|
|
 مكـاتـب الـزواج.. تجـارة بالشبـاب ام حــل لمـشـكـلـة الـعـنـوسـة؟!
|
مكـاتـب الـزواج.. تجـارة بالشبـاب ام حــل لمـشـكـلـة الـعـنـوسـة؟!
بتاريخ : الأحد 31-07-2011 08:52 صباحا
المصدر - الانتباهة
تحقيق: هنادي عبد اللطيف ـ صفاء مدثر
«س» فتاة في الثلاثين من عمرها متوسطة الجمال متعلمة وتحمل شهادة جامعية حكت لها صديقتها عن وجود مكتب لطلبات الزواج، ذهبت إلى أحد المكاتب وبعد أقل من أشهر تزوجت من «ع» عن طريق ذلك المكتب فهو شاب متعلّم وغني ووسيم، ولكن بعد ثلاثة أشهر من الزواج انقلبت حياتهما رأساً على عقب، فمظاهر الشاب الخارجية التي انبهرت بها وأغرقتها في حبه اتضح أنها كاذبة ومزيفة، فهو كان يمثل عليها دور الغني فالسيارات التي كان يقودها اتضح أنه كان يستلفها من أصحابه إضافة إلى أنه يأتي في ساعات متأخرة من الليل مخموراً ويقوم بضربها.. لم تتحمّل «س» أكثر من هذا فطلبت منه الطلاق ولكنه رفض متعللاً بأنه لم يرغمها على الزواج منه.. بل ووصل إلى معايرتها بأنها ليست «بنت ناس» لتذهب إلى مكاتب الزواج لطلب عريس.. الأمر الذي أثّر في نفسها وأُصيبت إثره بصدمة عنيفة أخذت وقتاً كبيراً لتتعالج منها، وبعد مفاوضات وإلحاح من المقربين من الطرفين تم الطلاق بعد أن تنازلت عن كافة حقوقها، وذلك الشرط الوحيد الذي أصر عليه... هذه واحدة من قصص الزواج عن طريق مكاتب الزواج التي انتشرت في الآونة الأخيرة وبأعداد كبيرة فما مدى جدية ومصداقية هذه المكاتب؟ وما هو مدى تقبل المجتمع لفكرة الزواج عن طريق مكاتب؟ وما رأي الدين حول هذا الزواج؟ وما هو رأي علماء الاجتماع وإلى أي مدى يكون الزواج ناجحاً عبر هذه المكاتب؟ وهل يمكن أن تقضي على مشكلة العنوسة؟ هذه التساؤلات وغيرها سنحاول الإجابة عنها عبر هذا التحقيق:
طريقة عمل المكاتب
انتشرت في العاصمة في الآونة الأخيرة مكاتب الزواج تحت أسماء عديدة تدل على عمل هذه المكاتب، وهو إيجاد شريك الحياة بالنسبة للجنسين.. بعد جولة شملت عدة مكاتب منتشرة في العاصمة اتضح أن بعضها مرخصة تحت مسميات أخرى مثلاً «... للخدمات» وبعد أن وصلنا إلى هذا المكتب سألنا إحدى الموظفات عن اسم المكتب الذي لا يدل على أنه مكتب لطلبات الزواج فأوضحت أن هذا المكتب افتُتح في البداية للخدمات بأنواعها مثل التأمين وبعض الخدمات، ولكن المكتب يعمل على اختيار شريك الحياة بالنسبة للجنسين.. لاحظنا عند دخولنا لهذا المكتب وجود موظفتين وثلاثة شباب اتضح أنهم أتوا لاختيار شريكة حياتهم من هذا المكتب، وعندما سألنا إحدى الموظفات عن طريقة عمل مثل هذا المكتب قالت افادة بأن الفتاة تحضر للمكتب المختص و تقوم بملء استمارتين الأولى بها كل المعلومات التي تخصها بالتفصيل بالإضافة إلى مواصفات الشريك الذي تبحث عنه وثمن الاستمارة يبلغ خمسة وعشرين من الجنيهات، أما الإستمارة الثانية فهي خاصة بإدارة المكتب وتحتوي على عنوانها و طريقة الاتصال بها وهي سرية لا يمكن لأحد الاطلاع عليها إلا بموافقتها.. بعد ملء الاستمارة يأتي دور الشباب وتقدم لهم الاستمارات ليختار التي بها المواصفات التي تناسبه وعند وقوع اختياره على استمارة شخصية بعينها تقوم الإدارة بالاتصال بصاحبتها وإخطارها ويتم بعدها التنسيق معهما للقاء في المكتب، وإذا اتفق الطرفان يتم الزواج وأضافت الموظفة بمكتب خدمات الزواج قائلة إن المكتب يقدم العديد من المساعدات للشباب في هذا الجانب وقد تمت خلال ثلاثة أشهر فقط أكثر من اثنتي عشرة زيجة.
خداع وكذب
عمار محمد علي «موظف» يحكي تجربته مع هذه المكاتب، ويقول: قرأت في إحدى الصحف الإعلانية إعلانًا عن مكتب للزواج، ومن باب الفضول لمعرفة كيفية التقديم لهذه المكاتب قمت بالاتصال هاتفياً بهذا المكتب وردَّت عليّ موظفة وأخبرتني أن الفكرة بسيطة تطلع على إستمارات الفتيات وعليك أن تختار من تناسبك وعقب مضي يومين ذهبت إلى العنوان الذي وصفته لي وهو في وسط الخرطوم وعند دخولي المكتب كانت هنالك موظفتان استقبلتاني بكل ترحاب ولطف وأخبرتاني أن الاطلاع على الاستمارات يتم بدفع رسوم وقدرها «30» جنيهاً وبالفعل دفعتها وتم إحضار خمسة استمارات لم أجد ما أبحث عنه واخبروني أن آتي بعد أسبوع للاطلاع على استمارات جديدة، وبالفعل بعد أسبوع ذهبت إلى المكتب ولكن كانت المفاجأة أنه مغلق والتلفونات مغلقة أيضًا وعندما سألت أصحاب المحلات التي تجاور هذا المكتب أخبروني أن الكثير أمثالي انخدعوا من هذا المكتب وأتوا ليسألوا ووجدوه مغلقاً.. حينها أيقنت أنني وغيري تعرضنا لأكبر عملية خداع بسبب هذا المكتب.
|
|
  
|
|
|
|
صلاح غريبة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست