الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2011, 02:16 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن

    نفترع مقالنا هذا بالتوجه الخاشع لله سبحانه وتعالى أن يكلل الثورة الليبية بالنصر المبين ويعينهم على الصبر فالنصر صبر ساعة.. ووعده الحق وأن يشفي جرحاهم ويتقبل الشهداء في أعلى عليين و نرفع الأكف ضراعة لله سبحانه وتعالى بالدعاء على الطغاة الجبابرة من النيل للفرات أن يخذلهم ربي ويزهق باطلهم ويرد كيدهم في نحورهم بما أفسدوا وبما طغوا وبما تجبروا ، فقد أثبتت تلك الثورات الزاحفة -لا محالة، أن الطغاة آلهة من العجوة مثل الاله الذي كان لعمر رضي الله عنه قبل إسلامه. اله صنعه بيده ليعبده ثم يأكله اذا ما جاع كذلك هؤلاء الطغاة المستبدون تصنعهم الرعية باستكانتها وخنوعها ولكنها استكانة مؤقتة تنتهي بتضافر عواملها وعندما تأتي لحظتها الحتمية الميمونة لا تلبث أن تحيل الرعايا المستكينين الى مواطنين شرفاء من بركان ثائر ينقضّ على الآلهة التي سبق لهم أن صنعوها بأيديهم وسكتوا عليها زمنا فيحيلونها رمادا تزروه الرياح.
    ويبدو أن عامنا هذا عام 2011 هو عام للنصر وللحرية والكرامة فالحمد لله الذي أبقانا لنشهد أن الشعوب ،بقوة الارادة تركل حكاما، استبدوا بها زمنا وساموها خسف الهوان واستبشارنا بعامنا هذا له كذلك مد من أسباب خاصة، فقد ولجناه بأمسية خرطومية دافئة وحميمة في ليلة 31 /ديسمبر 2010، أمسية قضيناها في حفاوة مضيافة بدعوة كريمة من د. يوسف الكودة في منزله وجهها للامام الصادق المهدي بصحبة أسرته وقد عددنا تلك الليلة من أسباب فألنا الحسن لسنتنا الجارية وعددناها كذلك من ألطاف نفحات السودان القديم وقيمه التي تحتفل بخصال مثل الكرم والتعددية والتسامح ومثلها من الصفات والتي لا بد لنا من تدارسها لتدريسها وجعلها من ضمن ما ظلت تتناقله أجيالنا جيلا عن جيل بصورة طبيعية، علينا اليوم فعل ذلك قصدا بعدما اعترتها من عوامل التعرية «الانقاذية» حتى لا تندرس وقد اعتدى عليها بليل جماعة كان همهم الأول محوها ليكتب لهم التمكين.
    كانت ليلة أسرية للتعارف واظهار المحبة الخالصة لوجه الله تعالى ولذلك حفتها الملائكة وعطرتها أنفاس الرحمن ، وبسبب صلة كثير من الحاضرين بالشأن السياسي السوداني والهم الوطني فقد كان جَندا حاضرا في الأنس الشفيف وقد استحضرت أجواء تلك الليلة الحبيبة الى نفسي احتفالا بتلك القيم السودانية الأصيلة ، و لأخص بالذكر سؤالا وُجه للامام الصادق من ضمن أُخر واجابة هذا السؤال هو بعض ما نتناوله اليوم بالنقاش : كان السؤال عن أسباب فشل الديمقراطية في العالم الإسلامي فبدأ الامام بتصحيح سائله بأن الديمقراطية لم تفشل في العالم الإسلامي بدليل النجاح التركي الماليزي والاندونيسي .فاندونيسيا التي تعد أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان ويقطنها أكثر من 200 مليون نسمة، أقامت نظاما ديمقراطيا بعد أن تخلصت من الدكتاتورية العلمانية، واستطاع الشعب أن ينتخب امرأة لرئاسة البلاد هي ميغاواتي سوكارنو بوتري في انتخابات سابقة.
    من جانب آخر نجد أن تركيا وهي الدولة العلمانية خطت خطوات في الديمقراطية أهلتها للتفاوض مع الاتحاد الأوربي حول طلب العضوية.
    كما نجد هذه الأمثلة في أفريقيا مثل السنغال حيث تظهر الديمقراطية العلمانية الإسلامية هناك. وقد شهدت السنغال سنة 2000 انتخابات ديمقراطية تم على اثرها التداول على الحكم بشكل سلمي.
    في حين تبدو مالي المسلمة في ديمقراطيتها مثل المكسيك أو كرواتيا رغم أنها تعد واحدة من أفقر الدول في العالم.
    وفي هذا السياق يأتي التقرير الجديد الذي صدر عن الأمم المتحدة عن التطور الانساني الذي يقول «ان الحقائق تؤكد أن الدول الإسلامية يمكن أن تظهر نفس الجدية التي أظهرتها الدول غير الإسلامية في التعامل مع الديمقراطية». والواقع يؤكد ذلك حيث ان نصف عدد المسلمين في العالم «1.4 مليار نسمة» يعيشون في دول ديمقراطية وتحكمها حكومات ديمقراطية مثل اندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش والهند. «من موقع الجزيرة سجله كاتب نرويجي في مقال عنوانه:فوبيا الخوف من الإسلام وقفة متأنية».
    ويستمر الامام في توضيحه قائلا لكن الديمقراطية واجهت فشلا في العالم العربي بسبب التراث الأموي «في القديم » الذي حول الخلافة الى ملك عضوض بوصف يزيد بن المقفع الذي قال في مجلس معاوية الذي أراد فيه أخذ البيعة لابنه يزيد :أمير المؤمنين هذا وأشار الى معاوية فان هلك فهذا وأشار ليزيد ومن أبى فهذا وأشار للسيف فخاطبه معاوية قائلا :اجلس فأنت سيد الخطباء! والناصرية «في الحديث» وقد لعبت دور القدوة لجيوش المنطقة العربية فانتهينا الى المشهد الذي نرى.
    كان هذا المشهد لأوضاع الشمولية في الوطن العربي قبل اسبوعين فقط من الثورة التونسية التي توجت نضالها بهروب بن علي في يوم 14 يناير 2011م ثم تلتها ثورة 25 يناير في مصر قلعة الدكتاتورية الحصينة وقد توجت انتصارها بخطاب تنحية مبارك الذي أذاعه نائبه الذي أزيح أيضا وما زالت التفاعلات جارية في شمال وادينا.
    لم ينقض فبراير بعد وما زالت أحداثه تزحم الأفق وتحتل الأخبار بمبشرات بل بمعجزات أُخريات مثل الثورة في ليبيا والتي قال عنها مضيفنا «د.الكودة» في مناسبة أخرى ان من يرى الأمور من منظور المعطيات المادية لن يصدق أن ليبيا يمكن أن تكون أرضا لثورة على ديكتاتورها الذي جثم على صدر شعبها ما يزيد على الأربعة عقود مثل اله لا يمكن زحزحة ملك ملوك أفريقيا! وقد صدق الكودة في هذا الاستغراب فها هو الدكتاتور يستعظم الخروج عليه ويقاومه بشراسة قاسية فلا يعف عن استيراد المرتزقة لضرب شعبه ولا يعف عن استخدام المروحيات لتفريق المظاهرات ويوم الاثنين 21 فبراير قصفت ليبيا شعبها بالطائرات الحربية وبقذائف الاربي جي !
    والثورة مستمرة في البحرين التي ساقت دولتها الدبابات لاجلاء المظاهرات واليمن والكويت والعراق والأردن والمغرب ولم يغب الاحتجاج عن السودان. فالسودان هو المرشح الأولى من غيره بالانتفاض فأسباب الاحتقان والتوترات التي حركت شعوب المنطقة كلها تتوفر عندنا بما يفيض ويزيد ولنا من ملفات الخذلان والعار ما تنوء من حمله العصبة أولي البأس من الرجال :مثل انفصال الجنوب والتدخلات الخارجية وأزمة دارفور المحتدمة وملف الجنائية .
    فان لم يكن الإسلام هو الذي يكبل الجماهير ويمنعها من رفض الظلم اذن بما قاله الامام الصادق وبحسب تراث كث وغزير فيه قرآن يتلى مثل قوله تعالى» ان الذين توفتهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، قالوا : فيم كنتم ؟ قالوا : كنا مستضعفين في الأرض ..»النساء:97
    وفيه أحاديث تروى عن رسول الله«صلى الله عليه وسلم» مثل قوله«صلى الله عليه وسلم» :»أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» ومنه مأثورات تنقل عن فقهاء أدركوا روح تعاليم الإسلام ومقاصده الحقة في وجوب العدالة ومنع الظلم ولم تمنعهم من قول الحق: أفكار وتفسيرات مغلوطة ومغرضة حُرست بالسيف، مثلما قاله ابن تيمية عن:» ان الله يقيم الدولة العادلة، وان كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة، وان كانت مسلمة»،ان لم يكن المانع الإسلام ما الذي يمنع مقاومة الظلم؟
    مثل هذا التاريخ الذي كرّس لطاعة السلطان دون قيد أو شرط وغلّب منطق القوة على منطق الحق تزامنا مع أسباب أخرى أدت الى قفل باب الاجتهاد، هو الذي أدى الى هذا الركود المزمن الذي جثم على صدر الأمة بفعل هيمنة المستبدين دهرا تطاول حتى استيأس الرسل من نصر الله ولكن نصر الله قريب ولكنه نصر مقرون بالفعل وبالارادة الانسانية للتغيير « ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم»الرعد 11 فوعده تعالى بالنصر حق لا ريب فيه ، ومتى ما أراد الانسان التغيير عليه أن يبدأ بنفسه فاذا بالنفحات الربانية تعبق الأجواء واذا بنصر الله والفتح القريب بشريات لا تتأخر .
    في كتابه بعنوان ميزان المصير الوطني ذكر الامام الصادق أنه:»قديما تعرض فلاسفة اليونان للموقف من الحق والباطل. قال أفلاطون رائد المثاليات: اذا عرف الناس الحق انحازوا له. ولكن قال تلميذه مقولة من هو أدرى بالحالة البشرية. قال أرسطو: لا يكفي أن يعرف الناس الحق بل ينبغي أن تتوافر ارادة احقاقه.»انتهى
    والوضع الماثل في سودان اليوم ينبئنا بأن كل مشاكل السودان قد وضعت على بساط البحث والتمحيص وتم تشخيصها ووصفت طرق العلاج بما صار الجميع تقريبا متفقا عليه.وهو ما يمكن وصفه «بمعرفة الحق» فأين الارادة لاحقاقه؟
    بينما تشكل ثورتا تونس ومصر مدا الهاميا هائلا لكل الشعوب المقهورة في المنطقة ، يقول الامام الصادق ان السودان للأسف ليس مصر ولا تونس بسبب ما فيه من تشوهات خلقها النظام الحالي في جسمه السياسي تجعل مواجهة النظام البوليسي مغامرة قد تحول السودان الى صومال آخر ليس فقط بسبب الشراسة التي يواجه بها المتظاهرون من أساليب رشح أنها لا تراعي إلا ولا ذمة ولا خطوطا حمراء أخلاقية تردعها لكن الأدهى وأمرّ أن الحركات المسلحة والتي تشكلت على أسس عنصرية بسبب نداءات النظام لحمل السلاح سبيلا وحيدا للتحاور واخفاقاته في تنفيذ تلك الاتفاقات ، قد تفرض أجنداتها على ساحة الصراع وتحكم السلاح في الرقاب لنجد أنفسنا في دورة نضال جديدة لكنها تنطلق من مربع الرماد.ليس هذا فحسب بل يؤكد ضابط متقاعد من الجيش في نصيحة مجردة لقائد الأركان على موقع الراكوبة :ان هنالك أمرا ينبغي التنبيه اليه، وأنت أدري به«أي قائد الأركان»، وهو وجود العديد من القوات الموازية للقوات المسلحة، والتي أخشي ما أخشي أن تكرر سيناريو «موقعة الجمل» الذي وقع في مصر الشقيقة. أحذر من أمثال تلك القوات الموازية، والتي هي في واقع الأمر «ميليشيات» أو «حرس ثوري» أو ما شابه. أعتقد أن هذه الحقيقة هي واحدة من أخطر ما يهدد الأمن، فهي تنظيمات خارج اطار القوات المسلحة، ولا رقابة مباشرة عليها، والأكثر خطراً أنها تنظيمات مسلحة لحماية النظام وليس الدولة. هذا واقع خطير يتطلب منكم أخي الكريم التعامل بحصافة وتجرد حفاظاً علي تماسك القوات المسلحة التي أمامها الكثير للاستعداد لمداواة الجراح الناجمة عن انفصال جنوب السودان، والصراع في دارفور، وتطمين الشعب السوداني بأنها في صفه ومع مطالبه العادلة ان اضطر الي التعبير عنها في الشارع» انتهى.
    ولا شك أنه لتقدير فداحة مثل تلك التحذيرات نستطيع استدعاء المشهد الليبي من استخدام للعنف المفرط لقراءتها بوضوح بما ذكره الكاتب والمحلل السياسي عزمي بشارة على محطة الجزيرة الفضائية في يوم الاثنين 21 فبراير في قوله ان شراسة القذافي تنبع من فقدانه لجهة يلجأ اليها ان هزم بسبب أعدائه الكثر فالمعركة تشكل عنده مسألة حياة أو موت اضافة لكونه مغرورا بجنون «وصف شعبه المتمرد عليه بالجرذان ووصفنا في السودان بالنمل لا فرق»! وهذا تصوير مطابق للوضع الذي في السودان خاصة مع سابقة قصف دارفور جوا فلا نستبعد أقصى سيناريوهات العنف.
    القراءة السابقة واقعية «وان كانت كابوسا من ليلة رعب» هي ليست للتثبيط ولا للتخويف ففي النهاية كما يقول د.الطيب زين العابدين ظروف المعركة هي التي تدفع القائد ليقدر الفعل المناسب فمثلا في ام دبيكرات وكرري لم يترك للخليفة خيارا آخر سوى التضحية بالدولة ابقاء للدعوة وطبعا دائما نتكلم عن القادة الوطنيين فالاستسلام والخيانة لا تحتاج منا لكل ذلك العناء .
    ولا شك أن من تقع عليه مسؤولية اتخاذ القرار في ما يتعلق بما هو مطلوب أو تحديد قرارات مصيرية يجد نفسه في ورطة كبرى بسبب معطيات الساحة السودانية المعقدة. فبينما تبدو تعقيدات الخروج ماثلة للعيان تهدد بالتمزق لكن السكون أيضا موات لأن المتغير في حال السكون هو درجة تدهور الأوضاع الى الصوملة أيضا !
    هذا التحذير من الصوملة- كما أرى لم يوجهه الامام للمتظاهرين لتخويفهم أو لاثنائهم لكن من مسؤوليات القائد التبصير بالأوضاع كما يراها في الواقع وهو بالأساس قصد به تحذير الحكام فهم المعنيون أكثر من غيرهم برؤية الأشياء من جميع الزوايا ووحدهم يتحملون وزر أن يتحول السودان الى صومال أو غيره من صور التمزق فان كان بهم بعض الحس الوطني أو ذرة من عقل اذن لسارعوا بانقاذ البلاد من ذلك المصير الذي يراه مثل الصادق المهدي بعينيه ولا ينبئك مثل خبير!
    بعض الناس يمارسون الترهيب الفكري ويحجرون على غيرهم الجهر بما يرون في مكارثية لا تخطؤها العين «مصطلح يستخدم عندما يقوم شخص ما أو جهة بترهيب الأشخاص ثقافيا»ولهؤلاء المتنطعين المسارعين بالتشكيك والقاء التهم الجزافية عندي سؤال وخبر .
    أما السؤال الذي ينتظر الاجابة: فهل طوى الصادق شوارع المظاهرات في جيبه ثم مضى؟!
    والخبر هو أن الصادق هو رئيس لحزب الأمة يرى هو وحزبه الدق على أبواب الطريق الثالث والحل باليد أولا حفظا للسودان وحرصا على نسيجه المتهالك ولكن ان غلقت تلك الأبواب دونهم فهذا الكيان معروف بالصبر على المحن و بالحزم والعزم ومتى ما عقدهما فالموت فدى الدين والوطن هو الصنعة التي نتقن ،هو تاريخنا المنسوج لحمة وسداة في القلب و المكتوب عمارا ولوح بالدم وهو كيان لا يستطيع أن يزايد عليه أحد شجاعة وفداء .
    والصادق زعيم ذلك الكيان هو رجل يجتهد باذلا الوسع متسلحا بالعلم وبالتجربة وبالحدس المتبصر ومن حكمة أتاها له ربه ينصح جميع بني وطنه بما يراه من رؤى تحرص على السودان أولا وأخيرا دون أن ينتظر جزاء ولا شكورا.فمن شاء فليتبعه ومن لم يشأ فليفعل ما يشاء.
    تصفح مولانا عبد المحمود صفحة الشبكة العنكبوتية فأبدى دهشته لأنه وجد أن كثيرا من المهجريين يوجهون هجومهم ضد الامام الصادق وهو زعيم المعارضة بأكثر مما ينتاشون به النظام الظالم الماثل أمامهم الذي ينتوون تغييره بالنقر على الكيبورد!«محاضرة مقاومة الظلم،12فبراير 2011» . لا نستبعد أن تكون بعضا من تلك الأقلام نائحات انقاذيات أصليات ومستأجرات وقد وجههم رئيس النظام بالجهاد الالكتروني! ولكن يبقى احتمال بأن تكون غير ذلك : وهنا نقول ان تلك أزمة جوهرية في الجسم النضالي ودون أن يضع الجميع جهدهم لتوجيه النصال نحو المجرم والعدو الحقيقي سوف لن نصل الى اجماع قوي يأبى تكسرا «وطبعا هذا لا يشمل النقد البناء »:ولو أردنا فتح هذه الجبهات الاتهامية لدرء الشبهات التي يثيرها البعض هنا وهناك لما انتهينا ولا نريد أن نجبر على ذلك :وتكفي اشارة صغيرة وسؤال عن من أضاع الديمقراطية في تاريخنا الحديث لتكون الاجابة في أي بحث موضوعي بأن الذي أضاعها :هي النقابات ومن هم خلفها والمزايدات على السلام و المزايدات على الإسلام والجيش الذي تهرب من مسؤولياته برفع المذكرة ولكن لا مصلحة لأحد غير الانقاذ في فتح هذه الملفات هو الذي سيجني ثمرها .علينا تجميع الجهود والتسامي على المعارك الانصرافية والعمل معا لمحو آثار القدم الهمجية، فرغم المحاذير ستأتي لحظة الغضب الساطع التي نكون فيها كلنا والوطن في كفة وتلك الشرذمة في الكفة الأخرى.
    وسلمتم
    *المكارثّية «بالانجليزية: McCarthyism-» هي الممارسة التي تقوم على اتهام الناس بوجود صلة تربطهم بالمنظمات الشيوعية دون اثباتات كافية تدعم الادعاء. وقد دعيَت باسم جوزف مكارثي «1908 - 1967» وهو سناتور جمهوري عن ولاية وِسْكونْسِن الأميريكية.
                  

02-24-2011, 02:17 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

02-24-2011, 02:19 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    عمود غرس الوطن
    متى يشرب الحصان

    ام سلمة الصادق المهدي

    التهنئة للشعب الكريم بمناسبة مولد الرحمة، نبي الرحمة، سيد المرسلين: رسولنا الكريم الذي أرسل للبشرية جمعاء تكريما لنا بالإسلام دين العدالة والحرية.
    وبمناسبة الموجة العاتية التي خلّصت المحروسة في شمال وادينا من أدرانها نقول مثلما قال الفرعون عندما أتته أخبار زميلٍ له في نادي الطغاة تهاوى «مصر دي حاجة تانية» فمصر فعلا منذ 25 يناير الماضي كانت حاجة تانية بما أرتنا من تمرين نضالي على الهواء شهدته الكاميرات ونقلته من ميدان التحرير يؤكد الحزم والعزم على نيل الحريات بصورة غاية في التحضر والسلوك الحضاري وسط الجموع بما يجعل إكبارنا يزداد للثوار لأن الحشود كما يقول علماء الاجتماع تنتقص من المسؤولية الفردية فتتيح للفرد وسط الجموع فرص التصرفات الإجرامية المعادية للمجتمع حينما تغيب المسؤولية الفردية.والتصرف الحضاري للشعب المصري في ميدان التحرير وكيف توحد الشعور القومي واختفت مظاهر الفتنة الدينية مما أكده لنا أيضا مولانا عبد المحمود أبو عندما حدثنا في محاضرة ألقاها يوم السبت الماضي 12فبراير 2011 في دار هيئة شؤون الأنصار بعنوان مقاومة الظلم المشروعية والوسائل فقد كان ساعتها شاهدا حاضرا في الأسبوع الأول لعرس مصر والمحاضرة المفيدة ازدادت ثراء بتعقيب د.الطيب زين العابدين والشيخ ناصر رضا .
    الاحتفال الاحتفائي بالحريات المصرية في جنوب الوادي ليس غريبا، ولا ينبغي له، ولسنا وحدنا. فالدور المصري محوري ومفصلي في كل المنطقة ومصر هي تفاحة بلاد العرب تفسد بفسادها بقية المنظومة كما يصلح بصلاحها سائر الركب ولا نحتاج للتأكيد على ما تفعله الحريات بالفرد إذ تطلق إبداعاته ويكفينا ما أنجزه عنترة العبسي بعد عتقه من ربقة العبودية وحكمته التي جعلته يربط بين الحرية والشجاعة بل بكل إنجاز فقد أجاب والده الذي حثه على قتال من أغاروا على القبيلة بقوله: بأن الحر هو الذي يكر وليس العبد فحرره، مطلقا العنان لشجاعة لا تضاهى وكرم لا يمارى وقدرة على المحبة الصافية التي تغسل علل النفوس بلا هوادة.فمرحبا بفجر الحريات المصري الذي يبشرنا ببناء جديد للشرق الأوسط لا يهندسه الأمريكان بل يخططه بنوه :الذين طال غيابهم أو تغييبهم في ظل أنظمة تقهر أهل الداخل وتنقاد لأجندات الخارج .أما وقد عاد أصحاب الدُور لدُورهم فلننعم أفرادا وجماعات بإطلاق عنان الإبداعات والانجازات العربية ونبدأ عصرا من لفظ التبعية وتأسيس العلاقات المشتركة مع كل العالم بناء على المصالح المشتركة والمعادلات الربحية وبالنسبة لمصر قبل أن نغادر محطتها نحب تسطير بعض الملاحظات التي سجلها الأمير عبد المحمود عن ثورتها ونضيف أخرى من عندنا:
    - إضافة لما سبق ذكره من إشادة بالتصرف الحضاري للشعب المصري هناك التصرف الحضاري للجيش المصري الذي تعامل مع شعبه بكرم واحترام وحب.
    - الوفاء والحب لمصر بشكل ملحوظ.
    - ونضيف تلك الإرادة المصرية التي لم تلن رغم كل المحاولات اليائسة لمقاومة النظام المصري بكل الوسائل.
    - إضافة أخرى تضيف لموجبات التفاؤل للمستقبل في مصر: حيث أن التقليد المركزي المستقر الذي تدار به الدولة منذ كانت والذي يميز البلاد التي تشكل الزراعة مصدر كسب العيش الرئيس فيها، تجعل الشعب يهفو بطبيعته إلى الاستقرار متى ما زال الغبن واستتب الأمن مما يرفد الجو الديمقراطي ببيئة صالحة لديمقراطية تراكمية مستقرة.
    نترك مصرا لربها ،فلها رب يحميها قال فيها»..ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»يوسف 99

    و بعد أن غسلنا بعضا من الحزن السوداني بالفرح المصري نعود إلى همنا الوطني . في السودان وضَعنا هذا النجاح المصري في مواجهة أسئلة ملحة تبحث عن إجابات ووقفة لا بد منها مع قضايانا ومع الذات : ما الذي يمنع خروجنا جميعا إلى الشارع تعبيرا عن رفضنا الجماعي لسياسات النظام الإقصائية والتي قسمت البلاد و أرهقت العباد وقد تفوقنا على مصر وكذلك تونس في سوء الحال على كافة الأصعدة فدولتنا هي الأقل تنمية والأقل تقدما والأكثر فسادا وقد أصابنا رهق رفع الأسعار والغلاء الفاحش وتزيد الفروقات الطبقية بين الذين يملكون والذين لا يملكون بما يفصل بين الثريا والثرى بل تكبلنا قيود قرارات الأمم المتحدة ، وبلدنا مزقت شر ممزق فاقتطع منها جزء عزيز ويستفزنا حكامنا بأنواع الشتم والركل وهم المنقلبون على نظام ديمقراطي ارتضاه الشعب فما الذي يبقينا داخل البيوت في سكون هو أقرب إلى الموات ؟ عمد كثيرون لمحاولة الإجابة على السؤال السابق من جهات عديدة ووجهات مختلفة على صدى ثورتي تونس ومصر نورد بعضا منها:
    قال الحكوميون إنهم بمنأى عن طوفان تونس ومصر لأن الحريات عندهم وافرة وكله في السودان تمام التمام .
    أما الأبواق الحكومية التي مثّلها مقال عنوانه«لماذا لم يخرجوا؟» بقلم مبارك الطيب الزين المنشور في الصحافة في 9/2/2011 فقد بدت أكثر ملوكية من الملك بادعائها أن الشعب السوداني يعاني من الغلاء لكنه شعب ذكي يدرك أن مفاتيح حلول مشاكله بيد الإنقاذ وحدها وأنها الحكومة التي تصدت للحركة الشعبية واتخذت القرارات الشجاعة وأنها الدولة التي استطاعت الالتفاف على قرارات الأمم المتحدة ثم بإمساكها بكرت الشريعة فلن يجرؤ على مواجهتها مواجه .
    أما المحللون والخبراء من أمثال د.الطيب زين العابدين ومولانا عبد المحمود أبو فيقولون اننا شعب لا يتأثر بالظلم الجمعي. نتفاعل مع الظلم ونصده فقط إن كان فرديا أي مسنا شخصيا.
    انفرد الأستاذ مصطفى البطل بتحليل جدير بالتأمل فهو يقول«بتصرف» في مقال له بعنوان«انتفاضة لله يا محسنين» -استوحيت منه عنوان هذا المقال- ان للشعب السوداني ساعته التي يحددها بمزاجه فيعمل العاملون على اقتياد الحصان«الشعب» ليشرب من بحر الانتفاضة ورغم الظروف المواتية لكنه يمتنع عن الشرب !فنحن أمام فرس أصيل لكنه عنيد و«مودي أي صاحب مزاجات» ليس لنا سوى الصبر عليه فقد تأتي ساعته بأقرب مما نتصور وربما أخذت وقتا لكنها حتما ستأتي!
    دون أن نسقط هذا التحليل الأخير أو نستبعده لكونه وارد الحدوث وحتى على مستوى التعامل العادي مع الشخصية السودانية يدرك من يتعاطى هذا التعامل أنه أمام لغز محير فالإنسان الطيب الذي يتعامل معك كأنه «زول الله» ينتقل 180 درجة وبصورة مفاجئة تماما في حال فهم في لحظة ما أنك تهينه أو تحقره وتعنيه شخصيا بتلك الاهانة وهي لحظة لا يمكن تقديرها بحسابات موضوعية إذ قد يتم التفاعل الذي يدفع بالفعل إلى التصعيد إثر تراكمات أو ملابسات خارج المشهد الذي دار فيه التفاعل الاجتماعي فيأتيك الانفعال بصورة مباغتة تماما ! لكن المعضلة أن أمور المزاج رهن للمزاج لن ينفع معها سوى الصبر ومخلص الدعاء فلندعها تأخذ مجراها بينما «نفرك عودها»!.
    بالنسبة لفئة الحكوميين من المتفائلين دون مسوغ فلا رغبة لنا في نقاشات بيزنطية لتسفيه أحلامهم الوردية فهذا مثل النفخ في قرب مقدودة .أما قول الأبواق فمردود عليه يقولون ان الشعب الذكي أدرك صلاحية الإنقاذ فصبر عليها ، والواقع والانتخابات مع زيفها كشفت كيف يرفض هذا الشعب الإنقاذ بما لا يحتاج مزيدا من التبيين.أما القول بالشجاعة في معالجة الملف الجنوبي فبذلك الملف تحديدا استحقت الإنقاذ أن تحاكم على تفريطها في وحدة السودان أما بالنسبة للالتفاف على القرارات الأممية فمتى كانت القرارات الصادرة من الأمم المتحدة بشأن بلد ما شرفا؟ هي قرارات بالإدانة من المجتمع الدولي تنتقص من سيادة الدولة بسبب أن النظام قد اعتدى على شعبه.فالإعجاب باللعب بالبيضة وبالحجر وبشطارة الالتفاف على قرارات الإدانة مثل تصفيقك للص استطاع استغفال البوليس وفر بجرمه ولكن السؤال إلى متى يكون الهرب؟ أما تكاثر الاتفاقات مع جهات مختلفة كدليل على كثرة الأصحاب والمؤيدين : فبينما نؤكد على صحة كثافة الاتفاقيات نطعن في محصلتها وما حققته : فكل من وضع يده في يد الإنقاذ يكتشف سريعا أن ذلك بمثابة إعادة اكتشاف للعجلة ليس إلا فينأى بنفسه سريعا من الوحش الإنقاذي قبل أن يفترسه بالانشقاق والانسلاخ أو يقبع في القصر خانعا مكتفيا بما يُعطى من فتات أو يعود إلى مربع الصدام الأول مع الإنقاذ. ولم نسمع باتفاق سار إلى نتائج ترضي الطرف الآخر إلا عندما يوضع في الحاضنة الأمريكية وهو ما حدث بالنسبة لاتفاقية نيفاشا ومع ذلك إن سئل أي شخص من الحركة الشعبية عن رأيه في فعل المؤتمر الوطني يستطيع أن يخبرك دون عناء عن كيف ومقدار ما أذاقه الإنقاذيون من مرارات وإخلاف للوعود والدليل أن انفصال الجنوب كان بنسبة تقرب لسقف 99%.
    نأتي لما قال به المحللون من عدم التأثر بالظلم الجمعي مما يضعنا أمام خصائص المجتمعات التقليدية التي تحركها العصبيات وقيم القبيلة وصلة الرحم ولا تعني لها الدولة شيئا .مما يوجب علينا دراسة حاجات هذا المجتمع للوصول إلى ما يرضيه وكيفية تحريكه ليطالب بحقوقه ويحصل عليها من خلال نفس المنظومة.
    علينا التحبير على معطيات نستوحي بعضا منها مما تم طرحه في ندوة مقاومة الظلم:المشروعية والوسائل والتي قدمها الشيخ عبد المحمود عقب عليه د.الطيب زين العابدين والشيخ ناصر رضا:
    -أكد المتداولون كل بطريقته أن مقاومة الظلم ليست فقط مشروعة بل هي واجبة.
    - بعيدا عن مخرجات الندوة نؤكد أن مزاج الشعب السوداني وتاريخه يؤكد أن الديمقراطية راجحة وعائدة.
    هناك معوقات تواجه تيارات التغيير:
    - التشكك في جدوى الديمقراطية.
    - استزراع بيئة تشجع على الخنوع عن طريق تسطيح الفهم الديني حصرا له في العبادات ونزعا لجوهره الذي يعظم الحريات .
    - استخدام الميل الفطري للتدين في المزاج السوداني و ربطه بفهم الطاعة لأولي الأمر دون قيد أو شرط مع أن الطاعة مربوطة بالعدل والصلاح ونواميس ربنا تقرر لا إكراه في الدين فكيف بمحبة المؤتمر الوطني قسرا؟.
    - السودانيون كما اتفق مولانا عبد المحمود ود. الطيب زين العابدين لا يحسون بالظلم الجماعي وهو لبنة الشعور المشترك الذي يصب في صالح بناء الوحدة القومية وهو الذي يجعل الهدف مشتركا والضمير موحدا للحراك رفضا للظلم.
    - مشكلة موضوعية تتعلق بمسألة انتشار السلاح والحركات المسلحة المسيسة بصورة غير مسبوقة.
    - كان الجيش في السابق عاملا مساعدا في التغيير في السودان بانحيازه للشعب سواء في اكتوبر أو في ابريل ولكننا اليوم بعد مضي 22 سنة من التطهير لمؤسسة الجيش لا نعرف ماذا يمكن أن يكون موقف الجيش بالنسبة لحركة سلمية.
    - تم انتقاء العناصر الأمنية بمواصفات تفرز مشهدا شديد التعقيد.
    - بعض قادة النظام حسب قراءات كثيرة يعرفون هوياتهم بمعزل عن بقية السودانيين فلن يهمهم إغلاظ المعاملة للمتظاهرين.
    ورغم تلك المكدرات:
    فالتوق السوداني للحرية طبيعة وهي جبل كما يقولون وعامل العشائرية قد يلعب دورا حده الآخر يمكن المجتمع المتشابك من إجبار من يمثلون النظام للتراجع عن دعمه متى ما تضرر ذووهم بصورة مباشرة ويمكنه من تفعيل الضغط الاجتماعي عن طريق الاعتزال والمقاطعة .
    يجب أن يكون العمل على مسارين:
    مسار، يدق على حديد الاتهام بعدم جدوى الديمقراطية وهو ساخن وذلك يكون بأن تبادر النخب بفتح هذا الملف كاملا بحيث تتبنى الصحف مثلا سلسلة من منتديات تتناول كل اتهام يتطاول على الديمقراطية مهما كان دون مسوغات :التنمية، الفساد ،التفريط في الحدود ،تسليح القبائل ، ،...الخ وتحويل الخلاصات التي تخلص إليها تلك المنتديات إلى لغة تخاطب غير المختصين والبسطاء ونشر ذلك بأوسع نطاق «وبحسب نعماء المهدي في مقال لها على سودانيز اون اين ترى أن من أسباب فشل الديمقراطية في السودان: اللغة المعقدة التي يستخدمها الساسة في مخاطبة شعب ثلثه من الأميين».
    و مسار آخر يلج المساجد يكشف الفساد ويوضح جوهر رسالة الإسلام التي تدعو للحريات ويبين بعد الشقة بين شريعة الدين السمحاء وهذا العرض الشائه المغلوط الذي يستغل الدين لتثبيت أركان السياسة الاستبدادية التي تهتف: نفسي نفسي ولا تهم لسواها .
    وسلمتم
                  

02-24-2011, 02:21 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

02-24-2011, 02:29 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    عمود غرس الوطن
    ام سلمة الصادق المهدي
    ملة الاستبداد واحدة

    تأتينا أخبار الصمود المصري تترى: جمعة الغضب ثم جمعة الرحيل وها هو الصمود الفولاذي يدخل اسبوعه الثالث، مؤكدا حيوية هذا الشعب ومقدرته غير المحدودة على الصبر والصمود واحتمال الألم والأذى بما يذكرنا في كثير من مفرداته بتضحيات السودانيين والأنصار في كرري والشكابة وأم دبيكرات حيث أبطل الصمود فعل الجلة. فمن منا لم يقف إجلالا لمشهد ذلك الشاب الاسكندراني الذي فتح صدره العاري إلا من الإيمان، متحديا رصاص السلطة المتجبرة التي أردته قتيلا فورا ، لكنها من حيث لم تدر، كتبت له حياة أبدية وخلودا سرمديا فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وبفعله البطولي تسير بذكره الركبان أبد الدهر إلهاما للباحثين عن الكرامة والحرية في كل زمان ومكان، بينما ارتدت ذات الرصاصة التي أحيته لتقتل النظام الذي ضرب شعبه دون أن يلوم نفسه أو يعزي أسر الشهداء.هذا الحادث وحده كافٍ ليعلن ذلك النظام تنحيه هو ورئيسه المتشبث الذي غاب عنه حسه وإلا لدار على كل أبناء شعبه بقعة بقعة وبيتا بيت طرقا لأبوابهم ليعتذر بشكل شخصي عن مثل هذا القتل غير الرحيم الذي جرى بفضل الفضائيات أمام أنظار كل العالم.
    ولكنها العقليات الشمولية في كل الأمصار هي ذاتها -تتطابق وتتشابه ،و التي وضح من درس مصر أنها لا تتغير ولا تتبدل حتى ترى العذاب الأليم. كل هذه الجموع التي تقول بالرحيل في مصر فيخرج من يقول إن عدد 2 مليون من المتظاهرين لا يغير من الأمر شيئا فما زال هناك 87 مليونا من المصريين لم يخرجوا ليقولوا للرئيس «ارحل يعني امشي يمكن ما بتفهمشي»! فتتصاعد مطالب الشعب تباعا :من المطالبة بالإصلاح للمطالبة برحيل الرئيس مبارك إلى المطالبة بمحاكمته الآن الآن، وإسقاط النظام كليا ،وتزداد كثافة المتظاهرين نوعيا وأفقيا كل يوم. والاستمرار كأن شيئا لم يكن من قبل النظام لا يعني سوى مزيد من إظهار عدم الاحترام لشخص الرئيس ورهطه ولكنهم لا يقيمون علاقاتهم مع شعوبهم على الاحترام. فليس في جراب الطغاة للشعب سوى البطش يقبله الشعب أو يشرب من البحر. ولذلك فكل حكام المنطقة متفاجئون اليوم من أن الشعب العربي رأى له طريقا ثالثا وثار لكرامته التي استمرأ الحكام انتهاكها دون ضمير أو وازع أخلاقي. ولأن ملة الاستبداد واحدة فالقول بأن نسبة المتظاهرين المعارضين للنظام قليلة مقارنة بالمؤيدين هي عين ما يقوله الرئيس البشير هنا ،في السودان بإعلانه قبل وقت قريب أنه متى ما تأكد من أن الشعب غير راض عنه فسيتنحى من نفسه بل سيمكن الشعب من رجمه بالحجارة في الشارع،ويقول في مناسبة أخرى:انه«لولا الشعور بالمسؤولية -التي منعتهم لسمحوا لمؤيديهم بالخروج في مظاهرات تردع «تفلتات» المعارضة التي لا تزيد عن 10% بينما تبلغ نسبة من يؤيده- بحسبه أكثر من 90% من سكان الشمال»ويلحق ذلك بأن المعارضة حينها ستقول يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون! إشارة لقوله تعالى«حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون »النمل 18
    فإن تأسس تقدير الرئيس لعدد مؤيديه على انتخابات ابريل فتلك انتخابات مع عيوبها الأخرى في التسجيل وتقسيم الدوائر وكل المراحل ،قد أحصاها المحصون بلا تقصير أو إبطاء .
    ففيما يتعلق ببقية الحديث فصحيح أن الرئيس لم يدع يوما أنه من منظري المشروع الحضاري أو مفكريه ولكن موقعه البرتوكولي يحتم عليه الإحاطة على الأقل بما يستدل به لإيضاح المعاني لأن المعنى القرآني المراد من ذكر النمل ليس بسبب قلة العدد فهم في وادي النمل !بل أن ما تعارف عليه الناس انك عندما تقول ناس مثل النمل ذلك يعني الكثرة وهذا هو الوصف الذي يخطر على بال من يرى جموع ميدان التحرير. وقد يعني التشبيه بالنمل التحقير أيضا ولكنه ليس المعنى المراد هنا على أية حال حسب ما نرى بفهمنا المتواضع من سياق الآية ودون ادعاء. ما يريده المعنى القرآني هو وصف واقعي لصورة ماثلة أنعم الله سبحانه وتعالى على نبيه سليمان بتمكينه من فهم لغة النمل، فالنمل صغير الحجم لن يراه الجند وهو يعبرون وقد ذكر وهم لا يشعرون دلالة على رحمة جنود سليمان حتى بالنمل لأنهم لن يطؤهم وهم يشعرون.أما ان قصد الرئيس تشبيه المعارضة بالنمل استصغارا واحتقارا فلا نقول له إلا ما قال ربنا«يأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون »الحجرات 11 ، مفارقة أخرى هي أن جند سليمان رحيمون حتى بالنمل فكيف بالمواطنين ، أما سليمان النبي ففوق المقارنة بما لا يحتاج منا للتأكيد عليه أو التفصيل فيه!
    يقول الرئيس انه سيتنحى إن بلغه عدم رضا الشعب .حسنا كلام معقول لكننا لا ندري ما مقدار النسبة المطلوبة اللازمة لإثبات عدم الرضا! لعلمنا أن الشعب السوداني كاد يجمع وقال كلمته بوسائل عديدة علا صوتها حتى صار ضجيجا تعبيرا عن ذلك الرفض الصريح عالي الصوت.
    في السابق كان الرؤساء والحكام يتحججون بأن من حولهم «أي بطانتهم» يحجبون عنهم المعلومات فيتفاجأ الرئيس بالشعب كله يخرج عن بكرة أبيه بعد أن يطفح الكيل صائحا في وجهه: استقيل يا ثقيل.ولكننا الآن مع وجود هذه الفضائيات فلا مجال لذلك الإنكار أو التدثر من وراء حَجب الحُجب. فالاحتجاجات رفضا للنظام في السودان تمت وتتم بصور مختلفة ومتعددة تتراوح من :الكتابات في الصحف الورقية والالكترونية والندوات وورش العمل و المظاهرات الاحتجاجية والتي لا ينفي خروجها كونها تقمع سريعا والاعتصام، ويمضي طريق الاحتجاج إلى حد حمل السلاح ضد الحكومة ولدرجة الحديث جهرا عن انفصال أجزاء أُخر من السودان في غربه وشرقه فوقا لانفصال الجنوب الذي قبلته مؤسسة الرئاسة الثلاثاء 8/2 /2011«بصدر رحب» دون إبداء أي ملاحظات ولو من باب إنساني عادي يتحسر على جار شاركك الأفراح والأتراح ردحا من الزمان ويفارقك الآن، مع أن هذا الانفصال الذي قارب حاجز الـ99% هو بتلك النسبة الكبيرة، تعبير بليغ عن رفض ساخط للرئيس وشيعته. فكيف يكون الرفض بأكثر من ذلك؟ وكيف في مثل هذا الوقت المفصلي من عمر الوطن وقد تم التفريط في وحدة الوطن بدم بارد وأنانية بليدة تقتطع الأوطان وتفرط في وحدته فداء لأشخاص فانين ويبقى وجه الله! ثم يفخر الرئيس بتلك الانتخابات التي كانت سببا لحسرة تذهب العقل ، وبينما يدرك العارفون حساسية الوقت الدقيق الذي يمر به الوطن لا يقدم الحزب الحاكم في السودان ما يمكن التفاوض حوله لتجاوز أزمة البلاد وتأتيك الأصوات المشاترة من وسطه ومن شماله ومن اليمين بأقوال ما وجد العقل إليها سبيلا استخفافا بالشعب وركلا له بالأقدام ، ينضح إناؤهم بما فيه مثلما جرت العادة . بلا جديد ، هو الأسلوب القديم نفسه عروض باقتسام السلطة والثروة تحت ذات البرنامج الذي رفضه الشعب منذ صبيحة الانقلاب ثم بث الشائعات في صحف تمثل ضمير الحزب الحاكم مثل خبر يزعم قبول الإمام الصادق منصبا هنا وهناك وبينما نفى الحزب الحاكم الخبر في صحف «الثلاثاء» فقد أهمله الإمام فكفاه ما يعرفه عنه الباحثون عن الحقائق وإدراكهم أن قوله مرارا وتكرارا والذي تسنده الفعال بلسان مبين قول وقر في القلب وأكده العمل : انه لن يتسلط على السودانيين ،تسورا على المحراب ولن يشترك في حكومات الديكور التي درجت الإنقاذ على عرضها كلما ضاقت بها السبل فمهمته التي ارتضى العيش لها هي إنقاذ السودان وليس إنقاذ الإنقاذ!
    ثم تأتينا أخبار مصر بما يؤكد درسا حفظناه أن تلك الشموليات المتجبرة تخفي صورا مخذية للإجرام تنافس أعتى العصابات الإجرامية بعض صوره قد يسكت قلوب ذوي الضمائر الحساسة لذلك يجب على مصادر الأخبار تحذير من يتلقى الخبر :بأنك على وشك الاطلاع على مشهد من مشاهد يوم القيامة من شدة هوله:هل يستطيع العقل السوي مهما جنح به الخيال أن يتصور أن وزير داخلية بلد يمكن أن يكون وراء الانفجار الذي حدث في كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة لإزكاء الفتن الطائفية في بلده لكي يتهم بها جهات تثير حساسيات النظام العالمي مما يجعله أي النظام العالمي حريصا على الإبقاء على النظام المصري، شرطيا للمنطقة، لا يمكن الاستغناء عنه ،وقد قضى في الانفجار 32من المواطنين واهتزت الثقة بين المسلمين والمسيحيين من جراء هذه الاتهامات ، أو كما ذكر السيد علاء الأسواني في برنامج أجندة مفتوحة على البي بي سي عربي «ان النظام بعد تزوير الانتخابات بصورة غير مسبوقة ربما أراد لفت الأنظار بهذا الحدث» وهو اتهام قيد التحقيق تقدم به محامي مصري ضد وزير الداخلية المصري، و يقول المحامي انه يملك ما يثبت به هذا الاتهام من أدلة كما جاء في الصحف. هل يتصور إنسان أن التمسك بالسلطة يعمي البصر والبصيرة لدرجة الاستعانة بالخارجين عن القانون في السجون آمرا إياهم بالإفساد في الأرض بعد تزويدهم بالسلاح «وفعل الليقدروا عليه من قتل ونهب وغيره» واقتحام ميدان التحرير والفتك بالمتظاهرين هم ومن معهم من مباحث وأمن النظام كما ذكر أحد هؤلاء السجناء على قناة الجزيرة وهذا ما أكدته د.أماني الطويل في يوميات الثورة المصرية التي تسجلها في جريدة الأحداث بتاريخ 8فبراير2011 وقد سجلت ما حدث من تزامن انسحاب الشرطة المصرية الفوري من كافة المواقع في مصر مع تسريح ما يزيد عن 17 ألف مسجل خطر من السجون المصرية.
    و كما قال معلق الجزيرة في ليلة نامت فيها نواطير مصر عن مساجينها!هل المساجين يحتاجون لمثل تلك الوصايا من أولي الأمر لترويع المواطنين والمفارقة أن بعضهم عصى أمر «الإفساد» فكانوا أفضل من سجانيهم .
    كشفت العيون التي أتيح لها النظر بعد أن انكشف المستور عن مدى فساد الرئيس وبطانته وموالاته لإسرائيل تلك التي بلغت مبلغا يدهشك إذ يباع الغاز الطبيعي المصري لإسرائيل بثلث القيمة بتخفيض للسعر بما يزيد على مقدار المساعدات الأمريكية لمصر و لا ندري لماذا بفعل واحد، يرهن عاقل ،مصير بلده لبلدين في آن :يقدم براهين الولاء والتقرب لإسرائيل بأسعار تفضيلية بينما شعبه يحتاج أساسيات الحياة ثم ينتظر بالباب الأمريكي مادا يده مطأطئا جبهته للعم سام ليعطيه قوت يومه!؟
    كل ذلك الذي يدور وراء الكواليس ما ظهر منه وما سيظهر يؤكد حقيقة لا مراء فيها ولا فرار منها:انه لا بديل للديمقراطية ، وان الديمقراطية بما تملك من آليات الحكم الرشيد «المشاركة،الشفافية،المحاسبية وسيادة حكم القانون» «ما بتدينا شر» ومهما اختلفنا مع من يجلس على كرسي السلطة برضا الشعب عن طريق الديمقراطية، فنستطيع مراجعته بالبرلمان المنتخب إن جانبه الصواب ونستطيع إرجاعه إلى قواعده إلى خارج السلطة عن طريق صندوق الانتخابات ، إن أبى كما أن فترة الحكم في دولة ديمقراطية لا تتعدى فترتين رئاسيتين حتى وإن كان الرئيس عسلا على سكر.
    المشهد الذي نراه ماثلا أمامنا مشهد مدهش بالكلية فحتى قبل أقل من ثلاثة أشهر كان يمكن اتهام من يبشر به بعدم الواقعية والغرق في أحلام اليقظة، ولكن هاهو الحلم قد صار حقيقة واقعة وبلمح البصر صارت الشعوب تملك زمام أمرها ، وأدواته ميسورة، في متناول من يملك الإرادة القوية والعزائم الماضية التي حين تعقد أمرها وتحزمه فلن يثنيها سلاح مهما بلغ.
    وتأسيسا على هذا البنيان المتين نستطيع أن نرى بأعيننا أن الشعوب التي تأخذ زمام المبادرة الآن تؤسس لعلاقات جديدة مع النظام العالمي الجديد تقوم على المصالح المشتركة وليس التبعية المحضة بل ستجد تلك الدول المتبوعة أن العلاقات القائمة على التبعية أكثر كلفة وأقل استقرارا فيكون البديل هو الديمقراطية الحقيقية والمعادلات الربحية لجميع الأطراف هي التي يكتب لها البقاء.
    بل حتى مشكلة الشرق الأوسط العقدة التي تبدو بلا حل ستجد لتعقيداتها فجرا جديدا يتحرى العدل ويلجم العدوان الإسرائيلي في إطار الممكن من الحلول فلم تتمادَ إسرائيل في عدوانها إلا لأنها لم تجد أمامها سوى عدو على استعداد للتفريط في حقوق شعوبه وأراضيه دون أن يسأل أو يراجع.
    إذن نحن مقبلون على صفحة جديدة من التاريخ وأوضاع جديدة بالمنطقة - كما قال السيد حسن نصر الله - و يخطيء الإنقاذيون إن هم تصوروا أنهم عصّيون عليها أو أن مقاسها لا يناسبهم.
    وربما أتى يوم يرونه بعيدا ونراه قريبا يعود فيه الحق حقا ويزهق فيه الباطل زهقا.
    فتلك بذرة غرست لتنمو ولا بد مما ليس منه بد .
    وسلمتم
                  

02-24-2011, 02:31 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

02-24-2011, 02:35 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    غرس الوطن
    ام سلمة الصادق المهدي

    تعددت الأسباب التي تدعونا لقول فصل: لم تعد إستمرارية هذا الوضع ممكنة، ببساطة لأنه وضع يمضي ضد طبائع الأشياء. وكل وضع يخالف نواميس الكون، التي شاء لها ربها أن تكون، بحسب المنطق والعقل، منذ أن ارتضى ربنا جلّ وعلّ «الإسلام» للناس دينا، وجعل نبيه محمدا، رسولا خاتما، هو إلى زوال دون أدنى شك.
    لذلك قرر الإمام ابن تيمية «شيخ الإسلام» منذ زمان بعيد«إن الله يقيم الدولة العادلة، وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة، وإن كانت مسلمة.» ذلك أنه بقول الإمام أبو حامد الغزالي : إن مقاصد الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم.. فكل من يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة. وكل يجهل هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة.. وتحريم تفويت هذه الأصول الخمسة والزجر عنها يستحيل ألا تشتمل عليها ملة من الملل وشريعة من الشرائع التي أريد بها إصلاح الخلق. فإن انتفت المواصفات الالهية، الشرعية المطلوبة لاستمرارية الدولة: من حفظ لكرامة الإنسان وسياسة شؤون الخلق بالعدل بين الناس في دولة ما، فذلك ما يسرع بذهابها، غير مأسُوف عليها.
    فكيف بدولة فرطت في سيادتها ووحدتها وغمطت حق مواطنيها، فهم بين ذليل في الوطن ينتظر الخلاص وذليل خارجه يقتله الحنين، حتى خيم على الوطن حزن تمطى بصلبه وأردف أعجازا و ناء بكلكلِ.
    حزن، جعل محمد أحمد، مكلوم القلب، مفطور الفؤاد على وطن يتسرب كما الماء بين الكفين، والصادق مطرق حزين، يلوم نفسه على ما لم يقصر فيه، وبيت الأزهري متشح بالسواد، وعلم السودان منكس يوم ذكرى الاستقلال، وهادية حسب الله تطلق «الحيّ وووب» وتدعو نساء السودان للبس الثوب الأبيض حدادا على الوطن. وبكى كثيرون حال الوطن شعرا ونثرا، منهم الدكتور أحمد القرشي، وهو طبيب مقيم في الخليج وقد كتب على سودانيز اون لاين : «انفصال جنوب السودان أصابني بألم مبرح وحزن عميق وحسرة دفينة وجرح نازف، انتابني إحساس بأن هنالك جزءا من جسدي عزيزا على نفسي يبتر غصباً عني من دون تخدير أو مسكن للألم، ليجعلني أنزف وأتوجع، لم أستطع منع عينيَّ من ذرف الدموع علها تزيل عن دواخلي الهموم وتغسل عن نفسي الأحزان، سيظل هذا الفقد يلازمني لسنوات طوال، لأنني تربيت على حب هذا الوطن وأبنائه من نمولي إلى حلفا، بغض النظر عن ديانتهم أو عرقهم أو لونهم». وبكى خالد عويس الوطن في «لكم جنوبكم ولي جنوب»- تجد المقال على سودانيل - قائلاً «سكت القلب، أحياء كالموتى في جنازة الوطن، إنه التاسع من يناير يوم الحزن الأكبر والفجيعة الكبرى. إنه يوم هزيمة الإنسان في أعماقنا، ونهوض أن لا إنسان. إنه تاريخ يدمغنا بالهزيمة التّامة في حقل الاعتراف بـ«الإنسان في ذواتنا».
    وكل ركن في القبل الأربعه واجم مترقب كمن نصبت له مقصلة الإعدام ولا استثناء حتى الفرحين ضحكهم بدا كالنحيب في المشهد الحزين ! فبعد اليوم لم يعد السودان بلدا للمليون ميل مربع التي عهدنا . فحق لنا البكاء وحق لنا الصراخ آهـــــ يا وطن ...وأيضا حق لنا التغيير وآن الآوان فالمحجم صار الآن شيطانا عاجز!
    يزعم الحكوميون من الانقاذيين والأمريكان الذين يدعمون بقاءهم،لأنهم أصلح من ينفذ الأجندة دون«بغم حلوم» خاصة مع أمر القبض المعلق في عنق البشير كما يقول العارف ثروت قاسم، وللأسف بعض الحادبين من السودانيين كذلك يتخوفون من ذات المنطلق من أن القبضة الأمنية القاسية للنظام، المدعومة بيد أمريكية حديدية تجعل زوال هذا النظام ضمن أحلام «ظلوط» ويتسربل النظام القابض، المستأسد على شعبه والمستسلم لأجندة أمريكا والصهيونية العالمية مثل نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر، كذلك هو يتسربل بكرت الشريعة مما يضفي على التسلط قدسية دينية، تدير عقول البسطاء، يزايد بها المزاودون على شعب ولد بفطرة إسلامية سليمة ومزاج إسلامي معتدل. ففي السودان: مسلمون يربطون إسلامهم بأغوار روحية ومحبة للرسول الكريم ولآل بيته بصورة نستطيع الإدعاء بأنها الأكبر والأكثر حميمية في العالم الإسلامي كله من محيطه إلى خليجه. بل نزعم بأن نوع الإسلام المتسامح الذي ساد في السودان هو السبيل الوحيد لنشر رسالة الإسلام لكل بقاع الدنيا خاصة مع مزايا الوصال الإلكتروني الذي صّير العالم قرية صغيرة واحدة. فما علينا إلا تقديم النموذج الذي يتقبله الضمير الإنساني الذي صار حساسا تجاه العدل وتجاه إنصاف الأقليات والحريات ليهاجر الناس أفرادا وجماعات يبتغون الإسلام دينا ومحمدا نبيا وهذا ما يحدث كل يوم في أنحاء العالم بالرغم من ضعف المسلمين وقلة حيلتهم.
    أما تلك الثقة التي اهتزت، بفعل الشعب ويئست من إمكان غضبته من المشفقين، وذلك التفضيل الأمريكي الصهيوني الداعم لجماعة تسلمهم القياد لتضمن سلاسة الإنقياد، وهذا الصلف الإنقاذوي الذي يماثل غرور الحبريون(hubris )الذين تقول الأسطورة الإغريقية أن غرورهم جعلهم ينسون الله ويظنون أن لا غالب لهم، وما عليك عزيزي القاريء الا استرجاع صور وأصوات مرت عليك لأرباب الإنقاذ وهم يظنون أن الأمر لهم- «وسأعين ذاكرتك ببعض منها»، وكيف يسخرون من الشعب الذي يحكمونه قسرا ويهزءون من إمكانية غضبته. فنرى رجل الأمن الأول يقول أن الشعب لم يثر على زيادة الأسعار الأخيرة ليس لأنه خائف بل لوعيه- فهذا نفي يكاد يصرح بأن الشعب أجبن من أن يجرب الخروج الى الشارع بعد التهديد! والبشير يقول بأن الثورة التي ستكون إنما هي ثورة الإنقاذ للنهضة وما من ثورة أخرى فذلك دونه «لحس الكوع» وقبل ذلك يسخر الحانوتي من قادة الشعب وينعتهم بما في إنائه من لفظ! ويتفاخر والي الخرطوم بقدرتهم على القمع فهم ليسوا ضعفاء مثلما كانت عليه الحكومة الديمقراطية التي أرعبتها مجرد مظاهرة صغيرة فتراجعت ولا يدري المسكين أن احترام رأي الشعب قوة وليس ضعفا، وأن الحكام إنما يحكمون لائتمارهم بأمر الشعب لكن ما نقول في ديمقراطية آخر الزمان؟!
    يسمع الفرد منا مثل هذه الأقوال البعيدة عن الحساسية واللباقة فيستعين بصديق ليؤكد له أن ما سمعه حقيقي وقد نطق به من يُحسبون حكاما للسودان!
    لكن تلك الشُعب الثلاث أعلاه، الحادبون والأمريكيون والانقاذيون- تغفل عن أمرين هما أساس كل تعاطي بين حاكم ومحكوم:إرادة الله وعدله، وإرادة الشعب السوداني وغضبته. وعليهما نعول ولن نُخذل بإذن الله. ونتذكر أن شاه إيران لم ينفعه جهاز السافاك القوي ولا الدعم الأمريكي، عندما أتت ساعة التغيير وغضب الشعب بعون الله، ولم تنفع النميري طاغمه الأمني القاسي ولا الدعم الأمريكي حينما قال لها الشعب كوني بعون الله. وهذا النظام أيضا ليس استثناء! إن حان وقته - وهذا ما نراه، هو إلى ذهاب لن تنفعه جحافل الأمن ولا حراسة الأمريكان.
    وأدعوك عزيزي القاريء بقلب سليم أن ترجع البصر كرتين متأملاً لما فعلته الإنقاذ في سنوات حُكمها العجاف بهذا الوطن وبنيه وقد كانوا في كل عام من عهدهم المشئوم يصفعون الشعب السوداني بما لا يحتمل: في الـ«30» من يونيو 1989م انقلبوا على نظام ديمقراطي إرتضاه الشعب بخدعة وخيانة للعهد الذي أمر الله بالوفاء به «ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا» سورة الاسراءالاية 34، وقد كان وأد الديمقراطية أم كبائر الانقاذ.
    رفعوا شعارات حققوا عكسها دون استثناء، وحدة البلاد، السيادة، العلاقات الخارجية، الفقر بل الافقار المنظم،الشريعة، الفساد، الاقتصاد، سعر الدولار..الخ
    أفسدوا المؤسسات التي يصلح بصلاحها أي وطن ويفسد بفسادها أي وطن بسياسات تحطيمية قصدية أفسدت التعليم والخدمة المدنية والجيش بل أفسدوا المواطن السوداني وهتكوا النسيج الاجتماعي وذلك بإدخالهم للقبلية أساسا للتعاملات في الدولة فيسأل الشخص عن قبيلته في أوراق الدولة الرسمية وقد ظهر ذلك جليا بين أنصار الوطني في الانتخابات الأخيرة اعتمادا على عصبية القبيلة مما رد المجتمع السوداني الى ذلك الدرك. وأدخلوا «الرشوة» في كل التعاملات حتى صارت نظاما شبه متعارف عليه في دولاب العمل ولا يستنكر بل صارت له مسميات مثل «حق الفطور وحق المواصلات وغيرها» وعرفت في عهدهم المحسوبية والاختلاسات بشكل غير مسبوق ويكشف تقرير المراجع العام سنويا ما يخلع القلب ولكن بلا محاسب ولا رقيب بل يكرم المفسدين، باستراحات المحاربين وترّفع وظائفهم مكانا عليا. كما عمدوا عن طريق التطهير للصالح العام التخلص من كفاءات الوطن من الذين لا يوالونهم، مما أفقر خلقا وأناسي كثيرة وأقعد المؤسسات الحكومية جميعها «الجيش،الخدمة المدنية، الجامعات...»
    قتلوا«28» من الضباط في« 28» رمضان وهم في الأشهر الحرم فأهدوا الشعب السوداني عيدا حزينا
    قتلوا مجدي وآخرين في مالهم ثم عادوا وحرروا الاقتصاد دون مجرد اعتذار لأسرة من قتلوهم أو احتفاء بذكرى قتلاهم وقد تم هذا التحرير بمقص رأسمالي قاس لم يراع حتى معالجات الدول. الرأسمالية الراسخة في تحرير السوق من رعاية اجتماعية للفقراء الذين يتساقطون من قسوة السوق الحر ناهيك عن نظم الرعاية الاجتماعية الرحيمة التي تكفلها مباديء الاسلام.
    أفسدوا الحياة السياسية السودانية وعملوا على تفكيك الأحزاب بشراء الذمم وزرع الفتن.
    فرطوا في سيادة البلاد فصار أمر السودان كله يعقد ويحل في الخارج وأرضه تتنتقص من أطرافها.
    أشعلوا في دار فور حربا عنصرية بغيضة انتهكت حرمات قوم مسلمين ولم تنته بينما الرئيس بسبها صار مطلوب للعدالة الدولية ما يعد بمزيد من الإساءة للوطن و التفريط في السيادة.
    أنشئوا منبرا مثّل عرق الحزب الحاكم النابض وجعل يعمل بقوة الحكومة ترويجا لانفصال الجنوب حتى شحنوا الجنوبيين بمشاعر عداء أعادت اجترار مرارات كان السودانيون على وشك التعافي منها مما سيؤدي الى انفصال الجنوب وتفتيت البلاد بينما يذبحون الذبائح ويوزعون الحلوى على أنقاض الوطن فرحين.
    أساءوا للممارسة الديمقراطية بانتخابات معيبة سماها السودانيون «الإنتخابات المخجوجة».
    أدخل رموز في النظام لغة نابية الألفاظ لم تعهدها السياسة السودانية مما يفسد النشء ويخدش الحياء.
    تبنوا سياسات أعلنها رئيس النظام برؤى تتعارض مع مقاصد الشريعة المذكورة أعلاه وتريد استغلالها لإذلال الناس وستؤدي إلى تمزيق بقية الوطن حتى داخل مثلثهم الشهير«مثلث حمدي» لا شك أن هذا الرصد لم يفلح في الإحاطة بكل الموبقات، أو مجرد التتبع الدقيق لإخفاقات دولة الإنقاذ، ولكن الخطر الذي حذر منه القيادي بالحركة الشعبية إدوارد لينو لقناة العربية يوم الإثنين الماضي في تغطيتها للاستفتاء: «أن البشير تسلم السودان مثل صحن الصيني لكنه فرط فيه وأوقعه فتفتت شظايا صغيرة»!
    مثل هذا الخطر ماثل وحاضر وعلينا كلنا منعه اليوم قبل الغد، ونردد مع جورج اليوت ماري آن إيفانس الروائية الانجليزية أن «أصحاب الضمائر المتيقظة يرون واجبهم ولو كان عبر أكثر الطرق إيلاما» فالسكوت ما عاد الآن من ذهب..!
                  

02-24-2011, 02:36 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

02-24-2011, 02:54 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    في ليلة الأحد الفائت لم يتسن لي متابعة الأخبار إذ فجعنا بخبر وفاة الوالد بشير عبد الله جاد الله ، خال الإمام الصادق المهدي تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه جنات عرضها السموات والأرض وطرح البركة في زوجه المرأة الصالحة، الوالدة الجنة الزبير، وقد داعبه ابن أخته الإمام الصادق بشأنها يوما بقوله: يا خال لقد نعمت بالجنة في الدنيا قبل الآخرة وهي كذلك ،وطرح البركة في بناته وابنه محمد جميعا وألهمنا وألهمهم الصبر وحسن العزاء.
    لذلك كان لعناوين الصحف الرئيسية في اليوم التالي «الاثنين» التي نقلت تصريحات لمسؤولين كبار في الدولة السودانية بمناسبة إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19/ديسمبر 1955،وقعا مروعا و مفاجئا بالنسبة إلي تماما ،ما أن أخذت بمطالعتها حتى تجدد لدي إحساس غامض يساور معظم السودانيين هذه الأيام ،وقد جثم على صدر البلد توجس ، وقلق متسائل: إلى أين نحن سائرون؟ لجة ما لها من قرار، نساق اليها كمن يؤخذ إلى مصير مجهول، وهو محكم الوثاق، معصوب العينين، لكن يعذبه رهق الادراك! فهو عارف بمآلات هذا المصير ونهاياته المنطقية ، بينما الجهل نعمة للجاهل في ظروف مماثلة!
    أخذ قلبي في خفقان تتزايد وترتفع وتيرته حتى خلتها طبولا تقرع لتسمع من حولي تزامنا مع مرور عيني على عناوين الصحف الرئيسية في ذلك اليوم.ذلك أن تلك التصريحات ترجمتها عندي تعني بوضوح أن ذلك الطريق الثالث الذي طرحه الإمام الصادق في كلمته التي ابتدر بها منتدى السياسة والصحافة في يوم السبت الموافق 17 ديسمبر 2010 لدى تدشين كتابه الأخير»ميزان المصير الوطني في السودان» ذلك الخيار لن يكون خيارا تأخذ به الانقاذ لاخراج البلاد مما حشروها فيه فإن علمنا من قراءات الخبراء وتواتر الأحداث أن ما عداه من خيارات هي محض كوابيس وسيناريوهات ليوم القيامة «نسأل الله منها السلامة» لأدركنا لماذا يخيم على الجميع شعور غامض بأن تلك هي نهاية المطاف!
    وسأذكر ثلاثة نماذج قيلت في يوم 19 ديسمبر ورابع قيل في يوم 18 ديسمبر اتخذتها دليلا على أن العطار لن يصلح للانقاذ ما أفسدته من دهرها ذلك أنهم حتى اللحظة بل يستمرون حتى عشية الاستفتاء في طغيانهم يعمهون وأن تلك النماذج هي دليل ينطق بأنهم سيختارون طريق المواصلة بإجماع الصقور والحمائم!
    النموذج الأول:الرئيس في القضارف
    برتكوليا نبدأ بأقوال الرئيس في القضارف واستهجانه إعلان السلطة القضائية التحقيق في كيفية تنفيذ عقوبة الجلد على«فتاة الفديو»باعتبار أن الخطوة جاءت إقامة لحد من حدود الله « كان السيد والي الخرطوم قد صرح في وقت سابق باعترافه بالخطأ في تنفيذ العقوبة» ثم أعلن الرئيس عن اعتزامهم مراجعة الدستور تنقية له من «الكلام المدغمس زي السودان بلد متعدد الأديان والأعراق واللغات» وترجمة ذلك إلى لغة مباشرة تعني ببساطة أن تلك الفسيفساء التي حلمنا كثيرا بالاستزادة من غناها وظللنا نفخر بتمازجها وتعايشها بصورة مثالية أثمرت خيرا في بلاد أخرى وفي بلادنا قبل أن ينزل بنا داؤنا العضال في 1989 علينا أن ننساها الآن ! كما تعني أن الشريعة سيتم تطبيقها اتباعا للخطى الجعفرية وما قاله المخلوع من وصفه لتطبيقاته «بأنها الشريعة البطالة».فالسودان المكون من خمس قوميات:بجة ،نوبة ،نوباوية،زنج وعرب هي سر تميزه تصبح الآن بفضل التصريح الرئاسي كأن لا وجود لها .فكيف يقول انسان ان الناس أمة واحدة بينما لم يشأ خالقهم ذلك إذ يقول ربنا في محكم تنزيله «ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين »هود 118وهو يعني أيضا أن نتائج المشورة الشعبية بخصوص جبال النوبة والنيل الأزرق ستنتهي إلى بترها من الجسم الذي يراها غريبة، بل لا بقاء لدارفور في الغرب ولا للبجة شرقا ولا النوبة شمالا ضمن ذلك الجسم على ضوء هذا التعريف الرئاسي الجديد، ونتساءل أيضا أين موقع الأقباط السودانيين من تلك الدولة المنشودة وهنا نشهد بتفوق الرجل على خاله «الرئاسي» في تضييق واسع المواعين فعلا وقول كلام.
    ومن الراكوبة ننقل تعليق غسان شربل في دار الحياة :« فاجأني الكلام أنا اللبناني الخائف على بلده من أزمة مكونات شبيهة بتلك التي عصفت بالعراق. فاجأني وفجعني. هل هذا كل ما يستطيع قوله رئيس بلد يواجه خطر خسارة وحدته في غضون اسابيع؟» ....إلى آخر ما قاله الرجل المفجوع المتفاجيء.
    النموذج الثاني:علي عثمان في الخرطوم
    ثم نأتي بنفس التراتيبية لحديث السيد علي عثمان طه«نائب الرئيس» تحت قبة البرلمان في الخرطوم أيضا في 19 ديسمبر 2010 وهو الحديث المطالب المتوعد بقطع الأيادي للمتلاعبين في أقوات الناس ومن يبثون الاشاعات والخوف بين الناس والذي يريد إطلاق يد القوات النظامية «المطلوقة أصلا» لتضرب بيد من حديد من تسول له نفسه بالتورط في شيء من ذلك! بقوله نصا :«بأن لا مجال للتلاعب والمساومة للحديث عن تخزين السلع ولا عن الهلع وبث الشائعات» فإن صدقناه - في صدر ذلك الاقتباس فسيكون ذلك معناه إصابة الانقاذيين بمرض من أمراض المناعة يصيب الجسم ومن أعراضه عملية التحلل الذاتي حيث تبدأ خلايا الجسم في مهاجمة بعضها البعض عندما تغيب عنها بسبب المرض ذاكرة تساعدها على التعرف على أنواع خلايا الجسم الأخرى فتتعامل معها كأعداء وتبدأ بتحطيمها! «كما أفادتني شقيقتي الدكتورة طاهرة الصادق المهدي» ذلك أنهم هم السارقون لقوت الشعب وهم المتلاعبون بأرزاق الناس وهم الناهبون لأمواله فلن يجدوا في تلك المجالات سواهم أهدافا لضربها! أما ما جاء في عجز الاقتباس، فيضمر في طيه سحق للرأي الآخر بأوسع مما كان سائدا من قبل، فتلك الأيدي الحديدية لا تستهدف عدوا بل توجه لصدور الشرفاء أو كما نظم أمل دنقل :
    إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
    لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء.
    إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء:
    لا تقتل الأعداء
    لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا
    تقتلنا، وتقتل الصغار
    وإزاء ذلك فحسبنا الله ونعم الوكيل!
    النموذج الثالث:نافع علي نافع في كردفان
    بينما أكد مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب د. نافع علي نافع في كردفان لدى مخاطبته للقاء الجماهيري في الخوي في ذات التاريخ 19 ديسمبر2010 :« ان الجنوبيين إذا اختاروا الانفصال فإن ذلك لن يضر السودان الشمالي الذي بات يعتمد على سواعد أبنائه في استخراج المعادن والثروة الحيوانية والصادرات غير البترولية».وانتقد نافع الذين يسيرون المظاهرات من أجل «الخلاعة «ووصفه إياها بالأمور الدخيلة على المجتمع السوداني،!وهنا أضاف إلى فهومنا ، قبس ما كتبه د.علي حمد ابراهيم في مقال له على صفحة سودانيل الالكترونية بعنوان « الإمام الصادق المهدى .. التنحى أم قيادة المواجهة مع الانقاذ! »بقوله « ان قول الدكتور نافع بأن انفصال الجنوب سيكون مساعدا « على هزيمة الآخرين » هو بعض من حديث العقل الباطن الذى يجيش فى نفس هذا الرجل غير السياسى . فقد وقر فى انفس كل السودانيين ان الانقاذ كانت تريد فصل الجنوب عن الشمال منذ عقود غبرت »انتهى.
    تلك الصيحات التي يطلقها نافذو المؤتمر الوطني هي صيحات حرب :على الآخر الملي وعلى الآخر العرقي وعلى الآخر الديني ،عرفوا ذلك أم غاب عنهم وهي فتح لأبواب التدخل الأجنبي بأوسع مما فعلوا من قبل علموا ذلك أم غاب عنهم وهي تصعيد وانتقال بملف الصراع ضد الرأي الآخر بأساليب قمع أفظع مما ساد زمن التسعينات «تذكرونها؟» وهي بالخلاصة فتح لأبواب جهنم لن تبقي ولن تذر.ومن المضحكات المبكيات أن الصيحات التي تنذر بتمزيق السودان وتتوعد بضرب أبنائه وتحتفل بالانفصال وتوسع الفرص للتدخل الأجنبي ،توجه للشعب السوداني في يوم احتفاله بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان!
    في يوم السبت 18 ديسمبر 2010 ناقش منتدى السياسة والصحافة كتاب الإمام الأخير «ميزان المصير الوطني في السودان»وقد تم توزيع عدد من النسخ لشخصيات تجمعها الخبرة والعلم وتمثل ألوان طيف عديدة أذكر بعضهم مع حفظ الألقاب «أتيم قرنق،ناهد محمد الحسن،عبد الباسط عبد الماجد،المحبوب عبد السلام،إمام محمد إمام،فايز السليك، أجوك عوض الله،هالة عبد الحليم،«فاروق ابو عيسى، امال عباس ،ياسر عرمان،حاتم السر الشفيع خضر وآخرين لم يحضروا».في ذلك اليوم حدثنا الإمام الصادق مقدما لكتابه«تجدون تلخيصا له ونص كلمة الإمام في موقع حزب الأمة كما أن الصحافة نشرت ملخصا للكتاب نقلا عن جريدة الحياة على مدى 5 حلقات» لكني أوجز ما ختم به كلمته في الآتي :
    أورد الإمام الصادق المهدي في كلمته تلك ،ما يمكن تلخيصه في أن انفصال الجنوب سوف يغير المشهد السياسي في السودان مما ينتج عنه تصعيد نوعي في كل الملفات«وزر انفصال الجنوب ،دارفور،الجنائية» مما سيؤدي مع تدهور الحالة الاقتصادية إلى إطلاق تيار واسع للاطاحة بالنظام ويقول الإمام انه في مقابل مشروعي المواصلة و الاطاحة بما في الخيارين من أخطار يطرح هو بديلا آخر : الطريق الثالث والذي يقبل المؤتمر الوطني بمقتضاه : حل أداة الحكم الحالية وتكوين حكومة قومية جامعة. مهامها « إدارة الشأن الوطني والدعوة لمؤتمر قومي دستوري لكتابة دستور البلاد الدائم، إبرام معاهدة توأمة مع دولة الجنوب فورا، الاستجابة لمطالب أهل دارفور المشروعة وتعميم ذلك على الأقاليم الأخرى، توفير الحريات العامة ،التصدي للمسألة الاقتصادية،التعامل الواقعي مع المحكمة الجنائية الدولية». فإن لم يقبل المؤتمر الوطني تبني العرض أعلاه في موعد حدده بـ 26/1/2011م فإنه سيقوم بتوجيه الدعوة لمؤتمر عام لحزب الأمة ليقرر الحزب موقفه من المشهد السياسي الجديد.ويمضي الإمام في قوله بأنه« شخصيا وفي هذه المرحلة من العمر وأنا أرى بعيني رأسي عوامل تفكيك السودان سوف أستخير لاتخاذ أحد قرارين هما:
    - الانضمام لصف الاطاحة.
    - وإما التخلي النهائي عن العمل السياسي. وينتخب المؤتمر العام قيادته.
    كان ذلك هو ما عرضه الإمام الصادق المهدي وهو يستشعر مسؤولية عظمى لما تمر به البلاد من ظروف تجعل الوطن كله على المحك فعلا بين أن يكون أو لا يكون و بما يتطلبه الموقف من قرارات مفصلية وتجرد وإحاطة.أما بالنسبة للقرارات الأخرى التي سيستخير فيها الإمام ربه فذاك أمر غيبي هو بينه وبين ربه لكنا نظن أن ربه لن يخذله أبدا فما «دس للقوت وما سرق»بقول شاعر الأنصار المجيد محمد صالح ولم يظلم أحدا وقد حكم فعدل وعارض ولم يسييء للوطن ولا لأهله الذين شهدوا له كلهم بعفة اليد وعفة اللسان وبذل الجهد الذي لا يضن: بمال ولا بنفس ولا بولد، فسيدله قلبه للخيار الأصوب الذي ينتصر به لشرع الله الذي يعبث به وللوطن الذي يمزق أشلاء وينتاش وينهب جهارا نهارا....
    وبذات الروح تم طرح الكتاب موضوع النقاش لكي يتنادى الجميع من أجل البحث عن مخرج للأزمة المستفحلة.سأكتفي هنا بما أوردته الحبيبة رباح في عمودها يوم الأحد الماضي في الأحداث بالنسبة لتعقيبات الآخرين على الكتاب ،مقتصرة على إيراد موجز لما قاله الأستاذ عبد الباسط عبد الماجد حصريا لأخصه بالتعليق لأنه مربوط عندي بالنماذج الثلاثة التي عددتها أعلاه واتخذتها دليلا على أن الطريق الثالث الذي طرحه الإمام لن يكون خيارا راجحا للانقاذيين، وهو أحد السادة الأفاضل والسيدات الفضليات الذين عهد إليهم الاضطلاع على الكتاب ومن ثم التعليق عليه في المنتدى.
    نواصل غداِ

    (
                  

02-24-2011, 04:58 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    التحية للاميرة ام سملة الصادق
                  

02-24-2011, 05:55 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ...
                  

03-03-2011, 03:11 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ............
                  

03-12-2011, 08:51 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب الساطع آت ..أنا كلي إيمان...أم سلمة الصادق المهدي ..عمود غرس الوطن (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de