|
عجز القادرين علي التمام - اشارات (راشد عبد الرحيم)
|
في عدة مواقع بالخرطوم وقعت أحداث من حقها أن تشكل علامة فارقة للأجهزة الرسمية التي يتوجب عليها أن توالي قضايا الناس بالإهتمام و الرعاية و أولى مراحل هذا الإهتمام أن يدرك كل من يتولى عملا عاما و كل موظف حكومي أنه إنما ولي أمرا لخدمة الناس من تلقاء مخططات ومقررات و برامج الدولة والحكومة وقبل هذا كله تلبية لرغبة عامة الناس الذين هم أهل الأموال التي تصرف منها تكلفة الخدمات وهي التي تصرف منها الأجور والرواتب . الحكومة هي خادم الناس والشعب في شارع الستين وقع حادث مروري أودى بحاية عدد من الأشخاص كانوا على ظهر (ركشة) و في شارع أبو القاسم هاشم ببري و في طريق جسر الجريف أودى حادث بحياة إمراة خرجت من متجر إلى سيارتها لتقع ضحية لحادث و مثل هذه الحوادت تكررت بنحوها في الشجرة و الكلاكلة . خرج سكان هذه الأحياء و شبابها يتظاهرون و يرفعون مطالب . هذه المطالب هي ناقوس خطر وجرس إنذار ليس خطرا لخشية خروج تظاهرة أو احتجاج وإنما لكونها تعبر عن مطالب مشروعة وغير أنها مشروعة فإن الأجهزة الحكومية تعلمها وتعلم وسائل علاجها. كانت المطالب تتمثل في إنشاء إشارة مرورية في شارع الستين ووضع حواجز صغيرة على طريق أبو القاسم هاشم لتقلل سرعة السيارات المندفعة . المحليات والمعتمديات وشرطة مرور الخرطوم كانت تعلم بهذا المطالب و لم تكن بالشئ العصي والدليل أنها أنجزت مع خروج الناس إلى الشارع وكأنما هذه الأجهزة سواء في الشطرة أو المحليات تريد أن تقول للناس أننا نعلم ولكنا لم نتحرك و أننا تحركنا بعد الاحتجاج . لم يكن إنشاء إشارة مرور بحاجة لمدير شرطة المرور ( القومي ) بل كانت شأنا ولائيا تستطيع أن تنجزه قوة الشرطة في الحي أو المحلية . هذه الحوادث ترسل إشارات مهمة وتقرر معان في غاية الوضوح وهي أن الناس يعانون من الإهمال وعدم التقدير. الشعور بأن أهل المواقع والمناصب و الإدارات هم في خدمة الناس في السودان هو شعور ضعيف وكثير من الخدمات تقدم للناس وكأن الذين يقدمون عليها مجبرون على العمل وأنهم ليسوا أجراء يعلمون لحق المواطن الذين يملك المال العام ويدفع الرسوم والضرائب والجابايات لأجل أن تخدمه هذه الأجهزة لا أن تنتظر حتى تتعرض الأرواح والخطر ويكون ثمن تحرك لشارة مرور خمسة أرواح بريئة وقيمة تحرك لإنشاء (مطب) لا يستهلك جوالين من الأسمنت روحا بريئة تفجع بها أسرة . قبل تقديم الخدمة من حق الناس أن يشعروا أن في الحكومة وأجهزتها من يهتم بشأنهم و من يتابع قضاياهم و يحمي أنفسهم وألا يتسبب التراخي و الإهمال في فقد كبير مثل الذي وقع ،ومن حق الناس على إدارة المرور أن تحقق في التأخر في إنجاز الذي طالب به الناس في شارع الستين ومن حقهم أن يعرفوا لم يتأخر إنشاء (مطب) صغير .
|
|

|
|
|
|