الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عثمان

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 05:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2011, 02:28 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عثمان

    الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان .. بقلم: د. أحمد عثمان

    طالعتنا أجهزة الإعلام بخبر نجاح نظام الإنقاذ في تصفية زعيم حركة العدل والمساواة المقاتلة من أجل العدالة والمساواة لكل أهل السودان ولأهل الهامش إنطلاقاً من دارفور، منذرةً الكل بما هو أعمق من الحزن على الشهيد واستشعار خطر فقده على المعادلة السياسية والعسكرية على فداحته، ومنوهةً إلى سيناريو مابعد إنفصال جنوب البلاد الذي تعمل من أجل إنفاذه الإدارة الأمريكية بالسودان. فالخليل الشهيد، إتفقنا أم إختلفنا معه على المستوى الفردي، يبقى قائداً لحركة سياسية وعسكرية فاعلة، ليس من العدل حبسها في إطار معطيات وظروف تأسيسها ، ومصادرة حقها في التطور والنضج، وإسهامها الفاعل في إضعاف نظام المؤتمر الوطني وكشف عوراته، ليسهل تنميطها وجعلها فرعاً للمؤتمر الشعبي، في تجاهل تام لتطور طرحها السياسي من الإقليمية ليشمل كامل التراب السوداني، ومن الإطار الديني المحدود لسعة فضاء دولة المواطنة، ومن الإقصاء ونبذ الآخر أو محاولة إبتلاعه، إلى الإنفتاح على كل أشكال التحالفات رغم ماتعرضت له من خيانات بعض القوى السياسية.
    وبالرغم من أن الحركة كتنظيم سياسي ليست هي شخص زعيمها كما يتوهم بعض أعدائها، إلا أن تصفية زعيمها لابد أن تترك أثراً لايمكن إهماله أو التقليل منه. ولعل ذلك بالذات كان السبب الأول الذي جعل الخليل يذهب إلى عالم الشهادة المكرس لظلم من إغتاله، كقربان لإنجاح المشروع الأمريكي في السودان وتثبيت سلطة المؤتمر الوطني المستسلمة بالكامل أمام عنفوان وصخب هذا المشروع. وحتى لا نتحدث بالألغاز، يتحتم علينا أولاً أن نبسط المشروع الأمريكي المنوه عنه، لنرى كيف كان هذا المشروع في صلب تصفية زعيم حركة العدل والمساواة. وللقيام بذلك لابد من العودة لإتفاقية نيفاشا المقدسة بإعتبارها صفقة رعتها الولايات المتحدة الأمريكية وهندست بناءها على أساس دولة واحدة ونظامين في فترة إنتقالية يستفتى الجنوبيين بعدها على البقاء ضمن هذه الصيغة إلى الأبد أو الإنفصال . ولسنا ممن يظنون في الإدارة الأمريكية السذاجة أو من يتعاملون معها على أساس أنها تبني سياستها الإقليمية إستناداً لقاعدة "رزق اليوم باليوم"، لأننا نعلم أن تلك الإدارة تضع خططاً إستراتيجية لنشاطاتها بشكل مؤسسي وتوائمها وفقاً للتطورات على الأرض كلما كان ذلك مطلوباً ، وتستخدم البدائل الموضوعة لإنفاذ تلك الخطط الإستراتيجية. والقراءة المتأنية لصفقة نيفاشا، تؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم منذ اليوم الأول أن مواطني جنوب السودان لن يختاروا الإستمرار في الصيغة الإنتقالية ويباركوا بقاء الدولة الدينية في الشمال آخذة في إعتبارها قصر نظر المؤتمر الوطني من جهة وضعف قدرته على التحليل الإستراتيجي من جهة أخرى، هذا إن لم تكن هي من شجع الإنفصال حسب إتهامات البعض لها. عليه كان لزاماً على هذه الإدارة أن تضع مشروعاً إستراتيجياً للتعامل مع هذا الواقع الذي ستفرزه إتفاقية نيفاشا، دون أوهام للحفاظ على مصالحها في الإقليم.
    وبالنظر لمصالحها في الإقليم، نجد أنها لا تنفصل عن مصالحها في المنطقة ككل والمرتبطة بحروب الطاقة التي ستكرس الإمبراطورية المنتصرة آنياً وبعد إنتهاء حقبة النفط. إذ أصبح من المعلوم أن الطاقة المستقبلية البديلة للبترول في المدى المنظور هي الغاز الطبيعي و الغاز الحيوي "البيوغاز". وإذا كان الجنوب يمتلك غازاً طبيعياً بالإضافة إلى ثروات أخرى تجعله في قلب معادلة المستقبل، فشمال السودان بمساحاته الزراعية الشاسعة غير المستغلة، مرشح ليكون أكبر منتج للغاز الحيوي "البيوغاز" في العالم مستقبلاً. ولهذا كان لزاماً على الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع إستراتيجيتها في الإقليم بناءاً على المحافظة على إستقرار السلطتين في الدولة الوليدة والقديمة معاً. وذلك لأن إستقرار السلطة في الدولة الوليدة يستلزم إستقراراً في دولة الشمال وتعاوناً بين الدولتين، كما أن إستقرار السلطة في دولة الشمال بشروط أمريكية أمر لا زم لإستكمال السيطرة على مراكز إنتاج طاقة المستقبل، تماماً مثل ضرورة إسقاط النظام الممانع في سوريا. فالولايات المتحدة الأمريكية ترمي لتحويل تركيا إلى مركز للطاقة وتحديداً الغاز الطبيعي، بجر الغاز المصري والإسرائيلي واللبناني (غاز شرق المتوسط) ولاحقاً الإيراني والتركمانستاني بعد إسقاط النظام الإيراني عبر سوريا إلى تركيا مع تزويدها بمنشأة ضخمة لمعالجة الغاز المسال القطري ، حتى تتم السيطرة على الغاز الممون لأوربا ومعظم بلدان العالم، وإخراج روسيا من المعادلة الإقتصادية والسياسية الأوربية حتى قبل نضوب معين غازها الطبيعي الذي لن يجد سوقاً. وإذا أضفنا لذلك إطلاق يد تركيا في الغاز القبرصي بما يسمح لها بالإنتصار في معركتها مع اليونان ويضع حجر الأساس لتفكيك منطقة اليورو، نفهم لماذا يستميت أردوغان لإسقاط النظام السوري وفي المقابل تستميت روسيا والصين في الدفاع عنه. فسيطرة الولايات المتحدة على الغاز في الشرق الأوسط، يعني أيضاً حصاراً للإمبراطورية الصينية الجائعة للطاقة.
    في هذا السياق نقرأ تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان الذي أكد أن إدارته ليست مع إسقاط نظام المؤتمر الوطني بل هي مع تهذيبه، وكذلك تصريحات الإدارة الأمريكية المعادية لتحالف القوى الثورية المعروف بتحالف كاودا الذي نادى بإسقاط النظام عبر العمل المسلح والشهيد الخليل أحد أضلاعه المهمة. أيضاً نفهم الجهد الأمريكي غير المسبوق المباشر وغير المباشر للوصول إلى تسوية سياسية للقضايا العالقة بين دولتي الشمال والجنوب وإنفاذ إتفاقية سلام دارفور الموقعة بالدوحة. وفي السياق نفسه نقرأ التحول في موقف الحكومة السودانية من النظام السوري وتصويتها في الجامعة العربية مع فرض حظر وعقوبات و تعليق عضوية النظام السوري القمعي الحليف لنظام المؤتمر الوطني، بالرغم من علم هذه الحكومة التام أن هذا هو البرنامج والمشروع الأمريكي الذي جلبته القوى المنخرطة في المشروع الأمريكي بالجامعة العربية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم قضايا ومطالب المواطن السوري المحقة المتعلقة بالسياسة الداخلية للنظام، إما لتغيير النظام أو لإجباره على تغيير سياسته الخارجية والإنخراط في المشروع الأمريكي بالتوقف عن الحلم في إحياء أنبوب نفط بانياس وتمرير الغاز الإيراني للبحر المتوسط، وقطع العلاقات مع محور إيران والمقاومة. فأمريكا لا يهمها أن يطحن النظام السوري مواطنيه طحناً، في حال تغييره لموقفه في المعادلة الإقليمية وتمرير المخطط الأمريكي للسيطرة على طاقة المستقبل. وبنفس الصورة، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تطويع نظام المؤتمر الوطني للإنسجام مع هذا المخطط الجهنمي.
    فالوقوف مع بقاء نظام المؤتمر الوطني له ثمن. والمؤتمر الوطني مستعد لدفع هذا الثمن. والثمن هو إستقرار دولة جنوب السودان الوليدة، والإنخراط في مشروع السيطرة على طاقة المستقبل الأمريكي، مع التنسيق لتحجيم المبادرة الصينية بدولتي الجنوب والشمال وخنق إستثماراتها توطئة لطردها مستقبلاً. والصين بالطبع ساعدت النظام السوداني في قبول الإملاءات الأمريكية حين رفضت أن تعالج أزمته المالية المستحكمة بعد الإنفصال برغم زيارة الرئيس البشير لها، وواصلت ضغطها عليه بشكل منعه من إبتزاز دولة الجنوب الفتية لمعالجة أزمته وذلك حفاظاً على مصالحها الآنية دون النظر لأهمية الدور الإستراتيجي المستقبلي لدولة الشمال. لم يكن للمؤتمر الوطني سوى أحد سبيلين: إما الإنخراط في المشروع الأمريكي بالكامل عبر بوابة الدول العربية عرابة هذا المشروع بالمنطقة والإستمرار في السلطة، أو الرجوع إلى شعبه ومصالحته والإستقواء به في مواجهة الإمبريالية والإستعداد لمغادرة السلطة عبر إنتخابات حرة نزيهة في مستقبل قريب. وبما أن المؤتمر الوطني لا يضع ضمن حساباته التخلي عن السلطة مطلقاً، فإن خياره كان وحيداً وهو قبول الإملاءات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة. يلاحظ أن الولايات المتحدة أصلاً قد وضعت نظام المؤتمر الوطني حيث أرادته، وحشرته حشراً في زاوية مساحة المناورة فيها محدودة بدءاً من إتفاقية نيفاشا مروراً بتوظيف أمر توقيف البشير وإنتهاءً بتوظيف النزاعات العسكرية المحلية. وقبول النظام بتنفيذ المشروع الأمريكي لا يظهر في موقفه من حكومة دمشق بإيعاز إقليمي فقط، بل في الرضا عنه عبر تكليف أحد أقطابه المشتبه به لدى محكمة الجنايات الدولية بإرتكاب جرائم حرب في دارفور ليرأس بعثة المراقبين العرب المكلفة بالبحث عن أدلة لإدانة نظام الأسد بدلاً من الإعتماد على مايرد بأجهزة الإعلام. كذلك يتضح في رضا الإدارة الأمريكية عنه بالسماح لبعض القوى الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية بضخ أموال والإستثمار بالسودان الشمالي، علماً بأن الهدف في النهاية هو الإستثمار في مجال الغاز الحيوي "البيوغاز" وسوف يبدأ ذلك عبر شراء مصانع السكر لا لإنتاج السكر فقط بل لإنتاج الغاز الحيوي.
    بالإضافة إلى ماتقدم، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة من أجل إستقرار النظامين في الجنوب والشمال، وذلك عبر الضغط على الحكومتين لإيقاف دعم التمرد في كل منهما . ومساعدة كل واحدة منهما في التخلص من خصم عنيد يعمل على تقويض سلطة كل منهما عبر عمل عسكري مباشر. فالناظر لنجاح تصفية قائد التمرد في جنوب السودان، لا تفوته بصمة الولايات المتحدة الأمريكية أبداً في العملية. فنشاط الرصد والمتابعة وتوفير المعلومة الإستخبارية بمافيها الجواز الكيني المزور الذي كان يستخدمه أطور، تعكس تعاوناً إستخباراتياً وأمنياً رفيع المستوى. كذلك رصد ومتابعة الشهيد الخليل ودقة الضربة الجوية التي إستهدفته، يعكس عملاً إستخبارياً وأمنياً رفيعاً وتعاون على مستوى أمني وتكنولوجي، لا أظن أنه متوفر لنظام المؤتمر الوطني وإلا كان قد أنجز هذه المهمة منذ زمن طويل. فالشهيد الخليل راح ضحية موافقة المؤتمر الوطني على شروط إدارة أوباما وكذلك قائد التمرد أطور، وعلى تحالف كاودا قراءة هذه المعادلة بعيون مفتوحة. وذلك لأن ضغطه على حكومة الجنوب وتعويله على دعمها له، سوف يتعارض قريباً مع مصلحة مواطني جنوب السودان الذين ليس لديهم مصلحة في إستمرار التوتر مع جارتهم الشمالية التي سوف تصل إلى تسوية إلى القضايا العالقة مع دولتهم تحت ضغط المصالح الصينية والهراوة الأمريكية الكبيرة. كذلك سوف تتعارض رغبة حكومة الجنوب في دعم هذا التحالف – إن وجدت، مع المشروع الأمريكي الرافض لإسقاط النظام. وهذا يعني أن أمام هذا التحالف ثلاث خيارات: أن يقوم بإسقاط النظام بعمل عسكري خاطف، أو أن يتأقلم مع حرب طويلة الأمد بدون دعم من دولة الجنوب، أو أن يصل إلى تسوية سلمية مع النظام.
    بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية تدفع في إتجاه الحل الثالث (التسوية السياسية)، والتي تأتي في سياق إعادة هيكلة سلطة المؤتمر الوطني عبر تقاعد البشير وتعيين مجلس رئاسي، وإعادة توحيد الحركة الإسلامية تحت قيادة الشيخ/ حسن الترابي لمواكبة مرحلة الربيع العربي، ليقوم بتحقيق إختراق وسط القوى المعارضة وصياغة دستور جديد مع إشراك القوى المعارضة في السلطة وإبقاء نصيب الأسد للمؤتمر الوطني بعد التوحيد ( أي أن المؤتمر الشعبي هو بيضة القبان في المعادلة السياسية القادمة). وهذا يستلزم إسقاط الخيار المسلح وتفكيك تحالف كاودا حتى تلتحق حركات دارفور بالسلطة عبر إتفاقية الدوحة، ويلتحق قطاع الشمال بالسلطة عبر بوابة التسوية السياسية القادمة بين الدولتين بتسوية القضايا العالقة. يلاحظ أن الشيخ/ الترابي ليس رهن الإشارة الأمريكية، وأن لديه مشروعه الخاص الذي قد لا يتوافق مع هذا المشروع. ولسنا في حاجة للقول بأن نذر هذه التسوية بدأت بدعوة الأمم المتحدة للدولتين بسحب قواتهما من منطقة أبيي لتبريد الصراع حول المنطقة وتركه في عهدة المنظمات الدولية لحين إجتراح حل يرضي جميع الأطراف في ظل جو هادئ ومغاير وغير عدائي، كما من الممكن إستشفافها من تصريحات القائد باقان أموم حول قبول حكومة المؤتمر الوطني لتسوية رسوم عبور البترول تحت ضغط صيني ، وهو ماسيتم قريباً برغم إنكار سلطة الخرطوم. فالكعكة المطروحة على هذه السلطة كبيرة، تتمثل في مردود الإنخراط في المشروع الأمريكي على النخبة الحاكمة، والبقاء في السلطة مع رفع العقوبات والحصار الإقتصادي ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وشطب الدين الخارجي عوضاً عن إعادة جدولته.
    في تقديرنا المتواضع أن الشهيد الخليل قد قدم قرباناً لنجاح المشروع الأمريكي الإمبريالي في السودان، ولكن إستشهاده لا يعني ضياع القضية التي قاتل من أجلها والتي ستظل باقية وعصية على الحل رغم أنف المشروع الأمريكي في السودان. ألا رحم الله الشهيد خليل إبراهيم وتقبله قبولاً حسناً وألهم رفاقه وآله وذويه الصبر والسلوان ، وقوموا لنضالكم يرحمكم الله!

    نقلآ عن سودانايل
                  

12-27-2011, 02:57 PM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: esam gabralla)

    أبصم بملايين الأكف لا بالعشرة...أن كل كلمة وردت في هذا التحليل
    العميق والدقيق جدا في كل جزيئاته من صديقي دكتور أحمد لهي
    الواقع والحاضر والمستقبل...المرسوم بدقة منذ زمن.


    شكرا لك عصام وشكرا لك صديقي أحمد علي هذه القراءة المتعمقة
    في حال السودان ومحيطه.
                  

12-27-2011, 03:30 PM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً! قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عثمان (Re: nazar hussien)

    بل وأندهش جدا حينما يمر عليها أكثر من 70 قاريء
    ويخرج دون كتابة رأي أو تعليق...وهي القراءة المتأنية بعمق وجهد
    من شخص نافذ البصر والبصيرة...وتمس كل خلية فينا
    وفي الاجيال الحالية والقادمة...

    ودلائلها لا تخطئها عين ولا اذن...

    (عدل بواسطة nazar hussien on 12-27-2011, 03:32 PM)

                  

12-27-2011, 04:19 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً! قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عثمان (Re: nazar hussien)

    قوي مقال قوي
    من سنين طويلة شديد ما قريت حاجة مرتبه زي دي
    شكراً يا عصام و الف شكر للدكتور
    شكراً يا نزار لصاحبك كتير .

    تحليل دقيق جداً جداً .

    الدكتور في النهاية جاب التايهة و قال لينا :-

    إرادتكم هي الحل .

    شكراً ياخ.
                  

12-27-2011, 04:36 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً! قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عثمان (Re: nazar hussien)

    شكرا يا عصام لايراد المقال فهو جدير بالقراءه
    تحليل عميق يوضح بجلاء كيف تحافظ امريكا علي مصالحها علي جثث الثوار الوطنيين وقهر اراده الشعوب .
    شكرا لكاتب المقال احمد عثمان .
                  

12-27-2011, 03:59 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: nazar hussien)

    Quote:
    . فأمريكا لا يهمها أن يطحن النظام السوري مواطنيه طحناً، في حال تغييره لموقفه في المعادلة الإقليمية وتمرير المخطط الأمريكي للسيطرة على طاقة المستقبل. وبنفس الصورة، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تطويع نظام المؤتمر الوطني للإنسجام مع هذا المخطط الجهنمي.


    المشروع الامبريالي العربوامريكاني آخر همه الانسان (خارج امريكا طبعاً)
    لو بالضحايا كان جيوش الناتو حررت دارفور اولاً ثم ليبيا ثم اليمن ثم سوريا
    لكن ماذا نفعل لاسترخاص الانسان .. حتى ممن يدعون الحاكمية الالهية!!؟؟












    ------

    د. احمد تحياتي و احترامي
    شكرااان ياخ على الوجبة الدسمة

    مع الشكر لساعي البريد
                  

12-27-2011, 04:41 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: قيقراوي)



    لربما أختلف فى جزئية صغيرة .. وتداعى
    مقال ممتاز وحافز على اعادة تقدير الموقف السياسي فى السودان ..
    سأعود يا عصام ..
    بتلك الجزئية .. وذاك التداعى ..
                  

12-27-2011, 05:33 PM

حمد عبد الغفار عمر
<aحمد عبد الغفار عمر
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 7662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: محمد حيدر المشرف)

    سلام يا عصام
    مقال جميل يكشف بجلاء ما سيؤول اليه حال البلد

    بمراقبة ووصاية أمريكية كاملة


    دي مساهمة لي سابقة في المنبر ممكن تكون قريبة مع اختلاف السياق وقوة اللغة


    Quote: حلف الناتو ذلك الحلف الجهنمي
    رغبته في الهيمنة وتأمين مصالحه لا تحدها حدود
    وحاجته للموارد والمواقع الإستراتيجية لا نهاية لها
    وقوته في تركيع الحكومات خارقة

    ومع ذلك فهو لا يتدخل في أي دولة وإنما يتخير الدول التي يتدخل فيها
    والتي تلبي ما يصبو إليه وتفي بمتطلبات جيوشه المنتشرة في العالم.
    فهو أحتل أفغانستان وهي بدون موارد ولكنها ذات موقع استراتيجي
    في قارة آسيا تمكنه من مراقبة كل ما يجري في أقاصي آسيا وأن يكون
    شوكة حوت في حلق دولها الطامحة للسيادة العالمية ودعّم ذلك
    باحتلال العراق ذي الموارد النفطية الهائلة والتي تمول جميع
    حملاته في آسيا وأيضا ضمن القرب من إسرائيل وحمايتها ضد العداء الإيراني.
    وموقف حلف الناتو مع الثورات العربية أيضا أوضح ذلك بجلاء.
    فثورة تونس فاجأت العالم وزاد من نجاحها هروب بن علي السريع
    لذلك لم يكن الناتو بحاجة للتدخل علاوة على أن تونس ليس لديها
    من الموارد ما يفتح شهية الناتو للتدخل .والحال أيضا في مصر ليس هنالك
    ما يشجع على التدخل بالإضافة لعدم وجود ضمان مساندة للناتو من الداخل
    فالشعب المصري أعلنها صراحة رفضه للتدخل الأجنبي ولكن رغم ذلك
    دعم الناتو ثورة مصر برغم صداقة مبارك للغرب ورغم بروز الإخوان
    وإمكانية سيادتهم على الوضع في مصر ولكنه لشيء في نفس الغرب
    وفي سوريا لم ولن يتدخل للأسباب أعلاه إضافة لقرب سوريا من
    ربيبته إسرائيل وما يمكن أن يجره تدويل المشكلة من مصائب لدولة الكيان الصهيوني.
    ولكنه في ليبيا تدخل لأن ليبيا بها النفط وهو غذاء الغرب وعصب حياته،
    ورغم أنه لم يتدخل بريا ولكن هذا ليس ببعيد إذا احتدم الأمر وأصبح
    مورد النفط في خطر، وسيظل مسيطرا على الوضع في ليبيا كما في
    العراق فنفط ليبيا ليس له مكان بعد الآن إلا أمريكا وحلفاؤها الغربيين
    وعائداته لن تودع إلا في خزائن أمريكا والغرب مهما كانت هوية من يحكم ليبيا.

    تقول الأخبار أن هنالك تقريرا تم إعداده في مطلع الثمانينيات من قبل
    خبراء الكونغرس، وما أدراك ما خبراء الكونغرس فهم تُوفر لهم كافة
    الإمكانيات المالية والعلمية والمخابراتية حتى تكون تقاريرهم مصدر ثقة
    ومفتاحا لتحركات الإدارة الأمريكية. يقول هذا التقرير أن السودان به من الموارد
    ما يمكن أن يكون بديلا للخليج في حال وجود أي أزمة به وهذه الموارد تشمل
    ما هو موجود على ظهر الأرض من أراضي زراعية ومياه وثروة حيوانية
    وأكثرها يوجد في باطن الأرض من نفط ومعادن نفيسة وما ذهب منطقة
    أبو حمد ببعيد من الأذهان ! وأن هذه الموارد يجب أن تظل في الحفظ
    لحين الحاجة إليها، وها هي الحاجة تلح على النظام العالمي بضرورة
    وجود المزيد من الموارد بسبب الأزمة المالية العالمية.
    علاوة على أن موقع السودان في خاصرة القارة الأفريقية يشكل بعدا
    عسكريا وأمنيا استراتيجيا فهو يسهل مراقبة كل القارة وساحل البحر الأحمر
    وباب المندب وحركة الملاحة فيه كم أنه يشكل وضع جيد للضغط على
    مصر في حال ذهاب الأوضاع فيها عكس ما يشتهي الناتو
    وليبيا وتونس(الأخوان المسلمين مثلا)
    اضافة إلى أن الناتو سوف يضمن مواليين بالداخل في حال تحركه نحو السودان.
    لكل هذه الأسباب يبقى الباب مفتوحا على كافة الاحتمالات لذا فعلى الجميع
    اليقظة والحذر ، فعلى المعارضة التريث قليلا وعلى النظام عمل اللازم سريعا
    وهذا اللازم هو حل الحكومة الحالية ، حل الحكومة الحالية، حل الحكومة
    الحالية وتكوين حكومة قومية ، حكومة قومية، حكومة قومية تلبي تطلعات
    كافة الشعب وتفتح الباب واسعا لمشاركة فعلية لكافة قطاعات الشعب
    وفي جميع المجالات وتقفل الباب أمام الاشتباك والقتال وإلا فإنه
    سيل الغُل والغُبن وطوفان الموت والفجيعة واحتمال التدخل الناتوي
    وأيضا فليعلم الجميع أن قذائف ومتفجرات الناتو ليست دائما ذكية
    فهي تحصد العدو والصديق. نرجو الانتباه وسد الذرائع حتى لا يحدث ما لا نرضاه
    لوطننا، فحكم الساحة ينظر إلى ساعته والحكم الرابع يرفع لوحة الزمن بدل الضائع
    وهي غير واضحة الدقائق.
                  

12-27-2011, 05:54 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: حمد عبد الغفار عمر)

    خارطة طريق أمريكية معاها جزرة وعصا لمن عصى
    شكرًا ود جبر الله لأشرحها متعة القراءة
    جني
                  

12-27-2011, 07:35 PM

ايمان بدر الدين
<aايمان بدر الدين
تاريخ التسجيل: 10-05-2009
مجموع المشاركات: 1720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: قيقراوي)

    Quote: بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية تدفع في إتجاه الحل الثالث (التسوية السياسية)، والتي تأتي في سياق إعادة هيكلة سلطة المؤتمر الوطني عبر تقاعد البشير وتعيين مجلس رئاسي، وإعادة توحيد الحركة الإسلامية تحت قيادة الشيخ/ حسن الترابي لمواكبة مرحلة الربيع العربي، ليقوم بتحقيق إختراق وسط القوى المعارضة وصياغة دستور جديد مع إشراك القوى المعارضة في السلطة


    تحليل دقيق ومقنع حسب معطيات المرحلةوالوضع السياسى الراهن ومستجدات الساحة السودانية من مقتل خليل ومشاركة محمد عثمان الميرغنى ومهادنة الصادق ومشاركةابنه وسكوت المؤتمر الشعبى عن مشاركة ابناء السيدين وعدم الخوض فيه او اعتراض شديد اومعارضتة معارضة قوية المهم هو تحليل نقطة اختراق قوى الوسط عن طريق اعادةتوحيد الحركة الاسلامية شعبى ووطنى والاستفادة من تحالفات الشعبى مع الشيوعى وتيارات الوسط داخل الحركة الاتحادية وحزب الامة ( قوى المعارضةالوطنية ) مما يمكن او يسهل تقاعد البشر واعادة قيادة حسن الترابى وصياغة دستور جديد مع اشراك القوى المعارضة والتى يهمها ابعاد رموز الانقاذورئيس حزب المؤتمر الوطنى فلوتحققت هذة الخطوة وتعيين مجلس مجلس رئاسى توافق عليه القوى المعارضة هذة هى القراءة الحقيقية للوضع السياسى الراهن

    شكرا لصاحب البوست وكاتب المقال
                  

12-28-2011, 03:08 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: ايمان بدر الدين)

    Quote: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان .. بقلم: د. أحمد عثمان

    طالعتنا أجهزة الإعلام بخبر نجاح نظام الإنقاذ في تصفية زعيم حركة العدل والمساواة المقاتلة من أجل العدالة والمساواة لكل أهل السودان ولأهل الهامش إنطلاقاً من دارفور، منذرةً الكل بما هو أعمق من الحزن على الشهيد واستشعار خطر فقده على المعادلة السياسية والعسكرية على فداحته، ومنوهةً إلى سيناريو مابعد إنفصال جنوب البلاد الذي تعمل من أجل إنفاذه الإدارة الأمريكية بالسودان. فالخليل الشهيد، إتفقنا أم إختلفنا معه على المستوى الفردي، يبقى قائداً لحركة سياسية وعسكرية فاعلة، ليس من العدل حبسها في إطار معطيات وظروف تأسيسها ، ومصادرة حقها في التطور والنضج، وإسهامها الفاعل في إضعاف نظام المؤتمر الوطني وكشف عوراته، ليسهل تنميطها وجعلها فرعاً للمؤتمر الشعبي، في تجاهل تام لتطور طرحها السياسي من الإقليمية ليشمل كامل التراب السوداني، ومن الإطار الديني المحدود لسعة فضاء دولة المواطنة، ومن الإقصاء ونبذ الآخر أو محاولة إبتلاعه، إلى الإنفتاح على كل أشكال التحالفات رغم ماتعرضت له من خيانات بعض القوى السياسية.
    وبالرغم من أن الحركة كتنظيم سياسي ليست هي شخص زعيمها كما يتوهم بعض أعدائها، إلا أن تصفية زعيمها لابد أن تترك أثراً لايمكن إهماله أو التقليل منه. ولعل ذلك بالذات كان السبب الأول الذي جعل الخليل يذهب إلى عالم الشهادة المكرس لظلم من إغتاله، كقربان لإنجاح المشروع الأمريكي في السودان وتثبيت سلطة المؤتمر الوطني المستسلمة بالكامل أمام عنفوان وصخب هذا المشروع. وحتى لا نتحدث بالألغاز، يتحتم علينا أولاً أن نبسط المشروع الأمريكي المنوه عنه، لنرى كيف كان هذا المشروع في صلب تصفية زعيم حركة العدل والمساواة. وللقيام بذلك لابد من العودة لإتفاقية نيفاشا المقدسة بإعتبارها صفقة رعتها الولايات المتحدة الأمريكية وهندست بناءها على أساس دولة واحدة ونظامين في فترة إنتقالية يستفتى الجنوبيين بعدها على البقاء ضمن هذه الصيغة إلى الأبد أو الإنفصال . ولسنا ممن يظنون في الإدارة الأمريكية السذاجة أو من يتعاملون معها على أساس أنها تبني سياستها الإقليمية إستناداً لقاعدة "رزق اليوم باليوم"، لأننا نعلم أن تلك الإدارة تضع خططاً إستراتيجية لنشاطاتها بشكل مؤسسي وتوائمها وفقاً للتطورات على الأرض كلما كان ذلك مطلوباً ، وتستخدم البدائل الموضوعة لإنفاذ تلك الخطط الإستراتيجية. والقراءة المتأنية لصفقة نيفاشا، تؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم منذ اليوم الأول أن مواطني جنوب السودان لن يختاروا الإستمرار في الصيغة الإنتقالية ويباركوا بقاء الدولة الدينية في الشمال آخذة في إعتبارها قصر نظر المؤتمر الوطني من جهة وضعف قدرته على التحليل الإستراتيجي من جهة أخرى، هذا إن لم تكن هي من شجع الإنفصال حسب إتهامات البعض لها. عليه كان لزاماً على هذه الإدارة أن تضع مشروعاً إستراتيجياً للتعامل مع هذا الواقع الذي ستفرزه إتفاقية نيفاشا، دون أوهام للحفاظ على مصالحها في الإقليم.
    وبالنظر لمصالحها في الإقليم، نجد أنها لا تنفصل عن مصالحها في المنطقة ككل والمرتبطة بحروب الطاقة التي ستكرس الإمبراطورية المنتصرة آنياً وبعد إنتهاء حقبة النفط. إذ أصبح من المعلوم أن الطاقة المستقبلية البديلة للبترول في المدى المنظور هي الغاز الطبيعي و الغاز الحيوي "البيوغاز". وإذا كان الجنوب يمتلك غازاً طبيعياً بالإضافة إلى ثروات أخرى تجعله في قلب معادلة المستقبل، فشمال السودان بمساحاته الزراعية الشاسعة غير المستغلة، مرشح ليكون أكبر منتج للغاز الحيوي "البيوغاز" في العالم مستقبلاً. ولهذا كان لزاماً على الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع إستراتيجيتها في الإقليم بناءاً على المحافظة على إستقرار السلطتين في الدولة الوليدة والقديمة معاً. وذلك لأن إستقرار السلطة في الدولة الوليدة يستلزم إستقراراً في دولة الشمال وتعاوناً بين الدولتين، كما أن إستقرار السلطة في دولة الشمال بشروط أمريكية أمر لا زم لإستكمال السيطرة على مراكز إنتاج طاقة المستقبل، تماماً مثل ضرورة إسقاط النظام الممانع في سوريا. فالولايات المتحدة الأمريكية ترمي لتحويل تركيا إلى مركز للطاقة وتحديداً الغاز الطبيعي، بجر الغاز المصري والإسرائيلي واللبناني (غاز شرق المتوسط) ولاحقاً الإيراني والتركمانستاني بعد إسقاط النظام الإيراني عبر سوريا إلى تركيا مع تزويدها بمنشأة ضخمة لمعالجة الغاز المسال القطري ، حتى تتم السيطرة على الغاز الممون لأوربا ومعظم بلدان العالم، وإخراج روسيا من المعادلة الإقتصادية والسياسية الأوربية حتى قبل نضوب معين غازها الطبيعي الذي لن يجد سوقاً. وإذا أضفنا لذلك إطلاق يد تركيا في الغاز القبرصي بما يسمح لها بالإنتصار في معركتها مع اليونان ويضع حجر الأساس لتفكيك منطقة اليورو، نفهم لماذا يستميت أردوغان لإسقاط النظام السوري وفي المقابل تستميت روسيا والصين في الدفاع عنه. فسيطرة الولايات المتحدة على الغاز في الشرق الأوسط، يعني أيضاً حصاراً للإمبراطورية الصينية الجائعة للطاقة.
    في هذا السياق نقرأ تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان الذي أكد أن إدارته ليست مع إسقاط نظام المؤتمر الوطني بل هي مع تهذيبه، وكذلك تصريحات الإدارة الأمريكية المعادية لتحالف القوى الثورية المعروف بتحالف كاودا الذي نادى بإسقاط النظام عبر العمل المسلح والشهيد الخليل أحد أضلاعه المهمة. أيضاً نفهم الجهد الأمريكي غير المسبوق المباشر وغير المباشر للوصول إلى تسوية سياسية للقضايا العالقة بين دولتي الشمال والجنوب وإنفاذ إتفاقية سلام دارفور الموقعة بالدوحة. وفي السياق نفسه نقرأ التحول في موقف الحكومة السودانية من النظام السوري وتصويتها في الجامعة العربية مع فرض حظر وعقوبات و تعليق عضوية النظام السوري القمعي الحليف لنظام المؤتمر الوطني، بالرغم من علم هذه الحكومة التام أن هذا هو البرنامج والمشروع الأمريكي الذي جلبته القوى المنخرطة في المشروع الأمريكي بالجامعة العربية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم قضايا ومطالب المواطن السوري المحقة المتعلقة بالسياسة الداخلية للنظام، إما لتغيير النظام أو لإجباره على تغيير سياسته الخارجية والإنخراط في المشروع الأمريكي بالتوقف عن الحلم في إحياء أنبوب نفط بانياس وتمرير الغاز الإيراني للبحر المتوسط، وقطع العلاقات مع محور إيران والمقاومة. فأمريكا لا يهمها أن يطحن النظام السوري مواطنيه طحناً، في حال تغييره لموقفه في المعادلة الإقليمية وتمرير المخطط الأمريكي للسيطرة على طاقة المستقبل. وبنفس الصورة، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تطويع نظام المؤتمر الوطني للإنسجام مع هذا المخطط الجهنمي.
    فالوقوف مع بقاء نظام المؤتمر الوطني له ثمن. والمؤتمر الوطني مستعد لدفع هذا الثمن. والثمن هو إستقرار دولة جنوب السودان الوليدة، والإنخراط في مشروع السيطرة على طاقة المستقبل الأمريكي، مع التنسيق لتحجيم المبادرة الصينية بدولتي الجنوب والشمال وخنق إستثماراتها توطئة لطردها مستقبلاً. والصين بالطبع ساعدت النظام السوداني في قبول الإملاءات الأمريكية حين رفضت أن تعالج أزمته المالية المستحكمة بعد الإنفصال برغم زيارة الرئيس البشير لها، وواصلت ضغطها عليه بشكل منعه من إبتزاز دولة الجنوب الفتية لمعالجة أزمته وذلك حفاظاً على مصالحها الآنية دون النظر لأهمية الدور الإستراتيجي المستقبلي لدولة الشمال. لم يكن للمؤتمر الوطني سوى أحد سبيلين: إما الإنخراط في المشروع الأمريكي بالكامل عبر بوابة الدول العربية عرابة هذا المشروع بالمنطقة والإستمرار في السلطة، أو الرجوع إلى شعبه ومصالحته والإستقواء به في مواجهة الإمبريالية والإستعداد لمغادرة السلطة عبر إنتخابات حرة نزيهة في مستقبل قريب. وبما أن المؤتمر الوطني لا يضع ضمن حساباته التخلي عن السلطة مطلقاً، فإن خياره كان وحيداً وهو قبول الإملاءات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة. يلاحظ أن الولايات المتحدة أصلاً قد وضعت نظام المؤتمر الوطني حيث أرادته، وحشرته حشراً في زاوية مساحة المناورة فيها محدودة بدءاً من إتفاقية نيفاشا مروراً بتوظيف أمر توقيف البشير وإنتهاءً بتوظيف النزاعات العسكرية المحلية. وقبول النظام بتنفيذ المشروع الأمريكي لا يظهر في موقفه من حكومة دمشق بإيعاز إقليمي فقط، بل في الرضا عنه عبر تكليف أحد أقطابه المشتبه به لدى محكمة الجنايات الدولية بإرتكاب جرائم حرب في دارفور ليرأس بعثة المراقبين العرب المكلفة بالبحث عن أدلة لإدانة نظام الأسد بدلاً من الإعتماد على مايرد بأجهزة الإعلام. كذلك يتضح في رضا الإدارة الأمريكية عنه بالسماح لبعض القوى الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية بضخ أموال والإستثمار بالسودان الشمالي، علماً بأن الهدف في النهاية هو الإستثمار في مجال الغاز الحيوي "البيوغاز" وسوف يبدأ ذلك عبر شراء مصانع السكر لا لإنتاج السكر فقط بل لإنتاج الغاز الحيوي.
    بالإضافة إلى ماتقدم، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة من أجل إستقرار النظامين في الجنوب والشمال، وذلك عبر الضغط على الحكومتين لإيقاف دعم التمرد في كل منهما . ومساعدة كل واحدة منهما في التخلص من خصم عنيد يعمل على تقويض سلطة كل منهما عبر عمل عسكري مباشر. فالناظر لنجاح تصفية قائد التمرد في جنوب السودان، لا تفوته بصمة الولايات المتحدة الأمريكية أبداً في العملية. فنشاط الرصد والمتابعة وتوفير المعلومة الإستخبارية بمافيها الجواز الكيني المزور الذي كان يستخدمه أطور، تعكس تعاوناً إستخباراتياً وأمنياً رفيع المستوى. كذلك رصد ومتابعة الشهيد الخليل ودقة الضربة الجوية التي إستهدفته، يعكس عملاً إستخبارياً وأمنياً رفيعاً وتعاون على مستوى أمني وتكنولوجي، لا أظن أنه متوفر لنظام المؤتمر الوطني وإلا كان قد أنجز هذه المهمة منذ زمن طويل. فالشهيد الخليل راح ضحية موافقة المؤتمر الوطني على شروط إدارة أوباما وكذلك قائد التمرد أطور، وعلى تحالف كاودا قراءة هذه المعادلة بعيون مفتوحة. وذلك لأن ضغطه على حكومة الجنوب وتعويله على دعمها له، سوف يتعارض قريباً مع مصلحة مواطني جنوب السودان الذين ليس لديهم مصلحة في إستمرار التوتر مع جارتهم الشمالية التي سوف تصل إلى تسوية إلى القضايا العالقة مع دولتهم تحت ضغط المصالح الصينية والهراوة الأمريكية الكبيرة. كذلك سوف تتعارض رغبة حكومة الجنوب في دعم هذا التحالف – إن وجدت، مع المشروع الأمريكي الرافض لإسقاط النظام. وهذا يعني أن أمام هذا التحالف ثلاث خيارات: أن يقوم بإسقاط النظام بعمل عسكري خاطف، أو أن يتأقلم مع حرب طويلة الأمد بدون دعم من دولة الجنوب، أو أن يصل إلى تسوية سلمية مع النظام.
    بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية تدفع في إتجاه الحل الثالث (التسوية السياسية)، والتي تأتي في سياق إعادة هيكلة سلطة المؤتمر الوطني عبر تقاعد البشير وتعيين مجلس رئاسي، وإعادة توحيد الحركة الإسلامية تحت قيادة الشيخ/ حسن الترابي لمواكبة مرحلة الربيع العربي، ليقوم بتحقيق إختراق وسط القوى المعارضة وصياغة دستور جديد مع إشراك القوى المعارضة في السلطة وإبقاء نصيب الأسد للمؤتمر الوطني بعد التوحيد ( أي أن المؤتمر الشعبي هو بيضة القبان في المعادلة السياسية القادمة). وهذا يستلزم إسقاط الخيار المسلح وتفكيك تحالف كاودا حتى تلتحق حركات دارفور بالسلطة عبر إتفاقية الدوحة، ويلتحق قطاع الشمال بالسلطة عبر بوابة التسوية السياسية القادمة بين الدولتين بتسوية القضايا العالقة. يلاحظ أن الشيخ/ الترابي ليس رهن الإشارة الأمريكية، وأن لديه مشروعه الخاص الذي قد لا يتوافق مع هذا المشروع. ولسنا في حاجة للقول بأن نذر هذه التسوية بدأت بدعوة الأمم المتحدة للدولتين بسحب قواتهما من منطقة أبيي لتبريد الصراع حول المنطقة وتركه في عهدة المنظمات الدولية لحين إجتراح حل يرضي جميع الأطراف في ظل جو هادئ ومغاير وغير عدائي، كما من الممكن إستشفافها من تصريحات القائد باقان أموم حول قبول حكومة المؤتمر الوطني لتسوية رسوم عبور البترول تحت ضغط صيني ، وهو ماسيتم قريباً برغم إنكار سلطة الخرطوم. فالكعكة المطروحة على هذه السلطة كبيرة، تتمثل في مردود الإنخراط في المشروع الأمريكي على النخبة الحاكمة، والبقاء في السلطة مع رفع العقوبات والحصار الإقتصادي ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وشطب الدين الخارجي عوضاً عن إعادة جدولته.
    في تقديرنا المتواضع أن الشهيد الخليل قد قدم قرباناً لنجاح المشروع الأمريكي الإمبريالي في السودان، ولكن إستشهاده لا يعني ضياع القضية التي قاتل من أجلها والتي ستظل باقية وعصية على الحل رغم أنف المشروع الأمريكي في السودان. ألا رحم الله الشهيد خليل إبراهيم وتقبله قبولاً حسناً وألهم رفاقه وآله وذويه الصبر والسلوان ، وقوموا لنضالكم يرحمكم الله!

    نقلآ عن سودانايل



    ولو ترجم هذا التحليل الدقيق للغة الانجليزية لأنعقد لسان ال CIA وال FBI
    ولولا ثقتي المطلقة في قدرة وامكانيات وبصيرة ابن دفعتي أحمد لقلت لكم
    أنه تقريرهم...ما عدا الفقرة التي تتحدث عن الترحم علي الخليل وتقبله القبول
    الحسن.
    الاشارة الثانية والواضحة جدا من هذا التحليل ان سلسلة الاغتيالات لن تنتهي بالخليل
    كما لم تبدا عنده. فهي ماضية لكاودا وأتباعها فردا فردا

    فموت أطور بالجنوب قد احتفل به في برلمانهم ...
    December 22, 2011 (JUBA)
    - A speaker of South Sudan’s National Assembly
    on Thursday said it was a “relief” that rebel
    leader General George Athor, was killed on Monday evening.
    The country’s vice president Riek Machar announced on
    Tuesday that Athor was killed by South Sudan’s army
    (SPLA) in Morobo County, Central Equatoria State.

    وان قاتله هو الجيش...بينما التسربيات تقول غير ذلك
    وهو نفس المشهد المقابل لمقتل الخليل...مع تأكيدات
    من قادة حركته بنفي قتله نتيجة اشتباكات مع الجيش

    فالي اي نفق نحن والوطن منزلقون يا شيخ أحمد...تعال
    واصل مقالك هنا

    (عدل بواسطة nazar hussien on 12-28-2011, 03:13 AM)

                  

12-28-2011, 03:21 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: nazar hussien)

    اذن الربيع العربي مقبل علي صيف مجدب ومحزن لأهله
    مليء بالسموم والسموم (الاولي بفتح السين والثانية بضمها)
                  

12-28-2011, 03:47 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: nazar hussien)

    يا عصام

    رجاء ان تطلب نقل هذا البوست لما بعد الارشفة
    التي ستبدأ غالبا اليوم..28 ديسمبر 2011

    فأنا لا أعلم ان كان يجوز لي مثل هذا الطلب
                  

12-28-2011, 07:30 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: nazar hussien)

    فليكن هذا المقال عاليا
    ويكن معه راسنا اعلي
    كوننا في معية احمد عثمان في فضاء اسفيري واحد
                  

12-28-2011, 08:04 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    فوق لكلمة ألقى السمع وهو شهيد
                  

12-28-2011, 08:23 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: jini)

    أين عظماء الجدل من هذه الحقائق الساطعة؟
                  

12-28-2011, 09:59 AM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: nazar hussien)

    up
    ________

    مقال مُحبط لتحالف كاودا.





    تحياتي؛؛؛
                  

12-28-2011, 10:33 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: بشير أحمد)

    يا د. بشير
    سلامات

    Quote:
    مقال مُحبط لتحالف كاودا.


    و هل (المقال) د.احمد عثمان عمر، في الاساس همه (المشاعر)!؟
    او من الاساس المقال بتكتبوهو للمشاعر بس!
    المسألة مسألة حقائق .. و تحليل علمي يا حبيب
    ولّ كيف!؟












    -------

    كدي خليك من مشاعرك المتهللة بالحقائق دي ..
    رايك شنو فيها؟
    صحة/خطأ القراية دي ..
    قبولك ليها في حال انها صحيحة بالنسبة ليك
                  

12-28-2011, 10:39 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: قيقراوي)

    Quote: مقال مُحبط لتحالف كاودا.




    يا بشير...كدي أرجع اقرأ المقال دا بتمعن شديد...
                  

12-28-2011, 10:49 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: nazar hussien)

    الاخ عصام فى البدء تعازي الحارة لاسرة الراحل د .خليل واصدقائه واعضاء حركته ورفاقه فى تحالفاته السياسية شكرا علي نقل المقال والشكر عبر نافذتك الي كاتب المقال فما خطه يراعه مجهود مقدر واعمال ذهن بين للمتأمل
    سوف انحي نحي مختلف فى تعليقي علي المقال فى عمومياته و ربما اعود للتدقيق و التفكيك المتمهل، اتفق مع كاتب المقال فى ان الموضوعية تقتضي عدم تعليب حركة العدل والمساواة بخلفية مؤسسيها او بظروف تشكلها فهي حقا قد تعلمت و تطورت ونضجت فى فهمها للمشكل السوداني و من اراد ان يوقف عجلة الزمن فى تاريخ بعض قادتها فمن من القادة السياسيين اليوم لم يشارك هذه الحكومة بشكل او بآخر فى وقت ما باستثناء بعض قيادات الاحزاب الحديثة . دون تقليل من الجهد المبذول ومحاولة ربط التحولات التي تحدث فى منطقة الشرق الاوسط الكبير بالحالة السودانية، لا شك لدي فى حصافة الكاتب وفى تحليلاته العميقة المبذولة في هذا المقال فارجو ان يتسع صدر الكاتب ومن اتفق معه من القراء و المعلقين لرؤية مغايرة.

    اعتب علي الكاتب مشاركته الخطوط العريضة لمكونات الخطاب السياسي للنخب والانتلجنسيا فى المنطقة العربية فى اعقاب التحولات السياسية الكبري التي تشهدها المنطقة أوما تم التعارف عليه بالربيع العربي، فالتحليل شارك جوغة المحللين فى المنطقة بعلو كعب الارادة الامريكية فى المنطقة و تحميلها ما لم تفعله او تفكر فيه او ربما لاطاقة لها به فى الاساس، للاستشهاد هنالك ثلاثة فرضيات اعتقد انها غير صحيحة فى قرءاة موقف الادارة الامريكية الراهنة و ادارة بوش الابن:

    اولا- نيفاشا لم تكن مشروعا امريكيا خالصا بل كانت جزء من نتاج ما اقترحته ادارة بوش فى ولايته الثانية فى اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر وتحديدا ابان تولي كونداليزا رايس حقبة الخارجية الاميركية، والعنوان العريض لسياسة بوش فى ولايته الثانية اتت مغايرة لسياسته الخارجية تجاه السودان فى ولايته الاولي2000 –2004 التي كانت امتداد لسياسة كلنتون بشكل عام، موجهات هذه السياسة عرفت ب constructive engagement مع حكومة الخرطوم بدلا من سياسة المواجهة والعداء الصريح التي طبعت ادارة كلنتون ووصلت قمتها فى عملية ضرب مصنع الشفاء فى 1998، فنيفاشا هي نتاج سياسة ال constructive engagement و لكنها تزامنت مع موقف دولي ذو عدة أوجه علي راس ذلك ما عرف با donor fatigue اي ارهاق المانحين، والمعروف ان عمليات شريان lifeline operation التي استمرت لاكثر من عقد (1993-2003) لاغاثة ضحايا الحرب فى جنوب السودان قد كلفت مبالغ طائلة و فى اواخر سنوات البرنامج لم يعد فى وسع WFP برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة من توفير الاموال اللازمة لاستمرار عملياته الاغاثية، فقراءة الدول المانحة أن الحرب لا نهاية لها خصوصا ان الحركة الشعبية لم تثبت قدرتها علي هزيمة النظام بشكل قاطع و لم يكن النظام قادرا علي القضاء علي الحركة الشعبية وتحقيق استقرار يوفر فرص للتوسع فى مجالات الطاقة ( وساتحدث عن هذه ف النقطة التالية)، حدثت ارادة دولية حول ان انهاء الحرب هو اهم ما يجب القيام به بغض النظر عن النتائج السياسية المترتبة علي ذلك وعليه كانت المفاوضات ارض اخري للمعركة وفق ادوات سياسية وتقاطعات مصالح دولية عدة منها ماهو متناغض ومنها ماهو متناغم. هذا طبعا لا ينفي لعب ادارة بوش دور ريادي فى تسهيل المفاوضات و دعمها سياسيا وماديا.

    ثانيا: لا اعتقد ان القراءة الامريكية لموضوع الطاقة البديلة هو بهذه البساطة، فقد ثبت علميا من خلال بحوث موثقة ان البيوغاز لا يمكن أن يكون بديلا للطاقة، فمخرجات ecosystem بشكله الكلي لانتاج غاز الايثانول من حبة الصويا لا يوفر بديلا ممكنا من منظور عملي فقط وفق قدرة النظام البيئي هذا ناهيك عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية دوليا ، فالبيوغاز لا يشكل بديلا حتي فى حال غياب النقط من المعادلة. اما الغاز المسال فهو ليس ببديل للطاقة بل هو امتداد لما يعرف بال Fossil fuel ، فالموقف المعلن لادارة اوباما فى هذا الشأن هو الطاقة المتجددة renewable energy و هذه تتشكل من الطاقة الشمسية و طاقة الريح و الثييموداينميك التي تستخرج من اعماق سحيقة فى باطن اللاض، هذه هي الرؤية فى المنظور البعيد اما فى الوقت الراهن ما يشغل بال الادارة الامريكية هو ضمان استقرار اسعار الوقود لأن اي ارتفاع فى اسعار النفط ستؤدي الي هزات مزلزلة فى ما هو اقتصادي وما هو سياسي بل ان عجلة الاقتصاد الامريكي فى ظرفها الراهن لا تحتمل اي ارتفاع فى اسعار الوقود باي حال ولضمان تحقق ذلك السودان لا وجود له فى المعادلة، فجملة احتياطات النفط المؤكد فى السودان ما قبل الانفصال تتراوح ما بين 4 الي 6 بليون برميل من النفط الخام وهذه تمثل اقل من 2% من جملة احتياطات النفط المؤكدة فى العالم أجمع، فى المدي المتوسط جل ما تسعي اليه امريكا هو تقليل اعتمادها علي نفط الشرق الاوسط لتخوفات مشروعة، أن اي تحولات كبري فى المنطقة قد تؤدي الي حالة اضطرابات يطول امدها و يصعب السيطرة عليها و فى هذا المستوي السعودية و العراق و كندا بها ما يكفي لضمان استقرار اسعار النفط طالما لا توجد حروبات و اضطرابات تمنع تدفق النفط، فحالة ليبيا مغايرة كثيرا فليبيا بها ما يعادل 44 بليون برميل من احتياطات النفط و تنتج ما يعادل مليون و نصف برميل يوميا وهذا رقم يؤثر كثيرا علي اسعار النفط دوليا بشكل مباشر، وارجو ان نتذكر دوما ان نيجريا وانغولا مجتمعتان تنتجان ما يعادل 5 برميل يوميا وهذه دول تتمتع بعلاقت جيدة مع الولايات المتحدة، اما فى المدي المتوسط فامريكا تسعي الي تقليل اعتمادها علي النفط المستورد بشكل عام و نفط الشرق الاوسط بشكل خاص، و للمتابع فان قضية النفط الرملي الذي ينتج فى منطقة Calgary ب Alberta فى كندا هو موضوع النقاش الآن فى دوائر صناعة قرارات الطاقة فى امريكا.

    ثالثا: اعتقد ان الاستاذ احمد شارك الرؤية السائدة فى المنطقة المتمثلة فى انه لو عثرت بقرة في تمبكتو فان امريكا قد تكون خططت لهذه العثرة وهذه رؤية غير انها لا تفتح آفاق للتأمل و القرأءة فهي غير صحيحة بل فيها مبالغة و تضخيم غير مبرر وغير مسنود لدور و قدرة امريكا، فالمتابع لكتابات الصحف و المجلات الاميريكية بما فى ذلك مجلة ال Foreign Policy لما يدور فى الشرق الاوسط الكبير يدرك تماما أن ادراة اوباما ليس لديها رؤية استراتيجية تجاه السودان أوالشرق الاوسط فى مجمله و تناغض تعليقات اوباما و ووزيرة خارجيته ابان الاحتجاجات فى مصر فى يناير من هذا العام توضح أن ادراة اوباما ليس لها رؤية استراتيجية و سيناريوهات لتحقيق ذلك، لامريكا اهداف معروفة و محددة و لكن كيفية تحقيق هذه الاهداف فهو امر متروك للتأثير فى التحولات السياسية والتعاطي معها اذا كانت خارج قدرة امركيا علي الـتأثير و المعروف بداهة ان اي خطة استرتيجية تبني لتحقيق اهداف استراتيجية strategic goals و تشتمل الخطط الاسترارتيجة علي خطط تنفيذية ومن ثم اجرءآت و نشاطات يجب ان تساهم فى تحقيق الهدف او الاهداف الاستراتيجية، الخلل الاعظم فى سياسة امريكاحسب كتابات الانتجلنسيا الاميركية وبرغم ما يتوفر من قدرات و think tank انها تتبع منهج البرغاتية وهذه ايضا معروفة بداهة لكل من تعرف علي السياسة الامريكية عن قرب، البرغماتية كاسلوب تفكير و مدخل للتعاطي مع واقع سياسي معقد لا يتماشي مع فكرالرؤي الاستراتيجية فى الاساس، فالمنهج البرغماتي قائم علي ما عرف بالواقعية السياسية political Realism، ووفق هذا المنهج التفكير ينصب فى كيفية تحقيق ما يراد و ليس رسم رؤية لما يراد، ورسم ما يراد هذه هي اساس الخطط الاستراتيجية. لا توجد رؤية استراتيجية لامريكا تجاه السودان و كل من اقترب و عمل مع صانعي القرار فى امريكا يعلم ذلك، فحتي اواخر ايام قريشن كمبعوث للرئيس فى السودان كانت ادارة اوباما تتحدث عن تجميع كل الرؤي و المواقف ما بين الخارجية والبيت الابيض فى رؤية موحدة، ما تملكه الادراة الامريكية تجاه السودان هو موجهات عامة تحكمها عوامل عدة من بينها توظيف نظام الانقاذ للحصول علي معلومات عن التنظيمات الارهابية و التجسس علي دول المنطقة وهذا امر لا يحتاج بالضرورة الي العمل علي ابقاء نظام البشير فلا اعتقد أن هذا الامر يصعب تحقيقه مع اي نظام قادم فى السودان هذا اضافة الي ان المؤسسات الاستخباراتية فى الدول لا تتغير بين عشية و ضحاها بتغير الانظمة الحاكمة.

    عليه اعتقد و ربما اكون علي خطأ ان هذه الفرضيات التي بني عليها الكاتب الاستاذ احمد تحليلاته غير سليمة و النتائج التي خلص اليها ستكون بالضرورة غير سليمة او unwarranted conclusions اي نتائج غير مدعومة بما تقوله هذه الفرضيات حتي وان بدت متسقة ومنطقية ولاعطي مثالا بسيطا، لا اعتقد ان امريكا تعمل علي محاصرة الصين عبر الطاقة او تعطيل نموها الاقتصادي نهائيا، فما يعادل 80% من وارادات امريكا هي من الصين و حجم التبادل التجاري بين البلدين ربما يفوق الناتج القومي المحلي لكل القارة الافريقية، محاصرة امريكا للصين و تعطيل نموها يضر بالاقتصاد الامريكي اكثر مما يضر بالاقتصاد الصيني، اضف الي ذلك حجم التداخلات الاقتصادية فى هذا العالم المتعولم جزئيا فى حركة رؤس الاموال و الاستثمارات، فالكساد الاقتصادي الذي نتج من انهيار الانظمة المالية فى العالم كشف لخبراء الاقتصاد حجم التداخلات بين اقتصاديات دول العالم بشكل فاجأ حتي اكبر المنظرين لاقتصاديات العولمة، فالكوارث المالية و تبعاتها الاقتصادية كانت بمثابة ال natural experiment لتوضيح حقيقة خطورة الانهيار الاقتصادي لاي دولة مدمجة فى النظام المالي العالمي علي بقية دول العالم، ما تسعي اليه امريكا فى الصين هو سياسة الاحتواء containment policy وهي سياسة تنضوي علي التأثير علي الصين لتتحول سريعا الي اقتصاد السوق الحر الامر الذي سيجعل منها اكبر سوق فى العالم و ليس اكبر منتج فى العالم و يري منظري هذه الرؤية ان تحرير الاقتصاد سيؤدي حتما الي تحرير السياسة و من ثم تغيرات جوهرية فى مواقف الصين فى بعض القضايا الدولية، اما فى الوقت الراهن لا اعتقد أن اي من الصين او روسيا يشكلان تحديا كبيرا للقضايا الحيوية فى السياسة الخارجية الامريكية اي ما يسمي بقضايا الامن القومي، و لاعطي مثال آخر لا الصين و لا روسيا يملكان اي توجه لدعم القضية الفلسطينية سوءا دبلوماسيا او سياسيا، فلك ان تنظر الي موقف الدولتين من موضوع الدولة الفلسطينية سوءا فى مجلس الامن او فى الجمعية العامة للامم المتحدة و عليه ربط الموقف من سوريا بايران بالغاز و محاصرة الصين هو نتيجة غير مبررة وفقا للمعطيات والفرضيات النظرية التي بنيت عليها هذه النتيجة، اتفق مع الرأي القائل بأن موت الناس فى سوريا و غيرها امر ربما لا يسر امريكا من منظور اخلاقي و لكن فى المستوي العملي لا اعتقد ان امريكا ستغامر فقط من اجل وقف موت السوريين ولدعم ما اقول أن الموقف فى سوريا اصبح من الجلي انه ربما سيقود الي حرب اهلية، فنظام الاسد يدفع معارضيه دفعا لحمل السلاح و ستري كيف ستتطابق مواقف امريكا و روسيا اذا ما كان للحرب الاهلية المحتملة فى سوريا ان تؤثر علي سلامة اسرئيل، فالقضية المركزية التي يتشدق بها نظام الاسد و ايران هو الممانعة وجوهر القضية هو القضية الفلسطينية.

    اكتفي بهذا القدر، حين بدأت كنت اظن انني استطيع قول كل ما اردته فى نصف صفحة و لكن اتت رياح قلمي بما لاتشتهي سفن وقتي..

    أتمني أن اكون قد اسهمت معكم فى هذه القراءة و ان اسعفني الوقت ساعود

    عام جديد مليء بالحب و الامان لكم جميعا قرءا و مشاركين فى هذا الخيط

    بكري الجاك

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 12-28-2011, 11:24 AM)

                  

12-28-2011, 11:36 AM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: قيقراوي)

    الاخ/فتح الرحمن

    تحياتي؛؛؛
    Quote: و هل (المقال) د.احمد عثمان عمر، في الاساس همه (المشاعر)!؟
    او من الاساس المقال بتكتبوهو للمشاعر بس!
    المسألة مسألة حقائق .. و تحليل علمي يا حبيب
    ولّ كيف!؟



    المشاعر دي من عندي انا وليس كاتب المقال.

    Quote:
    صحة/خطأ القراية دي ..
    قبولك ليها في حال انها صحيحة بالنسبة

    القراية صحيحة ؛وبالنسبة لجماعتنا الكيزان :الممطورة ما بتبالي من الرش؛

    فهمتني ياحبة!!!
                  

12-28-2011, 10:44 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: بشير أحمد)

    الأخ عصام جبر الله

    تحياتي وعبرك للدكتور أحمد عثمان. ولعل المتابع العادي للأحداث السودانية منذ أن كنّا بجامعةالخرطوم لن يتسطيع أن يتجاوز تلك الشجرة بالقرب من دكان الأدوات المكتبية المتقاطع مع الطريق القادم من كليات الهندسة والمؤدي لبوابة الجامعة المواجهة لنادي الأساتذة . ذلك لأن المتحدث في الركن هو طالب القانون أحمد عثمان . وتضطر معه لتأخير مشوارك لخارج الجامعة أو الذهاب للبركس أو النيل الأزرق أو ترهاقا .
    ولذلك فكلما تقدم العمر وإزادت التجربة كلما أفرزت الأفكار والرؤى قراءات جديرة بالإحترام والتقدير. ولعل المشروع الأمريكي حق مشروع لأصحابه ولهم إتباع كافة السبل لتنفيذه . لكن أين نحن من مشروعنا السوداني ولماذا لا نحرص على صياغته وتحديد ملامحة بوضوح شديد وكذا عناصرة كافة . ثم بدء تنفيذه بعيدأً عن أي إملاءات خارجية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي أو الآيديلوجي . وليس ضد التعاون وتبادل المعارف والخبرات والتجارب الإيجابية . لكن أن نعتبرك وأنت المشترك معي في آيديلوجيا أو دين أو دم أو ثقافة أهم لي من بني وطني ونتعاون مع ذلك لاآخر لقهمرك وظلمك وتشريدك . فهذا ما يضاعف محنتنا ويرمي بنا لقمة صائغة للضياع.

    بحيراوي
                  

12-28-2011, 11:02 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: البحيراوي)

    صديقنا الدكتور أحمد عثان عمر تحياتي ليك...

    أخشى ما أخشى أن يكون هذا التحليل مدفوعاً بحالة الرهاب المزمنة التي تعاني منها الماركسية ومنتجاتها النظرية والعملية (الأحزاب الشيوعية) ممّا يسمى بالإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد، تلك الحالة التي دفعت بشاعر الحزب الشيوعي السوداني وصناجته محمد الحسن سالم حميد إلى القول "باسم الدين والأمريكان كل عوج مبدي ومختوم". اتفقنا أو اختلفنا حول مفهوم الإمبريالية والتطورات التي طرأت على المفهوم قبل وأثناء وبعد الحرب الباردة، يبقى أن ما بات يعرف بالربيع العربي وضع المنطقة والعالم أمام نظام عالمي جديد أو حقبة جديدة من السياسة الدولية والإقليمية. فصدق من قال أن عام 2011م شهد أحداثاً حولت وجه العالم فلم يعد كما كان من قبل. فالإطاحة بحسني مبارك والقذافي وفي الطريق بشار الأسد ومقتل بن لادن هي أحداث تغير من إحداثيات التوازن في منطقة الشرق الأوسط.

    لكن بالمقابل فإنه من الإجحاف بشباب ثورات الربيع العربي القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي كانت تحرك الأحداث من وراء حجاب، وفق مقتضيات الرهاب الماركسي المزمن من الإمبريالية. فحقيقة أن حرق البوعزيزي لنفسه هي ما أطاح ببن علي وتراكم الغضب الجماهيري من سيناريو التوريث في مصر وفساد الطبقة الحاكمة وتزوير الانتخابات واستدامة التنكيل بالمعارضين وقمعهم هو ما أفضى بحسني مبارك إلى السجن وذات الأسباب جعلت القذافي يقضي علي يدي الثوار وليس الناتو وهو ذات المصير الذي ينتظر الأسد وصالح.

    الولايات المتحدة الأمريكية وفي الأيام الأولى من ثورة الشباب المصري كانت تقدم رجلاً وتؤخر الأخرى حيال ما يجري وعندما أدركت أن حسني مبارك لم يعد قادراً على استعادة حكمه في مصر حاولت ولا تزال تحاول أن تجعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو البديل له بعد أن أحرق الشبان الثوار (كروت) الولايات المتحدة البديلة (أحمد شفيق وعمر سليمان). وذات الشباب الآن يحتجون على تعيين د. كمال الجنزوري لرئاسة الحكومة ما أضطر المجلس العسكري لاستخدام القوة لفض الاعتصام حول مباني مجلس الوزراء.

    الشاهد في الأمر أن ثمة أحداث يمكن أن تتم على سطح كوكبنا هذا دون دور أمريكي فيها، لكن البراغماتية والواقعية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة تؤهلانها للتعامل مع أي حدث تم دون إرادتها وتجييره لما يخدم مصالحها. هذا هو ما يحدث بالضبط بالنسبة لثورات الربيع العربي التي تمخضت عن صعود الإسلام السياسي ما مهد الطريق أمام ما بات يعرف بالدور القطري في إدخال حركات الإسلام السياسي إلى بيت الطاعة الأمريكي.

    في السودان الوضع ليس استثناءً، لكن مع بعض التغييرات. فتحليلك يا دكتور أحمد لحادثة تصفية د. خليل إبراهيم محمّد نابع ليس من إدراكك للتصور الأمريكي لسودان ما بعد الانفصال، وإنما من تسريبات المبادرة القطرية بإقناع البشير بالتنحي وتقديم الترابي كبديل له. وهذا مأذق التحليل بالضبط. كيف؟ فإن صحت هذه التسريبات لا يعني أن هذه المبادرة ستتحول إلى واقع وأول ما يتهددها قبول البشير بها لإنه المطلوب البشير يعلم تمام العلم ألاّ عاصم له من المثول أمام المحكمة الجنائية سوى التمسك بالسلطة، بالتالي فالمسألة بالنسبة له مسألة حياة أو موت خاصة أنني استبعد تسخير المحكمة الجنائية الدولية لصالح هذا السيناريو، أي بعبارة أخرى تقديم حافز عدم الملاحقة بالنسبة للبشير حال تنازله عن السلطة غير ممكن. ثانياً إذا قبل البشير ماذا ستكون ردة فعل مطلوبين آخرين كعبد الرحيم محمد حسين مثلاً؟ وثالث العقبات أمام هذه التسريبات هي قبول الترابي بها، فقبول الترابي بها إذا حدث، سيعني إزاحة فريق كامل من المؤتمر الوطني إن لم يكن المؤتمر الوطني بأكمله، أي أن ذلك يعني نهاية ظهور شخصيات مثل علي عثمان ونافع وغازي الخ. ولا أعتقد أن هذا الفريق سيكون رهن إشارة هذا السيناريو..

    سأعود لإنني أقرأ حادثة تصفية د. خليل من زاوية أخرى

    (عدل بواسطة Murtada Gafar on 12-28-2011, 11:06 AM)

                  

12-28-2011, 11:30 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: Murtada Gafar)

    http://www.wayyacom.com/index.php?d=269&id=67

    Quote: لماذا انقلبت تركيا وقطر على سوريا ، وأيدتها روسيا والصين ! - د. غادة اليافي
    03/12/2011


    هذا المقال يحوي الإجابات المنطقية القاطعه على كل التساؤولات المطروحة, لماذا انقلب التركي و القطري على سوريا..؟ , ما هو سر الشرق الأوسط الجديد..؟ ما هو سر إنقلاب أمير قطر على أبيه و أردوغان على معلمه نجم الدين أربكان..؟ ما سبب الأحداث في سوريا..؟ الى أين تتجه الأحداث و ما هو مستقبل سوريا..؟ ما هو سر وثائق ويكيليكس..؟


    [1] الحرب على سوريا

    يسأل مواطن قائلاً إن نسبة من تظاهر في لبنان الى عدد سكان لبنان (مليون من أصل أربع ملايين لبناني) أكبر من نسبة من تظاهر في مصر نسبة الى عدد سكان مصر (مليونيين من اصل ثمانين مليون) و في لبنان الجيش و المقاومة ليسوا تحت سلطة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة , فكيف يمكن لمظاهرة إسقاط نظام , ففي لبنان قام السينورة بحفل زفاف إبنه في السراي الحكومي نكاية بالمتظاهرين , بينما في مصر سقط النظام , فما هي أسرار الربيع العربي, و لماذا فقط تركيا و قطر هم رأس الحربة ضد سوريا.

    في هذا المقال سأثبت بالدليل القاطع و أقدم الإجابات عن كل الأسئلة المطروحة ما هي قصة الربيع العربي, و الثورات المزعومة, و لماذا تريد واشنطن تقسيم المقسم و هل مشروع الشرق الأوسط الجديد حقيقة.

    بدأت القصة منذ العام 1992 حيث تم إقرار إتفاقية كيوتو للحد من إنبعاث الغازات الى الجو و لمنع تفاقم الإحتباس الحراري, و في العام 1994 ألزم الإتحاد الآوروبي نفسه بهذه الإتفاقية و أصبح الغاز أهم من النفط, و الغاز موجود في إيران و روسيا فهل ستسمح واشنطن بزيادة النفوذ الروسي في آوروبا و خصوصا بعد زوال حلف وارسو و بالتالي زوال سبب وجود الناتو.

    في العام 1995 عقدت صفقة في قطر أدت الى إنقلاب الإبن على أبيه , و جرى ترسيم الحدود مع إيران و بدأ إستخراج الغاز لتلبية الطلب الآوروبي, فكان البدء بتسييل الغاز القطري كون لا يمكن مدد أنابيب من قطر الى آوروبا, و البحرين و سلطنة عمان يشترون غاز بعيد بينما الغاز القطري مخصص للسوق الآوروبية لمنافسة الغاز الروسي, و جاء هذا بعد أن قامت واشنطن بإشعال الشيشان و يوغسلافيا بوساطة الأفغان العرب.

    في العام 1996 كان بوتين قد بدأ الامساك بزمام الإمور جراء الوضع في الشيشان و تأسست شركة غازبروم التي ستصبح هي الحاكم الفعلي لروسيا على غرار الشركات الأمريكية التي تحكم الولايات المتحدة.

    مشروع الشرق الأوسط الجديد:- واشنطن تدرك خريطة الغاز في المنطقة و هي في تركمانستان و أذربيجان و إيران و مصر , و الغاز الذي كانت تعلم به واشنطن فقط في ساحل البحر الأبيض المتوسط ما بين فلسطين و لبنان و قبرص, و أدركت واشنطن إن السيطرة على هذه المنابع تعني بقاء واشنطن قطب أوحد يدير العالم, فهي قادرة على منافسة الغاز الروسي , و كون غاز أذربيجان و تركمانستان الوصول لهم صعب كونهم في منطقة نفوذ روسي , فإن الوصول لهم سهل في حال سيطرت واشنطن على غاز المتوسط و زودت آوروبا بالغاز و أصبحت موسكو عاجزة عن شراء الغاز من آسيا الوسطى, التي سترغم للدخول في النفق الأمريكي, و لكن الحصول على الغاز في المتوسط يحتاج الى سلام في المنطقة, و السلام في المنطقة وفق الشرعية الدولية سيكون بداية نهاية إسرائيل, و هنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط الى دول طائفية تديرها إسرائيل, بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية, و لكن قبل طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد كان هناك طريقة أسهل في نظر واشنطن و هي القضاء على المقاومة في لبنان فيمكن الوصول الى الغاز دون حل القضية الفلسطينية, التي أصبحت عائقا أمام مستقبل واشنطن, فكيف بدأت واشنطن بالعمل للسيطرة على هذه المنطقة, علماً بأن المشكلة في وجه واشنطن هي إما تصفية القضية الفلسطينية أو القضاء على المقاومة في لبنان.

    - الحرب على لبنان في العام 1996 تحت إسم عناقيد الغضب للقضاء على حزب الله و المقاومة , لفرض سلام مع لبنان يؤمن إمدادات الغاز, و لكن فشل العدوان و بل أصبحت المقاومة مشروعة و ألزمت إسرائيل أول مرة بتاريخ حياتها للإلتزام بتفاهم نيسان, و ثم جاء العام 2000 و هو عام النكسة الأمريكية, حيث تحرر الجنوب اللبناني و بنفس العام وصل بوتين خصم الغرب الى السلطة في روسيا, على إثر وفاة يلتسن.

    البدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد:- أدركت واشنطن أن الغاز القطري أصبح عاجز عن المنافسة في السوق الآوروبية و أن النفوذ الروسي يزيد في آوروبا مع إزدياد الطلب, و ليس ذلك فحسب بل بدأت موسكو بالإنتعاش الإقتصادي تستعيد عافيتها, فقررت التحرك و كان الهجوم بالطائرات على مبنى التجارة العالمي في أمريكيا هو مقدمة الهجوم الأمريكي كرد على هزيمة إسرائيل في لبنان و وصول بوتين الى السلطة و التقارب الصيني الروسي , بعد توتر دام عقود أبان الحرب الباردة , و سقوط بعض معاقل واشنطن في أمريكيا الجنوبية و كانت البداية من إحتلال أفغانستان, و طبعا الهدف هو قطع طرق الترانزيت عن الصين و محاصرتها و محاصرة روسيا من جهة ثانية و محاصرة إيران.

    في العام 2002 , عقدت واشنطن صفقة مع رجب طيب أردوغان و عبد الله غل الذين إنقلبا على معلمهم أربكان, و أسسا حزب العدالة و التنمية ليصبح عبد الله غل أول رئيس حكومة إسلامي في تركيا, و كما كان الإنقلاب في قطر سببه الغاز كان الإنقلاب في تركيا سببه الغاز فمع ظهور حزب العدالة و التنمية أعلنت واشنطن عن خط غاز نابوكو, و عند الأمريكيين حتى الإسم له معنى , فنابوكو إسم عمل موسيقي لفيردي يتكلم عن ما سمي سبي نبوخذ نصر لليهود في العراق, و بعدها بعام تم إحتلال العراق فعلاً.

    لماذا نابوكو؟ طبعا تدرك واشنطن أن الغاز في آسيا الوسطى محال أن يصلها , و في إيران الحرب شبه مستحيلة, و لكن روسيا لم تكن تدرك أن البحر المتوسط يحوي الغاز الذي تريده واشنطن, فواشنطن حين أعلنت عن خط نابوكو كانت تعتقد موسكو أن هذا الخط ولد ميتا , و لكن واشنطن كانت تخطط أولاً للحصول على الغاز من مصر و ساحل المتوسط فلسطين و لبنان و قبرص, و مع تقسيم و تدمير سوريا ستحصل حكما بلا حرب على الغاز الإيراني , و بالتالي حكما لن تستطيع بعدها موسكو شراء الغاز الأذري, فبذلك تفقد موسكو نفوذها في المتوسط و آوروبا و وسط آسيا دفعة واحدة, و تكون واشنطن سيطرت على العالم للأبد.

    نابوكو حلم أردوغان:- نابوكو يجمع غاز المنطقة في تركيا, ليصدر الى آوروبا دون المرور في اليونان, فتتحول تركيا الى دولة ثرية بالترانزيت الذي يفترض أن يبدأ بـ 31 مليار متر مكعب و يصل الى 40مليار متر مكعب, و لهذا أردوغان الذي يدرك أن الوصول في البداية الى غاز وسط آسيا مستحيل أشرف بنفسه على زيارة القاهرة لدعوتها للتوقيع على اتفاق نابوكو, و لم يدرك وقتها حسني مبارك أن يوقع على وثيقة إقالته من السلطة.الصفقة مع أردوغان عبد الله غل و أمريكيا:

    -يقوم اردوغان و غل بتأسيس حزب إسلامي و تساعده واشنطن على الإمساك بزمام السلطة……

    - يقبل هذا الحزب بتقسيم مصر الى ثلاث دول , و العراق الى ثلاث دول و سوريا الى أربع دول….

    - تتعهد واشنطن بجعل النفوذ على الدول السنية من الدويلات الجديدة لتركيا, و تقبل تركيا بأن يكون النفوذ على باقي الدول لإسرائيل…..

    - تتعهد واشنطن بأن لا يمر إنبوب الغاز في اليونان كي تضمن تركيا الحصول على كامل قبرص و الدخول في الإتحاد الآوروبي على حساب اليونان…..

    - مقابل أن تحول الولايات المتحدة تركيا الى عقدة غاز عالمية يقبل أردوغان أن يكون النفوذ على هذه العقدة لواشنطن……

    - تساعد تركيا الولايات المتحدة في أفغانستان خصوصا و العراق. الدول التي كانت واشنطن بصدد إنشائها:-

    مصر :- دولة قبطية و دولة سنية متشددة و دولة للنوبيين, و دليل ذلك أعقب الثورة عنف طائفي مدروس حيث كانت تضن واشنطن أن سقوط سوريا لن يستغرق أكثر من شهر, و لأول مرة بعد الثورة الإعلام يتناول النوبيين في مصر, و سر الفراغ السياسي في مصر هو إنتظار تطور الأحداث في سوريا, و ما تفجير خطوط الغاز في سيناء الا رسائل على أن المشروع حتى لو نجح لن يصل الغاز الى آوروبا, و ما توقف العنف الطائفي في مصر الا لأن سوريا لم تسقط….

    سوريا :- المفروض تقسيمها الى أربع دول و سبب بداية الأحداث من درعا لان المشروع كان يقضي بترحيل كل أهالي درعا من الجنوب السوري بشكل نهائي, و من يتابع تسلسل بداية الأحداث يمكنه وضع تصور عن التقسيمات التي كانت تخطط لها واشنطن.

    و طبعا التقسيم سيشمل باكستان و الخليج و العراق و حتى تركيا,نفسها و يعتقد أن أردوغان وافق على تقسيم تركيا بحيث دولة صغيرة غنية و لها نفوذ أفضل من دولة كبيرة بلا نفوذ.الولايات المتحدة تشن هجومها الثاني:- رغم وصول أردوغان الى السلطة, و لكن كان على الولايات المتحدة إقناع حلفائها في الدخول في خط الغاز, فكانت الجزء الثاني من الهجوم بدأ بالثورة البرتقالية في أوكرانيا حيث إمدادات الغاز الروسي , و بدء التحرش بروسيا البيضاء, كذلك حيث إمدادات الغاز الروسي , و ثم تم إغتيال رفيق الحريري لبدء الضغط على دمشق,فكانت الحرب على لبنان و لكن عوضا عن تهجير أهالي الجنوب بشكل عام و الشيعه بشكل خاص الى العراق خسرت إسرائيل الحرب خسارة زلزت واشنطن نفسها, و كسرت هيبتها.

    لجأت واشنطن الى حلفائها الجدد في أوكرانيا للضغط على الغاز الروسي لكي تضمن الولايات المتحدة الدعم الآوروبي لمشروعها القادم, حيث لازال بجعبتها خطط بديلة, و فعلا قطعت موسكو الغاز عن آوروبا إسبوعين , واشنطن أرسلت رسالة بضرورة عدم الإعتماد على الغاز الروسي, و روسيا أرسلت رسالة بأن دول عبور الغاز هامة و بالتالي حتى لو جاء الغاز من مكان ثاني ضربه سهل, و نتج من هذه الحرب خروج البرتقاليين من السلطة برضى آوروبا.

    الغضب الروسي:- سارعت موسكو بالرد, و كان رد موسكو عنيف, بعد الإعلان عن خط نابوكو, حيث أعلنت غاز بروم بأنها ستسثمر في مشاريع غاز من أمريكيا اللاتينية و إفريقيا و آسيا و حتى واشنطن ستجد نفسها تشتري الغاز من روسيا, و أعلنت روسيا عن أربع خطوط غاز و بدأت فعليا بالعمل و هي:

    1 -السيل الشمالي يوصل الغاز من شمال روسيا الى ألمانيا عبر البحر دون المرور ببر بيلاروسيا و بدأ تنفيذ هذا المشروع فعلياً و بالتالي خف الضغط الأمريكي على روسيا البيضاء لان اسقاط بيلاروس لن يفيد بعد الآن بوقف إمداد الغاز…..

    2- السيل الجنوبي عبر البحر الأسود الى بلغاريا و منها يتوزع خط عبر رومانيا هنغاريا النمسا, و جنوبا عبر اليونان إيطاليا, و قد تم إنجاز معظم الإتفاقيات لمد هذا الخط……

    3- السيل الأزرق عبر تركيا فسوريا الأردن لمد الأردن و إسرائيل بالغاز, هذا يثبت أن موسكو لم تكن تعلم بوجود الغاز في المتوسط و قد تم إلغاء هذا الخط فعلياً, بعد أن علمت بإحتياطات الغاز في المتوسط……

    4- مد خط من نيجيريا الى النيجر فالجزائر لتسييل الغاز نقله الى آوروبا و لاحقا مد إنبوب الى آوروبا….

    5- قامت أيضا غاز بروم بالإستحواذ على نصف حصة شركة ايني الإيطالية في ليبيا , و بدأ بالإستثمار في السودان و زار بوتين مصر على أمل الإستثمار في مصر. و رداً على الخطوات الروسية سيبدأ الربيع العربي , تمهيدا لتقسيم المنطقة و عزل روسيا و الصين عن المتوسط, و الإستحواذ على غاز مصر و المتوسط , و ثم قطع الطريق في شمال آسيا على اية مشاريع روسية, من خلال إسقاط شمال إفريقيا, و هذا ما سنتكلم عنه في الجزء الثاني.


    [2] الربيع العربي

    رداً على التصعيد الروسي بدأت واشنطن بالتصعيد , و يمكن القول أن وثائق ويكيليكس كانت مقدمة لبدء الهجوم الأمريكي الجديد على المنطقة, فهذه الوثائق قد تم تسريبها عن قصد و لسبب, و ما تسريبات ويكيليكس الا رسالة أمريكية الى من تبتزهم بالشرق الأوسط مفادها من لا يسير معنا ستسرب وثائقه, و من جهة ثانية بين كل الف وثيقة بالإمكان تسريب وثيقة كاذبة بقصد زرع البلبلة للحرب النفسية.

    طبعا الهجوم على سوريا يحتاج الى الخاصرة اللبنانية التي لم تستطيع إسرائيل إحتلالها , و المال السعودي و الإرهابيين السعوديين, رغم ان المشاريع في الشرق الأوسط كلها دون إستثناء على حساب السعودية, فظهور قطر كان على حساب السعودية, و ثم ظهور تركيا كان على حساب السعودية, و بدأ التسريب عن بعض السياسيين اللبنانيين الذين إحترقت أوراقهم أصلاً, و حتى أن البعض كان يعتقدهم أنهم خونة أكثر مما ذكرت ويكيليكس, و قليلا مما يحدث في المملكة العربية السعودية .

    و لكن من أهم الوثائق كانت التي تتحدث عن الفساد في تونس, لدرجة أن بن علي أيامها حجب موقع جريدة الأخبار عن التونسيين كي لا تصل الفضائح الى التونسيين و السبب هو التحضير للهجوم على ليبيا و لاحقاً الجزائر لقطع الطريق أما روسيا و بل أمام النفوذ الصيني المتنامي في إفريقيا, و كان يجب التخلص من مبارك كذلك لعدة أسباب منها لزوم تقسيم مصر.

    التخلص من مصر كنقطة ضعف مرعبة بأي وقت من الممكن أن تسقط, تسليم الإخوان المسلمين الحكم في كبداية لتقسيم مصر و تنفيذ للصفقة مع أردوغان, و قبل الحديث عن الربيع العربي سنمر على السودان لنفهم تطور الأحداث في اليمن و الصومال و السودان لتشكيل صورة كاملة عن الأحداث , فماذا حدث في السودان.

    السودان:- الى جانب الغاز زاد الطلب الآوروبي على الوقود الحيوي, الذي بدأ من 1% و ارتفع الى 7% و سيصل الى 10% و بالتالي 10% من الوقود الحيوي ستكون ضمن الوقود في الإتحاد الآوروبي, و بدأ صراع روسي أمريكي على الوقود الحيوي, فقامت وشنطن و دون سابق إنذار بقطع القمح عن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم , كي تمنع موسكو من بيع المزيد من الوقود الحيوي في السوق الآوروبية و كلنا يتذكر أزمة القمح المصرية حين قامت سوريا بمساعدة مصر من مخزونها الإستراتيجي, و السودان الى جانب غناه بالنفط و الغاز مرشح لأن يكون أكبر مصدر للوقود الحيوي في العالم.

    و اشنطن وضمن الصفقة مع أمير قطر تم إنشاء شركة كافاك القطرية للاضافات البترولية و بدأت قطر بالإستثمار في السودان لحساب واشنطن, أي أن الولايات المتحدة وضعت قاعدة عسكرية في قطر لبدء إستخراج الغاز و الوقود الحيوي, و كان هناك في السودان صراع خفي أشعل السودان حيث جن جنون واشنطن من العقود بين السودان و الصين للتنقيب عن النفط و دخول غاز بروم للسودان لاستثمار الغاز, حتى وصل الأمر الى إستدعاء الرئيس السوداني الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على جرائم واشنطن في السودان, كما حوكم سابقا ميلوسوفيتش على جرائم الناتو و الأفغان العرب في يوغسلافيا, و لكن الصين التي غيرت إستراتيجيتها القتالية و أصبح بمقدورها شن ضربات إستباقية للحفاظ على الأمن القومي الصيني, و معها السودان شنوا هجوم مضاد من خلال دعم تمرد في تشاد التي تصدر الإرهاب للسودان.

    هنا حين وصل ثوار تشاد الى تخوم العاصمة التشادية أوقفت واشنطن مهزلتها و عدوانها في السودان عبر صفقة , و هدأ إقليم دارفور و نسي العالم أن الرئيس السوداني مطلوب للمحكمة الدولية, و لكن أمريكيا التي هزمت جزئيا , بدأت بإستراتيجية جديدة من خلال التضييق على إمدادات الصين من السودان فلم تنجح بضرب السودان فقررت ضرب خط الإمداد, فأصبحت بحاجة الى الصومال, و لكن قلبت الموازيين في وجهها مع ظهور المحاكم الإسلامية, فقامت قطر بالتدخل لحساب واشنطن و إشترت زعيم المحاكم الإسلامية, تحت وقع ضربات القوات الإثيوبية, و بدأ أعمال القرصنة في المضيق, و كانت تدار من دبي و يرسل للقراصنة السفن المستهدفة البعيدة عن القطع العسكرية عبر رصدها بالأقمار الصناعية, و كانت بداية لإشعال المنطقة فإشتعل اليمن في الشمال الحوثيين, و في الجنوب الإنفصاليين, و دخلت قوات روسية و صينية الى المياه لحماية المضيق من القراصنة و قبضوا على الكثير من القراصنة حتى أصبحت القرصنة تثقل كاهل من يديرها.

    و كما فجأة ظهرت القرصنة فجأة إختفت القرصنة بإشتعال اليمن في ثورات لقوى متصارعه, و لم تنجح واشنطن في شرب إمدادات النفط الصيني من السودان و لازال الصراع قائماً على منطقة أبيي الغنية بالنفط..

    عودة لبداية الربيع العربي:- إذا كان أسر حزب الله لجنود إسرائيليين قد قدم موعد الحرب فساعد حزب الله على النصر فإن إحراق أبو عزيزي نفسه سرع المشروع الأمريكي لينقذ سوريا لاحقاً, فتم إسقاط بن علي و لاحقا مبارك و بدء الهجوم على سوريا و ليبيا دفعه واحدة,ففي تونس حدث إنقلاب عسكري تحت غطاء الإحتجاجات الشعبية, و في مصر نفس الأمر, و من تونس دخل السلاح الى ليبيا و من مصر دخلت قوات شاركت في أحداث ليبيا, و ما المجلس العسكري الا حالة وقتية تنتظر القرار الأمريكي في حال سقوط سوريا, و لكن مع فشل إسقاط سوريا توقف العنف الطائفي في مصر و هذا يعني أن التقسيم مجمد الى آجل غير مسمى, و بعد أن كان مقرراً تسليم السلطة للإخوان المسلمين جاري حالياً تهميشهم كون الإستراتيجية تغيرت مع عدم قدرة واشنطن على إسقاط سوريا.

    في الهجوم على سوريا:- في البداية لنطرح السؤال التالي اذا كان عمر هيلاري كلينتون 70 عاما, و كان ساركوزي يهودي من آوروبا الشرقية, فما هو لون الثياب الداخلية لأردوغان؟

    طبعا السؤال غريب و الجواب يكون و ما دخل هذا بهذا؟ هنا نقول هكذا بدأت الأحداث في درعا مع فشل الدعوات عبر الإنترنيت كما حدث في مصر فبعد دعوتين لم يخرج اي متظاهر في سوريا بدأ تشغيل التظاهر قسراً. فتم الحديث عن إعتقال مجموعه أطفال , و لكن المظاهرات خرجت في 18 آذار ضد رجل أعمال سوريا, و ضد مشغل خليوي سوري و ليس مثلا ضد المشغل الثالث الذي كان من الممكن أن يكون سعودي أو قطري, و خرجت مظاهرات ضد إيران و ضد المقاومة اللبنانية, فأين هي المطالب الشعبية و أين هي الإحتجاجات…؟

    قد يكون من دفع للاطفال للكتابة على الجدران و من بلغ عنهم و من إعتقلهم يديرهم شخص واحد, فلم تتحدث السلطات السورية عن هذه القصة و لكن هذه القصة التي كان من المفترض أن تكون سبب الإحتجاجات, لم يتم التطرق لها بأي إحتجاجات, و حسب الأفلام التي رفعها المتظاهرون من درعا كان هناك مشفى ميداني في اليوم الأول للأحداث في الجامع العمري, حين يطلب إسعاف شخص الى الجامع, و من اليوم الأول كان هناك شخص واحد يرفع الأفلام على الأنترنيت و ليس تصوير أفلام من قبل محتجين و رفعها؟

    من اليوم الأول بدأت أعمال تمثيل لأفلام. في اليوم الأول للأحداث سقط مدني و ما يزيد عن 25 رجل أمن سقطوا شهداء و لكن في الإعلام كان يتم الكلام عن مئات القتلى, و بدأ تطور الأحداث في سوريا, في درعا كان يخطط لتهجير كل أهالي درعا الى غير رجعه لانها كانت تقف في وجه دولة طائفية تعتزم واشنطن إنشائها, و لهذا كان من المفترض أن يكون هناك حرب شوارع تستنزف الجيش و تهجر الأهالي و على حدود محافظة مجاورة كان من المفترض أن يشب نزاع طائفي معه تفقد الدولة السيطرة على الجنوب تماماً.

    و في الساحل يتم إثارة طائفه للهجوم على طائفة ثانية,و حين تثور هذه الطائفة يقطع السلاح عن الطائفة الأولى لتهجيرها و يقوم مسلحون بأعمال تفجيرات تستهدف طائفة ثالثة, فيكون هناك دولة بأمر الواقع, و في حمص نفس الأمر تقوم العصابات بترحيل طائفيتين من المدينة و بذلك تصبح العاصمة محاصرة و هي مشغولة بأحداث في دوما و ريف دمشق و تصبح مقطوعه عن باقي سوريا فتسقط الدولة المركزية, و لكن ما الذي حدث..؟

    في درعا:- ذهب وفد الى الرئيس السوري ضمنه بعض قادة العصابات المسلحة, بغض النظر عن المطالب الخدمية و لكن يبقى الطلب الأهم هو خروج قوات الأمن من درعا, بحجة حل المشكلة مع المتظاهرين الذين لا يزيد عددهم على خمسة آلاف من اصل ميلون و ربع المليون مواطن, و فعلا تم سحب كل قوات الأمن, فأعتقد زعماء العصابات أنهم غدروا بالرئيس و أنه وقع بفخهم فقاموا باحتلال درعا عبر العصابات المسلحة, و مثل هذا الأمر يحتاج تدخل الجيش و لكن الجيش لم يتدخل, فظنت واشنطن أن النظام ضعيف خصوصا بعد أن النظام أعلن عن إصلاحات أصلاً لم يطالب بها المتظاهرون, بل رفع قسم منها هيئة وحدة الشيوعيين(قدري جميل) الذين لا يزيد عددهم في درعا عن عشرة أشخاص, فالإصلاح في سوريا كان رداً على الأحداث و ليس مطلبا للمتظاهرين.

    و لان الجيش لم يدخل درعا طلب الأمريكي من العصابات المسلحة إستدعاء الجيش قصراً, فقامت العصابات بقتل خمسة جنود سوريين بالقرب من بلدة نوى, و فعلا دخل الجيش و لكن حسب الصحافة الإسرائيلية يجب على الجيش الإسرائيلي إعادة حساباته بقدرات الجيش السوري, فتفاجأ الجميع بقدرة الجيش, حيث حسم المعركة بخسائر لا تذكر.

    في بانياس:-حسب موقع استخباراتي صهيوني عن رجل مخابرات أمريكية أن الجيش العربي السوري نفذ عملية أرعبت العالم في دقتها من خلال إبعاد سفينة ألمانية كانت تدير العصابات في بانياس, و بناء جدار إلكتروني سيطرت عبره أجهزة الأمن على الإتصالات ثم دفعت بالعصابات الى كمائن قبض فيها على كل المجرمين و قادتهم, و خصوصاً منهم الجنسيات العربية.

    في تل كلخ:- نفذ الجيش العربي السوري عملية جراحية قبض خلالها على عشرات المسحلين, و بدأ بتضييق الخناق على مهربي السلاح و الإرهابيين.

    في حمص:- كانت العملية الأمنية الأكبر حيث كان الناس في حي السباع مشغولون بالمظاهرات بينما المخابرات السورية تفكك أكبر شبكة إتصالات أمريكية معلنة بذلك سقوط العدوان على سوريا, و يقال انه بعد تفكيك هذه الشبكة أمر الحريري بتشغيل مشغل خلوي ثالث في لبنان تويض عن هذا الإخفاق,لإدارة العمليات العسكرية في الداخل السوري.

    قبل أن نذكر نتائج هذه المرحلة من العدوان على سوريا, لنتذكر أنه خلال كل هذه الأحداث لم يتحرك اي من الإخوان المسلمين نهائيا لا في حماه و لا في جسر الشغور.

    الأمريكي يطلب الدعم:-أدرك الأمريكي أن معركة الناتو في سوريا فشلت فشلاً ذريعا, فكان عليه الإنتقال الى خطط بديلة و لهذا عليه أن يستدعي حلفائه و بالذات تركيا و قطر و إسرائيل, فكان التالي بعد تفكيك شبكة الإتصال الأمريكية:-

    1- هيلاري كلنتون تقول إن الاسد قدم ما لم يقدمه رئيس آخر, و طبعا كون آخر هم كلنتون الشعب السوري هذا الكلام يعني أننا فشلنا اذا لم تتحركوا سنفتح اتصالات مع القيادة السورية….

    2- أوباما يطلب من إسرائيل العودة الى حدود العام 1967 كنوع من الضغط عليها……

    3- عبد الحليم خدام يظهر علانية على التلفزيون الصهيوني و يطلب تدخل عسكري تركي……

    4- يتم الإعلان عن تأجيل خط نابوكو الى العام 2017 بعد أن كان مقرراً في العام 2014……

    5- أردوغان يشعر بالقلق على مستقبل خط الغاز و يبدأ بالتصعيد تجاه سوريا…….

    6- الأسد يصدر عفو عام عن محكومين من الإخوان المسلمين. فشل الأمريكي و الناتو في سوريا و إستدعى حلفائه , في الجزء الثالث ماذا فعل التركي و القطري و الإسرائيلي.



    [3] الخطة التركية

    تبدأ الخطة البديلة فتخرج لأول مرة مظاهرات في حماه و جسر الشغور, و طبعا المتظاهرين هم الإخوان المسلمين,فكانت الخطة التركية, يقوم مسلحون بإحتلال جسر الشغور كون عدد رجال الأمن فيها لا يزيد عن 80, فيضطر الجيش للتدخل , يغرق في حرب شوارع و عبوات ناسفة و يهاجر الأهالي الى تركيا فيتدخل الجيش التركي.

    و بعد أن طلب عبد الحليم خدام علنا على التلفزيون الإسرائيلي تدخل القوات التركية أعلن أردوغان علنا أن كل الخيارات متاحة تجاه سوريا بما فيها الحل العسكري, و طبعا تهديد إيران لتركيا بقصف القواعد العسكرية الأمريكية ليس الا رسالة للأمريكيين, و لكن اردوغان كان مصمما على الخوض في المغامرة, لان مستقبله كامل متعلق بالغاز.

    جسر الشغور:- بدأ التنفيذ و قام 400مسلح بالبدء بشن هجوم على مراكز الأمن و الشرطة و حين جائت تعزيزيات نصب لهم كمين و قتل كل من فيها و حاولت مروحية التدخل فاصيبت , و نجحت العصابات بإحتلال جسر الشغور, فبنى أردوغان مخيمات بإنتظار دخول الجيش,بعد أن إستشهد 120 رجل شرطة و أمن, بدأت الجزيرة و لمدة أكثر من إسبوع تكرر خبر مفاده نزوح بالعشرات من جسر الشغور تخوفا من دخول الجيش, و سيدخل الجيش بسبب مقتل 120 شرطي يقول نشاطون أن الجيش قتلهم حسب الجزيرة, و لكن لم يدخل الجيش بل إنتظر كثيراً في كل يوم كان يشعر المسلحون أن الجيش سيدخل , فأعلنت سوريا أن الجيش سيدخل و لكن لم يتحرك الجيش و بعدها مظاهرات تطالب بتدخل الجيش في جسر الشغور, و إستمر الأمر أكثر من أربعة أيام حتى تمركزت قوات من الجيش على مدخل المدينة و لم تدخل.

    و بعد عدة أيام أعلن التلفزيون السوري بشكل مفاجيء أن الجيش سيطر على المشفى الوطني في جسر الشغور, و تركيا تدرك أن المشفى الوطني هو مقر القيادة و السيطرة و بالتالي تم القبض على كل قيادات المسلحين, و مع ذلك طلب أردوغان من الجيش التركي دخول سوريا, و لكن الجيش التركي تفاجأ بوجود قوات سورية على الحدود ظهرت فجأة و لم يعد بمقدرة الجيش التركي الوصول الى جسر الشغور الا بأمر حرب على سوريا, و لم يتجرأ أردوغان على التوقيع على قرار حرب, فسوريا كانت تدرك اللعبة فقامت قبل أن تدخل الى المدينة بنشر قوات بشكل سري على الحدود و مع بدأ تنفيذ عملية تطهير جسر الشغور ظهرت القوات السورية للعلن, و عوضا عن دخول القوات التركية مع كاميرا الجزيرة دخلت القوات السورية مع 25 وسيلة إعلامية عالمية, و أمامهم بدأت بتنظيف المدينة من الكمائن و العبوات الناسفة, و إستخراج جثث الجنود السوريين من المقابر الجماعية.

    حماه و اللاذقية:- كانت الخطة البديلة عند الأتراك هي مفاوضة سوريا على رأس حزب الله أو تصفية القضية الفلسطينية مقابل الهدوء و تم إشعال حماه التي كانت تشهد أصلا إضراب بالقوة تحول الى إحتلال عسكري و تم قتل معظم رجال الأمن في المدينة, و منطقة الرمل في اللاذقية, على أمل أن يصل داوود أوغلوا ليفاوض سوريا بهم, و لكن سوريا طلبت تأجيل الزيارة ثلاث أيام, و حين وصل لم يكن بيده اي ورقة فقد دخل الجيش الى حماه قبض على العصابات المسحلة و خرج و في اللاذقية حسمت المعركة.

    دخول القطري على الخط:- بعد الفشل الثاني لأردوغان تدخل القطري بينما كان أردوغان يطلق تصريحات نارية تعبر عن الهسيتريا التي أصابته, و بطلب قطر تم تأسيس مجلس إنتقالي سوري, ترأسه برهان غليون دون أن يعلم , و قبض لاحقاً عشرين مليون يورو لقبول المنصب, و سمي الهرموش زعيماً للجيش السوري الحرب الذي واجبه إحتلال و لو 100 متر على الحدود لكي تقوم قطر و تركيا بالإعتراف بالمجلس الإنتقالي السوري كممثل شرعي لسوريا, و في هذه الأثناء كان من المفترض أن ينقل نبيل العربي رسالة الى دمشق و لكن دمشق كذلك طلبت تأجيل الزيارة أربع أيام و فعلا تم ذلك, فقام الأمير القطري بإطلاق تصريحه الشهير بإن الإحتجاجات في سوريا لن تتوقف حتى يتم تلبية شروط المتظاهرين, اي الشروط الأمريكية, و كان من المفترض عند وصول نبيل العربي و بعد تصريحات الأمير أن تكون هناك منطقة عازلة شمال سوريا , و لكن عوضا عن تحرك المجموعات المسلحة ظهر الهرموش على التلفزيون السوري. و من نتائج هذه المرحلة:-

    1- إقالة وضاح خنفر من قناة الجزيرة…..

    2-عودة البرامج الحوارية ليدخل فيصل القاسم على خط الحرب ضد سوريا…..

    3- أردوغان يصاب بهستيريا التصريحات النارية و يطلب فرض السلام بالقوة على إسرائيل, معلنا فشله في إسقاط سوريا, و فقدان الأمل من خط نابوكو……

    4- بوادر التخلي عن الإخوان المسلمين, حيث في مصر يظهر رئيس المجلس العسكري بلباس مدني و كأنه سيصبح مرشح رئاسي, و من جهة ثانية يترشح أحمد شفيق للإنتخابات……

    5- في مصر يتم تحديد موعد للإنتخابات النيابية….

    6-التلميح بإستهداف الجزائر كونها عقدة بوجه أمريكيا……

    7- نجاح سوريا في حل مشاكلها الداخلية دون إستعمال أي من أوراق الضغط و لهذا شهدت سوريا هدوء في آخر إسبوعين, و بل هدوء غير مسبوق……

    8- ظهور تسريبات عن حرب إستخباراتية يقصد بها سياسة الإغتيالات , و فعلا حدثت عدة حوادث في سوريا….

    9- ظهور جاسوس صهيوني على التلفزيون السوري بشكل مفاجيء يعتقد أنه بداية الرد السوري ليؤسس لمرحلة الإنتقال من الدفاع الى الهجوم. فماذا تحمل الأيان القادمة لسورية, هو ما سيظهر, و لكن أصبح من المؤكد أن واشنطن و حلفائها هزموا شر هزيمة في سوريا,لدرجة أن الإتحاد الآوروبي الذي يتشدق بحرية الإعلام يفرض عقوبات على قناة الدنيا


    [4] ماذا تحضر واشنطن ؟

    معادلة إما سقوط سوريا أو سقوط الولايات المتحدة:-لفهم نتائج ما يحدث على الأرض و خطره على مستقبل واشنطن ذكرت سابقا عن تزايد النفوذ الروسي في آوروبا, و إفريقيا مع تصاعد الدول الناشئة كالبرازيل و جنوب إفريقيا و الهند و الصين و تأثيرهم على مصالح واشنطن, و على وحدة حلف الناتو, و لكن هناك مخاطر أخرى أكثر كارثية على واشنطن في حال لم تستطيع وضع اليد على مصادر الغاز.

    منذ العام 1976 سحبت الولايات المتحدة ذهبها من حماية الدولار و باعته لتنقذ نفسها على حساب العالم, و اصبح العملة الوحيدة في العالم التي لا ترتبط بالذهب و من تاريخها اذا صعد الذهب هبط الدولار و اذا هبط الدولار صعد الذهب, و طبعا قامت واشنطن بهذه الخطوة بعد أن كادت تصل الى الإفلاس فسرقت العالم بخطوة إحادية الجانب.

    و لكن اليوم هذه الخطوة لا تتكرر, علماً بأن ديون الولايات المتحدة الفيدرالية تعادل 14200 مليار دولار بعد حربيها في العراق و أفغانستان, و ما رفع سقف الدين الأمريكي الا تأجيل للازمة التي قد تدمر الإقتصاد الأمريكي. في السابق كانت واشنطن تسترجع عملتها الخضراء, و مع هذا الإسترجاع كان الدولار يحافظ على قيمته, رغم انه ليس الا ورقة بلا معادل ذهبي, و خصوصا حين كانت تسيطر على معظم منابع النفط و بشكل خاص في الخليج العربي, الذي لا يسعر النفط بالدولار و يربط عملته بالدولار فقط, بل كل الدولارات التي يقبضها يعيدها الى واشنطن لشراء بضائع امريكية, و اسلحة, و كإيداعات فمثلا دولة عربية واحدة لها إيداعات في الولايات المتحدة بقيمة 3400 مليار دولار, و لكن في السنوات الماضية و بعد أن أصبح الغاز ينافس النفط, و بعد كلفة الحروب التي شنتها واشنطن و لم تحصل على ثمنها , و التقارب الروسي الصيني الذي جعل من الصين قوة ترفض شراء سندات الخزينة الأمريكية, و لا تخضع للضغوط الأمريكية برفع قيمة عملتها, فإن مستقبل العملة الخضراء أصبح في خطر, و ما تضاعف سعر الذهب خلال السنوات السابقة الا مؤشر إنهيار العملة الخضراء, و بالتالي الأمل الوحيد لواشنطن هو ضمان بيع الطاقة بالدولار الأمريكي حتى لو لم تسيطر عليه , فجزء من حرب الغاز و تحدثنا عنه يتعلق بالنفوذ و الجزء الآخر و هو الأخطر على واشنطن يتعلق بالعملة الأمريكية نفسها, و لفهم شدة الخطر على واشنطن في حال فشلت في مد خط نابوكو لنأخذ الإحتمالات:-

    اولا أن تسيطر واشنطن على غاز المنطقة و البدء بعزل الغاز الروسي عن آوروبا فإن واشنطن كما أسلفت في الجزء الأول من هذه الدراسة فإن النفوذ الأمريكي سيمتد الى وسط آسيا و بالتالي ستصبح واشنطن كذلك شريك في نفط و ثروات بحر قزوين……

    ثانيا أن تفشل واشنطن في تغذية خط نابوكو و إسقاط الجزائر و بالتالي هناك ست أنابيب غاز ستغذي آوروبا بدون نفوذ الأمريكيين و بالتالي يصبح الإتحاد الآوروبي تحت رحمة روسيا و حلفائها, و عملة بيع هذا الغاز بيد روسيا و بالتالي قد لا تكون الدولار و بل من المؤكد أن البيع سيكون بسلة عملات الدولار المتهاوي ليس ضمنها, و يضمن لموسكو نفوذ على ثروات بحر قزوين, و هذا يعني تهاوي النفوذ الأمريكي من إفريقيا الى آسيا الى آوروبا و معه تهاوي العملة الأمريكية. فواشنطن حين شنت عدوانها على سوريا كانت تدرك أن عدم سقوط سوريا قد يعني سقوط الولايات المتحدة الأمريكية, و لهذا من الواضح أنها كانت تملك خطط بديلة فماهي الخطط البديلة.

    1- توجيه ضربة عسكرية لإيران, و لكن مثل هذه الضربة قد تدمر الإقتصاد العالمي كون أكثر من نصف بترول العالم سيكون تحت الرحمة الإيرانية, فكانت تحاول واشنطن إستخراج النفط من خليج المكسيك لعلها تؤمن بديلا للنفط خلال فترة الحرب و مع التسرب النفطي فشلت في إستخراج النفط, و بدأ الوقت يداهمها….

    2- إسقاط سوريا فشل تماماً و لم تتمكن من وضع يدها على المنطقة

    3- يمكن تلمس الخطط البديلة من خلال دخول القطري على خط إنقاذ اليونان التي كانت كبش الفداء الأمريكي لأردوغان فيما لو نجحت واشنطن بإسقاط سوريا, فمن الواضح أن واشنطن بعد أن خسرت مخطط ضخم جداً ستعود لسياسة العصا و الجزرة, فبعد أن كانت تتآمر مع التركي على اليوناني الآن واشنطن تؤيد اليوناني ضد التركي و قطر تستثمر في اليونان , و اليونان هي البلد المتوقع أن يدخله خط الغاز الإيراني, فهل واشنطن ستحرك عملية السلام و تعيد محاولة جر الغاز بالطرق السلمية, أو ستقوم بالإنتقال الى تصعيد جديد تجازف فيه بكل ما تملك. من المؤكد أن سوريا إنتصرت في هذه المعركة و لكن من المؤكد أن معارك قادمة ستبدأ.

    د. غادة اليافي
                  

12-28-2011, 11:44 AM

صلاح الدين نزلاوى
<aصلاح الدين نزلاوى
تاريخ التسجيل: 11-10-2011
مجموع المشاركات: 959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: البحيراوي)

    السلام عليكم
    فى رأينا ان المقال جيد حيث اعطى نوعا من التحليل قد نتفق معه فى بعضها ونختلف فى البعض الآخر منه.

    الجدير بالذكر أن أهم ما استند اليه التحليل هو ماذا تريد امريكا من السودان بل العالم، الكاتب استطاع ان يوظف المصالح الامريكية الانية والمستقبلية فى المنطة من خلال تحليله وربطها بالتداعيات الاخيرة من مقتل أطور وخليل ، بل ذهب اكثر من ذلك الى حتمية انصياع المؤتمر الوطنى من بوابة العرب للمشروع الامريكى
    Quote: لم يكن للمؤتمر الوطني سوى أحد سبيلين: إما الإنخراط في المشروع الأمريكي بالكامل عبر بوابة الدول العربية عرابة هذا المشروع بالمنطقة والإستمرار في السلطة، أو الرجوع إلى شعبه ومصالحته والإستقواء به في مواجهة الإمبريالية والإستعداد لمغادرة السلطة عبر إنتخابات حرة نزيهة في مستقبل قريب.


    وابان الكاتب بان الحافز للمؤتمر الوطنى كما يلى
    Quote: فالكعكة المطروحة على هذه السلطة كبيرة، تتمثل في مردود الإنخراط في المشروع الأمريكي على النخبة الحاكمة، والبقاء في السلطة مع رفع العقوبات والحصار الإقتصادي ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وشطب الدين الخارجي عوضاً عن إعادة جدولته.

    وواصل الكاتب تحليله لخيارات المعارضة المدنية والمسلحة لحكومة السودان من خلال ذات المصالح الامريكية المذكورة فى مقاله(علما بأن مصالح ومطامع امريكا اكبر بكثير مما ذكر) بأن ليس لها سبيل إلا أن تسلك واحدة من الطرق التالية :
    Quote: وعلى تحالف كاودا قراءة هذه المعادلة بعيون مفتوحة. وذلك لأن ضغطه على حكومة الجنوب وتعويله على دعمها له، سوف يتعارض قريباً مع مصلحة مواطني جنوب السودان الذين ليس لديهم مصلحة في إستمرار التوتر مع جارتهم الشمالية التي سوف تصل إلى تسوية إلى القضايا العالقة مع دولتهم تحت ضغط المصالح الصينية والهراوة الأمريكية الكبيرة. كذلك سوف تتعارض رغبة حكومة الجنوب في دعم هذا التحالف – إن وجدت، مع المشروع الأمريكي الرافض لإسقاط النظام. وهذا يعني أن أمام هذا التحالف ثلاث خيارات: أن يقوم بإسقاط النظام بعمل عسكري خاطف، أو أن يتأقلم مع حرب طويلة الأمد بدون دعم من دولة الجنوب، أو أن يصل إلى تسوية سلمية مع النظام.


    السؤال المهم هو
    إذا كانت خيارات امريكا واضحة للمحافظة على مصالحها فى السودان عبر فرض هيمنتها على الحكومة والمعارضة معا ، فما هو الدور المطلوب من الحكومة والمعارضة للحفاظ على مصالح الامة السودانية ؟

    رسالة :
    إنى أرى ما لاترون
    انى ارى السودان يضعف بايدى بنيه
                  

12-28-2011, 12:21 PM

عادل فضل المولى
<aعادل فضل المولى
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخليل شهيداً!! .. قرابين نجاح المشروع الأمريكي في السودان/أحمد عث (Re: بشير أحمد)

    مقال جيد رغم الاسهاب في جزئية الغاز
    لكنه الغى تماماً ارادة الشعب السوداني في اعادة رسم الخارطة السياسية
    لك الله يا شعب أكتوبر وابريل
    الكوزنة والامبريالية محاصراك من هسي ولحدي القيامة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de