وليست الأعياد إلا لنستريح بين عُمر الصحو و بُرهة الغياب . فدفاتر الوطن تخمَّر في تسنامي غضبها الفاجر ما لم تحسب له الظنون من مآل . كل الذين جلسوا إلى الموائد من أبناء الوطن لم يعرفوا وطنهم خير عرفانه . كل الذين قرروا بشأن الوطن وانكسار أحلامه الوريقة باليباس . من وراء الذين كتبوا " مشاكوس" " ونيفاشا" يدٌ تعرف كيف تصنع من معركة الخلاف التاريخي فسيلة مآرب يأتي زمن قطافها ولو ن بعد حين . يقولون في عام سبعة وأربعين وثمانمائة وألف ، بدأت قصة اللغة الإنجليزية في أحراش وقرى جنوب الوطن وقراه الكبيرة والصغيرة . على يد المُبشرين كان يسوع الرب يخطو خطواته الأولى . الخبز الجاف جسده ، والنبيذ دمه الأحمر المُراق . في بيئة " البدائي النبيل " كانت المزرعة الأولى لكيف اقتسم يسوع مع " الكُجور " ضيعة الوجدان . من إفريقيا بدأت الحياة الأولى ، وقف الإنسان على رجلين ومشى . سافر وأرتحل. نعرف من المسئول عما حدث ، ومن وضع الأفعى وسط كومة القش التي ينام عليها من التعب إنسان دقيق الملامح . لا تعقيد في حياته . يجرى في زحام قطيع يهوى الجماعة . أحزانها وأفراحها وغضبها والأسى . ليس من السهل الحفر في جينات تآلفت منذ زمان بعيد . حملت بعضها ملامح ثراء كان من الممكن أن تكون دوحة وارفة الظلال لو كان الذين اعتلوا سدة الحُكم عنوة أو بنثر سِحر الطائفة واللعب بشغاف القلوب أن الذين بينهم وبين البسطاء سولجان السلطة أكثر حكمة وأكثر رأفة بالوطن ومواطنيه ،لما عرفت الحرب طريقاً ولا الموت سبيلاً للصعود من رعايا إلى مواطنين . ليست الرؤيا وحدها ، بل الرؤيا مع القوة التي تأخذ بشتات الجميع إلى حِزمة واحدة ، هي الأمل . أنفقت الدولة التي تحكم الشمال وشبه الدولة في طفولتها التي تحكم الجنوب كل مال الدولة لمآرب لا علاقة لها بالوطن ولا بالوطنية . صارت أيقونة " الديمقراطية " عُملة زائفة يُمكن للمال أن يصنع تميمة سحر يُسكِت الذين جاءت بهم مصالحهم ليقتسموا ثروات الوطن . سكت إعلام الكون عن المهزلة ، سعياً للوصول إلى الجائزة وهي أن يكون الوطن سهام متفرقة يسهُل كسرها . فأول السيل قطرات مطر : " جئنا للتنمية " ... ثم يتم زرع فسيلة المصالح هنا ، وهناك . لا أحد يبالي . يلتّف العامة وراء طائفتي كرة القدم ولا أحد يعرف أي وطن غطت عليه خيمة مُبالاة لا حدود لسقفها .
ما عاد بالإمكان أن نعودا حقيقة لا بد أن نقرها ونستسيغ مُرها فقد بنينا بيننا سدودا وخيبتي لا بدّ أن أجُرها بالصمت حتى لا أذيع سرّها وأتقي أنا وأنت شرها ......
الوجوه التي ألفناها .. رحل من استطاع الرحيل إلى حلم الوطن الآخر ، على أنقاض وطنٍ ، كسر القائمون على الأمر فيه كل حبال الوصال . من أجل قضية لا تهمنا كثيراً.... تفرقنا . ومن أجل صفوة اصطفّت ليكون الوطن مطيتها ، وتهدم الذي كنا قد ظننا أنه وطن عصي على التفتيت .
(6) ملكة من الجنوب ، في دمها زهرة ومن بوحها ، جينات اعتصرها العمر الخفي . إن ما بين سجن الضلوع قلب يهوى ، وعاطفة تتقد . أما آن للزيف أن يحترق ورقه ، وتأتي الشمس في وهجها من جديد ؟
*
04-21-2011, 07:41 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
(7) صورة معبرة عن حلم يراود الإنسانية بأننا شعوباً واحدة ، وأصول متنوعة . يصدق على من تآمرت على حياته كل الجداول التي صبت ماء النار في البئر التي منها يشربُ الجميع . بقدر افتقادنا ذاك الذي كانت الرؤيا صاحبته في حله وفي الترحال . منذ زمان بعيد كان أصحاب الرؤى قلة من أبناء وبنات شعوبنا التي تحاول أن تقبض على الأمل المتسرب من الفأل إلى الحزن وبحره الذي لن يمحوه البكاء ولكن يخفف وطأته .
*
06-16-2011, 05:43 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
هاهو الصمت على ما جرى بدأ يغير الواقع ، وها هي جنوب كردفان في طريقها لسلوك الدرب الذي سلكته دار فور ، وتقول وكالات الأنباء أن حوالي ستون ألف فرد قد فروا من مناطق المعارك في حين أنه من فرّ من السوريين خارج بلادهم إلى تاريخه لم يتجاوز عشرة ألف فرد ، والإعلام يدق الطبول هناك، ويغفل ما يتم في أقاصي السودان !!
المتزين بجمال الحرف وعطر الصورة المهندس / عبد الله الشقليني تحياتي في البدء قال الخالق سبحانه وتعالي لأدم : (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)[2]. ولكن ادم اقترب كثيرا اكثر من المعقول، وفكر ثم قرر اذا كان عليه الا يقترب منها، فلماذا لا تقترب هي منه، ، فدعاها وبعلائق القربي اغراها ، اقتربت منه كثيرا ، فدنت وتدلت وكانت ثم استكانت ، واستوطنت، وهامت به وهام بها،وكانت العلن والنجوي ، فجعلها شعارا احوي، وقال: انها جنة المأوي، فصدقه قوم كثير، وتبعه رهط كبير،فطبع منها نسخا كثير،وصدرها الي سوق المواسير، فنصحهم شيخ كبير : ( تبينوا امركم فأن هذه الدعوة انما هي فتنة، لاخير يرجي من ورائها،لا خير في شجرتهاولا خير في ثمرتها،) ولم يستبينوا النصح بالأمس، اليوم ولا ضحي الغد، فاشتد سوقها، وافرخت غلمان اشأم كلهم، فلم يعد هناك بد من حرب البسوس، وهي حرب كما تعلمون ضروس. وثمارها الضر والبؤس.. مودتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة