سر إصرار الإمام على مهادنة النظام!! تيسير حسن إدريس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 06:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2011, 03:22 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سر إصرار الإمام على مهادنة النظام!! تيسير حسن إدريس

    Quote:
    سر إصرار الإمام على مهادنة النظام!!
    تيسير حسن إدريس

    رغم التصريحات المتواترة بالنفي من قبل بعض شباب حزب الأمة إلا أن الشارع السياسي بما فيه قطاع عريض من جماهير الأنصار باتت في حيرة من مواقف السيد الصادق المهدي الداعية لمهادنة السلطة الحاكمة وتجنب الصدام معها و إصراره على مواصلة الحوار دون نتائج ملموسة، ومما يزيد من حالة الحيرة والإرباك كثرة تصريحات الإمام التي لا تحمل في طيها ما يشفي الغليل أو يفيد بحدوث اختراق حقيقي في هذا الشأن، فقد تطاول الحوار وتضاربت حوله التصريحات من الجانبين مما يشير إما لمراوحته (مكانك سر) -كعادة حوارات الإنقاذ مع كافة القوى السياسية- أو أن هناك اتفاقا قد أنجز ويتحفظ عليه الطرفان في الوقت الحاضر.
    عموما لقد فقد الحوار المغيبة تفاصيله البريق واللمعان، ومله رجل الشارع الذي رسخت في عقله -نتيجة لهرولة الإمام وإصراره غير المبرر- قناعة مفادها أن للسيد الصادق مآرب أخرى غير المعلنة يسعى لتحقيقها وقد يكون تم الاتفاق عليها مع النظام الحاكم ضمن صفقة سرية يخشى الإفصاح عنها في الوقت الحاضر لاعتبارات سياسية يقدرها الطرفان خاصة في ظرف الغليان والاحتقان والثورات تجتاح المنطقة بأكملها، مما دفع الجانبان لتبني إستراتجية كسب الوقت ريثما يتهيأ الظرف المناسب لكشف عن تفاصيلها وهذا هو المرجح وتدعمه المعطيات المتوافرة وتجربة الإمام السياسية مع الأنظمة الشمولية (نظام مايو كمثال).
    وإذا وضعنا في الإطار واقع الشد والجذب والتناقض الحاد الذي يعيشه السيد الصادق بين تيار المهادنة والحوار وتيار الممانعة والصدام داخل البيت الأنصاري الكبير الذي بات يرمي بظلاله القاتمة حتى على أسرته المنقسمة بين الأبناء المنتمين للقوات النظامية تحت إمرة السلطة الحاكمة والبنات المعارضات بشدة لأي تقارب أو حوار معها وقمنا بعملية قطع ولزق لمشهد الحوار الدائر اليوم في صفوف الحركة الإسلامية لإحداث تقارب بين الإخوة الأعداء (الوطني والشعبي) يخرج بموجبه زعيم الحركة الإسلامية الترابي من المعتقل ويتم لمّ الشمل لتعود المياه لمجاريها، ووضعنا هذا داخل الإطار العام بجانب مشهد الحوار بين الأمة والمؤتمر الوطني قد تنزاح الغلالة الحاجبة بعض الشيء لتسفر عن صورة دراماتيكي يقع في بؤرتها وبقعة ضوئها تحالف عريض لقوى اليمين (الحركة الإسلامية / الأمة) وهو يحاول جاهدا الوصول لاتفاق يمكنه من فرض سيطرته على مقاليد الحكم في الفترة المقبلة وتهميش بقية القوى السياسية بطريقة ناعمة تحمي النظام القائم وتقيه من شر الإصابة القاتلة بعدوى الثورات التي تجتاح المنطقة وتسد الذرائع أمام معارضيه وتقيه خطورة المرحلة من منطلق أنه انفتح على بقية القوى السياسية وأتاح لها المشاركة في السلطة والدليل مشاركة حزب الأمة!!.
    ولعل السبب الرئيس في السباق المحموم لقوى اليمين لحسم خلافاتها وانجاز هذا التحالف قد فرضته المتغيرات المتسارعة للواقع الإقليمي (الثورات التي أتاحت مساحة مقدرة للقوى المنادية بالديمقراطية) بجانب الإحساس بالهلع والخوف العميق من ظهور قوى الهامش والأطراف وتأثيرها على المسار السياسي في البلاد لما لهذه القوى من عددية ورجال ذو تجربة عسكرية عركتهم الصراعات التي كانت دائرة في الجنوب والشرق والصراع الذي ما زال يدور في الغرب وما أفرزته تلك الصراعات من وعٍ مطلبي بات من العسير على المركز تجاهله أو إغفاله، أضف إلى ذلك حقيقة استمرار الحركة الشعبية (قطاع الشمال) بكل الزخم السياسي والتنظيمي كقوة سياسية فاعلة تتلاقى مصالحها وبرامجها مع قوى اليسار وتتناقض مع قوى اليمين ومخططاته.
    لقد فشلت الحملة الشعواء التي نظمها وقادها بضراوة الحزب الحاكم ضد الحركة الشعبية قطاع الشمال مستغلا إمكانية الدولة ومؤازرة منابر شيوفنية أوجدها وأمدها بالشرعية والدعم المادي مثل منبر السلام العادل وهيئة كبار العلماء لتعمل على سحب بساط الشرعية من تحت أقدام قطاع الشمال؛ وذلك بوصمه بالعمالة وتشويه صورة قياداته في الأذهان ولكن ذهبت كل تلك التدابير العدوانية أدراج الريح وظلت الحركة الشعبية ورجالها شموسًا تضيء الطريق لإنسان الهامش المظلوم.
    إن الخوف من القوى الحديثة التي يمثلها الحزب الشيوعي السوداني بالإضافة لمنظمات المجتمع المدني وبقية القوى الديمقراطية الأخرى ظل هاجسا تاريخيا يؤرق منام قوى اليمين وإذا ما أضيفت لهم الحركة الشعبية (قطاع الشمال) بإمكانيتها وخبرتها السياسية وقدراتها التنظيمية يكون هذا الهاجس قد تحول لكابوس وبعبع لا يقض منامها فحسب؛ بل يشعرها بالخطر والخوف الحقيقي على مستقبل وجودها السياسي، وما الحملة المستعرة من قبل النظام الحاكم لدعم مرشح المؤتمر الوطني ضد مرشح الحركة الشعبية في الانتخابات التكميلية لولاية جنوب كرد فان والزخم المصاحب لها إلا مظهر من مظاهر هذا الهلع والخوف الذي دفع برأس النظام نفسه لخرق آداب وقواعد اللعبة الانتخابية بتخصيص جل خطابه في مدينة المجلد للدعاية ودعم مرشح حزبه.
    لا شك أن الإمام الصادق يرى هذه الصورة عن قرب وملِّم بتفاصيلها، وقد يكون من المساهمين في رسمها داخل اللقاءات المغلقة التي تعددت في الآونة الأخيرة بالقصر الجمهوري، ومن هذه الزاوية يمكننا فهم إصرار الإمام على مواصلة الحوار وجهده المبذول لتعطيل الهبَّة الجماهيرية مما يشير ربما إلى قناعات جديدة قد تبلورت واستقرت في عقله ودفعته لاختيار القارب الإنقاذي المتهالك مع بعض التعديلات والإصلاحات التي يرها لتجنبه الغرق.
    والمرجح أن نظام الإنقاذ الذي يعاني من عزلة خارجية فرضها قرار محكمة الجنائيات الدولية الصادر ضد الرئيس وأزمات داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية وصراعات تنظيمية بين مراكز القوى في صفوفه وصلت حد تناطح قياداته علنًا على وسائل الإعلام سوف يسعى جاهدا لضم حزب الأمة لقاربه المترنح تعزيزا لقواه الخائرة ولكن الأكثر ترجيحا أن مجموعة (الصقور) الذين تمرغوا في نعيم وعز السلطة المطلقة زهاء الربع قرن من الزمان سيجدون صعوبة بالغة في التأقلم مع هذا الوضع، وإن ارتضوه على مضض ستكون نظرتهم لأمر التحالف مع الإمام تكتيكا ومرحليا يتجاوزون به مرحلة (العسر) الحالي، في انتظار مرحلة (يسر) قادمة تمكنهم من نفض اليد من قيد أجندته الوطنية كما فعل النظام المايوي مع الإمام نفسه من قبل!!.
    وحتى لو استطاع التيار المعتدل في المؤتمر الوطني أن يكبح جماح المتطرفين ويجعل من تحالفه مع حزب الأمة إستراتيجيا يقود لتكوين حكومة يمين ثيوقراطية لا تقر أو تعترف بالتنوع العرقي والديني والثقافي لإنسان الشمال كما صرح بذاك رأس النظام في إحدى خطبه يكون السودان قد دخل بحق مرحلة التشظي والشتات و (الصوملة) التي يدعي الإمام أنه بحواره مع النظام يجنب البلاد شرها.
    فواقع الحال الإقليمي والدولي لم يعد يسمح بقيام دكتاتورية مدنية ثيوقراطية ولم نعد في ستينيات القرن الماضي لتكرار مهازله السياسية - كحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه المنتخبين من البرلمان- فلقد جرت مياه كثيرة منذ ذاك الحين تحت أقدام قوى اليمين وظهرت قوى جديدة كانت مغيَّبةً قصرا عن مسرح السياسية السودانية قومها إنسان الهامش والأطراف الذي أضحى على وعي بحقوقه و استعداد للموت في سبيلها فالحرب والنجاح الذي أصابه الجنوبيين في انتزاع حقوقهم ودولتهم المستقلة أيقظ الآمال وأمد إنسان الهامش في كافة أطراف البلاد بوعي وإيمان راسخ بأن الحقوق تنتزع ولا توهب وما اندلاع أزمة دار فور إلا تعبير على رسوخ هذا المفهوم.
    إذا إستراتجية الإمام القائمة على تنفير الجماهير من مواجهة النظام والداعية للحوار معه خوفا من (الصوملة) و (المحرقة) كما يقول قد تكون سببا مباشرا في صنع هذا الواقع المرير خاصة إذا ما أوغل في الانجرار خلف مخططات المؤتمر الوطني وتخلى عن أجندته الوطنية وعلى رأسها تكوين حكومة قومية ذات قاعدة عريضة تستصحب في حشاها كافة ألوان الطيف السياسي لفرملة كرة اللهب المتدحرجة قبل أن يعم حريقها الوطن بأكمله والتجربة الليبية الماثلة أمامنا هي عنوان لحالة تتوفر شروط تكرارها على واقعنا السوداني الذي يعد أكثر تعقيدا وتأزما من الواقع الليبي بكثير.

    تيسير حسن إدريس 06/05/2011م
                  

05-08-2011, 03:39 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سر إصرار الإمام على مهادنة النظام!! تيسير حسن إدريس (Re: د.محمد بابكر)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de