حشود من أجهزة القمع تحتل ميدان أبو جنزير و تحاصر الشوارع المحيطة به ،،،

Quote: سقوط رهان البطش التعليق السياسي:كمال كرار الثلاثاء أول أمس ألقت السلطات الأمنية القبض على عشرات النساء والرجال في محاولة لمنع احتفال على شرف اليوم العالمي للمرأة بميدان المدرسة الأهلية بأم درمان. وظهر أمس احتلت حشود الشرطة والأجهزة الأمنية ميدان أبي جنزير وألقت القبض على الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير السياسي للحزب الشيوعي وبعض أعضاء الحزب الشيوعي والعشرات غيرهم من المواطنين والمواطنات بما فيهم الصحفيين والذين لبوا نداء تحالف قوى الإجماع الوطني للتضامن مع شعوب مصر وتونس وليبيا في انتفاضاتها المشهودة. وسبق هذه الاعتقالات تحذيرات وتهديدات من الشرطة وبيانات رسمية تؤكد عدم قانونية التجمع الجماهيري، كما شارك في حملة التهديدات نافذون في المؤتمر الوطني. وفي كل مرة يسقط رهان النظام على البطش الأمني في مواجهة الجماهير، فهاهي الحشود وبرغم كل التهديدات والمظاهر العسكرية تخرج في موعدها . بل وتتحول الوقفة الإحتجاجية إلى تظاهرات بعد الاعتقالات الوحشية. وليس خافياً على أحد هذه الأموال الهائلة التي تنفق على أجهزة الدفاع والأمن بغية قمع النهوض الجماهيري على حساب الصحة والتعليم والخدمات الأساسية، لكن هذه السياسة تشعل أوار المقاومة وتزيد الشعب صلابة ضد الديكتاتورية وسياساتها وممارساتها. في تجارب السياسة السودانية الماضية دروساً وعبراً لا يستوعبها النظام الطفيلي. فكلما اشتد القهر دنت نهاية الدكتاتورية. حدث هذا في أكتوبر 1964، وأبريل 1985، وفي المنطقة العربية من حولنا هذه الأيام. وإن كان سقف المطالبة في وقت ما قد اقتصر على مؤتمر السودان الشامل والحكومة الإنتقالية، فإن آمال الشعب وطموحاته وعزيمته التي لا تلين تشير إلى أن إسقاط النظام الحالي باتت رغبة الأغلبية التي تستطيع بذات الهمة إستعادة الديمقراطية والرمي بالديكتاتورية في مزابل التاريخ ففيها متسع للطغاة.