كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
سيئة الذكر ( الانقاذ) العثرة الاخيرة التي ستصلح مشية الوطن الى الامام !!
|
بقدرما سيئة الذكر ( الانقاذ) حالة بشعة من الشر والاجرام والجشع والفساد والعمالة الا انها تظل حالة مفيدة جدا وضرورية لتصحيح كثير من الانطباعات والمفاهيم الدوغمائية وبعض المسلمات اذ جاءت لفائدة شعب السودان وتحديدا لصالح الاجيال القادمات اذ تمثل محكا حقيقيا فضح فيه (الكيزان) اي متنطعو المناداة بالدولة الدينية فضحوا انفسهم قبل الاخرين وقد عروا اكذوبة وزيف ونفاق فكرتهم وشعاراتهم الى الدرجة التى صارت فيه سمعة دولتهم المزعومة باسم الاسلام مصدر خجل لكثير من المنتمين اليها وهم اليوم باستحياء وندم يحاولون التملص والتنكر لها ولواقعها المجرم الفاسد الاثيم وهو امر بالتاكيد سيكسب شعب السودان مناعة طبيعية ضد تطبيق اي مشروع دولة دينية في المستقبل القريب او البعيد مهما كانت المبررات وربما تستمر هذه المناعة الى الاف السنين اذا ظل السودان موجودا والدنيا موجودة خاصة ونحن نعيش زمن ذاكرة ( الدجتال) التي ستوثق هذا الامر لالاف السنين...والفائدة الاخرى انها عرت ايضا كل حركتنا السياسية وفضحت توجهاتها وافكارها وتنظيماتها وقياداتها ومفاهيمها للوطنية وهو امر هيا مخاضا حقيقيا لميلاد قوى جيدة تنشد التغيير الجذري بافكار جديدة تسعى لاعادة صياغة الحياة السياسية والمفاهيم الوطنية وفق تطلعاتهم واحلامهم ما يتناسب مع تحديات العصر وافاق المستقبل وهي ترفض التدجين والاستلاب والوصاية من قبل القدامي وقد بدت ارهاصاتها في الظهور في شكل الحركات الشبابية الوطنية الجديدة التي بدات تنشط في الساحة الوطنية تحت عدة مسميات وشعارات وهي تمتلك وسائل وافكار حديثة للتغيير وهي التي تزعج الطغاة اليوم بحركيتها وصلابتها ومبدئيتها في نضالها اليومي وايضا تخيف القيادات التقليدية والتي ترى فيها قوى متمردة ستخلق وعيا مضادا لها داخل احزابها وهي تحرض شباب تلكم الاحزاب الذين حتما سيتاثرون بهذا المد الشبابي التحرري القادم من خارج احزابهم وهو مد سيحررهم من التبعية وبراثن التدجين الحزبي والطائفي الامر الذي يهدد بزوال تلكم الاحزاب لتقوم على انقاضها كيانات وطنية حديثة ستقود الوطن الى بر الامان الى مستقبل افضل بقوى جديدة تنشد التغيير نحو الافضل وهو الامر الذي يطمئن كثيرا من السودانيين اصحاب البصيرة والذين يرون ان سيئة الذكر( الانقاذ) هي العثرة الاخيرة في تراجيديا الخراب السوداني التي ستصلح مشية الوطن الى الامام.
|
|
|
|
|
|
|
|
|