| 
| | 
 
 |  | 
  |  الفساد السياسي العربي وعلاقته بمحفزات الثورة |  | في السودان وليبيا واليمن والجزائر ومصر (وهي الدول الأكثر فسادا في المحيط العربي مع الصومال والعراق ولبنان بظروفهم الاستثنائية المعروفة وسوريا وموريتانيا اللتان تنتظران حتى كتابة هذا المقال)  لم يكن  القاسم المشترك هو خروج الجماهير في التظاهرات وحسب وإنما تعرض هؤلاء الجماهير إلى عنف زائد واستخدام واسع لقوة السلطة ضد تحركاتهم وفي ذلك إشارة شديدة الوضوح لارتباط ظاهرة الفساد السياسي بحاجة الجماهير الماسة للثورة على الأوضاع القائمة وبذات الوقت حاجة المجموعات الحاكمة الماسة للتشبث والكنكشة بكراسي هذه السلطة المتهاوية . إذن الفساد هو الذي يدفع الشعب – إلى حد كبير -  إلى الثورة  وهو – بذات الوقت – من يدفع المجموعة الحاكمة لقمع هذه الثورة والتمسك بالكرسي حتى آخر امرأ ة وآخر رجل كما قال بعضمة لسانه سيف الإجرام مدمر القذافي .
 |  |  
  |     |  |  |  |  | 
 
 
 | 
 
 |  | 
  |  Re: الفساد السياسي العربي وعلاقته بمحفزات الثورة (Re: فتحي البحيري) |  | وربما يعزز هذه النتيجة أن الدول السبع الأقل فسادا في المحيط العربي وهي ،  حسب ترتيب منظمة الشفافية العالمية للعام المنصرم ، قطر ، الإمارات ، سلطنة عمان ، البحرين ، الأردن ، السعودية ، الكويت لم تشهد قمعا مبالغا فيه للتظاهرات الخفيفة التي خرجت في دولتين منها هي الأردن وسلطنة عمان حيث تعاملت السلطات بشكل راق ومتحضر إلى درجة كبيرة مع المحتجين لا سيما في العاصمة عمان حيث قدمت الشرطة الاردنية الماء البارد والعصائر المعلبة للمتظاهرين في بعض المرات قبل وخروج التظاهرات ولعل مملكة البحرين هي الاستثناء العربي الوحيد في هذا الاستنتاج وحتى هنا فإن للانشقاق الطائفي المعروف من الدور ما يطغى على عامل (قلة الفساد)  ويتعين علينا أيضا أن ننتبه إلى أن السلطات في المنامة، ورغم سقوط بعض الضحايا ،  لا تزال تتعامل بمرونة فائقة مقارنة مع حساسية الأوضاع من جهة ومقارنة مع ما حدث في الدول العربية الأكثر فسادا من استخدا مفرط للعنف والقوة ضد المتظاهرين .
 |  |  
  |     |  |  |  |  | 
 
 
 | 
 
 |  | 
  |  Re: الفساد السياسي العربي وعلاقته بمحفزات الثورة (Re: فتحي البحيري) |  | قد يتعين علينا أن نذكر هنا أن الفساد الذي نقصده هو الفساد السياسي  ويعني إساءة استخدام السلطة لهدف تحقيق مكاسب شخصية ومن اشكاله الرشوة والابتزاز  و المحسوبية  وثمة ثلاثة معاييرتتبناها المنظمة العالمية للشفافية  تقوم بتحديثها سنوياً لقياس الفساد وهي مؤشر إدراك الفساد (القائم على آراء الخبراء حول أحوال البلدان ) و البارومتر العالمي للفساد (القائم على استطلاعات مواقف الرأي العام وخبرته مع الفساد ) وأخيرا  استطلاع دافعي الرشاوي الذي يبحث في استعداد الشركات الأجنبية لدفع الرشوة.
 |  |  
  |     |  |  |  |  | 
 
 
 | 
 
 |  | 
  |  Re: الفساد السياسي العربي وعلاقته بمحفزات الثورة (Re: فتحي البحيري) |  | وعلى الرغم من أن هذه التعريفات النظرية والمعايير العملية لقياس الفساد كانت كافية لإدراج سودان الانقاذ  وليبيا مدمر القذافي ويمن علي عبد الله صالح ومصر حسني مبارك وجزائر بو تفليقة  في ذيل القائمة العربية للفساد إلا أن ثمة ما يجعل الحقيقة في كل أو بعض هذه الأنظمة أكبر مما ظهر في تقارير منظمة الشفافية العالمية ، ففي السودان على سبيل المثال ما سمي بسياسة التمكين ، وفيه أيضا تنصل كثير من المؤسسات والدواوين الحكومية من المراجعة الحكومية العامة ، وفيه البنود المفتوحة في الصرف الأمني والسيادي والسياسي وغير ذلك مما يجعل الحجم الحقيقي للفساد أكبر مما ظهر في تقرير الشفافية العالمية وإن كان سودان الجن هذا قد أوشك على أن يتذيل القائمة الكوكبية (رغم كل هذا ) فما عساه يكون موقعه الحقيقي بعد إضافة هذه العوامل الغائبة ؟
 |  |  
  |     |  |  |  |  | 
 
 
 | 
 
 |  | 
  |  Re: الفساد السياسي العربي وعلاقته بمحفزات الثورة (Re: فتحي البحيري) |  | يدرج بعض الباحثين الفساد كأحد أهم أسباب تفشي البطالة جنبا إلى جنب مع قلة معدل النمو الاقتصادي (الذي يتسبب فيه الفساد أيضا إلى حد كبير) والأمية وانخفاض البرامج التدريبية وفساد المحتوى التعليمي للخريجين ، والبطالة من أهم محفزات الثورة على الأنظمة الحاكمة إذ انها تشكل جزءا كبيرا من الدوافع وجزءكبيرا ايضا من الوقود والإمكانيات الثورية ، وفي السودان – مرة أخرى وثالثة والف – لم تكن البطالة ناتجا عرضيا لهذه العوامل والأسباب السابق ذكرها وحسب وإنما كانت ، وإلى حد كبير ، مقصودة لحد ذاتها ، فقد اتبع نظام الانقاذ الحاكم وبشكل يمعن في الحقد والكراهية سياسة محاربة غير الموالين في أرزاقهم وكسب معايشهم بدرجة لا مثيل لها حتى في الأنظمة الشبيهة بمصر وليبيا وغيرهما . هذا الفارق النوعي عن هذه البلدان الشقيقة كان له ما يقابله رقميا في مؤشر الفساد . فحين احتل السودان المرتبة العالمية رقم  172 بدرجة قدرها 1 فاصل 6  احتلت ليبيا واليمن المرتبة 146 مشترك بدرجة قدرها 2 فاصل 2  بينما الجزائر المرتبة 105 بدرجة قدرها 2 فاصل 9 ومصر المرتبة 95 بدرجة قدرها 3 فاصل 1 ... مرة أخرى ومليون .. نلاحظ أن السودان هو الأسوأ بما لا يقاس وأنه الأولى بالتغيير لا مناص .
 |  |  
  |     |  |  |  |  | 
 
 
 
 
 
 
                    
                 
 
 
 
 
 
 
 |  |