من المعلوم إن الحضور للكنيسة والاهتمام باداء الشعائر الدينية في تقلص مستمر عند الشعوب الغربية والانجليز عامة وشريحة الشباب بصفة خاصة . هذا التناقص دفع القائمين بامر الكنائس للبحث عن انجع الاساليب واكثرها فعاليه لجذب المصلين . فتفتقت عبقرية احد القساوسة عن وضع لافته بطول الجدار الخارجي لكنيسته كتب عليها ( إذا سئمت من اللهو والعبث وإغضاب الرب... فتفضل بالدخول هنا من الاثنين الي السبت ما بين الساعة السادسة الي الثامنة مساء ، ويوم الاحد من الساعه العاشرة صباحا الي الثانية بعد الظهر).
وبعد يومين لاحظ القس توقف المارة امام لا فتته . منهم من يخرج مفكرته فيكتب شيئا ومنهم من يستغرق في الضحك . فحار في امره وخرج ليري اثر فكرته الالمعية علي المارة . ففوجئ بمن كتب علي اللافته .. وإذا لم تسأم فتفضل بالاتصال بالانسة ... تلفون ... والانسة ... تلفون .... من الاحد الي السبت في اي وقت تشاء)
تذكرت هذه القصة وانا اقراء ما جاء بصحيفة الاتحاد وبالبنط العريض تحت عنوان جدل في البرلمان السوداني إثر مطالبة نائب بتنحي البشير. فالاعضاء المحترمين يبدو إنهم لم يسأموا بعد من العبث بما تبقي من مقدرات وكرامة الشعب السوداني. وبالتالي انفتل كل منهم يقرأ ما كتب علي جدار برلمان السودان من منظوره الخاص وربما وجد منهم من وجد ارقاما مميزة للاتصال بها لزوم ما لا يلزم من قبيل (الماعندو كبير يشوف ليهو كبير) والكبير الله.
والقضية وما فيها تعود الي أن النائب إسماعيل حسين قال (إن قواعد اللعبة الديمقراطية تفرض على الرئيس عمر البشير الاعتذار للشعب السوداني، وتقديم استقالته من المنصب عقب فشله في الإيفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه بالحفاظ على وحدة السودان في الانتخابات الأخيرة)
ذكرت الصحيفة أن طلبه ( قوبل باستهجان شديد من قبل أعضاء البرلمان الذي ينتمي غالبية كاسحة فيه إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير نفسه) . بل وصل الامر أن طالب النائب مالك حسين النائب المعني بسحب عباراته، والاعتذار للرئيس؛ لماذا ؟ لان النائب مالك حسين اشار الي ان البشير( منتخب من الشعب؛ ولأن الانفصال الذي تم جاء تنفيذاً لاتفاق السلام الشامل في نيفاشا، وتأكيداً لرغبة شعب جنوب السودان، وهو أمر تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية وليس البشير وحده).
وقال الفريق آدم حامد موسى رئيس الجلسة، (إن الجنوب قضية كل الأحزاب، وإن الانفصال قرار الجنوبيين أنفسهم، وأضاف أن الهيئة التشريعية تحترم الرأي الآخر، لكن لا يجب أن تنكفئ هذه الآراء على نكئ الجراح. )
واشارت الصحيفة الي رفض عضو آخر يدعي إبراهيم آدم إبراهيم عن حزب الأمة - جناح الإصلاح والتنمية (لتحميل المؤتمر الوطني مسؤولية الانفصال، وقال إن الأحزاب سمت نفسها تحالف جوبا، وساندت الحركة ولم تساند حزب المؤتمر الوطني في مواقفه من أجل الوحدة) .
وبما إن الريس في حساب والنواتي في حساب آخر ، فانا بالتالي اريد ان احسب حسبتي بطريقتي الخاصة . ومن يريد ان يشبك شبكتو في شباك الشبك معاي ..... فليتفضل.
فلنصرف معا النظر عن مسألة سؤال المليون مواطن من جنوب كردفان المشكوك في ولائهم و تأييدهم للرئيس البشير، علي الاقل ، في الوقت الحاضر . لاسيما بعد ان سربت الامم المتحدة بالامس تقريرها الذي لم ينشر بعد والذي تتهم فيه الرئيس البشير بشن حرب ضروس عليهم . ولنركز علي مسألة (ترك دولة الجنوب علي حالها ) .
وبما إن امور دولة السودان اضحت كالمسيحية يشار اليها بالعهد الجديد والعهد القديم ؛ فالانسان تائة ومحتار ويود ان يستفسر الرئيس البشير اوالسادة البرلمانيين اوالسادة الدستوريين اوالسادة مفوضية الانتخابات عن نسبة ال 68% التي انتخب بموجبها عمر البشير رئيسا.
هل يا تري اشترك اهل الجنوب في التصويت علي رئاسة البشير قبل الانفصال ام لا ؟ وإذا كان الامر كذلك ، فماذا كانت نسبتهم والتي بالتالي خرجت من التفويض الشعبي الممنوح لعمر البشير بخروجهم من دولة الشمال ؟
وبما إن شعب جنوب السودان المتروك علي حاله بلغ تعداده 8.5 مليون او تزيد ، فلنحسبها حسبة (ششنا) ونحن نعلم كم عدد الاخوة الجنوبيين ( قبل ان ينقضوا غزلهم من بعد قوه انكاثا) والذين كانت اصواتهم تساوي 1/5 من مجموع اصوات الشعب السودان ، الذي كان ...........
فهل تركهم الجنوبيين علي حالهم يعني تقليص الاغلبية التي حكم الرئيس عمر البشير بموجبها بنسبة 20% الي 22.5% ؟
وفي هذه الحاله فارجو من اهل العلم ان يفتونني في ما حكم دستورية استمرارية رئاسة البشير ؟
وفي سنه اولي ديمقراطية من ديكتاتورية الحزب الواحد ، اود ان اسأل السيد رئيس البرلمان عن الاجراء المتبع عند اكتشاف جهل اعضاء البرلمان لتاريخ السودان قديمة وحديثه .
وسبب سؤالي ، أنه إضافة الي محاولات إعادة صياغة تاريخ السودان الذي لم يجف الحبر الذي كتب به بعد من قبل السادة المتداخلين من الاعضاء ؛ ورد كذلك في ذات الصحيفة أن العضو أحمد الصالح صلوحة، يري (إن الرئيس البشير أخرج البلاد من الدوامة التي كان يفترض أن تخرج منها قبل (50) سنة، وأضاف: في الفترة الماضية، لم نجد سوى الدمار والخراب، ويجب ترك دولة الجنوب (في حالها)، وطالب بتصويب الاهتمام نحو شؤون السودان في عهده الجديد.)
فمما لا شك فيه إن الاعضاء المحترمين يبدو ان منهم من لا يعرفون او ربما نسي او تناسي بعض من يعرف او ربما (انساهم الشيطان ) كيف كان السودان يدار قبل خمسين عاما كما تشير أحاديثهم ومتي وكيف بدأت الورطة التي دخل فيها السودان ولم يخرج منها حتي الان؟
فلماذا لا يقوم برلمان العهد الجديد السوداني باعداد دورات تأهيليه ودروس في الوطنية وتاريخ السودان ، كما يحدث في كثير من برلمانات العالم الذي ما زال يعيش علي العهد القديم قبل السماح للاعضاء المحترمين بالجلوس علي هرم الديمقراطية السودانية علي علاتها؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة