقافة صورة لصيغة تبادل المنافع (عمل مقابل عمل) معاملات محسوبة للفرد ولأسرته بوثيقة أو كرت أو بطاقة العمل وما تلده من البطاقات البنات والأولاد.

    إختلف هذا الحساب بعد تسميم إستالين 1953 وتولي المنشفيك أمور عقد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي (فبراير 1956) حيث بدأ ميزان جديد للحياة يتكون في إتحاد السوفييت بأثر عاملين خارجي وداخلي عامل الضغط الخارجي على الإتحاد وحصاره، وعامل تبلوره في الداخل بسيطرة عناصر وسياسات المنشفيك على الإتحاد والحزب والدولة.

    كانت طبيعة الميزان الجديد ماثلة في وزنه قيمة عمل الفرد والمجتمع وإستهلاكه لا بالعمل بل بنقود صرفة والنقود بطبيعتها والثقافة التاريخية لإستعمالها يقل تداولها في مجال العمل والإنتاج وتقويمه الإداري البطيئ قِلةً متزايدة عن زيادة الطلب عليها في مجال الإستهلاك، مما وخم أثره مع التغاضي عن بدايات التملك الفردي لموارد حياة الناس بداية من تجارة بعض الكماليات بأسعاراً عالية تغاضياً متأثراً بنشاف الحياة آيام الحرب، وصولاً في آيام أندروبوف وجورباتشوف الى السماح بتملك بعض الأفراد الممولين وشركاتهم بعض الوسائل الكبرى لحياة المجتمع تحت شعارات "الشراكة" ثم "المساهمة الشعبية" و"إشتراكية السوق" وحريته (عشواءه) المناقضة بطبيعتها للإشتراكية فتسمم الإتحاد من ذلك التحول في طبيعة حساب القيمة من الحساب القائم على الكينونة التاريخية إلى الحساب القائم على الكينونة الإستهلاكية بعاملين هما:

    1-عامل التفاوت الطبقي وإختلاف مصالحه حزباً وأقاليم وسياسة وسط ثقافة إلتباس كينونتي الدولة والمجتمع وإلفة تعبير الدولة الشيوعية عن مصالح المجتمع وإعلامها المشِل التفكير، و

    2-عامل السموم الخارجية،

    من هذين العاملين وسمومهما قتلت إرادة الإتحاد وإنفض.


    كان ظهور الجدل القديم في تاريخ المجتمعات والثورات بين أهل التحديد والإنجاز وأهل التوسع والتأني في آيام عبده دهب حسنين وإسهامه في تنظيم الحركة الثورية كان في صور متنوعة شملت كافة الحركات المصرية والسودانية للتحرر الوطني في صورة جدل بين أولوية إتجاه الثورة ضد الإستغلال أو ضد الإستعمار ضد العدو الداخلي (الملكية الفردية لوسائل حياة المجتمع وملكية الملك والإقطاع) أو ضد العدو الخارجي (الإنجليزي) وكينونته الإستعمارية الإقتصادية والعسكرية وقد كان إتجاه العالم قبل الحرب العالمية الثانية هو مصادمة العدو الخارجي أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد كان الإتجاه هو مصادمة العدو الداخلي أولاً عدا الصين وفيتنام وإلى حد ما جنوب أفريقيا حيث توافق فيهم نوعي النضال إلى حد كبير.

    8- حروف الثورة:

    إسهام العامل النوبي عبده دهب في جمع وتنظيم كثير من الطلاب السودانيين في مصر الثلاثينيات والأربعينيات إرتبط بتعليمه إياهم أن حضورهم مصرا جزء من كفاح مشترك قديم بين السودانيين والمصريين وغيرهم هدفه الحرية من الإستعمار الإنجليزي ومن الإستغلال الإقطاعي القائم في كنفه مواصلةً لثورات 1917 و1919 1924 وحركات الإحتجاج والإضراب في عقد سنوات 1930 مشكلاً بذلك التعليم الصعب واحدة من أرقى الوشائج بين أبناء النيل بعد آلاف السنين من إنفصال حكم السودان الشمالي عن أصوله النوبية وإختلاط ذا الشمال المصري بالعناصر الثقافية والبشرية الآسيوية والأوربية التي إستهلكته وأحلت نفسها فيه.

    ومثلما كانت النوبة هي الأرض البكر لحضور البشر حضارةً في تاريخ الحياة قبل أن تأكلها عناصر القهر والتفكك الداخلي وتغلبها تحالفات العناصر المهمشة كان النوبي "عبده دهب" هو من أسطع جديداً هذا المجد القديم بفتحه الباب لتطور تلك الحضارة في شكل علمي – ثوري للدخول وعياً إلى أبناء النيل.

    ولكن ليست كل أماني المرء مُدركُة فقد زاد الجدل في مصر وفي السودان: في مصر حول غربة المستوطنين كما زاد بين السودانيين حول غربة المصريين عنهم، جدلاً ربط بالنفي والمباعدة والفصل غربة المستوطنين والمصريين والمتمصرين الثقافية بحرمة خصوص قومي للقضايا الوطنية على أهل البلدين وقوميتهم السائدة وفق الثقافة الشعبية السائدة في البلدين! ولكن في خضم ذلك الإستغراب والتعصب القومي الذي يناقش صدق النضال لحرية الناس بمسألة جنسيتهم الأصلية لتحديد وضعهم في قضية التحرر الطبقي البروليتارية الأممية! جاء إسهام "عبده دهب" في مصر في تكوين الحركة المصرية للتحرر الوطني (حمتو) وفي بلورة كيان جديد في السودان مثلث الأسماء متواشج الكينونات للحرية قومية ووطنية وطبقية وهو كيان الذي عرف بتجلياته: "الحركة السودانية للتحرر الوطني" (حستو) و"الجبهة المعادية للإستعمار" و"الحزب الشيوعي السوداني".

    كان إسهام عبده دهب في تأسيس ذلك الكيان إسهاماً قوياً وفعالاً رغم خلافه مع (تسرع الشباب) وميله إلى الروية والتأني لعل هذا التأني من حكم علمه الأوفر بدقائق الأوضاع الدولية أو بحكم صلاته مع المركز الثوري في السودان أو بتفوق عدد أو نوعية معارفه من أهل التدبير الحزبي والسياسي في خضم العمل السري بما فيه من مواطنين ومستوطنين! وكانت رسالة من منظمة الشيوعيين السودانيين إلى الشيوعيين السودانيين في مصر مؤرخة في سنة 1946 قد حذرت من الشطط التنظيمي والخطط والأعمال الجماهيرية الطموحة والمغامرة على حد تعبير الرسالة المحافظ، وكانت الحركة الشيوعية في السودان وفق رأي البطل الشهيد عبدالخالق محجوب في حالة حلقية ضيقة ضعيفة التنظيم والجماهير، إذ رأها بعيدة عن المرونة والصلابة في التنظيم، وبعيدة عن المرونة والصلابة في العمل الجماهيري، وإن كانت هذه رؤية طموحة لأنه لا يمكن جمع المرونة والصلابة في كل الأوقات ومختلف الظروف، إلا إنها بطموحها هذا فتحت الأفاق لتحول الحركة الشيوعية في السودان من حالة الحلقات الطلابية والجماهيرية الشديدة السرية العاملة -أحياناً- ضمن واجهات السياسة التقليدية كأساس في تثبيت ونشر الوعي الثوري في مجتمعات السودان إلى حال الحزب (نصف العلني) المعتد بكينونته النظرية وقدرته على الجهر بقادته وفكره وأعماله وحمايتهم ضد الإحتكارات الإقتصادية-الإجتماعية والثقافية السياسية القائمة في السودان بقيادة الطائفتين المميزتين في الوسط وبعض الشمال. وكان ذلك التحول الكبير من صيغة إلى صيغة مما قاد خلال سنوات قليلة إلى إعتزال وإلى عزل زعماء الحركة الشيوعية الأوائل واحداً تلو الأخر أحمد زين العابدين، وعبد الوهاب زين العابدين، وعوض عبد الرازق، وتولي الشهيد عبد الخالق محجوب مسؤولية قيادة الحزب حتى إنقسامه في السنوات الممتدة من 1968 إلى 1970 ثم إعدام قادته في يوليو 1971 بعد إنقلاب الضباط الشيوعيين والديمقراطيين على تسلط النميري وشيعته بين الناصريين-الساداتيين.

    من هذه النقطة المهمة في تاريخ تبلور السودان والعالم الحاضر ووضعه الإقليمي ومستقبله فإن السؤآل الجواب يكرر سطوعه بقيمة النجم المنير: كيف لمن خاض كل هذه الصراعات والمعارك وأسهم في تكوين هذه النجوم ألا يكون من مؤسسي السودان الحديث؟

    9- زارع النخيل:

    كان نضال عبده دهب لأجل التحرر والتقدم الإجتماعي مرتبطاً بتحرير النوبة وتقدمها من حالة الجهل والفقر والمرض مواشجاً أهمية التعليم بأهمية الثقافة وضمن آخرين أنتجت مآثره الاولى في تنظيم النوبيين وتوجيه عنايتهم إلى الرقي بأوضاعهم رائعتين من روائع الأدب الأولى هي رواية "الشمندورة" التي كتبها في المعتقل المناضل حضرة الناظر المعتقل، محمد خليل قاسم (ناظر مدرسة شيوعيين لمحو أمية سجانيهم، داخل المعتقل)
    ناثراً فيها جمال الحياة في قرية "الشمندورة" النوبية، والثانية كانت من روائع الأدب في السودان كتبها السفير المنير جمال محمد أحمد بعنوان "سرة شرق" وكانت عن جمال الحياة في القرية النوبية "سرة شرق"، فإنظر كيف سمقت بنخلتي القص النوبي الذي شجعه دهب ضروب الجمال الأدبي في البلدين.

    إضافة إلى إسهامه في تعليم الطلاب التقدميين السودانيين في مصر التنظيم والطباعة وتزويدهم بكتب التفكير الثوري أسهم عبده دهب في إصدار أربعة صحف ثورية حفت بالحقائق الموضوعية والتحليل العلمي لأمور السياسة والمجتمع وبالتحريض ضد الإستعمار والرجعية وهي صحيفة "الشعوب" وصحيفة "حضارة السودان" (مع طه علي) و "أم درمان" (مع الأمين محمد حسين) وصحيفة "الهدف" في الخمسينيات.

    10 - راعي الثورة:

    إضافة إلى زرعه النخيل في السياسة والأدب أسهم عبده دهب في تشكيل إتجاهات مقاومة عسكرية ضد الإحتكارات ولعله كسب ذلك من نضال الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (ح . د. ت. و) في مصر التي نظمت القسم الأكبر من الضباط الأحرار فمن خلال تاثيره المباشر واللا مباشر أسهم في تكوين حركة الضباط الأحرار التي نقلت شكل الحكم في السودان في 25 مايو 1969 من خانة حكم تحالف الإقطاع والرأسمالية إلى خانة حكم تحالف البرجوازية الصغيرة والرأسمالية، ومع تبدد طاقات نظام 25 مايو أسهم عبده دهب مع جهد الراحل بشار الكتبي في تحريض وتكوين "الجيفاريين" التي ترى تخديم قوة الحرب الشعبية في النضال ضد الإحتكارات. والبصير يرى إسهام أنصار أسلوب ماو وجيفارا وفلسفتهم في النضال الشعبي المسلح في نضالات المجتمعات السودانية المهمشة في جنوب وفي شرق وفي غرب السودان وفي شماله، فأنظر إلى النار محررة الدهب كيف توهجت بها رؤآه وإتقدت بها من جديد أفكاره في ضرورة تقسيم السلطة والثروة.

    11- الشيوعي الشمس:

    كان عبده دهب بطبيعته النوبة ومعاناة أهلها محباً للعدل والسلام وفي خضم نضاله لأجل العدل والسلام كان من الذين كشفوا خيانة محاسيب الملك لدماء الجيش المصري بصفقات الأسلحة الفاسدة، ومن الذين واشجوا سفر جيش المتطوعين السودانيين بالقطار إلى فلسطين بقيادة الضابط زاهر سرور السادات، وقد عاين دهب مباشرة سنوات 1947-1948 طبيعة قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين لمناطق حكم ذاتي بين عربها ويهودها (يهود فلسطين لا بين عربها ويهود العالم) وقد عاد دهب من فلسطين بتقرير ضاف عن المآسي التي تلت قرار التقسيم والتي ستأتي منه، وكشف بصراحة عجز التخلف والتمزق العربي وحكامه التبع عن مواجهة التنظيم اليهودي الدقيق في فلسطين والعالم، مقترحاً تثبيت القرار حتى لا يفقد عرب فلسطين المَهَمَلين ما ضمنته لهم هيئة الأمم المتحدة الوليدة، وقد قبل المصريين تقريره وكلامه، أما السودانيين فقد قبلوا تقريره ورفضوا إقتراحه رفضاً منظماً (نشرته باحثة فلسطينية ضمن بحث علمي قيم لها ثم كررت الميدان نشره في الإنترنت في سنة من سنين العقد الأول للقرن الواحد والعشرين)

    كان دهب أممياً حقاً أوضح ما يكون في تجاوزه العصبية العرقية متعاملاً في مسيرته الثورية مع كافة أعراق البشر التي قاربت نضاله بناحية أو بأخرى من الفرنسيين والصينيين وأهل الهند الصينية والروس والمصريين والمتمصرين ثم الجزائريين والأثيوبيين والأرتريين وثوار غينيا وثوار الكنغو وثوار أنجولاً فكان بكل هذا مناضلاً أممياً حقاً شمسي الأصول والمعاني شيوعي الدهب في معدنه وصهره وسبكه وصكه وفائدته.

    وإذ تم إكرام إسم الراحل عبده دهب في تخوم عيد العمال سنة 1998 في ميدان الشهيد عبدالمنعم رياض في قلب الخرطوم ذات الحكم الإسلامي فقد مثل ذاك الإكرام مجموعة صدف تاريخية كل واحدة منها تتعلق بدور ما لعبده دهب واكب فيها هذا الشأن أو ذاك: فصاحب إسم الميدان الشهيد عبد المنعم رياض الذي كان قائداً للجيش المصري إستشهد بقذف إسرائيلي كان عضواً قديماً في حركة "الضباط الأحرار" المصرية التي كان زعيمها جمال عبد الناصر وأكثر أعضاءها مواشجين للتنظيم الثوري الآخر شديد السرية والنضال في مصر وهو تنظيم "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" (حدتو). وكان أبرز أعضاء "حدتو" تلك في تنظيم "الضباط الأحرار" تلامذة في الأربعينيات لبعض المعلمين السودانيين الذين يُدرسون أو يُدربون في الكلية الحربية المصرية وبعض هؤلاء المعلمين والمدربين كانوا منتظمين بصورة ثورية مواشجة لعبده دهب ومن هؤلاء الضباط أعضاء (حدتو) جمال عبد الناصر [إسمه الحركي "مورس" = شفرة الإتصال بالتلغراف]، والبطل يوسف صديق، وخالد محي الدين، وأحمد حمروش. ورغم غالبية أعضاء "حدتو" عددا داخل تنظيم "الضباط الأحرار" منذ سنة 1950 فإنه وفق مقتضيات السلم والتحول من الصدام والثورة إلى السياسة والدولة، المذكورة سابقاً، آثروا في سنة 1952 أن يكونوا قلة قليلة في مجلس قيادة "ثورة الجيش" التي بداية من التاريخ الشهير 23 يوليو 1952 أطاحت بالحكم الملكي وبنظام الإقطاع وبالرأسمالية الأجنبية بنوكاً ومؤسسات (آنذاك) وحررت مصر من قوات الإحتلال البريطاني، وردت العدوان البريطاني الإسرائيلي الفرنسي سنة 1956 وفتحت الباب لبناء مصر الحديثة بتعليمها وحقولها ومصانعها وجيشها بداية من "الإجراءات الإشتراكية" سنة 1961 حتى قام السادات بتصفيتها بداية من سنة 1971.

    12- ختام:

    أسهم عبده دهب بصورة متقدمة في تحديث الحياة السياسية السودانية بعناصر أفضل تعليماً ذات مبادئي موضوعية وذهنية حسابية، وبأفكار أكثر علمية ووضوحاً، وبتنظيمات أكثر دقة وترتيباً، وبأساليب نضال ومقاومة مدنية وعسكرية جديدة، وكان حلقة وسطى بين الجيل الثاني للحركة الشيوعية في السودان ومصر في العشرينات والثلاثينينات والجيل الثالث الذي تولى مقاليدها منذ الاربعينيات والخمسينيات وحتى الآن، كما حدث عبده دهب بجهوده وجهود الطلاب الذين رعاهم الثقافة والتعليم في السودان، وإرتقى بتنظيم الحياة الإقتصادية والإجتماعية من حال المشروع الكبير الواحد والريع الوحيد إلى المشاريع المتنوعة، وقد قام بذلك النضال بجهد بطولي واجه فيه محن الهجرة والإعتقال بمعرفة نيرة وعزيمة جبارة ونفس مطمئنة بجمال الهدف عزيزة بالإقدام إليه والثبات على المكاره لنيله، كل ذلك والنكتة النوبية السلسة ساطعة منه.




    *

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=208302

                  

08-21-2011, 05:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)




    (17)
    الكاتب : تاج السر عثمان يكتب عن جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان ،
    نقلاً عن مدونة سودانايل
    Quote:
    جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان .. بقلم: تاج السر عثمان


    الأربعاء, 24 حزيران/يونيو 2009 12:39

    هناك مصادر متعددة أشارت إلى تاريخ دخول الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان منها : 1 – ما أورده عبد الخالق – خلال سنوات وبعد الحرب العالمية الثانية – عن وصول مؤلفات اشتراكية باللغة الإنكليزية عن الحياة في بلاد الاشتراكية ، وعن قيم الماركسية ، وعن تداول عشرات المثقفين لكتاب ستالين ً المسالة الوطنية ومشكلة المستعمرات ً ( لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي ) .

    2 – ما أورده عباس على في مذكراته والتي جاء فيها : ً نتيجة لدخول الاتحاد السوفيتي الحرب ضد الفاشية والنازية توقفت الدعاية المعادية للشيوعية والتي كان ينشرها الاستعمار قبل ذلك . كما بدأت الكتب الماركسية واليسارية تدخل البلاد عن طريق جنود الحلفاء ( من إنجليز وغيرهم ) ، وساعد أيضا وجود عناصر يسارية في حزب العمال البريطاني الذي وصل إلى الحكم بعد الحرب ، إلى دخول كثير من المؤلفات اليسارية( Left Book Club Series ) ونتيجة لتلك المؤثرات تكونت الحلقات الأولى للحركة السودانية للتحرر الوطني ( الشيوعي 152 ) .

    ويواصل عباس على ويقول : ً الكتب الأساسية التي كانت تدرس للأعضاء الجدد هي : تطور المجتمع – الاقتصاد محرك للتاريخ – المادية الجدلية – المادية التاريخية ( وهما من تأليف ستالين ) – محاضرة عن الدولة والثورة – فائض القيمة – رأس المال والعمل المأجور ً .

    ويواصل عباس ويقول : ً كانت جرأة أعضاء الحزب وحماسهم وإقدامهم الذي يغذيه باستمرار نضالات الحركة الثورية وقصص البطولات في الحرب ضد الهتلرية في الاتحاد السوفيتي وقصص المقاومة الفرنسية وفي يوغسلافيا واليونان ، كل ذلك كان مضرب المثل في المجتمع السوداني مما جذب أعدادا متزايدة على الدوام من العناصر الشبابية إلى الحزب أو مؤتمر الطلبة أو اتحاد الشباب .. ً ( الشيوعي 152 ) .


    3 – ما أورده الجزولي سعيد عن الكتاب الماركسي عام 1946 : ٍ نحن رأينا الكتاب الماركسي لأول مرة عند هاشم السعيد أعني مجموعتنا ( كانت تضم جمبلان ، محمد عثمان جمعة ، محي الدين محمد طاهر ، الجز ولي سعيد ) . وهاشم أتى به من مصر عن طريق حامد حمداى ، كانت كتب صغيرة مطبوعة في دمشق ، أذكر من بين الكتب : أسس اللينينية ( لستالين ) ، وكتب أخري مترجمة : المسألة الوطنية- لستالين ، حرب البترول في الشرق الأوسط لراشد البراوي ، وعموما كانت الكتب المصرية تجئ إلينا ( الشيوعي 150 ) .

    4 – ما أورده عبد الماجد أبو حسبو في مذكراته التي جاء فيها : ٍ في أواخر القرن التاسع عشر هاجر كثير من الطلبة المصريين إلى أوربا وبقية العالم ، وهناك تأثروا بالأفكار اليسارية : سلامة موسى ( الفابيانز ) ، عصام الدين حفني ناصف ، محمد حسين هيكل ، محمد فريد . هاجر الطلبة السودانيون ما قبل وبعد الحرب العالمية الثانية من أجل العلم إلى مصر ، وهناك تأثروا بالأفكار اليسارية ، خلال وقبل الحرب العالمية الثانية انتشر الفكر اليساري في مصر ، نتيجة لتوافد أعداد كبيرة من اليساريين الأوربيين الذين ساقتهم الجيوش – جيوش الحلفاء إلى مصر – التي كانت من أهم الجبهات الحربية في الحرب ( فرنسيين – طليان – يونان – إنجليز ) .

    يواصل أبو حسبو ويقول : ً لقد كنا ، محمد أمين حسين المحامي ، وعز الدين على عامر ، وعبد الوهاب زين العابدين وشخصي أول من دخل الحركة الشيوعية من الطلبة السودانيين بمصر ، وهنا تكونت أول خلايا سودانية شيوعية في مصر ، كان ذلك سنة 1945 ، وكنا جميعا طلبة في الجامعة ، عدا محمد أمين حسين الذي كان قد تخرج في كلية الحقوق ، وعن طريقنا توافد عدد غير قليل من الطلبة السودانيين إلى الحركة الشيوعية ، الذي قادنا إلى ذلك عبده دهب الذي كان يعمل مشرفا للنادي الإيطالي ، واثناء عمله بالنادي جنده أحد الشيوعيين الإيطاليين ثم تحول إلى ( ح . ت . م ) إحدى المنظمات الشيوعية المصرية ( مذكرات أبو حسبو ، الجزء الأول ، دار صنب للنشر ، فبراير 1987 . ) .
    5 – ما أورده محمد عمر بشير في كتابه ً تاريخ الحركة الوطنية في السودان ً ، الذي جاء فيه : ً من الخطأ أن يقال أن المبادئ والتعاليم الاشتراكية لم تكن معروفة في السودان أو أنها كانت غريبة عليه قبل ذلك التاريخ ( قبل تأسيس الحزب الشيوعي السوداني عام 1946 ) .

    ذلك لأنه منذ 1924 وجدت المبادئ الماركسية والاشتراكية سبيلها عن طريق الحزب الشيوعي المصري الذي تأسس عام 1919وعن طريق عدد من العمال الشيوعيين المحترفين العاملين بإدارة السكة الحديد بعطبرة والذين كانوا ينتمون إلى أرمينيا ووسط أوربا ود ويلات البلطيق ( عن د . جعفر بخيت – النشاط الشيوعي في الشرق الأوسط 1919 – 1927 – شعبة أبحاث السودان – جامعة الخرطوم – 1969 ) . وقد أخذ أحد أعضاء جمعية اللواء الأبيض ويدعى على أحمد صالح - ( هناك رواية تقول أن على أحمد صالح نفسه لم يكن عضوا في اللواء الأبيض ، انظر جذور الحركة الشيوعية في السودان ، رسالة دكتوراه ، جامعة اكسفورد 1983 ، لمحمد نوري الأمين ) - المبادئ الماركسية عن أولئك الشيوعيين المحترفين العاملين بعطبرة ( عن د . جعفر بخيت ، المصدر السابق ، ص 9 ) . ولطالما تسلم على عبد اللطيف زعيم اللواء الأبيض منشورات شيوعية مطبوعة باستكهولم ( المصدر السابق ص 4 ) ، وكان الحزب الشيوعي المصري منذ تأسيسه مهتما بشئون السودان. وفي يونيو 1925 وزعت منشورات شيوعية كثيرة في أرجاء مصر والسودان ( المصدر السابق ص 12 ) . ولما استولى رجال البوليس بمصر على برنامج الحزب الشيوعي المصري في عام 1925 تبين أن ذلك الحزب كان يلح على أهمية تأسيس حزب شيوعي بالسودان يضم بين جناحيه أبناء جنوب السودان ، حتى يتجنب الانقسام في صفوف الطبقة العاملة في شمال السودان وجنوبه ( المصدر السابق ص 19 ) . وفضلا عن ذلك وجدت الماركسية طريقها للسودان خلال الفترة ما بين : 1925 – 1930 بواسطة احمد حسن مطر عضو اللواء الأبيض الذي هرب إلى أوربا في عام 1924 في أعقاب الهزيمة التي لحقت بثوار 1924 ، واضحي مطر عضوا نشطا بإحدى المنظمات المناوئة لللامبريالية وعضوا بالحزب الشيوعي الألماني ببرلين ، وقد عمل على إرسال بعض الكتب والمنشورات الشيوعية لبعض أصدقائه في السودان ، وعاق اضطهاد الحزب الشيوعي المصري ونظام الرقابة الصارم على الرسائل في السودان انتشار المبادئ الماركسية ، ومهما يكن من أمر فالواقع أن بعض الدراسات الماركسية قد تسربت وانتشرت في ربوع البلاد ، وظل المتعلمون المستنيرون يهتمون بالفكر الاشتراكي والآداب الماركسية رغم الحظر وفرض الرقابة على دخولها .

    والحلقات الدراسية للاشتراكية التي شكلت فيما بين 1930 – 1940 أضحت على معرفة تامة بمؤلفات ماركس وغيره من الكتاب الاشتراكيين وكانت منشورات نادي الكتاب اليساري ببريطانيا تدرس بواسطة حلقات الدراسة ، وظل الاهتمام بالدراسة الجماعية للاشتراكية قائما حتى الحرب العالمية الثانية .

    وكان للجندي البريطاني ً ستورى ٍ عضو الحزب الشيوعي الإنجليزي القدح المعلى في هذا الخصوص ذلك لأنه لما عاد إلى إنجلترا بعد أن وضعت الحرب أوزارها بادر بإرسال المؤلفات الماركسية لعدد من أصدقائه ، لكل ذلك فانه لما تكونت الحركة السودانية للتحرر الوطني في عام 1945 كانت جذور الفكر الاشتراكي وتعاليمه قد سبق بذرها في التربة السودانية ( محمد عمر بشير : تاريخ الحركة الوطنية في السودان ، ص 206 – 209 ) . ( انتهت رواية بشير ) .

    ما يؤكد وجود الفكر الاشتراكي في السودان قبل الحرب العالمية الثانية أنه في مجلة النهضة السودانية العدد 26 ، ص 23 – 24 نجد قائمة بأسعار لكتب عصرية حسب ما وصفتها مكتبة النهضة السودانية ، من ضمن هذه الكتب كتاب عن روح الاشتراكية ترجمة الأستاذ محمد عادل زعيتر ، وثمنه كان 22 قرشا ، وغالبا ما يكون بعض المتعلمين في الثلاثينيات قد تداولوا هذا الكتاب وتعرفوا ولو على لمحات من الفكر الاشتراكي .

    وفي مجلة الفجر العدد ( 1 ) مجلد ( 2 ) الصادر بتاريخ 8 مارس 1937 ص 8 – 10 ، نجد دراسة تحت باب دراسات اقتصادية بعنوان ً لمحة عن الاشتراكية ً للكاتب عبد الرؤف فهمي سمارة . وهذا ربما يؤكد رواية محمد عمر بشير حول وجود حلقات لدراسة الفكر الاشتراكي في الفترة : 1930 – 1940 .

    أما ما أورده بشير نقلا عن رواية د . جعفر بخيت حول علاقة الحزب الشيوعي المصري الذي تأسس عام 1919 بوجود بعض الشيوعيين ضمن جمعية اللواء الأبيض ، فهذا احتمال وارد أن يهتم الحزب الشيوعي المصري الوليد ببناء فرع له في السودان ، ولكن هناك روايات تقول أن على أحمد صالح نفسه لم يكن عضوا في جمعية اللواء الأبيض ، كما أنه ليس هناك ما يؤكد وجود تنظيم شيوعي في السودان له قواعد ثابتة قبل عام 1946 .

    هناك أيضا ما أورده أحمد خير المحامي في كتابه كفاح جيل الذي كما قال كشف عن سر مجهول ، هو أن السودان شهد عام 1927 مولد حزب شيوعي لم يعش طويلا .

    يقول الصحفي محمود أبو العزائم : ً ذهبت إليه ( أحمد خير ) وزميلي محمد الحسن أحمد في بيته نستجليه شيئا عن الحزب الشيوعي الذي أشار إليه في كتابه كفاح جيل ، وكان الزمن قد فعل فعلته بذاكرته فلم يستطع أن يتذكر بعض الأسماء إلا بصعوبة . قال عندما كان العمل جاريا في بناء خزان مكوار ( سنار ) كان أحد المهندسين بريطانيا من أصل روسي يعتنق الشيوعية ، التي اقنع بها مهندسا سودانيا يعمل معه صعب عليه أن يتذكر اسمه ، ولكنه قال هو أحد أبناء الشايقية ، وهذا المهندس بدأ يعمل في تكوين الحزب الذي ضم صالح عبد القادر وعرفات محمد عبد الله وآخرين ، وكشفت المخابرات أمر الحزب فاستدعت المهندس الشايقي وضيقت عليه الخناق ، فأدلي باعترافات كاملة ، واعلن عن توبته لكن المخابرات جندته لمدها بأخبار الجماعة التي وقف نشاطها تماما ولم تجد استجابة للانضمام إليها .. ً ( السودان الحديث : 14 يناير 1992 ) .

    ولكن هذه الرواية يبدو أنها ضعيفة من ملاحظتين : -

    1 – جاء في الرواية أن الحزب تم تأسيسه عام 1927 ، عندما كان العمل جاريا في بناء خزان سنار ، ولكن حسب ما نعرف أن خزان سنار تم الفراغ منه عام 1925 ، اللهم إلا إذا كان المقصود قبل عام 1925 أو أن المهندس كان يعمل في خزان سنار .

    2 – جاء في الرواية أن التنظيم ضم عرفات محمد عبد الله ( عام 1927 ) ، ولكن المعروف أن عرفات كان في مصر أثناء قيام ثورة 1924 .. واعتقل هناك بتهمة مقتل السير لى استاك ، وتم إطلاق سراحه بعد سبعة شهور ، بعدها عمل في مصر ، وفتح حانوتا للبقالة ، ثم نزح إلى سيناء للعمل بشركة القناعة العربية للسيارات ، وبعد خمسة أعوام ونيف عاد بعدها للبلاد ، أي بعملية حسابية بسيطة نرى أن عرفات عاد للبلاد عام 1929 أو بعد عام 1929 ، أي انه لم يكن موجودا في السودان عام 1927 – وربما تكون هذه المحاولة تمت قبل عام 1927 .


    جاء في كتاب رفعت السعيد ً تاريخ المنظمات اليسارية في المصرية ( 1940 – 1950 ) ص 353 ً ما يلي : ً وصل إلى القاهرة شخصان هما حسن الطاهر زروق والمهندس عبد الحميد أبو القاسم وعقد أول اجتماع ضم قادة القسم السوداني بالقاهرة ومندوبي مجموعة الخرطوم وعدد من قادة ( ح . م ) هم هنري كوريل ، ود . عبد الفتاح القاضي وتحسين المصري ، وقد تم الاجتماع في منزل هنري كوريل ، وقدم المندوبان تقريرا يطالبان فيه بتشكيل تنظيم مستقل له قيادة مستقلة ، ووافق المجتمعون على ذلك واتفق أن يستمر السودانيون المقيمون في مصر أعضاء في ( ح . م ) وفي حالة عودتهم إلى السودان ينضمون فورا إلى التنظيم هناك وفي نفس المستوى الذي كانوا يعملون فيه بالقاهرة ، واتفق أيضا في حالة انتقال أي شيوعي سوداني للإقامة في مصر ، ولو بصفة مؤقتة ينضم إلى المستوى المقابل ( ح . م ) ، واتفق على تسمية التنظيم السوداني الوليد باسم الحركة السودانية للتحرر الوطني – حستو ً .

    وهذا التنظيم المستقل تم تأسيسه في اغسطس 1946م. وقبل هذا التاريخ، بالطبع، كانت هناك حلقات قائمة، مثل الخلية الشيوعية السودانية التي تكونت عام 1945م في مصر والتي أشار اليها عبد الماجد ابوحسبو في روايته، والتي ضمت: محمد امين حسين المحامي، عزالدين علي عامر، عبد الوهاب زين العابدين، وعبد الماجد ابوحسبو ...الخ. وفي الخرطوم عام 1945م، كانت هناك خلية قائمة، مثل التي أشار اليها محمد عمر بشير والتي لعب عضو الحزب الشيوعي البريطاني مستر استوري دورا في تأسيسها.

    الخلاصة : قصدنا مما أوردناه أعلاه إلى توضيح الآتي : -

    أ – الفكر الاشتراكي والماركسي دخل السودان قبل الحرب العالمية الثانية وانتشر بدرجة أوسع أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية .

    ب – مؤلفات ستالين كانت هي الطاغية مثل : المسالة الوطنية ومسألة المستعمرات ، أسس اللينينية ، المادية التاريخية والجدلية . أي أن مصادر أساسية مثل مؤلفات ماركس وانجلز بل حتى لينين كانت شحيحة ، ومؤلفات ستالين كما أوضحنا سابقا كان بها تبسيط مخل في تقديم الماركسية وتجربة الثورة الروسية وحركة التحرر الوطني ، ولا شك أن هذا كان له أثره السلبي على العمل النظري للحلقات الأولى التي أسست الحركة السودانية للتحرر الوطني .

    ج – المصادر لدخول الفكر الاشتراكي والماركسي كانت متنوعة ، منها الأثر المصري ، وأثر اليساريين البريطانيين .

    د – لانعلم شيئا مؤكدا عن تأسيس حزب شيوعي أو اشتراكي في السودان قبل عام 1946 .

    و – منذ وقت مبكر حسمت الحركة الشيوعية السودانية مسألة استقلالها التنظيمي عن الحركة الشيوعية المصرية والحركة الشيوعية البريطانية ، وتم تأسيس تنظيم سوداني مستقل ( حستو ) في اغسطس عام 1946 ، وكان ذلك خطوة هامة في تأكيد الهوية السودانية المستقلة للحركة الشيوعية السودانية .
    *
                  

08-21-2011, 05:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)




    (18)

    وكتب صديقنا الكاتب : يوسف إدريس عن عبده دهب : أين هو من تاريخ اليسار السوداني :

    Quote:
    (عبده دهب ) أين هو من تأريخ اليسار السوداني ؟ ـ بقلم يوسف إدريس

    كتب صديقنا يوسف إدريس : ـ

    دعوة للحوار :
    جلست مشاهداً للقاء بثته الفضائية السودانية مساء الأربعاء التاسِع من مارس 2005 م .تحدث الموسيقي ( أحمد بريس ) عن صفحة من صفحات حياة المُطرب السوداني الراحل ( محمد حسنين ) . أورد الراوي إن مقهى ( عبده دهب ) في الخرطوم كان مُلتقى لكثير من المهتمين بقضايا الموسيقى وفن الغِناء ، وكيف أن ارتياد المُطرب الراحل للمقهى ومجالسته أهل الفن ، جعل من ذلك الموقع محطة من المحطات الفارقة التي أسهمت في تشكيل مسيرة حياته الفنية . لم يُفسِح الراوي في الحديث عن المقهى أو عن رواده الآخرين .و لم يتطرق الراوي ( أحمد بريس ) لشخصية ( عبده دهب ) صاحب المقهى أو التعريف بها ، ولم يُفصِّل كيف استقطب المقهى لفيفاً من المثقفين الذين تأسست على يدهم نواة الحركة اليسارية السودانية . ربما كانت طبيعة البرنامج أو أفق الحوار لم يستدعِ ذلك الاسترسال أو ذاك التفصيل ، ليكون مدخلاً لتسليط بعض الضوء على صفحة من صفحات نشأة اليسار السوداني واستجلاء الكثير من الغموض .
    كان موقع المقهى في منتصف باحة ( ميدان عبد المنعم ) وهو الاسم السابق لنادي الأسرة الحالي بمنطقة الخرطوم جنوب . المُلفِت للنظر أنه لم يتم ذكر شخصية صاحب هذا المقهى أو دورها في قيام الحركة اليسارية السودانية في أيٍ من أدبيات اليسار السوداني أو أدبيات غيرهم من المهتمين بالتأريخ لحركة اليسار السوداني ، في النشأة و في التطور . شاءت المصادفة أن وقع في يدي سِفر يتحدث عن ( هنري كورييل ) ، وهو يهودي مصري ، يرجع إليه الفضل في تأسيس حركتين سياسيتين في مصر والسودان :
    1/ ( حدتو ) وهي الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني في مصر .
    2/ ( حستو ) وهي الحركة السودانية للتحرر الوطني .
    لقد ورد في سِفر ( الأسطورة و الوجه الآخر ) للدكتور حسين كفافي أن ( هنري كورييل ) قد استأجر صحيفة ( الشعوب ) من مالِكها بوساطة ( عبده دهب ) . وقد تعرف إليه هنري من خلال بعض من العمالة النوبية ، من الذين كانوا يعملون في قصر والده . وعن طريقه توطدت صلاته مع بعض الطلاب السودانيين في مصر ، وساعده كذلك في التعرف على الأوساط الشعبية المصرية . وأفاد هو أيما فائدة من اطلاعه على نُسخ من تقارير الأمن التي ترد السرايا ، وذلك عن طريق أحد معارفه الذين يعملون في خدمة أحمد حسنين باشا ( رئيس الديوان الملكي في مصر ). كانت هنالك ملفات خاصة بالنوبيين المُنتمين للحركة المصرية للتحرر الوطني ( حدتو ) ، وكذلك قسماً خاصاً بالسودانيين .
    أصدر ( هنري كورييل ) مجلات عِدة ، منها مجلة ( أم درمان ) ، وظل على اتصال دائم بالحركة اليسارية والشيوعية بالسودان من خلال الأستاذ / عبد الخالق محجوب ( راشِد ) وفق ما ورد ذكره في ( الأسطورة والوجه الآخر ) . ونُذكِّر بأن مرجعية المعلومات تعود إلى سفر آخر أعده الدكتور رؤوف عباس بعنوان ( أوراق هنري كورييل ) .
    ربما يدور في ذهن البعض كثير من الاسقاطات التي تتداولها الفئات المتصارعة سياسياً في الساحة السودانية ، و ذلك حين تتناول ربط الديانة اليهودية ببعض مؤسسي اليسار في العالم كسُبة لها مدلولاتها المُبتسرة في ذهنية العامة . أو ربط فكر هؤلاء المؤسسين وكأنه رافداً من روافد التآمر التاريخي للصهيونية ، أو منح ورقة صراع لمن ينـزلون نصوصاً مُقدسة وردت عن قوم من اليهود منذ ألف وأربعمائة عام ، ووصم الديانة وأصحابها وكأنهم قد نهضوا من قبورهم من جديد . لم نهدف نحن نقل القارئ لهذا التفسير المُخِل ، أو لجَر التأريخ ليكون مطية لأعداء اليسار أو لأصدقائه .
    نهدف التداول حول الأمر و تذكية الحقائق بالإضافة ، و استبعاد الروايات غير الموثوق أصلها أو التي أسهم الغرض في بناء فصولها ، ليُلبِسها لبوس الحقائق التاريخية .
    هلا تفضلتم بالإضافة ؟
    وتقبلوا الشكر للقراءة والمُشاركة .
    المرجِع :
    ـ د. حسين كفافي : هنري كورييل ( الأسطورة والوجه الآخر )
    الهيئة العامة للكتاب ـ تأريخ المصريين ـ رقم ( 240 )

    يوسف إدريس
    ــــــــــ
    ما ورد أعلاه نص رغب صديقنا يوسف إدريس مُداخلة المهتمين وإثراء الحوار .

    عبد الله الشقليني
    31/03/2005 م

    ( عبده دهب ) أين هو من تأريخ اليسار السوداني ؟ ـ بقلم يوسف إدريس


    *
                  

08-21-2011, 06:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (19)
    Quote: تحايا وتقدير يا عبدالله الشقليني
    يا له من جهد عظيم يوثق لفترة
    هامة من تاريخ السودان و مصر
    وتاريخ الحركة اليسارية في البلدين.
    جمال الدين بلال


    أخي الأكرم : جمال الدين بلال
    فقدت الصور الضوئية التي كانت بين أيدينا في تاريخ مارس 2005 ، حين التقينا الأستاذ / محمد الجندي ، وكان الملف كبيراً ولم يتيسر لنا كتابته . كنتُ في كل مرة أصرف النظر عن التوثيق ، وكنتُ على عهدمع نفسي أن أكتب بمنهجي في الكتابة ، ولكن لم يتيسر أن يكون كما أحببت أن يكون . وكان الكاتب والقاص ( عثمان حامد سليمان ) هو الذي حفزني للتوثيق ، وكان يذكّرني بأن " محمد الجندي" قد تعدى التسعين مما مضى من العمر ، ومن الأفضل أن يرى التوثيق النور .
    عرضنا على " محمد الجندي " الملف الذي كتبه الكاتب " يوسف إدريس " عن " عبده دهب " وفتح الملف بوابة عن علاقة " محمد الجندي " و" عبده وهب " ، ثم الرعيل الأول من الذين قام أمر الحزب الشيوعي السوداني على أيديهم .
    وذلك تاريخ له صوت من بواكير منتصف الأربعينات من القرن الماضي ، وله امتداد إلى يومنا هذا ،والتاريخ وحده هو الحكم على الحاضر والمستقبل .
    تحية طيبة لك ونتمنى أن نكون قد أحسنا ما بدأناه .

    *
                  

08-21-2011, 09:55 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (20)
    في رحيل محمد الجندي كتب مركز آفاق اشتراكية :

    Quote:

    محمد الجندي.. شيوعي من طراز خاص


    2008
    الناشر:
    مركز آفاق اشتراكية

    رحل الرفيق محمد يوسف الجندي نجل المناضل الوفدي يوسف الجندي مؤسس جمهورية زفتى واحد قيادات ثورة 1919 عن عمر يناهز الثمانين عام قضاها فى النضال المتواصل من اجل تحقيق الاشتراكية.

    ورغم تراث عائلتة الوفدية الا انه رأى منذ منتصف الأربعينات ان حزب الوفد لم يعد يمثل طموحات الشباب الثائر ، الذي كان يصر على ضرورة إسقاط النظام الملكي المتحالف مع كبار الاقطاعين والرأسماليين ويرفض نهج المهادنة والمفاوضة مع الاستعمار ويرى ضرورة الربط بين النضال الوطني والديمقراطي والاجتماعي،لذلك انتمى إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني "حدتو" اكبر المنظمات الشيوعية وهو شاب لم يتخطى العشرين من عمرة، تبرع بميراثة للحركة الشيوعية واحترف العمل الثورى ولعب دورا بارزا وقياديا في اللجنة الوطنية للطلبة والعمال عام 1946 التي قادت النضال الوطني وكانت تضم الشيوعيين والطليعة الوفدية ،وطوال فترة الأربعينات والخمسينيات كان أما معتقلا او هاربا وهو يمارس نضالا متواصلا.

    تعرض للاعتقال لمدة خمسة سنوات من عام 1959 حتى عام 1964 اثناء هجمة النظام الناصرى على الشيوعين وظل متمسكا بمبادئة رغم حملات التعذيب التى تعرض لها الشيوعيين فى ذلك الحين، وخرج من المعتقل مباشرة ليؤسس دار الثقافة الجديدة التي ساهمت في تربية أجيال من الشيوعيين والاشتراكين وكانت منبرا للفكر الماركسي والاشتراكي والوطني ونشرت أكثر من خمسمائة كتاب فى الفلسفة والفكر والتاريخ والأدب والفن وساهمت في نشر الثقافة الرفيعة ونشرت الدار اولى اعمال عدد من الأدباء الشبان فى القصة والرواية والمسرح فى بداية مشوارهم الادبى منهم إبراهيم عبد المجيد وإبراهيم أصلان وصنع الله إبراهيم وغيرهم الكثير من الأدباء والمفكرين، وتعرضت دار الثقافة الجديدة إلى حملات أمنية عديدة والى مصادرة العديد من كتبها وأجهزتها طول فترة السبعينات وبداية الثمانينات.

    كما ساهم فى تأسيس حزب التجمع عام 1976 وكان حريصا إن يظل التجمع منبرا يضم الشيوعيين والاشتراكين والقوميين والتيار الاسلامى المستنير .

    عارض اتفاقية كامب دفيد وناهض سياسة الانفتاح الاقتصادي وممارسات الردة الساداتية والتى مازالت مستمرة حتى ألان .

    تعرض للاعتقال أيضا طوال فترة السبعينات فى أعوام 81،79،77،75 متهما فى قضايا "الحزب الشيوعي المصري".

    اسس دار العالم الثالث التي استمرت على نفس نهج دار الثقافة الجديدة وأصدرت ما يزيد عن المائة كتاب وساهم منذ عدة سنوات فى تأسيس مركز "افاق اشتراكية " وكان عضوا فى هئية تحرير مجلة آفاق اشتراكية التي صدر منها سبعة أعداد حتى اليوم .

    واستمر الجندي حتى أخر يوم فى حياته متمسكا بالشيوعية فى هدوء واصرار وكان متفائلا دوما حتى فى أحلك اللحظات بضرورة انتصار الاشتراكية التي تمثل قيم العدل والمساواة والحرية لكل البشر ....

    من مؤلفات محمد يوسف الجندى

    1. اليسار في الحركة الوطنية المصرية

    2. مسيرة حياتي... ثلاثه أجزاء

    3. ماذا يحدث فى العالم الاشتراكي

    4. كتاب "سقطة" ردا على التشهير باليسار المصري

    5. العولمة والأممية

    6. 21 فبراير يوم الطالب العالم

    7. " ألازمة التشيكية " بالاشتراك مع زكى مراد

    كما ترجم العديد من الكتب منها :

    1. ضد دوهرنج – فريدريك انجلز /أسس الاشتراكية العلمية /المادية الديالكتكيية والمادية التاريخية/

    2. تاريخ المجتمعات ما قبل الرأسمالية .

    3. بالإضافة الى العشرات من المقالات فى المناسبات المختلفة .

    *



    http://www.e-socialists.net/node/1270

                  

08-21-2011, 10:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)




    (21)

    وكتب " وليد محمود عبد الناصر " :
    Quote:

    تاريخ العلاقات السرية بين يهود مصر والحركة الشيوعية..وفرنسا
    وليد محمود عبد الناصر


    توفي في منتصف مارس 2001 شحاتة هارون وهو أحد الشخصيات البارزة في التاريخ المعاصر لليسار المصري بشكل عام، والحركة الشيوعية المصرية بشكل خاص. ومن اللافت للنظر أن شحاتة هارون اليهودي المصري المنتمي تاريخياًً للتيار الشيوعي قد طلب في وصيته استقدام حاخام من فرنسا للصلاة عليه، وطلب أن ينشر في نعيه جميع هوياته: المصرية واليهودية والانحياز للمضطهدين بمن فيهم الفلسطينيون.

    وقد أثار غياب شحاتة هارون من جديد ليس فقط مسألة العلاقة بين اليهود المصريين والحركة الشيوعية، حيث لاشك أن هناك الكثير من الكتابات التي تناولت هذه الزاوية سواء من داخل معسكر الحركة الشيوعية المصرية أو من خندق المعارضين لها، ولكنه أثار العلاقة الثلاثية الأبعاد بين يهود مصر والحركة الشيوعية وفرنسا، وهي علاقة تعرض لها عرضاً عدد من الكتّاب في معرض تناولهم لتاريخ يهود مصر أو لتاريخ الحركة الشيوعية في مصر أو الحزب الشيوعي الفرنسي، ولكن ربما لم يتم تناولها بشكل مترابط في مقال بحثي واحد من قبل.

    ويرتبط الموضوع أيضاً بمناسبة صدور الجزء الأول من مذكرات الأستاذ محمد يوسف الجندي الذي حمل عنوان مسيرة حياتي حتي 1964 "والصادر عن دار الثقافة الجديدة" مؤخراً، وهو كتاب مهم من حيث تناوله لدور اليهود في الحركة الشيوعية المصرية، وأنماط تطور هذه الحركة، وعلاقة ذلك بفرنسا وحزبها الشيوعي، وذلك كله من منظور رواية السيرة الذاتية لكاتبه.

    ويقر محمد يوسف الجندي في سيرته الذاتية (ص35) أن مؤسسي أكبر أربع منظمات شيوعية في مصر كانوا يهوداً، إلا أنه يوضح بجلاء أن ذلك لم يثر تحفظاً لديه. ففي ذلك الوقت، وقبل حرب فلسطين كان المجتمع المصري يتقبل اليهود ودورهم في المجالات السياسية والاقتصادية والنقابية والاجتماعية. ففي العشرينيات من القرن العشرين وحتي الأربعينيات تزعم يهود منظمات نقابية، وكان منهم داود ناحوم، كما لعبوا دوراً مهما في الصحافة مثل يعقوب صنوع، ولم يجد المصريون العاديون غضاضة في التعامل أو حتي التعاون مع اليهودي مثله مثل القبطى.

    وبالإضافة إلي اليهود ذوي الجذور المصرية، يشير محمد الجندي إلي أن جالية كبيرة من الأجانب كانت تعيش في مصر، خاصة قبل إلغاء الامتيازات الأجنبية طبقاً لاتفاقية مونتريه لعام 1937، وكان من هؤلاء الأجانب نسبة مهمة من اليهود من جنسيات مختلفة (الفرنسية/ الإيطالية/ اليونانية/ الأرمنية) أو حتي بلا جنسية. وكانت فرصة هؤلاء في الانفتاح علي أوروبا وعلي الثقافة والفكر هناك أكثر من المصريين، ولذا كان من الطبيعي أن يكون لهم ريادة في مختلف المجالات، بما في ذلك الحركات الثورية والتعرف علي الفكر الماركسى.

    وخلال الحرب العالمية الثانية، وأثناء التحالف ضد ألمانيا النازية والذي ضم الاتحاد السوفيتي السابق، أصبح هناك تساؤل في تقبل دخول الكتب عن الاتحاد السوفيتي وعن النظرية الماركسية، وافتتح "هنري كورييل" ـ اليهودي ذو الجنسية الإيطالية الذي قدم أبواه أصلاً من فرنسا للإقامة والعمل في مصر ـ مكتبة في ميدان مصطفي كامل سماها "مكتبة الميدان"، كانت تعرض الكتب التي تعكس الفكر الشيوعي، وبالرغم من أن أغلبها كان باللغات الأجنبية، فقد اعتاد الشباب اليساري في مصر علي ارتيادها، ويوضح محمد الجندي أن أبا كورييل كان مليونيراً وأنه في بعض الروايات كانت المكتبة ملك والده ولكن كان يديرها هو.

    ويري محمد يوسف الجندي في سيرته الذاتية أن اليسار المصري كان يعارض الدعوة الصهيونية والدعوة لهجرة اليهود إلي فلسطين، وذلك بالرغم من أن المنظمات الشيوعية في مصر كانت تضم عدداً من اليهود. بل إن هؤلاء اليهود شكلوا ما سمي بـ"رابطة اليهود للنضال ضد الصهيونية"، كما أنه يؤكد أن النضال ضد المنظمات الشيوعية أيد نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار ودعا للتضامن معها، وفي ضوء وجود غالبية ضمن قادة وأعضاء المنظمات الشيوعية في مصر من الأجانب خلال الأربعينيات (ص42)، فإن محمد يوسف الجندي يري أنه كان من الطبيعي أن تساند هذه المنظمات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وأن تؤيد مجيء الحكومة الوفدية للحكم في 4 فبراير 1942، وذلك بالرغم من اتهام قوي وطنية أخري لهذه الحكومة بأنها جاءت علي أسنة الحراب البريطانية.

    ونلاحظ من قراءة السيرة الذاتية للأستاذ محمد الجندي أنه عندما يسرد أسماء من شملتهم اعتقالات 11 يوليو 1946 التالية للدور النشيط للحركة الوطنية العليا للطلبة والعمال التي لعب الشيوعيون دوراً مهما في إطارها، يبرز عدد لا بأس به من الأسماء اليهودية مثــل هنــري كورييل وداود ناحــوم ونحوم منشه وإيمي ستون وغيرهم (ص55ـ 56).

    ويتعرض محمد الجندي للخلافات التي جرت عند توحيد تنظيمي "ايسكرا" و"الحركة المصرية للتحرر الوطنى" في تنظيم واحد هو "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)" أو ما سمِّي تاريخياً بوفد الشيوعيين، وجاء ذلك عقب أحداث 1946 (ص59). فقد كان حجم الأجانب في قيادة "ايسكرا" يمثل الأغلبية، بينما كانت القيادة في "الحركة المصرية" من المصريين عدا هنري كورييل، وتركز الخلاف حول تمصير القيادة، وكان كورييل من أبرز الداعمين للتمصير، مما حسم الخلاف لصالح التمصير مع بقاء كورييل مسئولاً سياسياً و"هليل شفارتز" مسئولاً تنظيمياً.

    وبحلول هذا الوقت، كان مكتب والد هنري كورييل قد تحول إلي مكان للقاءات التنظيمية للشيوعيين المصريين، وكان كورييل يتحدث العربية بلكنة أجنبية، فلغته الأولي كانت الفرنسية، مثله مثل معظم اليهود الأجانب المقيمين في مصر حينذاك، ولكنه كان يقرأ العربية بسهولة (ص60). وكانت الحركة الشيوعية ـ في رأي محمد يوسف الجندي ـ مدخلاً لربط كورييل وغيره من اليهود ذوي الأصول الأجنبية مع المصريين من عمال وموظفين ومثقفين، بل وأزهريين، وغيرهم.

    ومن المحطات المهمة في مذكرات محمد الجندي تعرضه لحرب فلسطين، فهو يقر بمعارضة "حدتو" للحرب التي كانت كوادر الحركة تري فيها مؤامرة مشتركة بين الاستعمار البريطاني والسراي والرجعية المصرية لصرف الأنظار عن الوجود البريطاني في مصر (ص67 ـ 68). وبالرغم من ذلك يعيد تأكيد أن الحركة كانت ترفض هجرة اليهود إلي فلسطين، وأنها دعت أصلاً لإقامة دولة ديمقراطية ومستقلة واحدة تضم جميع سكان فلسطين من العرب واليهود، وهو ما رفضه الطرفان العربي واليهودى. ويعترف محمد الجندي بتأييد "حدتو" لقرار تقسيم فلسطين، ولكنه يوضح أن ذلك لم يجيء باعتبار التقسيم حلاً جيداً، ولكن باعتباره الحل الوحيد الممكن الذي يضمن جلاء الجيوش البريطانية عن فلسطين (ونلاحظ هنا عدم تعرض الكاتب لما يضمن حقوق عرب فلسطين)، ويري أن البديل كان حرباً لم تكن مصر مستعدة لها، وأن الهدف المتفق عليه من وراء هذه الحرب بين الملك عبدالله والوكالة اليهودية والاستعمار البريطاني هو منع قيام دولة فلسطين. ويخلص الجندي إلي أن الزمن أثبت صحة وجهة نظر "حدتو"، فقد لحقت الهزيمة بالعرب، واستولي اليهود علي مساحة أكبر مما قررته الأمم المتحدة لهم، وتم القضاء علي فرصة إقامة دولة فلسطينية، في حين أنه كان يجب التمسك بالحدود التي حددتها الأمم المتحدة للدولة الفلسطينية، حتي لو كان ذلك كحد أدنى.

    http://www.weghatnazar.com/article/article_de...asp?id=66&issue_id=4

                  

08-22-2011, 05:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)




    (22)




    مع الأستاذ / محمد الجندي :




    نظرت وجهه أول لقائه :
    صورته الباسمة وهو في سن الشيخوخة ، قد شرب الدهر وسكر حتى هدّ الجسد ولم يزل الفكر ينضح .
    قال :
    أنا من زمن الدنيا الغاربة ، والشموس الناهضة . أوجدت نفسي صدفة في زمن غريب . أبناء وطني تروس ساقية تئن ركبوا والثور قائدهم إلى السقاية والجوع يتمدد خواء البطون . الشواطئ ساكنة والنيل قد أتعبه الرحيل من أرض كوش القديمة . آن له أن يستريح . عندا كانت الحرب الثانية في قمة فتوتها ،والبحار دخلت أتون الحرب .تخطيت عتبات الزمن وأفلتُ من مقاصل النفس والجسد . تكسرت السهام دون مقتلي ، ففي القِباب الكالحة ينبُض قلب يُحب الفقراء . ألهبت السجون القرائح أن تقرأ وتمد الآخرين بتاريخ ناصع . تُلهب سياط البؤس حملَة الفكر . من السهل الاستراحة على إرث الطبقة المتوسطة ، فبندول الحياة يرقُص بين الغنى وفقر الشقاء . من اختار حُب الفقراء فقد ثملت نفسه من سُكر الإنسانية .

    *
                  

08-23-2011, 04:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)




    (23)
    قال الشاعر :
    في يوم في شهر في سنة تهدا الجراح وتنام
    وعمر جرحي أنا أطول من الأيام
    *
    نعود للقص الجراح التي لا تنام والتصالح مع النفس .
    نعود للتاريخ ربما كان هو أول الطريق على الحكم على الحاضر .
    *
    كتب البروفيسور محمد عمر بشير في كاتبه الذي ترجمه الوسيلة وهنري وويام رياض ( تاريخ الحركة الوطنية في السودان – 1900-1969 ) عن تاريخ الحزب الشيوعي وتاريخ الفكر الاشتراكي :

    وتأسيس الحزب الشيوعي السوداني لأول مرة بأم درمان في أغسطس 1945 من لفيف من المتعلمين السودانيين الذين قرروا تكوين الجبهة السودانية للتحرر الوطني . والحق أنها كانت امتداداً لمنظمة مصرية مماثلة هي " الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني " وتدعو للشيوعية .وكان بعض الطلاب السودانيين الذين التحقوا بمدارس وجامعات مصر قد انضموا لتلك الحركة الشيوعية ، ولدى عودتهم للوطن استأنفوا نشاطهم فيه . وقد سبق أن كونت خلايا شيوعية لبعض الطلاب السودانيين المقيمين بمصر في 1944 واستطاعت مجلة أم درمان التي أصدرتها جماعة من الماركسيين السودانيين أن تجذب اهتمام آلاف الطلاب السودانيين المقيمين بالقاهرة . إذ لم تكن " أم درمان " متهمة في صفوفهم بأنها أداة أو مخلب للاستعمار المصري .

    ونواصل
    *
                  

08-23-2011, 05:02 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (24)
    ويواصل البروفيسور محمد عمر بشير :

    ذلك لأنها ناصرت الكفاح المشترك للشعبين المصري والسوداني . ورأت منح السودان حق تقرير المصير لا أن تتم الوحدة بينهما تحت الجناح المصري . وذهب الشيوعيون المصريون والسودانيون إلى القول بوجوب حق تقرير المصير للشعب السوداني . وأكدوا في كتاباتهم بأن أولئك الذين يدعون بمصر إلى الوحدة – دون حق تقرير المصير –ليسوا اقل خطراً من الداعين للانفصال في السودان " ، ومن ثم أضحى شعار حق تقرير المصير للسودانيين ، كمقابل لشعار الوحدة مع مصر . هي السياسة التي تبنتها كل من المنظمات الشوعية واليسارية بالسودان ومصر . وأكدت المنظمات الشيوعية واليسارية المصرية الحاجة لتأييد نضال الشعب السوداني ضد الامبريالية البريطانية وغيرها من الدول الاستعمارية . وتنسيق كفاح العمال والزراع والطلاب وكل المنظمات السياسية في البلدين .

    ونواصل

    *
                  

08-23-2011, 05:27 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)




    (25)
    وكان مفهوم الوحدة بالنسبة للشيوعيين المصريين مخالفاً لمفهومها لدى الأحزاب المصرية الأخرى . ذلك لأن مفهومها لدى الشيوعيين أكد على وحدة الكفاح ضد العدو المشترك أي الاستعمار بأكثر من السعي وراء وحدة دستورية تحت التاج المصري ز وكان الطلاب السودانيين الذي انضموا إلى الخلايا الشيوعية بمصر يقومون لدى عودتهم من الإجازات الدراسية أو بعد الانتهاء من دراساتهم ، بنشر المبادئ الماركسية بين صفوف الأصدقاء والمعارف ، ومن ثم استطاعوا إغراء عدد منهم لتكوين منظمة مماثلة للمنظمة الموجودة بمصر . وكان من نتائج ذلك تأسيس " الحركة السودانية للتحرر الوطني " ومع ذلك فإنه من الخطأ أن يقال أن المبادئ والتعاليم الاشتراكية لم تكن معروفة في السودان أو أنها كانت غريبة عليه قبل ذلك التاريخ . ذلك لأنه منذ 1924 وجدت المبادئ الماركسية والاشتراكية سبيلها إليه عن طريق الحزب الشيوعي المصري الذي تأسس عام 1919 ، وعن طريق عدد من العمال الشيوعيين المحترفين العاملين بإدارة السكة الحديد بعطبرة ، والذين كانوا ينتمون إلى " أرمينيا " ووسط أوروبا ودويلات البلطيق .

    ونواصل
                  

08-23-2011, 05:42 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)



    (26)
    ويواصل البروفيسور محمد عمر بشير :

    وقد أخذ حد أعضاء جمعية اللواء الأبيض ويدعى " علي أحمد صالح " المبادئ الماركسية عن اولئك الشيوعيين المحترفين العاملين بعطبرة ، و لطالما تسلم " علي عبد اللطيف " زعيم اللواء الأبيض منشورات شيوعية من منظمات شيوعية باستوكهولم . وكان الحزب الشيوعي المصري منذ تأسيسه مهتماً بشؤون السودان . وفي يونيو 1925 وزعت منشورات شيوعية كثيرة في أرجاء مصر والسودان .
    ولما استولى البوليس بمصر على برنامج الحزب الشيوعي المصري في 1925 تبين أن ذلك الحزب كان يلح على أهمية تأسيس حزب شيوعي بالسودان يضم بين جناحيه أبناء جنوب السودان ، حتى يتجنب الانقسام في صفوف الطبقة العاملة في شمال السودان وجنوبه .وفضلاً عن ذلك فقد وجدت الماركسية طريقها للسودان خلال فترة ما بين 1925 – 1930 بواسطة " أحمد حسن مطر " عضو اللواء الأبيض ، الذي هرب إلى أوروبا في 1924 في اعقاب الهزيمة التي لحقت بثوار 1924 .
    وأضحى مطر عضواً نشطاً بإحدى المنظمات المناوئة للإمبريالية وعضواً بالحزب الشيوعي الألماني ببرلين . وقد عمل على إرسال بعض الكتب والمنشورات الشيوعية لبعض أصدقائه في السودان ، وعاق اضطهاد الحزب الشيوعي المصري ونظام الرقابة الصارم على الرسائل في السودان انتشار المبادئ الماركسية .

    ونواصل

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-29-2011, 03:14 AM)

                  

08-23-2011, 05:41 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)

    السلام والإحترام

    جهد قيم في البحث والتوثيق والنشر بمعلومة قيمة وتحليل متسق وأدب جم


    المرحوم محمد الجندي وجهده كان ولم يزل من منابع الثقافة الجديدة الإشتراكية المبدأ والهدف والوسيلة
    وهو جهد شمل عشرات آلاف الطلاب السودانيين وأخذت بعض معرفتي منه.

    النضال المصري للحرية الوطنية من الإستعمار والإستغلال والجهل، رغم تأسسه وتنظيره بالإشتراكية العلمية
    إلا إنه مواشج كثيراً للرؤى والعلاقات الشخصية، لذلك تجد فيه داء الإنقسامات.


    لك ألف تقدير على الإشارة إلى جهود ونضالات الأخوة المصريين للحرية والإشتراكية وهو جهد أمنيتي أن يشمل بقية نضالات الشعوب في البلاد المجاورة للسودان القديم وطبيعة علاقاتهم بالحركة الشيوعية في السودان بكل مافي كلمة علاقات من شؤون وذبذبات ..
    --

    ملحوظات:
    1- تاريخ القمع الأول للحزب الشيوعي المصري
    2- هناك موجات من التقارب ومن الإبتعاد بين أقطاب الحركة الشيوعية في مصر وعلى الأكثر بين التنظيمات الشيوعية لا يصلح واحد منها لتأريخ (كل) الحركة الشيوعية المصرية ولكنه حتماً يساعد على تأريخ هذا النضال وتنوعه.

    3-جدير بالسرد أسم رفيق جمال عبدالناصر الأستاذ أحمد فؤاد (مؤسس البنك المركزي المصري) ..
    موسى كاظم هو من أسرة من أعداء الرجعية والإستعمار في العراق شقيق السيدة الفاضلة تحية كاظم زوجة جمال عبدالناصر 4-


    ---

    ولك كل تقدير
                  

08-24-2011, 07:28 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: Al-Mansour Jaafar)





    الأكرم : المنصور جعفر
    تحية طيبة لك
    وتحية لما تفضلت به من إشادة وتوضيح وملاحظات ، فقد كانت وستكون خير معين لنا في مسألة التوثيق .
    وإن كان الملف يرصد العلائق بين حركة التحرر الوطني مع انشقاقاتها وتاسيس نواة سودانية اسهمت في تكوين الحزب الشيوعي السوداني لاحقاً . وتظل ملاحظاتكم مهمة في الإطلال على العنت الذي لقيه الشيوعيين منذ عشرينات القرن الماضي .
    سنحاول إيراد ما وسعنا من وثائق ، ونامل فيها إدارة كشاف النور على دور الحركات الإشتراكية والشيوعية في المساهمة في الحداثة في بواكير ايامها ، وإن كان النقد قد طالها من حيث قدرتها على فهم مجتمعاتها والخلفية الاجتماعية والثقافية المعقدة ، وكيفية السير في الغام هي ضد التيار العام الذي تسبح فيه القوى التقليدية بأحزابها وتنظيماتها وأيديولجياتها . كما أن الحزاب الإشتراكية والشيوعية تواجه كثيراً من النقد في انها لم تقم بتفعيل قوانين التطور واسس المادية والجدل ، والقدرة على التطوير ، وتلك مسألة لم تزل تعاني منها كل الأحزاب الشيوعية التي توقفت عندما انتهى الآخرون ، دون إعمال مُجدّ للفكر ، حتى تيبست المفاصل وانهدت القلاع من ثمار عدم التطوير والتجديد ،
    وتلك تحتاج ملفاً آخر

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 08-24-2011, 07:32 AM)

                  

09-01-2011, 01:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

09-01-2011, 01:57 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزنا عبدالله
    هذا بوست جميل، أتابعه بإهتمام.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 10-29-2011, 03:24 PM)

                  

11-30-2011, 10:15 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: Sidgi Kaballo)


    شكراً لك عزيزي دكتور صدقي كبلو
                  

12-25-2011, 08:05 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

12-28-2011, 12:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)




    (27)
    ويمضي البروفيسور محمد عمر بشير :
    مهما يكن من أمر فالواقع أن بعض الدراسات الاشتراكية قد تسربت وانتشرت في ربوع البلاد . وظل المتعلمون المستنيرون يهتمون بالفكر الاشتراكي والآداب الماركسية رغم الحظر وفرض الرقابة على دخولها .
    والحلقات الدراسية للاشتراكية التي شكلت فيهما بين العامين 1930-1940 اضحت على معرفة تامة بمؤلفات ماركس وغيره من الكتاب الاشتراكيين ، وكانت منشورات نادي الكتاب اليساري ببريطانيا تدرس بواسطة حلقات الدراسة . وظل الاهتمام بالدراسة الجماعية للاشتراكيين قائماً حتى الحرب العالمية الثانية .
    وتسربت الشيوعية أيضاً عن طريق آخر من جراء تكاثر الجنود البريطانيين بالسودان خلال تلك الحرب . إذ دأب بعض الجنود الشيوعيين والدارسين للماركسية على منح أصدقاءهم من السودانيين بعض الكتب الماركسية .
    وكان للجندي البريطاني " استون " عضو الحزب الشيوعي الإنجليزي القدح المعلى في هذا الخصوص . ذلك أنه لما عاد لإنجلترا بعد وضع الحرب أوزارها ، بادر بإرسال المؤلفات الماركسية لعدد من أصدقائه .

    *
                  

12-28-2011, 01:55 PM

أحمد طراوه
<aأحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: عبدالله الشقليني)

    .. حباب النافع ! ( قول للعِبيّد ود ريا )

    نقرأ هذا السرد الهام و الشيق بعيون علم التاريخ نحو إعادة الفهم و تدبر المستقبل و تحديد الوجهة
    و يقول معظم اليساريين من الامريكان - السود بعد ان شاهدوا الدراما التاريخية لألكس هيلي ( الجذور)
    لن تعرف إلى اين تسير .. إن لم تعرف بدقة، كيف و من اين جئت

    و لا تزال حركة اليسار - الديمقراطي السوداني في إتساعها المأمول، لا تزال تشحذ روافع المعرفة
    و تشق دروبا متعددة للنضال النظري بهدف إنجاز مهام عالقة لا تنفك تتأرجح بفعل غباش الفكر المثالي
    المنسرب من حُقب الظلام المُتطاول، و بفعل عوامل صراع المصالح الماثل بجلاء اللحظة، و المٌحتدم المعقد


    نعيد فهم هذه الزوايا من التاريخ السياسي بغرض
    - مواصلة بناء و إكمال مشروع الحزب الثوري في السودان القائم على فكرة النظرية - الحركة المُنظمة ، و بوكالة الحركة الجماهيرية الواسعة المستقلة
    - تحديد طبيعة و قسمات العلاقة التي لا فكاك منها مع شعب مصر
    - كتابة النسخة الجديدة للجارتر السوداني التاريخي المعروف : بالبرنامج الوطني - الديمقراطي للتغيير الإجتماعي
    - وفي مجري العملية الثورية و النشطة لقراءة التاريخ و إعادة الفهم، نكون بالفعل نؤسس لصياغة و تركيب المشروع الثقافي - السياسي الجديد لامة السودان

    .. لك مني الشكر الجزيل اخي عبد الله الشقليني




                  

12-29-2011, 08:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( الحركة المصرية للتحرر الوطني ) و ( محمد الجندي ) و(الحزب الشيوع (Re: أحمد طراوه)



    سعيدٌ أنا حين أعلم أن الدكتور" أحمد طراوة " قد نشر أشرعته بيننا .
    ونحن نعيد رسم تاريخ الحداثة في السودان ، والذين تمترسوا من أجل الوعي ،
    وكيف كان خيارهم دائماً ضد هيمنة القوي بماله واستغلاله للفقراء والمظلومين . وهم يبحثون حول معادل للحرية ومعادلة لنصرة الفقراء ، ونشر الوعي والعدالة الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية .

    شكراً جزيلاً لك أخي دكتور أحمد طراوة
    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de