|
|
 الطيب صالح والظلاميين
|
الطيب صالح --- الظلاميين
هشام محمود سليمان
[email protected]
قرأت كثيرا في روايات الطيب صالح الأديب الأريب والسوداني الأصيل الذي قدم الكثير المثير للثقافة السودانية والذي اعتبر أن ما قدمه يفوق ماقدمته وزارات الثقافة مجتمعه منذ عام 1956 وحثي ألان ولكن هذا الكاتب والروائي العظيم تعرض من صحافتنا لكثير من التجريح وخاصة من بعض الظلاميين الذين ملاؤا الصحف الصفراء بحديث سطحي عن هذا العملاق السوداني لذلك رأيت أن اكتب عن الطيب صالح وما إدراك ما الطيب صالح وابدأ برواية موسم ألهجره للشمال هذه الرواية التي أثارت حفيظة الغرب لأنه أدرك مغازيها ومراميها وإشاراتها الذكية الخفية ووخزها المدمي في حين اعتبرها بعض كتابنا رجس من عمل الشيطان وأزبدوا وأرعدوا وحذروا من الاقتراب منها بحجة أنها تثير الغرائز وما دروا أن الطيب صالح حاول من خلال إثارة الحديث عن الجنس في بعض مقاطع الرواية أراد أن يوصل من خلال ذلك رسائل مهمة فيما يتعلق بالصراع الحضاري بين الشرق والغرب وهو صراع رؤى وأفكار بل هو صراع حضارات
تنقسم بنيات الوعي ألي ثلاثة أقسام الأولي هي بنيه الوعي التناسلي وهي بنيه غالبا ما تنشا في البيئات المتخلفة والقيمه في هذه البنية ألي فحولة الرجل والرجل في هذه البنية هو الكل في الكل والقيمه في هذه البنية أيضا للتناسل وكثرة الأبناء هي المقياس الذي يقاس به أهمية الرجل ومجتمعات هذه البنية متخلفة ولا تستطيع إن تسيطر علي صحة البيئة لذلك تنشر بها الإمراض والاوبئه مما يؤدي إلي كثرة الوفيات لذلك يكثر الرجال من الزواج لتعويض عدد الأبناء الذين فقدوا نتيجة تفشي الإمراض وعموما فان القيمة في بنية الوعي التناسلي تتجلي في قدرة الرجل علي التباهي بالمقدرات الجنسية لذلك أراد الطيب من خلال الطرق علي الجنس خاصة في الحوار الذي دار بين بت مجذوب وعدد من رجال القرية في الاجتماعات العفوية التي تقوم في المجتمعات ألريفيه أن يؤكد إن بنية وعي المجتمع الذي يتحدث عنه هي بنية وعي تناسلي بدليل أن بت مجذوب قالت أن خير رجالها هو ذلك الرجل الذي يتمتع بمقدرات جنسيه عاليه إذن فان القيمة إنما تكمن في فحولة الرجل وظن البعض أن الطيب صالح إنما يشيع الرذليه ويثير الغرائز ولكنه أراد أن يقول أن بطله مصطفي سعيد نشأ وترعرع وسط هذه ألبنيه المتخلفة التي تعلي من شان الرجل بمقدار ما يتمتع به من مقدرات جنسيه وترسخ هذا الوعي في لا وعيه وأصبح هو المحرك والمحفز له في قضايا صراعه مع المجتمع البريطاني عندما سافر لإكمال تعليمه هناك ومما يؤكد ذلك الطيب صالح أورد في روايته أن بطلها ولد في عام 1898 وهو نفس العام الذي دخل فيه اللورد كتشنرالي السودان غازيا وعندما كبر مصطفي سعيد وأصبح واعيا بما يدور حوله كان الاستعمار البريطاني قد احكم قبضته علي البلاد فتفتحت عيونه علي الفظائع والمجازر التي ارتكبها الاستعمار وحبس كل هذا الغضب والحنق والغبن في دواخله وعندما سافر إلي بريطانيا أراد أن ينتقم من الاستعمار البريطاني ممثلا في المجتمع البريطاني ولان بنية وعيه تناسليه كانت وسائله والياته التي اتبعها للانتقام من المجتمع البريطاني لا تتعدي مفاهيم ووعي وقيم بنية الوعي التناسلي وهي أن فحولة الرجل هي الأساس بل هي المعيار الذي تعاير به القيمة الحقيقية للرجل لكل ذلك أراد أن يلحق العار بالمجتمع البريطاني عن طريق مضاجعة اكبر عدد من النساء البريطانيات ولكن الذي فات عليه أن بنية الوعي السائدة في المجتمع البريطاني هي بنية الوعي البرجوازي التي لا تحفل كثيرا بقيم العار والفضيحة لان القيمة في بنية الوعي البرجوازي إنما تكمن فيما يملكه الإنسان أي إن القيمة التي يقوم وفقا لها الإنسان هناك هي المادة فالذي يملك مليون يساوي مليون والذي لا يملك شيئا لا يساوي شيئا فاعمل مصطفي سعيد واجتهد في لانتقام لمجتمعه وللفظائع التي ارتكبها الاستعمار البريطاني في حق شعبه ولكن من وجهة نظره بنية الوعي التناسلي والتي لا تعني كثيرا لأصحاب بنية الوعي البرجوازي الذي يعلي من شان الماديات ومما يؤكد أن مصطفي سعيد كان همه أن ينتقم من الاستعمار البريطاني انه قال ( جئت إليكم يا سادتي غازيا قطره من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ ) فشل مصطفي سعيد في معركته لاختلاف الآليات والوسائل ولاختلاف الرؤي والأفكار بين المجتمعات الشرقية والغربية وعاد يجرجر أذيال هزيمته نائيا بنفسه عن العاصمة دافنا لها في احدي القرى النائية شمال السودان متزوجا من امرأة لايرقي مستواها التعليمي لمستواها الذي بهر حتى الغربيين وفي النهاية انتحر مصطفي سعيد نتيجة فشله في إدارة الصراع بين الغرب ممثلا في بريطانيا والدول الشرقية أو دول العالم الثالث
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست