|
|
 الفريق آدم حامد موسى :الحركة خائنة واليونيميس مظلة للتجسس على البلاد
|
حوار: نجلاء عباس
* كيف تنظر إلى تطورات الأوضاع في جنوب كردفان بعد الانتخابات؟
ــ لا شك أن الانتخابات سارت في جنوب كردفان بشكل طبيعي، ولكن عندما جاءت المحصلة النهائية أبدت الحركة الشعبية تذمراً وانسحبت، وهذا يدل على أنها حركة غير ديمقراطية، فكل الخطوات التي جرت في العملية الانتخابية كان أفراد الحركة شهوداً عليها، ويمثلون حضوراً دائماً في كل المراحل، وكنا نعتقد أنهم سيقبلون النتيجة إذا وفقوا أو لم يوفقوا.
أما الآن ما بعد الانتخابات، فنرى أنه لا مناص لهم، فولاية جنوب كردفان شمالية مئة بالمئة، وان التنمية التي تمت فيها لم تتم في أية ولاية أخرى، بدليل أنه في عهد أحمد هارون الذي لم يتجاوز ثلاثة أعوام تم إنشاء تنمية الطرق والخدمات سواء أكانت تعليمية، صحية، او خدمة عامة، كل ذلك جعل أهلها يتمسكون به بدلاً من موالاتهم للحركة.
* لماذا لجأت الحركة لانتهاج الحل العسكري لحل أزمة أبيي عقب هجومها الأخير على قوات الأمم المتحدة والقوات المسلحة؟
ــ هي حركة بطبعها غادرة، والهجوم على الجيش السوداني والقوات الأممية يدل على أنها حركة خائنة، وما تم من اعتداء عمل مدبر، فليس من المفترض وجود أية قوة من الجيش الشعبي في ابيي، فمنذ توقيع الاتفاقية في 2005م تم الاتفاق على وضع قوات مشتركة مهمتها أن تحفظ الأمن الى التاسع من يوليو نهاية الفترة الانتقالية، ولكن الحركة لم تلتزم بالاتفاقية، ونشرت قواتها في مواقع غير تابعة لها، وما قامت به القوات المسلحة هو أقل جزاء يستحقونه.
* هل يعتبر هجوم الجيش الشعبي خرقاً للاتفاقية؟
ــ أكيد، لأنهم عندما هاجموا الجيش كان ذلك على حين غرة وخيانة، فالجيش يستعد للخروج مع قوات أممية وغير جاهز لهذا الهجوم، وتم غدره من الخلف.
* جاء في الأخبار أن اليونميس دعمت هجوم الحركة على القوات المسلحة.. كيف تقرأ ذلك؟
ــ اليونميس «تلعب بضنبها» كما يقول المثل، فهي مستخدمة مظلة للتجسس على أعمال القوات المسلحة ومد الحركة بمعلومات. وهي غير نزيهة، كما أن هناك شكاوى كثيرة ضدها في شمال دارفور وجنوب دارفور وليس جنوب كردفان فحسب، وتفتقد للمصداقية، وبكل تأكيد هي توالي الحركة الشعبية.
* بوصفك خبيراً عسكرياً ما هي التكتيكات التي انتهجتها الحركة في إطار خروقاتها المتكررة في المنطقة؟
ــ هي تكتيكات عسكرية متكررة ومتشابهة، ولكن فيها نوع من الخيانة، ولم نحسب أنه بعد الموافقة لهم على الانفصال وزيارة رئيس الجمهورية ومخاطبته لأهل الجنوب، أن يغدروا وتكون في نيتهم هذه الضربة التي تعرض لها الجيش السوداني، فكانت أشبه بالإبادة.
* هل برأيك ما قامت به الحركة من اعتداء جزء من مؤامرة دولية لجر الحكومة نحو «الفصل السابع» والتدخل العسكري؟
ــ من المؤكد أن هناك مؤامرة دولية تقودها جهات معلومة تسعى وتعمل على تقسيم السودان إلى خمس دويلات، لكني لا أعتقد أن القصد هو جر السودان الى الفصل السابع، فاليونميس ليست لديها السلطة على تطبيقه.
* بم تعلق على تهديدات أمريكا وفرنسا بشأن قضية أبيي؟
ــ من الواضح أن هناك تحيزاً واضحاً من أمريكا الى جانب الحركة الشعبية، وكل ما يجري في أبيي من بنات أفكارها، وتعتبر هذه فرصتهم الأخيرة للضغط على السودان، لكن هيهات فنحن لدينا الحق في أن يدافع الجيش عن نفسه في أي مكان داخل حدود 1/1/56م، كما له الحق في أن يحمي السودان الشمالي وأبيي مازالت شمالية، فنحن ليس لدينا أي اتفاق معهم بخصوصها. وسيبقى الجيش في أبيي الى حين معالجة القضية.
* ما هو تقييمك لزيارة مجلس الأمن الدولي الأخيرة للبلاد؟
ــ في اعتقادي أن مجلس الأمن لا يقدم ولا يؤخر، وبالنسبة لنا زيارته فاشلة وليست ذات قيمة. وسوزان رايس هذه تأتيك بوجه وتخرج لتعكس وجهاً آخر، وكل شيء يفسرونه لمصالحهم. وطيلة وجودها في هذا المنصب لم ينل السودان خيراً منها.
* من خلال المعطيات الحالية كيف ترى واقع ومستقبل العلاقة مع دولة الجنوب؟
ــ حكومة الجنوب ما لم تغير سياستها هذه فسوف تكون هي الخاسرة، وقيادات الحركة تحكم الجنوب بفهم الغابة، والسودان الشمالي أعطاها فرصة كافية منذ التوقيع على الاتفاقية في عام2005م. وكان بإمكان الجنوب التحول الى جنة لكنهم لم يقدموا له أية خدمات، وانصب اغلب جهدهم في أن يعالجوا قضاياهم الشخصية وقضايا قياداتهم ويقوموا بالتسليح والتجهيز للحرب، فالسودان دولة قوية لا تخيفها تهديدات، فمنذ الاستقلال كانت القوات المسلحة تدافع عنه بشراسة ولم تنهزم على الإطلاق.
* هل يمكن أن تنشب حرب بين الشمال والجنوب في ظل تطورات الأوضاع الأخيرة؟
ــ كل الاحتمالات واردة.. ويحتمل أن تكون حكومة الجنوب قد تعلمت الدرس، ويحتمل أن تقوم بدفع من التيارات بداخلها بإشعال الحرب، وفي حالة حدوث الاحتمال الثاني سندافع عن السودان بجسارة.
* ماذا عن آخر التطورات في دارفور؟
ــ هناك تقارب في وجهات النظر بين الحكومة والحركات المتمردة، وتمت الدعوة لمؤتمر جامع تعرض فيه الوثيقة النهائية للحل بالدوحة. ونتمنى أن يكون فيها حل لأهل دارفور «الحوار أجري قبل انعقاد مؤتمر أهل المصلحة بدارفور».
يقال إن هناك اتفاقاً تم بين عبد الواحد ومني أركو مناوي لإسقاط النظام.. ما هو تعليقكم على هذا الاتفاق؟
*ــ هذا اتفاق لا معنى ولا قيمة له، وإنما هو للاستهلاك السياسي والمحلي فقط، وعبد الواحد ليست له قوات على الارض، وماذا قدم مناوي خلال أربع سنوات للسودان او لدارفور أو حتى لقواته عندما كان كبير مساعدي رئيس الجمهورية؟ لم يقدم شيئاً، وفقد رجاله وموقعه الآن وكل شيء.
* هناك اتهام لأبناء دارفور بأنهم المسؤولون عن حريق دارفور وما وصلت إليه من تردٍ في الأوضاع؟
ــ حريق دارفور هذا أشعله منذ البداية عبد الواحد ومني، وقبل مني كان عبد الله ابكر وهو القائد الميداني وعبد الواحد القائد السياسي، وهو سبب هذه الفتنة، واكتووا هم بنارها تماماً، وما لم يأتوا ويوقعوا على الاتفاقية فسوف تتعرض دارفور الى الحرب. وما حدث في دارفور من دمار يحتاج الى خمسين عاما لتصل الى ما كانت عليه. وعليهم أن يجنبوا دارفور هذه المزالق لتلحق بقية الولايات في النماء والاستقرار الأمني لمواطنيها.
* نرجع بك مرة أخرى للهجوم على أبيي وأثره على القضايا الخلافية بين الشريكين؟
ــ في كل الأحوال السودان لن يخسر، بل الخسارة الحقيقية هي للجنوب. ونحن لا ينقصنا شيء، فمثلا «العملة حقتنا وماشين فيها» وإذا أردنا أن نغيرها يكون ذلك باختيارنا. اما البترول فليبحثوا لهم عن طريق آخر لتصديره، او فليحملوه على «صفائح» لأن خط التصدير عن طريقنا. والسودان لن يتأثر لأنه غني بخيراته ولا يحتاج إلى بترول الجنوب الذي عمره عشر سنوات، وليس لديهم مورد غيره، وإذا توقف ضخ البترول في الجنوب ليوم واحد فسوف يجوع أهله.
* كيف تقيِّمون نتائج الوفد الذي ارسلتموه للولايات للتباحث حول الدستور الدائم للبلاد؟
ــ إن الدستور الحالي الذي يحكم السودان هو دستور 2005م المعدل، وبعد الانفصال سننشئ دستوراً دائماً لدولة السودان، وجاء الوفد الذي أُرسل بخصوص هذا الدستور بمجموعة من آراء المجالس التشريعية وولاة الولايات والمثقفين وفئات مختلفة من المجتمع، وعقدنا لهم أكثر من جلسة، وجمعناهم مع بعضهم، ورفعنا التوصية للجهاز التنفيذي، وبعد أن تجيزها الهيئة التشريعية نجيزها نحن بحسب ما تخدم مصالح مواطني الولايات، كما ان هناك تعديلات كثيرة أُدخلت في هذا المشروع، خاصة الحكم الفدرالي الراشد الذي تتبعه دول العالم المتقدمة.
* ما هو وضع مجلس الولايات في الدستور القادم؟
ــ بعد انفصال الجنوب تقلصت من المجلس عشر ولايات، وستُضاف الولايتان اللتان أجيز قانون إنشائهما بإقليم دارفور، وسيتم اختيار ثلاثة أعضاء من كل ولاية، واقترحنا نسبة أن يتم تعيين «20%» منهم بواسطة رئيس الجمهورية في حدود «19» عضواً. والهدف منه إنشاء مجلس يطابق مجالس دول العالم المتقدمة، لأن مجلس الولايات أو ما يسمى بمجلس الشيوخ هو خلاصة الحكم والحكمة في الدول، حتى أن هناك بعض الدول تعين الرؤساء والوزراء السابقين حتى تستفيد من خبراتهم. وقُدِم هذا بوصفه مقترحاً من ضمن المقترحات الجديدة.
* هل هناك أي اتجاه لإشراك القوى السياسية في المجلس بعد الانفصال؟
ــ حالياً لا، لأن فترة المجلس لم تنقضِ بعد وتبقت منها أربعة أعوام، وبعدها يأتي أعضاء منتخبون، وسمي بالمجلس الأعلى لأنه يعالج القضايا الكبرى ويقدم المقترحات القوية. وفي الفترة الحالية غير متوقع إدخال أي شخص بالتعيين .
-------
الانتباهة
|
|
 
|
|
|
|
فيصل أحمد سحنون
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست