هل سياتى ابى فى العيد؟ سعاد الامين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2011, 04:44 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل سياتى ابى فى العيد؟ سعاد الامين

    سياتى فى العيد
    ياسمين طفله جميله هادئه فى عينيها سؤال حائر.عندما ترى اترابها من صغار الحى يقفزون فرحا بقدوم العيد يتباهون بملابسهم الزاهيه واحذيتهم التى تعكس كل الوان الطيف والنقود التى ينفقونها على الالعاب والمراجيح وشراء البالونات وضحكاتهم البريئه التى تختلط مع صريرالمراجيح القديمه قدم الساحه المسمى بسوق العيد. ياسمين تنظر حولها متواريه خلف اختها ختام لانها ليس لديها فستان العيد كان ترتدى فستان اختها عندما صغر عنها يتارجح جسدها النحيل داخل الفستان الواسع اما الحذاء الكبيرتعالجه بادخال قطعة قماش حتى تستطيع به السير دون ان يفلت من قدمها الصغير . عندما خرجت صباح العيد وجدت الاطفال بصحبة ابائهم فرحين وعندما مروا بها سخروا من هيئتها المزريه وضحكوا ورفضوا انت تذهب معهم بفستانها القديم سوق العيد..
    وجدت نفسها وحيدة هرولت الى داخل المنزل وتكورت فى فراشها داخل الحجرة الطينيه التى تفتقر الى النوافذ فقط تلك الفتحات مغطى ببقايا قماش قديم . والحدران الطينبه ثبت عليها المسامير وعلقت عليه اثمالهم التى فقدت لونها وغزلها واصبحت باهتة ولكنها ساتره لاجسادهن النحيله. هرعت الام الطيبه لمواساة صغيرتها . ووعدتها بالذهاب معها لسوق العيد وهى تعلم انها لاتملك نقود تنفقهاعليهاهناك. صرخت ياسمين لماذا ياتى العيد...... انا لا احب العيد. نظرت الام بحسرة الى ابنتها وسرحت بعيدا واضعة يدها النحيله على خدها الذى خط الزمن عليه الاخاديد مبكرا فاصبحت مجرى لسيل الدموع .عندما تتذكر والد بناتها الاربعه الذى هجرها وتركها فى مهب الريح فى غرفة ايله الى السقوط عقابا لها لانها لم تستطع ان تنجب له ولدا يحمل اسمه ويسير خلف نعشه. بارك له الجميع زواجه الثانى. ولم يحاسبه احد على هجرانه لام البنات التى اعياه الصبر والحرمان والفقر وغياب الزوج الطويل ونسيانه لبناته.كان العيد يشكل لها كابوسا مريعا وعبئا ثقيلا لضيق ذات اليد والسؤال الحائر هل سياتى ابى فى العيد؟
    فى ذلك الزمان كن النساء لايبحن بمعاناتهن ولايشتكين ويتظاهرن بالرضا التام عن حياتهن التعيسه .
    كانت ام البنات تخبرهن دائما ان والدهن يحبهن وسياتى فى العيد محملا بالهدايا والملابس لهن وينتظرن بترقب وشوق وياتى عيد وياتى عيد....وياتى اخر وهو لاياتى. حتى يئسن ولكن ياسمين الصغيرة كانت تنتظر على امل ان ياخذها كبقية الاطفال لسوق العيد...ولكن فى هذا العيد نفد صبرها اواصبح الاطفال يسخرون منها عندما تقول ان اباها سياتى فى العيد. تذ كرت جدها القابع فى حجرته لايدرى مايدور حوله فقد كان بمثابة الاب لحفيداته وعندما مرت السنون كبر وفقد جزء من حضوره عندما سمعت صوته ينادى طلبا للماء هرعت نحوه والسؤال الملح يطاردها ياجدى متى يعود ابى؟ نظر اليها كانها لايعرفها بنت من انت؟انا ابنة ابنك عطا السيد تمتم الجد وشخص ببصره سارحا ثم نظر اليها قائلا هل هو على قيد الحياة؟ قاومت ياسمين الشعور البغيض الذى انتابها حتى جدها لايستطيع مشاركتها احزانها هرولت مسرعة من جحرته النتنه التى تبعث منهاالروائح العرق وبقايا الطعام لا يعرف العيد طريقه اليها .
    كانت حاجه زهراء بائعة الفول تتنقل داخل الحى حاملة سلتها فوق راسها محملة ببضاعتها من فول وتسالى ونبق وتمر ويستقر بها المقام عند ام البنات التى اتخذتها صديقة تعترف لها بمعاناتها وتهمس لها بمتاعبها وحرمانها وتعلم ان حاجه زهراء الفلاتيه غريبة عن البلد لذلك صارت متودع اسرارها لاتتحفظ ا تقول كل مكنونات قلبها وكانت للحاجه زهراء قلب من ذهب تشفق عليها وتواسيها وتغرضها التقود وتعطيها من سلتها ماتيسر للبنات.
    ظلت ياسمين فاقدة الامان وعرضة دائمه لعبث الاطفال ومكايدتهم لها كلما خرجت لللعب تحت شجرة النيم الوارفة الظلال امام المنزل التى تخرج من تحت ظلها كميات من الاطفال الذين كبروا يحملون زكرياتها .عندما اطلت ياسمين واقتربت من النيمه هجمت عليها نوال وهالت عليها كميات من التراب فوق راسها وضحك الاطفال وصاح احدهم: اخبرى والدك........
    صاحت ياسمين وارتمت فى حضن امها التى لاتستطيع الدفاع عنها. ام نوال سليطة اللسان ستسمع منها مالا تود سماعه كتمت غضبها وغرست اصابعها داخل شعر ياسمين الاسود الناعم المسترسل الى منتصف ظهرها تزيل منه التراب ووهى تتمتم غاضبه.
    كانت هذة الحادثه يوم العيد وتراكمت الاحاسيس السالبه على نفس الصغيرة ياسمين ويئست من عودة الغائب ورفضت الذهاب الى المدرسه و اللعب تحت ظلال النيم. وحبست نفسها داخل تلك الحجرة المظلمه ذات الباب المتكىء منذ خروج الاب لم يجد من يصلحه. ويرسل طقطقات احتجاج وصرير ا عاليا عند اغلاقه خوفا من زمهرير الشتاء الذى لايرحم . كبرت ياسمين وكبرت غصتها واصبحت صامته ساهمة لايستطيع احد الدخول الى عالمها الخاص وقد نسيها الجميع بعد ان يئست امها من علاجها بالقران فى خلوة الفكى الصالح وتركت تمضى مع الايام عندما يسمع صوتها احيانا تحادث والدها وتحملق فى الفراغ وتساله لماذا لم تاتى فى العيد وتنخرط فى بكاء المرير.
    سكنت قطة منزلية مع ياسمين فى الحجرة وكانت تتسلى بمراقبتها . اتى القطه المخاض فانجبت اربعة هررصغيرة داخل الصندوق التى تحتفظ فيه ام البنات باشيائها العزيزة رسائل زوجها القديمه عندما كان الحب موصولا’ تذهب بها متباهيه لود بت الجابر ليقراءها .ولكن الان لاتستطيع الا ان تخرجها سرا وتتحسس الكلمات بيدها عندما يعصف بها الشوق مختبئة حتى لايراها احد . وكما ان فى الصندوق ايضا الحلى القديمه مثل العاح والسوميت وخرز وسكسك وعطور وحق وطافور به بقايا دهن وبخورودلكة وودك كانت تستخدمها فى تلك الليالى البعيدة حيث الحب محتفلا بوجوده .جاءت القطه ووضعت صغارها وخرجت تبحث عن قوتها بعيدا
    مدت ياسمين يدها متحسسه صغار القطة اخذت واحدا واحكمت قبضتها حول عنقه فمات الهر الصغير ازاحت ستائر الخيش القديم من النافذة والقت به فى الخارج وهكذا اصبحت تمارس هذة الجريمة حتى قضت على كل الهرر الصغيرة..
    ذات يوم بعد ان نسى الجميع امر ياسمين خرجت من الحجرة مقوقصة ظهرها تمشى ببطء وتنظر بعيدا فى عوالمها. دهشت الام لخروجها وهدوءها وتوجست فنادت على ابنتها الكبرى عائشه التى كانت فى غاية الجمال اهدتها الطبيعه من الجاذبيه فاحبها الجميع كانت مساندة لامها ومتفهمه لغياب ابيها الذى اصبح لديه ثلاث من الابناء الذكور فقد حقق حلمه واغتال احلام البنات......
    جاءت عائشه وشاهدت ياسمين تنظر بتمعن الى الدجاجة التى تتمخطر وخلفها رتل من صغارها يلهون .هجمت ياسمين على الفراخ واخدت واحدة ولم تستطيع عائشه بكل قوتها ان تنزعه منها الابعد ان عصرتها بيدها ورمتها هامدة وهجمت مرة اخرى واخرى....... وعلا الضجيج والصياح وخرج الوضع عن السيطرة تقفز الدجاجه مدافعة عن صغارها وتصرخ الام خوفا على ياسمين التى انهارت وصارت تصرخ باعلى صوتها وجاء الجيران والمارة وكل من نسى وجودها تعاونوا على تهدئتها وادخلوها الحجرة المظلمه.
    اشعلت ياسمين فانوس الجاز الذى ظل مطفا منذ زمن بعد ان نفدا لكيروسين فوقع بصرها على قارورة دواء قديم تناولتها ونظرت لمحتوياته اقراص ها قد وجدت ضالتها ابتلعت واحدو وتبعتها باخرى واخرى حتى نفدت القارورة قذفتها بعيدا فاصدمت بفانوس الجاز وتكسر زجاجه وتارجحت الشعلة ورسمت على الجدران الباهته ظلال تتحرك كالاشباح تلوح بيدها توسدت ياسمين ذراعها النحيله وظلت تتابع الظلال.........عندما نادى الاذان فجرا للصلاة كانت ياسمين قد حلقت روحها فى عوالم تكون فيها الروح منفردة لاتسال فيها عن والد ولاولد فرقد حسدها المتعب بسلام. جاء والدها فى يوم رحبلها ولم ياتى فى العيد .........
    د.سعاد محمود الامين
                  

08-30-2011, 05:17 AM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سياتى ابى فى العيد؟ سعاد الامين (Re: د.نجاة محمود)

    Quote: وجدت نفسها وحيدة هرولت الى داخل المنزل وتكورت فى فراشها داخل الحجرة الطينيه التى تفتقر الى النوافذ فقط تلك الفتحات مغطى ببقايا قماش قديم

    كل عام وانت بخير
    وتحياتي لكتابة هذه اللوحة الرائعة
    وناطقة شكرا
                  

08-30-2011, 03:20 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سياتى ابى فى العيد؟ سعاد الامين (Re: باسط المكي)

    عيد مبارك يا دكتورة
    وللتحية والتقدير للاديبة دكتورة سعاد
    وسعاد انسانة كتابة بالحيل الا انها ضنينة بالنشر
    ويا ليتها انطلقت واطلقت مثل هذه الاعمال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de