|
|
 Re: لَوْ بَقَيَ القَذّافِي حيّاً بَعْدَ اعْتِقَالِهِ (Re: قيقراوي)
|
تحياتي أخ هاني ونستأذنك في إيراد مقال لكاتب سوداني لدية وجة نظر من زاوية ثانية
بحيراوي
"الثوار" ذات المصطلح بين قتلة سيدنا عثمان ومعمر القذافي
سليمان الأمين
لا زلت لا أحب عبارة "التاريخ يعيد نفسه" ولا استعملها لكثرة ما لاكتها واستهلكتها الألسن والأقلام واستخدامها تعسفاً في غير ما سياق وكأنها واحدة من ملزمات الحديث؛ ولكن الذي حدث في ليبيا يؤكد أن للزمان دورة قد تطابق أختها ربما وقع الحافر على الحافر، ودورة الزمان التي أستعرضها في هذا المبحث ما حدث ويحدث في ليبيا وما ليقيه القائد معمر القذافي وما حدث على زمان الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في سنة 35 هجرية والمسافة الزمنية التي تفصلهما تقارب الألف وخمسمائة سنة، وبنظرة سريعة إلى التاريخ نجد أن كلا الفتنتين قامت على ذات الأركان وذات العناصر المخططة والمنفذة، وذات الأدوات المستخدمة، وقد جاء عند بعض المؤرخين نقلاً عن تاريخ الطبري وهو مصدر لم يقدح أحد من قبل في صدقيته؛ ولكن الصحيح أيضاً أنه ظل مدفوناً في الأرفف تأكله العثة ولا يطالعه إلا الباحثون عند الضرورة، ولعل القارئ العزيز يذكر ذلك السجال الطوال الذي خاضه شهيد الصحافة محمد طه محمد أحمد عندما أورد البروفسيور العالم حسن مكي في أحدى مقالاته بعض المواقف الصادمة عن مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه وهبت فيه مجموعة من الذين يقرؤون بلا بصيرة ورموه بالزندقة! وأرجو معذرتي إن نقلت الاقتباسات كما هي من مصادرها مع بعض التدخل الطفيف بحذف الحواشي والعنعة والاستطراد حتى تتناسب ولو قليلاً مع المقال الصحفي، الذي ليس بورقة علمية ولا بحث أكاديمي، وكذلك التدخل بالشرح لبعض العبارات والكلمات التي ظننتها قد تستعصي على البعض لما لها من خلفية تاريخية قد تكون غير معلومة! "كانت هناك أسباب متنوعة ومتداخلة ساهمت في فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، كالرخاء وأثره على مجتمع المدينة الذي نشأ على التقشف، ثم مجيئه بعد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اتسم عهده بالحزم، وطبيعة التحوّل الاجتماعي والسماح لكبار الصحابة بالخروج إلى الأمصار وقد طلب إليهم عمر البقاء في المدينة، ثم العصبية والتدبير المحكم لإثارة المآخذ ضد الخليفة عثمان وتضخيم الأخطاء، واستخدام الأساليب المهيجة للناس من إشاعة الأراجيف والادعاءات الكاذبة والتحريض والمجادلة للخليفة أمام الناس والتجاسر عليه، الأمر الذي لم يكن معهوداً من قبل! ثم الطعن في الولاة وتزوير المخطوطات وانتحال القول على لسان الصحابة كطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعاً، والترويج لأمور لم تكن من الدين في شيء مثل نسبة صفات غير بشرية لسيدنا علي بن إبي طالب كرّم الله وجهه، ثم الترويج بما يثير النزاع بأن علياً أحق بالخلافة من أبي بكر وعمر وإثارة مسألة الوصية المختَلف عليها ثم تنظيم الفرق والجماعات في مصر والبصرة والكوفة بما يزرع بذرة الشقاق بين المسلمين. وكان عرّاب كل ذلك عبد الله بن سبأ وينسب إليه إنشاء تنظيم عرف بالسبئية إشارة إلى اسمه وهو يهودي ادعى الإسلام نفاقاً، وتنسب إليه روايات تاريخية على أنه مشعل الاضطرابات والاحتجاجات ضد الخليفة الثالث عثمان بن عفان وأحد الغلاة دعوى ألوهية الامام علي بن أبي طالب، بل يقولون أنه أصل هذه الفكرة مما اضطر الأمام علي بن أبي طالب إلى التبرؤ منه. يعتبر ابن سبأ أول من نادى بولاية علي بن أبي طالب وأن لكل نبي وصي وأن وصي الأمة هو علي بن أبي طالب، وهو أول من أظهر الطعن والشتم في الصحابة رضوان الله عليهم، وخصوصاً أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة أم المؤمنين، وننسب إليه أنه من أشعل الثورة على الخليفة عثمان بن عفان وكان السبب في معركة الجمل بعد ذلك". انتهى. وقصة استشهاد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه معلومة التفاصيل ومتاحة لمن يريد الاستزادة، فقد قتل الخليفة الراشد عثمان ذو النورين نسبة إلى زواجه من بنتي الرسول الكريم ورفيقه في الجنة وأشد الصحابة حياء، وكل ذلك لم يجعل من عُرفوا "بالثوار" أن يتورعوا عن قتله وهو يقرأ من القرآن الكريم الذي يحمل ثواب جمعه وجعله متاحاً للمسلمين على هذه الهيئة التي نتعبد بها اليوم! وتقاطر الدم على المصحف وأجمعت كل الروايات أن هذه الدماء سقطت على كلمة "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ" في الآية 137 من سورة البقرة! وتقول الرواية أن أحد "الثوار" طعنه في صدره تسع طعنات، وقال: هذه الثلاثة الأولى لله، وهذه الست لشيء في نفسي!! نعم لقد كفاه الله كما أشارت قطرات الدم بأن كانت خاتمة حياته التي هي أجل مكتوب وهو يقرأ المصحف، وحفظ التاريخ سيرته العطرة ويستمر دعاء الناس له إن شاء الله إلى أن تقوم الساعة؛ ولكن من هم بالمقابل هؤلاء الثوار؟ فهل سمع أحد بجندب الأزدي، أو الأشتر النخعي، وابن الكواء، وصعصعة ابن صوحان أو عمرو بن الحمق وكنانة بن بشر، هؤلاء هم قادة ما عُرف بالثوار الذين طمس الله سيرتهم! ولم يكن من بينهم من هو معلوم إلا محمد بن أبي بكر الصديق الذي اعتزلهم وقاتلهم بعد أن تبين له الحق! ويعيد التاريخ نفسه والثوار يقومون بتصفية معمر القذافي في عملية استباقية نتعرض لها في مبحث منفصل، أن لماذا سارعوا بتصفيته وهو أسير وجريح، وهؤلاء لا فقه لهم ولا أخلاق، فأخلاقيتهم لا تحتاج تبيان فهم يفتقدون ما عُرف من الشهامة والرجولة بالضرورة، أن تقتل شيخاً جريحاً في السبعين بعد أسره وتجريده من سلاحه، أما لا فقه لهم، فهم بقتلهم لمعمر القذافي وهو أعزل وأسير يجعله شهيداً شرعاً، وهكذا أراد الله به خيراً ونحسبه قد لقي ربه على حسن الخاتمة. وقبل أن يشب في حلقي المنفعلون بالتهم الجاهزة وجريرة المقارنة أرجو مطالعة ما كتبت ببصيرة وتبصر، فكلا المؤامرتين رغم بعد المسافة الزمنية تشتركان في عناصر رئيسة. العنصر المحرك للتآمر، ففي الأولى اليهودي عبدالله بن سبأ وفي الثانية كان بيرنارد هينري ليفي وهو أيضاً يهودي يحمل الجنسية الفرنسية وصديق شخصي لكل من الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي والإسرائيلي بينيامين ناتينياهو، ودور هذا الليفي معروف كيف أعد لهذه المؤامرة، وهناك أرشيف من الصور تجمعه بكل قادة "الثوار" وقيادات الدول المشاركة في الحرب على ليبيا، وأظهرته الكثير من الصور في مناطق العمليات، في بنغازي والزنتان وغيرها وعليه كان ثوار الناتو تحت أمرته كما كان أولئك تحت إمرة اليهودي عبد الله بن سبأ، فيهودي هنا ويهودي هناك وليس هناك من يرعوي. ثم الفرية الكبرى التي تشده وتجعل الناس يتصرفون بالعقل الجمعي الذي لا يتحرى الدقة، والفرية الأولى كانت بخطاب مزور التوقيع والخاتم إلى والي مصر بقتل الوفد العائد من الخليفة بعد الاتفاق، والفرية الحديثة معلومة أن القذافي يقصف شعبه بالطائرات، هذه الفرية التي رفضت القوى القائدة للمؤامرة حتى مبدأ التحقيق حولها، وعلى العموم لا زالت بنغازي موجودة وهي لم تتعرض أصلاً لقصف الناتو ويمكن إثبات أن القصف في غير مخازن الأسلحة كان محض افتراء؛ ولكن لا يضيرهم الآن إن ثبت الكذب كما حدث في العراق فهم أصلاً غير عرضة للمحاسبة من أحد، ولكن يوم الحساب قريب! ثم تسمية الثوار هكذا مجردة من أية إضافات. ثم قتلهم وبدم بارد شيخاً أعزلاً فوق السبعين! أولئك كانوا منافقين أما هؤلاء، فربهم أعلم بهم! فليرحم الله معمر القذافي وكل شهداء الحق وليشف الله الجرحى وليلطف بالأسرى، والأمل في الله وحده دون سواه.
| |
 
|
|
|
|
Hani Arabi Mohamed
قيقراوي
البحيراوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست