|
|
 نص لقاء مع رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني و حديث الساعة
|
رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني و حديث الساعة ..
صفحات اخر لحظة - حوارات
الجمعة, 04 مارس 2011 12:19
حوار : حسام الدين أبو العزائم:دعاء محمد
شبابية أطلق عليها عالمياًً رياح الغضب والتغيير، ووجدت كل التأييد والتأكيد من الغرب بدعوى إذكاء روح الديمقراطية التي يفتقدها العالم العربي والإسلامي تحديداً كما يقولون، وقالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها تطالب الحكام العرب بالاستماع لمطالب شعوبهم، فتسلط الرؤساء العرب وجلوسهم على كراسي الحكم لعشرات السنين وزواج السلطة بالمال، وكبت الحريات والتعبير.. كلها أسباب جعلت الشباب في بعض الدول العربية يضيقون بأنظمة بلادهم، ونجح بعضهم في التغيير ولا زالت هناك أنظمة تتداعى بسبب موجة الاحتجاجات والمطلب الذي لا غنى عنه.. وهو الشعب «يريد تغيير النظام ». «آخر لحظة» جلست إلى الأستاذ/ بلة يوسف رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني ليقرأ معنا بعض الأحداث الساخنة عربياً، خاصة أن هناك ترشيحات لموجة ساخنة من الاحتجاجات في السودان بعد ليبيا واليمن ..!؟ وهو يشغل منصباً قيادياً شبابياً حساساً يجعله يحمل هموم كل الشعب السوداني والشباب خصوصاً، ويحدد يوسف موقفهم من خروج الشباب للشارع، ومدى فاعليته، وما هو موقفهم ورؤيتهم لحال شباب الأحزاب الأخرى، وهل الساحة السياسية حقاً تحتاج لفكرة التغيير.. فإلى مضابط الحوار
بداية أ/بلة يوسف ماهي رؤيتكم لحال الشباب السوداني الآن ومدى رضائك عنه؟
ـ السؤال كيف نخلق من شريحة الشباب النجاح.. خاصة أنها ذاتٌ جوهرية في صناعة المستقبل، وهي رؤية تتأسس على بناء واستكمال قوى الشباب الفكرية والسياسية والمعرفية وأن تحقق الاستقرار النفسي والحسي، وذلك نحو جيل شبابي مواكب لمتطلبات كل مرحلة وموائم وموافق لها.. أنا أرى الآن الشباب السوداني به الكثير من مقومات النجاح والاستعداد، لكن هذا لا ينفي أن هناك مقومات وتحديات مرتبطة بتوفير كل الظروف التي تجعل الشاب على كامل حضوره، ومن هذه المقومات البيئة الصالحة للصياغة النفسية والاجتماعية والصحية، ولأن البيئة تلعب دوراً كبيراً في تشكيل الشاب، فإنه إذا توفرت سينشأ معافى فكرياً ومستقلاً في إرادته.. وقادراً على التعبير عن نفسه.. وهذا الجو الآن موجود ولكن لا يخلو من بعض التعقيدات، ومن هذه التعقيدات إسقاطات الواقع السياسي والإفرازات التاريخية التي جعلته يميل إلى التطرف والعنف.. والتحدي الآن هو إزالة الرواسب السياسية والأثر التاريخي في أن يكون التعبير حراً ومتوازناً، كما أنه يجب أن نهييء لهم بيئة سياسية صالحة، وفي الجانب الاجتماعي يجب ننبذ الجهوية والقبلية وأن نزيل سلبيات هذه القضايا، لكي تقوم على الحقوق والمواطنة وحب الوطن.
ما دور الاتحاد في معالجة البطالة وتشغيل الخريجين، خاصة أنها أصبحت سبباً أساسياً في اندلاع الثورات؟
ـ التحدي بالنسبة لنا ليس للخريجين فقط، فنحن نسعى للخريجين وغير الخريجين، خاصة وأن الشباب شريحة مهمة يجب الاهتمام بها، ومجهوداتنا في الاتحاد هي تسليط الضوء في جميع الاتجاهات بأهمية تشغيل الشباب ومعالجة القضية، واستطعنا أن نوصل هذا الصوت إلى كل المؤسسات ذات الصلة وآخرها في اللقاء مع رئيس الجمهورية والذي أوصى بتأسيس مجلس قومي لتشغيل الشباب يستوعب كل المؤسسات ذات الصلة، خاصة أن إحدى المشاكل هي عدم التنسيق وضعف المراقبة، ونحن كاتحاد نقدم إسهامات عملية، فالمؤسسة الشبابية للتمويل الأصغر قد أفتتحت في مطلع يناير الماضي، برأس مال قدره اثنا عشر مليون جنيه، وهي تقدم التمويل الأصغر للشباب، وتشمل جميع شباب السودان دون أي فرز، كما أننا الآن نعد للمؤتمر القومي للتشغيل في الأول من أبريل القادم، ونحاول من خلاله وضع حلول لغالبية المشاكل ونأتي بالجديد الذي يساعد في معالجة قضية التشغيل والبطالة، وهي بها خبراء ومختصون، كما أن الاتحاد الآن تبنى عدداً من المشروعات باسم الشباب لمعالجة القضية، منها التدريب التحويلي.. وهو تدريب الشباب حتى نملكهم الخبرة في عدد من المجالات، منها الكهرباء والألكترونيات والنقاشة والسباكة وغيرها من الحرف المختلفة، حتى تساعدهم في إيجاد فرص عمل، وفي العام الماضي تم تدريب عشرة آلاف شاب، ثلاثة آلاف منهم داخل ولاية الخرطوم.. كما أن هناك ورشاً متحركة تجوب القرى والولايات، وهذا المشروع يعول عليه كثيراً.. والآن هناك جهد كبير من خلال تشغيل الخريجين.. فالاتحاد من خلال مشاركته في عدد من الوزارات ذات الصلة يؤكد على أهمية معالجة البطالة، وقد وضعت موازنة لذلك.
دور الاتحاد في تعزيز العلاقة بين الشباب في الشمال والجنوب بعد الانفصال؟
ـ اعتقد نحن من المؤسسات التي تؤكد على ضرورة العمل من أجل التواصل مع أبناء الجنوب، وقد كونا لجنة لذلك.. وخلال الفترة القادمة سنذهب في زيارة إلى الولايات الجنوبية حتى نستفيد من التاريخ الطويل بيننا وبين الجنوب.
ما هو دوركم تجاه قضية دارفور خاصة وأنه إقليم مرشح للانفصال؟
ـ نحن لدينا اتحادات فاعلة في دارفور وهي تعبر عنا هناك.. ومن خلال البرامج المركزية في مجالات متعددة نفذنا العديد من البرامج الهادفة، والآن نحن نعد خطة لرؤية جديدة مستفيدين من إستراتيجية الدولة في دارفور، مطالبون كشباب بأن يكون لدينا إسهام واضح حتى نقدم برامج لشباب دارفور تحميهم من حالات الاستقطاب التي تقوم بها الحركات المتمردة تجاههم، خاصة وأن الشباب يلعبون دوراً كبيراً في صياغة مرتكزات السلام في دارفور.
يقال إن الاتحاد هو فقط لشباب المؤتمر الوطني..؟
ـ أنا أؤكد على قومية الاتحاد بناءً على ما يقدمه من طرح قضايا الشباب بعيداً عن الانتماءات السياسية، كما أن قومية الاتحاد هي في أي مستوى من مستوياته بناءً على الرغبة الأكيدة في خدمة الشباب.. وإذا كان هناك أي شاب يريد الانتماء إلى الاتحاد بدءاً من الحي، فمرحباً به.. وإذا تم رفضه فحينها يحق القول إنه اتحاد يتبع للمؤتمر الوطني.
أين اتحاد الشباب السوداني من المذابح والمجازر التي ترتكب بالشقيقة ليبيا ضد شبابها؟
ـ ما يحدث في العالم العربي الآن هو تعبير عن الانتماء الفطري المؤمن بالحرية والرافض لكل أشكال الهيمنة والمرتبط بأفق التغيير والبحث عن الجديد، وهذه الثورات أكدت على هذه الحقيقة وهي رسالة مضمونها أن مقاومة الفطرة التي فطر عليها الإنسان لا يمكن أن تقاوم عبر كل الوسائل.. وهي دعوة لكل الحكام والساسة نحو الاستجابة الموضوعية لتطلعات شعوبهم وآمال شبابهم، ونحن في السودان سعيدون جداً بهذا التحرر من كل القيود، وهو امتداد طبيعي لما فيه مصلحة هذه البلدان وأكدنا عليها في تونس ومصر.. وفي حالة ليبيا نحن نؤكد على خيار الشعب الليبي في حق التعبير وعملية التغيير ونرفض أي شكل من أشكال العنف وإراقة الدماء، وبذات القدر ننظر بحذر إلى الواقع السياسي في ليبيا والذي تسوده القبلية والجهوية ونحذر من أن يكون سبباً في حرب أهلية تشهدها ليبيا، وأن يكون سبباً في تدخل الدول الغربية في شؤون الدول العربية والأفريقية.
وأضاف .. يجب أن نميز أن هذه الثورات في مصر وتونس وليبيا تبدأ بثورات شبابية ولكنها تسرق بمن احترفوا العمل السياسي وسرقة التاريخ، وبالتالي أنا أقول هل نحن شباب السودان لدينا مصلحة في التغيير ونغير من لمن.. ومن هم الذين يمثلون هذه الأصوات.. وأقول نحن في السودان ما نحتاجه هو أن نؤسس لصياغة مشروع وطني يكون للشباب دور فيه بارز وواضح، وأن لا نجاري دون أن نعبر عن واقعنا خاصة وأن السودان عرف تاريخياً بأنه صاحب مبادرات وليس مقلداً، وإذا كانت هناك حاجة للتغيير فنحن أولى بها، ولكن لا تتوفر حاجة إلى هذه المجاراة، ونحن كشباب سوداني لا نتعامل بالعاطفة ولكن نتعامل بموضوعية في معالجة القضايا.
هل إذا خرج شباب السودان ستقفون معهم، خاصة وأن السودان مرشح لذلك؟
ـ نحن كاتحاد نقبل أي مبادرة شبابية وطنية تؤسس لمستقبل شباب وطني، وإذا خرج الشباب السوداني بمفاهيم تدعو للتغيير سنقف معهم، ونحن كشباب لدينا رؤية سنسهم بها في إطار الحالة السياسية المقبلة واستكمال السلام.
ما هو دوركم كاتحاد مع الأحزاب السياسية في العمل من أجل مصلحة الوطن؟
ـ يجب أن يبدأ الإصلاح من شباب الأحزاب، وما حدث في الدول المجاورة من ثورات لم تستكمل حلقاتها على الرغم من قيام الشباب بها، إلا أنها كانت فقط لتغيير النظام الحاكم، ونحن ندعو كل الشباب أن يبدأوا بمعالجة الأحزاب.. والسؤال هل ما تقدمه هذه الأحزاب من أطروحات يعبر عن مستقبلنا، هذا السؤال يجب أن يطرح داخل الأحزاب السياسية المختلفة.. ومن خلال الإجابة عليه يمكن أن نتحدث عن التغيير المنشود.
الاتحاد العربي للشباب تنتمون له بالعضوية ويدعمه القذافي، ما هو موقفكم كاتحاد تجاهه؟
ـ نحن كاتحاد منضمون له، وهذا المجلس متأثر كثيراً بالأحداث في ليبيا والدعم الذي يجده من السودان شكلت له لجنة وهو لن يتأثر بما يحدث في ليبيا، والتمثيل فيه غير مرتبط بالحكومات وليس بالضرورة أن يكون الداعم دولة معينة، لذلك لا نتأثر كثيراً بمواقف الحكومات إلا أن تحل المنظمة داخلياً أو أن يأتي جسم آخر، فهي منظمات مستقلة.
ماهي دعوتكم للشباب السوداني؟
ـ دعوتي للشباب السوداني أنه يجب أن يجتمع صفه وتتوحد كلمته حول رؤية وطنية مستفيداً من كل الحقب التاريخية وكل الأحداث العالمية حتى نعيش في وطن ناهض مستفيدين من خيراته، وطن يشعر فيه الجميع بالانتماء إليه، كما يجب أن نؤسس لمساحة من التواصل السياسي تدعم الوطنية وتخلق من شباب السودان نموذجاً متفرداً في الممارسة السياسية وفي التشبع بروح الوطنية والقدرة على العطاء والتطلع إلى أن يكون السودان وطناً بحجم قارة، ينظر إليه الجميع بإجلال وتقدير.
ودعوتكم للدولة تجاه الشباب؟
ـ الحكومة مطالبة بأن تراجع أو تجيب على سؤال أساسي.. ما هو رأي الشباب فيما تضطلع به الحكومة من جهد.. وهل الشباب راضون عن ما تضطلع به.. وهل تجعل من الشباب القوة والطاقة في إنفاذ برامجها وتحقيق أهدافها.. وهل الحكومة راضية عن ما تقدمه للشباب، هذا بجانب أهمية الشراكة والدور الفاعل للشباب في الإسهام عبر الحكومة في تحقيق غاياته وإسهاماته عبر أجهزة تنفيذية وصياغة التشريعات في كل أدوات الفعل سياسياً واجتماعياً ورياضياً وشتى المجالات المختلفة.
رسالتكم كشباب.. للأحزاب السياسية؟
ـ رسالتي للأحزاب هي أن أي حزب يرغب في مستقبل سياسي عليه أن يمكن ويشرك الشباب بشكل مؤثر وحقيقي وغير رمزي، وأى حزب يراهن على التاريخ سيجد نفسه خارج حلبة المنافسة السياسية، خاصة وأن شباب اليوم يختلف عن السابق وهناك مسافة كبيرة جداً بين الأحزاب وشبابها، وأنا أقول إن الشباب الآن هم الأكثر قدرة على التعامل مع هذه المرحلة.. والأكثر عطاءً وحضوراً.. وهي تحد للشباب ولمن يمثلهم.
|
|
  
|
|
|
|
صلاح غريبة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست