|
التحفة السّنيّة في أخبار الطائفة الانبطاحيّة
|
التحفة السنيّة في أخبار الطائفة الانبطاحيّة ( 1 ) هاشم الإمام
أخي الكريم الفحل بن أبي الفحل - حفظه الله وعصمه من الزلل - أمّا بعد فقد سألتني -رحمك الله – أن أُصنِّف لك رسالة في أخبار الطائفة الانبطاحيّة ، أكشف فيها أمرها ،وأسبر غورها ، إلا أنّ مكابدة العيش شغلتني ، وعن كتابة متنها ألهتني . وما كنت أعلم خطر هذه الطائفة على البشر ، وطمس السجايا فيهم والفِطَر ، حتى قدمت إلى قصبة بلاد العم سام ، فوجدت هذه الطائفة قد اتّخذت منها دار مقام ، تبث منها دعوتها ، وتنشر فيها بدعتها ، وقد لبّسوا على العامة فنصروهم ، وغرّروا بالغِلمة فاتّبعوهم ، اجتمعت إليهم أخلاط من الأمم ، وفُتِنت بهم نساء العُرب والعجم ، يبشرونهم بانحسار الفحولة ، وطلوع فجر الأُنوثة ، فانتقلت القوامة من الرجال وانتهت إلى ربات الحجال ! فلما رأيت هذه الفتنة الهوجاء والضلالة العمياء ، قوي عزمي ، وانقدح زناد فكري ، فأمليت هذه الرسالة البهيّة وسميتها " التحفة السنيّة في أخبار الطائفة الانبطاحيّة " جواباً عن سؤالك وشكراً لرفدك وعظيم نوالك . ولعلك يا أخي تعجب كل العجب إذا علمت أنّ بعض أعضاء هذه الطائفة عُزَّاب ، يصدق عليه قول أهلنا في السودان ومثلهم المضروب في الختان ، واكتفي فيه بالتلميح دون البيان خوفاً من جماعة حقوق الانسان ، فقد شكوا شيخ الأزهر ؛ لأنه أفتى بوجوب الختان على الصبايا والغلمان . أبعد هذا من عجب ! وهل خلقنا في هذا الزمان إلا لنعجب ؟ ومن ترك القدرة على العجب فقد هلك ، وقديماً قالت الحكماء :" أعجب من العجب ترك التعجب من العجب " وسئل شيخ هرم :أيّ شيء تشتهي ؟ قال : أسمع بالأعاجيب ! ورحم الله الشاعر الفارس علي بن الغدير الغنوي فقد عبّر عن هذا المعنى فقال : وهُلك الفتى أن لا يراح إلى الندى وأن لا يرى شيئاً عجيباً فيعجبا هذا وليعلم المتربصون ، النّهازون للفرص ، الصائدون في الماء العكر أنني ضد خفاض النساء منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، ولكني أرى أنه ظاهرة اجتماعيّة لا تحارب بسن القوانين ولا بحمل اللافتات و الهتاف ضد الحكومات . أقول مستعيذاَ بالله من العي والحصر ومن السلاطة والهذر ، وقديماً استعاذ منهما الجاحظ ، إنّ الأصل اللغوي للفظة " الانبطاحيّة " من قولهم : بطحه على الأرض فانبطح ، وقد كان الرجل منهم ينبطح على الأرض مقبلاً البطحاء بين يدي زوجته ، معلناً أنه لها مملوك كما تفعل السُوقة بين يدي الملوك ، وقد كان لبطحاء مكة مزيّة خاصة ؛ ولذلك قالوا : حبذا بطحاء مكة ، وكان القرشيّون يُسمَوْن أهل الأبطح :
لنا نبعة فرعها في السماء ومغرسها سُرّة الأبطح وهم قريش البطاح والأبطح وبطاح بُطْح : واسعة عريضة ، وانبطح السيل : اتّسع مجراه ، قال ذو الرّمة : ولا زال من نوء السماك عليكما ونوء الثريا وابل متبطح وتبطّح فلان : تبوأ الأبطح هلّا سألت عن الذين تبطّحوا كرم البطاح وخير سُرّة وادي ولا يخفى عليك انتقال الدلالة من الحس إلى المعنى إذ أصبحت الانبطاحيّة تشمل كل مظهر من مظاهر خضوع الرجل للمرأة . الانبطاحية قديمة قدم البشريّة ، مستكنة في بعض النغوس جارية منها مجرى الطبع والسوس ، وقد زعمت يهود في بعض أسفار العهد القديم أنها إلى أبينا آدم ، عليه السلام ، تعود ، إذ أغرته حواء فأوردته موارد الشقاء ، فكانت سبب هبوطه إلى الأرض من السماء . ولا يصح هذا الزعم في دين الإسلام ، وما ورد في الآثار المروية عن التبي عليه الصلاة والسلام ، فقد نسب القرآن الذنب إلى آدم فقال :" وعصى آدم ربه فغوى " وزعمت غلاة المنبطحة أن الشيطان الذي وسوس لآدم أنثى ، وأن الشجرة المذكورة في القرآن رمز الأنوثة والإغراء ، وأن هذا الشيطان قد قصد آدم دون حواء لعلمه أنها ذات مكر ودهاء ، ولهذا ظن بعض العرب - وبعض الظن إثم - أن المرأة والشيطان سواء ، قال شاعرهم : إنّ النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين ولولا أن آخر قال : إنّ النساء رياحين خُلقن لنا ومن منّا لا يشتهي شمّ الرياحين لكانت العرب اليوم في أمر ضيّق من منظمات النساء واتّحاداتهن . وأما كناية العرب عن النساء بالأشجار ، فقد تواترت به الأخبار ، قال حميد بن ثور الهلالي : وهل أنا إن عللت نفسي بسرحة من السرح مسدود علىّ طريق أبى الله إلا أن سرحة مـــــالك على كل أصناف العضاه تفوق وتشبيه النساء بالشجر في اللين والخصوبة والقوامة كثير في آداب البلغاء ، وقوافي الشعراء ( انظر المرشد / عبد الله الطيب ) ، قال عبيد بن الأبرص : كأنّ ظُعْنَهُمُ نخل موسّقة سود ذوائبهابالحمل مكمومة
وللحديث بقيّة
|
|
|
|
|
|