سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 02:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-25-2011, 07:19 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل)







    المؤتمر العلمي الثامن للرواية السودانية
    الرواية السودانية: ستون عاماً من السرد الروائي الجميل
    كلمة افتتاحية
    سؤالات الكتابة الروائية
    إبراهيم اسحق إبراهيم

    أود أن أؤكد على خصوصية رغبتي، وإلحاحها في طلب إجابات مقنعة لهذه الأسئلة التي أستثيرها ..أولاً ، أيهن تمثل أنموذجاً أصلح للقراءة السردية في عصرنا هذا: الحرب والسلام لتولستوي، أم العجوز والبحر لهمنجواي؟ الأولى تقع في (1344 صفحة)، والثانية تقع في (120 صفحة) ..
    بمقاييس الظروف التي نعيشها ليومنا هذا، أنا أعتقد بأن الأكثرية من عُشاق الفن الروائي يميلون لقراءة العجوز والبحر، غير أننا قد لا نعدم من لديه الدوافع للتفرع لمطالعة الحرب والسلام.. ربما يلعب الفارق الزمني بين الروايتين دوراً مهماً في نوعية الاكتراث للحياة التي تعرضها كل من الروايتين.. فالحرب والسلام اكتمل نشرها عام 1869م، بينما ظهرت العجوز والبحر كاملة في عام 1952م ..فإلى أي حد تبدلت الحياة والاهتمامات في 83 سنة؟ لكنني أيضاً أشك في أن صورة الحياة ومذاقها هي التي تحدد جوابنا حول جواذب اختيارنا للروايات ومدى صبرنا عليها.. فقد نلاحظ أن الترجمات من الإلياذة و الأوديسة لا تزال تجد رواداً أكثر من أي رواية حديثة حتى يومنا هذا.. والمعلوم هو ارتكازهما على نوع الحياة اليونانية في القرن الثامن قبل الميلاد.. لكنهما في ترجماتهما النثرية لا تتعديان غالباً المائتين من الصفحات.
    أريد أن أقوي الظن بأن الرواية الجيدة والجاذبة للقراءة في عصرنا هذا والمرغوبة أكثر من سواها هي التي تنضغط كل عناصرها في حدود 250 صفحة: أحداثها وحيوية شخصياتها، ومؤداها العميق، ومغرياتها الإيقاعية، وتكثيفها لنبض الحياة، وطرافتها الأسلوبية .. كل ذلك لصنع متعة وتشويق يقبضان على اهتمام القارئ ويعيدانه لمواصلة القراءة..بل يجبرانه على المعاودة، حتى ولو يُقسِّم سويعات القراءة على الأسبوع أو الأسبوعين، و بالإعادة والتكرار.. فمحنتنا اليوم هي كيف نوفر زمناً للفن الذي يعِدُ الروح والوجدان بالإشباع وبالإنعاش..
    وانتقل الآن إلى سؤال يؤرقنا كسودانيين: أترانا لحقنا حقاً بعصرنا؟ وهل لحقنا بالمتقدمين علينا في الكم أم في الكيف؟ وسوف نطمح أن يوفر لنا نقادُنا بعض من الإجابات .. فهم يتفقون على أننا جربنا الرواية منذ 63 سنة، حينما أصدر عثمان محمد هاشم روايته تاجوج عام 1948م .. وقد نجحنا بجدارة في اختبار الكيف إذ انضمت موسم الهجرة إلى الشمال إلى أحسن وأجمل مئة رواية

    (عدل بواسطة salah awad allah on 10-25-2011, 07:26 PM)
    (عدل بواسطة salah awad allah on 10-25-2011, 07:30 PM)

                  

10-25-2011, 07:37 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)


    كتبت على المستوى العالمي، أي اعتباراً من حقبة سريان الرواية كعينة فنية ذات مواصفات ، وهو مدى لا يتعدى الثلاثة قرون، بين الثامن عشر والعشرين .. لكن في الكم، هنالك بالتأكيد تقصير نستطيع أن نلقي بتبعته على أعذار مثل وجازة الزمن الذي تيسر لنا منذ أن منحنا الاستعمار فرصاً لترقية وعينا بالآداب والفنون في العالم، أي في الثلاثينات من القرن العشرين..
    والآن، أرغب في صياغة نفس السؤال، فأقول: أترانا استوعبنا التجربة العالمية عن دور الرواية في إثراء الوعي الجمعي الذي يربطنا بالساحة العالمية؟ صحيح ربما يبلغ إنتاجنا من الروايات أكثر من المئة .. ولكن، قد يحّزُ في النفس، أننا في أغلبها، نُقلد المُقِّلد .. فالذين يكتبون رواياتهم بعد الاستغراق في الروايات العربية أو في الجم من الروايات الأفريقية واللاتينو أمريكية وترجماتها، هم الأكثرية من روائيينا .. وتتركب الأسئلة: هل درّسنا في مناهجنا تقنيات الكتابة الروائية أعني في جامعاتنا، أم لا يزال مُعظم منهج الأدب العربي كلاسيكياً؟ هل لدينا مكتبات تجارية توفِّر الروايات العالمية الشامخة ونقدها باللغات التي ترجمت لها وهي لدينا مفهومة؟ هل جمعنا ونشرنا مختارات من الإبداع السردي السامق أو المقالات التوجيهية والإفادات الصادرة عن الروائيين ونقادهم؟ هل ساعدت جهات حكومية أو مدنية في إعداد ورش جادة لتعريف الطامحين للكتابة الروائية بالوصفات الرفيعة لحرفيات الكُتاب الذين فازوا بجائزة نوبل للآداب؟ كيف لناشئتنا أن يبدعوا روايات تتماشى مع المطلوبات الفنية العالمية وهم لا يتعدون إحدى الحالتين: فإما أنهم يقلِدون المُقلِدين؟ .. وأما أنهم يقفزون مباشرة من القدرة على صياغة الجملة العربية السليمة إلى كتابة الرواية دونما كدح من الكثيرين لمعرفة شروط الكتابة الروائية؟ والتعميم خطأ قطعاً..
    فقد نبغ لنا كُتاب رواية شبان وشابات كُثر.. ولكن لا يزال هناك، المتوهم بأن العبقرية إنما تولد رأساً عند ا الموهوبين المحظوظين لترفعهم من لحظة التجريب إلى لمعان النجومية؟
    لقد أنتجت لنا روايات جيدة وممتازة قبل انطلاق جائزة المرحوم الطيب صالح.. ثم تميزت من داخل الجائزة أو من خارجها عددٌ وفيرٌ من الروايات منذ بداية هذا القرن .. ولدينا أسماء روائية محترمة مقدرة في مدانا الإقليمي العربي والعالمي: ..ويبقى الإنتاج المتواضع حول هذه النجاحات عنصراً دالاً على وفرة الخيال والجهد والتطلع نحو التعلم والمران والإتقان..
    من محاولتنا الإجابة على السؤالين السالفين يطلع سؤالنا الرئيسي الثالث، وهو: ماذا نقصد بدور الرواية في إثراء الوعي الجمعي الذي يربطنا بالساحة العالمية؟ في اعتقادي أن نبدأ بالتفكير عن حاجتنا للرواية.. الحاجة لأن نصنع وعياً موازياً لحسِّنا بالحياة التي نختبرها. .. فالحياة التي نعيشها هي روتين من الصحو والغياب يدحرجنا من الدقيقة إلى الساعة، إلى اليوم، إلى الشهر، إلى السنة.. ثم نفاجأ بنهاية عمرنا فنخرج من اختبار الدنيا إلى ما بعدها في الغيب..
    أما ذلك الوعي الذي نصنعه في الرواية فهو تخيّل يحمل قدراً يكاد يتلامس مع صدقية الحياة، وقد يحتوي على شيء من الخيال المشتط الذي يوازي العجائب والخوارق المجربة في تصورنا للوجود.. أن توجد في الرواية صورة الإنسان الطبيعي في إمكانياته، والمكان الذي يقلد أمكنتنا، والزمان الذي لا يخالف وتائر أزمنتنا، والأشياء هي الأشياء من حولنا على ذات النسب والأحجام : عادياً وغريباً وخارقاً .. لكننا ندرك أن هذا العالم المُتخيل هو مثل ضرب الأمثال غير قابلٍ للإمساك به.. وهو عالم يتميز عن عالمنا المنساب الذي لا نستطيع تحديد أو اقتطاع بداية أو نهاية له في وعينا بالدفق الزماني..
                  

10-25-2011, 07:42 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)


    وأحسب أن الطموحات للنفاذ إلى العالمية من هذا المدخل ومن التصورات للدكتاتورية وللقهر الوطني ستستمر..
    كذلك تغلب في رؤيتي بين 1970م و 1990م شواهد لروايات اختبرت مادتها في ظل الواقعية النقدية وفي أسئلة التأزم الوجودي ، وأعملت هذه الفلسفات وما من جنسها في استخدام مجتهد للتقنيات المُستخلصة من النظريات السايكلوجية مثل تيار الوعي والمنلوج الداخلي والاسترجاع الذهني .. وقد وظفت هذه التقنيات في معالجة قضايا مثل التلاقي السلالي بين المكونات السودانية ونواتجها، كما ظهرت في عدة روايات ريفية وحضرية توزعت بين السبعينات والألفينيات .. وربما رأيت أن معظمها تضمنت رؤيات سياسية ووجودية قلقة..
    ربما لم تعد لسؤالات الهوية عندنا ذلك الإلحاح الذي جثم على رواياتنا في النصف الثاني من القرن العشرين، ثم حل محلها تيارٌ من التقريع التاريخي للضمير الاجتماعي .. ولكنني منزعج من المنحى الاثنوغرافي في كتابة الرواية، أي ذلك الذي يركز على تصوير سبل كسب العيش في الريف السوداني وما يصاحبها من التقاليد والشعائر المحلية.. وهذا النمط قد يبقى معنا لزمن إن لم ينتبه كتابنا الروائيون القادمون من الأقاليم إلى مطب الهزال الفني الموجود في هذا النوع من التسجيل الخام للحياة الريفية في قوالب حكائية، وما لم يمتلك كتابها قدرات تحولها إلى صراعات إنسانية تُعللِِ لها وتقدمها بموضوعية وبجمالية مواكبة..
    الوعي الوطني والمرحلة الإنمائية التي نعيشُها، بصعوباتها، قد تحدد نوع الأسئلة التي يفكر الروائيون الجادون في الإجابة عليها.. فهناك مثلاً السؤال: متى تكتب لدينا الرواية العُمالية؟ خاصة بعد ما شاعت في بعض مدننا الصناعات الأولية والتحويلية منذ أكثر من أربعة عقود، ولحقت بالصناعة اليوم نفرات التعدين؟ ونسأل أيضاً: ألا تبدو العرقيات حتى الآن مثل الأسلاك الشائكة التي تفصل بين مجموعاتنا السكانية؟. فهل يتجه الروائيون السودانيون نحو معالجتها وتبيان آثارها السالبة التي طالما عرقلت تقدمنا منذ الاستقلال، وأنها مع الإحن السياسية والدينية والاقتصادية نجحت في تشطيرنا في 2011م؟ .. ويحضرني سؤال أخير: متى نشهد متابعة جادة لمعالم الحياة البرجوازية والأرستقراطية في حواضرنا؟ ذلك مع التحوط ألا يتردى بنا بعضهم فنياً لضحالات التحليل الرمزي الطبقي الذي أبتلى به الحكائيون العرب طوال القرن العشرين.. ولعل التنقيب في الطبائع البرجوازية والارستقراطية تلك تقودنا نحو توضيح لسبل تجلية فضائل مجتمعنا التكافلية وقدراتها على امتصاص التباين الكسبي ونزع ما به من أشواك والالتفاف بعيداً عن أمراض الاستهلاكية..
    لقد راهنت على لطول بالكم، وعلى ثقتكم بأنني لا أملك الإجابات على ما أملك الإجابات على ما أوردت.. ولعل مؤتمركم هذا يخرج بالبعض مما يريحنا جميعاً.. وشكراً لكم.
    إبراهيم اسحق إبراهيم

    23/7/2011م
                  

10-27-2011, 01:35 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    الـــرواية الســـودانية كــوثيقة اجتـماعية
    ========================
    مبارك الصادق
    مدخل :
    يبدو عنوان هذه الورقة طموحا إذ حاول ان يرصد تجليات الرواية السودانية كوثيقة اجتماعية ومناقشة القضايا المتشابكة عبر مراحلها المختلفة.
    ولهذا نبدأ بالاحتراز بان الورقة ستعني فقط بتقديم ملامح وشذرات من انعكاسات الواقع الاجتماعي خلال مرحلتين هما :
    1/ مرحلة ما قبل 1955
    2/ مرحلة ما بعد 1955 وحتى الآن.
    وهنا الفصل بطبيعة الحال إجرائي فقط بحسبان تداخل المراحل أولاً:،
    وبسبب ان الرواية ماقبل 1955 كانت هي فترة البدايات كانت تتلمس طريقها في تلك المرحلة الباكرة والمجتمع نفسه قد بدأ في تشكله، وكانت له قضاياه المختلفة.
    أما الفترة الثانية والتي سعت الرواية خلالها لاستكمال أدواتها وبنيانها الجمالي، ومعمارها الفني، فقد حفلت أيضاً بقضايا مختلفة.
    ولهذا حاولت الورقة ان تتخذ في هذه السطور مدخلا يلج بها مباشرة إلي توطئة قصيرة ترصد من خلالها بداية انطلاق هذا الفن.
    ثم تعرج إلي تصوير مناخات المرحلة وإرهاصاتها وهي مرحلة بالغة الأهمية لأنها تشكل انطلاق المجتمع نحو استحداث آلياته المختلفة وتكويناته ومنظماته ثم سيره الحثيث نحو غاياته لتحقيق أشواقه في الحرية والانعتاق.
    ثم تأتي مرحلة الحداثة في الرواية السودانية وملامحها وطبيعة قضاياها وصولا الي العنوان المستهدف ( الرواية كوثيقة اجتماعية).
    وكما هو واضح من خلال هذا الطرح فإننا سنعمد فقط إلي مسح تمهيدي ثم ننطلق للوصول إلي تلك الملامح التي تشكل وثيقة اجتماعية اهتمت بها الرواية السودانية متخذين من الأسلوب الوصفي التحليلي منهجا لبلورة الفكرة والوقوف على الملامح البارزة التي اشتملت عليها الرواية وذلك من خلال روايات محدودة لان
    الغاية ليست مسحا بانورامياً شاملاً وإنما هو إعطاء ملامح وشذرات تشكل مؤشراً ورسماً يوضح إشغالات الرواية السودانية في هذا الجانب من خلال أمثلة محددة ومحدودة.
    * توطئة..
    خلال مسيرتها زهاء ستة عقود ظلت الرواية السودانية تغذ السير نحو أهدافها، وتسعى لتوطيد وجودها عبر أنساقها المختلفة... تنجح تارة... وتخفق أخرى.
    وهي خلال هذه الرحلة الطويلة – ما تفتأ تأتي بزادها إلي " الضرا " ولسان حالها يقول (عيب الزاد.. ولاعيب سيدو !!) و ( كل يأتي بما عنده ) الشاهد إن نشؤ السرد الروائي في السودان، شأنه شأن البلدان العربية الأخرى بدأ متأخرا وخجولاً دون إرث من الوجود المعرفي المتراكم لطبيعة هذا الفن وخصائصه وتجلياته في تشريح الواقع الآني بغية فهمه وتفسيره، والغوص في دهاليزه... والانطلاق نحو المستقبل، أو اللجوء إلى التاريخ بغية إسقاطه على الحاضر.. أو الاشتغال على كافة الأصعدة.
    وإذا ما اتخذنا مثالنا من شمال الوادي – عندما جاءت لأول مرة رواية زينب هيكل والتي نشرت عام 1913 – كانت قد ظهرت مسلسلة قبل ذلك على صفحات الجريدة عام 1911 – فانه كان على الرواية السودانية ان تنتظر ما يقارب الأربعة عقود لتظهر رواية " تاجوج " لمحمد عثمان هاشم عام 1948م.
    وربما سبقت الرواية بعض الشكول التي تنحو لان تكون كذلك.. بيد ان الرواية بخصائصها الفنية المعلومة، والبناء المعمارى الخاص بها لم تحقق اشراط وجودها إلا من خلال تاجوج والروايات التي جاءت في أعقابها.
    * مناخات المرحلة:
    إذن صدرت رواية تاجوج وقد بلغ المجتمع السوداني عهدئذ قمة نضوجه السياسي والثقافي والاجتماعي.. ففي أعقاب ثورة 1924م كان المجتمع قد بدأ يتشكل وينتقل من المجتمع الرعوي الي المجتمع الزراعي وشبه الصناعي بنشؤ بعض الصناعات الخفيفة كما واكب ذلك نشؤ القوى الحديثة من الموظفين والعمال وحركة الطلبة والمزارعين، كذلك كان مؤتمر الخريجين قد بدأ نشاطه السياسي ونشأت الأحزاب السياسية، والصحف اليومية بالإضافة إلي الإذاعة السودانية، وكان هنالك ازدهار للحركة المسرحية والفرق الرياضية وفرق الغناء... وجميعها تشكل وسائط معرفية للتلقي أسهمت في إزكاء الوعي الوطني مما شكل أرضية مستصلحة للنمو الثقافي، والنشاط الإبداعي.
    وقبل ذلك كله كانت هنالك المدارس بكافة مستوياتها وكلية غردون والمدارس الأهلية على وجه الخصوص التي أسهمت في حركة التنوير بالإضافة إلي الجمعيات القرائية،وجاء استقلال السودان بعد كفاح مرير لترتفع وتيرة الحس القومي والوطني.. وكان من الطبيعي ان تتواتر الإصدارات الروائية في أعقاب ذلك كله لتلبي احتياجات وتطلعات الشرائح الطالعة

    *
                  

10-29-2011, 09:42 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    والقوى القارئة مع استمرار الصلات الثقافية المتينة بين شمال الوادي وجنوبه ولم تضعف تلك الصلات حتى بعد خفوت التيار الاتحادي الداعي للاتحاد بعد حصول السودان على استقلاله الكامل والمعلن من البرلمان المنتخب في 19/12/1955م.
    * في أعقاب الاستقلال :
    اذا أردنا ان ننظر إلي الرواية السودانية في جذرها الأصلي فانه لا معدي لنا أو مناص من الاعتراف بأننا بسبب مسألة النشر وصعوباته.. قد ظللنا نقرأ العديد من الروايات وثمة مساحة مهولة تفصل بين زمن كتابتها وزمن وصولها للقارئ... فملكة الدار محمد على سبيل المثال – كانت تكتب منذ منتصف الأربعينات وروايتها الجهيره " الفراغ العريض"، لم تر النور إلا في بداية السبعينات وكذلك رواية انهم بشر لخليل عبد الله الحاج أنجزها كاتبها في العام 1954م بيد أنها لم تنشر إلا في العام 1960م.
    ولهذا فانه لابد لنا ونحن في حالة العكوف القرائي ان نتعامل مع النص الروائي في سياقه التاريخي اذا مابدا لنا انه تعرض إلي تأثيرات الزمن.
    لقد ظهرت حزمة من الروايات المنشورة في المرحلة المسماة ما بعد الاستقلال – فكان الروائي الراحل ابوبكر خالد من المثابرين في إصدار إبداعاته القصصية والروائية فقد اصدر مجموعته المسماة كلاب القرية وروايته بداية الربيع عام 1957م والنبع المر 1966م والقفز فوق الحائط القصير، وقبل ذلك أمين محمد زين الذي اصدر لقاء عند الغروب عام 1963م وأعقبها بروايته سلوا دموعي وأمين محمد زين تشكل كتابته أصداء باهتة لكتابات إحسان عبد القدوس وكذلك رومنسيات فؤاد احمد عبد العظيم في بكاء على التابوت وهندي عوض الكريم في حياة الدموع. والسر حسن فضل في من اجل ليلي.
    وجميع تلك الروايات وغيرها لا يخطىء القارىء ضعفها الفني واد قاعها الإبداعي... صحيح ان البدايات تبدو هكذا دائما يشوبها الضعف والتعثر فيما هي تشق طريقها نحو القارىء الي ان تتجاوز مرحلة الهشاشة لتتمكن من السير نحو غاياتها المرجوة.
    والمبدع السوداني ظل على تواصل مع رصيفه في شمال الوادي – ويمكن القول إن المبدع السوداني هو من تلاميذ الثقافة المصرية – وعليه فلا مندوحة له من ان يسعى إلي التقليد والتقريد كذلك – ريثما يفطم نفسه عن ذلك بعد ان يكون قد اشتد عوده، واستطاع السير عبر دروبه الخاصة، وطرقه غير المطروقة. كي يستبين كسبه وإبداعه، وفرادته وتميزه – وعموماً فان ( الصلة بين الأدب المصري والأدب السوداني كانت قوية تمتد إلي أغوار بعيدة من الزمن – فلم يكن بمستبعد ان يحتذى كتاب الرواية السودانية طريق الرواية المصرية
                  

10-29-2011, 09:44 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    أولاً ثم الانجليزية ثانياً، واقصد بهذا ما للرواية المصرية خاصة، والأدب المصري عامة من تأثير فعال على أدباء السودان، وذلك يرجع إلي قرب الصلة، ومتانة الروابط، ويسر الاتصال بين البلدين... ولان الرواية المصرية كانت باللغة العربية التي يعرفها مثقفوا السودان وأدباؤه " 1 " ).
    لقد بدأ التأثر بالرواية المصرية والنسج على نولها، والسير في طريقها واضحاً – انظر إلي رواية انهم بشر – لخليل عبد الله الحاج – وقد حاول ان يجعلها مرادفة لرواية زقاق المدق – لنجيب محفوظ.. بل كان في نيته ان يجعلها تأخذ اسم الزقاق أيضاً بأن يكون اسمها – " زقاق العمايا " فعدل عن ذلك واسماها " انهم بشر " وهي وان ركزت على هذه الشريحة والتي تعارف على تسميتها بـ ( البروليتارية الرثة ) إلا أنها لم تغفل الطبقات الأخرى (فخليل عبد الله الحاج يختار النظر إلي الأوضاع الطبقية في المجتمع وينظر إلي تضارب مصالح هذه الطبقات كما يبرز ذلك في العلاقات الاجتماعية حين يمسك المجتمع من رحم قاعه حيث يعاني الكادحون شظف العيش ومهانته... ويتجبر التاجر مستخدماً سلطته الأبوية والمادية... ويستعرض المقاول عضلات إمكانياته في الثراء والتعامل مع القوى الفوقية المؤسسة للسلطة حين يخطب ويتزوج إبنة التاجر ويحرم بذلك القلبيين الشابين فرصة خلق الحياة بالحب والتفاهم " 2 " ). كما يبدو التأثر واضحاً بالرواية المصرية وعلى وجه الخصوص بنجيب محفوظ وزقاق مدقه.
    وهذا التأثر بالرواية المصرية بل قل بزقاق المدق حين ميلادها لم يكن وقفا على الرواية السودانية وحدها فهناك العديد من الروائيين في بعض البلدان العربية لهم ازقتهم التي تستحق الكتابة عنها.
    وهذا هو الروائي السوري حنا مينا قد اصدر روايته " المصابيح الزرق " عام 1951م وقد استقبلت بحفاوة بالغة – وكان نجيب محفوظ قد اصدر روايته زقاق المدق عام 1947م وهي تتناول الشرائح الاجتماعية في زقاق المدق احد أحياء القاهرة. ( وقد اتفق النقاد على ان هذه الرواية هي درة ما نشر في الأربعينات وان الزقاق مصغر للقاهرة.. فيها الغني والفقير، الطموح والقانع، السوي والشاذ، وكذلك رواية ( المصابيح الزرق ) تتناول الشرائح الاجتماعية في زقاق – أو حى القلعة – وقد اتفق كثير من النقاد ان هذه الرواية تشكل

    " 1 " الرواية السودانية الحديثة. د. بابكر الدرديري طبعة 2007 ص 71
    " 2 " الرواية السودانية. النور عثمان ابكر – مجلة الثقافة السودانية العدد الثالث مايو 1977 ص 34
                  

10-29-2011, 09:45 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    منعطفاً جديداً في الرواية العربية، ورحب كثيرون بها، وكان من أبرزهم محمد أمين العالم – وقال آخرون ان قيمة هذه الرواية تنبع من قيمتها التاريخية... وان حى القلعة في اللاذقية ليس هو البطل الوحيد في الرواية – مثلما ان زقاق المدق ليس هو البطل الوحيد في الرواية بل ان اللاذقية ككل هي البطلة الرئيسية في رواية المصابيح الزرق مثلما ان القاهرة هي البطلة الرئيسية في زقاق المدق " 3 " ).
    هل يمكن القول ان زقاق العمايا... أو قل انهم بشر – ليس هو البطل الوحيد – بل ان ام درمان هي البطل الرئيسة في انهم بشر ؟ نعم يمكن ان نقول ذلك باطمئنان – فخليل عبد الله الحاج في اختياره لموضوعه، وانتقائه لتلك الشريحة الفقيرة فانه كان يعبر عن اختيار ارادوي له هدفية محددة وهي إبراز التناقضات الاجتماعية، والتفاوت الطبقي، والفروقات البينة بين حياة وأخرى – وربما كان ذلك اثر اطلاعه على نماذج مماثلة.. وما قلنا به من ترسم لخطوات نجيب محفوظ فقد كان لذلك الأثر الأكبر في شكل تلك الكتابة ( فموقف التاجر الغني عبد المتعال – المتعالي الأكبر الذي ينظر لهذه المجموعة التي تجاوره السكن – ويضمهم حى واحد، وزقاق واحد على انهم حيوانات مؤذية لاتستحق العيش ولا الحياة... وكذلك تصور الرواية جانباً هاماً من حياة هذه المجموعة الفقيرة نفسها فيما بينهم وعلاقتهم بالآخرين من بقية سكان المدينة التي يتمثلون في سكان الزقاق الذي يضم الموظف، والطالب، والتاجر الغني، والعامل الكادح من اجل رزقه مثل " تيه " الدقاق. كذلك تعرض الرواية شعورهم تجاه هذه الفئات الاجتماعية المتباينة على نطاق مدينة امدرمان – وهو شعور يتسم بالكراهية والحقد على الفئة الغنية التي تناصبهم العداء.
    فالسيد عبد المتعال يسعى جاهداً لإخراجهم من جواره، وامتلاك بيوتهم التي يسكنون فيها " 4 " ) إذن فام درمان كبطلة رئيسة ماثلة في انهم بشر.
    غني عن القول ان رواية تلك المرحلة وهي تتلمس طريقها في خطى خجولة، تبدو موغلة في الرومانسية، وتحفل بالعديد من أمراض البداية، في ضعف الأداء، والبعد عن الموضوعية والافتعال المواقفي والصدفة والتقريرية والتدخل المباشر في الأحداث، والبناء الهش. وفي كثير من الأحيان نجد المؤلف هو جزء من النص – حيث أننا في ( أعمالهم



    "3 " دراسات نقدية في الرواية السورية / منشورات اتحاد الكتاب العرب 1981 ص 16
    " 4 " الرواية السودانية الحديثة د. بابكر الامين الدرديري طبعة 2007 ص 97.
                  

10-29-2011, 09:47 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    نجد حصيلة سعى داخلي جياش لتوزيع أثقال المادة والخبرة والتجربة على شكل روائي ينفذ من اجل راحة الفنان نفسه وخروج رؤاه المغلقة، وإمكانياته الكامنة في تجربته الذاتية عن
    الحياة، ومذاق الأشياء.. والأشياء التي صنعت هذا المخلوق الحساس الراعش بالوجود الإبداعي، ونزوعهم لكتابة أنفسهم، والكثير من تجاربهم الواضحة في عملهم الروائي.
    إن ملكة الدار تكتب تجربة تكاد ان تكون تسجيلا لتجربتها الخاصة كأمرأة عملت في مجال التعليم مبكرة، وعانت ماعانت.. الاماكن التي تذكرها في الرواية هي الاماكن التي تنقلت فيها طفلة ومعلمة.. الشارع والمدينة والمشكلة والأفكار التي تسجل نفسها في " بداية الربيع " هي شارع ومدينة ومشكلة وأفكار أبي بكر خالد شخصيا في عموميتها، وتوفيق في " غربة الروح " فيه الكثير من الحاردلو طالب الثانوي والجامعة... وخليل عبد الله الحاج يعرف الزقاق الذي يحبه جيداً " 5 " ).
    وبالجملة فقد حاول كتاب المرحلة التي تلت الاستقلال ان يقدموا حصيلتهم المعرفية في الرواية بإخلاص... وقد تناولوا قضاياهم الاجتماعية، ورؤيتهم المباشرة، وحاولوا جاهدين ان يغوصوا في واقعهم لاستخلاص مايمكن ان ينشر العافية والبرء ويجتث الأدواء التي يعج بها مجتمعهم، ولهذا غاصت أقلامهم في قضايا الزواج وإجبار الفتاة على الزواج كأنهم ينادون بالحريات الأربعة المتمثلة في :
    - حرية الارتباط.
    - حرية التعليم.
    - حرية العمل.
    - حرية الحب.
    كما انهم تناولوا مسألة المغالاة في المهور، وعادات المآتم ومسائل الحداد ومجافاة الطيب والزينة للمرأة، وتحكم الخرافة والدجل والشعوذة... فضلا عن قضايا الفقر والجهل والمرض والهم السياسي والحرية والانعتاق وقضايا أخرى..
    اذن كانت تلك هي ملامح الفترة الماضية.. وتلك هي القضايا التي شغلت بال العديد من الروائيين الذين برزوا خلال تلك الفترة وهم يطرحون همومهم على استحياء – عبر رواياتهم المختلفة
    إلا أنني كنت شديد الدهشة وأنا أطالع عناوين رواياتهم وهي بالضرورة ترجمة لحيرتهم
    " 5 " الرواية السودانية النور عثمان ابكر العدد الثالث مايو 1977 ص 31
                  

10-29-2011, 09:54 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    الضاربة أطنابها في مجتمع خرج للتو وقد أحدقت به الحيرة وتاهت عنه السبل.. عموماً هاكها عناوينهم للتأكد من صدقية ماقلنا به : موكب الحيارى / غربة الروح / الفراغ العريض / النبع المر / الضفة الحزينة / مأساة القبور / هائم على الأرض / سخرية الأقدار / بكاء على التابوت / انهم بشر !!! وهكذا تبدو تلك العناوين ضاربة في حيرتها وغربتها وفراغها ومرارتها وحزنها العابث !!
    وهي مؤشرات واضحة للتيه عبر مفازات الانتقال المرحلي ووقوع الضحايا في مثل تلك الانتقالات..
    كما ان قراءة تلك العناوين توحي وحدها الي اى مدى تلك الكتابات واقعة تحت إسار الرومانسية والي اى مدى واقعة تحت تأثير واقع مأسوي سوداوي غير منتج او مبشر بما هو آت من إرهاص لفجر آت ومقبل ؟.
    والعنوان كما هو معلوم وفقاً لمستجدات المدارس النقدية ليس مدخلاً اعتباطيا للنص.. بل انه احد العتبات المهمة وذلك في بعده الاشاري او الايقوني او القرائي – وكما يرى بيرس والذي قسم الإشارات إلي أصناف عشر... إلا ان ما يعنينا هنا هي ثلاثة إشارات : ( أولاً " الرمز " وهو بالمعنى العام الإشارة المصطلح عليها... وهي علامة تفقد خصيصتها الإشارية اذا لم يوجد المفسر – وهو هنا كما العلامة اللغوية التي تدل على ماتدل عليه فقط من واقعة انها نسبت إليها الدلالات التي لها... مثال ذلك فان الرمز يسلك طريق وضع اصطلاح ما كما الميزان مثلاً بوصفه رمزاً للعدالة. ثانياً " الأيقونة " وهي صورة مشهدية للأشياء نسخة عنها.. او مخطط هندسي لها – اى انها إعادة انتاج عن طريق التحويل كما في حالة الصورة... والبورترية التي تعيد إنتاج انطباع حسي عن الصورة الأصلية... ثالثاً " القرينة " فهي مايلفت انتباهنا او يستفزنا... وهي تفقد خصيصتها الاشارية اذ لم يكن موضوعها موجوداً... بيد أنها لاتفقدها إذ لم يوجد المفسر مثال ذلك شكل الشجرة او الطائر في دلالتهما على الثروة النباتية او الحيوانية في قطر ما... فهما ايقونتان – اى صورتان مشهديتان من الموضوعات التي يفهمهما الناس... رغم عدم وجود هذه الموضوعات... في حين ان الدخان في دلالته على النار... او " التأتأه " في الكلام في دلالتها على حالة السُكر... هما قرينتان لموضوعين. فإذن هما دالتان سواء وجد المفسر او لم يوجد " 6 " )
    * الرواية السودانية في بعدها الحداثى
    اذا كنا قد وقفنا خلال المرحلة الماضية عند بدايات الفن الروائي في مرحلة الريادة وماتلى
    " 6 " اللغة والدلالة / منشورات اتحاد الكتاب / دمشق 1981 عدنان بن ذريل
                  

10-29-2011, 09:55 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    تلك الفترة من أعمال – فانه من المعلوم إن التراكم الكمي سيفضي بالقطع الي اكتساب مهارة
    المعرفة والتي ستدفع ببعض الأصوات المائزة إلي الصعود الرأسي بالرواية، والي التجريب، والي تجويد البناء المعماري.. ومحاولة الإجابة على أسئلة الرواية في افقها الحداثي، وجدلية الواقع الآني، واستشراف المستقبل والنظر الي الماضي باعتباره منصة انطلاق نحو المستقبل... ومحاورة العناصر اليومية في الحياة – ذلك بان العالم من حولنا لايعدو ان يكون خطاباً من السرديات كما تعبر يمنى العيد، سيما وإن المرحلة المعبر عنها روائياً زاخرة بالأحداث، محتشدة بالدلالات، موارة بقضايا التحرر الوطني والانطلاق وجدل الهوية والانتماء... وكانت النقلة من رواية تتلمس سكتها في حذر الي رواية مارقة بقوة وصاعدة بدرجة ايلة للتطرف على يد بعض الكتاب – يأتي في مقدمتهم الطيب صالح وإبراهيم اسحق ومحمود محمد مدني وبركة ساكن والصويم وأمير تاج السر وغيرهم.
    فالراصد لاتخطىء عينه ما أحدثه الطيب صالح من نقلة او قل ان أردت طفرة – او هي قفزة مهولة في تقنيات الكتابة من خلال عالمه البسيط في عرس الزين والتي خلق من خلالها مجتمعاً متصالحاً متجانساً التقى في بؤرة التصالح رغم عوالم التنافر والصراع العرقي والطبقي، ومن خلال روايته جهيرة الصوت موسم الهجرة الي الشمال والتي عكس من خلالها صراعات غاية في التعقيد على المستوى الابستمولوجي وقضايا مابعد الكلولنيالية وعليه ولان الطيب صالح قد اخذ نصيبه فسوف لانطيل وقوفنا هنا لندلف الي محمود محمد مدني ومحاولاته الدائبة في التجريب واستغراقه في الوصفية واللغة الشعرية من خلال روايته ( الدم في نخاع الوردة )... حيث ينهضان معاً الوصف واللغة الشعرية ليحلان محل السرد والحكي وبناء الأحداث ففي خلال الرواية مثلاً يقول (( عندما جاء الطبيب – هبت نسمة الأمل من قلب السموم.. وكان المطر قد أرسل العصافير بالبشرى للحقول التي دوختها المجاعة – وخرجت من الظلمات محاطة بالخوف والدماء والخلايا التي تمزقت لتصرخ صرختها الأولى ) " 7 " .
    وإذا دلفنا إلي مثال آخر هاهنا يقول (( وتمر السنوات ونور تستدير فيها الأشياء... مناطق تتكور، وتلال ترتفع، وبساتين تعطي في صمت، والطبيعة تعمل بلا انقطاع في تشكيل الجسد الصغير البض، فيسيل المطر رغم الصيف الطويل )). وغير ذلك كثير بل هو طاغ... هذا عن الوصف واللغة الشعرية المستخدمة في مجمل أجزاء الرواية... فالي اى مدى
    " 7 " الدم في نخاع الوردة / محمود محمد مدني / الجمعية الثقافية السودانية ابوظبي / 2001 ص 9
                  

10-29-2011, 09:58 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    أعاقت تلك اللغة مسألة بناء الأحداث على مستوى السرد ؟؟ والوصف ليس عيباً بطبيعة الحال في العملية الإبداعية فهو من صميمها مالم يشكل عائقاً لعملية السرد وبناء الأحداث ومالم يبدو مطلوباً لذاته (( وقد لوحظ وفي ذلك جانب كبير من الصحة إن الجزء الأكبر مما اتفق على تسميته بالرواية الجديدة مفرد للوصف وبالرغم من ان هذا الوصف سواء كان وصف جمادات ساكنة، او خطوطاً عريضة لأحد المشاهد – قد اثر على القراء تأثيراً مرضياً وطيباً، رغم ان حكم كثير من المتخصصين قد جاء غير ذلك " 8 " ) .
    هذا فيما يتعلق بالوصفية ومدى إندياحها في عصب النص كواحدة من أساليب البناء المعماري، والتأثير الجمالي، وبالمقابل فان الشعرية والتي تبدت مناسيبها المتزايدة سواء كان على مستوى القصة القصيرة أو الرواية فإنها صارت جزء من عملية الخلق بل ان (التعاريف الجوهرية للرواية هي شعرية المناخ الروائي سواء كان في السرد أو الحوار كما أشار " باختين " بخصوص " دستويفسكي " وهي من بين مركبات الشد والتأثير المركب الأكثر قدرة على إعطاء النص الروائي جماليته... وبالتالي حظه من اجتياز الانتقاء الزماني. فسؤال كل رواية حقه هو كما يسجل : " ميلان كونديرا " ما الوجود الإنساني وأين تكمن شعريته ؟؟ كل الكتاب المبدعين الاصلاء يعلمون في قرارة أنفسهم ومداركهم ما لا ينفك اللسانيون يبرهنون عليه – اللغة – كل لغة هي عالم في ذاته يعطى للخطاب قواعده ونظمه... وللكتابة أرضية انغراسها واستغلالها، وللرؤيا أفق نبضها وتحركها " 9 " ).
    جملة القول ان المد الحداثي للرواية شكل بعض الحضور في كتابات محمود محمد مدني وبعض الكتاب حيث اللغة الشعرية، والفلاش باك وتيار الوعي والمنلوج الداخلي، والضمائر المستخدمة، وتعدد الأصوات – ومع ذلك كله تبقي الرواية السودانية ماتزال بعيدة عن المستوى المعياري باستثناء فتوحات الطيب صالح وروايات إبراهيم اسحق التي لم تجد حظها من الذيوع. ومع ذلك لاينكر المراقب اجتهادات مقدرة تقوم بها الأصوات النابهة والتي سوف تصل حتماً بالمثابرة الجادة.
    * الرواية كوثيقة اجتماعية :
    اذا أردنا ان نناقش تجليات الواقع الاجتماعي في الرواية السودانية فكأنما نسعى لاختزال طبيعة القضايا المتشابكة التي ينبغي ان تشتغل عليها الرواية السودانية إذ ان الرواية يجب ان تكون انعكاساً بانورامياً وترجمة لما هو جار وما يمكن ان يجري... وهي فوق ذلك لتقوم


    " 8 " نحو رواية جديدة – الان روب جريية ترجمة مصطفى ابراهيم مصطفى – مراجعة د. لويس عوض ص 128.
    " 9 " كتاب العربي العدد 65 ( حوار المشارقة والمغاربة ) 228
                  

10-29-2011, 10:00 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    كما يعبر البيريس ( بدور الكاهن المعرف والمشرف السياسي، وخادمة الأطفال، وصحفي
    الوقائع اليومية، والرائد، ومعلم الفلسفة السرية وهو تقوم بهذه الأدوار كلها في عالم يهدف إلي ان يحل محل الفنون الأدبية جميعاً " 10 " ).
    ولما كان المجتمع السوداني ظل طوال العقود الماضية يتمرحل من مرحلة لأخرى، ولكل مرحلة قضاياها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالطبع – ولما كان الأثر الاجتماعي لطبيعة تلك المشكلات التي ظلت محدقة بالمجتمع السوداني فيما يتعلق بالعنوان أعلاه نجد ان الرواية لم تبحر عميقاً في تلك المشكلات، وإنما مرت عليها في لمسات خفيفة لا تشبع نهم القارىء او المتأمل لطبيعة تلك المشكلات فعلى مستوى الواقع المعيش فان ثمة قضايا كانت شديدة الحضور لم تشرح عبر الرواية كما ينبغي وكانت لها اثار اجتماعية بعيدة المدى.. مثل قضايا الهجرة من الريف الي المدن... أثرها الاجتماعي.. وقضايا الاغتراب أو ما يعرف بالمغتربين وتأثيرات تلك الهجرة وإفرازاتها السالبة في البناء الأسري والاجتماعي... خروج المرأة للعمل ونجاحها كقوة اقتصادية واثر ذلك النجاح في تواهي قبضة رب الأسرة الأمر الناهي والي اى مدى أسهم تراجع ذلك الدور في التفكك الأسري ؟؟
    الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية وبروز ظاهرة ستات الشاى وبائعات الطعام واختفاء المقهى الاجتماعي والمطعم التقليدي.
    هروب الأزواج – قضايا الطلاق للغيبة و الزواج العرفي / اغتصاب الأطفال بدوافع الحقد لا الجنس.. تعاطي المخدرات.. السكن العشوائي.. العطالة.. البطالة اكتظاظ المدن – المهن الهامشية.. تفشي الجريمة، الكشات ومحاولة إفراغ المدن من أبناء الشمس.. إلي غير ذلك من القضايا.. الخ.
    لقد تم نقاش جانباً من هذه القضايا في بعض الروايات على استحياء... فعلى سبيل المثال ناقش عمار البليك في روايته ( الأنهار العكرة ) مسألة الاغتراب السالب وغير المؤسس والذي لم يلب لصاحبه مبتغاه اى ذلك الاغتراب غير المنتج، وغير الخلاق – حيث يغرق ويتوه المغترب في بحر دونما ساحل ومن ثم يعاني الإحباط والانهزام... لنستمع هنا لصوت البطل وهو يقول : ( يوم ان ارتفعت بي الطائرة في السماء بدت الخرطوم من تحتى كقطعة لحم مسرطن نزعتها عن جسدي، كأنني كنت اقضي ساعات حياتي الأخيرة التي انتهت بشنقي وصعود روحى الي السماء، كنت أقول ذلك واكتشف بعد زمن وجيز عندما
    *" 10 " ر. م. البيريس : تاريخ الرواية الحديثة ترجمة جورج سالم منشورات عويدات 1982م
                  

10-29-2011, 10:02 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)


    تخدرت بجراح الاغتراب ان ذلك الشىء الذي صعد السماء في فجر شتوي حار هو جسدي وليس روحي كنت أعيش بجسدي طوال السنوات العشر التي مضت تركت عاداتي المألوفة ان اقرأ او اكتب او حتى أفكر – أصبحت مجرد الة على شكل إنسان تماماً مثل طاحونة العوض... تبدأ في طحين الذرة والقمح في الفجر ولاتسكت إلا المساء... وأنا اجلس وحيداً في غرفتي الصغيرة في وقت متأخر من الليل – كنت أخال ان الطاحونة قد توقفت عن الطحين، وبدأت في الأنين واكتشفت ان ذلك الأنين كان أنيني في حين تدفقت الدموع على الطالة التي اجلس وراءها محاولاً استرجاع مقدرتي القديمة على الكتابة " 11 " ). هذا البكاء على الفردوس المفقود...والآمال المجهضة.. والاستلاب وعذابات الحنين.. وإخفاق المشاريع وتحجر المشاعر، وصيرورة الإنسان الي آلة.. وهاهو صوت البطل يقول ( تركت عادتي المألوفة ان اقرأ او اكتب او حتى افكر. وفي متاهات قاع المدينة – رواية العباس على يحى ناقش الزواج العرفي كظاهرة وهي واحدة من إفرازات الانهيار الاقتصادي فيما يناقش منصور الصويم في روايته ذاكرة شرير ظاهرة أبناء الشمس... وهي الأخرى من إفرازات الحرب والتفكك الأسري الذي نتج عارنا المدفون في مؤخرة المدينة وأقبيتها وأنفاقها كما السلاة المتخلفة عن ولادة حيوانية.
    وذاكرة شرير توفرت على مناقشة ظروف تلك الشريحة وشكل العلاقات المتقاطعة بينها وبين نفسها من جانب وبينها وبين المجتمع من جانب اخر.. كما ناقشت مسائل الدجل والشعوذة والجنس – اما مسألة الجنس لدى تلك الشريحة فهي معادل موضوعي لمسألة الانتماء فمجاسدة الكائن للكائن رغم انها استجابة بايلوجية فطرية الا أنها تعطي احساس الانتماء الانساني لعالم يكاد يكون يفقد فيه المرء الاحساس بالانتماء الي فصيلة البشر ولهذا يهرب محسن خالد في روايته ( الحياة السرية للاشياء ليتحدث عن قضايا اخرى ومجتمعات اخرى وقضايا ليست لها علاقة مباشرة بواقعنا المعيش ومايجري فيه، والحسن البكري يأخذنا هو الاخر الي التاريخ كانما يفر من الواقع الكابي – حيث نجد بطله هو الاخر محبط بسبب عاهته الموروثة، في روايته احوال المحارب القديم، كونه ليست له القدرة على حرب التحرير اذ يقول ( رغم بأس ارادتي، وقوة شكيمتي، اورثني اجدادي العنج عاهتيهم التليدتين العشا المصاحب بالعرج ) ومن ثم فان قائد الكتائب يتردد في تجنيده.
    اما عبد العزيز بركة ساكن فقد اشتغل بقضايا الحرب وافرازاتها وهي شديدة الحضور في وعيه عالجها على صعيد القصة القصيرة والرواية على هامش الارصفة ورماد الماء.


    " 11 " رواية الانهار العكرة / عماد البليك الشركة العالمية ص 9
                  

10-29-2011, 10:04 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    اما ابراهيم اسحق فقد خرج من خطه التصالحي حيث ناقش في فصل من رائعته وبال في
    كليمندو قضية التقدم الاجتماعي بجرأة شديدة وانتصر لها عبر شخصية ناصر، كما انتصر للتقدم والحداثة والانعتاق من رتقة الماضي الآخذ بتلابيب المستقبل – ففي ذلك الاجتماع العام حين تنادى اهل الدكة لمناقشة قضاياهم – كانت الدكة باثرها هنالك في ذلك الاجتماع.
    اللجنة الشعبية، ورجال التعليم، والعمد، واهل المال حتى الدايات الاربعة حضرن واقتعدن طرفاً تحت راية الرعاية الاجتماعية ؟؟ ويبدو هنا التطور الاجتماعي فمن دايات الحبل البلديات الي الدايات المدربات القانونيات ذوات الحقائب البيضاء... يجلسن هاهنا كممثلات للرعاية الاجتماعية..
    عبد المقصود وعمر الناير وسالم ولد بسوس وعبد الجبار ولد احمد عديل يظلون العمود الفقري الذي يركز عليه اهل الدكة.
    هل عبد المقصود هو محجوب وجماعته في عرس الزين ؟ ثمة ملامح مشتركة... ذلك بان عبد المقصود بمواقفه ورئاسته ودالته يبدو من المتنفذين ذوى الحيثية.. وهو هاهنا قد قال ( ينحصر نقاشنا هذا المساء في ثلاث مسائل – فهناك الخلافات الاجتماعية التي تنعكس على طوارئنا الأمنية والقضائية والإدارية، وبجانبها ضعف دور النساء في المحافظة على الاصلح في حياتهن... ومن الخطورة القبول بالانفراط الأمني مما يتسبب في انواع الجريمة المزعجة ).
    هنا محجوب الدكة او عبد المقصود يحاول المحافظة على السلام الاجتماعي وهو يدرك ان النساء هن الاقدر والاجدر بالعمل على ازكاء تلك الروح فيما يقبضون هم على مفاصل الحياة.. بيد ان الجيل الجديد ومنهم ماهر مامون. هل الاسم موظف في النص – المهارة والامانة ؟؟
    تكلم ماهر عن الوصولية والوساطات والرشاوي بانها من المفاسد التي تأخذ طريقها الي البلدة على مستوى الدونكي والسوق والمستشفي والمدرسة والمحكمة والبيطرية... اما الفاضل ابن العمدة فهو يسعى الي تضخيم وتهويل دورهم كادارة اهلية قابصة... اذ يحذر المجتمعين من عواقب الاعتماد على الشرطة ؟؟ لماذا ؟؟
    لان السلطات الاهلية كما تلاحظ لها وسائلها المفيدة والعادلة في الوصول الي المجرمين، وذلك من خلال الضغط على العشائر التي بينهم حتى يتبرأوا من مجرمهم ويسلموه ليد العدالة !!
    اما صلاح ولد الحكيم – لن نمر على الاسماء مرور الكرام – فلنبحث عن الصلاح والحكمة في حديث صلاح والذي تحدث عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا كان لابد ان ينبري له ناصر مفنداً كل ماجرى في الاجتماع.. اذ بدا ان المجتمعين جميعاً كانوا يدغدغون دمامل مشاعرهم ولايجرؤون على فصدها، ومن ثم كان لابد من المشرط.. وكان لابد من الفصد... وكان لابد من التوصيف، والتجريح، والتشريح ايضا ليتدفق الدم والصديد... لتفوح الروائح الكريهة..
    وكما يقولون فإن المعاصرة حجاب.. وان الاتي بعد غياب من السهولة بمكان ان يلاحظ التغيير من عدمه... وناصر كما يقول الراوي... تعلم في مدارس ودمدني والجامعة ايضاً هناك ولذا عندما اخذ فرصته في الحديث مباشرة بعد صلاح ولد الحكيم ( رمى بيديه على جنبيه... ودار حول نفسه... يبهر الجموع... إستهزأ بنا يتحدث ناصر يقول يأتي احدنا للدكة في اجازة كهذه ليجد انكم لاتتقدمون قيد انملة !! يكرر معجبوه الفاظه مثل قيد انملة لايملون !!ماذا يقصد ناصر ؟؟ انا بالذات لااعرف ولكني حتماً لا اعبأ كثيراً... يستمر ناصر ولد حمودة : لاتتقدمون قيد انملة منحدرين... يعمنا ذلك السكون المنذر بما لاتعرف عواقبه... ديدن شعوري في هذا الاجتماعات... احسب اننا نلجم هوجاتنا، ونتابع نهرات ناصر فينا كأنما ينحدر بنا في مهوى سحيق ولم نبدأ بالحراك والعويل بعد.
    الاقطاعيون... نعم : الاقطاعيون.. المستغلون.. اولاد الشراتي والعمد.. وبقايا المقاديم... وبلاطجة السلاطين المستبدين لايزالون عندكم يمسكون بزمام السلطة والمال والمواجهات في عصر الاقمار الصناعية والسوبر كومبيتر...
    تلفت الناس الي بعضهم يتساءلون ماهذه ؟؟
    يهتاج فينا ناصر : انظروا حولكم.. ترون شهود الزور من التجار والموظفين والمتعلمين ساكتين ملجمين لاهم لهم الا الحرص على استمرار مكاسبهم على حساب الشغيلة الغبش – والنساء مدفونات في البيوت، موكلات بالزرع والبير والكدح ليل نهار كالاموات يتصرف في شأنهن اهلهن بلا حرية.. وبلا ارادة كانهن احجار الرحايات المهجورة بعد دخول الطواحين... وعموم الجماهير انظر لعموم الجماهير المنومة بالشعارات الرجعية... مسحوقيين لامال لهم... لا اعتبار... ولاصوت.. احجار في رقعة الشطرنج !!
    يلتفت المستمعون الي بعضهم البعض... يتساءلون عن الشطرنج ماهو ؟؟ يزبد فينا ناصر ولد حمودة : ياللعجب البلد كلها تنظر في اهم قضاياها الجنائية يحركها اقطاعي مخرف متسلط على القانون مثل ود المقدوم... وحريات التصرف عند الرجال.. والنساء كلها مقيدة
                  

10-29-2011, 10:06 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    وممنوعة حتى يوجه مصائر الناس اهل الشعوذة والخرافات والدجل مثل الفكي محمود " 12 " ).
    كان من الطبيعي ان يهتاج الجميع، ويقفز عمران الناير ينزع المايكرفون من يد ناصر في ذات اللحظة يقف عبد المقصود بينهما او محجوب كما اسميناه مثلما وقف محجوب وجماعته بين الزين وسيف الدين لانقاذ مايمكن انقاذه !!
    هذا الطرح الايل للتطرف من ناصر يشي بعمق التغيير الاجتماعي الذي اخذ يهب بعنف في المجتمعات التقليدية ليخلخل مسلماتها التي تواضعت عليها ويكتسح التحصينات التي تلوذ بها بغية الاستعصام والحماية. ماهر يتلمس القضايا ناعيا الاستسلام للمفاسد المهلكة الوصولية والوساطات والرشاوي... بيد ان ناصر يسمى الاشياء باسمائها ويضع النقاط على الحروف غير مبال بما يترتب على ذلك.
    بيد ان ابن العمدة وابن الحكيم واضرابهم يطبطبون ويملسون.
    بركة ساكن في الطواحين ناقش قضايا الحب والجنس بجرأة فاضحة لدرجة انه كاد ان ينسى طبيعة المجتمع المحافظ الذي يعيش فيه وعلى النقيض من ذلك تماماً ابراهيم اسحق في فضيحة آل نورين حيث يقول : ( ها يا اهلي ولد طاهرين يمكن تعرفو كلكم خش جوه في بيت خالتو القدامكم دا امبارح نص الليل ابوه حمر ودنورين يقول قباضهم مع بنيتو ).
    *" 12 " رواية وبال في كليمندو ابراهيم اسحق الدراسات السودانية طبعة 2002 ص 102
                  

10-30-2011, 03:05 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: salah awad allah)

    الاستاذ صلاح عوض الله
    شكرا علي هذا الجهد الكريم


    طه جعفر
                  

11-03-2011, 09:27 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤالات الكتابة الروائية ( ستون عاما من السرد الروائى الجميل) (Re: طه جعفر)

    الروائى طــه جعفر
    شكرا على المرور والتقدير

    Quote: الاستاذ صلاح عوض الله
    شكرا علي هذا الجهد الكريم


    طه جعفر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de