مؤسف للغاية أن لا يجد الواحد منا شكلاً مناسباً للتعبير عن ما يعتريه من غضب وحنق وغليان سوي الكتابة يا صفية الكتابة أخت اللون الكتابة التي لطالما نتحسس بها أوجاعنا ، الكتابة التي بإمكانها نقلنا من حال إلي حال نقلنا نحن سكان الكي بورد الي فضاءات الإنسانية الحرة ، أقول يا صفية إن الكتابة ظلت وحتي قريب القريب عندي كذلك وربما كانت بمثابة اليد التي لطالما تحسست بها أوجاع الآخرين ، إلاك ما إستطعت يا صفية فطوال ما مضي من أيام وأنا ماعارف الممكن يتقال شنو مثلاً ؟ توقعت أن تهبط سماء الخرطوم من سمائها توقعت أن يرينا الله عاجلاً آياته في هؤلاء الأوغاد غير أنني تذكرت أن الله يمهل ولا يهمل .
قرأتك مأساتك يا صفية والحق يقال إنني لم أقرؤها بمعزل عن تصاريف دنيانا نحن القوم السودانيين منذ فجر إستقلانا الوطني الي مغيب شمس ديمقراطيتنا التي خرجتي تنشديها وآخرين لا يقلون عنك وسامةً صبيحة الثلاين من يناير الماضي ـ إستوقفني وسط هذه المهازل حقيقة ما وصلنا اليه بل ما أوصلونا إليه والمشكي لي الله . فــــ الناس ديل منو بالضبط ؟ وفكرتهم في الدنيا دي شنو ؟ وليه بعملو كدة ؟ وعشان شنو ؟ وعشان منو ؟
تتناسل الأسئلة في رأسي الصغير حتي إنه ليكاد أن ينفجر حتي إنه (أي رأسي الصغير) لا يجد شغلاً يشغله سوي ترديد الأسئلة خماسية النكبة والنكسة أعلاه ؟ قلتي يا صبية : عشان الحاجات تبقي كويسة ...! ومنو الماعايز الحاجات ما تبقي كويسة ؟ جميعهم يقولون أنهم يعملون عشان الحاجات تبقي كويسة وحكمة الله في سودانه ، حتي أن مغتصبيك كانت تعتريهم ذات نعرة (الحاجات تبقي كويسة) . فعلوا فعلتهم وفي يقينهم أنهم إنتصروا (للحاجات الكويسة) سووا سواتهم وفي بالهم أنهم إقتصوا لعدالة السماء ، عملوا عملتهم ويقينهم أنهم عملو العليهم ثم مضوا ليتركونا وإياكي في (فوضي الحواس) وما دروا أنهم ا بإغتصابك إغتالوا القيم ، قيم المروءة والنجدة والأخلاق والمرجلة الصحي صحي .
أعجبني للغاية ثباتك ويقينك (بالحاجات) الماعايزة تجي دي ، أعجبني يا صفية كلامك بتاع إنك ما قوية للدرجة دي لكنك بتعملي كده عشان الغيرك يقول تجربتو/ها ـ ده يقين (مالك زمام أمرو ومتوهج لهب جمرو) دي قناعة ما بعدها قناعة بالتضحية من أجل الآخرين لكأنك عملتي يا صفية بنصيحة (فولتير) القال : ( قد لا إتفق معك في رأيك لكنني علي استعداد أن أضحي بحياتي من أجل أن تبدي رأيك) . فولتير خلده التاريخ بمقولته هذه ، دخل التاريخ عنوة كدة وإقتدار بمقولته هذه ، حتي إنني كنت معجباً به الي أن إستوقفتني حكمة ( الحاجات الحتبقي كويسة) بيقينك وصبرك وقهرك وألمك وآلام الملايين من بنات وأبناء هذا الشعب . فولتير والفلاسفة من قبله ومن بعده أورثونا المقولات ، لكنك أورثتبنا القبم والأخلاق عديل ! أورثتينا اليقين ومعاني الثبات ، علمتينا يا زولة أ ب ت (تضحية) . فليذكر التاريخ (أبطالاً لنا) ,
ثقي يا زولة :
حتبقي الحاجات كويسة ، أعاهدك يا زولة يادغرية ما من طاغية باقٍ علي وجه البسيطة مضي فرعون وهامان من قبل ! مضي ياصفية أفاعي السحت علي مر التاريخ كلهم مشو بي درب واحد الي حيث إتجاهات المزابل إياها مضي بالأمس القريب (حسني) وقبله (زين الهاربين) وقريباً ( معمر) كآخر الهاربين فتأملي حكمة الهاربين ، ثم تأملي حكمة الشعوب ؟ لننتظر إذن بقية الهاربين وهاربي الهاربين والصبح موعده قريب .
ــــــــــــــــــــــ العنوان مقتبس من قصيدة الأستاذ محجوب شريف
وأنا أقرأ تصريحات مدير الشرطة السودانية صباح اليوم بخصوص موضوع صفية تمنيت صادقاً أن تنشق الأرض وتبتلع كل طغاة الأرض فيا لدروب هذه البلاد التي تسع كل هذه التناقضات !
03-09-2011, 01:52 AM
Amjed Amjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة