أحــداث عنبر جوده ..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 08:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2011, 05:35 PM

محمد قسم الله محمد
<aمحمد قسم الله محمد
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 2784

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحــداث عنبر جوده ..

    كلمونا شويه عن أحداث عنبر جوده ..

    للتاريخ ..

    وللذكري التي تنفع المؤمنين..
                  

10-11-2011, 05:43 PM

محمد قسم الله محمد
<aمحمد قسم الله محمد
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 2784

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحــداث عنبر جوده .. (Re: محمد قسم الله محمد)

    كتب عنها الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهخيم قصيده عنوانها (عشرون دسته) ..

    عشرون دستة



    عشرون دستة

    لو أنّهم....

    حزمةُ جرجير يُعدُّ كيْ يُباعْ

    لخدم الإفرنج في المدينة الكبيرة

    ما سلختْ بشرتهم أشعةُ الظَّهيرة

    وبان فيها الاصفرارُ والذبول

    بل وُضعِوا بحذرٍ في الظلِّ في حصيرة

    وبلَّلتْ شفاههُمْ رشَّاشَةُ صغيرة

    وقبّلتْ خدودهم رُطوبةُ الإنْداءْ

    والبهجةُ النَّضيرة

    ****

    لو أنَّهُم فراخ

    تصنع من اوراكها الحساء

    لنُزلاء ((الفندق الكبير))

    لوُضعوا في قفص لا يمنعُ الهواء

    وقُدم الحب لهم والماء

    لو أنهم ...

    ما تركوا ظماء

    ما تركوا يصادمون بعضهم لنفس الهواء

    وهم يُجرجرون فوق جثث الصحاب الخطوة العشواء

    والعرق المنتن والصراخ والاعياء

    ما تُركوا جياع

    ثلاثة تباع

    في كتمة الأنفاس في مرارة الأوجاع

    لو أنهم..

    لكنهم رعاع..

    من ((الرزيقات))

    من ((الحسينات))

    من ((المساليت))

    نعم ...رعاع

    من الحُثالات التي في القاع

    من الذين انغرست في قلبهم براثن الإقطاع

    وسلمت عيونهم مرواد الخداع

    حتى اذا ناداهم حقهم المضاع

    عند الذين حولوا لهاثهم ضياع

    وبادلوا آمالهم عداء

    وسددوا ديونهم شقاء

    واستلموا مجهودهم قطنا وسلموه داء

    حتى إذا ناداهم حقهم المضاع

    النار ...والرشوةُ ...والدخان

    والكاتب المأجور...والوزير

    جميعهم وصاحب المشروع

    بحلفهم يحارب الزراع

    يحارب الأطفال والنساء

    وينثُر الموت على الأرجاء

    ويفتح الرصاص على الصدور

    ويخنق الهتاف في الأعماق

    ويفتح السجون حيث يُحشد الإنسانُ كالقطيع

    ويحكم العساكر الوحوش

    فيحرمون الآدمي لُقمة في الجوعْ

    ويحرمون الآدمى جُرعة من ماء

    ويغُلقون كل كوة تُمرر الهواء

    وفي المساء

    بينما الحُكام في القصف وفي السكر

    وفي انهماك بين غانيات البيض

    ينعمون بالسمر

    كانت هناك...عشرون دستة من البشر

    تموتُ بالإرهاقْ

    تموتُ باختناق
                  

10-11-2011, 10:55 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحــداث عنبر جوده .. (Re: محمد قسم الله محمد)

    الاخ محمد قسم اللةمحمد تحية و سلام.





    هذة الجزء من التوثيق تم نشرة فى جريدة الراى العام السودانية
    والعم محمد سعد شيبون الواردة شهادتة فى الاحداث سجلت شهادتة على الورق ولكن لظروف لم اتمكن من نشرها فى المنتدى
    وسوف اواصل نشر بقية الشهادات متى ما ساعدتنى الظروف

    وهذا توثيق جريدة الراى العام

    أسرار ومعلومات جديدة.. يرويهاالناجون من عنبر جودةتحقيق وتصوير: سلمى سلامةالزمان 16/2 من العام 1956، المكان منطقة جودة جنوب النيل الابيض أي قبل ان يتفيأ الشعب السوداني ظلال الاستقلال وقبل ان يسكت صوت الملحمة الوطنية وننشد: اليوم نرفع راية استقلالنا.. صرخة منطقة جودة التي انتحبت بسببها كل البيوت حين ودعها الآباء المزارعون بمعاولهم ولم يعودوا إليها.. فقد كان الخروج بدون عودة.. جودة ذلك العنبر اي مخزن الجمكسين الذي كان مسرحه حامية كوستي، سجن بداخله أكثر من «200» مزارع ليصبح عنبر جودة سجناً لم يشهده تاريخ البشرية وقصة الموت فيه تبدو اقسى من افران الغاز في مسلسل النازية.. عنبر جودة صار قصيدة في دفاتر الشعراء وكلمات خطت باقلام الكتاب جلها كانت خيوطاً لتصوير الحدث (الرأي العام) وبعد بحث مضني في اطراف الولاية عثرت على ثلاثة من الناجين من فرن جودة الذي لم ينجُ منه سوى عدد لم يتجاوز اصابع اليد الواحدة ليرووا تفاصيل اللحظات العصيبة وكيف خرجوا للحياة بعد ان رأوا الموت بأعينهم.---دماء وسط المزارععمره تجاوز الـ (59) عاماً.. يسكن في احد احياء مدينة ربك في حي الزهور وفي منزله العامر بأسرته التقيناه وكنا نظن قبل لقائه بأننا سوف نجده متوكأ على عصاة وان ظهره قد انحنى ان لم يكن بفعل الزمن فبالمأساة.. البداية كانت من هنا من منزل أحد الناجين وهو العم «محمد سعد شيبون».. رحب بنا بكلمات تفصح عن لهجته «البقارية».. عم سعد كانت ذاكرته قوية فبدأ يسوق تفاصيل الحكاية منذ اليوم الأول حيث قال: «في ذلك الزمان من سنة 1956 جلس إلينا شخص اسمه «العبيد ود عامر» وقال لنا ان هذا العام لن نسلم محصول القطن لتلك الشركات حتى تدفع لنا ارباح الاعوام الماضية، وقمنا بالاضراب الأول وفي ذلك الوقت حضر إلينا المأمور واسمه «القليم» وجلس إلينا ولكن عاد إلينا العبيد ود عامر وقال إن فك الاضراب يعتبر كلاماً غير مجدي وبالفعل قمنا باضراب كانت مدته ثلاثة أيام.صمت «عم سعد» قليلاً واعتدل في جلسته وقال: في صبيحة يوم الثلاثاء من ذلك التاريخ اتى عدد من «العساكر» وفي تمام الساعة الثامنة كونت لجنة ولكن المزارعين رفضوا فك الاضراب واشتبكوا مع اللجنة المكونة.لم اترك عم سعد هذه المرة لصمته وهو يسترجع الذاكرة للايام السوداء حيث سألته ماذا حدث بعد ذلك اليوم؟قال في تمام الساعة التاسعة صباحاً من نفس اليوم جاءت قوة وجدت كل المزارعين يقفون داخل مزارعهم فاطلق علينا مسيل الدموع ولكننا لم ننفض من المكان، بعدها دخل الصول «السماني» وسط المزارعين ليتفاوض معنا وقال إن الحكومة قررت ان تعطي كل مزارع «10» جنيهات، وطلب منا فك الاضراب ولكننا رفضنا.دقائق معدودات حتى اطلق فيها الصول السماني صافرة اطلاق السلاح واطلق علينا السلاح وقبل ان يغادر السماني المزارعين أصابته طلقة في رأسه فسقط ميتاً فاشتد علينا الضرب فسقط في الحال ما لا يقل عن «17» مزارعاً هنا بدأت ملامح عم سعد تأخذ نوعاً من الحزن حيث تذكر اخوته الذين صعدت ارواحهم في تلك المعركة ومحصول القطن الذي تحول الى كوم رماد.كانت الساعات تمضي بطيئة واليوم اطول من الدهر وعم سعد والمزارعون يغادرون منطقة جودة بعربات القندرانات - جمع قندران - لم يعلموا بأنه سيكون الوداع الاخير.ومن جودة الى كوستي رسمت تلك (القندرانات) خط المأساة حين وقفت امام (الكوبري) كأنها تعتزل المشاركة في الحلقة الاخيرة من مأساة عنبر جودة لم يتصالح (الكوبري) في ربك مع عربات (القندرانات) فوقفت ليترجل منها المزارعون وعلى ظهور اللواري قطعوا الكوبري للوصول إلى حامية كوستي وقفوا امام مخازن الجمكسين التي اعدت لهم لتكون افراناً طبيعية تعمل بحرارة الاستواء التي لا يضاهيها غاز او اي وقود.تمكن العطش والجوع من عم سعد ومن معه ولم يتذوقوا طعاماً طوال اليوم حتى تم ادخالهم في عنبرين احدهما كان عنبر المأساة وهو العنبر الذي كان بداخله عم سعد فقد فاق عددهم المائتي مزارع في ذلك العنبر الذي امتلأ عن آخره بعد ان تم تشميعه ولم يترك مكاناً فيه للهواء.دخل عم سعد العنبر وجفاف حلقه يزداد لحظة بعد لحظة وظلام العنبر أشبه بالقبر، كان عم سعد ومن معه يطلبون ماء مقابل واحد جنيه للصفيحة، ولكن لم تشفع لهم اغراءاتهم لان من بالخارج يتجاهلون النداء الذي انخفض حين صارت الكلمات مجرد اشارة وبدأ العرق يسيل وكأنه ماء مدلوق بالداخل.كان عم سعد يسمع من ينطق بالشهادة ومن يكبر فبدأت تلك الاصوات تتضاءل رويداً رويداً، انها الروح حين تفارق الجسد.. لم يعلم عم سعد ان اخوته المزارعين صعدت ارواحهم الى السماء في العنبر وانه خرج الى الحياة حين فتح عينيه في مستشفى كوستي وادرك بأنه وعدد لم يتجاوز اصابع اليد كتبت لهم الحياة في ذلك العنبر وان الباقين ذهبوا في رحلتهم الابدية.اعتقال داخل المسجد«53» عاماً مرت على حادثة جودة ولايزال عمنا سعد شيبون يتقيأ دماً، فرائحة المبيدات أي الجمكسين في العنبر اثرت على صدره فهو حتى لحظة لقائنا به لم يشف من ذلك الاثر.من يحاكم من؟ ومن يبحث عن الحقوق الضائعة؟غادرنا منزل عم سعد بعد ان حفنا بكرمه لنبدأ مشوارنا الثاني البحث عن العم «آدم علي المنوفل» الذي عثرنا عليه في ذات المدينة أي مدينة ربك في مكان عمله محل لغسيل الملابس الذي يشرف عليه.. جلسنا إليه في ضل «راكوبته» بالدكان حيث كان يلفحنا السموم في ذلك النهار فتصورنا نحن هكذا يتصبب منا العرق فكيف تحمل عمنا منوفل «غملة» جودة كما اطلق عليها.. بدأت استمع إليه وهو يقول: كنت في ذلك الوقت لا اتجاوز الـ «30» عاماً أي من الشباب الذين كانوا في تلك «الغملة».اذن حدثنا عم منوفل كيف تم ترحيلكم الى كوستي؟يقول بعد تلك المعركة التي سقط فيها الصول السماني ذهبنا الى حلة العمدة يونس لأنها كانت آمنة وفي فجر اليوم الثاني للحادثة وبينما كنا نؤدي صلاة الصبح في مسجد العمدة رأينا العساكر قد احاطوا المكان (لا دخول ولا خروج) وحجزونا في المسجد وبعد ذلك كنا نزحف وخلفنا كانت افواه البنادق مصوبة نحو رؤوسنا وظللنا هكذا حتى طلوع الشمس، وفي تلك الاثناء طلبوا منا ابراز النوتة لتوضيح العامل من صاحب الحواشة وبعد عملية الفرز جاءت القندرانات وطلبوا منا الصعود بالقوة واحيطت جميع الاتجاهات في العربات بالعساكر.وفي تمام الساعة السابعة مساء دخلنا مدينة كوستي دون ان نتذوق أي طعام او قطرة ماء وبعد تفتيشنا أدخلنا في عنبرين انا كنت في عنبر الموت اي العنبر الذي لم ينج منه سوى اربعة من بينهم انا فقد كانت رائحة الجمكسين في العنبر شديدة النفاذ وحدها كانت كافية للاختناق ففي تلك اللحظات كانت الاصوات داخل العنبر تتعالى وهي تقول (دايرين موية.. نحن متنا) ومن شدة العرق كان المزارعون يعصرون (جلاليبهم) فيسيل العرق إلى الخارج كالماء دون ان يحرك هذا ساكن العساكر الذين يطوقون العنبر، وفي تلك الاثناء كنت انادي على شخص يدعي الامباشى عبد الله بالخارج وقلت له «الناس جوه العنبر ماتوا» فرد علىّ بأنه سوف يقتلني ان لم اسكت وقام بتصويب «السونكي» في اتجاهي فاحدث ثقباً دون ان يصيبني بأذى وعلى فتحة السونكي وضعت انفي واخذت اتنفس لذا كنت الوحيد الذي خرج من العنبر يسير على قدميه فقد كنت اسمع المزارعين وهم ينادون على بعضهم وبعد أن تمّ فتح الباب في السادسة صباحاً لم يخرج احد يسير على قدميه غيري وتم اخراج الجثث التي بلغ عددها حوالى «299» مزارعاً ومن بينهم اذكر ذلك المزارع واسمه «آدم عزاز» الذي كان من فوقه اولاده محمد وغبيشة كما اذكر مشهد الموتى فقد كانوا متشابكين وجمعت ملابسهم واحذيتهم في ارتفاع اعلى من «الراكوبة» التي كنا نجلس تحتها وتم اشعال النيران التي لم تلتهمها إلاّ في يومين.عبارات يصحبها غضب قالها عمنا منوفل حيث قال لم نعوض ولم نأخذ حقوقنا ولم يحاكم احد فكل ما تم عمله هو ان طلب منا القاضي عبد العزيز شدو بتمثيل الواقعة في العنبر حين طلب منا ان ننادي بنفس النداء السابق (دايرين موية) وبالفعل ادرك ان من بالخارج يسمعنا ولكن لا شيء بعد ذلك فأنا الآن كما ترون ادير هذا المحل من اجل الرزق ولم آخذ شيئاً من تلك الايام سوى الذكريات الاليمة ولحظات الفراق القاسية لرفقاء باقين في ذاكرته القوية، نعم انها (غملة) جودة أسوأ مأساة تسجلها حكومة وطنية في فجر تحول الى ظلام.ومن عمنا آدم المنوفل بدأنا رحلة البحث عن الرقم الثالث من الناجين من ذلك العنبر.فقد كان الوصول إليه شاقاً نوعاً ما فهو يقطن في احد الاحياء التي كانت تتبع لمنطقة عسلاية وهي الحلة الجديدة، طوال الرحلة كنت أتخيل تفاصيل الشخصية الاخيرة لابطال عنبر جودة وبعد رحلة سؤال استغرقت أكثر من ساعة عثرنا على منزله فوجدناه قادماً لتوه من واجب عزاء.. تفاصيل وجهه توحي إليك بأن ذاكرته طوت الحدث، ولكن ما ان جلسنا إليه حتى تدافعت الكلمات وهو يصف الحادثة وكأنها وقعت اللحظة انه عمنا (محمد جديد النيل) الذي التف حوله احفاده وهم يستمعون لرواية الجد لأول مرة حين بدأ يحدثنا فقال: كنت في ذلك الوقت صبياً قوى سألته: كم كان عمره في ذلك الوقت فقال فوق الثلاثين ببضع سنوات.. اخذ عمنا جديد يصف لنا ساعة دخوله العنبر فقال: بعد مرور ساعات على دخولنا وبعد ما اعيانا النداء من طلب الماء شعرت بألم في فمي وجفاف في حلقي وان جسدي يتسلخ خاصة ساعدي الايمن تأهبنا جميعاً للموت حين بدأت ارواح المزارعين تتصاعد الواحدة تلو الأخرى شعرت بأنني لن اخرج من هذا السجن اخرجنا ملابسنا علها تخفف علينا شدة الحرارة فعرقنا داخل العنبر كان يخرج كالسيل من تحت الباب الذي اغلق بعربة من عربات الجيش حتى يشوى من بداخله!لم يدرك عمنا جديد كيف خرج من العنبر لأنه لم يحس بالوجود إلاّ بعد ان دلقت عليه الماء فوجد نفسه في مستشفى كوستي، وان فمه تقرح من شدة الحرارة فصار يشرب الماء «بالبراد» ويبلل له الخبز باللبن ليأكله.. ظل هكذا «21» يوماً في المستشفى التي دخلها مزارعاً مدافعاً عن حقه ليخرج منها الى سبيل آخر وطريق غير الذي دفع فيه ثمناً غالياً بفقدان خمسة من اقربائه في تلك «الغملة».الصول.. السمانيكانت الشمس تميل الى الغروب وعمنا جديد يتأهب لصلاة المغرب ودعته قبل ان يسدل الليل بظلامه واسدل انا ستار الحكاية.. إلى أي حكاية المشروع والمزارع التي تحولت الى مأساة، إذن أي مشروع كان اصل الحكاية؟!!الاستاذ يونس النور يونس عضو المجلس التشريعي لولاية النيل الابيض واحد ابناء جودة حدثنا عن الفاجعة الوطنية فقال تم تأسيس المشروع الذي يسمى مشروع (جودة الزراعي) شركة ابو العلا في العام (35) وكانت العلاقة بين الشركة والمزارعين علاقة انتاج تقوم على تقسيم الارباح «58%» للشركة و«42%» للمزارعين وفي المواسم «53- 54- 55» أي ثلاثة مواسم لم يتم دفع أي ربح للمزارعين هنا قام اتحاد المزارعين كوسيلة ضغط بحجز المحصول وعدم رفعه للمحالج وكان هذا قرار اتحاد مزارعي جنوب النيل الابيض والتي كان يرأسها العبيد عامر.. هنا تحركت الدولة وتوصلت الى قرار فك الاضراب دون اخطار مزارعي جودة بفكه.وفي يوم 16/2/1956تحركت قوة من شرطة كوستي بقيادة الصول السماني وكان يصحبه الناظر «الشريف مكي عساكر» وفي موقع تجمع المزارعين في كيلو «4» بمنطقة جودة اجتمع الناظر بقيادة الشرطة مع رئيس اتحاد المزارعين الفرعي بجودة واسمه «اسماعيل عساكر» وتفاوضوا في فك الاضراب إلاّ ان اتحاد المزارعين رفض ذلك إلاّ بعد صرف كل الاستحقاقات السابقة هنا أمر الصول السماني بضرب المزارعين المتجمعين في الميناء اي مكان تجميع القطن ويقال بموافقة الناظر الشريف عند رفع اشارة الضرب بواسطة الصول السماني تم قتل الصول لتبدأ المعركة بين الشرطة والمزارعين والتي سقط فيها حوالي «43» من الاهالي و«6» من افراد الشرطة بعدها رجع افراد الشرطة الى كوستي.هنا تشير كل الدلائل الى ان احد اقرباء الصول المتوفى في الحادثة توعد بأخذ الثأر له وهو له منصب ونفوذ في الجيش.ويسوق يونس في حديثه حيث قال: في صبيحة يوم 18/2 من سنة 56 طوقت القرية بالعساكر من كل الاتجاهات وجُمع المواطنون في صفوف خماسية بدأت بكبار الرجال ثم صف النساء يليه صف الاطفال يليه صف القبائل الجنوبية ليتم بعدها اطلاق سراح الجنوبيين والاطفال والنساء وامروا الرجال بالتقدم خارج القرية وتم تجميعهم امام شرطة جودة واستبعدوا العمالة الوافدة أي عمال «اللقيط».ودون ان يتذوقوا أي طعام او شراب تم ترحليهم بأربع شاحنات وتوجهت بهم نحو حامية كوستي حيث مسرح الحدث الذي سبقت تفاصيله على لسان الناجين منه.ويذهب يونس في حديثه بأن المواطنين في تلك المنطقة قطنوا هذا المشروع من أول رحلة الى درجة الاستقرار لذا كانوا يجهلون حقوقهم لذا لم تتبن أية جهة مسألة التعويض أو حتى رعاية الاسر التي يتمت.ولكن هناك محاولة كانت تلوح مع بزوغ ثورة مايو حيث كان الرئيس النميري ينادي بقيام المدينة النموذجية في مدينة جودة لاسر الشهداء وبناء مستشفى باسم عنبر شهداء جودة إلاَّ ان احداث (ابا) حالت دون وصول الرئيس ليظل الحلم معلقاً على مر الحكومات المتعاقبة التي لم تقدم طوبة واحدة لاعمار المدينة المنكوبة .مقابر الشهداءمقبرة الشهداء بحي الصايم مربع «36» بكوستي اصبحت الآن تحت مباني السكان بعد ان تم توزيع المنطقة الى قطع سكنية واصبحت المقابر غير واضحة المعالم.. كنا بصحبة المهندس «محمد بشرى» الذي دلنا عليها ووسط تلك المباني المتناثرة وقفنا على القبر فقد ماتوا في يوم واحد وفي عنبر واحد وفي قبر واحد دفنت اجسادهم إلاّ واحداً حسب ما قاله لنا العم يوسف علي عبد الرحمن الذي حدثنا عن قصة القبر المجاور لقبر الشهداء فقال هذا القبر هو قبر الشيخ الطيب فعندما دفن مع المزارعين وجدوه بالخارج وعندما حاولوا دفنه مرة اخرى ايضاً وجدوه خارج المقبرة لذا دفن وحده ويقال بأنه رجل ورع وتقي.قبر الشهداء تعرى تماماً من اي سور يحميه اللهم إلاّ حطام سور متساقط شيده الرئيس جعفر النميري في فترة السبعينيات ولكنه انهار بفعل السرقات لسياجه فلم يبق إلاّ حطامه لتصبح المقابر مرتعاً للنفايات والفضلات الآدمية.. هكذا نخلد ذكرى الاحداث!.أكثر من «300» امرأة رملت وايتام كانوا يبحثون في حطام المزارع عن شيء يأخذهم الى بر الامان واجيال دفعت الثمن جيلاً بعد جيل.. عنبر جودة سطور بل صفحات سوداء في دفاتر الحكومات الوطنية.عم سعد شيبون والعم منوفل علي والعم محمد جديد والسؤال الباقي: من يعاقب من؟



                  

10-12-2011, 04:54 PM

محمد قسم الله محمد
<aمحمد قسم الله محمد
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 2784

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحــداث عنبر جوده .. (Re: Adam Omer)

    Quote: هذة الجزء من التوثيق تم نشرة فى جريدة الراى العام السودانية
    والعم محمد سعد شيبون الواردة شهادتة فى الاحداث سجلت شهادتة على الورق ولكن لظروف لم اتمكن من نشرها فى المنتدى
    وسوف اواصل نشر بقية الشهادات متى ما ساعدتنى الظروف


    أخي آدم عمر..
    السلام عليكم..
    إضافه ثره جداً ..
    بانتظارك للمزيد..
    مع التقدير.
                  

10-12-2011, 08:10 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحــداث عنبر جوده .. (Re: محمد قسم الله محمد)

    http://www.whitenileonline.com/vb/############.php?f=38




    الاخ محمد تحية و سلام.


    الحقيقة أنا لم أكتب هذا التقرير.

    بل وجتو فى منتديات النيل الابيض

    هذا للتصحيح فقط.

    أخاف أن تاتينى تهمة السرقة ألادبية

    لذالك الرابط معلق عندك فوقّ!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de