هي جزء من قصيدة كتبها الشاعر اللبناني المصري ابراهيم الشدودي يندب فيها حظه الذي رماه في السودان ويشكو حاله ومآله. حيث جاء الشاعر الى السودان مرافقا لجيش الاحتلال بقيادة كيتشنر. و انتهى به الحال الى منطقة الرصيرص بالنيل الأزرق والتي عمل بها طبيبا في العام 1900. وردت القصيدة على صفحات كتاب بعنوان " آداب العصر في شعراء الشام والعراق ومصر" لمؤلفه سعد ميخائيل. وقد خدم ميخائيل بمصلحة البوستة والتلغرافات السودانية.
لا التقي في بلاد السود في سفري** الّا بذي حذر منها ومرتعد كنا اذا مسنا في يومنا ظمأ ** قلنا أيمهلنا ناب الردى لغد؟ في مهمه ينقضي صبر المجدّ به** وإن يكن من طوال الروح والجلد وعر تضل القطا فيه وما عرفوا** خريت قوم مشى في أرضه وهدي قفر كبحر مطايانا سفائنه** والآل من فوقه كالموج والزبد تسير في أرضه حولا وليس ترى** إلّاك والظعن بين العرش والجدد فكم طوينا الحشى فيه على سغب** وكم رقدنا به رأسا على عضد وكم وردنا أجاجا شربه عطب** وكم قضى مشمئز منه لم يرد يأتي النهار بحمر القيظ يحرقنا** والليل يغرقنا بالسيل والبرد وكم نهار شواني غيظه وبه**وددت لو أن لا جلد على جسدي ما زلت اسري وأغدو دائبا وانا** في صبر معتصم بالله متئد حتى رمت بي الأقدار في بلد** ما مثله فوق وجه الأرض من بلد فهو الجحيم الذي كنا نكذبه** والقيظ فيه الوقود الدائم الابدي والقوم في أرضه حاكوا أبالسة** في قبح خلق غريب الوضع مطّرد يفضّل السمع أصوات الحمير على** أصواتهم حينما يمسون في لدد مثل الخراف اذا قمنا نحاربهم** وكالذئاب اذا فازوا بمنفرد وحولنا وحش غاب لا يروّعها ** من جمعنا كثرة الاعداد والعدد فكم ليال قضيناها يؤرقنا ** تردد الروع من نمر ومن أسد ومن ضباع إذا ما أزّها سغب** تسطو علينا كما تسطو على نقد وتحتنا حشرات كلهنّ أذى ** مهما ابالغ في تعدادهنّ زد طوائف من بنات الأرض ليس لها** عد وأنّى لرمل البحر من عدد تكاد تخفي أديم الارض ان سرحت** كأنها والثرى جلد على جسد هي الرصيرص ينبوع الشقا وبها** من كل شر تلاقي زبدة الزبد كابدت فيها مشاقا لا يقاومها** صبر ولو أنه ذرع من الزرد والآن أحمد ربي إذ غدوت بها** كضيف يوم على الترحال معتمد قد كنت أرجو من الترحال تسلية** فلم تزدني سوى همّ على كمدي وقوّست فقرائي غربتي عوضا** من أن تقوّم ما عندي من الأود أسعى فأشقى وغيري قاعد و له** في كل يوم من الأيام كل يد ما دام في الأرض ذو ضنك وذو سعة** هيهات يخلو امرئ من وصمة الحسد
والقصيدة طويلة,,,
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 06-14-2011, 05:10 AM) (عدل بواسطة Marouf Sanad on 06-14-2011, 05:38 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة