|
|
 العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة
|
لفت نظرى هذا الموضوع فى حريات منقولا عن ايلاف ، وذلك على قلة ما وقع تحت يدى مما يكتب حول الامر بالعربية ،
اتى به من أجل الحوار وتوضيح قضايا ربما تكون غائبة عن الأذهان:
العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة..بقلم : إبراهيم الحيدري
January 26, 2012
إبراهيم الحيدري..
حاولت النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت تقديم دراسات تحليلية نقدية لواقع المجتمعات الصناعية بعيدة عن التحليلات الايديولوجية وهو ما ابعدها عن القيام بتأسيس فلسفة لحداثة معاصرة. وإذا كان هناك ضرورة للحفاظ على القدرة النقدية لمدرسة فرانكفورت وتطويرها، فمن الضروري اعادة التفكير بالحداثة على أسس جديدة، خصوصا بعد النقد الذي وجه اليها من قبل ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو في كتابهما “جدل التنوير” وكذلك رواد ما بعد الحداثة، وتأسيس خطاب فلسفي جديد للحداثة يقوم على نظرية نقدية حقيقية للتحرر والتنوير يعيد الاعتبار الى العقل والعقلانية ويطور شروط الوجود الانساني.
ويرى هابرماس، فبدل التخلي عن هذا المشروع الفلسفي للحداثة ينبغي نقده وإظهار سلبياته وايجابياته واستخلاص الدروس منه، انطلاقا من تعريف هيغل للحداثة في سياقها التاريخي، “كأزمنة حديثة” وتعبيرا عن “روح العصر” وتأكيدا على “الزمن الراهن”، وهو عصر التنوير. كما انطلق من تعريف بودلير وفالتر بنيامين لمفهوم الحداثة الفنية والأدبية للتمييز بين الجمال المطلق والنسبي وبين الجوهري والعابر، وجعل الحداثة في مقدمة المباحث الفلسفية، كما في عصر التنوير.
لقد جمع هابرماس، في مشروعه لتأسيس فلسفة معاصرة للحداثة بديلا لمشروع الحداثة الذي لم ينجز، تراث كانت وهيكل وماركس وفيبر في نظرية اطلق عليها “العقل النقدي التواصلي” كإطار فلسفي نظري لنقد العقل، الذي له قدرة على التفسير الاجتماعي والسياسي والقانوني، وكنظرية تسمح بقيام تفكير عقلي نقدي جديد مستقل ومناسب لعصر الاتصال والتواصل الذي نعيشه اليوم.
وقد انطلق هابرماس في كثير من بحوثه النقدية من مناقشة اشكالية «الحداثة وما بعد الحداثة» وربطها بنظرية «الفعل الاتصالي» وبإمكانية التوصل الى نظام عالمي من الممكن ان يكون عقلانياً وسلمياً. ووضع فرضية أساسية تهدف الى توفير عوامل جديدة من داخل مجتمع «ما بعد الحداثة» تجعله في وضع يصعب على افراده التصرف بعدوانية سافرة، عن طريق تأسيس عقلانية تواصلية جديدة توجه الاهتمام الى نوعية العلاقات الاجتماعية والاتصالات الرمزية، وتراجع نفسها عبر التعلم من الثقافات الاخرى وعبر التفاهم والحوار المفتوح على الآخر لتتجاوز بذلك ما نكص عن تحقيقه عصر التنوير، في عصر بدأت فيه الشكوك تتسرب حول جدوى الحداثة وعقلانيتها.
ان الارتياب من تيار “ما بعد الحداثة” يشكل اليوم عند هابرماس خوفاً مزدوجاً، من اندماج عالمي التنظيم لا يراعي المساواة بين البشر وإساءة فهم معنى “الاختلاف” بينهم، وفي الوقت ذاته اختفاء البنية العلائقية مع الآخر وكذلك الاختلاف معه وتسويف اعادة الاعتبار للحرية بمعناها العام والواسع.
صاغ هابرماس في نظرية “الفعل التواصلي” مفاهيم اساسية برؤية سوسيولوجية ليست ذات بعد واحد للعلاقات التواصلية التي تقوم في الحياة اليومية، والتي لا تفجر علاقات ايجابية فحسب، بل وتربط بين الجماعة والمجتمع، ولا تنظر الى “الاختلاف ” بحساسية شديدة وإنما تنظر الى الآخر من موقع الاحترام المتبادل، الذي لا يعني بالضرورة التشابه معه، وانما احتواء” الآخر” في اختلافه، وهو ما يضمن تكافؤ الفرص امام الآخر المختلف وامكانية تجاوز اي كراهية وحساسية، وكذلك الغاء الثغرات التي من الممكن ان تحدث في حدود كل جماعة. وان تماسك وحدة جماعة، انما يتم عبر التفكير السلبي الذي يعمل على هدم التمايز والتمييز ومراعاة التفاهم والتواصل والحوار.
وقد اعتبر كتابه العقل التواصلي “كتاب العمر”، فهو عمل سوسيولوجي وفلسفي رصين بمثابة اضافة هامة للعلوم الاجتماعية يعرض تشخيصاً “لمجتمع مريض” يحلل أسباب مرضه التي ارجعها الى القوى المخربة التي تهدد الإنسان والحياة الاجتماعية، منطلقاً من ان الإنسان المعاصر، وبالتالي المجتمع، ليس مستقلاً اقتصادياً بالدرجة الأولى، كما افترضت الماركسية، وليس مهدداً من دكتاتوريات سياسية او ايديولوجية كما افترضت مدرسة فرانكفورت في مرحلتها الأولى، انما هو مهدد من اقتحام الأساليب البيروقراطية التي تهيمن على العلاقات الاجتماعية التي فقدت خصائصها الإنسانية واصبحت علاقات شكلية أطلق عليها “استعمار عالم الحياة”.
كما يهدف مشروعه الى صياغة نظرية اجتماعية – فلسفية للحداثة تضع نموذجاً شاملاً وواضحاً لتاريخ الأمراض الاجتماعية وتطرح عالم الحياة في بنية تواصلية وصيغ تحللها مع نظم السلوك المنظمة شكلياً، منطلقاً من وجوب تحسين إمكانيات المشاركة العلنية وكذلك نقد المعوقات التي تقف في طريقها نقداً عقلانياً رشيداً.
ان نظرية “العقل التواصلي” لهابرماس ينبغي فهمها من خلال الطاقة التي يتضمنها السلوك التواصلي، تلك النظرية التي كشفت حتى الآن عن ” مشروع حداثة لم تكتمل”، كشروط لوضعية لغوية مثالية. فهو يتحدث عن”تخاطب اعتباري” يعبر عن موقف اتصالي ناجح ومتحرر من كل سلطة. ومن اجل تأصيل نظرية اتصالية لممارسة اجتماعية لا يقررها العمل، وإنما الخطاب، اللغة، يدعو هابرماس الى تغيير مفهوم النقد من الأساس. فالنقد عنده يهدف الى تأسيس افعال تواصلية ناجحة وليس الى نقد الاوضاع الاجتماعية، اذ ان نقد الرأسمالية كان قد تنحى بعيداً، وان يستند النقد على منطق توثيقي وعلى اخلاقية الخطاب الذي يتفتح على عناصر مهمة لنظرية “اخلاقية نقدية” تقارب النظرية النقدية ولكنها لا تلغيها. ويرى هابرماس، ان في مقدم الأخطار التي تواجه المجتمع اليوم بصرف النظر عن الامن السياسي، هو تحطيم بنيات التواصل في خصوصيتها الانسانية التي ترتبط بالتوسع المستمر للبيروقراطية في ميادين الحياة الاجتماعية، اضافة الى تدخلات القوانين والمصالح حتى في الحياة العائلية الخاصة. ومع ان هابرماس لا ينكر ضرورة وجود قوانين سياسية لحل الصراعات، ولكنه يريد ان يثبت اتجاهاً يشير الى العلاقات الاجتماعية التي نلاحظها كل يوم وفي كل مكان، حيث تكون اماكن الحديث التقليدية مفتوحة ومكشوفة، في عصر التحديث الرأسمالي، ولكنها في الوقت ذاته، مرتبطة بإجراءات بيروقراطية. وبحسب هابرماس، فإن العقل التواصلي يتضمن عموماً فكرة التعايش التي تقوم على التفاهم والحوار واحترام الرأي والرأي الاخر. وكمفهوم مكمل ” للعقل أو الفعل التواصلي”، يضع هابرماس مفهوم “عالم الحياة المعاش ” الذي يمكن اعتباره عقلانياً وتفاعليا، لكن عندما تتدخل الدولة في العلاقات الاجتماعية لا يمكننا اخذ هذه العقلانية في الاعتبار.
وتلعب اللغة دورا هاما وقاطعا باعتبارها نواة الفعل التواصلي ومدخلاً ووسيلة للتفاهم، وقد استخدم مفهوم “التفاعل الرمزي” الذي اخذه من هربرت ميد، الذي رأى أن اللغة والوعي يرتبطان في السياق الاجتماعي في شكل وثيق، وهو ما يعطيه هابرماس اهمية كبيرة، ذلك انه يرى، بأن الوجه الثاني للفعل التواصلي العقلاني هو الحكم المعياري على الأفعال التي تعرف الى حد بعيد، النموذج الشامل للفعل الإنساني الرشيد، وان البشر يقومون بصنع واقعهم اكثر من الاعتبارات الأخرى، وبهذا فهم لا يخضعون للطبيعة ولا للحاجات الجسدية الفيزيقية، وإنما يسلكون هنا ضمن حدود حضارية – تاريخية بوعي واستقلالية، وهم يستطيعون ان يقولوا: نعم او لا، وبهذا يستطيعون تغيير الواقع.
وتتجسد المعرفة عند هابرماس فى افعال ذات قواعد معيارية وتطبيق تجارب ذاتية. وعن طريق التفاهم والحوار يتوصل الافراد الى اجماع في الرأي او الى قاسم مشترك يحل مشاكلهم، كما في حالات التفاوض بين العمال وأرباب العمل وبين البائع والمشتري وبين الأولاد والأم والأب، حيث توجد في لغة التفاوض شحنة عقلانية كامنة تؤدي الى تقارب المواقف وإيجاد الحلول المناسبة.
ويظهر الفعل التواصلي في ثلاثة وجوه مختلفة: كفعل انساني منظم، كما يظهر في عملية انتاج البضائع لتحقيق هدف معين، كفعل انساني منظم حسب المعايير السائدة في المجتمع، وفعل انساني منظم يعرض اوضاع الفاعلين الاجتماعيين وأهدافهم وحاجاتهم.
والفعل التواصلي لا يقوم على تبادل المعلومات فحسب، وإنما على تأويل ما يحدث وان يبلور قواعد وآليات تساعد العقل الجمعي على التواصل وبناء العالم الاجتماعي المعيش، حيث لا يمكننا معرفة العالم واكتشافه من دون معرفة وفهم العبارات التي يتبادلها الناس من خلال التواصل الذي لا يتم إلا بواسطة اللغة وكذلك من خلال فهم شروط نجاح او فشل التواصل الاجتماعي الذي يميز العلاقات الاجتماعية التواصلية.
وبهذا يرد هابرماس على رواد ما بعد الحداثة الذين يشكّون في النزعة العقلانية المتفائلة لهابرماس ويؤكدون على الاختلاف بدل الاتفاق، لأنه يثق بالطبيعة البشرية وبالعقل التنويري اكثر من رواد ما بعد الحداثة.
ايلاف
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
| Quote: حاولت النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت تقديم دراسات تحليلية نقدية لواقع المجتمعات الصناعية بعيدة عن التحليلات الايديولوجية وهو ما ابعدها عن القيام بتأسيس فلسفة لحداثة معاصرة. وإذا كان هناك ضرورة للحفاظ على القدرة النقدية لمدرسة فرانكفورت وتطويرها، فمن الضروري اعادة التفكير بالحداثة على أسس جديدة، خصوصا بعد النقد الذي وجه اليها من قبل ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو في كتابهما “جدل التنوير” وكذلك رواد ما بعد الحداثة، وتأسيس خطاب فلسفي جديد للحداثة يقوم على نظرية نقدية حقيقية للتحرر والتنوير يعيد الاعتبار الى العقل والعقلانية ويطور شروط الوجود الانساني. |
فى تقديرى ان الكاتب لم يحالفه التوفيق فى ضربة البداية ويبدو انه مارس فصلا تعسفيا بين هابرماس وتطور مدرسة فرانكفورت ولذلك سوف اقوم بتوضيح قضية هامة جدا ، وهى تلك المتعلقة بنقد هابرماس لجدل الانوار dialectic of enlightenment
وهذا ما سوف اجتهد فى توضيحه بشكل جيد لانه يتعلق بالخروج عن الماركسية نفسها وهو الخروج الذى مارسه هابرماس بكفاءة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
القضية التالية التى تستدعى الوقفة والتوضيح هى ايضا فصل تعسفى اخر مارسه الكاتب بين هابرماس وما بعد الحداثة ،
هابرماس يمكن تصنيفه ضمن مدارس ما بعد الحداثة وهى مدرسة تعرف بالحداثة النقدية ، ذلك لان هناك اتفاق بين علماء الاجتماع فى ان ظاهرة الانعطاف اللغوى ونقد الحداثة هى ما يميز مدارس ما بعد الحداثة عن مدارس الحداثة ، اضافة الى اشياء اخرى تميزها سوف اقوم بتوضيحها ،
سوف نتعرض لطبيعة النقد بين الحداثة النقدية وغيرها من مدارس ما بعد الحداثة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
All political revolutions, not affected by foreign conquest, originate in moral revolutions. The subversion of established institutions is merely one consequence of the previous subversion of established opinions.
John Stuart Mill
اعلاه ما صاغه اهم فلاسفة الفكر اليبرالى ان لم يكن اهمهم على الاطلاق وهو الفيلسوف الانجليزى جون ستيورات ميل ،
قام ميل بصياغة العبارة اعلاه فى العام ١٨٦٩م حينما اصدر بحثه الاول حول الحرية On Liberty
يلاحظ انه صدر فى نفس الزمن الذى تشكلت فيه الماركسية
اعود لتوضيح ما قصدت وعلاقته بالموضوع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: Muhib)
|
شكرا يا مهيب على مرورك المهيب
أتفق مع التعليق واتمناك البقاء هنا
استطاعت الماركسية التى تم صياغة نصوصها فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، ان تجد انتشارا واسعا مفارنة بالنصوص الليبرالية الاصيلة خاصة تلك التى صاغها جون ستيورات ميل !
ربما لان الماركسية كانت الاكثر صياحا واحتجاجا على الاوضاع التى كانت فى منتهى السوء فى ذلك الزمان الامر الذى سهل عليها انتزاع مشروعية ما فى التحدث نيابة عن العمال والطبقات الفقيرة وان تكون خليفتهم فى الارض !
على ان ارتباطها فى اذهان الناس بالتجريبية هو ما اتاح لها مساحات الانتشار ، مقارنة بالنصوص الليبرالية التى تتميز بالتواضع لدرجة اتهامها (بالصياغات الانشائية )!! مع أنها تحمل فى طياتها محاولات مخاطبة (الطبيعة الانسانية) بعيدا عن ادعاءات (السببية التى غزت العالم مع صعود الحداثة)
هابرماس هو من أعاد الحياة والعمق الفلسفى لنصوص الفيلسوف جون ستيورات ميل ، وسوف اقوم بتوضيح ذلك من خلال نقده لجدل الانوار لادرونو وهروكايمر من اعمدة مدرسة فرانكفورت ،
مع ملاحظة ان خروج هابرماس عن الماركسية او النسخة الهيجيلية منها لم يكن اطلاقا على حساب التقاليد العريقة لمدرسة فرانفورت حتى نضع هابرماس حارجها كما فعل كاتب المقال !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
المقصود بمدرسة فرانكفورت المعهد الخاص الذى تم تأسيسه فى فرانكفورت الالمانية قبيل الحرب العالمية الثانية ، وقد ضم مجموعة من الفلاسفة وعلماء الاجتماع وعلم النفس الاجتماعى وعدد من الباحثين فى الثقافة .
ارسى هؤلاء تقليد فكرى وفلسفى يقوم على نموذج (براديم) يشترك فى افتراضات مماثلة، يطرح تساؤلات مشابهة، والاهم من كل ذلك انه باراديم تأثر بتقاليد الفلسفة الجدلية الالمانية الحديثة والتى كانت سائدة فى ذلك الوقت وهو الجدل الهيجيلى - الماركسى .
كان رواد المدرسة يعدون أقلية مقارنة بتقليدين فكريين كانا سائدين فى ذلك الزمان وهما الكانطية الجديدة من جهة والمنطق التجريبى من جهة ثانية .. كان ماكس هوركايمر مدير المركز فى ثلاثينات القرن الماضى والمسءول عن تطوير نموذج المدرسة وهو الباراديم الذى عرف بالنظرية النقدية Critical Theory
والنظرية النقدية كان عبارة عن نشاط نظرى جديد لتغذية جدل هيجيل وماركس وتطويره بواسطة معارف مستنبطة من العلوم المختلفة خاصة :
التحليل النفسى psychoanalysis
السوسيلوجيا الالمانية
الانثربولوجيا او علم الاجناس
اعمال فلاسفة لم يكونوا من ضمن المرموقين فى ذلك الزمان زعلى رأس هؤلاء فردريك نيتشة 1844-1900م
ارثر شوبينهاور 1788-1860م.
أهم ما يميز النظرية النقدية(خصائصها) هو انها:
1- مستنبطة من علوم محتلفة interdisciplinary
2- تأملية reflective
3- جدلية dialectical
4- خاصية القدرة على النقد critical
من الملاحظ هنا انها تستنبط مفاهيمها من العلوم الانسانية بنفس القدر الذى تعتمد فيه على معارف العلوم الطبيعية وهو ما يميزها عن الماركسية مثلا التى اقتصرت على العلوم الطبيعية
وهو الشىء الذى مكن النظرية النقدية من التطورات اللاحقة بعكس المعرفة الماركسية التى ظلت تعانى من الطبيعة الاقصائية وهى طبيعة لازمتها حتى الان !
هذه الخصائص ضرورية فى تتبع مسار مدرسة فرانكفورت على يد الجيل الثانى من امثال يورجن هابرماس حيث سوف نرى كيف استطاع الخروج بنتائج جديدة
اى كيف استطاع تطوير النظرية النقدية والوصول بها نحو افاق جديدة قصرت عنها النسخة الهيجيلية من الماركسية التى كانت مدرسة فرانكفروت قد استندت عليها كفلسفة،
وهو خروج بنتائج جديدة ولا يعنى اطلاقا خروج عن التقاليد الفكرية للمدرسة او لنظريتها النقدية والتى اشرت اليها من خلال خصائصها الاربع...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
الاخ العزيز شهاب
تحياتى وتقديرى لمرورك خاصة واننى على إطلاع بمساهماتك الفكرية والفلسفية هنا فى البورد فارجو ان تبقى معنا
تلاحظ ان المقال كان قد استله صاحبه الحيدرى بالعبارة التالية :
| Quote: حاولت النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت تقديم دراسات تحليلية نقدية لواقع المجتمعات الصناعية بعيدة عن التحليلات الايديولوجية وهو ما ابعدها عن القيام بتأسيس فلسفة لحداثة معاصرة. وإذا كان هناك ضرورة للحفاظ على القدرة النقدية لمدرسة فرانكفورت وتطويرها، فمن الضروري اعادة التفكير بالحداثة على أسس جديدة، خصوصا بعد النقد الذي وجه اليها من قبل ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو في كتابهما “جدل التنوير” وكذلك رواد ما بعد الحداثة، وتأسيس خطاب فلسفي جديد للحداثة يقوم على نظرية نقدية حقيقية للتحرر والتنوير يعيد الاعتبار الى العقل والعقلانية ويطور شروط الوجود الانسان |
أسجل اختلاف اخر مع الكاتب (الحيدرى) لان جدل الانوار لم يكن اعادة نقد للحداثة بقدر ما كان تطوير للجدل الهيجيلى الماركسى فى تجاه معاكس لتفاؤل ماركس ، ذلك التفاؤل الساذج الذى اعتقد بحتمية انهيار الرأسمالية، بمعنى اخر قام جدل الانوار بالسير فى اتجاه تطوير النسخة الهيجيلية من الماركسية فى اتجاهات فيبرية تشاؤمية (نسبة لماكس فيبر). فقد كانت اتجاهات تطور مدرسة فرانكفورت مقيدة بعقلانية فيبر وتعد تطويرا لها خاصة بعد انتقال روادها من المانيا الى جينيفا ثم الى الولايات المتحدة نتيجة لاضطهاد النازية المتزايد بحكم ان اغلب الرواد كانوا من الساميين او اليهود !
نقد جدل الانوار الذى مارسه هابرماس هو ما افصح عن اتجاهات ايجابية تمثلت فى اعادة نقد الحداثة ونفض ما علق بها من ادران (السبب الاداتى ) ، وهى ذات الاتجاهات التى افضت الى الخروج من القفص الماركسى لولا ثم الفيبرى الحديدى ثانيا ..
هذا ما سوف يتضح من خلال السرد فابق معى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
طلعت الطيب :
تحايا خاصة
Quote: ما يميز النظرية النقدية هى انها رفضت مثل هذا التصور الثنائى التقليدى للمعرفة وذلك لمصلحة تصور اخر يعتبر كل من المعرفة والنظريات جزء من صيرورة او عملية تاريخية متحركة ، وهى معرفة كما نرى جدلية هيجيلية الطابع، لان الطريقة التى ننظر بها الى العالم (نظريا او غير نظرىا) والطريقة النى ينعكس بها هذا العالم مجرد طريقتان يجب ان يحدد كل منهما الاخر .
|
جميل اعتبار ان كل النظريات صيرورة تؤدي الي تطور متصاعد
في التفكير الانساني المعرفي ولكن اعتبار الهيغلية معيار لهذه
الصيرورة هو بحد ذاته وقوع في الخطأ الذي حذروا منه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
عزيزى عبد اللطيف
تحيات حارة
شكرا للملاحظة ،
نحن ما زلنا نتحدث عن النظرية النقدية على مستوى الجيل الاول من رواد فرانكفورت فى السياق اعلاه ،
اشكرك على التنبيه وارجو ان يفهم الناس هنا اننى معنى بتطور النسخة الهيجيلية من الماركسية فى اتجاهات معينة حتى اوصلها كل من ادورنو وهوركايمر الى نهايتها المنطقية فى جدل التنوير
وهى نهاية يمكن من خلالها تبين اليأس من كل تغيير ايجابى على غير ما صاغه الحيدرى فى مقاله ،وكيف استطاع هابرماس التنبيه الى الخطأ فى منهج الرواد الاوائل
لكن دعنى اتابع معكم هذا التطور ذو المنحى الفيبرى التشاؤمى من بدايته وهو ما كنت انتويه اصلا حتى لا يضل القارىء عن المقاصد التى احاول ان اشير اليها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
الاعزاء مهيب ، شهاب ، عبد اللطيف
اشكر لكم المتابعة فى مواضيع لا تجد متابعات تستحق رغم اهميتها الشديدة
ربما يتضح لكم ان المقال ارتبط بأشكاليات معرفية كبيرة لا تقتصر على المقال نفسه ولكنها اشكاليات تواجهنا كدعاة استنارة فى السودان لانها ترتبط باعتماد الترجمات العربية فى الانفتاح على المعرفة الانسانية.
على العكس من زعم كاتب المقال فان الرسالة التى يمكنك ان تخرج بها من جدل التنوير هى بيت الشعر الشهير:
خلف كل قيصر يموت قيصر جديد
احزان بلاجدوى
ودمعة سدى !!
وليس اعادة نقد الحداثة كما يدعى كاتب المقال اعلاه ، بل على العكس استخدم الجيل الاول من رواد مدرسة فرانكفورت كل الادوات المعرفية التى وفرتها لهم الماركسية الهيجيلية ووصلوا بها الى طريق مسدود تماما !!
فابقوا معى حتى نصل الى جدل التنوير وهو بالمناسبة مؤلف مشترك بين ادورنو وهوركايمر طبع فى العام 1944م ثم اعيدت طباعته فى 1947م تحت اسم جدل التنوير او الانوار
لانه حينما ظهر هذا الكتاب المهم فى العام 44 م ظهر تحت عنوان مقتطفات فلسفية او شىىء من هذا القبيل اذا ما صحت ترجمتى لعبارة Philosophical fragments
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
حاولت النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت تقديم دراسات تحليلية نقدية لواقع المجتمعات الصناعية بعيدة عن التحليلات الايديولوجية وهو ما ابعدها عن القيام بتأسيس فلسفة لحداثة معاصرة.
اول عبارة فى المقال كانت الاقتباس عاليه وهو اقتباس يعج بالاشكال الفكرى والفلسفى وينبىء عن ضعف شديد لدى الكاتب فى متابعة الامر ،
فمن الذى حاول تقديم تحليلات نقدية بعيدة عن الايديولوجيا ؟
هل هو الجيل الاول من رواد المدرسة ام الجيل الثانى ، حيث يمكن تمييز خلط واضح فى المقال حول هذا الامر !
ما الذى ابعد مدرسة فرانكفورت عن تاسيس فلسفة لحداثة معاصرة ؟
من الواضح انه يقصد مسألة نقد المجتمعات الصناعية بعيدا عن الايديولوجيا، وهو تصور قاصر لان من فعل ذلك هو عينه من تمكن من اعادة نقد الحداثة او من قام بتاسيس فلسفة لحداثة معاصرة اذا ما استعرنا
تعبيرات الكاتب وهو الجيل الثانى من رواد المدرسة ممثلا فى يورجن هابرماس !!!
كان هابرماس هو من قدم تحليلات لواقع المجتمعات الصناعية بعيدا عن التحليلات الايديولوجية المباشرة وعلى رأسها الايديويوجيا الماركسية!
فشل الجيل الاول فى الخروج من الازمة ، ازمة التغيير نحو واقع افضل ، يرجع لفشلهم فى التخلص من ازمة الايديوجيا اولا ثم مصيدة العقل الاداتى التى جسدت اشكاليات الحداثة نفسها !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: Muhib)
|
شكرا ياطلعت علي تفضلك بالرد
الواحد بكون مرتاح لما يحاور انسان عقلاني
(مش زي الشيوعي المتنطع) الذي لايعرف الفرق بين
السياق والصياغ 
كتبت انت عن فشل الجيل الاول ونجاح الجيل الثاني متمثلا في هابرماس
فهل نجح هابرماس (فعلا) في تخطي عتبة الايدولوجيا؟
قد يكون مشروعه الفلسفي قد وجد نجاحا في نقده لثنائيات المعرفة الوضعية
او نقد فلسفة الهوية الماركسي ، الماركسية لم تري الا الموضوع والذات
فكان الموضوع فكرة فلسفية محضة وكانت الذات الضد لها ..في حين استطاع
هابرماس ان يؤسس( للانسان-المجتمع) مكانه الحقيقي في صيرورة العملية
الفكرية ...باعتبارها ناتج صيرورة الانسان في الحفاظ علي حياته بابتكار
ادوات الانتاج وتطور معارفه في صيرورة الحياة ..
كل الحضارة والابداع الانساني الحالي نتاج لصيرورة الحفاظ علي النوع
الانساني ، والمعارف المتراكمة التطورية تصب في ذات الاتجاه ..
يعني نجح هابرماس في ايجاد علاقة الطبيعة بالانسان ،خلاف علاقة الموضوع
(الطبيعة) مقابل الذات (الفكرة) في الماركسية الوضعية.
عايز اقول ان كتاب المعرفة والمصلحة كان فتحا كبيرا في فكر هابرماس
ولكن ماذا انجز في مشروعه الاخر والمهم :موضوع البوست ؟
هل تحرر هابرماس من الايديولجيا فعلا ؟
ماذا يفعل هابرماس عندما يخلص الانسان من صراعه مع الطبيعة ، ويكشف
انحياز العقل الاداتي لفئة محددة من الناس وراء ستار العلم..؟
معليش ممكن نتجاوز الكاتب الي لب الموضوع شوية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
ثانيا التصالح الزائف ونهاية حالة التفاؤل الهيجيلى :
بانتقال مدرسة فرانكفورت بعد سيطرة النازية الى الولايات المتحدة تعرف روادها على المجتمع الاستهلاكى وشهدوا ظاهرة اطلقوا عليها (صناعة الثقافة)، حيث استطاعت الشركات الاحتكارية الضخمة فى الاعلام والتسويق وحتى شركات هوليود من استخدام تقنيات خفية لدفع الناس للاستهلاك والتحكم فى دفع الجماهير الى تقبل النظام الاجتماعى الرأسمالى مع انه حسب زعمهم ذات النظام الذى يعمل بالضد من مصالحهم . وعلى سبيل المثال فان النهايات السعيدة لافلام هوليود تعمل على اشباع المشاهد بدلا عن تتركه ناقدا للاوضاع الاجتماعية والاقتصادية ناقما عليها لانها حالت دون بلوغ ابطال القصة السعادة الحقيقية!
قدرة المجتمع الرأسمالى على خلق الرغبات وتحويل احتياجات الناس للدرجة التى يقبلون فيها بشهية عظيمة على ما يترك لهم من فتات ، هى ما اثار اهتمام رواد مدرسة فرانكفورت حيث هيمن التساؤل التالى على اذهانهم :
كيف استطاعت الراسمالية فى تطوراتها اللاحقة ان تصنع وعيا زائفاfalse consciousness بواسطة الدعايات التجارية؟
لذلك صار هذا النوع من الوعى والحالة التى يقود اليها ، صار يعرف فى ادبياتها بالتصالح الزائف مع المجتمع a false state of reconciliation
وهى حالة من الوعى تنشأ نتيجة لاعتقاد الناس وايمانهم بأن العالم من حولهم(عقلانى ، يساعد على التحرر والانعتاق وهو غير قابل للتغيير) ، مع أن الحقيقة هى ان المظالم الاجتماعية تؤكد على حقيقة ان هذا العالم (غير عقلانى ، ولا يقود الى التحرر والانعتاق اضافة الى كونه قابل للتغيير)!!
من المفارقات انه وقبل قرن من الزمان وفى ظروف اجتماعية مختلفة فى بروسيا ، كان ج هيجيل يحاجج بإمكانية تحقيق تصالح حقيقى مع المجتمع ، بل ان المجتمع الذى يحقق التصالح الحقيقى مع افراده قد تم بلوغه حيث ان الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى ساعدت على اشباع حاجات الناس الحقيقية قد توفرت !!
وهكذا فان رواد مدرسة فرانكفورت وتحت تاثير ماركس وتجربتهم اللاحقة فى الولايات المتحدة قد قاموا بقلب تفاؤل هيجيل وقناعاته بشأن التصالح مع المجتمع رأسا على عقب بعد ان توصلوا الى استنتاج مفاده ان تصالح الافراد مع المجتمع الرأسمالى ما هو الا تصالحا زائفا!
وهو شىء شبيه لما فعلوه مع تفاؤل ماركس نفسه حينما تأثروا يعقلانية فيبر فيما يخص اشكاليات الديمقراطية والعقل الاداتى وصعوبة تقبل مقولته بالانهيار الحتمى للرأسمالية!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
| Quote: فهل نجح هابرماس (فعلا) في تخطي عتبة الايدولوجيا؟ |
شكرا يا عبد اللطيف على الاطراء وعلى الاسئلة الوجيهة والتى سوف اجتهد فى الاحاطة بها جميعا
أعتقد يا عبد اللطيف اننى ربما استطيع ذلك من خلال استعراض نقد هابرماس لجدل الانوار من جهة ومن واقع رحلته الفكرية منذ العام 1962م وحتى صياغته للفعل التواصلى فى الثمانينات من جهة ثانية
وسوف اسجل مداخلة تلو اخرى كلما يسمح لى الوقت بذلك لان الموضوع متشعب وكبير كما زكرت انت ولكن دعنا نجتهد فى هذا البوست فى بلوغ اعماق كبيرة فى هذا الموضوع .
اليوم استطعت كتابة عدد من المداخلات نظرا لوجودى فى البيت (راحة مرضية من العمل )وكما ترى فانى اقضيها امام الكمبيوتر بعيدا عن ازعاج الاولاد لانهم فى المدارس.
بعيدا عن انهيار المزاج التفاؤلى لكل من ماركس وهيجيل ، واندياح الواقع كما هو امام رواد مدرسة فرانكفورت اود إضافة بعض الملاحظات :
فى جدل الانوار يظهر اعتقاد كل من ادورنو وهوركايمر جليا فى ادعاء مفاده أن المجتمع الحديث الصناعى والبيروقراطى قد تمت صياغته نتيجة عقلانية ، وأن العالم الاجتماعى فى القرن العشرين تضاءل منطقه وعقلانيته لتنحصر فقط فى مسألة الكفاءة الانتاجية (أفضل الطرق لبلوغ الغاية)، - من الواضح هنا انهم يقصدون العقل الاداتى - ، ثم يلاحظ الاثنان ان الحسابات الدقيقة واخضاع الطبيعة قد قاد الى اضعاف الاسطورة والتصورات الدينية.كما لاحظ هذين الرائدين الى حقيقة التحول المؤسسى التدريجى لانواع من العقلانية الاداتية institutionalized forms of instrumental rationality
إعتقدا كذلك ان العلم والعقلانية بقدر ما خدما الانسان فى توفير احتياجاته، بقدر ما مارسا التأثير والسيطرة عليه وعليه فان الهيمنة على الانسان والسيطرة على الطبيعة هما توامان للعقلانية !
بل فى اعتقادهما ان السيطرة والهيمنة لا تقف عند حدود العقلانية بل تتعداها الى الاعقلانية، فالساحر على سبيل المثال يحاول من خلال التعاويز السحرية ان يعيد سيطرته على الطبيعة وهذه القدرة السحرية نفسها تستطيع ان تخلق تراتبات اجتماعية !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: munswor almophtah)
|
كتب هوركايمر وادرونو فى جدل التنوير الملاحظات التالية:
(من المفارقات التى تدعو الى التأمل أن التنوير الذى كان من المفترض ان يساعد الانسان على التحرر والانعتاق حسب ما بشر به العديد من فلاسفة القرن الثامن عشر من امثال روسو، فولتير، ديدروت، كانط الخ ... وهو تحرر وانعتاق من الطبيعة ، فانه وبالتدريج فان العكس هو ما حدث حيث ان تطور الرأسمالية الصناعية فى القرن التاسع عشر قد احضع الانسان لمزيدا من القيود الادارية والانضباط تحت رحمة نظام اقتصادى شرس ،
لذلك فانه وبدلا عن ان يحدث تحررا للافراد من الطبيعة حدث العكس ، وهو ان قاد التنوير الى وضع الانسان فى سجن دائم ! حيث اصبح هو نفسه جزء من الطبيعة ،
وبدلا عن الوفرة الاقتصادية ، ساد البؤس والفقر، وبدلا عن الرقى الاخلاقى حدث تدهور للاخلاق اقترب فيها الانسان من مرحلة البربرية والعنف والتطرف !!!)
وهذه الملاحظات تمثل نتائج تشخيصهما فى جدل الانوار
على ان هابرماس الشاب فى الستينات لم تخطئه النبرة التشاؤمية الحائرة ، وبدأ يتساءل :
اذا كان هذا التشخيص صحيحا ، واذا كان التنوير له دور اساسى فى بلوغ مجتمع الوفرة والحرية ، ومع ذلك فإن النظرية النقدية تعتقد انه قاد الى عكس ذلك ، الا يعنى ذلك ان النظية النقدية بلغت طريقا مسدودا ؟
اواصل فى اجابات هابرماس على هذه التساؤلات
العزيز منصور
مشتاقين والله يا راجل لك ولناس كالجرى
تحياتى للاسرة
فعلا كلامك سليم ولكنها العادة اذ من المفترض ان تكون الترجمة لفعل enlighten وهو التوير
معليش براك عارف قدرتنا على الترجمة محدودة شوية
مع فائق التقدير والسلام
سوف احاول ان اتلفن خلال هذا الاسبوع انشاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
شكرا يا عبد للطيف على المداخلة المفيدة ولفت الانتباه الى ان مناقشة الحداثة والتنوير الاوروبى وإعادة نقد الحداثة الاوروبية ذات تأثير كبير ومباشر على ما يحدث فى السودان والمنطقة من حولنا ،
لم اندهش إطلاقا فى ان الامور فى بدايتها سوف تؤول الى التيار الدينى السلفى بعد ثورات الربيع العربى ، المهم المحافظة على الديمقراطية ومخاطبة قضايا الناس وهمومهم اليومية واجبار التيار السلفى على ذلك ،
هناك تشابه كبير يا عبد اللطيف بين تجربة مدرسة فرانكفورت وتجربة الاجيال المعاصرة فى السودان ، فرواد المدرسة عانوا الامرين عند مجىء النازية فى المانيا وكذلك نحن شهدنا صعود الاسلام السياسى وتمكينه من السلطة ممثلا فى انقلاب الانقاذ!
خلال مسيرتها الفكرية قدم الجيل الاول من رواد المدرسة دراسات قيمة جدا فى نقد (الثقافة الجماهيرية mass culture) ووحطورتها على المجتمعات وكيف استخدمها النازيون فى سوق الشعب الالمانى كالقطيع ، يمكن مراجعة كتابات كل من ماركيوز واريك فروم فى هذا الجانب ، خاصة الاخير الذى قدم معارف جديدة فى التحليل النفسى توضح ما أسماه عبء الحرية the burden of freedom على الافراد وميكانيزمات نفسية عديدة تقود الى ظاهرة بروز القطيع واضمحلال الشخصية والفردية لدى الناس العاديين!
كذلك قدموا دراسات كما اوضحت حول مقولة التصالح الهيجيلى مع المجتمع the reconciliation وكيف يمكن ان يكون تصالحا زائفا فى حالة عدم جدوث اصلاحات حقيقية فى المجتمع !
الانقاذ وطوال مسيرتها ومسيرة مشروعها الحضارى المزعوم لم تقدم اصلاحا بل تسببت فى تدهور حياة الناس بشكل لا مثيل له ، وسادت ظاهرة التدين الشكلى (الحرص على اداء الفرائض الدينية مع غياب تام للصدق والامانة)، وهى جزء من ظاهرة التصالح مع النفس والواقع ، فبكاء نافع مثلا خير مثال على هذا النوع من التصالح الزائف مع النفس واقصى درجات خداع النفس !
اعتقد انه من المفيد التطرق لتجربة الانقاذ من ان لاخر عند التطرق لموضوعنا وهو الخاص بنقد هابرماس لجدل التنوير ثم نقده للايديوجيا الماركسية،
شكرا يا عبد اللطيف ونواصل انشاء الله فى نفس الخطوط كلما توفر الوقت
علينا ان نتذكر دائما ان قضية النظام الاجتماعى والاستقرار قضية لا تقل اهمية عن قضية الاصلاح ، والنظام الاجتماعى يتم المحافظة عليه بتطبيق الحكومات للقوانين ولكن الحزم وحده لا يكفى ، لذلك فان النظام الاجتماعى فى الديمقراطية يرتكز على قاعدتين هما الحزم فى تطبيق القوانين من جهة والحوار التواصلى العقلانى من اجل التوصل المستمر للاجماع الذى يعبر عن اكبر قطاع ويعكس تصوراته فى كلما يمكن ان يحقق المصلحة العامة وهى الفكرةالاساسية لاطروحات هابرماس التى نحن بصددها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: قيقراوي)
|
احاول إعادة صياغة لمداخلة سابقة بشأن رحلة هابرماس الفكرية ونقده لمجمل تجربة الحداثة فكرا وفلسفة وثقافة، من اجل إبراز الاخطاء التى صاحبت التجربة، وهى اخطاء ما زلنا نتأثر بها سلبا فى السودان لانها ساهمت فى تصاعد التيار الدينى الاصولى فى السودان والمنطقة .
اتعرض فى عدد من المداخلات لقضايا فى غاية الاهمية والمتعلقة بالمناظير الفكرية التى استعان بها هابرماس فى بناء نظريته فى التواصل العقلانى ليتضح للقارئة الامر ويزول عنه الغموض والتعقيد بقدر الامكان .
ثلاث محطات فكرية ميزت تجربة هذا المفكر ومكنته من تجاوز اخطاء الحداثة وعلى راسها نظرية المعرفة الماركسية.
المحطة الاولى كانت فى نقد الوعى الاجتماعى الماركسى
الثانية فى إعادة الاعتبار للمذهب البراجماتى
اما الثالثة فهى المتعلقة بنقد تجربة مدرسة فيينا التجريبية
انتقل بعدها لنظرية التواصل العقلانى لتوضيح قدرة هذا العمل على مواجهة عدد من المشاكل التى ظلت تواجه النظرية الاجتماعية مثل نقد الايديولوجية الماركسية وابراز اضرارها ، كذلك ابراز تفوق نظرية المعانى البراجماتية وفوائدها مقارنة بما عرف بالحقيقة المشروطة ومالات ذلك على النظرية الاجتماعية فى عصرنا الراهن..
اعود لكل ذلك مداخلة بعد اخرى كلما توفر الزمن.....
شكرا قيقراوى على الحضور والمتابعة والحوار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
ثانيا
فى القرن التاسع عشر ظهر تيارين مهمين فى تزامن واحد واحد وهما البراجماتية الامريكية والمذهب التفسيرى فى اوروبا،
اما البراجماتية فقد ظهرت بفضل كتابات وليام جيمس ١٨٤٢_ ١٩١٠
جون ديوى ١٨٥٩_١٩٥٢، جورج هيربرت ميد ١٨٦٣_ ١٩٣١ واخرون،
فيما يخص المذهب التفسيرى hermeneutic فيمكن الاكتفاء بالاشارة الى مساهمات ويلم ديلثى ١٨٣٣_ ١٩١١ وقادمر ١٩٠٠_ ٢٠٠٢م
أهم ما يميز هاتين المدرستين انهما طالبا بنزول الفلسفة الى ارض الواقع والتعامل مع الناس الحقيقين الموجودين على الارض !
لذلك فقد أحدث تأثر هابرماس بهما تطورا كبيرا يضاف الى التطور المذكور فى المداخلة السابقة الخاص بنقد مسألة الوعى الاجتماعى الماركسى ساعده على انجاز عمله المهم فى نظرية الفعل التواصلى ،
ويمكن استدعاء الصرخة المتكررة فى دراسة المرحوم الخاتم عدلان الشهيرة (ان اوان التغيير) والتى كان قد كتبها وهو بعد عضوا فى الحزب الشيوعى حيث كان يكرر عبارة (فى هذه البقعة من الارض فى تلك اللجظة من الزمان ) وهى دعوة تقول انه ان الاوان لكى تمارس الفلسفة والسياسة فى السودان دورها وان تتواضع لتحيا مع الناس الحقيقيين لاول مرة ، ويبدو ان صرخة المرحوم المتكررة فى الدراسة قد تأثرت تماما بالازمة التى خلفها وصول الاسلام السياسى الى السلطة فى سودان ما بعد الاستقلال عن طريق انقلابه العسكرى فى العام ١٩٨٩م!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
ثالثا: إضافة الى موقفه الناقد للماركسية فى اولا اعلاه وارتباطه بالبراجماتية من جهة والمذهب التفسيرى من جهة ثانية فى المداخلة السابقة، فان هابرماس اتخذ موقفا نقديا من مدرسة فيينا التجريبية وذلك على الرغم من ارتباطه بها وعميق معرفته بها مقارنة بكل من ادورنو وهوركايمر ،
بمعنى اخر ظل هابرماس ناقدا لفكرة المدرسة التجريبية والتى تعتقد بأن العلوم الاجتماعية عليها ان تخضع لتقاليد وقوانين العلوم الطبيعية ،
على العكس من ذلك تماما فقد اعتقد هابرماس بفكرة وجود ثلاثة انواع من المعارف :
الاولى هى المعارف النظرية وهذه هى المعنية بتطوير التكنولوجيا من اجل بسط السيطرة على الطبيعة ، وهى التى تصلح معها طريقة المدرسة التجريبية
ثانيا المعرفة العملية والاخلاقية و مجالها التعامل بين البشر
ثالثا المعرفة النقدية وهى التى تعتمد على النظرية النقدية والتحليل النفسى لانها معنية بالاستنارة والتخلص من الاوهام وتراكم الوعى لدى الافراد ، بمعنى اخر التعرف على السعادة الحقيقية
وكما رأينا فان هذه المعارف الثلاثة تتطور داخل اطر مختلفة لتخدم اغراض مختلفة للانسان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
كتبت ان التطور الفكرى الذى اصابه المفكر الالمانى يورجن هابرماس من الجيل الثانى لمدرسة فرانكفورت، هو الذى اعانه على تخطى الماركسية وجدل كل من هيجيل وماركس، لكن لان الموضوع معقد فضلت طريقة جيمس غوردون فى التعامل مع تعقيدات النظريةوكيف تم نقد نظرية المعرفة الماركسية وامكن تجاوزها ، طريقة غوردون فى التعامل مع انتاج هابرماس تميز بالقدرة على رؤية الغابة قبل الضياع داخل طرقها المتشعبة والمتشابكة .
كانت المشاريع الهابرماسية حبلى بقضية مواجهة اشكاليات النظرية الاجتماعية الحديثة والتى يمكن ان نلخضها فى ثلاثة اشكاليات كبيرة :
اولا : قضية فهم النشاط الانسانى والقدرة على تفسيره
ثانيا: قضية اللاعقلانية فى مسألة الايديولوجيا ونقدها
ثالثا: قضية النظام الاجتماعى والمحافظة عليه فى الانظمة الديمقراطية.
وهذا ما انجزه الرجل فى نظريته حول الفعل التواصلى .
اعود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
اولا اشكالية فهم معانى النشاط الانسانى فى العلوم الاجتماعية:
يوجد نوعين من المعانى الاول رمزى مثل (معنى الحياة) ، اما الاخر فهو لغوى وهو الاتفاق العشوائى فى مراحل تطور اى لغة حول ان اللفظ المعين له مدلول معين مثل ان كلمة رجل فى العربية تعنى الذكر من بنى البشر.
كان ديلثى (احد رواد المذهب التفسيرى المشار اليه فى عاليه) او ل من نبه الى منهج وطريقة التعامل مع التاريخ ، الفلسفة، القانون، والادب الخ تختلف تماما عن المنهج المستخدم فى العلوم الطبيعية. فبينما الاخيرة تتعاطى مع ملاحظة التغييرات وتكرارها من اجل تفسيرها ، فان العلوم الاجتماعية لا تكتفى بالملاحظة لانها غير قادرة على فهم العمليات العقلية والروحية المكثفة التى تعتمل فى داخل اى انسان .
بمعنى اخر فان العلم يستطيع ان يفسر الاشياء والظواهربملاحظتها من الخارج وهى ملاحظات مدعومة بالنظريات والملاحظات التجريبية. بينما نشاط الناس يجب ان يتم فهمه من الداخل من خلال تجربة ذاتية .. يمكن مثلا ان يعطيك العلم معلومات عن كل العمليات الحيوية والفيزيائية التى تحدث فى جسم رجل يركض، ولكنه لا يستطيع ان يقدم لك اجابة عن معنى الهرولة وما اذا كان الشخص الذى يركض انما يفعل ذلك من اجل الرياضة ام انه متأخر عن موعد او ان هناك خطرا ما يطارده!
لفهم معنى النشاط لا بد من الاستعانة بتجربة ذاتية حتى نستطيع تفسير النشاط.
جاء ماكس فيبر ليقوم بتطوير مسألة فهم وتفسير النشاط الانسانى حينما قال انه من اجل فهم اى نشاط انسانى وتفسيره لابد من ملاحظة السلوك الخارجى لصاحب النشاط بالاضافة الى القدرة على تصور الدوافع الذاتية الداخلية للنشاط. وهذا التصور يحدث بواسطة تفسير السلوك او النشاط فى سياق اهداف الانسان ، قيمه، حاجاته ورغباته.
لذلك فقد قرر فيبر ان معنى النشاط يمكن فهمه وتفسيره حينما يكون له معنى ذاتى اذا ما تم ربطه بسياق مناسب من الوسائل والغايات .. اى ان كل نشاط انسانى يتم لسبب ما the action is done for a reason
اشكالية المفهوم الفيبرى فى تفسير معنى النشاط تكمن فى قوله ان قدرة من يقوم بتفسر نشاط الاخرين تاتى من خلال مسألة التقمص العاطفى empathetic understanding حتى يستطيع ان يعيد انتاج وتصور ما يدور فى ذهن الاخر، لانه لم يوضح المعوقات التى يمكن ان تحدث تفسير خاطئا لنشاط الاخرين!
ذلك ان فيبر لم يقدم تحليلا كافيا لما يعنيه بمسألة التقمص العاطفى هذه ، فقد يحدث ان تكون وجهة نظر صاحب النشاط حول ماهو عقلانى لا تتطابق مع من يقوم بترجمة نشاطه . فقد يعتقد صاحب النشاط فى عقلانية بعض التصرفات التى تكون فى عرف المترجم للنشاط عكس ذلك اى لاعقلانى.
ولذلك فان فيبر لا يستطيع توضيح لماذا يظل معنى نشاط ما ثابتا مع الزمن وواضحا open to view
كيف استطاع هابرمس حل هذا الاشكال ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
اعود انشاء الله فى عطلة نهاية الاسبوع التى اقتربت للمواصلة فى هذا الامر المهم كما وعدت القارئة ، ولكنى رأيت ان اعيد صياغة عبارة بناءا على ملاحظة لاستاذنا د حيدر ابراهيم فى لقاء صحفى مؤخرا كان قد نبه فيه الى خطأ الخلط بين الاشكال والمشكلة ،
ولاننى فى ترجمتى امارس هذا الخلط الغير مسؤول بكل اريحية، فقد رأيت اهمية ان اعتذر للقارىء واعيد صياغة جزء مهم من مداخلاتى الاخيرة على النحو التالى :
كانت المشاريع الهابرماسية حبلى بقضية مواجهة مشكلات (بدلا عن اشكاليات) تواجه النظرية الاجتماعية الحديثة والتى يمكن ان نلخضها فى ثلاثة مشكلات كبيرة :
اولا : قضية فهم النشاط الانسانى والقدرة على تفسيره
ثانيا: قضية اللاعقلانية فى مسألة الايديولوجيا ونقدها
ثالثا: قضية النظام الاجتماعى والمحافظة عليه فى الانظمة الديمقراطية
وهذا ما انجزه الرجل فى نظريته حول الفعل التواصلى.
وقد جاء فى ذلك الحوار المنشور فى سودانايل عدد اليوم التالى:
.Quote: .." هذه فرصة لحوار شامل بدون أسماء يتساءل عن مشكلات وإشكإليات تفكير وتنظير منتسبي الحركة الإسلامية. ومن البداية لابد من توضيح أننا غالبًا ما نخلط بين الإشكإلية وهي نظرية لم تكتمل، وبين مشكلات واقعية تواجه النظرية عند التطبيق. ودعني أبدأ بإشكإليات في التنظير والتفكير، وإبراز خصائص هذا الفكر وصعوباته:
أولاً: يميل "المفكر" الإسلاموي أو الإسلامي أو المسلم، إلى الكسل الفكري عمومًا بسبب استناده على المخزون المقدس في القرآن الكريم والحديث والذي يستنجد به دائمًا، عملاً بالآية:- "وما فرطنا في الكتاب من شيء". ورغم أن التراث ملئ بالدعوة للتفكير والتفكر ولكن الكسل أسهل وأقل كلفة وخطرًا مع وجود الكثير من المحرمات. ويتنازل الإسلاموي عن اللاجتهاد طواعية وخشية من المغامرة وتوابعها. وهؤلاء هم الذين يدعون إلى إيمان العجائز أي التسليم. وهذا الطريق يؤدي بالإسلامويين إلى الالتزام بحرفية النص مما يقربهم إلى احتمال السلفية والمحافظة، والخواء الفكرى.
ثانيًا: اتسمت الحركة الإسلاموية السودانية بالتسيس الفائض والاهتمام بالجوانب التنظيمية على حساب الفكر والتنظير والذي يعتبر أحيانًا نوعًا من الانصرافية أو التقعر والتفلسف غير المحمود. وتعترف الحركة في مناسابات عديدة بأنها أهملت الفكر بسبب "مسوؤليات أخرى". وهذه السياسوية الزائدة أدت إلى اهتمامهم بالصحافة والإعلام باعتبارها سريعة التأثير ولها قدرة على التعبئة والحشد، دونما حاجة إلى التفكير والتأمل "ووجع الدماغ". وهذا أيضًا سبب إدخالهم للأسلوب الصحفي الهابط والذي نشرته صحفهم خلال فترة الديمقراطية86 -1989. وكانت صحفهم خير ناقل لثقافة الهجاء والسب، وسوء الأدب مع الكبير والصغير. وقد انعكس هذا النمط حتى على كتابات المحترمين منهم حين يحاولون الكتابة الرصينة. فقد مالت كتاباتهم إلى الشعاراتية والتعميم والثرثرة.
ثالثًا: الكتاب الذين ذكرتهم في السؤال لا يتساءلون عن جذر مشكلة الحركة، يقفون عند مناقشة ونقد التطبيق والممارسة. لذلك، يصبح المكتوب موجهًا إلى شخصنة القضايا. وهذا جدل سياسي بامتياز ولا يعدم بعض الخبث. إذ يريد أصحابه القول بصحة الفكرة ولكن أخطأ البعض في التطبيق، وهناك إسلامويون لو حكموا لن يقعوا في هذه الأخطاء.
رابعًا: وهذه ظاهرة عامة في الفكر السوداني، هناك كلام كثير، وعبارات وجمل طويلة ولكنها تخلو من الأفكار الجديدة. المفكر في الأصل هو منتج وصانع الأفكار والمفاهيم باعتبارها مادة لإنتاج النظريات والأفكار الكبرى. وليس بالضرورة أن يحمل كل كلام مهما كان منمقًا وجذابًا، الأفكار المبتكرة. |
لذلك اعود للترجمة الصحيحة واستخدم كلمة مشكلات problems لاننى اعتقد ان معانى النشاط الانسانى ، واللاعقلانية الموجودة فى مفهوم الايديولوجيا الماركسية ، إضافة الى قضية المحافظة على النظام الاجتماعى هى المشكلات التى تواجه النظرية الاجتماعية الحديثة فى الواقع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: Abdalla aidros)
|
فعلا موضوع ثر وغني .. المنبرافتقد مثل هذه البوستات..
وهي مطلوبة وبتبسيط في شرحها ..
حتي يفهم الجميع هذه القضايا الفكرية المتعلقة بالانسان والمجتمع والاسس والحقائق النظرية للحضارة المادية المعاصرة او البناء التحتي للحضارة
والذي يقودنا الي الفكر والثقافة والعلوم...
نرسل من علي البعد تحية واجلال وتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة (Re: طلعت الطيب)
|
لا ذلت ياطلعت عنيدآ فيما يختص بمطالعة الكتب والمقالات ,
لو لم أم أقم بتلمسها فى الورق والتحيز على خاصية تنشق رائحة الورق
تبقى عندى أقل مقدرة على اشعال حماسة التسقى والاختبار ..
طبعت خيطك هذا على الورق,
وطالعته بمتعة كبيرة ..
لاذلت أنتظر الأخ عبد اللطيف ليواصل فى طرحه ..
__________
ليتك تهتم أكثر بوضع مزيد من الهوامش واللينكات التوضيحية !!
| |
|
|
|
|
|
|
| |
طلعت الطيب
Muhib
Shihab Karrar
عبداللطيف حسن علي
munswor almophtah
قيقراوي
أنور أدم
الجيلى أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست