|
Re: دكتور ابراهيم الامين ... والمجتمع الابوي (Re: محمد امين مبروك)
|
أزمة القيادة في المجتمع الأبوي (4) اختارت صحيفة الانتباهة في عددها الصادر يوم الخميس 24/مارس 2011م لحوارها مع الأخ الفريق صديق إسماعيل عنوانين صارخة ومعبرة عن مدرسة منبر السلام العادل.. "الفريق صديق في إفادات نارية".. "لن يستطيع كائن أن يجعل حزبنا ترله والمعارضة هي التي تسير خلفنا".. وفي هذا تعارض مع النهج القومي لحزب الأمة.. ولتعامله مع الجميع دون وصاية.. نعم كما قال الأخ الفريق نحن أصحاب مبادرات وننتمي لحزب بحكم تاريخه ووزنه الجماهيري ووسطتيتة هو الأكثر قدره من غيره لإدارة حوار مسؤول مع كل القوي السياسية.. ولكاتب هذه السطور مساهمات متواضعة في هذا المجال لإيمانه بأن التخلي عن الحوار وعن دور حزب الأمة فيه.. سوف تكون له نتائج كارثية علي السودان وعلي حزب الأمة.. لهذا أري من وأجبي أن اعلق علي حوار الانتباهة وعلي تعليق السيد الطيب مصطفي اعتقادا مني بأن هناك من يريد جر الحزب لمعارك جديدة تزيد من حالة الانقسام والاستقطاب السائدة في الساحة السياسية السودانية.. خاصة وبلادنا المنكوبة تمر بأزمات كثيرة ومعقدة.. أزمات تحتاج للحكمة والحوار ولمن يجيد حل العقدة لا قطعها بحد السيف.. وحزب الأمة هو الأكثر تأهيلا للعب هذا الدور دون أي ادعاء بأننا الأكثر وطنية من الآخرين هذا ما تحدثنا عنه مواقف الحزب علي امتداد تاريخه وتشهد دار الإمام المهدي أشجارها وجدرانها بذلك... ولمزيد من التشكيك في مواقف حزب الأمة جاء في ديباجة الحوار الآتي:- تشهد الساحة السياسية الآن جدلاً واسعاً حول مواقف حزب الأمة المتأرجحة مابين العمل علي إسقاط النظام وإدارة حوار مع الحكومة مما جعل الكثيرين أن يوجهوا أسهم اتهاماتهم للحزب وقياداته بالازدواجية في القرارات وعدم الوضوح في مواقفهم تجاه كثير من القضايا. ... وتزامن الحوار مع تصريحات عبرت عن مواقف متباينة من قيادات في الحزب سواء بحكم مواقفها أو تاريخها رُبطت عن عمد ومع سبق الإصرار بعودة الأخ مبارك وبما يدور في الساحة علي مستوي القوي السياسية حكومة ومعارضة.. وما تشهده المنطقة من تحولات كبري للشباب ودوره المحوري في أحداث التغيير. ربما لهذا تم اختيار الأسئلة بعناية، أسئلة أقل ما توصف به بأنها أسئلة مستفزه وفيها اتهامات كثيرة لحزب الأمة أجملها السيد الطيب مصطفي رئيس مجلس الإدارة لصحيفة الانتباهة في عمود بنفس العدد.. واصفاً حزب الأمة بأنه يعيش حالة سيولة سياسية.. وما جاء في المقدمة بأن الساحة السياسية تشهد جدلا واسعا حول مواقف حزب الأمة المتأرجحة... والكثرة هنا تعني الرأي العام.. لا المعارضة فقط. وفي أول سؤال طلبت الصحيفة من الأخ الفريق صديق..تفسيرا للتردد الذي اتسمت به مواقف الحزب!! علماً بأن حزب الأمة منذ تكوين الجبهة الاستقلالية تميزت مواقفه بالقوة والوضوح واستمر هذا النهج في مقاومته للنظم الاستبدادية بمسمياتها المختلفة... من اجل الوطن الذي قدم في سبيله آلاف الشهداء ومنهم من تم دفنهم أحياء في موقعه أبا الثانية. وفي السؤال الثاني تقييد لخيارت الحزب.. وتحديد لمساره وفقاً للمصطلح المعبر عن روح التعالي.. من ليس معنا فهو ضدنا.. هكذا جاء في النص...الحزب يفاوض من جهة ويتحالف مع المعارضة من جهة أخري أليس في ذلك تناقض؟! ... وتعرض الأخ الفريق للمعارضة.. وميز بين معارضة الحزب التي وصفها بأنها معارضة وطنية عن بعض الذين ينطلقون من منطلق الانتصار للذات ومن منطلق الخصومة التقليدية والانكفاء علي الماضي دون النظر للمتغيرات... وأضاف الفريق "هم يصفوننا بهذا الوصف وأرجو أن لا تكون الانتباهة منهم".. وتحدث سعادة الفريق عن جنيف وجيبوتي ولعلم الأخ الفريق أن جنيف ليست واحدة.. هناك جنيف الأولي تم فيها اللقاء بين السيد الصادق المهدي بعد انضمامه للمعارضة في الخارج وأضاف لها بعداً جديداً ومؤثراً والدكتور غازي صلاح الدين وقد شكل هذا اللقاء بداية لتمرد الأخ مبارك.. أما اللقاء الثاني(جنيف الثانية) بين السيد الصادق والدكتور حسن الترابي بمبادرة من الأخ كامل إدريس فقد شكل نقطة تحول أساسية في مسار العمل المعارض وفي علاقات حزب الأمة علي المستوي المحلي والإقليمي.. سافر السيد الصادق إلي طرابلس وكان بصحبته الأخ عبد الرسول النور وشخصي ومنها إلي جنيف.. وبقينا نحن في انتظاره في طرابلس وعندما عاد عقدنا اجتماعا مطولا استعرضنا فيه ما تم في جنيف وانعكاساته علي الساحة السياسية السودانية حكومة ومعارضة"وعلي الصراع بين "القصر والمنشية" وعلي التجمع الوطني و دول الجوار وهنا اذكر بالاسم مصر. فسر جناح القصر بأن هناك بداية لتحالف جديد بين السيد الصادق والدكتور حسن الترابي هدفه أحداث تغيير في موازيين القوة داخل المؤتمر الوطني لصالح المنشية وعلي حساب القصر.. لهذا وتأكيداً لحرصنا بألا تختزل المبادرة في بعد واحد وهو الصراعات داخل المؤتمر الوطني تمت العديد من الاتصالات.. لتوضح للرأي العام بأن الدافع لحزب الأمة هو البحث عن حل سلمي قومي لقضايا البلاد.. وأن المؤتمر الوطني هو السبب المباشر للازمة في السودان.. هنا برز للأخ مبارك دور جديد ومختلف عن مواقفه كمعارض شرس للنظام.. وهو الذي كثف من إتصلاته بالطرف الآخر(القصر)..ورفع من سقفها إلي أن أدت فيما بعد إلي ظهور تيار المشاركة...مشاركة وبأي ثمن بما في ذلك انشقاق حزب الأمة هذا ما حدث بالفعل وكما ورد في المثل السوداني"دفق مويتة علي الرهاب" انشق حزب الأمة الصخرة الصماء.. وبعد فوات الأوان استدراك الأخ مبارك الخطأ الذي وقع فيه ولكن بعد أن فقد القدرة علي التحكم في حزب حركت قياداته مصالحهم الذاتية وبعد أن تصاعدت معدلات الانشطار ليتحول الحزب من حزب الأمة إلي أحزاب الأمة!! أما بالنسبة لمصر فقد تم الاتفاق بأن يبقي السيد الصادق في طرابلس.. علي أن يغادر الأخ عبد الرسول إلي السودان لمتابعة ما يحدث مع الأخوة في الداخل.. وإبراهيم إلي القاهرة..لنقل وجهة نظر الحزب إلي التجمع الوطني ولمصر.. ولأسباب موضوعية تم تأجيل سفر عبد الرسول.. علي أن يتم التركيز مرحليا علي القاهرة.. وفي القاهرة حسب اتفاق سابق قابلت شخصية هامة في المطار وفي هذا ما يؤكد علي مدي اهتمام الحكومة المصرية بما تم في جنيف.. وقمت بتوضيح موقف حزب الأمة.. لم يعلق المسؤول المصري إلا في نهاية اللقاء وكانت المفأجاة بالنسبة لي أنه قال: يا إبراهيم أنت داير تبيع لينا الترابي!! هنا محاولة مني لمعالجة ما تم من سوء فهم اقترحت علي المسؤول.. أن يتم اجتماع بين السيد الصادق المهدي والرئيس حسني مبارك ولكنه أمتنع عن الإجابة.. وفي اليوم التالي نشرت صحف القاهرة اجتماع الرئيس حسني مبارك بالسيد محمد عثمان الميرغني وقد فهمنا الرسالة. لقاء جنيف أكد لي أن موقف الحكومة المصرية من الدكتور الترابي فيه الكثير من التشدد.. ورغم محاولاته وفي أكثر من مره لفت نظر الحكومة المصرية بأن هناك أطراف في قمة النظام في السودان لها علاقة بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا.. إلا أن الموقف من الترابي لم يتغير والدليل ما جاء علي لسان قيادات مصر.. الرئيس حسني مبارك، عمر سليمان، صفوت الشريف.. عند استقبالهم لوفد من المؤتمر الوطني بقيادة السيد مهدي إبراهيم بعد المفاصلة وإبعاد الترابي. فالترابي عند عمر سليمان يشكل خطورة أكثر مما يشكله جون قرنق..إذ قال: جون قرنق يقاتل من الحدود الجنوبية.. والترابي من داخل العاصمة القومية لذلك لا بد من حسمه.. ومن الأشياء المزعجة والرئيسية لنا في مصر هو فكر الجبهة القومية الإسلامية الذي يتعارض مع فكر السلام الاجتماعي في مصر.. وهو فكر يختلف معنا وينادي بالتطرف عندما يدعم كثير من التنظيمات التي خرجت علي الشرعية لذلك لابد من وقفة وواجبنا هو أن نقضي علي هذه التنظيمات في مصر وقطع الوريد الذي يغذيها.. ... أما جيبوتي فقد أعتبرها الأخ مبارك بأنها ملك لتيار قادته حقيقة عناصر كانت تريد المشاركة وبأي ثمن..هذا ما قاله بوضوح الأخ مسار.. إذ قال نحن دفعنا بمبارك لقيادة هذا التيار.. وفيما تبع من انشقاقات داخل المجموعة التي شاركت دليل واضح علي صحة ما جاء علي لسان الأخ مسار.. فأصحاب المبادرة الحقيقيون ما زالوا صامدون في مواقعهم وفي مواقفهم.. أما الأخ مبارك فقد اكتشف الخطأ الذي وقع فيه وبعد فوات الأوان.. وبعد تعرض الحزب لهذه السلسلة من الهزات أخرها ما حدث في المؤتمر الأخير. وبالرجوع لموضوعنا الرئيسي وهو الحوار نجد أن هناك عدد من الأسئلة قصد منها النيل من هيبة الحزب منها (1)هناك من يقول أن حزبكم أصبح ينقاد وراء بعض الشخصيات المغمورة مقارنة بوزن الحزب السياسي وثقله الجماهيري السابق؟ وللقارئ الكريم التأمل في كلمة السابق التي أضيفت للسؤال ورُبطت بوزن الحزب الجماهيري! (2)عقد شباب حزبكم ورشة نادي فيها بالإطاحة بالنظام في الوقت الذي تتحاور قيادتكم معه..ما تعليقك؟ (3)هل المعارضة بالقوة التي يمكن أن يعتمد عليها حزبكم في خط الوقوف ضد النظام؟ (4) أصبحتم فاقدين للقواعد وسط الطلاب وكذلك في الولايات بدليل فشل ندواتكم بها؟ (5)حواركم مع الوطني هل هو قرار اتخذ بالإجماع أم جاء نتيجة لصراعات تيارات داخل الحزب؟ (6)ماذا عن الرسائل المتبادلة بين د. مريم الصادق المهدي وعائشة القذافي؟ ...ومن إجابات الأخ الفريق صديق.. ليس هناك حديث عن تبعية حزب الأمة أو مولاته سيظل الحزب رائدا في مجال العمل السياسي لكل القوي السياسية بما فيها المؤتمر الوطني ونحن نتوقع أن تنجلي الأمور كلها ويصبح الحزب هو حادي ركب الوطنية.. *ليس هناك تفاوض الآن مع الوطني..نحن نتحاور معه حول أجندة وطنية تقدمنا بها نحن وبقية القوي السياسية التي تقف في مربع المعارضة.. وفي هذا تعارض عن ما صرح به للصحافة في أيام ثلاث.. أعلن في أخرها في عدد الجمعة الماضي بأنه لا يوجد اختلاف بينهم والمؤتمر الوطني.. وما تبقي فقط جوانب إجرائية تتعلق بالصياغة!! - ومن إجاباته أيضا *نحن في مقدمة القيادة ونقود العمل ونقدم مبادرات وأطروحات ونحن الآن نسيطر سيطرة كاملة علي الواقع السياسي السوداني. *وفي إجابته علي ورشة الشباب ودور الشباب في التغيير جاء علي لسان سعادة الفريق.. للحزب مؤسساته وله قيادة والذي يصدر من القيادة هو الذي يعبر عن إرادة الحزب.. وأضاف الأخ الفريق. ولكن أشواق القواعد يمكن أن تعبر عنها بوسيلة أخري.. هنا يتساءل الناس هل هناك تباين بين أشواق القواعد وما يصدر عن القيادة؟ وماذا يعني سعادة الفريق في أن تعبر القواعد بوسيلة أو أخري.. وهذا الأمر يخصها!! *وفي تعليقه علي ما حدث في بعض الدول العربية.. جاء في إجابته.. أن الذي حدث في دول الجوار ليس نموذجاً يحتذي به.. نعم كما قال السودان شعب معلم.. هذا تاريخ. أما اليوم فمن واجبنا نحن الآباء إلا نقف أمام تطلعات الشباب.. وأن نفكر نيابة عنهم وبهذا الفهم المتخلف نكون قد صادرنا المستقبل.. وهذا ليس من حقنا نحن الذين صادرنا الحاضر... هؤلاء جيل جديد مسلح بالعلم وبما أفرزته ثورة الاتصالات.. جيل له تطلعات مشروعه سقفها السماء.. مثل هذا الجيل لا يمكن أن تقيده الأطر الحزبية الجامدة ولا الذهنية الأمنية التي تعامله بها الحكومات في المنطقة، الوسيلة الوحيدة المقبولة هي الحوار والاستجابة لمطالبة المشروعة. والاستجابة لا تعني تعين عدد من الشباب في الوزارات والمواقع المفتاحية بالدولة.. المطلوب وضع برامج قادرة علي مخاطبة قضايا الشباب الحياتية الفقر، البطالة .. الخ وقضاياه الوطنية – الحريات والحقوق.. وهي سهلة وقابلة للتنفيذ أن أردنا إصلاحاً. ...وفي رد الأخ الفريق علي سؤال عن ما هي الخطوة القادمة إذا فشلت المفاوضات.. استبعد الفشل.. إذ قال: نحن لا نتحدث عن فشل نحن نتحدث عن توفيق أو عدم توفيق.. ربما القصد هنا وفاق أو عدم وفاق فالتوفيق من الله.. وفي عدم الوفاق أجر المجتهد وفي الذاكرة مقولة الدكتور عبد الله الطيب أصابت الأعجمية حين أخطأت!! ...أما عودة مبارك وبكري عديل.. وأنا هنا أريد أن أختم بهذا الجزء من التعليق.. وسوف تكون هناك بقية سأتعرض لها في مقال قادم.. أقول: أن الأخ مبارك والأخ بكري لهم تاريخ وبصمات في حزب الأمة أتفق البعض معهم أم اختلفوا هذا لا ينفي دورهما وتضحياتهما في حزب يحاول البعض أن يعيد صياغة تاريخه بصورة غير مقبولة وعن مرحلة ما زالت أحداثها شاخصة أمامنا جمعياً.
د.إبراهيم الأمين
| |
|
|
|
|