|  | 
  |  تنحـني الـذكورة خجلاً من فعـل الأراذل ، يا (  صفية ) .  انهضي وتألقــي شمسـاً مقدسـةً ونورا . |  | 
 
 
 
  تنحني الذكورة خجلاً من فعل الأراذل ، يا (  صفية ) انهضي وتألقي شمساً مقدسةً ونورا
 
 *
 كتب الشاعر عالِم عباس :
 سأسكُبُ شمسَكِ في قدحي
 أتأملُ رغو صفائكْ
 حتى إذا انبجس النور
 بين الحُبيبات
 أشعلَ بَهو سمائكْ
 واضطرب الوَدقْ
 واحتدمَ العِشقُ
 وانعتق السُكرُ من خمرِ مائكْ
 سيمطرُ سقفُ بهائكْ
 *
 في عالم نرنو فيه إلى صفاء النفس وكرامتها ، يعز علينا أن ينال الذئاب البشرية مأربهم . فالتي نالوا من غشاء  في جسدها النقي أوقدوا النيران في أعشاش المجتمع الذكوري وكشفوا بشاعة التاريخ منذ الماضي السحيق . يحق لنا كراهية هذا الانتماء لجندرٍ جلب علينا البشاعة في أنقي بلورها  ،  والكراهية في أنكر صورها .
 
 رحل الإنسان من داخل هؤلاء الذئاب البشرية ، ونعلم ويعلم الجميع ، ليس من إيمانٍ بعالم غيب يزخر بالأعاجيب كتلك ، بل بحياة نحياها  مُرّة كالحنظل .
 إن فاعل هذا الجُـُرم ، مختال يلبس ثوب البشاعة . سينال عقابه في هذه الدنيا ، ولو تستر عليه الذين وقفوا يحمونه بالسلطة والجاه . الذين يلبسون حُلة الدين وسماً ورسما ، وقلباً شياطين كما تصورهم القداسة . ولو جاء الملك السلطان بحاشية تُبرر له  كسر الحواجز الحُمر التي عرفتها الإنسانية ، ولم يعرف السودان مثلها مسلكاً ، فقد ورثنا الأم الرءوم والأبوية التي تُظلل حيواتنا من هجير الحياة القاسية .
 
 من أين جاء هؤلاء ؟!
 
 ستقتص الدنيا من الذين أجرموا ولو حماهم السلطان وجلاوزته ، فقانون الحياة يوصل ما انقطع ويقطع وصال الذين أجرموا . ليس حساب الأنفس عذاب وحده ، بل لهذا الكون توازن عجيب، لن يدوم الظلم كثيراً ، فستأتي ساعة يتمنى الجناة أن لم يولدوا  . يقول المؤمنون عن ربٍ لا ينسى دعوة المظلوم ، فليس بينها وبين الرب حجاب . ولن يستطع سدنة المنظمة الدولية التي ترعى الإسلام السياسي ومكنته بمكرها من تعديل الطباع الإنسانية ـ فاغتالوا الذين ينتمون للوطن. إن الجناة هم  الغرباء الذين استنفرهم البرنامج الدولي للمنظمة العالمية الإسلامية  ليكونوا حماة للنُظم المستبدة الظالمة ، التي اتخذت الدين مطية ، واستغلت بساطة أهلنا و محبتهم للعقيدة  وأعملت فيهم سيوف البتر ، وغشّوا أهلنا الطيبين بمكرهم وبؤس الحاكمية  وهي تستأجر عتاة المجرمين لتنفيذ المهام القذرة  وهم يستعملون الدين وسماحته مطية  إعلامٍ يحققون بها الإمساك  بالسلطة والمال .
 
 من أين أتى هؤلاء ؟!
 
 داسوا على حقوق المواطنة ، فصار الانتماء للتنظيم هو الذي يعلو على انتماء دفء العائلة و الأهل والوطنية . صار وطنهم عُصبتهم ، وصارت " أسرة المافيا " أسرتهم التي ينتمون إليها . وفي سبيلها تزهق الأرواح ، وتنتهك الأعراض ، ويرون أنها أجساد  الكفرة الفجرة ، وقود النار .وليس هنالك من عتب أو تأنيب ضمير ، فقد أفتى لهم أهل الفتوى الذين يغسلون  جُرم السلاطين وسدنتهم  بالفتاوى التي تُطفئ لهيب الضمائر وتقتل حس الإنسانية ونقاء الفطرة المُحبة للخير . مات  الضمير عندهم  وسقطت العدالة ، فصار التنظيم  هو المعبود الأول والأوحد ، الذي بالفتاوى يتم إطفاء  جمر النفس الإنسانية التي صقلتها الأديان لحب الفضائل  ونزعتها للبر والسماحة والتُقى .
 
 فما أعظم العقيدة حين تنادي في عز شمسها أن الدين المعاملة .
 
 ها هي صفية الباسقة ، العفيفة الندية ، البِكر .قد تألقت شمسها ، ولن تخفض تألقها جريمة وقعت عليها ، وكشفت أن الأعراف تغض الطرف عن جرائم بشعة ، اتخذها الجناة وسيلة إذلال ليعيثوا بجرائمهم فساداً  ، فكانت صفية هي الشجاعة التي تحدت النظم الاجتماعية التي تتكتم على الجرائم البشعة  بحجة السمعة والمكانة ومستقبل الأيام ، ولا يعلم الجميع أنها مثال الشرف والعفاف . اعتدى  الأراذل على الجسد ، ولكن الروح  الطلقة العفيفة أقوى من الجسد الثقيل الكثيف .
 لن يُكسرها السلطة المطلقة التي تنال إغراضها الدنيئة  بلا أخلاق .
 
 *
 |  |  
  |     |  |  |  |