|
|
|
 Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
ولمّا نكد نودع رمضان الماضي بعدُ، فلقد ذهب سريعاً كما أتى!
وهكذا صار حال رمضان في الآونة الاخيرة، يأتي سريعاً، يُغالب الشوق والحنين،
ثمّ لا تمضي من وجوده بيننا بضعة أيام، حتى يسارع بالفراق؛ غضباً واستنكاراً لحال المسلمين،
أنّهم لم يعودوا يحتفون به الحفاوة التي يستحقُّها، ولا عادوا يوفون أيامه ولياليه
ما يستحقّه من الاهتمام، عبادةً ورعايةً في ظلال القرآن!
فبعض المسلمين هدانا الله وإيّاهم اصطنعوا مع عبادة الصيام، حيلة اليهود يوم السّبت،
فإذا ما طلع فجر يومٍ جديد من أيام الصيام، ألفاهم نائمين، قد أجّلوا كلّ صنائعهم وأعمالهم،
إلى فترة المساء، فهم راقدون تحت التكييف، وليتهم مع ذلك حافظوا على إقامة الصلوات،
بيد أنّ كثيراً منهم يغطّ في نوعٍ عميق، وهو يحتضن صلوات الفجر والظهر والعصر،
كلها أو بعضها! حتى إذا كان أذان المغرب، نهضوا من سباتهم، وبدأوا يمارسون حياتهم
بكلّ عنفوان، فهذه الوجبات الثلاثة كما هي، والموائد عامرة بألوان الطعام!
وليالي رمضان عامرة بكلّ ما هو مثيرٌ وممتع من البرامج الفنية والثقافية،
والفضائيات قد تزينت لروّادها!
فصار رمضان والقرآن في خبر كان!
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
أخي هأنذا وهأنتَ،
يحتمل كلٌّ منّا في صدره ركام الماضي من الخطايا والخطيئاتِ،
يُثقّل خطاه ويعوقه عن الانطلاق من أجل تحقيق آماله ومطامحه!
في مسيرةٍ تسير بين اليأس والإحباط، تنازلنا فيها عن الكثير من أحلامنا
بسبب سيطرة اليأس علينا، وإطباقه على وعينا!
والآن،
هذا رمضان قد جاء، موسماً للتغيير، يعدنا فيه ربُّنا سبحانه وتعالى
بالمغفرة التامة للذنوب، والثواب الكبير!
ما أعظم هذا الموسمَ، يُتاح لك في ختامه أن تتخلّص من كلّ ذلك
الرُّكام الّذي يُثقّل خطواتك في طريق هذه الحياة!
وأن تقف على قاعدة صلبةٍ،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
والغريب أنّ هذه الثمرة ينال منها حتى غير المؤمن
لو أنّه التزم بالصيام وضوابطه،
ونحن نعلم أن كثيراً من المذاهب الإنسانية البحتة،
تدعو إلى اصطناع بعض الرّياضات
وانواع السلوك، فقط ليستطيع الإنسان من خلالها
أن يُسيطر على ذاته، ويسترد حرّيّته
ويفُكّ أسره، إذ صار متّبعاً في حياته لمحض الهوى والشهوة،
ولم تعد تحرّكه القيم الإنسانية الكبيرة،
اللهمّ إلا أن يتّخذها ستاراً لمآربه ونزواته وشهواته التي يُشاركه
فيها الحيوان!
ألا إنّ رمضان موسمٌ للإنسانيّة،
كي تنتفض على قوى الشهوات المسيطرة على حياتنا!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
ما الّذي ينبغي على الصائم أن يفعله؟
طبعاً، أن يمتنع عن شهوتي الطعام والشراب، ما بين أذاني الفجر والمغرب،
ثمّ أن يصبر على هذا الامتناع والكفَّ والعمل الإراديّ الذي قام به،
من أجل تحرير نفسه من الشهوات!
ثم أن يتطلّع إلى أن تكون هذه الحالة النفسية المتوفّزة المنفعلة، مناسبةً لاستثارة
المعاني الكبيرة في صدره، معاني المواساة والشعور بمعاناة الآخرين،
وليبدأ في ذلك بأقاربه وذوي رحمه!
ثمّ يعلو إلى قمّةٍ أخرى، يستشرف منها على حياته الماضية، يضعها في الميزان،
ويُفكر بجدّية فيما ينبغي عليه أن ينفذه من القرارات المؤجلة، وما ينبغي عليه أن يستثيره
من الآمال المؤودة والفرص المفقودة!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
رمضان لو أنّه محض فكرةٍ بشريّة؛ لكان فكرةً عبقريّة!
بيد أنّه تقديرٌ إلهيٌّ،
ودعونا نسمع البيان الإلهيّ الّذي صدر، بصوم رمضان ماذا يقول:
يقول الله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم}
فليس هو أمراً جديداً، بل هو ممارسة تعرفها كلّ الأمم السّابقة،
{لعلكم تتّقون} فالهدف هو تحقيق حالة التّقوى!
وحالة التقوى، يخطئ الكثيرون في فهمها!
وذلك من باب خطئهم في فهم الدين كلّه، فيحسبون أنّ التقوى حالة انقباضٍ
في الرؤية إلى الوجود، وانكماشٍ عن بذل ما ينبغي فيه من الحيويّة والنشاط والسعي!
بل التّقوى جوهر روحانيٌّ كريم، يجعل مشاعرك وقيمك حاضرةً في وعيك،
توجه سلوكك بحرية وإرادة نحو ما ينبغي أن يكون!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
ومن أولى وأهمّ الأهداف التي يسعى الصائم لتحقيقها، أن يقوم
بعمليّة نظافة شاملة: لبؤرة الشعور في نفسه، أي لقلبه، ولعواطفه،
مراجعاً رصيده الحيوي والانفعالي!
وهذه العملية من الأهمية بمكانٍ كبير، لأنّ عملية الحياة نفسها،
ليست سوى عمليّة إنفاق من هذا الرصيد المذخور في قلب الإنسان!
فكما أنّ عقلك هو الذي يكون في الواجهة، لدى مواجهة مختلف الظروف؛
فإنّ قلبك هو الملاذ الآمن الذي يلوذ إليه العقل!
فهذا القلب هو مركز العواطف والانفعالات:
رأيت بعقلِك أن هذا الأمر مثيرٌ، فعندئذٍ ستتوجّه رسالة من عقلك إلى قلبك:
أنّ هذا أمرٌ مثيرٌ، فنريد شحنةً من العاطفة تتوافق معه،
ورأيتَ أنّ هذا الأمر لا يستحق كبير عنايةٍ، وينبغي عدم الانشغال به،
فتوجّهت تلقائياً منك رسالة إلى قلبك: نريد عاطفة باردة لمواجهة الحدث،
وهذا موقف رومانسيٌّ، رجاءً نريد عاطفة دافئةً تسري في الجوانح، و...
وأحياناً يجد الإنسان نفسه بحاجة إلى قوى عاطفية معيّنة، وبدرجة محددة،
لمواجهة موقفٍ معيّن، فلا يجد عنده رصيداً كافياً في القلب،
لمواجهة هذا الحدث!
والناجحون في حياتهم، هم الذين يستطيعون توظيف مشاعرهم وعواطفهم،
بحسب ما يتناسب مع الحدث المعيّن!
فما علاقة ذلك بالصيام؟
العلاقة وطيدة جداً، فحالة التقوى التي رأينا أنّها الهدف من الصيام،
مقصودُها صيانة العواطف والمشاعر الإنسانية، حتى تكون على فطرة الاستقامة،
مقصودها: إحداث حالة من التوازن السلوكي!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
فالسؤال: كيف يتمّ القيام بأعمال صيانةٍ للقلب؟
الجواب: ذلك يستلزم تهيئة بيئة مناسبة، ثم توجيه مؤثرٍ معيّن!
رمضان يمثل بيئة متكاملة جداً لعملية صيانة القلب،
وذلك بتقليب تربته وإزالة ما فيه من حشائش العواطف السّامة!
ومن ثمّ سقي بذور المعاني الجميلة، وغرساتها وشجيراتها،
بماء الحياة!
االقرآن الكريم هو هذا الماء الذي إذا روَّيتَ به تربة القلب، في هذا الشهر
الفضيل، فحقيقٌ بك أن تكون من عتقائه!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
ولكن ثمّة خصمٌ لدودٌ يواجه القرآن في هذا الميدان، وينازعه
من أجل أن يحظى بمقام التأثير على القلب!
وليس ذلك الخصم سوى الغناء والموسيقى،
ودعنا من الخوض في الجدال حول تحريم الغناء أو الموسيقى،
دعنا فقط نمنح القرآن فرصة في هذا الشهر لينفرد بالتأثير،
وأنت تعلم أنّا لا نحتاج لبذل جهدٍ كبير، حتى نستجيش مشاعرنا مع
الأغنية أو الموسيقى، وبالتالي فإن سماعنا للغناء والموسيقى قد احتلّ
مساحة كبيرةً من القلب، على حساب القرآن!
ففي رمضان، دعنا نمنح القرآن فرصةً!
قد كنا فيما قبل إذا سمعناه، سارعنا لكتم صوته، ونحن نردد:
{وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}!
دعونا في هذا الشهر المبارك، نمنح القرآن فرصةً للانطلاق في رحاب الذات،
لنرى ما الذي سيصنعه فيها من تغيير!
دعونا نتدبّر في آياته ومعانيه، وننظر إلى أين تقودنا؟
دعونا نقف بين يدي الخالق البارئ، في تلك الساعات الطيبة،
ونبثُّه أشواقنا وأشجاننا، وشكرنا وعرفاننا!
دعونا نسبح في بحار ذكره، ونهيم راجين عفوه ومغفرته!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: صلاح عباس فقير)
|
في اعتقادي:
ينبغي للعاقل أن يكفّ نفسه عن سماع الغناء والموسيقا في رمضان!
ليُحرّر في نفسه مسااحاتٍ للقرآن،
عسى أن يُهيئه في مقبل الأيام لتحقيق الانتصار على عدوّه!
: {إنّ الشيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوّاً}
وقرآن الشيطان هو هذا الغناء!
و(غِناءُ الرحمن) الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم،
هو هذا القرآن!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: الفاضل يسن عثمان)
|
شكراً لك أخي الفاضل،
شهر مبارك إن شاء الله،
وكل عام وأنتم بخير!
فعلاً من الواجب علينا في هذه الموسم الطيب أن نذكر معاناة أهلنا في كردفان ودارفور،
وندعو الله أن يرفع عنهم البلاء والظلم، سواء الواقع عليهم من قبل الحكومة،
أو الواقع من قبل الحركات المسلحة!
رمضان موسم لا يصلح فيه إلا رفع راية السلام!
ليت مناضلينا في هذا الشهر المبارك يتذاكرون معاني وحقيقة النضال،
ومن معانيها: أن تضحي بكل ما تملك أنت أيها المناضل،
في سبيل حقن دماء أبناء بلدك،
وعدم تعريضهم لشبح الحرب الأهلية، وعدم الاستقرار (المجاني)!
نريد أن نرى أنموذجاً للنضال والمعارضة يعيش بين الناس،
ينشر بينهم قيمه، ويسعى معهم في سبيل تحقيقها، ولا يبالي بما يصيبه في سبيل ذلك!
وليتهم ينتبهون إلى أنهم قد أتوا مع إطلالة القرن الحادي والعشرين،
وقد سبقتهم تجارب نضالية مختلفة، فهلا استفادوا منها؟
هلا استفادوا من تجربة مارتن لوثر؟
هلا استفادوا من تجربة مانديلا؟
حقّاً ينبغي على مسلمي السودان وصائميه،
أن يتذكروا أحوال إخوانهم في كردفان ودارفور،
ويسعوا سعياً لا تقيده الأجندات الحكومية والحزبية!
وليت بعض المخلصين يتحركون في هذا الاتجاه!
ويتجاوزون مرحلة تنميق الكلمات وتذويقها!
المهم، شكراً لك أخي الفاضل،
فتحتَ نافذةً مهمة لهذا الموضوع!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رمضان: موسم للتّغيير، ألا فلنغتنمه! (دعوةٌ للتّواصي!) (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نعم يا بدر المنبع واحد بإذن الله!
سائلاً الله عز وجل أن يوفقني وإياك وسائر المسلمين إلى صيامه وقيامه!
لكن أين لي بنكهة تلك الرمضانات؟
وشراب الموية ومسجد الكوارتة!
سلامي وتحياتي لعم إسحاق والأخ وهبة والأخ بشرى،
وكل الشباب!
واعذرني، لا أستطيع دخول بوستيك،
مشاغل شديدة!
اتصلت هذا الصباح بالأخ ع. عبيدي!
| |
|
|
|
|
|
|
| |
omer abdelsalam
محمد عمر جبريل
الفاضل يسن عثمان
بدر الدين اسحاق احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست