|
|
أبيي.. الجدل الإجتماعي وصراع الهوية !!
|
تجاوزا ً لكل الأحداث والتوترات الإجتماعية التي غالبا ً ماقادت مجتمع أبيي المحلي منذ تاريخ طويل إلي صراعات بسبب عدم إحترام علاقات الجوار ورفض الضيف من الأنقوك الخروج من صالون المسيرية إلا بعد أن يشترط عليهم النظر إلي كامل أرضهم وعرضهم .. ذلك السلوك الذي غالبا ً مايقود الطرفين إلي قتال ٍ شرس .. تجاوزا ً لكل ذلك ظل الصراع في أبيي منذ بواكير إستضافت الأنقوك في ديار المسيرية تعتوره التوترات وظلت المنهجية التقليدية في فض مثل هذه الصراعات بين عرب المسيرية ودينكا الأنقوك .. هي الآلية المثالية التي يحتكم إليها أعيان القبيلتين .. إلي الحد الذي يصل فيه المسيرية وضع مدينق دينق ماجوك كوال الروب بيونق ناظرا ًعلي مجلس ريفي المسيرية بالفولة .. غير أن تفجر الحرب في العام 1983 أصبح المحاربين الجدد من جيل الدكتور جون قرنق يولون إهتماما ً خاصا ً بمنطقة أبيي .. بل ظل تكنقراطيي الحركة الشعبية من أمثال فرانسيس دينق ودينق ألور وغيرهم من مثقفي الأنقوك يبحثون عن الهوية الإجتماعية لدينكا الأنقوك بالمنطقة .. ويتجاوزون مجرد التعريف إلي ماهو أبعد من ذلك حين القول بان ( أبيي ) المنطقة الآن ، هي الموطن الأصلي لدينكا الأنقوك .. ناكرين أن تكون أبيي هي تلك التي ا ُ قتطعت في العام 1905 من غرب بحر الغزال وضمت الي كردفان .. فباتت هذه المفاهيم الخاطئه في البحث عن الهوية الإجتماعية والتعريف الديمغرافي للمنطقة ، هي الحجة والكارت التي ظلت تبتز به الحركة الشعبية دول الإستكبار العالمي .. إلى أن دخلت القوات السودانية وتحريرها أبيي من أن تقع مصيدة ً سهلة ً لفاتورة ٍ مبدئية ٍ مزيفه حررتها الحركة الشعبيه للغرب الصهوني حيث يتعين أن تدفع ثمن ذلك الآن دماءا ً غزيرة ً . غير أن الذي ينظر في التاريخ البعيد لوضعية منطقة أبيي ..وموقفي حكومة السودان والحركة ،فأن أول موقف رسمي لحكومة السودان فيما يتعلق بأبيي في إتفاقية الخرطوم للسلام كان ذلك في العام 1993 والتي تنص علي أن يكون هنالك مؤتمر أليي سيعقد بالمنطقة . في فبراير 2000 م أدرجت حكومة السودان بجدول الأعمال لذي ايقاد الموقف التالي الذي كان مبنيا ً علي اتفاقية الخرطوم للسلام .أبيي موطن دينكا النوك والمسيرية وغيرهم ليست جزءا ً من الجنوب . وبأعتبارها منطقة تعدد عرقي وثقافي وواحدة من المناطق الأقل نموا ً في البلاد فأن أبيي لها مشاكلها الخاصة بها وأن حكومة السودان مستعدة ٌ لمناقشة هذه المشاكل . إلا أن الحركة الشعبية التي سارعت لمعلية الإنفصال لتحييد دينكا النوك ، تخسر الآن كثيرا ً .. فهي بموقفها الأخير لابحراً قطعت ولا أرضا ً وطأت . فالموقف الثايت الآن من قضية أبيي حيب المؤسسة العسكرية وموافقة أهالي المسيرية .. أن أبيي شمالية وهي مدينة البقاره ، وجميع الأثتيات المتعايشه منذ فجر التارخ السياسي .. ومثلما أستضافة المسيرية الأنوك داخل ديارهم .. الآن يمدون ذات الأيدي البيضاء لضيفهم من النوك إن هم أرادوا العيش داخل ابيي بتيعيتها للشمال السياسي . ولكن الآن الذي يثير القلق ، هو ماذا بعد أبيي منزوعة السلاح ؟ ماهي الإجابة علي سؤال الهوية ؟ ماهي الترتيبات الأمنية التي تحفظ هذا الإتفاق الأخير دون أن تمتد أيدي الحركة نحو جهات هي متماسة للولايات الجنوبية المنفصلة ، جهات تعتبر هي مسارارات تاريخية لعرب البقاره نحو رحلتهم السرمدية للسقيا فبي بحر العرب .. إن الغموض والمصي المظلم مايزال يكتنف سكان هذه المنطقة .. ولعل عملية إنفصال الجنوب قد تلعب دورا ً كبير اً وسالبا ً في هذا الإتجاه .
|
|

|
|
|
|