|
نمطٌ مُغايرٌ
|
نمطٌ مُغايرٌ
1/
الأمرُ لم يعُدْ كما كان... الأيامُ امتطتْ المضي، داستْ بأقدامِ مقتٍ على أفئدةٍ، تتناثرُ بهُدبِ المكان.
الإلهُ لم يعُدْ يأبهُ للألوانِ، يُدخلُها في غيبوبةِ الرتقِ، يحتويها / يفرخُ العتمةَ... فيتغشى نعاسُ البصيرةِ السابِلةَ... تزدادُ سِعةُ الضوءِ... يلعقُها الزمان.
2/
أنتَ فتحتَ بريقَ الفُجاءةِ، أقحمتَ الرِّيحَ في سُنبلةِ الوقتِ، ماطلتَ الغيمَ، شققتَ التيهَ بحسراتٍ كفيلاتٍ بإثارةِ البلبلةِ في أنفاسِ العصافيرِ، في زوايا الشجرِ، أنتَ من حجرٍ، ومن ياقوتةٍ سطتْ على الليلةِ، رملتِ السماءَ في قنديلٍ وحيدٍ تُزيته، أنتَ من عبثٍ، تهجأتَ جسدَ الندى، نثرتَ على يديهِ قبساً ودندنةً مشروخةً بالذهابِ، أنتَ من لونٍ، من تفاصيلِ التشيؤ، من كبرياءٍ مطعون الأوان.
3/
فيم تمنحُ خطواتكَ النواحَ، تخدشُها بالسِّرِّ، بعبقِ العُتهِ، تتبارى ألسنتُها في شجِ أوتارِكَ بالنضوجِ!! أنتَ عاينتَ المسارَ، وارتضيتَ الدقَ على مساميرٍ مُخلخلةٍ بجدارٍ بلا جدار فارتخي للحنان.
4/
كيف تبتسمُ، تفتحُ وجهكَ على ضفتيهِ، كما الشوارِعِ الخلفيةِ لتضاريسِ الروحِ، تحدقُ بشراسةٍ سافِرةٍ في خُطواتِ الموتِ!! أنتَ من مُجابهةٍ، من عنفوانٍ، من هروبٍ إلى أحضانِ مُقتفيكَ، أنت من عنادٍ باهِرٍ من جنونِ جان!!
هذا الموتُ ضفيرةٌ مُعلقةٌ في جسدِ روحِكَ... تحتضنَهُ/ يفرُّ عنكَ/ ليُباغِتَكَ كما كان!!
5/
وفيما يحلبُ المساءُ أخرَ قطراتِ نبوءاتِكَ النابِحة بالخرابِ، تنسلُ إلى حيث ترقدُ هواجِسُكَ على وسادةٍ تبرزُ منها دبابيسُ العُزلةِ... أنت الآن مطعونٌ بالإيابِ و التناهيد تكشط الأرجوان!!
14/9/2006م
|
|
|
|
|
|