|
لا صدقــــــــــــــائى عيال مــــونـــــج....
|
خـــضر حـــــسين........
فمنذ أشهر طوال ونفسي تحدثني عن الكتابة ـ كتابة أي شئ مفيد ـ الكتابة التي لطالما إرتميت في حضنها لا بحثاً عن إجابات وكفي بل هرباً من تفاصيل الحياة ـ همومها وأحزانها ـ بطولاتها وإنتصارتها علي قلتها ـ حتي إنني حولت عيناي لأكبر مدون في تاريخ المدونات (بشرية الصنع) أتابع الأحداث أرسم ما مكنني الرب من صورها وتجلياتها ـ هكذا وجدت نفسي راحلاً بين الصور والمشاهد ـ من منفي لي منفي أو كما غني وردي ـ فهكذا وهكذ وهكذا تكون رحلة البني آدم منا (في دول العالم الثالث بالتحديد) ـ في التاسع من يوليو المنصرم لم يجد سادة هادي البلاد شيئاً ليفعلوه لإيلامنا سوي التوقيع علي أن يكون هذا التاريخ يوماً عاصفاً ـ أو (عافصاً) أيهما أقرب لوجدان شعبنا المهزوم ـ بكينا بدمع العين كوننا شهوداً علي هذه المفاصلة تمزق جسد الواحد منا لنصفين نصف في جنونه ونصف في مغامرته الأبديه ـ تذكرت حينها الكثير ـ كثيف مشاهد أتتني لبلاد ما تدري يازول بأي عين تبكيها . أفقت من دموعي سريعاً ـ قرأت مرةً أن الضعفاء وحدهم من يبكون من المناسبات الكبيرة ـ وحدي قررت أن أتحلي برباطة جأشي تخيلت معني أن يتحرر الواحد من مظلمته التاريخية تخيلت جسارة ما قدموه أولاد (مونج) وبنياتهم فارعات القوام ـ فعدت مطمئناً أكثر لواقع الحياة ـ الإنتصارات دوماً هكذا تبدؤنا بصغر ثم تكبر ثم تبكبر حتي وإن إستوت منها التفاصيل تفجرت في أوردة الشوارع إنتصاراً إثر آخر . لا تملن من قراءة الصحف الصفراء : لا تملن أيها الإنسان فذات تاريخ ما ستحكي لعيالك هذه الأحداث ـ حينها ستكبر ألف عام علي أعوامك في عيون من إخترتهم لتدون سطور التاريخ لا في عيونهم بل في قلوبهم المنشرحة ـ ستحكي بكثير مفاخر عن جون قرن وعبدالخالق المحجوب والشفيع ومقاتلين سمر إرتضوا الغياب رهاناً علي وعي شعبهم ـ فالشعوب كما تتحدث عنها كتب التاريخ لا تموت البتة ـ حتي أن كوكب الأرض لم يسجل حالات تذكر فيما يخص الإنقراض سوي للديناصور ذاك الحيوان اللاعب بالنار ومن ثم من تبعوه في سلالته من دكتاتوريين . فما أشبه الأسماء يا الهي . إحتفت صحف النظام في خراطيم الهزيمة بالإنفصال ـ حتي أن الطيب مصطفي ذبح القرابين إحتفاءاً بذهاب دولة الشرك حسبما صور له خياله الإنفصالي ـ فكنت حريصاً أكثر من أي يوم لأقرأ ما كتب إبن مصطفي !!! ضحكت لعقلية القوم الذين لم يجدوا نكحاً لينكحوه سوي هذا الوطن الواحد الأحد . ضاقت بهم المساحات فتخيلوا ذات سرحات تخصهم إننا نحن الناس شماليي السودان عروبيون أكثر من العرب أنفسهم . ياخ لدرجة أنهم تناسوا في غمرة منكحتهم تلك أن عبدالفضيل ألماظ كان يمثل عرقاً قوامه ماما آفريكا في ثورة البلاد تلك . في الحقيقة أن ألماظ لم يكن ليتخيل (ساي) أن يظل المستعمر بروحه وجسده حتي قرننا الواحد والعشرين هذا ـ أكانت وطنيتهم أكثر منا ياتري ؟ أكانو ساذجين في رؤيتهم للأمور ياتري ؟ أم كانو صادقين لدرجة الموت ؟ قطعاً كانو صادقين لدرجة الموت ـ صادقين بحرية أبناء وبنات شعبهم ـ هكذا حساسية الثوار تقودهم للمقاصل توووش ليبقوا بدلاً من أجسادٍ معرضة للفناء لأرواح معتقة باقية مابقي الثوار والأحرار ـ ملهمين للآخرين ـ وخالدين في ذرات هذا التراب ما بقيت الأرض ترتوي من دماء الأحرار ولي يوم جديد يا شعبنا
|
|
|
|
|
|