تقرير عن اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين/ إعداد: مني بكري أبوعاقلة - زوجة الصحفي أبوذر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاستاذ أبوذر على الأمين ياسين
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2010, 02:03 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تقرير عن اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين/ إعداد: مني بكري أبوعاقلة - زوجة الصحفي أبوذر

    16 – 24 مايو 2010م







    في يوم الاحد 16مايو 2010م، الساعة 09:00 صباحاً حضر لمنزلنا ثلاثة رجال وعرفوا بانفسهم انهم صحفيين زملاء لأبوذر ويريدون رؤيته. وبما أننا نعلم أن أبوذر تلقي مكالمات هاتفية كثيرة – قبل أسبوع- من ضباط في جهاز الأمن باستدعائه لمكاتبهم وكنا نتوقع اعتقاله في أي لحظة، وأصبحنا في حالة من الترقب والحذر . قابل الثلاثة صحفيين (كما أدعوا) شقيق أبوذر (أنس)(المحامي) طالبين رؤية أبوذر، رد عليهم أنس قائلا: أن أبوذر غير موجود بالمنزل (مع العلم أن أبوذر كان موجودا بالمنزل). قال أنس أن حدسه أنبئه أن هؤلاء الرجال ليسوا بصحفيين وهم ينتمون لجهاز الأمن. أخبر أنس أبوذر بأن ضباط من جهاز الأمن يريدون اعتقاله وتوجس الجميع من ذلك. اتفق رأي جميع أفراد الأسرة وأقترحوا لأبوذر بأن يهرب من المنزل. رفض أبوذر فكرة الهروب ومغادرة المنزل، وتبريره لذلك، أنه إن هرب فسوف يعرض الأسرة كلها لخطر لا يعلم عواقبه، والتمس منّا بأن لا نعترضهم. بعد حوالي نصف ساعة من ذلك، طرقوا الباب مرة ثانية وقابلتهم أخت أبوذر (نوال)، قالوا لها نحن ضباط من جهاز الأمن نريد تفتيش المنزل. سمحت لهم بالدخول ولم يبرز ضباط الجهاز أي بطاقة أو إذن بالاعتقال أو أذن بتفتيش المنزل. وواصلوا تفتيشهم وقلبوا المنزل رأساً علي عقب. أثناء ذلك وجدوا أبوذر وسألوه: نحن نبحث عن أبوذر!!! أجابهم أنا أبوذر، وقالوا له نحن ضباط من جهاز الأمن نريدك أن تذهب معنا لنتناقش في أمر ما. سأله أحدهم قائلاً: أين اللاب توب؟؟. رد أبوذر: اللاب توب في جريدة رأي الشعب. مد أبوذر يده لجيبه وأخرج موبايله وسلمه لنا. تقدم أبوذر ضباط الجهاز للخروج من المنزل، وأثناء ذلك رجع واحد من ضباط الجهاز قائلاً: نريد الموبايل، وسلمناه لهم. لم يبين لنا ضباط الجهاز إلي أين سوف يذهبون بل خرجوا مغادرين ولا نعلم إلي أين!!!!!!.

    أبنائي الثلاثة (رؤي 16 سنة، أحمد 12 سنة وعلي 9 سنة) كانوا في حالة من الرعب والهلع وأصروا علينا بأن نذهب لاحضاره أو لرؤيته، أوضحنا لهم أننا لا نعلم مكانه ووعدناهم بأن نذهب للبحث عنه. والدة أبوذر كانت الاشد قلقاً وخوفاً، وتوجسنا عليها خاصة أنها مريضة تعاني من سرطان الثدي، وخرجت لتوها من المستشفي بعد عملية جراحية كبيرة (نزع الرحم) بأثر سرطان الثدي. أجرينا اتصالات كثيرة ومتعددة بأصدقاء لمساعدتنا محاولين معرفة مكانه ولم تجدي نفعاً. في يوم 19 مايو 2010م، ذهبنا لرئاسة جهاز الأمن والمخابرات (أم، زوجة، أخ وأخت)، حاملين طلب زيارة مكتوب من الأسرة وفحواها أننا نريد زبارته والاطمئنان عليه، سلمنا الطلب لموظف بالاستقبال، أخذ الوظف الطلب ودخل به، بعد 7 دقائق حضر أحد أخر وأخبرنا أن هذا الشخص قد لا يكون موجودا هنا، والمفروض أن تكتبوا طلب استفسار وليس طلب زيارة. والدة أبوذر بكت بشدة وأخبرته أنها مريضة جداً وتود رؤيته وإدخال ملابسه وما يحتاج إليه، رد عليها قائلا: إذا أبوذر عنده أطفال صغار وأم مريضة لماذا لم يراعي لهم وليه أبوذر بيعمل كده!!!!!!. في اللحظة كتبنا طلب استفسار وسلمناه له. بعد فترة قال لنا: أنا حأحاول أن أدخل لأبوذر الشنطة التي تحملونها، إذا الجماعة وافقوا ولكن علي شرط أن لايكون فيها سبحة أو سروال بتكة ولا كباية قزاز أو زجاجة عصير. أخذ الموظف الشنطة ودخل بعد حوالي 5 دقائق رجع بالشنطة قائلاً: أن الجماعة قالوا ما في أي طريقة وسلمنا الشنطة. بل أكد قائلاً: يا جماعة أبوذر ده ما عندنا ولكنه احتمال بكون بسجن كوبر. بعد ذلك سألناه عن طلب الاستفسار وقال لنا سوف نتصل بكم ونفيدكم، ولم يتصل بنا أحد.

    يوم الخميس 20 مايو 2010م، الساعة 11 صباحا اتصل أبوذر بشقيقه أنس من هاتف -أخبرنا لاحقا انه يخص وكيل نيابة بأمن الدولة اسمه خالد بله- وأخبر أبوذر (أنس) بأنه تم تحويله من جهاز الأمن لنيابة أمن الدولة، وأكد أبوذر لأنس بأن يحضر ومعه ضامن، حسب توجيه وكيل النيابة. ذهب (أنس) لرؤية أبوذر حوالي الساعة 11:30 صباحاً بنيابة أمن الدولة بالخرطوم (3)، بصحبة ضامن. في الاستقبال سأل أنس عن أبوذر وأخبروه بأن يقابل رئيس النيابة. قابل أنس رئيس النيابة (أسامة) الذي أفاده أن أبوذر خرج بصحبة وكيل النيابة المسؤول عن التحري (خالد بله) للمحكمة لكتابة الإقرار القضائي. أخبرني أنس (وهو محامي) أنه اندهش جدأ وصعق لذلك الكلام، وتساءل في نفسه كيف يجبروه علي ذلك !!!!!!. خرج أنس من النيابة ورجع لها ثانية الساعة 3، وقابل وكيل النيابة (خالد بله) المسؤول عن التحري. تحدث وكيل النيابة لأنس شارحاً طبيعة التهم الموجهة لأبوذر بأنها تهم كبيرة وبها مواد تصل عقوبتها للاعدام والسجن المؤبد ولا يجوز فيها إطلاق السراح بالضمان. أضاف وكيل النيابة بأن التهم الموجهة هي: المادة (50) من القانون الجنائي (تقويض النظام الدستوري) والمادة (53) التجسس علي البلاد، والمادة (65) منظمات الإجرام والإرهاب، والمادة (66) نشر الاخبار الكاذبة والمادة (69) الاخلال بالسلامة العامة، والمادة (5) من قانون الارهاب، إضافة لمخالفة مادتين من قانون الصحافة والمطبوعات. كما تم فتح بلاغ ضد أبوذر من أحد ضباط الجهاز والمادة (139) أذي جسيم، من القانون الجنائي، حيث أن أبوذر أثناء تعذيبه بجهاز الأمن اشتبك مع أحد الضباط وعضه في أنفه.

    طلب (أنس) الإذن من وكيل النيابة بأن يحضر ملابس لأبوذر وخاصة أنه منذ اعتقاله لم يغير ملابسه، سمح وكيل النيابة (خالد) لأنس بالحضور في المساء لزيارة أبوذر وإحضار ما يلزمه. حضر أنس الي المنزل وأخبر الجميع بأن أبوذر تم تحويله لنيابة أمن الدولة وهو بخير. أخذني (أنس) جانباً بعيدا عن باقي الأسرة وأخبرني بأنه لاحظ أن أبوذر تعرض لتعذيب قاسي من ضباط جهاز الأمن ولكنه لم يتمكن من رؤيته منفرداً لاطلاعه بالتفاصيل. لم أتمكن من إمساك دموعي من هول الصدمة وسريعاً تماسكت نفسي حتي لا يلاحظ أحد شيئاً. قلت لأنس: في الوقت الراهن لا نستطيع أن نخبر والدتك أو أولادي بهذا. في نفس اليوم الخميس حوالي الساعة السابعة حضرت برفقة (أنس) وطلبنا من موظف الاستقبال بنيابة أمن الدولة مقابلة أبوذر. سمح لنا أحد أفراد المباحث – كما عرفوا أنفسهم- بالجلوس بمفردنا في غرفة مجاورة للاستقبال بحيث يتمكنوا من رؤيتنا. وبين فترة وأخري يحضر واحد من أفراد المباحث بالقاء نظرة علينا بالداخل. بعد دقائق دخل علينا أبوذر لم أصدق عيني ما رأيت فقد بدأ شاحباً، مسودأ الوجه، نحيلاً ويبدو أنه في أربعة أيام قد فقد وزناً كثيرا، كما أنه واضح الأعياء جداً. تقدم إلينا وهو يجر رجله اليمني جراً ولا يستطيع الوقوف مستقيم الظهر وكان منحنياً وظهره لأسفل. تماسكت نفسي جدا من ألا يري أبوذر دموعي فيضعف. ولكنه بدأ عليه الجلد والثبات ورأيته متماسكاً الامر الذي سهل عليً كثيراً إبعاد ألمي وجزعي. سلم أبوذر علينا وجلس وبدأ متلهفاً ليعرف أن الجميع بخير، طمأناه بأننا بخير. ثم أنهلنا عليه بالأسئلة ليروي لنا ماحدث معه منذ لحظة مغادرته المنزل؟.

    ذكر أبوذر أنه ركب معهم في عربة بوكس ثم عصبوا عينية حتي لا يعلم إلي أي جهة سوف يقتادوه. وقال انهم وصلوا إلي مكان ودخلوا وهو معصوب العينين ولا يعلم أين هذا المكان!!!!. بعد دقائق أحضروا زميله الصحفي بجريدة رأي الشعب (أبوجوهرة) وذهبوا بهم الي عيادة داخل المكان وهناك أمروا الطبيب بأن يأخذ منهم دم!!!!! استعجب أبوذر من فكرة أخذ الدم، فهو لايدري لماذا؟ ولاي غرض أخذ الدم!!! وسأل الله أن لا تكون الأبر ملوثة بالايدز أو ما شابه. داخل العيادة أخذ الضباط يضربونهم بالكفوف علي وجوههم وبالركلات بالارجل أمام الطبيب. ثم بعد ذلك أخذوهم الي مكتب للتحقيق. تم فصل أبوذر عن أبوجوهرة في التحقيق. ذكر أبوذر أن التحقيق استمر لحوالي الساعتين ولم توجه له تهمة قط، بل أسئلة حول مقالات صحفية كثيرة كتبها ونشرها. ولكنهم ركزوا شديداً علي مقال بعنوان، الانتخابات...فوز علي عثمان وليس البشير، وسألوه عن من هو مصدر المعلومات التي ذكرها بالمقال. رد عليهم بأنه لا يوجد أي مصدر وأن هذا تحليل وربط لاخبار منشورة بالصحف.

    قال أبوذر أن التحقيق معه تم عبر اربعة مكاتب ومع عدد يقارب ال12 من ضباط جهاز الأمن. فأصبح يدخل ويخرج من مكتب لمكتب. أشار أبوذر أن أكثر ما أزعجه أثناء التحقيق أنهم سألوه عن أولاده، ما هي أسمائهم؟ وأعمارهم؟ وفي أي المراحل الدراسية؟ وبأي المدارس يدرسون؟ ثم زوجته ماذا تعمل؟ ثم أخوانه وأخواته ماذا يفعلون؟؟؟. قال أبوذر أنه قلق أشد القلق من أن مكروه قد يحيق بنا أو يتم اختطاف أحد من أولاده أو أخوته، كوسيلة لممارسة الضغط عليه!!!!.

    بعد ذلك اقتادوه لخارج المكاتب في ساحة وأمروه بأن يقف ويديه لأعلي، وكانت الساعة حوالي الثانية عشر ظهراً، وظل واقفاً في الشمس الحارة حتي قاربت الشمس علي المغيب، أي ما يقارب الساعة السادسة. ثم بعد ذلك أخذوه لمكتب وأمروه بأن يقف ووجهه للحائط مع رفع الايدي لأعلي، ونفذ ما أمروه به. ذكر أبوذر أن ظهره كان بمواجهة ما يقارب ال6 من ضباط الجهاز. وقالوا له بأن يكتب كل ما قاله في التحقيق وهو بهذا الوضع معلق اليدين في الهواء، رد عليهم لا أستطيع فما كان من واحد منهم إلا ان صعقه بالكهرباء عن طريق جهاز في منتصف الظهر. أثناء ذلك حضر أحد الضباط من أمام أبوذر وبدأ في الضرب علي وجهه مع استفزازه بألفاظ نابئة. قال أبوذر أنه استشاط غضباً ورد الضربة علي الضابط، فما كان من الضابط إلا أن خنقه بقوة من رقبته حتي أنه لم يستطع التنفس وحاول أبوذر الفكاك منه ولكن القبضة كانت قوية، فعض أبوذر الضابط في أنفه، حتي أفلت الضابط أبوذر. وغضب جميع من بالغرفة وبدأوا ينهالون عليه باللكمات من كل جانب وبين فينة وأخري، من صعق بالكهرباء في مناطق مختلفة من ظهره حيث تركزت في المنتصف ومؤخرة الظهر، ثم صعقة أخري في أعلي الظهر. وأكد أبوذر أن الصعقات الكهربائية كانت قاسية جداً واستمرت مدتها طويلاً. قال أبوذر أنه خرّ مغشياً عليه ووقع أرضا في حالة بين الوعي واللاوعي ولكنه يشعر بتواصل الركلات بالارجل في رأسه وبطنه وكل جسمه، أثناء ذلك أحضروا ورقة وأمروه بأن يوقّع عليها. ذكر أبوذر أنه وقّع علي الورقة دون أن يُسمح له بمعرفة فحواها أو تسمح له حالته بقراءتها. ذكر أبوذر أنه قضي ليلاً لا يعرف أهو حي أم ميت!!!.

    في الصباح استيقظ علي صوت ووجد أبوهريرة بجانبه وهو يشكو آلاماً بجسمه. بعد دقائق حضر أحد ضباط الجهاز وأخبرهم أن كان يشتكون شيئاً أو ألماً، بأنه سوف يجعلهم يذهبون لزيارة الطبيب. قال أبوذر أنهم فرحوا جداً بما سمعوا، وخاصة أنهم يعانون ألام حادة في الرأس والظهر والارجل والبطن. ردوا (أبوذر وأبوجوهرة) ألا مانع لديهم، لزيارة الطبيب، ذهب بهم الضابط لعيادة الطبيب، وجدوا اثنين من الضباط هنالك وسألوهم: هل تريدون زيارة الطبيب، أجابوا نعم. ثم انهالوا عليهم بالضرب باللكمات بالابدي علي وجوههم وظهورهم لمدة تقارب الساعة. بعد ذلك اقتادوهم لحجرة وحبسوهم بها. أحضروا لهم في ذلك اليوم وجبتين فول. في صباح اليوم الثالث حضر أحد الضباط مستفسراً إن كانوا يعانون أو يشكون ألماً فيذهب بهم لعيادة الطبيب. ذكروا له بأنهم بخير ولا يشتكون شيئاً، وذهب الضابط. ذكر أبوذر أنه عِرف أن مسألة الطبيب هذا ما هي إلا حيلة من الحيل لتلقي المزيد من الضربات. في اليوم الرابع للاعتقال وهو يوافق يوم الاربعاء 19 مايو 2010م، تم اقتياد أبوذر وأبوجوهرة إلي غرفة وهنالك وجدوا أشرف وناجي (زملاءهم الصحفيين من جريدة رأي الشعب)، ولم يسمحوا لهم بالتحدث لبعضهم البعض. أحضر اثنين من الضباط ورقاً وأمروهم بالتوقيع عليه. قال أبوذر انه تعهد بعدم التحدث عما حصل لهم أو ذكر أي شيء حول اعتقالهم بجهاز الأمن. وقعوا جميعاً علي الورق. بعد ذلك قاموا بتعصيب عيونهم. ذكر أبوذر أنهم أخذوه ليركب عربة وذهبوا به، ولا يعلم إلي أين!!!!.

    قال أبوذر أنهم وصلوا مكاناً دخله وهو معصوب العينين، ثم فتحوا له عينيه ليجد نفسه أمام رجل عرّف عن نفسه بأنه وكيل نيابة بنيابة أمن الدولة. قضي أبوذر أمسية الاربعاء في حراسة نيابة أمن الدولة. في صباح يوم الخميس 20 مايو 2010م طلب أبوذر الاتصال بأسرته وبما أن موبايله تمت مصادرته من قبل جهاز الامن، فأستأذن من وكيل النيابة السماح له بالتحدث إلي أحد أفراد أسرته. سمح له وكيل النيابة بذلك. بعدها أخبره وكيل النيابة بالتهم الموجهة ضده بخصوص المقال الصحفي الذي كتبه، وبأنه سوف يذهب معه للقاضي للادلاء بإقرار قضائي. ذهب أبوذر معه للاقرار القضائي، وقابل القاضي الذي سأله عن المقال وعن من هو مصدر المقال الذي كتبه؟؟؟؟، رد أبوذر قائلا: ليس هناك مصدر وأن هذا تحليل صحفي عادي. بعد ذلك تمت إعادته لحراسة نيابة أمن الدولة.

    عند زيارتنا الاولي لأبوذر يوم الخميس المساء، طلبنا الاذن بأن يسمحوا لأسرة أبوذر ولوالدته بالحضور يوم الجمعة لزيارته. اتصلوا بوكيل النيابة ووافق علي ذلك. طلبنا من وكيل النيابة عرض أبوذر علي الطبيب نسبة لسوء حالته الصحية. وأكد لنا أن لحظة دخول أبوذر للنيابة أنهم عرضوا عليه ذلك ولكنه رفض. أصريت علي إصدار أورنيك (8) من البوليس لاثبات الاذي الجسيم الذي لحق به من جراء التعذيب في جهاز الأمن، كما طلبت بعرضه علي طبيب بغض النظر عن موافقته أو لا!!!!!. اتصل أحد أفراد المباحث – كما عرفوا أنفسهم- بوكيل النيابة (خالد) والذي أذن لهم بزيارة مستشفي الشرطة في يوم الجمعة. حضرت بوم الجمعة 21 مايو 2010م صباحاً الساعة 08:30 وقالوا لي أنهم منتظرين حضور عربتهم للذهاب للمستشفي. ذهبت للمنزل علي وعد أنني سوف أحضر بعد ساعتين ومعي أولادي ووالدته للاطمئنان عليه، وهم لا يعلمون بسوء حالته الصحية. حضرت فعلا، واستفسرت ووجدت أنهم قابلوا به طبيب عمومي. ذكر أبوذر أنه شرح حالته للطبيب العمومي، الذي وجههم بعمل فحص للبول وكانت نتيجة تشخيص الطبيب العمومي أن البول به كمية كبيرة من الدم، كما هناك رضوض بالجسم ويعاني من مشكلة في الاخراج وانتفاخ بالبطن، أعطوه بعض الادوية والمسكنات.

    حضرت يوم السبت صباح 22 مايو 2010م للاطمئنان عليه، وقابلته وسألته عن صحته فقال لي: أنه مازال لا يستطيع النوم ليلاً، ويتبول دماً وأن هنالك آلام بالظهر وآلام حادة بكليته اليسري ومازالت مشكلة الإخراج قائمة. أخبرته أن حالته تستدعي معاينته وعرضه علي أخصائيين استشاريين. أخبرنا وكيل النيابة الذي قال أن هناك صعوبة في ذهابة المستشفي يوم السبت ولكنه يوم الاحد سوف ينظر في الأمر.

    حضرت يوم الأحد الموافق 23 مايو 2010م لنيابة أمن الدولة، حوالي الساعة 09:00 صباحاً، قابلت وكيل النيابة (خالد) ، وشكرته علي حسن تعاونهم معنا والسماح لنا بالزيارة، وذكرته بوعده اليوم بذهاب أبوذر لمعاينة الطبيب الاخصائي. أجابني قائلا: أنه أحترم أبوذر كثيراً وقدّره، ولكنه أعطاني فرصة وسمح لي برؤيته وأنني أساءت استعمال هذه الفرصة وذهبت للاعلام، وأكد أن نتيجة ذلك تجعله يتعنت معي ويمنعني من الزيارة كلياً إلا بتقديم طلب لوكيل أول النيابة وليس له هو، لأنه متحري . واصل قوله بأنه منزعج من مسألة الاعلام هذه وأننا لا يصح بنا ان نذهب بهذا الأمر للاعلام وخاصة أن في ذلك مساس بسيادة الدولة. تجاهلت ما سمعت ولم أرد عليه، واكتفيت بقولي: أن حالة أبوذر الصحية سيئة ولابد من معاينة طبيب أخصائي وأنني كزوجة قلقة جداً من شكواه الدائمة بعدم النوم ليلا ومن ألام بكليته ومن تبوله دماً. قال لي أن مسألة ذهابه للدكتور بها صعوبة!!! قلت له ماوجه الصعوبة، أبوذر عنده تأمين صحي ويمكنكم الذهاب به لمن تشاءؤن. قال: لا نسمح للاخصائيين العاديين برؤية المتهمين وإذا استدعي الامر نحن عندنا أخصائيينا ونستطيع أن نحول المرضي لهم. رديت عليه: ممتاز، نوافق علي عرضه لأخصائييكم، وليس هناك مانع. رد عليّ: اليوم الصباح أنا قابلت أبوذر ورايي أن حالته (كويسة) وما محتاج يقابل أخصائي. قلت له: أنت ما دكتور لتقرر ما إذا كانت حالته تحتاج أو لا تحتاج. رد عليّ: أنهم ذهبوا به لطبيب عمومي وهو من المفترض أن يحوله لأخصائي إذا كانت فعلا حالته بتحتاج لزيارة أخصائي، ولكنه لم يفعل، مما يعني أنه كويس. شعرت أن النقاش ميئوس منه وأنهم لن يعرضوه علي طبيب أخصائي.

    انتظرت بالاستقبال لاستدعاء أبوذر وأثناء ذلك لمحت (أبوبكر عبدالرازق) المحامي ومعه د. محمد العالم وبارود صندل المحامي، حيوني وطلبوا من وكيل أول النيابة (سامي) بالسماح لي بحضور جلسة النقاش. عرفوني بوكيل أول النيابة (سامي) بأنها زوجة أبوذر. أكد وكيل أول النيابة أن لي الحق في زيارته في أي وقت أشاء. بدأ المحامون بالاستفسار عن التهم الموجهة ضد أبوذر، كما تحدثوا عن البينات التي تدعم توجيه التهم. وكيل أول النيابة (سامي)، طلب حضور وكيل النيابة (خالد) المتحري المسؤول عن ملف التهمة. حضر خالد ورد حول التهم وأفاد بأن البينات التي قدمتها النيابة للتهم، تنحصر فقط حول المقال الصحفي الذي كتبه أبوذر. وذكر أن دوره ينحصر فقط في التحري، ومن الآن هو ليس بوكيل نيابة ولكنه متحري فقط، وأن البلاغ مازال تحت التحري. رد عليه أبوبكر عبدالرازق المحامي، بأن دور النيابة الاشراف علي التحري ومباشرته وقد يكلف أخرون عنه بالتحري.

    ذكرت لوكيل أول النيابة (سامي)، حق أبوذر في معاينة أخصائين. رد وكيل النيابة (خالد) بأن حالته لا تحتاج. وهنا قال وكيل أول النيابة : أنا ما عايز كلام كتير من هنا وجاي أي زول عنده حاجة يجيبها مكتوبة. وأشار موجهاً حديثه لي: أكتبي طلب ووديه لوكيل النيابة خالد. كتبت الطلب وسلمته لوكيل النيابة خالد والذي أرفقه مع ملف أبوذر. انتظرت وكيل النيابة خالد بأن يرد علي الطلب وظللت جالسة بالاستقبال، علي أمل أن يبت في الطلب الذي كتبته. بعد ساعتين رءأني وكيل النيابة (خالد) وناداني لمكتبه، حضرت إليه، حيث يوجد بمكتبه 3 رجال. وانتهرني بشدة وغضب قائلا: الزيارة عندها مواعيد وما سايبة ولا نسمح بالزيارات الطويلة، ومن بكرة تكتبي طلب بالزيارة وتعرضيه علي وكيل أول النيابة أو رئيس النيابة. ذكرت له بأنني عادة أطلب أذن الزيارة منه. رد قائلا: أنا الآن متحري فقط بالبلاغ وليس وكيل نيابة.

    في يوم الأحد 23 مايو 2010م، ذهبنا لفتح بلاغ أمام نيابة أمدرمان شمال ضد جهاز الامن لتعذيبه أبوذر. تم تسجيل عريضة الدعوي ودفع الرسوم، وتم تحويل العريضة لوكيل أول نيابة أمدرمان شمال، مولانا (هند). رفضت تصريح العريضة، وأصدرت أمراً بإرجاع رسوم العريضة وقالت أنها ترفض فتح بلاغ بحجة عدم الاختصاص. ذكر (أنس،) أن مهمة النيابة هي فتح البلاغات والتحري فيها. طلب منها كتابة رفضها هذا وتدوينه علي العريضة ولكنها امتنعت عن فعل ذلك.

    اليوم الاثنين 24 مايو 2010م ذهبت لمقابلة أبوذر، وقدمت طلب مكتوب لوكيل أول النيابة الذي قال لي بأن أقدم الطلب للمتحري (خالد)، قلت له أن المتحري أخبرني بأن أقدم الطلب لك وهو متحري فقط. استلم مني الطلب وقال أنه سوف يرفقه بالملف. سألته عن الطلب الذي قدمته أمس بأن يتم عرض أبوذر علي أخصائي، أفادني أن المتحري هو المسؤول عن ذلك، وغادرت دون أن أري أبوذر أو اعرف عن حالته.

    Quote: . أثناء ذلك حضر أحد الضباط من أمام أبوذر وبدأ في الضرب علي وجهه مع استفزازه بألفاظ نابئة. قال أبوذر أنه استشاط غضباً ورد الضربة علي الضابط، فما كان من الضابط إلا أن خنقه بقوة من رقبته حتي أنه لم يستطع التنفس وحاول أبوذر الفكاك منه ولكن القبضة كانت قوية، فعض أبوذر الضابط في أنفه، حتي أفلت الضابط أبوذر. وغضب جميع من بالغرفة وبدأوا ينهالون عليه باللكمات من كل جانب وبين فينة وأخري، من صعق بالكهرباء في مناطق مختلفة من ظهره حيث تركزت في المنتصف ومؤخرة الظهر، ثم صعقة أخري في أعلي الظهر. وأكد أبوذر أن الصعقات الكهربائية كانت قاسية جداً واستمرت مدتها طويلاً. قال أبوذر أنه خرّ مغشياً عليه ووقع أرضا في حالة بين الوعي واللاوعي ولكنه يشعر بتواصل الركلات بالارجل في رأسه وبطنه وكل جسمه، أثناء ذلك أحضروا ورقة وأمروه بأن يوقّع عليها. ذكر أبوذر أنه وقّع علي الورقة دون أن يُسمح له بمعرفة فحواها أو تسمح له حالته بقراءتها. ذكر أبوذر أنه قضي ليلاً لا يعرف أهو حي أم ميت!!!.


    اولا الحريه للاخ ابوذر ونسأل الله العلى القدير ان يفك اسره وان ينقذه من ايدى هذه العصابه ورجوعا الى الاقتباس اعلاه والذى اوردته زوجته فاننى اقول ان جهاز الامن يعتمد على المجرمين وابناء الليل فى ادارة شأنه مع المواطنين وانهم لا زالوا يتبعون الاساليب القديمه وان ما يجرى الان فى السودان هو حالة سعار سترتكب فى ظلها كثير من الحماقات وسيكتب التاريخ ان اسلاميى اخر الزمان قد قد اساءوا للاسلام ومعتنقيه وسيلقنهم التاريخ ان القمع والظلم لا يحمى دوله وان الليل مهما طال لابد من ان يعقبه نهار .

    بالجنبه : قال توجه حضارى قال.
                  

05-26-2010, 06:26 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير عن اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين/ إعداد: مني بكري أبوعاقلة - زوجة الصحفي أبوذ (Re: د.محمد بابكر)

    .
                  

05-26-2010, 07:00 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير عن اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين/ إعداد: مني بكري أبوعاقلة - زوجة الصحفي أبوذ (Re: صديق عبد الجبار)

    هذه هي الإنقاذ 2
    أطلت بكل تجاوزاتها للقيم والأخلاق والدين .
    أستغرب لهؤلاء القضاة ووكلاء النيابة ، أين يذهبون يوم ياتي يوم الحساب ؟ يوم تجف لبهتة سؤاله أسلات الالسن !!! عبارة قالها سيد شهداء السزدان ، الاستناذ محمود محمد طه وهو يواجه قضاة السوء ... هل سوف ينفع هؤلاء المحسوبون على القضاء ولائهم لحكام (المشروع الحضاري ) ؟
    وأي حضارة هذه التي تعذب المعارضين ، دون تقديمهم لمحاكمات عادلة ؟
    الم يروا (الكفار) في الدول الغربية يتعاملون بالقانون ؟

    مهزلة !!!
                  

07-08-2010, 09:49 AM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير عن اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين/ إعداد: مني بكري أبوعاقلة - زوجة الصحفي أبوذ (Re: خلف الله عبود)

    يا دكتور
    شفت الحال بقى كيف


    لسه اظننا ما شفنا حاجة





    كسرة
    سلام يا دكتور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de