|
كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي رغم أنف حسين خوجلي
|
كرى آنج نلوى كل عام وأنتم بخير
الأخوة الكرام، ها هي تباشير العيد السعيد قد هلت نفحاتها ، ونفحت أفراحها ، وأبهجت القلوب الظامئة ابدا الى لحظات التجلي والتخلي عن تجهم الأيام وعبوس اللياليي . غدا نستعيد معا فرحة صباح كان يطل علينا من بين خضرة الجريد المحمول الى مقام أولئك الذين سبقونا الى دار العمار .. وقتها ما كنا نقول "عيد بأية حال عدن يا عيد، بما مضى أم لأمر فيك تجديد" وما كنا نعرف أو نتخيل أن نقول في يوم العيد كما قال اسماعيل حسن "أريت العيد أكان ما عاد ولا هلت تباشيرو" فالعيد يجب أن يعود، وأفراحه تتجسد في كل الوجوه المحبة للجمال رغم الظروف ، وفي الذكريات التي خلفها أولئك القابعون خلف الأكمة في حياة البرذخ، العيد هو "الكرى" بالدنقلاوية بضم الكاف وخفض الراء ونطق الألف المقصورة كنطق حرف الأنجليزية (A) (KORAE) . وفي الدنقلازية نجد الكلمات المؤلفة من الكاف والراء والألف أو الياء تدل على الجديد والفرح والتغيير ، فالكرى بالراء المخففة هو العيد، والكري (KORAIE) هي العجوة ، والكري بتشديد الراي هو الحافز أو الهدية ، والكري بخفض الكاف وتشديد الراء هي الراكوبة ، والكري بتشديد الراء أيضا هو المخاض وهلم جرا . وهي كلها معان تدل على الجديد وعلى الخصب والنماء والخير العميم دعوني في مستهل هذا المقال أن استعرض معكم تحية العيد في الدنقلاوية ، وهي تحية متوارثة منذ العهود القديمة ، تحمل في دلالالتها كل تعاليم الديانات السابقة لأمة لم تعرف عبادة الأوثان في يوم من الأيام ، بل كانت بشهادة المؤرخين المنصفين أول من عرفت التوحيد ونقلته الى العالم. تبدأ التحية ب (كريقى آن نل) وترجمتها "أتمنى أن تحيا لترى العيد" أي كل عام وأنتم بخير ، وتكون الاجابة "أفيات كرنقن" أرجو أن يكون عيد صحة وعافية "أر ملر تارنكدي" يعود علينا جميعا "باس بلمنقون، برسبلمنقون سارمنقن سرسركمنقن تارنكدى" وأن لا ينسلخ منا أحد ، أو يسلخ منا أحد، وأن لا يتعثر منا أحد أو يقيد منا أحد "سالمنقون سليمنقون تارنكدي" ,ان يهل علينا ونحن سالمون وسليمون، "اندى سلامة ارندي سلامة أدوندي سلامة" وأن يأتي وأطفالنا سالمون، وأطفال غيرنا سالمون وأطفال أعدائنا أيضا سالمون " وهي تحية عميقة الدلالة كما ترى ، رائعة النظم، جيدة السجع في فقراتها ، ذات ايقاع داخلي منتظم ، خالية من تقعر الكلام، بل تمضى سلسة منسابة كطبيعة اللغة الدنقلاوية نفسها، وهي دعوة رائعة لا تغفل حتى أطفال الأعداء كونهم لا يحملون وزر آبائهم ، وشموليتها تكمن في أنها تدعو الى السلامة من الأخطار الخارجية التي تهدد، ومن المعوقات الذاتية من مرض أو عوز وخلافهما التي تعيق، كل ذلك بتنغيم محبب، وترتيب بين فقرات الكلام معجز . وكل عام وأنتم جميعا بخير اكتب النص هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: معاوية المدير)
|
سيف الدين عيسى مختار امين اعلام المؤتمر الوطني واحد اركان وطني جدة كري آنج نلوى معليش لا افهم مغزي رغم انف حسين خوجلي وحزبك الاسلام عروبي رائد وداعي النقاء العرقي في السودان حقيقة ارى انك لا تحتاج الى القول رغم انف الكوز السابق والشعبي اليوم حسين خوجلي مطلوب منكم يا ناس الوطني اقناع قيادتكم وقواعدكم ان هذا السودان وطن الدنقلاوي والحلفاوي والمحسي والبجاوي والزوغاوي والفوراي والمسلاتي والنوباوي كما هي وطن الشايقي والجعلي والشكري والكاحلي سيف الموضوع ما بيحتاج كل هذه الفورة اشتغل مع ناسك وامحو من دمغهم اقصاء الاخر وابد مع ناس كيزان دنقلا صدقني كدة ما حتحتاج الى كل هذه الفورة ومؤكد لغة حسين الاقصائية ستختفي معليش يا سيف اشتغل مع كيزانك وحتما غدا اجمل كري آنج نلوى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: محمد على حسن)
|
الاخ سيف الدين تحيه طيبه وسلاما عطرا ايها العزيز ابن الكرام كرى اجنلى فى هذا اليوم المبارك اتضرع داعيا بالرحمة لاخى وصديقى قلما يجود الزمان بمثله زميل دراستى بدنقلا الوسطى شقيقى وشقيقك الفاضل عيسى مختار الذى فى ظل وكنف الرحمن يوم لاظل الا ظله لانه نشأ فى عبادة وطاعة الله .بفضل الله وجوده . لم انساك يااحب انسان الى رغم السنوات الطويله التى فارقتنا فيها ايها الصادق الامين النقى الامجد البرئ لله درك فى الخالدين . فاختارك الله مبكرا لانك ماكنت لتطيق هذا الزمان الذى اختلط فيه الحابل بالنابل وعم النفاق واانعدمت مكارم الاخلاق وتسلط على اهلك وشعبك شذاذ الافاق ولكن رحمة ربك قريبة لنصر المستضعفين اما الزبد فيذهب جفاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
مولانا عبد الاله زمراوي الأخ عادل الباهي
كل عام و\انتم بخير
هاهو ذا العيد قد أطل مرة أخرى ونحن مازلنا نعلك السراب في آفاق المهاجر , وتحصدنا مناجل الامنيات السندسية والاحلام الوردية بعيد يأتي من جديد في الربوع التي عرفت خطانا وعرفنا اشراقات الصباح فيها . يأتي العيد هذا العام , وأنا مازلت أحدق في الساحل يتمدد عبر الأزمنة ومن خلفي مناجاة صديقي المك " فوت البحر الكاتم نفسك أحسن ترحل الله معاك , وتموت في دواخلي أغنية قديمة " جاييك يا آخر المواني من ظلمة البحر الممدد في الفراغ , من غربة الجزر المسورة بالهواجس والضياع " . فإذا بالناس الطيبين أفواجهم صباح يوم العيد على صهوات حميرهم وأغصان الجريد المتدلية من السرج الجلدية الفارهة , يسارعون الخطى الى مقابر الشيخ حسن ابو قيد في أوسط الزورات , يضرعون الى الله تعالى أن يرحم أمواتا كانوا أفراح الاعياد التي مضت , في الساحة الممتدة خلف دار العمار كما كان عمي عمر مختار يقول , كأني أرى الآن الخليفة محمد أحمد وهو يجأر بصوته الجهوري" الله أكبر ما صام صائم وأفطر الله أكبر ما دعا الله داع وكبر , من عصى الله يوم العيد فكأنما عصاه يوم الوعيد . واصحاب الشربوت والنبيذ الذين هجروهما ثلاثين يوما يجلسون آخر الصف حتى إذا انتهى الامام تسابقوا فيما بينهم من يقبل يده أولا ومن يحظ بالسلام عليه .
العيد يأتي أخوتي ونحن في العروس أنستنا نشوة التسوق ان نتصيد ليلة القدر في العشر الأواخر , وحال جنون الأسعار دون الاعتكاف , حتى إذا جاء صبح العيد كنا كمن وصل أخيرا إلى خط النهاية بعد مارثون طويل , هناك في بلادي الناس يأتون من أقاصي السودان وهم في عجلة من أمرهم , الطرق المسفلتة طوت المكان ونشرت الوجدان قربت المساحات وبعدت العلاقات
كل عام وانتم جميعا بخير(كري آنج نل .... أفيات كورينقون تارن كدي سارمنقون سرسر كمنقن باس بلمنقون برس بلمنقون تارن كدي)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: حمد إبراهيم محمد)
|
Quote: الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري هو جابر بن عبد الله بن حرام الخزرجى الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو آخر أصحابه بقاءاً حيث امتد عمره حتى رأى الإمام الباقر من آل البيت عليهم السلام، وبذلك يكون قد عاصر خمساً من الأئمة عليهم السلام . |
اطمع في لمحة تاريخية عن صلة هذا الصحابي بالسودان والسودانيين؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأخ نايف
فكرنا نحن مجموعة من أبناء النوبة انشاء اذاعة نوبية تعني بتراث المنطقة، وقمنا بالفعل بتسجيل بعض الحلقات ، لم تنفذ الفكرة لبعض المعوقات الفنية. نحن جاهزون للمشاركة ودعم اذاعة كدنتكار واظن أ، الترجمة العربية (مضيق الجبل) أو مضيق الحجر..فلتجعل الاذاعة من المضيق أفقا لانهائيا لكل قضايا النوبة
مع أطيب تحياتي
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الاخوة الكرام الأستاذ على عبد الوهاب نوبي كامل الدسم، يجيد المحسية والدنقلاوية لكونه يعيش في منطقة تماس، وقد قدر له أن يعيش الحضارة النوبية منذ نعومة أظفاره ويتشربها، في جعبة الرجل الكثير من القول المثير، وقد اتحفنا بسلسلة مقالات عن مظاهر الاحتفال والاستعداد للعيد في دنقلا، سأنشرها هنا تباعا..
==============================
كوري آنج نلوي ( بالدنقلاوية ) كوري آنجا نلي ( بالمحسية )
بقلم/لى عبد الوهاب عثمان
ارهاصات العيد : الثلث الاخير من رمضان .. تتغير كل المسارات من اصناف الطعام الى اتجاه تزيين البيت .. ونساء النوبة عبر التاريخ لهن السبق والافضلية في تدبير المنزلي والترتيب الذي يريح سكاني المنزل كنت الاحظ اختي فاطمة ( امد الله في عمرها ) تتحرك بنشاط وحيوية .. وكنت اراها فارعة الجسد كما كانت فتيات ذلك الزمان كنا نتطلع اليهن ونحن في مقتبل كأنهن نخلات سامقات مسحات الجمال من خلف الشلوخ الوجه المأطر بمساير الشعر المسترسل الناعم.. كان ا
يكتنزن قوة جسدية هائلة ومرونة كامنة تساعد في انجاز اعمالهن التي لاتخلو من المشقة .. كنت اراهن بتلك الفساتين الفضفاضه من وسطها وبعض الضيق في الاجزاء العليا .. ليس هذا تغزلاً او تهتكاً ولكن بعض الوصف لجيل اليوم من الذكور الاناث لتخيل تلك الصورة للانثى في ذلك الزمان .. كانت اختى ترسلنا الى زميلاتها ويحضرن الى منزلنا ويضعن خطة متكاملة كفريق عمل نسائي للقيام بتزيين البيوت استعداداً للعيد .. وكان موعدنا مع قدوم ذلك الاعرابي ( عمنا علي عبدالرسول من عرب البشارية ) بإحضار ( الجير ) الابيض في شوالات صغيرة وتقوم الامهات بمهمة التفاوض على القيمة المتفق عليها لكل شوال .. وتسمع هدير الجمال وصرخات اصحاب الاشجار من اعتداء تلك الحيوانات التي لا تعرف اي قوانين او موانع إذا تفتحت لديها شهوة الطعام .. ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة النفير للياسة وهذه اللياسة كان تتم بالايدي المجردة والناعمة بعد تجهيز خليط من الرمل والطين البحري .. وهكذا من منزل الى آخر حتى تكتمل العملية في كل منازل المجموعة .. كانت عملية شاقة لصرف انفسهن عن وعثاء العمل كن يترنمن ببعض الالحان وكأنهن من خلال هذه الممارسة يستحضرن فارس احلامهن .. وطبعاً كان غناء الفتيات محظوراً جداً لذا كان غنائهن بصوت منخفض اقرب الهمس وبلغة عربية اقرب الى واقعهن فكنت اسمع انغام الفنان الذري ابراهيم عوض ( من قساك ) واعتبر هذه الاغنية اشهر اغنية في تاريخ السودان .. واذا فاض بهن الحنين الى ذلك اليوم الموعود او الليلة التي يتنظرها كل فتاة كانت اغنية ابن بادية (الليلة سار يا عشايا ) والى اليوم عندما استمع الى هذه الاغنية تثير شجوني وذكرياتي رغم اني لا افهم بعض كلماتها .. فيدور همس بينهن وكلام خاص كطلاسم لم أكن افهمه وانا في ذلك السن .. ولكن يبدو لي انه همز وغمز لذلك الحبيب (ابن العم او الخال ) القادم من المدن البعيدة .. وسط هذا الزخم الرائع الخليط ما بين فرحة قدوم العيد ولبس الجديد والسماح لهن بنوع من الانطلاق المحدود من حيث المساحة واستخدام الزينة التي كانت محرمة عليهن في الايام العادية وتبادل التهاني مصافحة مع الزوار وخاصة الشباب دون تعقيد ايام العيد فقط وربما في اليوم الاول حصرياً .. ويمضي هذا النفير الى ان تكتمل المهمة في كل البيوت ثم يبدأ النفير الاخر وهو طلاء الجير الابيض ورسم النقوش وهي غالباً ما تعتمد على المثلثات ( سبعة ثمانية ) وتسمى بالنوبية ( كرنق Karnag ) والمثلث موروث نوبي مقدس قاعدته الارض وراسه يرمز الى الاعالي حيث يتفرض ان يكون اله الذي كان يعبد في ذلك الزمان .. لأن المثلث من الاشكال الصادقة في اتجاها وليس كالمربع والدائرة تشير الى عدم الحسم وتحديد الاتجاه .. وتكاد تكون كل بيوت القرية عبارة صورة مكرره من الفنون والابداع والخطوط التي ترمز على عمق واصالة انسان المنطقة .. ولكن ما كان يكدر صفوهن ويخدش جمال هذه الصورة هي عشوائية تلك الحيوانات الصغيرة ( القطط ) التي كنت تتسلق الحائط من بعض اركانها وتترك بعض الخدوش التي تشوه تلك اللوحة الجميلة دون تقدير لذلك الجهد البدني والابداعي ولكن رغم ذلك كن يومياً يراجعن ما افسدته تلك الحيوانات الحاقدة لاصلاحها بصبر وثبات .. ولكن خوفهن الكبير كان يمكن في نوع من الماعز الذي يتخلص من بعض العوالق في جسمها بالاحتكاك بالحائط على طوال السور من الخارج فيضيع شقاء الايام .. فكان هذا مداعاة الى بعض الخلاف والاحتقان بينهن وبين اصحاب الماعز ..
تباشير قدوم عيد .. زمان بعد ذلك كان الاهتمام ينتقل الى داخل المنزل لتجهيز متطلبات العيد .. كان بعض المستنيرات منهن يقمن بتطريز مفارش ( للتربيزات ) الصغيرة داخل البيت وقليل من الشغل على الملاءات وهذا لبعض من لهم الامكانية او القدرة االمعرفية ومن نلن حظاً من التعليم والتدبير المنزلي وهن كن قليلات في ذلك الزمان وخاصة في تلك الضواحي من الدنيا .. وهذه الممارسة كانت نادرة جداً .. إلا في بيوت بعض المستنيرين بالسفر او التعليم .. وبموازاة ذلك كانت هناك حركة دائبة لتجهيز صينية العيد ( اريدة ).. أهمها الكعك والقرقوش والبسكويت .. وفي زمن متطور قليلا ( كل نايم ) او الاكل الناعم ( المنين) وكانت محصورة لدى طبقة معينة .. كانت مشكلتنا في تلك الايام تتلخص في عدم وجود طواحين الدقيق بكثرة وكان يتم تحميل العيش على ظهر الحمير ( ولابد من انواع الحمير المطيعة التي تنفذ تعليمات قائدها وليست تلك المتمردة التي تذهب عكس اتجاه القائد وبالمناسبة بعض الحمير على درجة عالية من الذكاء حيث يتصرف الحمار حسب وزن الراكب على ظهره فإذا شعر ان راكب وزنه خفيف فهذا معناه انه طفل صغير ويتصرف الحمار حسب هواه .. لذا كان حمار الطاحونة يختلف تماماً فيكون من النوع الغبي سهل التحكم والادارة حتى لا يتلف ما في ظهره من دقيق .. ) .. وهي من المرات النادرة التي كان الامهات يأتين الى الطاحونة للاشراف المباشر على طحن الدقيق .. وكم كان رائعاً ذلك الجدال الجميل بين الاسطى والامهات في ضبط دقة طحن الدقيق وهي تدخل يدها بإستمرار من خلال الطحين المتدفق لتتحسس مدى رقة وخشونة الدقيق .. ويقوم الطحان بضبط حجر الطاحونة على ان يتم الطحن حسب المواصفات .. وبعد ذلك يبدأ نفير الغربلة .. ثم تقوم ذوات الخبرة من الامهات بغربلة الدقيق بعدة أنواع من الغربال منه الخشن و الحرير .. ويتم الفرز حسب الحاجة .. ثم العجين .. ورص العجين في قوالب من الحديد ( سرويس ) والعرض في الشمس للتمدد وتنتفخ .. ثم إشعال الفرن أولا بالحطب ثم روث البقر (( تي تولونجي)) ثم يبدأ الخبيز في مجموعات ويكون كل نساء الحي منهمكات في هذا العمل حتى ليلة العيد أحياناً .. ونحن صغاراً كنا نشعر أن طعم ( الكعك ) مختلف في بيوت الافندية ( ممرض الشفخانة ، ضابط الصحة ، والمدرسين ولكن لم تكن لدينا الجراة لزيارة منازلهم .. ) لأن لمسات التحضر والتدبير المنزلي ربما أعلى لديهم أكثر من جماعتنا ... لأن كعكهم كان هش وجميل الطعم .. وعند أهلنا من الصلابة يحتاج الى شواكيش .. او كوز موية كاملة من السبيل لتليين قطعة الكعكة .. ثم الحلاوة .. هذا الشيء الجميل الذي كان يملأ خيالنا حتى عندما نأوي الى الفراش حيث كان أحدنا يتخيل ويحلم بقطعة حلوى .. ( خاصة اللكوم المصري .. وآه من ذلك الدقيق الابيض من السكر المرشوش حول اللكوم ) كان الواحد منا إذا وجد قطعة لا يأكلها على التو كنا نقلبها ونشبع منها بالنظرات ثم نقوم بلحس الدقيق من حولها ثم نقطمها من الاركان قليلاً بعد ان ننزوي الى ركن قصي لا تدركنا فيه تدخلات من هم أكبر منا سناً وجسداً ولا نخرج من هذا المخبأ إلا بعد أن نقضي عليها تماماً ثم نزيل كل آثار العدوان عن أيدينا وملابسنا .. القطعة الواحدة بقرش .. وبعدها بفترة تطورت صناعة الحلويات السودانية فكانت شركات سعد والكريكاب وأنزلت الى الاسواق بعض الحلويات في علب من الورق وكانت لها اسماء حسب صور نساء التي كانت تزين العلبة من الخارج .. فمثلاَ واحدة واضعة يدها على خدها كانت تسمى ( دائماً على بالي ) .. واخرى بشلوخ وثوب كانت تسمى ( كريمة ) وكانت هذه الصور تستخدم كزينة للاسمون ( الصالة ) .. وأجودها حلويات سعد وكانت علبة الحلاوة آنذاك بثمانية قروش على ماذكر ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
Quote: نحن جاهزون للمشاركة ودعم اذاعة كدنتكار واظن أ، الترجمة العربية (مضيق الجبل) أو مضيق الحجر..فلتجعل الاذاعة من المضيق أفقا لانهائيا لكل قضايا النوبة |
الاخ الاستاذ سيف الدين عيسى الاذاعة فعلا افق لا نهائى لكل قضايا النوبه هنالك الكثيرون لديهم ملاحظات على الاسم و لكن ارجو من الجميع و انت منهم التجاوز عن المسمى و الانتباه للمضمون فالاذاعة لكل النوبيين و لغير النوبيين من المتابعيين للثقافة النوبية و المعجبين بها شعارنا صوت النوبه للزمن القادم للاسم كدنتكار دلالات محدده لا داعى لذكرها الان
اكرر اصرارى على مشاركاتك الايميل موضح فوق الحلقات التى سجلت للاذاعة المقترحة يمكن الاستمرار فيها فى هذة الاذاعة النوبية التى تبث عبر الانترنت و قريبا جدا عبر نايل سات و لك ودى و احترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأخ سيف الدين عيسى مختار الاخوة المتداخلين كل عام والجميع بألف خير
أخى سيف .. أولا شكرا لتلك المفردات الغالية والتى أبحرنا فيها كثيرا قراءة وشوقا لاهلنا فى دنقلا وفى كل شبر من ارض هذا الوطن الشاسع .
وأيضا مداخلات الاخوة التى زادت هذا البوست روعة وجمالا .. إلا أننى ووسط هذا وذاك مر بخاطرى هذا السؤال العفوى .. إذا كنتم بهذا الجمال وتلك الارايحية لماذا إذن حرمتونا من متابعة حروفكم عبر صفحتكم المقروءة بصحيفة الخرطوم ( دنقلا الكبرى) .. لقد أجحفتم فى حق القراء الذين يتابعون تلك الصفحة وينتظرون يوم الاحد من كل أسبوع بفارق الصبر ؟ اليس هذا مايدعو للتساؤل والاستغراب أخى سيف ..
مرة أخرى لك ولجميع أهلنا فى دنقلا التحية والتقدير والاحترام .. وكل عام والجميع بألف خير .. تحياتى بلاحدود ..
تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
Quote: فكرنا نحن مجموعة من أبناء النوبة انشاء اذاعة نوبية تعني بتراث المنطقة، وقمنا بالفعل بتسجيل بعض الحلقات ، لم تنفذ الفكرة لبعض المعوقات الفنية. نحن جاهزون للمشاركة ودعم اذاعة كدنتكار واظن أ، الترجمة العربية (مضيق الجبل) أو مضيق الحجر..فلتجعل الاذاعة من المضيق أفقا لانهائيا لكل قضايا النوبة |
يا استاذ سيف وبدون زعل كلامك جميل لكن صدقني في ظل السياسات الإقصائية لحزبكم يظل حديثك الجميل مجرد كلام و عشان ما تزعل لم اقل مجرد ذر الرماد على العيون - حزبك اكبر معوق لنشر الثقافة النوبية وكل ثقافات الهامش وما حرب النيل الازرق اخر الادلة لرفضكم للأخر Quote: وقال البشير لأنصاره في تجمّع حاشد بمدينة القضارف شرق البلاد، إنه إذا انفصل جنوب السودان فإن الشمال سيغير الدستور ولن يكون هناك مجال في ذلك الوقت للحديث عن تنوع الثقافات والعرق، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز" الإخبارية، الأحد 19-12-2010. وأضاف أن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيس للدستور وسيكون الإسلام الدين الرسمي والعربية اللغة الرسمية. |
الاستاذ سيف الدين عيسى القيادي في وطني جدة خيارتك وقناعتك السياسية وانت حر فيها لذلك سوف لن اقول لك اخرج عليهم او انسلخ منهم لكن اتمنى صادقا ان تستغل وجود وسط هولاء الاقصائيين في توعيتهم وتبصيرهم بضرورة احترام ثقافات الاخرين والاعتراف بحق الاخر ان يكون اخر وحدثهم كيف ان التنوع الثقافي والعرقي قوة وان اللغة العربية هي احدى لغات السودان وكانت قبلها ولا زالت هنالك لغات اخرى في السودان التنوع عرقيا وثقافيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: حمد إبراهيم محمد)
|
الاخ العزيز حمد ابراهيم محمد
.Quote: اطمع في لمحة تاريخية عن صلة هذا الصحابي بالسودان والسودانيين |
السيرة الكامله للصحابي الجليل جابر الانصاري( لمن أراد التأكد) وكيف عاوده الرسول(ص) في مرضه وقال له (لا أظنك تموت بوجعك هذا ياجابر) وقد دعا له الرسول (ص) يوما قائلا( جبرك الله ياجابر كما جبرت الأسلام) وقد أستجاب الله سبحانه وتعالي دعوة الرسول(ص) فظهرت له كرامات بعد سنوات طويله من وفاته...أستشهد الصحابي الجليل جابر الانصاري في غزوة أحد ودفن في بقيع الفرقد مع الصحابي الجليل عمر أبن الجموح في قبر واحد وبعد أربعين عاما من دفنهم نزل سيل وجرف مقابر البقيع بما فيهم قبر الصحابيان الجليلان فكشف أرجلهم فكانت سليمه فأستدعي الصحابه أبنه عبد الله فحفر قبرا جديدا لوالده جابر ونقله أليه وبعد مرور سنوات وفي عهد معاويه أبن أبي سفيان أمر معاويه عماله لزراعة قطعة من الأرض في ذات الموقع ولم يكن يدري بأن بها قبر الصحابي الجليل فصادف أحد العمال قبر الصحابي الجليل أثناء الحفر وبتر أحدي أصابع قدميه فتدفق الدم وكأنه جرح بجسد انسان حي فأمر معاويه بتضميد الجرح ونظافته وربطه حتي برأ ثم أمر بوقف الزرع وأعيد دفنهم مرة أخري... والشيخ زمراوي هو زمراوي أبن محمد أبن الحاج محمد أبن عشكان أبن عمراب أبن غالي أبن مجلد أبن نجم الدين أبن جابر الفير أبن جابر الكبير أبن مدبوح أبن عبد الله الأنصاري أبن جابر الأنصاري صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم أبن عبد الله أبن سلمه الأنصاري... وجابرالأنصاري من قبيلة الأوس اليمنيه الأصل التي أستوطنت المدينة وناصرت قبيلتي الأوس والخزرج الرسول (ص) عندما هاجر الي المدينه وسموا بالأنصار... وقد هاجر أبناء وأحفاد الصحابي الجليل جابر الأنصاري الي أصقاع العالم المختلفه فأنتشروا في كل بلاد الدنيا وعرفوا بالجوابره في بعض البلاد كما في جزر جاوه بالهند الصينيه وفي بلاد أخري بالجبركيه( كما في شمال السودان) وبالجبرته في كل من أرتريا وأثيوبيا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: Zomrawi Alweli)
|
الأخ تاج السر حامد
أشكر لك مرورك الكريم، وكل عام وأنتم بخير .. أنت وجميع أفراد أسرتك الكريمة.. تعرف أخي تاج السر كان هدفنا في صفحة دنقلا أن نبلغ رسالة رأينا أنها مهمة، وبدأنا في مشروعنا بكل جدية واهتمام، حاولنا جهد المستطاع أن تكون الرسالة واضحة ومحددة المعالم، عانينا صراعا متوقعا بين هدف الجريدة التجاري الذي أراد لنا طرق موضوعات بعينها وحبس الصفحة في حيز ضيق جدا لا يستقيم أبدا مع طموحاتنا الكبيرة ورسالتنا الواضحة، فكان لا بد لنا من أن نقف في استراحة ضرورية نتأمل الذي مضى ومشوار الألف ميل لا يزال ممتدا أمامنا، هي وقفة استراحة للتزود للآنطلاقة القادمة ان شاء الله عبر كافة الوسائط المتاحة.. ومن سار على الدرب وصل، وأنتم جميعا معنا في المرحلة المقبلة سندرك معا كم هو جميل مشاوير الجماعة..
دمت بخير
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأخ محمد على حسن
أيضا وبدون زعل، وبغض النظر عن الانتماءات الحزبية التي ينبغي أن تشكل الأرضية المنظمة لتعبيد أقصر الطرق الى الوطنية، أقول أننا كسودانيين لو طبقنا احترام ثقافاتنا وعاداتنا المختلفة، لو احترمنا بعضنا البعض بشكل جاد، لما كانت هنالك مشكلة في هذا الوطن العزيز، ان الانطباع الذي يوجد لدى الآخرين عنا، أننا نحب بعضنا البعض، وهنالك قصص عديدة يحكيها السودانيون في الخارج عن تلك المودة التي تربط بينهم، قصص جميلة ومعبرة، اعتقد أن ذلكم الحب وتلك المودة التي تربط بيننا على المستوى الشخصي لو خالطها احترام على المستوى الجمعي لكملت الصورة، هنالك من لا يكن لنا أي قدر من المودة او الحب، لكنه يكن احتراما عنيفا لثقافتنا وعاداتنا، والا فما الذي يجعل رجلا مثل شارلي بونيه يأتي من أقصى الدنيا ليعيش حياته كلها منقبا عن حضارة كرمة، ثم يتقن اللغة النوبية أفضل من أهلها ، وبالقرب منا قبائل تعيش معنا ولا تعرف ولا تريد أن تعرف كلمة نوبية واحدة، كم عدد الذين كتبوا عن اللغة النوبية أو البجاوية وغيرهما من غير اصحاب اللغة من بني جلدتنا، وكم عدد الذين تناولوا هذه اللغات بالدراسة والتحليل من الغربيين؟ اعتقد ان الاجابة على هذا السؤال مخيبة للأمال لو استطعنا أن نفهم بعضنا البعض جيدا لحدثت المعجزات، أذكر أننا في أربعائية الدناقلة أقمنا عددا من الأمسيات لمناقشة علاقة نوبة الشمال بنوبة الجبال واستضفنا عددا من أبناء النوبة الأفاضل (عبد الله حمدان، وحامد دامر) كما اتصلنا بعدد من الباحثين مثل جراهام بل ، وكانت نتيجة هذه اللقاءات على قلتها هائلة، استطعنا اضافة كلمات عديدة وجدناها قد اندثرت لدى مجموعة لكنها ظلت حية في الاستخدام اليومي لدى مجموعلت اخرى، مثل كلمة (أنجر) وتعني الجديد ، وجدناها عند الأخوة في جبال النوبة، ووجدنا مقابلها (أير) لدى الدناقلة، وهلم جرا، علينا أن نغهم أولا أن عملية التفاضل القبلي كان منهجا اتبعه المستعمر ليحقق سياسة فرق تسد، وأن أي حزب سياسي أو فئة معينة تحاول اعادة مثل هذه الساسة يجب أن يركل بالنواصي والأقدام أيا كان. هذه هي قناعتي وأنا مؤمن بمقولة الروائي النوبي ادريس على (اذا خفت فلا تكتب واذا كتبت فلا تخف)، رحم الله هذا الكاتب الذي كان أول من عرى سياسة القذافي الهوجاء في روايته (الزعيم يحلق رأسه) وقدم تحليلا لشخصية هذا الزعيم الورقي وتنبأ بالثورات العربية وتمني أن يكون حاضرا حين مجيئها لكنه توفي قبل شهرين فقط من الثورة المصرية عليه رحمة الله.
مع خالص مودتي
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأخ العزيز العمدة شحوتاي أكوبام سلام بلو سلومام سلام بلو
أكرر لك هذه التحية بلغة البني عامر، وهي أيضا من أقدم لغات العالم اذ أن أصلها من اللغة الالجئزية وهي أقدم من العربية ومنها تفرعت العربية، والتقرى هي لغة البني عامر وهي خليط من العربية والبداويت وهي لسان البني عامر. لقد حاولت أخي آدم قراءة تحيتك بالتقري دون الاستعانة بصديق، فاهتديت الى أن العبارة تتعلق بالتمنيات بالوقوف بعرفة وبالصلاح الديني وصلاح الأبناء وسعة الرزق والأمن والرخاء
Quote: عرفه بكيتت تتعارفك عرفه مكه وجده هبي اتا ونسي اتا افوكي درسسا ومطعنكي ود انسا حوطت إي تجقف وابنت إي تتنقف نوس سنيت وانف قدوي ، عمركا طوعول ورزقكي بدوحوا ورسكي حتوت ، وقعول تعني آتا وحامل لبس آتا هدي أتا واسكا دورا لحار عمار وكمال. |
أكثر ما استوقني ذلكم السجع التلقائي الذي ينتظم فقرات،(أفيكي دوسا، ومطعنكي ود لأنسا،) ، وخيرافعلت أنك تركت النص هكذا دون ترجمة أو شرح حتى ينشط الجميع في فك أسراره والوقوف على جمالياته ، وفي هذا تنشيط للجميع، للذين يتحدثون التقرية والذين لا يتحدثونها على حد سواء، وأذكر مرة أن الفنان وردى استضاف في أمسية ثقافية أحد شعراء السكوت الذي ألقى على الحضور قضيدة جميلة علق عليها وردي أنه لم يقرأ لا في الشعر الجاهلي ولا العباسى ولا المعاصر شعرا أجود من شعر السكوتداوي، فطلب منه أحد الحاضرين أن يترجم له القصيدة فأجابه وردى على الفور (هذا شعر لا يمكن ترجمته، الذي يريد أن يستمتع به عليه أن يتعلم اللغة التي كتب بها، والذي لا يفعل ذلك فقد فاته خير كثير) ووردي من أكبر السعراء الذين كتبوا بلغة المحس،و له قصيدة كتبها ولحنها وغناها أثناء وجوده في أمريكا للعلاج وكان قدطلب بألا تنشر الا بعد وفاته، لكنها تسربت، وكذلك كان خليل فرح له شعر وغناء بالمحسية والدنقلاوية معا عليه رحمة الله تعالى ..
مع أطيب تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأخ الكريم زمراوي الولي
شكرا على هذه الاضافة عن سيرة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله، وهو من الصحابة الذين عمروا كثرا وكانت وفاته في عهد لاخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (توفي جابر بن عبد الله عام 87، وقيل 74هـ عن عمر يناهز الرابعة والتسعين حسب رواية علماء الحديث الذين أرخوا له ومنهم ابن عبد البر وابن حجر العسقلاني، لذلك فان الصحابي الذي رويت قصته بأن المعاول أحدثت جرحا في قدمه فأعيد دفنه في عهد معاوية بن أبي سفيان هو عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر بن عبد الله الذي استشهد في معركة أحد. وتاريخ الجوابرة في السودان وهم يعرفون في دنقلا بالجوابرة أو (جبره) تاريخ عريق تناوله العديد من المؤرخين عدا الجوابرة أنفسهم فانهم لم ينشطوا لتدوين تاريخهم الا في الآونة الأخيرة ، واني لأعجب من مؤرخ السودان محمد عبد الرحيم صاحب كتاب (نفثات اليراع) وهو من الجوابرة لم يوثق لتاريخ هذه القبيلة .
مع خالص مودتي
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأخ العزيز ولياب الأخ العزيز أبو قصي
سرناقمندو
ادريس على الكاتب النوبي الذي تناولت جانبا من سيرته وأقواله في مداخلة سابقة كان يكره أن ينعته النقاد بأنه كاتب نوبي ويقول (انني مصري حملت أوجاع النوبة اليكم)، هذا النوبي الذي عاني كثيرا في اكتساب قوت يومه وتقلب في عدة مهن شاقة حتى انه فكر في الانتحار أكثر من خمس مرات، تمرن في مطبخ أحد أثرياء القاهرة حيث عمل عنده مساعد طباخ، وكانت صاحبة المنزل امرأة محبة للقراءة وفرت له ما كان يحلم به من الروايات العالمية ومنها رواية موسم الهجرة الى المشال للطيب صالح ويبدو أن كاتبنا كتب روايته دنقلا من وحي موسم الهجرة الى الشمال، فقد أخذ بطل روايته انوبي في رحلة موسمية الى لاشمال (القاهرة) ليختلط بمجموعات ايدلوجية مختلفة اعتنق بعض مبادئها الثورية باعتبارها الخلاص مما يعانية، لكنه لم يجد لديها ضالته فأصبح يبحث عن مدينته الفاضلة في دنقلا عاصمة مملكة كوش قبل أن يصيبه اليأس المميت. عاش ادريس على حياة حافلة بالأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية كانت كفيلة بأن تشكل مادة كل روايته"دنقلا: "مشاهد من قلب الجحيم" "انفجار جمجمة" ثم " الزعيم يحلق راسه"، الحلم الذي انتابه وهو حلم أمة بكاملها تمثل في عودة دنقلا أو عودتهم الى دنقلا، مات ادريس على، والزعيم لم يحلق رأسه فقط بل حلق عرشه وامبراطوريته.. وجئنا نحن لا نحمل أوجاعا نوبية بل آمالا سودانية.. تعالوا نحلم معا.
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: محمد على حسن)
|
المرأة الحديقة
في طريق عودتي من العمل مساء هذا اليوم السبت الثالث من سبتمبر ادرت مذياع السيارة فاذا ببرنامج ايمان محمد الحسن الرائع _(لمرأة الحديقة) يستضيف المبدعة عفاف الصادق حمد النيل .. شدتني هذه الانسانة الرائعة بحديث ينساب كما الدعاش في صباح خريفي أو كما ارتعاش الزهر بالندى أو كانشراخ النفس بعد برء من سقام.. كانت أجابتها عن سؤال مكرر عن علاقتها بزوجها الفنان عركي كما تسميه هي بوحا من تجليات صوفية في ليلة عشق الهية، قالت ان الحديث عن عركي هو حديث عن النفس التي خلق الله منها زوجها لتسكن اليها ثم جعل بينهما مودة ورحمة..يصون رفيق فكما يصين الانسان نفسه ينبغي أن يصون رفيق عمره، بعد هذه الكلمات الرائعات أبدعت المخرجة في ايراد رائعة أبي عركي (بستنشقك) لتكون أروع ختام لأروع برنامج اذاعي.
أبو عركي استنشق المرأة الحديقة وعفاف تضوعت نبل احساس وصدق مشاعر وهما حتما سيتمددان في كل الأزمنة عركي وعفاف ضرورة ملحة للوجدان السوداني في هذا الزمن الوحش كل عام وهما بألف ألف خير
وكرى آنج نلوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الاخ سيف كل عام وانت بخير وجميع ضيوفك من كل قبائل السودان بالف خير و السودان كلو عرب وعجم بالف خير
ويهاتوا بيك حتى كلمة المرحوم ما لايقه فيك لم تعجبني هذه الكلمات في حق المرحوم الهادي الذي فقدناه كفقدك له فالف رحمة ونور تنزل علي قبرة ونسال الله ان يجعله روضة من رياض الجنه وان يلهمكم الصبر و الرضي بقشاء المولي عز وجل وارجو مخلصا تغير هذا الكلام بكلام يليق بك وبه ولك السلام بالعربي و النوبي والشايقي و الهدندوي و البجاوي الخ الخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: عبد القادر شادول)
|
شكرا أخي شادول
أحيانا تشملني الحالة ولا تسعفني العبارة، ليس القصد أن الفقيد لا يليق به الموت، معاذ الله أن أقصد ذلك، وأبرأ الى الله ان فهم مني ما يشبه ذلك، وربما أطلب شاعريتك هنا أخي شادول، الذي قصدته هو أنه صعب على أن أرى اسمه يتغير بين عشية وضحاها من (عبد الهادي) الى المرحوم، قصدت أن أقول أن هذا التغيير ثقل على أن أنطق به، فهو الحاضر أبدا ولعلنا لو ذكرنا في معرض حديثنا عنه ب(الهادي عليه رحمة الله) في كل مرة كان أليق. على أية حال ضرورة الوزن والريتم تفرضان أحيانا قولا اذا تأملته فيما بعد وجدته على غير ما كنت تقصد، لكن طالما أن العبارة لفتت انتباهك فهي قطعا غير لائقة، فان وجدت لي عبارة ملائمة استخدمناها والا سحبناها بل وسحبنا كامل القصيدة معها، ويبقى لك التقدير أخي شادول على هذا التنبيه، ولعلى هنا أذكر أنه قبل وفاته بأسبوع ذكرك الهادي بالخير ولم ينس لك ذلكم الموقف النبيل مع محنة أخينا محمد عامر وهو موقف ظل يردده على الدوام ..
وكرى أنج نل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: عبد القادر شادول)
|
Quote: عرفه بكيتت تتعارفك عرفه مكه وجده هبي اتا ونسي اتا افوكي درسسا ومطعنكي ود انسا حوطت إي تجقف وابنت إي تتنقف نوس سنيت وانف قدوي ، عمركا طوعول ورزقكي بدوحوا ورسكي حتوت ، وقعول تعني آتا وحامل لبس آتا هدي أتا واسكا دورا لحار عمار وكمال.
|
الترجمة أخي ابو انس هي كما توقعت انت هي معايدة بلسان عامري فاخر :
(عرفه بكيتت تتعارفك ) عرفة هو العيد وبكيتت يعني بخيته يعني عيد بخيت وسعيد اي عيد مكة وجدة أما (هب اتا ونسا) يعني خذ فيه واعطي أما (افوك درسسا ومطعنك ود انسا) افوك يعني فاك أي (الفم) درسسا يعني تتساقط انيابه نتيجة لعمر مديد أما مطعنك ود انسا يعني مطيتك ابن الإبل أي الجمل وهو الأعلي قواماً أما حوطت إي تجقعف وتعني تكون كالرمل لا تتغرف ولا تكمل وهنا قمة الكرم والعطاء وإبنت اي تتنقعف ويعني الحجر الذي لا يخلع ويعني الثبات الضارب في الجذور وباقي المعايدة يطلب لك طول العمر المديد وتلبس فيها الناعم والحرير وكل عام هو يجي اي العيد وانت تنتظر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: محمد عبد الماجد الصايم)
|
الأخوة الكرام
أشرت في بوست سابق الى عصامية الروائي النوبي ادريس على محمد، وتنبؤه بثورات الربيع العربي وتعريته لسياسة القذافي، اليوم في هذه المساحة أتناول جانبا من شخصية سودانية شاركت في صنع التاريخ السوداني بأوربا، وهو الرجل البسيط الذي خرج من بلده لا يملك شيئا سوى أخلاق سودانية متجذرة في أعماقه، الشيخ حسن أرباب مد الله في عمره، واقول له من هذا المنبر (كرى أنج نل وا ملن تنباب)
============================= الشيخ/ حسن أرباب ذاكرة الهجرة رصد رابطة أبناء دنقلا الكبرى بجدة
اليوم عزيزي القارئ ننقلك معنا في سياحة عامة الي وجدان رجل أوشكت سنوات هجرته أن تبلغ الثمانين، وهذه الثمانين التي تجاوزها عمره بمراحل لم تحوج سمعه إلى ترجمان كما فعلت بزهير بن أبي سلمي ولم تحوجه إلى صولجان (إن الثمانين وقد بلغتها أحوجت سمعي إلى ترجمان) ، بل استقبلنا هاشا باشا ممدود القامة، لم تغير الأيام شيئا من ملامحه الدنقلاوية العريقة، اللون القمحي الفاتح، القامة الفارهة، العرنين الشامخ، الابتسامة المشرورة على عوارضه الستة. وحين بسط يده المعروقة للسلام، شعرنا بأننا نصافح نخلة مشرئبة الأغصان ، ترفدها نيمة مترعة بالظلال، وليمونة عند (القيف)، .. هكذا بدا الشيخ حسن الأرباب من أول وهلة رجلا فرحا بالسنوات التي مرت من عمره، مزهوا بما قدم لوطنه، مشتاقا إلى أن يقدم له أكثر، فسرت في أوصالنا رعشة الحميمية، وأدركنا بأننا ماضون في مشوار بوح من نوع آخر ومن رجل ذي طراز مختلف، بدا وكأنه سفينة من نور في لجة من إشراق ، وقفنا إمام هالاته منبهرين مأخوذين بالبريق والألق ، لكنه سرعان ما مد ألينا (سقالة ) الحميمية وبسط لنا كف المودة والأبوة الحانية. ولأنه كان مشبعا بالأصالة، مترعا بالانتماء فقد أوينا إلى سفينته ليعبر بنا طوفان الزمان والمكان إلى عوالمه الخاصة، فالتحمنا في الأحداث التي جئنا مستفسرين عنها .. كان كأنه على موعد مع لقاء حافل فابتدرنا بالسؤال الأصعب والأهم عن غربتنا وموعد أوبتنا، أجبناه بأنها تجاوزت العقدين من الزمان، سأل: أهي هجرة منبتة أم مرتبطة بالوطن؟ أجبنا بأننا نزور الوطن مرة أو مرتين في العام. قال : أعرف أناسا ظلوا خارج وطنهم لعقود طويلة دون أن يفكروا بالعودة إليه رغم تعاقب الأحداث المهمة في أسرهم، ثم أردف : إذا لم يستطع الانسان حضور أهم الأحداث التي تمر بها أسرته مثل زواج بنت أو ولد أو حضور عزاء فلمن يدخر عمره، ولأية حادثة مهمة يؤجل عودته؟ نظرنا إلى بعضنا البعض بينما ظل هو يتمدد أمامنا حتى غطت قامته خريطة السودان، عندها بدأت أتفرس ملامحه بتركيز رأيت صورا شتي لأشخاص أعرفهم وملامح حبيبة تمر عبر نظراته العميقة الدلالة ، تبينت منهم الشيخ أحمد إبراهيم الأرساوي الذي كان منزله في جدة بعثة كاملة، والدكتور عبد الوهاب عثمان وهما يشبهانه في الخلق، ورأيت "السفير" عبد الحميد علي إبراهيم الذي يشبهه في العصامية والطموح =وهو من أبناء مشو يعيش في مدينة الرياض وقد أطلق عليه لقب السفير لدوره المميز في جمع شمل السودانيين عامة وأبناء دنقلا بصفة خاصة، وتاج الدين باجوري، وساتي صالح، وعبد الله حاج محمد توأمه في الإقدام ، ثم رايته وهو الذي لم يكمل مرحلة الكتاب يرافق الشنقيطي، والمحجوب وجمال محمد أحمد ومبارك زروق والزبير حمد الملك وغيرهم من أعلام بلادي، هذه اذن سياحة في سيرة الشيخ حسن ارباب، وهي سيرة وطن في أهم منعطفات تاريخه،وأعلى تجليات رجاله الذين صنعوا مجده، وهي ذاكرة الهجرة حين تسخر كل سنواتها في خدمة الوطن، حين بدأ الشيخ حسن البوح تداعت أحداث تاريخية مهمة، الحرب العالمية الثانية، العدوان الثلاثي على مصر، النكسة، استقلال السودان وافتتاح السفارات السودانية في أوربا، وتواردت سير رجال السياسة والاقتصاد، الملك فاروق، الأمير طوسون، الشنقيطي، عدنان خاشقجي، شارلي بونيه، نسيم جاعون ،أكرم العجي والقائمة تطول ، تعالوا معنا الى هذا الحوار الذي بدأناه في منزل وواصلناه في سياره ثم ختمناه في فندق الانتركونتنتتال على خاصرة البحر الأحمر بجدة مساء الأحد غرة شهر مايو 2011م، هذا البوح يأتي في اطار سعى رابطة ابناء دنقلا الكبرى بجدة الى التوثيق لأعلامنا الذين شرفوا السودان وحملوا اسمه عاليا في المحافل الدولية. الاسم والميلاد والدراسة اسمي الكامل/ حسن أرباب محمد على ارباب ، ينتهي نسبي الى الشيخ أرباب العقائد الذي يقال أن أجداده من منطقة حفير مشو، هاجروا الى المحس وأقاموا خلاوي هناك ثم استقروا في جزيرة توتي ، وهناك ولد الشيخ أرباب العقائد الذي انتقل من توتي ليؤسس الخرطوم، وقد تزوج أحد أحفاده من آل النميري وأنجب أجدادي، وكان جدى النميري الكبير مشهورا بالهيبة ومضاء العزم. ولدت في قرية ود نميري ثم انتقلت الى جزيرة الأشراف (جزيرة لبب) للدراسة في خلوتها الشهيرة على يد بعض المشايخ واشهرهم الشيخ فقير أحمد وشقيقه شيخ على فقيرتود، وكانت هذه الخلوة بمثابة المرجع الأعلى لخلاوي المنطقة ويؤمها طلبة العلم من شتى بقاع السودان ، لم استطع تكملة الدراسة وفق منهج الخلوة الصارم فهربت منها ويممت شطر المحروسة مصر في العام 1933م الطريق الى القاهرة : الانطلاقة الى مصر كانت من المحطة النهرية بدنقلا العرضي، وفي زماننا كان مسار البواخر النيلية من كريمة جنوبا وحتى كرمة شمالا ، سافرت بالباخرة حتى كرمة، ومنها عبر اللوري الى حلفا، وكان هنالك لوريا واحدا فقط هو الذي يخدم المسافة من كرمة الى حلفا في أربعة أيام عبر طريق شديد الوعورة، لا أذكر اسم صاحب اللوري لكنني اتذكر الشهر الذي سافرت فيه، يوليو من العام 1933م وأنا وقتها صبي أحلم بفضاء أوسع وبعالم منفتح ، كنت كمن يعاني من ضيق يكتم صدره وأنفاسه ، وصلت حلفا ، وأذكر أنه في حلفا كان يوجد الشيخ عثمان عبد القادر، أحد ابناء الزورات الذين هاجروا الى حلفا وأسسوا لأنفسهم مكانة وجاها، كان يمتلك بواخر لنقل الماشية الى اسوان بمصر، وعبر بواخره نقل كل أبناء المنطقة بالمجان الى مصر، وأذكر أنه كان رجلا فارع الطول معتزا بأصله ويسعى لخدمة أهله دون مقابل، وكان له ديم خاص بحلفا اسمه (ديم عثمان عبد القادر) . لم يكن السفر الى مصر وقتها يحتاج الى أوراق ثبوتية وتأشيرات، كل ما في الأمر كان على المسافر المرور عبر مكتب في حلفا للحصول على تصريح بالمرور، في هذا المكتب تصادف أن المسؤول به كان شرطيا برتبة "شاويش" اسمه (الكاشف) كان في منتهى الجلافة، يشتم كل من يتقدم اليه بألفاظ بذيئة دونما سبب، حين تقدمت اليه انتهرني قائلا (روح يا دنقلاوي يا ابن ال######) فما كان منى الا أن صفعته صفعة أطاحت به أرضا سجنت بسببها لمدة أسبوع في حلفا لم أخرج منه الا بواسطة أحد أقربائي ويدعى (خليلي) كان برتبة "بكباشي" توسط لى عند المفتش الانجليزي الذي أفرج عني لصغر سني، واذكر أن العسكري الذي استدعي للقبض على بعد صفع الشاويش أسر الي بالدنقلاوية قائلا (عفارم عليك .. الذي فعلته لم يفعله أحد من قبلك).. حصلت على التصريح المطلوب ثم دخلت مصر وظللت بدون أوراق هوية الى أن أفتتح (مكتب السنوسي) لتجنيد السودانيين في الجيش البريطاني في العام 1939م وكان هذا المكتب يقوم بتسجيل السودانيين وتثبيت تواريخ ميلادهم واستخراج وثائق ثبوتية من ادارة حكومية تسمي (مكتب وكالة السودان). كانت الوثيقة بمثابة جواز السفر، في هذه الوثيقة تم تقدير تاريخ ميلادي على أنه 15 أكتوبر 1926م. في مصر المؤمنة عند وصولى الى القاهرة أقمت لدى عمي محمد خير معروف في جزيرة الزمالك ، والتحقت بالكتاب في جامع السلطان أبو العائلة، ظللت هناك حتى قيام الحرب العالمية االثانية في العام 1939م مكتب السنوسي كان الانجليز يهتمون بالسودانيين ويحبذون تجنيدهم في قواتهم المسلحة ويرون أنهم من خير أحناد الأرض، لذلك افتتحوا مكتبا بالقاهرة باسم (مكتب السنوسي) لتسجيل السودانيين الراغبين في العمل في الجيش البريطاني والمشاركة في المعارك الدائرة في شمال أفريقيا، وقد التحق العديد من السودانيين بالجيش، وكنت أنا من ضمنهم، ذهبت الى شرق ليبيا، الى طبرق وبنغازي في معسكر للتدريب العسكري ، لم يرق لي العمل العسكري هناك، الا أنني استفدت من تلك التجربة بتعلمي مباديء اللغة الانجليزية من خلال تعاملى مع الضباط الانجليز، هربت من المعسكر التدريبي ورجعت الى مصر، الغريب في الأمر أنه لم تتم مساءلتي عن ذلك ، في العام 1950 التحقت بالعمل كسائق لدى رجل الأعمال اللبناني أكرم العجي ، وتوثقت علاقتي به، أكرم العجي ، رجل أعمال سوري حصل على الجنسية السعودية ، نفذ أعمالا تجارية عديدة في أوربا، وكانت معرفتي له وعملي معه هما المدخل الأهم في مستقبل أيامي، وبداية الطريق لمحطات مهمة في حياتي ، فقد انتقلت للعمل معه كسائق في باريس، ومكثت هناك أربع سنوات متواصلة، أتقنت خلالها اللغة الفرنسية، وتعرفت على معالم باريس وتغلغلت في أحشائها وتعاريجها المختلفة، وتكيفت مع أجوائها ، الأمر الذي منحنى المؤهل المطلوب للبقاء في أوربا لفترة أطول، عدت الى مصر مرة أخرى حين قرر العجي ادخال أبنائه في المدرسة الابراهيمية بمصر رغبة منه في أن يتعلم أبناؤه اللغة العربية وتفاديا لانغماسهم في الحياة الأوربية فقد كان رجلا شديد التمسك بأصوله العربية ولغته وعقيدته الاسلامية. خلال عملى مع العجي تعرفت على السفير العراقي نجيب الراوي، وكيل الملك فيصل بن الحسين ملك العراق آنئذ، الذى كانت تربطه علاقة صداقة وأخوة بالعجي ، وقد اصبح الراوي أول سفير عراقي في مصر أول أيان ثورة يوليو ، بل يعتبر من أفضل السفراء العرب ابان تلك الحقبة، وهو متزوج من سيدة فاضلة تنتمي الى أعرق الأسر العراقية، عائلة الداغستاني وتمت بصلة الى الزعيم العراقي نوري السعيد الذي تولى رئاسة الوزراء في العراق أربعة عشر مرة الى حين مقتله في العام 1958م. لم ترق لي الحياة في مصر عند عودتي من فرنسا بعد أن استهوتني الحياة الباريسية الى درجة الولة، لذا عملت كل ما في وسعي للعودة الي فرتسا وانتهزت فرصة تعيين السفير نجيب الراوي سفيرا للعراق في فرنسا لأعرب له عن رغبتي في العمل معه في فرنسا بعد أن استأذنت من السيد العجي ، وافق السيد الرواي وطلب مني أن اصطحب أثاث منزله الى فرنسا عن طريق الباخرة، وهكذا ذهبت للمرة الثانية الى فرنسا. كانت الرحلة من الأسكندرية الى مارسيليا تستغرق أربعة أيام ، ومن هناك الى باريس ، تم ذلك في العام 1954م وظللت أعمل معه الى العام 1956م ، العام الذي شهد العدوان الثلاثي على مصر، وهي أصعب فترة عشتها في فرنسا، للعداء الشديد الذي واجهه العرب وخاصة المصريون في أوربا، في ذلكم العام تم نقل الراوي سفيرا الى أنقره بتركيا، وطلب منى مرافقته الى هنالك لكنني رفضت وفضلت البقاء في باريس ، وعندها طلب الراوي من السفير السويسري القائم بأعمال السفارة العراقية بفرنسا أن يستوصي بي خيرا وأن يسمح لي بأن أظل مقيما في المنزل المخصص لي من السفارة العراقية الى أن استقر في عمل جديد. في تلك الفترة كنا خمسة من أبناء دنقلا بباريس، نجتمع يوميا في مقهى اسمه (لامونت) في قلب باريس ، أحدهم كان المرحوم زكي من أبناء مقاصر ، وهو أول من فارق جمعنا ذلك بالانتقال للعمل مع الأمير عبد الله شقيق ملك المغرب الحسن الثاني ، وقد ظل يعمل معه الى التسعينات، وهو أول سوداني يعمل في القصور الملكية بالمغرب، وكان رجلا فاضلا ، وسمعت أنه حين توفي بالمغرب نقل جثمانه من المغرب الى السودان بطائرة ملكية خاصة، والثاني اسمه مصطفي دكومه من أبناء الخندق، والثالث من القولد والرابع عثمان مدني من ابناء ملواد ، وكان معنا نوبي مصري اسمه النجار يعمل مع الأمير سعيد طوسون بباريس، وقد أصبح النجار هذا أول ضحايا حملات التعقييب التي كانت السلطات الفرنسية تشنها على المصريين انتقاما من مواقف جمال عبد الناصر المعادية للغرب. وشغر مكان عمله لدى الأمير طوسون .واحتاج الأمير طوسون الى من يحل محله، فتقدمت أنا الى تلك الوظيفة بمساعدة دكومه الذي كان يعمل معه، وهكذا انتهيت سائقا مع الأمير طوسون لمدة ثمانية اشهر، وطوال فترة عملى لاحظت بأنه كان منشغلا بكتابة مذكراته، كان حانقا جدا على الملك فارق ويعتقد بأنه اضاع الملكية في مصر بحماقته وانسياقه وراء اغراءات النفس والمجون، وأذكر أن الملك فارق جاءه ذات مرة من ايطاليا للسلام عليه، ووقف عند باب منزله، علم الأمير طوسون بقدومه وأرسل اليه من يخبره بأنه غير موجود، فعلم الملك فاروق بأنه غير راغب في لقائه فرجع أدراجه، كان للأمير سعيد طوسون أخوان آخران في باريس هما حسن وحسين، وكلهم أبناء الأمير عمر طوسون ، وقد سمى سعيد ابنيه (حسن وحسين) على أخويه، وما يزال أبناؤه يعيشون في فرنسا الى الآن الا أن أحوالهم المادية ليست على ما يرام ، وأذكر أن الأمير سعيد كان شديد الاعجاب بوالده كثير التحدث عنه، وهو محق في ذلك فلقد كان والده ملء السمع في مصر وصاحب اكتشافات تاريخية مهمة ويولي السودان اهتماما خاصا ، كنا نحن السودانيين في مصر نحفظ له ذلكم الموقف ، وقد توفي في العام 1944م عليه رحمة الله تعالى ، أما نجله سعيد الذي عملت معه فقد كانت فيه حماقة وبعض العبط، وكمخدم كان يحصى تحركات العاملين معه، لذلك لم يكن العمل معه مريحا ، فتحينت فرصة افتتاح السفارة السودانية عند نيل السودان استقلاله في العام 1956م، وعلمت أنهم يحتاجون الى سائق يعرف طرق وشوارع باريس فقدمت اليهم أوراقي. العمل في الممثليات الدبلوماسية بأوربا أصبح بشير البكرى أول سفير للسودان في فرنسا، وتزامن وصوله مع مرور السفير عثمان عبدالله حامد (شقيق على حامد الذى أعدم أثناء فترة الفريق عبود لمحاولته القيام بأنقلاب فاشل) الى ألمانيا لتسلم مهامه كأول سفير سودانى ، وكان بحاجة الى رجل يعرف ألمانيا ، فوقع الاختيار علي ، وهكذا ذهبت الى ألمانيا وساهمت في تأسيس أول سفارة سودانية ، اختيار الموقع ، وتأثيث السفارة ، ظللت أعمل في السفارة السودانية بألمانيا لمدة عامين حتى جاء السفير محجوب مكاوي، ولم ترق لى ادارته، ولم أكن على وفاق معه، فتركت العمل بالسفارة السودانية والتحقت بالعمل كسائق لدى أسرة الوزير المفوض بالسفارة الأمريكية بألمانيا، وكانت زوجته امرأة فاضلة، عملت معهم لمدة عامين حتى تم نقل مخدمي الى أمريكا، فطلب منى الذهاب معهم والعمل لديهم بالولايات المتحدة الأمريكية وقدم لي اغراءات عديدة من ضمنها أنني لن اشعر هنالك بالتمييز العنصري لكنني كنت مشدودا الى أوربا لم أرد مغادرتها، فما كان منهما الا أن حررا لي شهادة خبرة مفادها بأنني مؤهل للعمل في أية منظمة أمريكية، ثم علمت بأن سفارة دولة توغو الأفريقية تحتاج الى سائقين فتقدمت اليها وتصادف أن السكرتير الأول بالسفارة كان مسلما يدعى اسحاق، فما أن رآني الا واستدعاني وتوسط في توظيفي بالسفارة وعلى رأسها رجل من اشهر مواطني هذه الدولة الأفريقية يدعي (سافيه دو توغو) ، ظللت أعمل معه الى أن استبدل بآخر يكن كراهية شديدة للسودانيين ، فتركت العمل لديهم بعد سنتين ورجعت الى فرنسا في العام 1963 ، بعد أن زودتني سنوات اقامتي بألمانيا حصيلة وافرة من اللغة الالمانية فاصبحت أجيدها واتحدث بها كأهلها تماما. فرنسا مرة أخرى عدت الى فرنسا للعمل مع الملحق الثقافي في السفارة السودانية وكان يسمى شفيق سوقى، وكان متزوجا من ابنة السيد/ محمد صالح الشنقيطي ، السياسي المشهور وأول رئيس للجمعية التشريعية، وقد قابلته مرارا عندما كان يزور باريس، وتنقلت معه في أحياء باريس وهو يبحث عن الكتب النادرة يشتريها ويرسلها الى السودان، ورأيته يجيد كل اللغات الأوربية وبطلاقة، يتحدث اللغة الفرنسية بشكل مدهش عليه رحمة الله، وكذلك الأستاذ محمد أحمد محجوب، تجولت معه مرارا، وكان رجلا طويلا أنيقا في مظهره، لا يظهر الا بكامل هندامه ، محبا للجمال، وصنوه الأستاذ جمال محمد أحمد ، ما أن يراني حين قدومه الى باريس من لندن أو السودان الا ويبادرني بتحيته النوبية (اللو –مسكاجرو) عليه رحمة الله تعالى، ومبارك زروق، وغيرهم، اولئك كانوا عمالقة يشرفون السودان اينما حلوا وارتحلوا عليهم رحمة الله تعالى. عملت مع الملحق الثقافي الى أن قرر الذهاب الى السودان في عطلة، وفي تلك الفترة مر بباريس الأستاذ أبو القاسم محمد بدرى الذي كان يعمل ملحقا ثقافيا في السفارة السودانية بلندن "وهو رجل مثقف وأديب وأول مدير لدار النشر السودانية وله العديد من المؤلفات الأدبية"، وهو من جزيرة مقاصر وكان متزوجا من عقيلة القاضي عطية ابنة خالته ثم تزوج الثانية من آل (القوصي بدنقلا ) تمسك بي أبو القاسم للعمل معه طوال اقامته بباريس، وكنت قد عزمت على ألا أواصل العمل مع الأستاذ شفيق عند عودتهم من الأجازة، وبالفعل اعلنت استقالتي من العمل، لكنهم طلبوا منى توصيل سيارة أبي القاسم من ألمانيا الى لندن فانجزت المهمة ثم عرجت على منزل السيد/ عثمان محمد يوسف (عثمان سفارة) "وهو من ابناء قرية أوربي" للسلام عليه في منزله بشمال لندن، وهو منزل تزين جدرانه الأوسمة والتذكارات التي حصل عليها من الرؤساء ومنهم الملكة اليزابيث والنميري وغيرهما ، وأنا أعرف عثمان سفارة منذ زمن فهو قد هاجر الى لندن منذ العام 1945م عندما كانت بريطانيا تشجع هجرة مواطني مستعمراتها للقيام بالأعمال الشاقة في المملكة المتحدة، وقد عاصر عثمان سفارة كل السفراء الذين تعاقبوا على سفارة السودان بلندن منذ السفير عوض ساتي والى يومنا هذا، وهو يستحق لقب سفارة، لأنه كان بمثابة بعثة دبلوماسية كاملة لعلاقاته التي أسسها مع الادارات الحكومية والمستشفيات ودور العلاج والمؤسسات التعليمية، واهم عمل كان يؤديه هو أنه كان يجهز الموتي هناك وفق متطلبات الشريعة الاسلامية اما لتسفير جثامينهم الى السودان أو دفنهم هناك. كما كان أحد الأركان الأساسية في بيت السودان الذي أهداه السيد عبد الرحمن المهدي الى الجالية السودانية بلندن، لم أتمكن من مقابلة عثمان سفارة في زيارتي تلك لأنه لم يكن متواجدا بالمنزل. فعدت الى المانيا مرة أخرى للعمل مع السفير اللبناني، وكان متزوجا من سيدة بريطانية ثرية، في تلك الفترة عاد السيد أكرم العجي الى فرنسا وأفتتح مكتبا تجاريا شراكة مع السيد عدنان خاشقجكي ، وظل يسأل عني باستمرار حتى أرشده الى مكاني ابن خالتي السيد أمين، فألح على بأن أعمل معه فأنهيت خدمتى مع السفير اللبنانى وعدت مرة أخرى الى باريس ومنها الى سويسرا فى عام1974 حيث قام بشراء قصر لصاحب السمة الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام فى جنيف، كنت أقيم فيه وأقوم على خدمته وضيوفه عند زيارتهم لجنيف. وقد تمكنت من خلق علاقات طيبة لأناس من مختلف الجنسيات واصبحت اول رئيس للجالية السودانية فى سويسرا حتى مجئ حكومة الانقاذ،فاكتفيت بالرئاسة الشرفية للجالية شخصيات في محطة سويسرا أثناء عملي في جنيف، وبحكم موقع هذه المدينة وأثرها في السياسة العالمية، قابلت العديد من الشخصيات المهمة واقمت علاقات معهم ، منهم الرئيس البشير وقد زارنا مرة واحدة قدمت اليه خلالها خطابا يحوى أهم طلبات السودانيين المقيمين بأوربا وهي معاناتهم من صرف معاشاتهم عند عودتهم الى السودان، اذ يتطلب الأمر حضورهم بأنفسهم الى أوربا لصرف المعاشات، بينما الدول الأخرى أستطاعت عبر دبلوماسيتها وعلاقاتها مع الغرب تحويل المعاشات الى مواطنيها في بلدانهم، هذه قضية تؤرق المقيمين في أوربا، كما أن الرئيس نميري بحكم قرابته لي كان يكثر من زيارتي والاقامة معي في جنيف من الشخصيات التي كانت تزورنا أيضا الشيخ الزبير حمد الملك أول ناظر خط في دنقلا، وهو الذي عرفني بعالم الآثار السويسري شارلي بونيه، الذي دعاني الى منزله الريفي عدة مرات، وهو من اسرة تعمل في الزراعة، يعشق السودان، ويتحدث اللغة النوبية. من الشخصيات المهمة التي قابلتها عن طريق الصدفة في سويسرا رجل الأعمال اليهودي نسيم ديفيد جاعون، كنت ذات أمسية في أحد المراكز التجارية الكبيرة بجنيف فاذا برجل يربت على كتفى، ولما التفت اليه سألني: هل أنت سوداني؟ قلت نعم، قال لي (أنا ايضا سوداني) ، وعلمت فيما بعد أنه يهودي من مواليد الخرطوم في العام 1944م، وهو مليونير صاحب شركة نوقا التي تمتلك سلسلة من الفنادق اشهرها فندق (نوقا هيلتون) ، وهو من أشهر فنادق جنيف يطل على بحيرة سويسرا ويؤمه السياح وخاصة الخليجيون، وهو ايضا ناشط في المنظمات اليهودية العالمية ، ويحب السودان جدا حتى ان معظم العاملين معه في فندق نوقا هيلتون كانوا من السودانيين، أقام معنا علاقات طيبة، ولاحظنا أنه على الرغم من أن الفندق ليست به ساحة للصلاة، الا أنه كان يخصص لنا مساحة في بهو صالة الاستقبال لنصلى فيها عندما يحين وقت الصلاة.
أوربا والوجدان الوطني الهجرة الى أوربا تختلف عن الهجرة الى المناطق الأخرى من العالم، لكون أوربا تتيح اقامة دائمة تفرض أحيانا اندماج الأبناء في المجتمع الأوربي خاصة أولئك الذين تكون أمهاتهم أوربيات، في العام 1958م ذهبنا الى معرض في بروكسل ببلجيكا، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها السودان في معرض تجاري دولي بهذه المدينة، رأيت أثناء تجوالي في المعرض سودانيا طويل القامة ممتليء الجسم في العقد السابع من العمر اسمه مسيو عثمان يتميز بشلوخه الواضحة على خديه، استأذنت من السفير الذي كان برفقتي وذهبت اليه لأنني توسمت فيه بأنه من دنقلا، وجدته بالفعل من أرقو، تجاذبنا أطراف الحديث فقال لى أنه هاجر الى فرنسا في العام 1914م عن طريق مصر وكان يعمل في الجيش البريطاني قبل مجيئه الى أوربا ،وتزوج من فرنسية وأنجب منها ولدا، ثم رحل الى بلجيكا وتزوج من فتاة بلجيكية وأنجب منها ولدا آخر، أما ابنه من الزوجة الفرنسية فقد تدرج في الوظيفة الحكومية حتى بلغ درجة وكيل وزارة وكانت تربطه علاقة صداقة مع سفراء السودان بفرنسا الذين كانوا يحرصون على دعوته في كل المناسبات الوطنية السودانية. بباريس أما الآخر من أم بلجيكية سمعت بأنه سافر الى أرقو بحثا عن اقربائه ولم يعثر على قرابته فعاد الى ألمانيا، خلاصة الموضوع ان المسيو عثمان البلجيكي المشلخ استقر في بروكسل التي افتتح فيها متجرا كان يعمل فيه برفقه أبنه، وتوفي في العاصمة البلجيكية. نموذج آخر لسوداني قابلته صدفة عند خياط يهودي، رجل مربوع القامة في العقد السابع أيضا، لم يطلعني على شيء من اصله سوى أنه سوداني على الرغم من أننا تقابلنا أكثر من مرة. رفضت جنسية أوربا لأنني لم أرد تزوير تاريخي، وعلى الرغم من أن أولادي الستة، وبناتي الخمس ولد بعضهم في ألمانيا والبعض الآخر في سويسرا الا انني حرصت على أن يعودوا ليترعرعوا في السودان ليستقروا فيه الأمر الذي يسر أمر عودتي الى وطني دون أن تتنازعني رغبتي في العيش في وطني وانتماءات ابنائي، عدت الى السودان لأعيش في ربوة بأعلى قرية ود نميري، أطل منها على النيل الذي يشق طريقه وسط زحف صحراوي فيبدو قصر جدى النميري شامخا على الشاطيء واحس بأنني كما ذلكم القصر استطعت أن أقاوم وبشدة الزحف الأوربي الذي حاول التسرب الى حياتي طوال تسعة وسبعين عاما هي عمر هجرتي .. اشعر الآن بأنني حققت ما عجز عنه الكثيرون ، لأنني كنت على صلة دائمة بالسودان، أعود كما بدأت، وكل ما مر بي من مناظر خلابة ، وانفتاح حياة ليس لها حدود، وحرية رأي وتعبير ، وجمال طبيعة، استخلص منها ما ينفعني في هذا الوطن الذي تبدأ منه الأشياء واليه تعود . هكذا الوطن يظل لحنا أبديا لا يشوشه بعد وافتراق مهما طال الأمد وهكذا أبناء الوطن في الخارج نجوم زاهرة ولآلئ متناثرة فهلا من غواص يجمع شتاتها ويبرز أصالتها ونفاستها لأبناء الجيل الحاضر ليكونوا لهم نبراسا وأنموذجا صادقا سواء قرروا تكرار رحلات الغربة كأسلافهم أو البقاء معززين مكرمين في ربوع الوطن بين الأهل والأحباب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأستاذ على عبد الوهاب عثمان (الأرتاوي) يقدم ملامح من حياة الجزر في دنقلا
==================== الحلقة الأولى
التدين عند النوبة فطري .. وقد جبل انسان على التمسك بمكارم الاخلاق وهي لب الديانات .. وكل العبادات التي يقوم بها الانسان هي للوصول الى مرتبة الأخلاق العالية والسلوك القويم . . وكان اظهار التدين بإطلاق اللحية او حمل السبحة خارج المسجد نوعا من السلوك المستهجن .. والاكثر استهجاناً كان اطلاق اللحية حيث كانوا يعتبرون ذلك نوعا من عدم الاعتناء بالمظهر العام، بدليل انهم كانوا لا يذهبون الى صلاة الجمعة إلا بعد تنظيف الوجه من اللحية .. وكنا نشاهد ونحن في مقتبل العمر أن المساجد المنتشرة داخل القرى ( في كل ساقية مسجد صغير.. او مسيد ) .. لم يكن الناس يصلون الاوقات الخمسة فيها، ولم يكن هناك اذان للاوقات الخمسة .. كنا نسمع الاذان مرة واحدة فقط في الاسبوع لصلاة الجمعة في المسجد الكبير بالقرب من دائرة الادريسي في منتصف جزيرة ارتقاشا وفي رمضان لاعلان وقت الافطار وصلاة الفجر .. حتى اننا عندما نريد ان نتخبيء لأي سبب كنا نتجه الى المسجد ونعتبره منطقة معزولة .. أما باقي ايام السنة فكان المسجد يستخدم لاغراض الاستراحه والنوم اثناء النهار لأن بيوت الجزر احياناً تكون ضيقة لعامل الورثة والتكدس في ارض ساقية واحدة ولا امتدادات طبيعية مثل الشرق والغرب .. فكان الرجال غالباً ما يتركون المنزل للحريم ويتمددون داخل المساجد خاصة وان التصميم الهندسي للمسجد يساعد على التهوية والراحة .. كنت اذكر ان خالي احمدون واخاه النور كانا يقضيان معظم وقتهما ( القيلولة) في سقيفة المسجد وهي عبارة عن مظلة (كري) طويلة معروشة بجريد النخل ( كورسيه ) وبداخلها بعض ازيار المياه ..كان خالي رحمه الله يأتي ( بالعشميق ) وطشت الماء لابقاء العشميق داخله .. ويقوم بفتل الحبال للبهائم ثم يغفو قليلاً ويذهب بعد ذلك الى وردية العصر ( عصر تتي tati ) وهو حالياً فترة الدوام المسائي .. أما خالي النور فكان دائما ما يسبب بعض الازعاج للخال احمدون بطرقات مضربه الخشبي على الحلفاء لتليينها الحلفا او همبرتيه كما في الدنقلاوية ) لأن النور كان ذا عقل تجاري ويقوم بصناعة الحبال من ( الهمبرتيه ) لغرض تجاري وزيادة الدخل .. كان حال المسجد في ذلك الزمان بهذه الصورة النمطية ورغم طيبة وشهامة واصالة هؤلاء إلا ان الوعي الديني لم يكن بالصورة التي نشاهدها اليوم .. ولم نكن نشاهد احداً يصلي في المسجد خلال الايام العادية إلا بعض اخواننا التكارين ( كلودي ) وكان هؤلاء القوم هم بائعي العطور المتجولين في القرى وكان المسجد استراحتهم وكان من النادر ان تجدهم في جزيرة مثل ارتقاشا لأن زمان كان ريس المركب لا يدخل الغريب الى الجزيرة إلا بكفالة شخص ( تماماً مثل التأشيرات بمصطلح اليوم ) .. وبالنسبة لوضع المسجد كان أي تحرك غير هذا الروتين المتبع يومياً يبعث على الشك وخاصة لدى امهاتنا .. فإذا وجد ان احداً ينظف المسجد ويعتني به فمعناه ان هناك تلغراف او خبر ( وفاة ) ويدور الهمس وسط النساء في القرية وتستعد كل واحدة بإطعام اولادها وتجهيز ( التوب على حبل الغسيل ) والاستعداد للانطلاق مع اول نداء من الـناعي ( كوبدر ) .. رحم الله هؤلاء رحمة واسعة وجعل مثواهم الجنة لقد كانوا انقياء بالفطرة لانهم عاشوا في مجتمع تيسوده القيم النبيلة ويتحكم فيه قانون العيب والرجولة .. أما اليوم فقد تزينت المساجد وصارت في جمال وبهاء ونظافة وصفوف الصلاة في كل الاوقات والاجمل ان معظم مرتادي المساجد اليوم من الشباب وفي الاوقات.. واصبحت بها لجان للتوعية ومساعدة الفقراء واصبحت الحاضن الرئيسي للمجتمعات .. ولله الحمد والمنه .
على عبد الوهاب عثمان جدة- هاتف جوال 0544068026
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل عام وأنتم بخي(بالعربي)و""كري آنج نلوى"بالدنقلاوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
نواصل مع الستاذ على عبد الوهاب عثمان وأحاديث رمضان والعيد في ارتقاشا =========================
جدنا سعيد وصحوة الاسلامية في القرية بقلم/ على عبد الوهاب عثمان
قدم جدنا سعيد ( رحمه الله ) مصر مع زاد من العلم والمعرفة اكتسبه من خلال وجوده هناك وأذكر ان جدنا هذا كان فيه الصلاح وطيلة حياته لم اراه متهتكاً او متجاوزاً اي من الخطوط الاخلاقية في زمن كانت الفوضى متاحة للجميع ولكن بقدر وايضاً بممارسة اخلاقية وسلوكي رجالي حتى في حالة اللاوعي بفعل ما كان هو متاح في ذلك الزمان .. وبمجرد قدومه حاول كثيراً مع الخال النور واحمدون وكان يستهجن ان يحول هؤلاء المسجد الى متنفس اقتصادي ( لفتل الحبال ) وترويحي للنوم في راكوبة المسجد ذات الهواء الطلق .. وجدنا سعيد بجلابيته المخططه او ماكان يسمى ( الغزلي ) وكانت جلابية مصرية معروفة في مناطقنا .. يطل عليهم في منتصف النهار وقت القيلولة .. وهؤلاء القوم يريدون فترة استراحة قصيرة استعداداً للوقت المسائي من العمل وجدنا سعيد ليس له عمل او زراعة ولكن له من الورثة ما يكفيه .. والغريب ان اهلنا كانوا يعتبرون من يسافر الى مصر ويجلس لفترات طويلة كأنه لا يفهم ما يجري في القرية وكأن اي خروج عن النظام المتبع في القرية يجعل صاحبه غير منسجم معهم فكانت عبارة ( مسري درويش ) .. أذكر كما اليوم كيف دار النقاش بين احمد والنور وجدنا سعيد .. يرفع سعيد صوته .. وبسؤال مباشر يقول لهم .. لماذا لا تصلون .. الصلاة فرض .. ولا يجوز النوم داخل المسجد بدون اداء الصلاة .. انتظرت اجابة اخوالي فإنبرى خالي النور يبرر لهذه الحالة بطريقة غريبة جداً .. فاجاب (( شوف يا عمي سعيد .. نحن اناس جبلنا على الشقاء والعمل المستمر طوال اليوم .. وربنا يعلم اننا متعبون .. والصلاة هي لهؤلاء الجماعة المرتاحين من امثالكم وامثال عمنا علي محمد خير .. )) ضحك سعيد واصبح يشرح لهم ماهية الصلاة .. فقط بقي لي أن افكر في اجابة ( اخوالي ) فعمنا علي محمد خير رجل مقتدر وسمد ساقية وابنائه يرسلون له المصاريف من مصر كما ان له ورث مقدر ونخيل والابقار .. فكانت فلسفة ( خالي ) أنه لا ينكر الصلاة بل يعتبرها ممارسة لمثل هؤلاء الارستقراطيين والبعيدين عن الشقاء .. فقط للمرتاحين .. فبالطبع اذا نظرت لتبرير الرجل من ناحية تجد انه استنتج هذا الموقف من محض فكره واسنتاجه الخاص وكان وجود جدنا سعيد احدث تغيير في مجتمع القرية ونهض بالجانب الروحي .. بدأ يضيق الخناق على الخال احمدون والنور .. وجمعهم يوماً لصلاة العصر ووقف اماماً لهم .. وعند السجود اطال في السجدة .. تضايق النور وكان اكثر اجرأة على جدنا .. أما احمدون فكان دائماً صامتاً وكان لديه قوة جسمانية وسعة صدر يمكن ان يستوعب اي وضع يحدث امامه .. وكان هؤلاء القوم مرتبطون بوقت معين لاطعام البهائم وسقايتها وهم يعلمون ذلك تماماً من خلال امتداد الظل وهو المصدر الوحيد للتوقيت ومعرفة الزمن .. وعندما اطال جدنا السجود رفع النور رأسه وقال لاخيه احمد ( قول لي عمنا سعيد .. نحن عندما بهائم لازم نغير مكانهم من الظل للشمس .. وكمان قول ليه نحن ناس طعامنا بليلة لا نستطيع ان نفضل في هذا الوضع طويلاً وإلا سوف نحدث مشكلة .. ) والمعروف ان آكلي البقوليات معدتهم نشطة ولا يستطيعون الاحتفاظ بالوضوء طويلاً .. رفع احمدون رأسه من السجود وجدي ما يزال ساجداً واجابه ( بالموافقة وانه قادم عندما ينتهي من الصلاة ) .. وبعد ان دار هذا الحوار وفارق النور المسجد واصل احمدون الصلاة .. وكالعادة فقد نقل الخبر الى السيد الادريسي الذي اخذ على جدنا سعيد ووصاه بتخفيف الصلاة على هؤلاء ..
| |
|
|
|
|
|
|
|