وجع الانثى... 8 اغسطس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2011, 05:27 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وجع الانثى... 8 اغسطس

    الشريط قصة كتبها الاستاذ ابو جهينة
    حين قرأتها احسست بكثير من المشاعر المتضاربة . حزن ,اسى . الم .جزع .وجع

    فهي قصة الانثى حين تضرب من انثى اخرى.


    اقدمها لكم في يوم المرأة العالمي.





    الشريط
    بعد عدة رسائل إلى زوجها كان يكتبها لها شقيقها الصغير .. إعتقدتْ علوية إلى حد الإقتناع بأنه ربما كان شقيقها لا يستطيع التعبير كتابةً عن ما تمليه عليه ، أو من المحتمل أن يكون لا يكتب كل شيء و يقوم بإختزال تعابيرها.

    ( و قول ليه نحن كلنا مشتاقين ليك شوق شديد ما بتْوصف .. و راجين يوم رجعتك و بنعاين ليك زى هلال رمضان ).

    و تصر عليه بأن يكتب كل شاردة و واردة من كلامها ، ثم تجعله يقرأ ما كتب ، و رغم هذا فهي تعتقد بأنه ربما يكون قد أخطأ في نقل أحاسيسها بكل عمقه.
    تشرح له و هي لا تفصح عن كل مكنوناتها و كأنما تريده أن يفهمها و من ثَم يقوم بتفصيل و تشريح مقاصدها.

    أطلقتْ آهة و زفرة طويلة : العرس كان ملحوق يابوى الله يرحمك .. التعليم كان أهم.

    توشحتْ ( توب الجيران ) الوحيد و ذهبتْ لست سعيدة المعلمة و هي تنوي أمراً حسمته في لحظة حنق و ضيق.
    شكتْ إليها هواجسها من تقصيرٍ مزعوم من شقيقها حيال نقل كلماتها بصدق إلى زوجها ، و طلبتْ منها إعارتها ( المسجل و شريطاً فارغاً ) ..
    إبتسمتْ ( ست سعيدة ) و مازحتها : يللا روحي كُبي كل ال في قلبك الليلة في الشريط.
    ليلتها و بعد أن أكملتْ كل أعباءها المنزلية .. دلفتْ غرفتها و أغلقته من الداخل و إنبطحتْ على بطنها على السرير الخشبي .. ثم تنحنحتْ و تلفتتْ متوجسة و كأن هناك من يسترق السمع.
    قرَّبتْ فمها من المسجل و قالت : ألو .. ألو .. شريف .. إزيك .... إنت سامعني ؟
    ثم أعادت الشريط من أوله و إستمعتْ إلى كلماتها و هي سعيدة كما لو إكتشفتْ عالماً مجهولاً تطؤه بقدميها لأول مرة. فهي لأول مرة تسمع صوتها ينبعث من جهاز أصم.
    ثم بدأتْ حديثها ذي الشجون.
    بدأته بشوقها .. و بلياليها الطوال وحيدة تحدق في السقف .. و رسائلها التي تشك في صياغتها و في وصولها إليه أصلاً. ثم تخلل شوقها المبثوث مقاطع من أغنيات جديدة لم يسمعها شريف من قبل .. ترنّمتْ بها بكل خلجة من خلجاتها ... يمازج غناءها مشروع ضحكة على محاولاتها.

    ( ما تضحك على صوتي يا شريف .. أوعدك إنو أرسل ليك الأغاني دي في شريط ) ..

    و تواصل التسجيل و هي تفرك قدماً بقدم مستلقية على بطنها تداعب ( مسايرها ) المعطونة ( كركاراً ).

    ( فاطنة سافرت لي راجلا .. و كمان بتول .. ديل كلهن إتزوجن بعدي .. إشمعنا أنا دي القاعدة هني .. يا تعال يا رسل لى أجيك يا شريف .. ) ..

    و إختتمتْ الشريط بقائمة طويلة من الطلبات .. بدأتْها بأنواع ( التياب ) و الروائح و إنتهاءاً باللبان اللادي و بخور الند و سجاد الصلاة و مسابح من تلك التي ( تنور بالليل).
    ثم أخرجت الشريط و قبلته من الجانبين .. و لفته بقطعة من القماش و خاطته بخيط متين.
    و في الصباح الباكر إنطلقتْ به إلى الحاج (نورالدين) المسافر لأداء العمرة ليسلمه إلى زوجها.
    وقف الحاج نورالدين يلوح بيديه للمودعين و المركب الشراعي ينطلق بهوادة على صفحة النيل للضفة الشرقية ليستقل منها اللوري المتجه شمالاً في بداية رحلة تتنوع فيها سبل التنقل و السفر براً و بحراً و جواً.
    لولا حياءها لهتفتْ بالحاج نورالدين من وسط الجموع أن يضع الشريط جنباً إلى جنب مع ( الباسبورت الخاص به ) إمعاناً في أن يكون محفوظاً و مصاناً.
    و ظلتْ تترقب الرد .. إما شريطاً مماثلاً .. أو أحد القادمين يبشرها بأن أوراق سفرها في معيته و حوزته.
    كلما راحت للسلام على أحد القادمين من السفر .. تتوقع أن يأخذها منفردة و يهمس لها بالأمل الذي يرقد كجذوة نار في دواخلها.
    ( الله يسامحك يا شريف .. الناس بقتْ زى ال بتعرف أنا راجية شنو ) ..

    تحاول أن تتذكر كل كلماتها التي سجلتها بالشريط.
    تتأسف أحياناً على كلام لم تقله .. و أحياناً على لوم لم يكن ضرورياً.
    و ظلتْ تنتظر. و عجلة حياتها رتيبة رتابة أيام القرية و سكانها.
    و ذات صباح لن تنساه ...
    و من آخر القرية .. أتى خبر زلزل كيانها فرحاً ..
    فقد بشرها شقيقها بأن ( إسماعيل) أتى البارحة و قال له بأن لديها أمانة معه من زوجها.
    لم تنتظر حتى تكمل بقية أعباءها المنزلية.
    حشرتْ قدميها في أقرب ( شبشب) ثم إنطلقتْ لا تلوي على شيء.
    سلمتْ على القادم و هي تستحثه بعينيها لكى يعطيها الأمانة.
    و رغم أنها كانت تتوقع خبراً عن سفرها إليه .. إلا أن الشريط في يد إسماعيل كان كالكنز النفيس.
    إستلمتْ الشريط و لم تنتظر حى تكمل كوب العصير المقدم لها.
    إستلفتْ المسجل مرة أخرى من (ست سعيدة).
    هرعتْ إلى غرفتها و أغلقتها من الداخل بعد أن قالت لأمها : يمة .. إتغدوا أنا ما دايرة آكل حسع .. باكل بعدينك.
    إبتسمتْ أمها إبتسامة ذات مغزى و هي تشيعها بنظراتها إلى باب غرفتها.
    إحتضنتْ المسجل و حشرتْ فيه الشريط .. و جلست القرفصاء وسط غرفتها على برش مهتريء.
    و بد لها الوقت دهراً حتى إبتدأ الشريط يلفظ حديث زوجها :

    ( حبيبتي و نور عيني و شمعة ظلام غربتي .. )

    إلى هنا رقص قلبها طرباً و تفتحتْ كل مساماتها لتستقبل هذا البوح الذي يهدهد كيانها الملتاع.
    و إبتلعتْ ريقها مراراً ..
    ثم أعادت الشريط من أوله لتستمع إلى هذه الكلمات الست. فهمستْ : أنا شمعتك يا شريف و مخليني الزمن دة كلو ؟
    ثم واصل صوت زوجها :

    ( سلام كتير و شوق ما بقدر أوصفو .. شوق حراق يحرق حشاى ليل نهار .. بشوفك في الشغل و في السكة و في البيت و في السكن و أنا باكل و أنا بلعب كوشتينة مع العزابة ال معاى .. أما الأحلام بالليل .. خليها على الله .. لو قلت ليكي كل يوم بحلم بيكي يمكن ما تصدقي ) ..

    إلى هنا إستطاعت أن تسمع دقات قلبها بوضوح تام تسابق الشريط في جريانه .. فتمتمتْ في سرها : ما قلنا كدة ما صدقتونا .. يادوبك عرفت الشوق دة شن بيسوي ؟
    ثم واصل زوجها عبر الجهاز القابع في حضنها :

    ( طبعاً ما حأقدر أجي السنة دي برضو .. صاحب الشغل مبسوط مني و زاد لى المرتب و حيديني بدل الإجازة قروش و يعوضني عنها .. عشان كدة ما بقدر أجي .. سامحيني .. )

    غاص قلبها بين ضلوعها .. و لكنها واصلت الإستماع:

    ( قلت لصاحب العمل أنا ما بقدر أقعد هنا عزابي أكتر من كدة . عشان كدة لو سمحت أنا بستقدم زوجتي تعيش معاى هنا عشان شوية الغربة تبقى هينة و لينة ) ..

    كادت علوية أن تزغرد .. و لكنها واصلت الإستماع :

    ( الخبر الجميل يا حبيبتي إنو وافق .. و حسع قاعد أعمل ليكي في الإجراءات ) ..

    قبلتْ المسجل عدة مرات و إحتضنته ليلاصق وجنتيها المحمرتين فرحاً و سروراً.

    ثم واصل : ( شوفي يا ناهد .. أهم حاجة إنو التوكيل ال مع إسماعيل تسلميه لخالك سليم عشان يقوم بكل الإجراءات .. العقد و إستخراج الجنسية و جواز السفر و لما أرسل ليكي التأشيرة برضو هو يقوم بالإجراءات في الخرتوم .. )

    إتسعتْ حدقتا علوية .. بدا لها المسجل و كأنه حيوان له أنياب و أظافر يكشر عن وجه قبيح لينقض عليها ..
    أعادت المقطع من جديد و هي في ذهول : ( شوفي يا ناهد .................................. ) ..
    ناهد ؟
    إن كان قد أخطأ في إسمها .. فما حكاية التوكيل و العقد و الخال سليم ؟
    أعادت الشريط من الأول لتتأكد من أن الصوت هو صوت شريف ..
    ضربتها كلمة ( ناهد ) في قاع نافوخها بمطارق عنيفة .. فتحول كل ذلك الكلام الحلو الذي في المقدمة إلى شيء كفحيح الأفاعي .. فسحبتْ الشريط مرة أخرى إلى المقطع الذي أطلق عليها رصاصة الذعر ..
    ظلتْ تستمع إلى المقطع حتى حفظته و هي تنظر إلى لا شيء ..
    أفاقت على الطرق المتواصل على باب غرفتها و صوت أمها يقول : علوية أفتحي الباب .. إسماعيل عاوزك.
    هرعتْ إلى الباب و هي تؤمل أن يكون الشريط ليس من شريف ..
    قال لها إسماعيل و هو يبدي قلقاً واضحاً : معليش يا علوية أنا أديتك شريط ما حقك.
    قالت بلهفة يشوبها الأمل : بس دة صوت شريف.
    قال إسماعيل : معليش يا علوية أديني الشريط .. أنا موصل بس .. و ما على الرسول إلا البلاغ ..
    ظلت علوية تردد كمن أصابتها هلوسة من جراء الحمى : بس دة صوت شريف .. بس دة صوت شريف يا خواني. صوت شريف ما بغباهو.
    دخل إسماعيل و أخذ الشريط و هو يضع في حسبانه المشاكل التي تنتظره هنا من أهل ناهد الذين سيعتقدون أنه أراد أذكاء نار القتال مبكراً بين علوية و ناهد .. و التقريع الذي سيناله من شريف عند عودته فقد يظن أنه أعطى علوية زوجته الشريط عن قصد حتى يفسد عليه موضوع محبوبته ناهد ..
    علوية .. من يومئذ .. كرهتْ هذا الإختراع المسمى ( مسجل ) .. و تنفر جافلة إن رأت شريطاً حتى و إن كان مترعاً بأغانيها المحببة.


    الشريط ...
                  

03-08-2011, 05:35 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    لي قراءة لكامل مجموعته التي اشتملت على هذه القصة أيضاً
    سأوردها محبة لهذا الرجل
    ولحروفه التي تغرف من روحٍ حيّة

    ولك التحايا والمحبات
                  

03-08-2011, 05:37 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    عندما قرات هذه القصة.. داهمنى حزن رفض ان يرحل عنى..فقررت ان اشرككم فيها نساء المنبر....دون تعليق..

    والتحية لصديقى حسن بلاسم الذى سمح لى بنقلها هنا فرحا بقراء سودانين..


    Quote: الى روح أختي زهرة التي أحرقت نفسها بتاريخ 29/5/1994 وبعد عام أمها التي أشتعلت حزنا ونارا على زهرتها الوحيدة.
    والى ( وداد وفاطمة وزينب وهدى) ان كنتم تعرفون المزيد من الورود اللواتي احرقن أنفسهن في بيوتكم. أكتبوا أسمائهن. وقولوا لنا لما تحرق زهرة صغيرة نفسها !! انا آت على فيلي لأخري على بيوت اجدادكم المكعبة واحرقها ، وان كلفني ذلك حياتي القذرة.




    اشتري فيلا وانقذ بيتك



    انا أعرف ان بناء البيوت الزجاجية هي السعادة المائية التي لا توصف. وهي الخطوة الاولى لأستنساخ احاسيس طرازية من الممكن الاحتفاظ بها عن طريق الممارسة والرضوخ. لقبول حيوان الموت الصغير، وتربيته بجدية، على انه دجاجة أليفة. ومادام الخير اكثر قسوة وكآبة من الواقع فأين هي شرعية البيوت التي نسكن

    المرحاض
    ولدت سنبلة. واستمرت ملامحها بالتشتت الى ان وقعت
    الكارثة. وافاقت في عامها الثامن عشر، وقد تحول وجهها
    الى حفلة تنفس. ويقولون ان الجني الذي تزوج منها في
    المرحاض كان قد اتى من الهند وهو ينط من فوق ملايين
    سطوح المنازل والمعابد والبنايات. وحتى ان صياد شيعي
    من مدينة مشهد المقدسة، كان على وشك ان يصطاده
    لولا ان الهندي كان قد تعلم على يد ملاك بوذي منشق
    ربطوها في اثنى عشر شباك مقدس. وتوسلوا بالهندي
    ان يخرج من ركبتيها. بعد ان استعانوا بخبير لغات
    له هيبة وعلم الباذنجانة

    اعمدة النور مكهربة. واشعال مصباح قد يكلفك حياتك في هذه البلاد المقدسة. وفي أحسن الاحوال لن تدفع سوى ضريبة تهمة عتيقة، حين سيكتشفون بالنيابة عنك، ان أمك عاهرة، وان أباك كان ########. هل علي ان أهذي طويلا ياولدي، بذريعة ان هذه التهمة على حقيقتها منشطة ولذيذة وفي عام الفيل سنولد ياولدي. يا أعور. يا دجال

    المطبخ
    جرية بنت بنية. رفسها قبل قليل السيد الوالد(ع)
    في معدتها وهي تحاول ان تحرر يده من سكين المطبخ
    أقسم ان يذبح أبنتها الوحيدة، ان لم تكف المسودنة عن
    الصراخ والتعري في الشوارع. والهندي أبن النعال مصر
    على لحس مخ البنية. وأنت ايضا مسكينة يا جرية
    منذ ان وصلت الى الزقاق الرابع في حي الأهوار
    وأنت تعيشين ذليلة بين أعدائك الشيعة. حتى أنهم
    لقبوك بأسم السمكة المحرمة، للأهانة والسخرية.
    بنت الهايشة .. سنية .. نعلى على عمر .. وين
    رحتي جرية !! والهندي يمارس بوذيته بشبق موجع
    في رحم ابنتك الوحيدة

    بيت الله .. حوض السمكة ! نتسلل في الليل مع الفيلة، ونبنيها من جديد. من الزجاج الخالص والشفاف. وستصير الكعبة، الحجر الأبيض. الأساس لبناء مثل هذه المدن الزجاجية. وحين تعودون من العمل الى بيوتكم الزجاجية. تروني وأنا .... حبيبي، فتبتسمون. أفيق في الصباح، أشاهد جارتنا السمينة، تخري. فأبتسم. وهكذا كأرانب برية سعيدة. يا الله .. سيصير بيتي كله بمثابة نافذة. وبيت الله، وبيوتكم. وكأننا عناق مؤلم ومثير للسخرية ، كما هي الحقيقة بل أجمل. وسيكون هنالك وقت طويل للضحك. وحقل مناسب من الحرية. ولعل الأخلاق تسقط أخيرا وتفيض البلاد بالأجوبة. انا عن نفسي سأشتري الفيل

    أسفل السلم
    تعرت. جلدها المدبوغ بالأصابع والسياط، كان يحمل
    الف جرح وجرح يا عراة ! وتخلع قلائدها. واحدة
    تلوى الأخرى. ثوبها .. طلسم البركة من رقبتها
    القماشة الناعمة من بين فخذيها. حسنا تفعلين زهرتي
    أخلعيها، صرختك. هذه القلادة المرة. وطوفي بها
    بين مسامات الهواء الحر. مثلما تشتهين. ابعد من
    أيادينا. أبعد من هذه البلاد المشروخة بالشعوذة والظلام
    تحرق الزهرة نفسها أسفل السلم. بينما يلملم الهندي
    حقائبه من جسدها المشتعل. ويطير بها ، قلادة

    تسميم أحساس جيفة، ألذ وأنبل من تسميم فأرة. وكتاب منحط عن تاريخ الأحاسيس في هذه البلاد، اصبح ضرورة ملحة

    سطح البيت
    سنة ########ة وموجعة مرت. ويطيح (ع) في السوق
    مشلولا ويموت !!. وماذا تخبزين أنت يا جرية!
    وتنورك هذا شعلة محرومين. فختية تحط قرب سلة
    خبزك. وتحط أخرى ويؤذن بأسم الرب. فتركب
    احداهما الأخرى. فخاتي يا جرية!! وعلى من تنخين
    وتقرفصين هكذا قرب سخام التنور وانت تشركين
    أسم الله بالنحيب. وجسدك المهشم بالنار

    الحمام
    طاسة زهرة الفضية ، ساكنة وحارة

    غرفة
    حجر على حجر على مرض. هذه البلاد المكعبة محكومة بالغائط والنسيان

    الحديقة
    لو كنت ربك ، لأهديتك المفاتيح والعذوبة ، لتقفلين البلاد بصرخة ونستريح

    أنا عن نفسي سأشتري الفيل .. وصوب الحجر المعتم أنى كان...
                  

03-08-2011, 05:42 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    أماندا والأبنوس
    مجموعة قصص قصيرة
    جلال الدين داود

    مدخل / تمهيد:

    من المُنصِفِ قولي قُبيل الخوضِ في قراءةٍ ما عن المجموعةِ القصصيةِ البضّةِ {أماندا والأبنوس}: أني لا أُحسن القراءةَ النقديةَ الحصيفةَ التي يُعولُ عليها..
    و لربما من الأجدرِ بي القول من الجهةِ المُقابِلةِ بأن ما سأرتكبُهُ بارتباكٍ فاحِشٍ تاليا، إنما هي انطباعاتٌ أوليةٌ مُتسرعةٌ لقارئٍ نزقٍ تتبعهُ وتُتعبهُ {لكن} بشكلٍ دائمٍ حالَ إطلاعِهِ على أيِّ عملٍ إبداعي..
    وأقول أن لي بـ {لكن} تلك علائقٌ غريبةٌ مُريبةْ، إلا أن امتدادَها الداخلي بي ينتهي عند حدِّ رغائبِ الاكتمالِ في ما يُتاحُ إليّ النظرَ إليه..
    وأضيفُ:
    خبرتُ صاحبي كاتِبُ {أماندا} رجلٌ يُعنى بعلاقتِهِ وما يُسطر، وأعني الحميمية التي تربطه بشخوصِ قصصهِ المحكي عنها، إن من بناتِ خيالِهِ أو من واقعٍ مُعاشْ، لذا فإنه لم يبغتني مُطالعةِ مُقدمتِهِ، فإن لم يوردها هكذا فإنها واردةٌ في إدراكي به لا محالةْ..

    مقدمة:
    من مُطالعاتي القليلةِ غير المُعمقةِ، وربما أثبُّ إلى القولِ: غير الواثِقِ فيها من رغبةٍ أكيدةٍ في الإمعانِ والتمعُنِ في هذا الضربِ من الكتابةِ، لأني لم ألقاني فيه جيداً لأسبابٍ تنحصرُ أو تبدأُ في كونِهِ ضربٍ من الكتابةِ شائكٍ وشاقٍ وموغلٍ في الخصوصيةِ وينبغي لمن رغِبَ في المضي بعِبابِ بحارِهِ الذاخِرةِ (كتابة أو قراءة) أن لا يتأرجحَ بشواغِلٍ تلهيهِ عن شخوصِهِ المُتراصةِ وتداعياتها والإرهاصاتِ المُصاحِبةِ لها وحولها وإلا أفلتَ وأفلّ جمالُ الأمرِ من بين يديه، فأضحتْ خُطاهُ على هذا الضربِ محض عبثْ..ربما..
    أقولُ من تلك المُطالعاتِ تكونتْ لدي بعضُ الأفكارِ المُتعلِقةِ بهذا المجالِ من الكتابةِ الإبداعيةِ، فرأيتُ بأن أهم ما فيه (أي هذا المجال): ما يُبثُ من مشاهِدٍ خلابةٍ تُحدِقُ بشخوصِ العملِ من طبيعةٍ وسماتٍ شخصيةٍ بما تحمله من تقلباتٍ ورغائبٍ وأفعالْ، وتُضمنُ تلك التفاصيلَ في العباراتِ كحامِلٍ لها لعكسِها بأشكالٍ مُتعددةٍ تختلفُ من قاصٍ لآخرٍ، وأكثرُ من أفلحَ في إيصالِها بكيفيةِ عِباراتٍ وترتيبٍ مُتقنٍ –حتى في بعثرته- للأحداثِ أفلحَ بالتالي في الاستحواذِ على لُبِّ القارئ وجعله مُمسكاً بيديهِ وبصرهِ بالكتابِ لا يدعْهُ يُفلتُ إن قليلا..
    ولعله في عصرنا هذا، وأجسرُ على القولِ من بدءِ مخاض هذا الضرب من الكتابة –حسبما أرى أنه ينبغي له- فإن الاختزالَ واستفزازَ خيالِ القارئ ومخاتلته من السماتِ الأروعِ فيه وبالتالي فإن الكاتِبَ يُضمرُ لا يتوغلْ، يُمسكُ لا يُفصحْ، ويوضحُ لا يُسهبْ وووو وينتهي في خاتمةِ مطافِهِ بدائريةٍ تجعلُ قارئهُ لا يُمسكْ شيئاً بين أصابعِهِ مما يجعلهُ يكرُّ غافِلاً للبدءِ علهُ يُدركُ ما آل إليه الحالُ فينسجُ خاتمةً تختلفُ بينه وقارئ آخر في الضفةِ الأخرى من النهرِ..
    في هذه المجموعة التي بين يدي {أماندا والأبنوس} وجدتُ الكثيرَ مما ذكرت وما أغفلت وبعضَ المآخِذِ –شأنه شأن أي عمل إبداعي خلاه- وسأطرحها لاحقاً..

    المجموعة:
    في طبعةٍ أنيقةٍ جاءت (لتداهم بؤسي ونكدي مما يكيله واقعٌ يهدر أيامنا ويرهق أرواحنا) المجموعةُ القصصيةُ المُوسومةُ بـ {أماندا والأبنوس} لكاتبها جلال الدين داود والمتمددة بقصصها الأحد عشر على خمسٍ وثمانين صفحة من القطع المتوسطة {4 سم} وبغلافٍ خارجي أخاذٍ {تصميم الفنان محمود حميدة} يبرزُ فيه بشكلٍ جلي تمثالٌ أبنوسيٌ لشخصٍ يجلسُ القرفصاء والحيرة تتقاذفه فبسط راحة يده اليسرى لينام خده الأيسر عليها كناية عن تلك الحيرة والارتباك أو ربما الاستغراق في التأمل، وبخلفه تلوح صورةٌ لامرأةٍ سودانيةٍ صميمةٍ تنبئك نظرة عينها البادية للعيان ببؤسٍ مُحيطٍ وتصميمٍ شاسِعٍ وحُزنٍ دفين..
    وعلى أني أخذ على الغلاف {رغم جماله كما أسلفت} بأنه لم يكن مُعبراً عن القصة عنوان المجموعة في الجانب الأنثوي فيها ذلك حسبما عرفناه في القصة ذاتها بالصفحة 23 إلا أننا نقبلها تمثيلاً لأنثى قصة أخرى غائصة في صميم مجتمعنا كمحاسن أو علوية..
    وقد لفت نظري –منذ البدء- شيئان مهمان غابا في المجموعة أولهما هو الفهرس وثانيهما شروحات العبارات السودانية العامية والتي أراهن بأن بعضها غير مدرك حتى في نطاق بيئتنا الآن ناهيك عن قراء خارجها..
    وعن المجموعة برمتها فقد قرأتُ واستمتعتُ بقصصٍ تجلت فيها الأناقةُ والترتيبُ المنطقي الباهرِ للأحداثِ وتسلسلها ودقة الوصف مع الحرص غير المكتمل على الإيجاز/التلميح في السرد وعناية فائقة –غير مستغربة- باللغة، إضافة إلى رغبةٍ وثابةٍ تُلمحُ هنا وهناك في ملامساتٍ حيّةٍ لمكامِنٍ وأماكِنٍ مُغيبةٍ أو لا تلفت الانتباه تعرية لها وتنويها، وبدوري أنوه بإعجابٍ متناهٍ إلى قصصٍ بعينها في هذه المجموعة منها {أماندا والأبنوس، سر (أبو شامة) الأخير، بيوت من طين لا تجرفها السيول، الشريط}.

    بنية المجموعة:
    قسمتُ المجموعةَ إلى ثلاث مجموعات تربط بينها دلالات موضوعية ستتضح فيما بعد، وقد تضمنت المجموعاتُ الثلاث ما يلي:

    1/ الحوش، الدكان، السبيل:
    وجميعها قصص أحسبها تهدف/تخلص إلى بعث أيامٍ مضت استعاض كاتبنا عن ذكرها بتفاصيلٍ شاسعةٍ تخصها بشكل منفصل بدسّها في ثنايا هذه المعالم، وهي معالم ذات قيمة روحية عالية في كافة أنحاء البلاد على أنه خص بها قريته أو مدينته التي نشأ بها وكأنه يقول بأنه من هنا بدأت الحياة..
    فالحوش (أول القصص) أبداً ما يدل على عائلةٍ تقطنه وأهلٍ يتقاطرون عبره صوبهم، والحوش مسرحاً للعديد من الممارسات الحياتية الأسرية اليومية ومدخلاً لما بعده من أحداثٍ داخِل الغرف، وفي الغالب ما يوجد بالحوش نفاجٍ ينفذ عبره أهل الدار إلى الدار المجاورة...الخ، وكأنه بهذه القصة -بمفتتح قصص مجموعته- يقول بأنه ليدلف إلى الداخل (إلى داخل المجموعة القصصية) لابد وأن يعبر هذا الحوش، وقد منح الكاتب الحوش الكثير من الحراك والصخب وأشار بإغراقٍ إلى تفاصيل جمة تحيطه من نسمة تتحول إلى غبار نتتبع أثره في موجودات المكان، ثم انطلق في باحة الشخوص القاطنة به ولامس بعض تفاصيلهم المتوقعة بشكل خاطف، ليختم بإعطاء الحوش مجالاً رحِباً في الذاكرة بل أنه أحاله إلى ذاكرة تتنفس أحداثاً متباينة عج بها المكان..
    وبذات القدر من التناول فإن الأمر ينطبق على قصتي (الدكان و السبيل) ففي الأولى (الدكان) أنحاز بشكلٍ سوداني أصيلٍ إلى الوافد الذي يُجابهُ في الغالب الأعم بنفور وشك (كما رأينا ذلك في هذه القصة)، وتجول بنا معه بالتركيز على تفاصيل الدكان وتفاصيل ما يحيط بصاحبه وأبرز لنا صفاته النبيلة حتى فرغ بحصره بشكل كلي في الدكان ومحيط وشخوص المكان فلم ينل حظاً من الحياة إلا في هذا المنحى..
    وبذات القدر عالج في قصته الثالثة (السبيل) كدلالة على الجود، فأحاطه (أي السبيل) بشخوصٍ غاديةٍ ورائحةٍ وماكثةْ، واستحضر الكثير أن لم يكن كل ما عُرف عن السبيل ومحيطه من سابلة وهوام وغيرهما، مروراً بالطبع بالخير صاحب السبيل (الذي لا يصدأ معدنه كما الكوز) حيث دلف بنا إلى دنياه خطفاً حتى فرغ إلى إفلاس الخير (الذي لم نعلم مصدر ماله) ومغادرته المكان، ومن طرف خفي أشار كاتبنا إلى أن خير الخير ذهب رويداً رويداً بإهمال السبيل ثم الإفلاس والمغادرة.

    2/ مِسيُو...الفاضل، أماندا والأبنوس، ويفيض النيل أحياناً في باريس
    كأني بها مدخل انقلب فيه كاتبنا على ما تلى من قصص، حيث بدأ باستنهاض ذاكرة (مسيو ... الفاضل) لتستدعي أحداثاً متواترة عاشها بغربته، عاقِداً مقارنة بين تلك الحياة هناك وبينها في بيئته الأساس، ثم تركه غارقاً في وسنه مُعلقاً آمالَهُ وتطلعاتَهُ في حبل واهٍ من الأحلام..
    لينفلت من رشيدة المغربية صاحبة مسيو الفاضل إلى (أماندا والأبنوس - هناك بجنيف) حيث يتجول بنا في تفاصيل المكان وجمالياته فيضيف إلى مائه وخضرته الوجه الحسن (أماندا) وينتهي بنا إلى ذات ما انتهى به في مسيو الفاضل، حيث لا نهاية ولا انتهاء كما يؤمل القارئ عادة في التقاء البطل بالبطلة وبالرفاء والبنين..
    ليدلف بنا إلى باريس (ويفيض النيل أحياناً في باريس) فيعيد ربطنا بالوطن من خلال شخص المضيفة التي أوصلنا إلى عملها من خلال حبكة درامية موفقة، كأنما هي مقدمة للإياب.

    3/ قالت لي القبطية، سر (أبو شامة) الأخير، بيوت من طين لا تجرفها السيول، قناديل محاسن، الشريط
    وهي قصص عاد فيها إلى تناول أحداثٍ سودانية صميمة، ولامس بها الكثير من التفاصيل الاجتماعية المطروقة من قبل أو المسكوت عنها كالحب الذي يتم توزيعه من قبل شخص ما (ذكر أو أنثى) على عدة شخوص في الوقت عينه مما يفرغ الحب من معناه وذلك في قصة (قالت لي القبطية)..
    وكاتم السر الذي يفشل في إنقاذ عبد الله من ورطة لم يكن يعلمها لأنه عاهد نفسه عدم إفشاء أسرار الناس وهو الأمر الذي اشتهر به (سر أبو شامة الأخير)..
    والمعاناة التي تواجهها ربة أسرة تركها معيلها نهب الحاجة وغادر، معاناة كادت أن تفضي إلى الرزيلة بعد أن سُدت كل المنافذ بعد أن كثر طرقها عليها، معاناة أدت في خاتمة الأمر إلى موتٍ جراء عدم المقدرة على مداواة الابن المريض..
    والفتاة الضريرة التي انحصرت حياتها في نعمةٍ غير مكتملة نظرٍ لأنها لا ترى، وهي التي تملك الكثير الكثير من المميزات الإنسانية البديعة التي لم تشفع لها كي تلقى ما تستحقه من حياةٍ طبيعيةٍ وحب من تحب في سرِّها رغم أن القصة لم تتح لنا التعرف عن كثب إلى مشاعر (محمود) حيالها إلا أنه في أغلب الظن أنه كان يتحرك حيالها بشفقةٍ {حاله حال الآخرين} لا حب (قناديل محاسن)..
    وفي قصة الختام والتي برع الكاتب في حبك فصولها نتنقل في محيط (علوية) المنصب كل اهتمامها في شخص زوجها المسافر، لتُباغتَ في الختام بأن كل ما بنته كان على ماءٍ وسرعان ما ذاب (الشريط).

    وعلى الرغم مما تقدم ونوهتُ إليه، فإن المجموعة لم تخلو من بعض المآخذ {وكما أسلفت حالها حال أي عمل إبداعي} أوجزها فيما يلي:
    1- استخدام الفعل المضارع في تدوير الحكايات والانتقال من فقرة إلى أخرى فيها.
    2- عدم وجود شِراك قصصية توقع القارئ في الارتباك فتأتيه من بين ثنايا القصة من حيث لا يتوقع {إلا في بعض القصص التي اعتمدت ذلك كقصة: الشريط}.
    3- مرافقة جمل بعينها للقاص بشكل شبه دائم متنقلاً بها من قصة لأخرى، وإن لم يرصها بكيفية واحدة فإنها قد تختلف فيها عبارة أو عبارتان، وقد لفت نظري إلى ذلك {النسمة الباردة، الصعوط}، وقد يعزى ذلك إلى أن تلك القصص ربما تكون قد كُتبت في وقت واحد أو في فترات متقاربة (وأحسبها ليس كذلك)، إلا أني استدرك وأنوه إلى أنها لا تمثل عيباً جوهرياً وبخاصة إن كانت الدلالات هنا تختلف عن هناك، والأهم بنظري والذي أعنيه: أن لا يشعر القارئ بأنه قد تم حشرها بلا داعٍ أو كلازمة للكاتب إبان سرده القصصي.
    4- عدم إبراز السمات والأفعال الإنسانية المتوقعة للمحكي عنهم في حيز مناسب بالمجموعة القصصية فيما عدا ببعضها، وعلى أن ذلك أمراً طبيعياً {أي أن تظهر لنا أفعالهم من نزقٍ وطيشٍ يُرتكبُ من قبلهم وعلى وجه الخصوص أن وشت شخصياتهم بذلك إبان التعريف بهم} فالملاحظ أنه حتى اللمسة تجئ على استحياء، ولعلي أميل إلى القول كمحصلة لهذا الجانب الذي لمسته في الكثير من قصص المجموعة بأن هذا هو أدب الترفع وإبراز أو خلع سمات ملائكية على جل إن لم يكن كل الشخوص المحكي عنها، أو هذا ما يُؤملُ فيها من قبل الكاتب، وهذا بالطبع يحسب فالشخوص لابد وأن تترك على سجيتها وترصد إن بابتذال أو دونه، فالقاص عندي مستوعب شخوص قصصه لا يجملها وهي دون ذلك، وأخلص إلى أنه من الممكن أيضاً قبول ذلك على أن لا يكون سمة غالبة ونهجاً يتبع، واللمح أجود وأجزل الوصف.
    5- رغم أنها خافتة كملاحظة ينبغي سوقها إلا أنها تلوح بين الفينة والأخرى، وتتمثل في استلال القاص للمداخل التالية من نهايات سابقة، مثلاً بالصفحة 8:
    {السماء تتمسك بالغمام في عناد فيزداد تراكمه في زحف حثيث ليكتسي لوناً رمادياً داكناً كلما مالت "الشمس" نحو المغيب...
    {"الشمس" تغيب برهة خلف سحابة منفردة...}
    مما قد يجعل القارئ يتوقع سلفاً ما سيُسرد في الفقرة التالية، ولربما ينجع هذا الأسلوب في بعض الكتابات الشعرية، إلا أنه وإن نفع في القص يضعفه.
    6- بالصفحة 10 من قصة {الدكان} فإنه من الأحرى القول "رائحة الزبالة" في فقرة {تنتشر رائحة (الدعاش) مختلطة بروائح (الزرائب) وأقفاص الدواجن و"رائحة الطين الذائب" المنزلق من على جدران (الجالوص)} وذلك بدلاً عن "رائحة الطين الذائب"، والأمر واضح، وأحسب أن الكاتب قد هرب من التكرار مع "روائح الزرائب".
    7- استخدام عناوين ربما لم تعد الآن إلا في الذاكرة فقط، وهذا ليس فيه عيباً، إلا أني أود فقط لفت النظر إلى أنه يفضل الكتابة بنهجها التراكمي الحالي، أي عصرنة القصص ذاتها.
    8- في الصفحة 14 من قصة {السبيل} يلاحظ التناقض الواضح بين فقرتين:
    {الصدأ يأكل أطراف كوز الماء}
    {(الخير) ذو معدن أصيل ... لا يصدأ كما الكوز..}
    وقد يقبل ذلك إن جاء في ثنايا القصة ما ينبئ بأن {الخير} ليس أصيلاً ولم ألحظ ذلك..

    9- كذلك يلاحظ في نفس الصفحة 14:
    {تنتشر عدة ثقوب أسفله.. تضبط سرعة الشارب وتستحثه على الإسراع...}
    حيث أن ضبط سرعة الشارب قد تعني الإبطاء أيضاً وكان الأفضل القول بشكل مباشر أنها تحث/تجبر الشارب على الإسراع.
    10- في الصفحة 32 من قصة {ويفيض النيل أحياناً في باريس} يلاحظ:
    {وأنا قابع في الكرسي "بلا شعور معين" ، "متبلد الإحساس".}
    فاعتقادي أن جملة {بلا شعور معين} تعني أن هناك شعور لكنه غير محدد أو غائم.
    بينما عبارة {متبلد الإحساس} تعني أنه لا يوجد شعور البتة.
    11- هناك بعض المقارنات غير الموفقة التي ينبغي الالتفات إليها، وهي من الأمور المهمة من حيث تقريب المسافة للقارئ بصور تعكس وضعاً محدداً يراد إيصاله إليه، فمثلاً في الصفحة 49 من قصة {بيوت من طين لا تجرفها السيول}:
    {الزير القابع وسط الصالة يموسق لحناً بنقّاط الماء على الجردل الصدئ، ترن في أذن الأم كصوت سقوط الماء من السبلوقة..}
    فيلاحظ الفرق بين صوت نقاط الماء على الجردل وصوت سقوطه من السبلوقة.
    وأخيراً فإني أشكر لك صاحبي أن سمحت لي وأنا غير العارِفِ بالنقدِ وأصولِهِ بالإطلاعِ والإدلاءِ بدلوٍ خواءٍ في سِفرِكَ الماتع..

    هذا مع خالص تحياتي وإعزازي ومحباتي وشكري،،،
    بله محمد الفاضل
    29/6/2008م

    "بيوت من طين لا تجرفها السيول**"
    من وحي وعنوان أحد قصص (أماندا والأبنوس)

    تُنقرُّ خلفَ البابِ: الأرض،
    وتنسى بغمرةِ ما اكتالتْ:
    طَرقاتَ الأتي المُرتقبِ..
    امرأةٌ وارتْ زهرًا في سطوتِهِ،
    وامتشقتْ لنِداءِ الأفواهِ والحُمى:
    حِيلًا خرقاءَ وأسئلةً جمةْ..
    ماذا تفعلُ وقد أينعَ في الدارِ:
    الوجعُ!!
    ماذا تفعلُ وقد فتلَ الطوفانُ:
    حِبالَ القسوةِ في بَلدٍ أغفتْ فيهِ:
    عينُ الرّحمةِ والعدلْ!!
    ماذا تفعلُ وقد سقطتْ في جُبِ النسيانِ:
    قضايا الإنسانِ،
    وصورةُ زوجٍ اقتنصّ القسوةْ!!
    -------
    ** العنوان من المجموعة القصصية (أماندا والأبنوس) من قصته التي يتقاطع معها النص أعلاه مسمى وفحوى (بيوت من طين لا تجرفها السيول) للقاص: جلال الدين داود (أبو جهينة).
    بله محمد الفاضل
    جدة – 8/7/2008م
                  

03-08-2011, 05:43 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    نجاة محمود
    الى أ. ن و أنت تعاني من الغربتين, غربة المكان والعقل"



    منيرفا.....................( طرادة)*



    لأول مرة رأيت منيرفا ,كان بعد انتقالي إلى هذا البيت بعدة اشهر. سمعت طرقات منزعجة بعد منتصف الليل, فتحت الباب وجدت امرأة في الباب ,بلهوجة قالت لي أمي مريضة جدا تحتاج أن تنقل إلى المستشفي فورا..ركضت بسرعة غسلت وجهي وأخذت مفتاح السيارة.
    قالت لي: هذا باب بيتنا فكانت تسكن النصف الآخر من البيت الذي اسكنه .عندما دخلت,
    وجدت امرأة هزيلة في سرير, يبدو عليها المرض الشديد حملتها بسهولة إلى السيارة ومنيرفا خلفي..أخذناها إلى المستشفي.
    وقال الطبيب: إنها مريضة جدا يجب حفظها في المستشفي..بقيت معهم إلى إن تمت كل الإجراءات ,وذهبت إلى البيت..
    وفي اليوم التالي وأنا عائد من العمل ذهبت لعيادتهم..
    وجدتها قد دخلت في غيبوبة وقربها ابنتها ساهمة وحزينة ..
    جلست قربها وسألتها :هل هناك أهل تريدين إخبارهم فاذهب
    لإحضارهم؟
    قالت: لا لا نعرف احد فقط إنا وأمي..اعتصر الحزن قلبي وتذكرت مقولة المسيح طوبي للغرباء..
    من لهجتها عرفت أنها حبشية..جلست معها طويلا.
    وقلت لها: سأعود في المساء..هل تحتاجين لشئ احضره لك؟.
    أعطتني مفتاح المنزل وقالت لي: فقط نحتاج لأغطية
    تجدها في خزانة الملابس في الصالة..
    وفي المساء دخلت منزلهم وأحضرت ما طلبته
    ومشيت إليهم .. وصرت اذهب إليهم كل يوم..
    يوما رن الهاتف فى العمل و قيل لي إن هناك من يطلبني على الهاتف
    وجاني صوت منيرفا وبين شهيقها عرفت إن أمها قد ماتت..وكنت قد اعطيتها رقمي
    وطلبت منها أن تتصل بي اذا جد جديد.او احتاجت لشئ
    خرجت إلى المستشفي وجدت منيرفا قرب جثمان أمها المسجي وهي تبكي بكاء مريرا وتتمتم بالامهرية..رأتني ارتمت في أحضاني وبكت بكاء شديدا ولم اعرف ماذا افعل. وكنت حزينا لها جدا .تجمعن بعض النسوة قربها يبيكن معها..
    قمت بالإجراءات وذهبنا بالجثمان إلى البيت هناك تجمع الجيران.. ومنيرفا ذاهلة في حزنها الكبير.. عرفنا إنها مسيحية قام القس بكل الإجراءات ودفنت أم منيرفا..
    وبعدها صارت منيرفا تزورني محملة بالأطعمة لي..وتوطدت علاقتي بها..
    لمنيرفا جمال أخاذ وجسد بارع التشكيل كلما أراها أتذكر قصيدة صلاح احمد
    إبراهيم " يا مرية".. وكانت تبدو في نهاية العشرينات.لها وجه كالقمر وشامة في خدها و ابتسامة تفتر على لؤلؤ منضود..وكانت حلوة المعشر
    وصرنا في كل جمعة نخرج إلى الحدائق نقضي كل اليوم معا
    وصارت منيرفا شغلي الشاغل.. أحببتها من كل قلبي
    وفي يوم سألتها: يا منيرفا هل تحبينني؟
    سكتت منيرفا برهة ثم قالت: نعم احبك ثم أردفت بسرعة أنت أخي
    واحترمت رغبتها هذه. وتوقفت هي عن الحضور إلى منزلي
    سألتها لماذا: قالت لي أنت رجل محترم وقد يظن فيك الجيران الظنون..
    وصارت تمد لي الطعام من خلال الحائط.. ويوم الجمعة تخرج وحدها ونلتقي في الحديقة..
    صرت أحبها كثيرا ولم أعد احتمل فقلت لها يوما: منيرفا هل تتزوجينني؟
    نظرت إلي برهة وقالت: أنت أخي..
    في اليوم التالي أعطتني علبة كبيرة قالت لي انظر ما فيها..
    والتقي بك يوم الجمعة و أخبرك لماذا أريدك إن تكون أخي..
    أخذت تلك العلبة وجدت بها رسائل تربوا على المائة..
    قضيت ليليي كله اقرأ فيها..
    رسائل غرامية إلى منيرفا.. من رجل يبدو انه أحبها حبا عظيما

    رسائل يخبرها كيف انه يحبها ويعبد الأرض التي تمشي عليها
    وكيف انه لم يعد يستطيع إن يطيق الليل لأنه يفرقها عنه..
    عواطف مشبوبة وحب كبير. في قبيل الصباح نمت قليلا
    وخرجت إلى العمل و إنا أتحرق للعودة لقراءة رسائل منيرفا
    وكانت حيرتي تزداد كلما قرأت رسالة لو هو أحب منيرفا كل هذا الحب فأين هو الآن؟
    هل يا ترى خلف الحزن العميق الذي يبدو في عينيها إنها فقدت هذا الرجل بالموت..ترسخت لي قناعة إنني اقرأ رسائل رجل فارق دنيانا هذه..
    قرأت الرسائل كلها وأعدت جزء ,عاطفة مشبوبة.
    وغرام عظيم وحارق ..ولغة منمقة باهرة وقدرة على التعبير
    مذهلة.جعلت قلبي يخفق مع كل حرف.
    يوم الجمعة التقيت بمنيرفا.. جلست تنظر إلى بعينها الجميلتين
    و رفعت حاجبا وسألتني: هل قرأت الرسائل؟
    قلت: نعم ولكن يا منيرفا يموت الأحباب وتمضي الدنيا فلماذا تدفني نفسك لأجل حب مات صاحبه منذ سنوات..
    قالت بدهشة: مات؟
    قلت : قد فهمت إن حبيبك هذا قد مات وألا لما تفرقت بكما السبل بعد هذا الحب الكبير.
    قالت بسهوم وهي تشير إلى قلبها: مات هاهنا ولكنه حي يرزق.
    وقلت: ولكن لماذا تركك وهو يحبك كل هذا الحب وأنت تحبينه كل هذا الحب..
    قالت بحزن: لأنه لا يحبني تركني..
    قلت لها مندهشا كيف لا يحبك؟ لقد عصر قلبه ليكتب لك كل هذه الرسائل.. وكأنه كتبها من مداد قلبه يا منيرفا فلا تظلمي الرجل..
    قالت لي بحرقة لم أظلمه بل ظلمني..وبدأت الدموع تتجمع في عينيها.. نظرت إلي بنظرة تجمع فيها كل حزن الدنيا وقالت لي اسمع قصتي و أحكم بعدها من هو الظالم و من هو المظلوم.. يتبع




    ___________________________________________________________________

    * رويت لي هذه القصة في شتاء 1983 أدخلت عليها تعديلات و اضافت معلومات حتى لا تكون ذات القصة مع الاستفادة من القصة الاصلية.
                  

03-08-2011, 05:44 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)







    فتحت عينيّ على الدنيا على جدتي متعهدة بتربيتي
    في منزل جميل في حي راقي.. وكانت أمي تزورنا
    بانتظام محملة بالهدايا تبقى قليلا ثم تسافر..أدخلتني أمي
    مدرسة (كمبوني) بدأت من الروضة , كنت أحب المدرسة
    جدا لان في البيت فقط هناك جدتي ولكن في المدرسة هناك كثير من الأطفال كنت العب معهم بفرح وسعادة
    تعرفت على بنت في سني اسمها منال كانت تسكن قربنا كنا نقضي جل وقتنا نلعب معا.. كنت احكي لجدتي عنها وعندما تعود أمي معها هدايا كنت أتقاسمها معها..يوما ما دعتني إلى منزلهم أخبرت جدتي رفضت في البداية ثم وافقت تحت إلحاحي
    أخبرت جدتي سائق الحافلة إنني سأنزل مع منال.. وبالفعل
    ذهبت مع منال إلي بيتها.. وجدت أمها قرب الباب تنتظرنا
    سلمت علي وقبلتني كما قبلت ابنتها .. في الداخل لعبنا إنا ومنال بالعرائس حتى توقفت سيارة ركضت منال لتستقبل والدها الذي حملها وقبلها ونزل من السيارة ولدان.. كل منهم قبل منال وأعطاها هدية.. لا أدري أحسست بثقل في قلبي
    ولأول مرة ألاحظ انه ليس لدي أب.. وهجس في داخلي هذا الخاطر بشدة.. عندما أحضرت الأسرة الطعام جلسوا كلهم
    وأكلوا وهم يرون ما حدث في يومهم.. وكنت أنا مأخوذة
    بهذا الاكتشاف الذي اسمه أسرة.. سألني أبوها عدة أسئلة
    أين اسكن ؟وماذا يعمل أبي؟.وقلت له لا اعرف أين أبي ولكن أمي تعمل وأنا أعيش مع جدتي.. ومن يومها صار منزل منال هو ملاذي احاطني والداها بالمحبة والحنان كانوا إذا خرجوا إلى حديقة يأخذونني معهم.وفجأة صرت ابنتهم الثانية.. عندما تحضر أمي تأتي أم منال لزيارتها.. أمي كانت سعيدة بعلاقتي الجميلة هذه.. وصرت بحق جزء من الأسرة..
    كان عاصم و عاطف يعاملانني كما يعاملا أختهما.
    كان عاصم في المتوسطة وعاطف في الابتدائي..
    مرت الأيام على هذا المنوال. دخلت المدرسة المتوسطة
    وبدأت أبدو اكبر من سني.. جدتي كانت تقول لي :"أنت أجمل
    بنت رأيتها".. وكلما تقدمت عام كثر اهتمام أولاد الحي بي
    فصارت تصلني كثير من الرسائل .. كنا نقرأها أنا ومنال ثم نحرقها.. مرة وقعت احد الرسائل في يد عاطف.. الذي اقسم انه سيقتل الولد الذي أرسلها..وركضت خلفه أترجاه إلا يفعل
    وكنت أخشى أن تحدث مشكلة فتعلم جدتي و خالتي أم منال..ويغضبن مني
    وعندما رجوته إن يعطيني الرسالة وألا يخبر احد صفعني
    وقال لي :"إذن أنت تعرفينه وتريدين حمايته". أقسمت له أنني لا اعرفه وبكيت. فرق قلبه علي فأعطاني الرسالة ومسح لي دموعي وقال لي:" إنا آسف إذ فقدت عقلي ومددت يدي عليك.."
    فقط لأني غاضب.. وأنت أغضبتني بحمايتك لهذا السافل.. مرت الايام ودخلت المدرسة الثانوية بتفوق وكذلك منال. سافر عاصم الىالخارج للدراسة ,كان يأتي كل عامين
    وصار عاطف في أول سنواته في الجامعة.. فكان يدرسنا الحساب
    ويساعدنا في اللغة الإنجليزية. ويمنعنا من الخروج إلا معه..
    وفي يوم من الايام التقيت عاطف في الطريق ومشي معي و أعترف لي انه يحبني وصار يكتب لي رسائل يبثني حبه وكنت افعل بالمثل.. كان دائما يقول انه يحبني وان حياته تحمل معناها بوجودي.. وكنت أنا أحبه إضعاف حبه لي.. وكنت سعيده به وبحبه وعطفه علي
    ..فسألتها: إذن عاطف هو صاحب تلك الرسائل.. أجابت بالإيجاب..
    في العطلة الصيفية بعد فراغنا من امتحان الشهادة. مرضت جدتي. واتت أمي وبقت معنا عدة اشهر إلى إن ماتت جدتي
    وكنت حزينة وقفت أسرة منال معنا في مصيبتنا..
    حتى إن أم منال اقترحت على أمي إن أبقى معهم ولكن أمي شكرتها وذهبت و أتت بسيدة كبيرة في السن لتعتني بي.
    صرت اخرج كثيرا مع عاطف إلى حفلات الأصدقاء

    كنا في البداية نذهب ثلاثتنا ولكن بعدها منال لم تعد تذهب معنا فكان عاطف يأتي بالسيارة ويقف إمام البيت اخرج إنا وحدي كانت مربيتي تظن إن منال معنا..كان يحبني وكنت أحبه و كان العالم جميل.. وظهرت نتيجة الامتحانات حيث احرزت مجموعا عاليا ودخلت الجامعة كلية العلوم وهو كان في السنة الخامسة يدرس الهندسة.. كنا نقضي جل وقتنا معا.. أعترف لك لقد كنت أتساهل معه في بعض الأشياء.. لم نكن نختلف كثيرا رغم انه سريع الغضب وعصبي. ..لأنني كنت أطيعه في كل شئ كان لي مثل اله.. يأمرني فلا أجادله.. أشياء كثيرة فيما بعد تكشفت وعرفت أنني لا اعرفه جيدا كما كنت أظن.. يوما غضب مني غضبا شديدا حتى انه كاد إن يصفعني لأن هناك زميل ذهبت معه إلى المعمل لعمل تجربة وحدي..فأتي إلى الداخلية كنت أخبرت صديقتي إن تخبره أنني في المعمل.. وعندما أتي كنت مع هذا الزميل.. تغير وجهه في الحال و انتظرني في الخارج وبدأ في تقريعي.. ماذا تفعلين؟! هذا الزميل سيستغلك في أشياء أخرى غير كريمة. ذلك اليوم لأول مرة وقفت وعارضته وطلبت منه إلا يتدخل هكذا في حياتي..غضب غضبا ضاريا و قرعني ولامني انه فقط يحبني ويريد إن يحميني من الأفاعي المندسة في هؤلاء الزملاء.. قلت له :"لا أريد حمايتك لقد أحرجتني أمام هذا الزميل دون وجه حق.. لو كنت افعل ما تظنه لما أخبرتك أين أنا"..وأخذت اشيائى وركضت من إمامه..
    تغيب عني أيام عديدة وكنت غاضبة عليه وغاضبة على نفسي..
    فذهبت إليه لأنني أحبه.. و تأسفت له عن أنني حقا لم ادر أنه يفعل ذلك لأجل انه يحبني..واستمر منزويا بعيدا..
    وكنت كل مرة اذهب إليه وهو معرض عني..أرسلت لها كثيرا من الرسائل اطلب غفرانه.. استمر هذا الحال لمدة شهر
    وأنا في النار.. إلى إن وجدته يوما يقف إمام كليتي
    سلم علي.. وعاد يأتي لزيارتي كما كان يفعل دون إن يذكر ما فعله في حقي..وصرت إنا أخاف إن أتعامل مع اى زميل حتى لا يحدث ما حدث.قليلا قليلا عاد كما كان محبا ودودا..
    كان يقول لي إنني أحس انك ليست لي.. انك لا تعطيني الآمان
    كنت أساله: كيف؟
    كان يقول : لا ادري كيف ولكنني معذب من الداخل..

    كنت اخبره بصدق أنني فقط أفكر فيه ولا احد غيره..
    فكان ينظر إلى بحزن ثم يصمت..مرة أتي وسألني: هل تحبينني حقا؟
    قلت :نعم وكثيرا.
    قال: هل تثقين في؟
    .. قلت: نعم وكثيرا..
    قال: لو تحبيني وتثقين في حقا كما تدعين.. يجب أن تكوني لي أنا وحدي..
    قلت : إنا لك وحدك.. سألته يوما لماذا لا تفتح لي قلبك وتخبرني لماذا صرت هكذا؟؟!!..لقد تغيرت كثيرا.!.
    قال: نعم لقد تغيرت لأنك تغيرتي لم اعد الوحيد في حياتك..
    قلت: أنت الوحيد في حياتي.
    قال بضيق: لا لا يجب إن تفهمي
    أنا أرى كيف ينظر أليك الرجال و الطلاب..يوما ما
    سيحدث ما أخشاه..قد تجدين رجلا آخرا..
    قلت : منطقك معوج لماذا أجد رجل أخر وأنت في حياتي؟!
    ..مالذي يجعلني أفكر في اى إنسان آخر وأنت في حياتي؟!
    صمت ثم قال : كيف أتأكد إن ما تقولين هو الصحيح!؟
    قلت: لأني يا عاطف أقوله لك. هل أبدا كذبت عليك؟
    نظر إلي بعقل شارد وقال لي كم أتمنى إن اصدق ما تقولين..
    وصار دائم السهوم والحزن وكان قلبي يتفطر عليه.. كنت اسأله
    لماذا تغير هكذا كان يصمت أو يهمهم لا شئ لاشئ.. فقط مرهق..وكنت أحيانا أرى غضب مكتوم ولا اعرف سره يخرج في انفجارات كبيرة في اقل اختلاف بيننا.. صرت أخاف منه
    . ولكن خوفي منه لم يمنعني إن أحبه صرت مثل العصفور المحبوس في قفص ذهبي..أحبه و اغفر له كل ما يفعله وقد صفعني أكثر من مرة. وكان بعدها يدخل في كآبة وأحيانا يبكي
    ويطلب غفراني ويعدني انه لن يكررها أبدا.. ولكن في اقل اختلاف ينسي دموعه ووعوده..كان ذات يوم أن ذهب معي إلى منزلنا. ولم يكن هناك احد ,مربيتي سافرت إلى بلدها لترى بعض الأقارب. وطلب مني لو أسمح له بالبقاء معي..
    ولم أمانع. جلسنا نتحدث في أمور مختلفة انتهت تلك الليلة بأنني سلمته نفسي.. وبعدها جلس وبكى بكاء مريرا وقال لي ما كان يجب إن نفعل ذلك..وخرج ولم أراه لمدة أسبوع كامل
    ثم عاد أكثر كآبة و أكثر تشتتا.. وصار شكله غريبا
    شعره مهوشا و عينيه زائغتين. ولا يغير ملابسه كثيرا.
    كنت اسأله عاطف أخبرني ماذا بك؟ لماذا صرت هكذا؟
    حتى منال سألتني لماذا عاطف صار هكذا.. وقلت لها لا ادري
    حاولت المستحيل لأعرف ما يجول في خاطره ولكن لا يريد إن يفصح لي.. مرة أخرى أتي وطلب مني إن أذهب معه إلى مكان
    وذهبت وجدته منزل لصديقه كان قد سافر إلى الخارج..
    وصار يأخذني إلى هناك دائما وكنت أطيعه دائما وكان ذات الشئ يحدث يبكي بكاء شديد بعد كل علاقة جسدية بيني وبينه
    تحيرت معه كثيرا..منال تزوجت وسافرت مع زوجها إلى الخارج. ولم يعد هناك من أثق به لأخبره ما يحدث منه
    حاولت أن أجد مبررات لهذا السلوك الغريب. كنت اسأله
    ولكن فقط ينظر إلي بعينين ساهمة وحزينة. فكرت ربما يتعاطى شيئا لان سلوكه غريب وغير طبيعي.. سألته يوما عاطف يجب إن تصدقني القول تعرف كم احبك و لن احكم عليك خبرني هل تتعاطى مخدرات؟ و اعلم أنني سأساعدك
    لتتجاوز هذه المرحلة ومعا ستنجح. فقط أصدقني القول.
    نظر إلي بغضب وقال لي: لماذا تظنين أنني أتعاطي مخدرات؟
    قلت له: يا عاطف سلوكك صار غريبا.وانظر إلى نفسك متى آخر مرة ذهبت إلى الحلاق؟ قال لي إنا مشغول وأنت تعرفين ذلك والوقت الفارغ الوحيد اقضيه معك..فقط إنا مرهق
    و لا أنام كثيرا بسبب مشروع تخرجي و التدريب.. كل شيئ سيكون على ما يرام بعد التخرج...قلت له : وهذه الكآبة
    والتغير في المزاج.؟
    قاطعني بحدة: لأني مرهق فقط لأني مرهق .
    قلت له: يا عاطف أنا أحبك وأريد أن أساعدك. قل لي ماذا بك؟
    لقد تغيرت ولا أظن الإرهاق يؤدي إلى ما تفعله..
    قال لي: اعرف انك تحبينني و أنا بخير فقط مرهق. أرجو إلا تقلقي.. كل شئ سيكون على ما يرام.جلسنا ذلك اليوم نتحدث
    أخبرني عن مشروع تخرجه وكان طبيعيا..
    بعد أسبوع كان يبدو متعبا وعصبيا
    قال لي:هل تريدين أن تذهبي معي؟
    قلت له إلى أين؟
    قال لي إلى المنزل قلت له بعد يومين لدي اختبار. فيمكن أن نذهب بعد ذلك.
    نظر إلى بكدر وقال لي هل تتهربين مني؟
    . قلت له: بدهشة لماذا أتهرب منك؟
    قال لي منذ فترة أحس انك لم تعود مثل من قبل. تغيرتي
    كثيرا.
    بدهشة قلت له: عاطف الآن تستخدم الهجوم خير وسيلة للدفاع
    لماذا أتغير وأنت تعلم كم احبك؟
    قال: هذه الأشياء تحس ولا يتحدث عنها.. أنظري الآن تعللتي بالاختبار حتى لا تذهبي معي.من قبل كنت دائما تلبين طلباتي
    ولا تعارضينني ألان صرت تهاجمينني وتتهمنني بأنني أتعاطى مخدرات فقط لو أحتديت معك قليلا لأخطاء ترتكبينها أنت
    صرت لا تعتذري لي و أحس انك صرت لا تريدينني مثل من قبل..
    قلت له: يا عاطف أنا لم أتغير أنت الذي تغيرت..
    قال: إنا لم أتغير وإذا تغيرت هذه نتيجة لتغيرك أنت.
    يجب أن تواجهي نفسك وتكوني صادقة معها.. إذا لم تعودي تحبينني قولي لي وأنا رجل. سأحتمل هذا و ابعد عنك.
    قاطعته: عاطف لماذا تقول لي هذا هل تريد إن تتركني؟
    وتبحث عن أعذار ألان.. ألان عرفت انك ترسم خطا للتراجع
    لماذا أكف عن حبك بالله قل لي؟
    قال: لا أدري قد تغيرتي كثيرا لم تعود منيرفا التي أحب أكثر من حياتي..
    قلت: تأكد انك ستكون في قلبي إلى الأبد وأنني أبدا لن اكف عن محبتك. فقط أريدك يا عاطف إن تعتني بنفسك وترجع كما كنت.
    وتواعدنا إن نلتقي بعد غد ووعدته سأذهب معه إلى مزلنا لآ، مربيتي في القرية..
    في ذلك اليوم لم تأت صديقتي و شريكة غرفتي إلى الاختبار
    بعد الاختبار ذهبت إلى منزلهم. ووجدتها مريضة جدا
    بقيت معها إلى العصر و قلت لها سأعود لأن عاطف سيأتي لزيارتي.. في هذه الأثناء أتى خالها لعيادتها. طلبت منه صديقتي أن يوصلني إلى الجامعة خاصة إنها في طريقه. وذهبت معه
    وقرب الداخلية أنزلني في اللحظة التي تحرك ظهر عاطف
    بسيارته التي أوقفها بطريقة لفتت كل الأنظار ثم تقدم نحوي
    وبغضب صفعني حتى حاول يعض المارة التدخل. سحبني من يدي و قادني إلى السيارة.. من هول الصدمة لم أقاومه. . قاد السيارة بجنون. وهو يصرخ ويشتمني شتائم غريبة.
    وكل مرة ينظر إلى ويصرخ مالذى تريدين أكثر مما أعطيك؟
    لماذا أنت هكذا؟ هل هذا الأمر في الجينات؟
    لقد حاولت إن اصنع منك امرأة محترمة ولكنك لا تريدين إلا إن تكوني...... أغلقت أذني حتى لا اسمعه وصرت ابكي
    إلى إن توقف قرب منزلنا..وخرجت من السيارة وركضت
    فتحت الباب بصعوبة حاولت أن أغلقه في وجهه. ولكنه
    ضغطه وفتحه. وصفعني و لأول مرة أرد عنفه صفعته
    بكل قوتي جن جنونه.حملني إلى الفراش..
    صمتت منيرفا قليلا وسالت دموعها
    قلت لها يمكنك أن إلا تستمري.. ولكن هزت رأسها وقالت:
    دعني اخبرك كل ما حدث 7 سنوات و إنا احمل هذه القصة في قلبي.. سكتت لبرهة واغمضت عينيها وقالت بصوت باك و اغتصبني ..وكان عنيفا وطيلة الفترة كان يشتمني بأقذع الشتائم.بعد إن فرغ جلس يبكي ويهمم أنت السبب في كل مصايبي
    أنت السبب في جنوني لم اعد اعرف من أنا.. ركضت إلى الحمام ورأيت وجهي هالني ما رأيت وجدت الدم ينزف من قطع في خدي.. بقيت فترة طويلة عندما خرجت...وجدته قد ذهب
    وعلى الطاولة قرب السرير وضع وهنا بكت منيرفا بعنف حتى رق لها قلبي. وطلبت منها أن تكف عن الحديث بين شهقاتها
    عرفت انه قد وضع لها" طرادة"*
    يا الهي لا أدري لماذا كرهته و تمنيت لو أدق له عنقه.
    قالت لي: إنها ما زالت تحتفظ بهذه الطرادة و أخرجت سلسل
    من عنقها به أنبوب شفاف. ظهر فيها طرادة ملفوفة. قالت لي إنها تحتفظ بها قرب قلبها النازف..
    سألتها ماذا حدث بعد ذلك.. قالت لي: إنها أغمي عليها وفاقت في الصباح الباكر ودخلت الحمام وبلعت حبوب منومة وقطعت شرايينها.. أتت الخادمة في الصباح و نقلت إلى المستشفي
    وهي غاب قوسين أو أدنى من الموت.. وبقيت في المستشفي فترة طويلة لم يأتي عاطف لزيارتها
    وكانت تلازمها أم منال إلى أن حضرت أمها أخذتها إلى الخارج للعلاج. ولم تخبر احد بما حدث إلا طبيبها النفسي.. وإثناء فترة العلاج اكتشفت أنها حامل.. ولكن أمها أصرت على إجهاضها
    بصوت محشرج بالبكاء قالت: إلا أنني كنت أود أن احفظ الطفل
    ولكن أمي رفضت . وقالت: بكيت كثيرا و توسلت لها ولكن
    أمي قالت ليست من مصلحتك حفظ هذا الطفل ولا من مصلحة الطفل نفسه.. غرقت في كآبة عالية..
    وبقيت هناك حوالي عام كامل ولم أكمل تعليمي بعدها.
    لان ما فعله عاطف إمام باب الداخلية كان قد انتشر
    وكانت القصة أنني خرجت مع رجل آخر وهو أكتشف ذلك..
    ولذلك ظلمت من عاطف و المجتمع
    قالت: وهل أبدا رايتي عاطف مرة أخرى؟
    قالت : لا بعنا بيتنا لان العلاج في الخارج مكلف جدا. و اشترينا شقة في مكان آخر وقطعنا صلتنا بأسرة عاطف حتى منال لم أراها منذ ذلك اليوم..
    وقالت : عادت امي منذ اشهر وعندما عادت كانت مريضة جدا لقد أصيبت بسرطان التدي
    حاولت العلاج في الخارج لكن دون جدوى و استأجرنا نصف البيت هذا قبل 7 أشهر حتى يغطي إيجار الشقة بعض تكاليف العلاج..
    بكتب منيرفا ذلك اليوم حتى احمرت عينيها.. وقالت لي:
    إنا أخبرتك بكل شئ حتى تعرف كل شئ عني وتكون أخي.
    كنت هناك كثير من التساؤلات أود أن اعرفها ولكن أجلت ذلك إلى مرة أخرى. لأنها كانت حزينة ومكسورة و مهيضة الجناح
    لقد كانت إنسانه رائعة وحساسة حملت اثقال أهلها مثل صليب
    حاولت الهروب من قدرها دون فكاك, فذكرتني بأوديب مهما كان نبل الفرد إلا انه لا يستطيع الفكاك من أقداره..ولا بد لكل حامل صليب أن يشنق فيه.. فهذا هو العدل الدنيوي..
    ___________________________________________________
    * طرداة هى ورقة نقدية من فئة ال25 قرشا كانت اجرا معلوما يعطي للعاهرات عندما كان البغاء ل مسموحا به في السودان..
                  

03-08-2011, 05:56 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    فاضــــح....فاضــــح

    (حكاية بالاشتراك)

    عبد المنعم الجزولى ونجاة محمود


    كان ألامس يوما فريدا في حياتي. فقد ظهرت نتيجة الشهادة المتوسطة. وكنت قد أحرزت المرتبة الأولى على المديرية. سعدت إدارة مدرستنا البائسة، والتي سيكتب اسمها أخير في الصحف، على أنها المدرسة التي أتى منها الطالب الأول.
    فور استلامي لنتيجتي ركضت إلى منزلنا. وصلت وأنفاسي متقطعة لتستقبلنى الزغاريد من طرف الشارع. كان الخبر قد سبقنى بسنين ضوئية عديدة. و انفرجت كل النفاجات عن نساء انتظمن في الزغاريد مع أمي (طيبة)، وجدتى (زبيدة).
    تعالت الزغاريد إلى أن وصلت إلى سوق القرية حيث تعمل العائلة في بيع الخضروات.وعرف والدي فعاد مسرعا ومعه خروف كبير وتبعه أعمامي. وصل عمى (خضر) وعمى (اسماعيل) معا. ثم عمى ( مكى) ، جاء وحده كعادته. ثم عمى (النور) وعمى (الزين) وعمى (الطيب) - او الثيران الثلاثة كما يسمونهم- جاءوا دفعة واحدة.دائما يحلون معا ويرحلون معا. ثم اعقبهم عمى (بشير) او (خراء النفساء) كما يسمونه لضيق خلقه. ثم دخل عمى (عبد الكريم) او (البير) كما ينادونه عادة نسبة لاتساع زمته، وقد قيل انه وحتى اليوم لايستطيع احد ان يسأله ولو مجرد سؤال عن الاموال التى جمعت لبناء سور المسجد، خوفا كما يشيعون من غضبة قد تلم بعمى (بشير)، رغم ان ذلك حدث كما يقولون قبل ان يتزوج ابى من امى. دخل كل منهم ومعه خروف، وذبحت الذبائح. تولى عمى (بشير) مهمة زبحها وسلخها وتوضيبها كلها خروفا اثر خروف. حيث انه تفرد عن جميع اعمامى- عدا عمى (الفاتح) بالطبع- بالعمل فى الجزارة وليس فى بيع الخضروات وشمرت النساء عن سواعدهن، حيث أطعمت كل القرية في بيتنا. وأرسلت جدتي إلى عمي (الفاتح) في المدينة. هو الوحيد بين أعمامي العشرة الذى خرج - بفضل نبوغه الأكاديمي- من سعى العائلة بين صفا الخضرجية ومروة الجزارة.

    حضر عمي (الفاتح) ومعه زوجته الغريبة من العائلة.
    كانت جدتي (زبيدة) تتمنى أن اصير مثل عمى (الفاتح).
    - حتى لو تركتنا و استعليت علينا. تقول.
    عمى (ود على) جاء آخر النهار، متثاقلا كعادته. متأففا من كل شئ. انتهر (السارة) بنت خالتى (فطين) التى كانت تغنى مع نفر من الفتيات.
    - انتن لاتتركن شغل الحرام هذا!!
    وانتهر اولاد (الله جابو) الذين تحلقوا حول اوراق الكوتشينة يتسلون بها
    - انما الميسر رجس من اعمال الشياطين.
    وانتهر (الطاهرة) بنت عمتى (بلالة).
    - الكاسيات العاريات.
    انا لم اكن احبه على الاطلاق. بل ويصيبنى نوع من الإكتئاب العجيب حين اراه. وقد حمدت الله انه ليس عمى مباشرة، بل ابن عم ابى والذى هو بدوره لم يكن عما مباشرا لأبى. واكاد اجزم بان اولاده من صلبه لم يكونوا يحبونه. كان مقيتا، يجثم على القلب كما الهم.

    اصر ابى على ان نذهب لتأدية صلاة شكر فى المسجد بعد صلاة العشاء. وقد حاول اغلب الحاضرين ان يجدوا لانفسهم اعذارا شتى، بيد ان ابى اقسم بالطلاق ان يذهب جميع الذكور بلا استثناء. فذهبنا متثاقلين. فاليوم هو الخميس. والعادة ان يقوم عمى (ود على) بإمامة صلاة العشاء كل يوم خميس. وكان كعادته ثقيلا جدا حيث اصر على قراءة سورة البقرة كاملة فى الركعة الاولى. ثم تبعها بآل عمران والكهف معا فى الركعة الثانية. وبعد صلاة اغلبها سهو، جلس يدعو الناس الى التآسي بسيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم.. والابتعاد عن مواطن الشبهات وتحري الرزق الحلال وحفظ الفروج .ودعا لكل المسلمين وأمن المصلين على الدعاء ثم توزعتهم الشوارع والأزقة بعد ان كاد الليل ان ينتصف.

    وقف ابى يتحدث مع ابن عمه الشيخ (ود علي) الذى مسح بيده على رأسى وقال:
    - بارك الله فيك يا ولدي، يجب أن تدرس علما دينيا ينفع دنيتك و آخرتك.
    ووصى والدي ان يدخلني المعهد العلمي. طيلة الفترة كنت الوذ بالصمت اذ انه من عدم التأدب معارضة الشيخ (ود علي) او رد الحديث له.

    في اليوم التالي أخذني والدي لأساعده فى بيع الخضار عوضا عن أخي المريض.
    كان اخى كثير الشكوى من امراض لا اعرفها. ومنذ ان اجبره ابى على ترك المدرسة، والزمه مساعدته فى بيع الخضروات، عملا بنصيحة عمى (ود على)، من ان المدارس لا شغل لها سوى افساد اخلاق الاولاد، وهو يقضى اغلب اوقاته على السرير مريضا.

    وفى طريقنا، ونحن نشق شوارع السوق الضيقة، خرج الكل لتهنئتي ووالدي، إلى أن وصلنا إلى الحانوت .

    وفي طرف السوق لمحت (درة المجنونة)، وهي تهرول من شارع إلى شارع. لاحظت أنها قد وضعت حملها ألان.اذكر أن آخر مرة رأيتها كانت حامل. وقد راعني ذلك حاولت أن اسأل والدي إلا انه انتهرني وزجرني وطلب مني بصورة قاطعة أن أتوقف عن طرح أسئلة في مواضيع لا تخصني من قريب أو بعيد.

    ولم اجد من اسأله فى الأمر، سوى جدتى (زبيدة) حيث ان الجميع يزجروننى عند السؤال.
    ردت جدتي بعد أن مصمصت شفتيها باستهجان
    - حملت من أحد شواطينها
    . كانت هذه الإجابة مقنعة جدا لي لأنه لا يمكن أن أفكر أن يقترن رجل عادي بمجنونة. تمنيت من باب الفضول أن أرى طفلها. فكم مرة تسنح لنا الحياة أن نرى طفلا والده شيطان؟! على الرغم من ان جسدي يقشعر لمجرد التفكير فى الامر، الا ان الفكرة نفسها كانت جاذبة وتلك كانت الاجابة الوحيدة المعقولة لتساؤلاتي.

    فجأة اقتربت (درة المجنونة) من حانوتنا، ودخلت. أخذت حفنة تمر وموزة وخرجت.

    تخشبت أنا مشدوها في مكاني. لأول مرة أكون قريبا منها هكذا. وجدتها امرأة في ريعان الشباب. ولا تخلو من جمال، لولا عيونها الشيطانية، لكان يمكن القول بإنها جميلة.

    مرت (درة المجنونة) بحانوت أبي عدة مرات. ووقفت خارج الحانوت أراقب حركاتها الغريبة وفجأة وقفت أمام حانوت عمى (ودعلى) وقامت برفع جلبابها إلى صدرها ونظرت الى عانتها ومرت يدها فيها وصرخت بأعلى صوتها:-

    - يا (ود علي). حلقتها مثلما قلت لي فتعال وأنظر..

    وفاجاني صوت ابي يقول لي بلهجة آمرة..

    - أدخل يا ولد ودعك من هذه المجنونة..

    ( البداية)!!
                  

03-08-2011, 05:58 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)
                  

03-08-2011, 06:00 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    Quote:
    لي قراءة لكامل مجموعته التي اشتملت على هذه القصة أيضاً
    سأوردها محبة لهذا الرجل
    ولحروفه التي تغرف من روحٍ حيّة

    ولك التحايا والمحبات


    مشكور يا اخي بلة
    اتفضل واكون من الشاكرين


    مع المودة
                  

03-08-2011, 06:07 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    روضة مردة

    أنضم أكثر من 20 ألفا من الرجال السودانين الى شخصا يدعى معتصم، ودعوتة التى اتفقوا على تسميتها ب(وآآآمعتصماة) . انضم الى هذة الدعوة رجال من كل المدن السودانية بما فيها الخرطوم العاصمة القومية،
    وامدرمان العاصمة التاريخية، وودمدنى،آبيى و االقضارف، ملكال و الأبيض، حلفا، بورتسودان، عطبرة،
    ومدن اخرى.

    أنضم الى الدعوة،الشيب والشباب ، انضم الى (ال وآآآمعتصماة) هذة، رجالا، يشغلون مهنا و مناصب متباينة و مختلفة، فمنهم الاساتذة والاطباء، العمال و الطلبة و المهندسين و التجار و الموظفين، المتعلمين و الأميين وما بينهما. المزارعين و أرباب المعاشات، اامة المساجد و الدعاة . انسلخ الكثيرين من قطاعات القوات النظامية بما فيها القوات المسلحة، و البوليس، حرس الحدود و الصيد و انتظما ال (وآآآآمعتصماة) و قد ضمت ال(وآآآآمعتصماة ) هذة الكثير من الشخصيات السياسية و الدينية المعروفة، على راسهم الصادق المهدى و الذى لم يكن الرئيس، احمد و محمد عثمان المرغنى و اخرين، وكذلك لاعبى كرة القدم من الهلال والمريخ والتحرير...وغيرهما.

    الجدير بالذكر انة لم بنضم هؤلاء الرجال منفردين، انما أتو بابائهم و امهاتم، بابنائهم و بناتهم. اتوا باسرهم و جيرانهم الى سابع منزل من اليمين و الشمال، والخلف و الأمام، انتظموا جميعا ال (وآآآآمعتصماة) هذة.

    انتقل جميع ال (وآآآمعتصماة). سرياليا، راجلين و راكبين، اوسابحين وطائرين..... اختفوا....ثم كانو يشاهدون كلهم و فى وقت واحد حينما يهم جيش السودان النظامى من الدخول فى اى فرية أو مدينة وتصفية سكانها، كانوا حاضرين، درعا بشريا، يقولوا: على، وعبر جثثنا، و جثث اباءنا وامهاتنا، وابناؤنا و بناتنا. كانت جماعات ال(وآآآمعتصماة) حاضرة حينما يهم اى من عصابات الدفاع الشعبى الجهاد بحرق اى قرية سودانية وقتل الجميع، كانوا حاضرين ليقولو: ليس قبل كل ال(وآآآامعتصماة) ميتين.

    كان ال(وآآآمعتصماة) يمنعون عنا التجويع، و الموت نشافا، أو صبرا. ياخذون الطعام من افواه اطفالهم لأفواة اطفالنا، والملبس من اجساد زوجاتهم لاجسام مسنينا من النساء، وعرشونا بسقف من الحب عاليا وعتيد.

    كانو يحضرون بطريقتهم السريالية المعهودة، يظهرون بثوان قليلة قبل ان يغير خيالة المرحلين على اى قرية سودانية ليذبحوا، ويسرقوا، وينهبوا ويحرقوا. لم يكذبنا ال (وآآآآمعتصمة) ابدا من الظهور حينما يهم النخاسين بقيادتنا صفوفا صفوفا مستعبدات، كانوا يقولون ليس قبل أمهاتنا وزوجاتنا، وبناتنا. عندما يهم اى خنزير ادمى ان يضرب اى منا، كانو كالرعد يمسكون بالسياط قبل ان تمس اجسادنا العارية، و حين نسب ونلعن، كانو يحيلون سباب الأشرار الى فراشات ملونة قبل ان تصل اذاننا.

    كان ال(واآآآمعتصماة) كالبرق يظهرون عندما يهم اى بهيمى من ان يشبع شهوتة منا ، كانو يقولون حينما تتمكن من ان تفعل بامهاتنا و زو جاتنا و بناتنا...يمكنك أن تاتى اى امراة سودانية اخرى.

    يو مها تقمصت الرجل السوانى روح هالة من (المروة)، وهالة أخرى من المرؤة شكلت دائره بقطر عشرة بوصات من الضوء، وأرتفعت بوصات ثلاث عن راسة...وتبعت الهالتين الرجل السودانى حيثما ذهب و الى يوم الدين.

    انتهى.
                  

03-09-2011, 01:34 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)

    فوق
                  

03-09-2011, 09:57 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجع الانثى... 8 اغسطس (Re: د.نجاة محمود)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de