|
Re: البـقارة: قراءة فى التراث الحربى ومحاولة تحويله إلى تراث سلمى ..كك (Re: بريمة محمد)
|
مدخل: لم ار فى حياتى كلمة تثير قرنا الأستشعار لدى الجلابة (يعنى تجيب كثافتهم بلغة العصر الأسفيرى) مثل كلمة الفحل والفحولة التى هى من الكلمات الأصيلة والمحببة فى التراث وإرث الأحتراب لدى البقارة .. وسوف تكون هذه الكلمة مدخلنا لتراث الأحتراب ..
فى الأبيات التالية هى جزء من شريط للحكامة الشبّاية (من منطقة شمال غرب الدلنج .. منقطة الفرشاية) .. والحكامة الشباية معروفة ومشهورة بأشعار الفروسية. تقول الشبّابية فى مدح الفرسان:
الراقدين جو الخنادق صبيانى تموا شهر أزرق ولد الراجل الفحل .. دلدوم حجر الجندير بلكلم فوقا بلهين ..
ولعلكم لاحظتم كلمة الفحل .. !! .. والتى ظللت أناقر بها الجلابة فى المنبر لوقت طويل ... متحدثاً عن فحولة رجال البقارة .. وكلمة الفحل هنا، ولا يليق بأحد أعظم شاعرات البقارة، الحكامة الشبّاية، أن تقصد بها المعنى الذى يقصده أهل الوسط والشمال، وتقوم بترديدها فى أشعارها التى (يكلّب) لها شعر الجبَان قبل الفرسان .. كلمة الفحل تعنى الشجاع وتعنى الرجولة (خال فاطنه درّاج العاطلة) ..
بريمة
| |
   
|
|
|
|
|
|
Re: البـقارة: قراءة فى التراث الحربى ومحاولة تحويله إلى تراث سلمى ..كك (Re: بريمة محمد)
|
مدخل أخر: الهداى أب دقالة .. شاعر قبيلة السلامات بدارفور يمدح الناظر البشير موسى .. يقول:
أسد الخلا الخوف الرجالا .. تمساح الجزائر الخوف البحاره الفيل أب جربيقة الخوض عليه شالا.
هل لاحظتم كلمة أب جربيقة! .. لن أشرحها ولكن أفهموا المعنى هى شيئ فى الفيل .. ما أردت أن أصل إليه أوصاف مثل الأسد، التمساح، الفيل كلها وردت فى وصف رجل من رجالات القبيلة.
وسوف أنزل لكم لاحقاً أشعار كثيرة تتحدث عن الفروسية ..
بريمة
| |
   
|
|
|
|
|
|
Re: البـقارة: قراءة فى التراث الحربى ومحاولة تحويله إلى تراث سلمى ..كك (Re: بريمة محمد)
|
ويتم مدح الفارسات أيضاً .. أنظروا إلى السلامى يمدح محبوبته ثم والدتها ووالدها:
فاطمة جمالك ما معقول حير الناس وشغل الطيور ... أنت يا فاطمة الريل المثالية أمك الناقة العشارية أبوك تور الجاموس البلقب المية
يصف أمها بالناقة العشارية .. وأبوها تور الجاموس البقلب المية.
----------------------------- من الأشعار التى نقلتها حتى الأن، ترون رسوخ فكرة الفروسية فى التراث البقارى .. وترون أن الفارس والفحل .. وتور الجاموس، الفيل أب جربيقة وأسد الخلا .. هى ضمن صفات الفروسية.
بريمة
| |
   
|
|
|
|
|
|
Re: البـقارة: قراءة فى التراث الحربى ومحاولة تحويله إلى تراث سلمى ..كك (Re: بريمة محمد)
|
الدية .. لماذا لا يتم تحويلها لدعم مجهود السلم بدل مكافأة المجرم القاتل ..
لدى قبائل البقارة عرف يسمى الدية .. وهى إذا قتل أنسان تجمع القبيلة دية القتيل لأهله وهى تتراوح حتى 61 رأس من الأبقار .. ويتم أخذ الدية من حشوم البيوت فى القبيلة .. وفى داخل الخشوم يدفع أولاد الراجل عودهم .. وهى بمثابة بقرة على حسب السن التى تأتى إليهم فى توزيع النصاب .. يفضل لأهل القاتل بعد التوزيع السدس فقط .. ويسمى الركبة ويدفعها خشم بيت القاتل .. يعنى حتى الدية يتم أختزالها فى 6 رؤوس لأسرة القاتل (وأسرة القاتل هى كل أعمامه وأبناء أعمامه) .. وربما القاتل لا يدفع فيها ولا حتى رأس واحد إن لم يكن الدور عليه فى هذه المرة .. لأن الدفع يتم تداولاً ..
لو نظرنا إلى الدية، فى عرفنا هى نوع من التكافل الأجتماعى، لكن فى وجهة نظرى إلى إعانة للقاتل على القتل .. فماذا يضير القاتل أن يقتل مرة أخرى وثالثة فإذا كانت القبيلة تدفع له جرائمه ..
من الحاجات التى أريد أن أؤمن عليها أن نظام الدية نظام محكم .. والقبائل تلتزم به إلتزام صارم ..
كيف لو أستفدنا من هذا الألتزام المادى الكبير وبدل جمع الدية لمساعدة القتلة .. يقوم البقارة فى كل قبيلة بجمع ديتهم سنوياً دون موت وجعلها فى صندوق أو حتى بقر ترعى للأستفادة من قيمتها فى تنمية مناطقهم، وترك من يجرم يواجه عقابه أمام القضاء.
بريمة
| |
   
|
|
|
|
|
|
Re: البـقارة: قراءة فى التراث الحربى ومحاولة تحويله إلى تراث سلمى ..كك (Re: بريمة محمد)
|
الاخ بريمة سلامات اشكرك على اهتمامك الكبير بتراث اهلنا البقارة و دورك الفاعل والمشهود فى عكسه وايراده فى هذا المنبر , مجموعة قبائل البقارة فى السودان لها دور عظيم فى المساهمة مع غيرها من المجموعات السكانية الاخرى فى رسم وتكوين وجدان السودان الجمعى و من المفيد ان يتم التعريف بهذه القيم التراثية حتى تعم الفائدة.
فيما يخص عملية تحويل التراث الحربى الى تراث سلمى اريد ان اوضح لك بعض التداخل الذى شاب هذه العبارة , الاصح هو تراث الفروسية وليس التراث الحربى لان الفروسية معناها اشمل و ارحب , فكما اسلفت انت وذكرت فى هذا الموضوع المثل القائل : الدنيا بتلد بدون درة - فانه من الضرورى ان يستمر هذا الارث الفروسى وذلك لضرورة مقتضيات الحياة وتحولاتهامن حال الى حال , فالفروسية عند البقارة حياة لا يمكن الاستغناء عنها لانها تمثل الحامى الوحيد لمال وثروة هؤلاء البقارة , البقارى ولد و نشأ متجولاً يسعى بكل جهد لا شباع ابقاره من ما تجود به السهول الخضراء من عشب وماء , فهو معرض لاهوال الحيوانات المفترسة مثل الاسود والنموروالثعابين التى تعترض مسيره ومسير ابقاره , لذا لا يمكن ان يستغنى هذا البقارى عن هذه الفروسية الا اذا استقر به الحال و تمدن و استقر و ادخل ابنائه المدارس و اصبح مستفيداً من خدمات الدولة المدنية من صحة و خلافه .
لكل بيئة ضرورياتها لقد فرضت الطبيعة البدوية لاهلنا البقارة ان يكونوا مقاتلين شرسين لما يقابلونه من اهوال و مخاطر فى مسعاهم اليومى فى البحث عن الكلأ والماء لابقارهم , وعملية السعى هذه تتطلب منهم اجادة اكثر من مهنة فى ان واحد , فالبقارى عليه ان يكون مقاتلاً شجاعاً وهذه الشجاعة ضرورة لا فكاك منها و البيئة التى يولد فيها تفرض عليه ذلك , فمثلاً وهو طفل رضيع يكون فى حضن امه وهى على ظهر ثور فى رحلة روتينية بحثاًعن العشب و الماء وتجده وهو ما يزال طفلاً يافعاً ممتشقاً(متركشاً) لسكينه وسيفه وسوف ينعت بالجبن ان هو تردد او خاف من الظلام او رفض ان يرسل الى فريق من فرقان اهله والليل وسمائه مدلهمة بالمخاطر ضاجة باصوات الذئاب , هذه هى الظروف التى ينشأ فيها هذا البقارى الذى تجد نفسه مملوءة بالمعانى الجميلة للفروسية والاقدام, وعليه ان يكون راعيا ماهراً يعرف كيف يقود ابقاره الى حيث الاماكن الغنية بالمراعى العشبية و ايضاً عليه ان يجود حفر الابار التقليدية حتى يسقى بمائها ابقاره هذا فى فصل الصيف , وعليه كذلك ان يعرف كيف يوجه ماشيته وهو يقودها فى رحلة ما يسمى بالمنشاق (النشوق ) اعتماداً على النجوم فهو لا يمتلك بوصلة ولا جهاز GPS وعليه ايضاً ان يجيد ركوب الخيل و السباحة و كيفية استخدام واجادة السلاح النارى وهذا يذكرنى بنصيحة احد البقارة لابنه فقال له يا ولدى بوصيك بالاتى : (حوم الديار وعرش البيار(الابار) و العوم فى السيل ومشى الليل و ضرب البندق وركوب الخيل ) , بالنسبة لضرب البندق قد اثبت ابناء البقارة فى المؤسسة العسكرية السودانية انهم من اكثر السودانيين اجادة للتصويب المحكم وقد كان الجيش السودانى ينافس بهم عالمياً فى المسابقات الخاصة بالرماية .
| |

|
|
|
|
|
|
|