ما أشبه الليلة بالبارحة! December 10th, 2011 بالسخرية والتندر حيناً، وبالرفض القاطع في كل الأحيان، تناقلت جماهير شعبنا أنباء التكوين الحكومي الجديد. لقد كانت جماهير الشعب تتطلع، وتتحرق شوقاً، إلى حكومة قومية، تنبثق عن لقاء وطني جامع لا يستثني أحداً، لتقوم بتنفيذ برنامج وطني. مثل هذا البرنامج يتصدى، بطبيعة الحال، لوضع حد للسياسات الحربية ، وللحل السياسي القومي لأزمة دارفور، ولمواجهة الانهيار الاقتصادي، ولإقامة علاقات الأخوة وحسن الجوار مع دولة الجنوب، وللإعداد لدستور مدني ديمقراطي، ولإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة. ولكن ما حدث على أرض الواقع، هو تكوين حكومي جديد تشير معالمه، في جوهرها وتفاصيلها، إلى أن ريمة عادت إلى قديمها، وأن الليلة شبيهة بالبارحة. فقد تبخرت أوهام النظام لتوسيع قاعدته السياسية والاجتماعية، بتكوين الحكومة ذات القاعدة العريضة. وكان المؤتمر الوطني يأمل في أن تشاركه مثل هذه الحكومة، تبعات التركة المثقلة اقتصادياً وسياسياً لنظامه، وبخاصة كارثة انفصال الجنوب والانهيار الاقتصادي الوشيك. لقد رفض حزب الأمة المشاركة مع الشمولية. أما الاتحادي الأصل الذي قبل بالمشاركة فيها، فقد تعرض للتشظي والانقسام. وتستبين عضويته وكوادره يوماً بعد يوم، الخطأ الفادح لهذه المشاركة، وحتى دون برنامج وآليات محددة وفترات زمنية معلومة، لتفكيك الشمولية ودولة الحزب الواحد. فالحديث عن التحول الديمقراطي دون ذلك لا مكان له من الإعراب. ومن ناحية أخرى، فإن سيناريو أمريكا وحلفائها في المنطقة العربية، لإصلاح النظام من داخله قبل أن تجرفه سيول الربيع العربي، يصطدم مباشرة بالطبيعة الشمولية الإقصائية للنظام، الرافضة لمبدأ المشاركة المتكافئة والإصلاح من أساسه. إن الحيثيات المتوفرة جميعها، تشير إلى أن التكوين الحكومي الجديد لن يحل أزمة البلاد بل سيفاقمها، وانه ما من طريق آخر لتفكيك الشمولية وحل الأزمة، سوى طريق تصعيد النضال السياسي الجماهيري المفضي إلى الثورة الشعبية.
12-11-2011, 06:24 PM
فيصل محمد خليل
فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
و.. وكان من السهولة بمكان أن يستشف المرء أن حزب الاتحاديين وما يلقبونه بـ(الأصل) سيركب قطار الإنقاذ فيما يبقى كثير من المناصرين رافضين لهذه التبعية غير المجدية، ولقد كان يا ما كان في ذاكرة المعارضة وفي تحالفها (لحم الرأس) أن تبوأ أبو هاشم قيادة الركب ولعمل في سجله الوطني ما كان يشفع له بذلك وربما كان ذلك من بين أسباب أن يتخلى الإمام عن أن يكون مساعداً له إذ أن ابن الحسب والنسب لا يرضى بغير الرئاسة بديلاً!.. لاشك أنها خطوة فجة والشعب السوداني في حالة كرب عظيم طالما بقيت جماعة الإنقاذ تمسك بخناقه وتحبس أنفاسه، والصورة واضحة الآن فلا شك أنه لا عاقل يتردد في أن يفكر ويرى تلك الخطوة (لعلها في الظلام “leap in the dark” كما يسموها أولاد جون) ستكون أضعافاً لقوى المعارضة واستقواء للمناصرين وللنظام.. والمهم بدخولهم في خيمة الحيكومة فسينتهي الفجيج حول الأصل وتتجه الأنظار بعد ذلك إلى البيت الثاني والذي لم يعد متحصناً بعد دخول اثنين من الأبناء البررة فلا يستبعد أن يكون مصيره ذات المصير ولا تتريب فكلنا أكوان!! على أية حال على الحزب الشيوعي الآن يدرك أن هؤلاء القوم تبقى المنفعية هي الهدف الاستراتيجي الأول وإن طال السفر ! وأن بقى الشيخ أبو هاشم في خندق المعارضة ولمدى 22 عاماً حسوما قضى جلها في منفاه الأختياري (5 نجوم) في أرض الكنانة وفي الأراضي المقدسة وهو العالم بأن الفكر الإسلامي الاجتماعي يعتبر أن العدل هو قاعدة من قواعد النظام العام الإسلامي (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل “(النساء 58 و(أن الله يأمر بالعدل والإحسان) (النحل 90) وفي ذلك فمناصرة الظلم خروج على المبادئ فلماذا يتوانى في إصدار فتوى عن ما طرأ على سياسات الإنقاذ وما دفعه لهذه القفزة (على الطائر في مفهوم كرة القدم) حتى نفهم .. لأنني والله في حيرة وفي أشد الأسى ولكن شعب السودان ذكي بما فيه الكفاية بأن يواصل مسيرته الظافرة المتطورة لإزالة الظلم والفساد والمفسدين والمباراة مستمرة والنتيجة هي الآن (2-0 ) لصالح الشعب وسلام!
12-11-2011, 06:30 PM
فيصل محمد خليل
فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
حول تقرير المراجع العام عن الأوضاع البيئية بالبلاد التي أودعها البرلمان بوجود مبيدات منتهية الصلاحية تقدر بأكثر من (21) مليون جنيه تسببت في أمراض السرطانات والإجهاض والفشل الكلوي ، أفاد صحيفة (الميدان) أحد المختصين في هذا المجال وكان يعمل خبيراً في وقاية النباتات بمشروع الجزيرة فضل حجب اسمه، أن مشكلة المبيدات بمشروع الجزيرة خطيرة دقت أجراسها عند اكتشاف مقبرة المبيدات القاتلة بمحطة قرشي بالحصاحيصا التي أدت آثارها المدمرة إلى نفوق أعداد من الحيوانات والعديد من حالات الإجهاض وتشوه الأجنة ودفعت بعدد من المنظمات العالمية لتقصي الحقائق وتقديم المساعدة الممكنة إلا أنها حوربت في بداية عهد الإنقاذ خوفاً من تنافي المعارضة. التدهور الذي أصاب مشروع الجزيرة سببه غياب وقاية النباتات وإنفراد شركة الأقطان والبنك الزراعي في جلب وتسويق تلك المبيدات إلى جانب ضعف الإدارة وتشريد الكوادر الفنية المختصة لتتحول المبيدات لأحد أهداف الاستثمار والثراء السريع لتهريب العملة وتجنيب النقد الأجنبي بجلب أردأ الأنواع التي لم تجاز بواسطة البحوث الزراعية وتتحكم مافيا من المسؤولين في السياسة الزراعية الخاطئة بالإعلان عن زراعة مساحات كبيرة تتطلب استيراد كميات كبيرة من المبيدات لكن سرعان ما يتم التراجع عنها وتقليصها ويتم تخزين متبقي المبيد حتى تنتهي صلاحيته ، ولابد أن يتم التخلص منها إلا بالاستعمال الخاطئ بإغراء العاملين في المكافحة والرش لاستخدامها ونسبة لأنها تركيبة كيميائية من عدة عناصر فأن انتهاء صلاحيتها يتسبب في تفاعلات كيميائية جديدة لها آثارها المدمرة ، وأضاف المصدر أن هناك ثلاثة أنواع من المبيدات خاصة بالنباتات والتقاوي والثالث لمكافحة الحشرات وهو أخطرها ويتسبب في كل تلك الأمراض، وأضاف أن الاستعمال الخاطئ عن طريق الرش الجوي لا تسلم منه رش الترع والمسطحات المائية التي تستخدم لشرب الإنسان والحيوان مما يتسبب في الأمراض المباشرة والمنقولة. وأختتم حديثه قائلاً أن هناك نافذين في الدولة وفي مواقع اتخاذ القرار يشكلون مافيا المبيدات وقضية التقاوي الفاسدة الشهيرة ليست ببعيدة عن الأذهان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة