أدخنة متصاعدة..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2011, 11:03 AM

احمد العربي
<aاحمد العربي
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 5829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أدخنة متصاعدة..

    قصة للكاتبة الشابة ايثار



    قصة قصيرة
    ( أدخنة متصاعدة.. )

    عم بشير حارس البوابة كان كعادتة متكيء علي كتفة الأيسر وقد تهدلت شفته السفلي بفعل (سفة الصعوط الهائلة ) قال وهو يرمقني بنظرته الساهية وتعابير وجهه لاتعني ابدا ما يقول ..يازول تعرف( زهراء ) بت نورين ؟؟ اجبته : وقد رفعت حاجبي دهشة ماكرة وانا اعرف ان في الأمر شيء يريد أن يقوله .., قلت وابتسامتي تناقض فضولي ..( ايوة ) زهراء دي عمها كان شغال هنا معانا في المصلحة وجيرانا من زمن طويل من ايام بيوت السكة حديد .. واجارك الله طبعا ضربو السكري وفّت عضمو.. وغيابو كتر وجماعتك هنا ما قصروا نّزلوا إسمو في كشف المستغني عنهم ( معاش اجباري) .. اها طبعٍا زهراء كانت زي بتو وبتقوم بخدمتو هوو مرتوا ( بعد ولدو الوحيد العوض سافر الخليج ) ..سكت, وانا انظر لوقع معلوماتي التفصيلية عليه ..لكن وجهه كان كمن لم يسمع حرف لازالت نظرتة فارغة وشفته متدلية وقد لمعت وبانت اطراف السفة البنية الداكنة مختلطه باللعاب في لزوجة بغيضة .. قال ( سمعت بيهو سفر العوض دا زمااان لكن ما شفنا شيء جا من وراهو لاساعد اهلو لاجيهه بت عمو الراجياهو دي ) حينما قال عم بشير ذلك ادركت بعض مراميه وانه لابد عاقد النّية علي شيء يخص البت ( زهراء ) .. حاولت استدراجه وجرجرته لأعرف ما يريد منها وإن خمنت انه يريدها زوجة ثالثة بعد أن توفت الأولى وشاخت الثانية وهجرته الثالثة دون عودة ..
    عم ( بشير ) رجل سبعيني إلا قليلا طويل مفتول وقوي البنية لونة داكن وبشرة وجهه مشدودة ولامعة كان دائم العناية بمظهرة رغم وظيفته البسيطةكحارس للبوابة ( وأظن الوقت الطويل الذي يقضيه جالسا في الظل هو ما منحه ذلك المظهر القوي واللامبالي حدثني يوما انه ود عز والده ( بابو كمبال) كان ناظر قبيلة محترم وكانت لهم ثروة وجاه.. قال:(أن زوجات والده بلغن الأربعين زوجة من كل نواحي البلد كان كلما سافر الى منطقة اتخز لنفسة زوجة وابناء ..قال لدي إخوة في يامبيو وإخوة في الفشقة وإخوة في نواحي بربر وكمان عندي أخوات امهريات يقطعن الضوء من القمر من (سماحتهن) .
    اندهشت لما قاله عم ( بشير) وإن كنت اظنة يدعي بعضا مما قاله كتبييض سيرة لزوم أن اتدخل له عند (عم قسم السيد عم زهراء ) .. قلت طيب يا عم بشير كان تقعد تحرس جاهك دا .. الجايبك لخرطوم السجم والرماد دي شنو ؟؟
    دنقر رأسة حتي حازى وجهه الأملس الأرض ولأول مرة منذ جلوسي للحديث معه أرى الجدّية والإهتمام على ملامحة وان بان التأثر العميق في عينية في لحظة خاطفة .. اعتدل في جلستة وواجهني ثم لم يلبث كأنه تذكر شيئا مهما فنهض وهو يبصق حمل( شفته الثقيل) .. بصق عدة مرات وانا اراقبه ثم تمضمض من ابريق البلاستيك الأخضر الحائل اللون بفعل التراب والمياه ..والصعوط وسوائل أخري ..,دخل إلى حجرته التي تلاصق البوابة الكبيرة وتفتح نوافذها العريضة بداخل حوش المصلحة .. دخل لوقت قصير ثم خرج وهو يحمل رزمة في يده ..القاها في حجري وجلس مربعا يديه كمن ينتظر حكما ما .. اعملت يدي كلتاهما في نبش رزمة الأوراق الصفراء الجافة فتساقطت بعض اطرافها وتبينت من بعضها خطوط ملتوية كانها رسائل قديمة او صكوك ملكيات قديمة .. أكل عليها الدهر وشرب وبال ... ثم لم يجد بدا فتغطي بعورتة ونام .., كنت ارفع الأوراق أمام ضوء الشمس الحائل الي الغروب وأضعها ثم التي تليها والتي تليها حتي رأيت في آخرها صورة فوتغرافية بالأبيض والأسود لرجل وأطفال يلبسون (عراريق ) وأحزية قديمة الشكل ..,كان الرجل يشبهه الملوك في جلستة يضع عمامة طاؤوس مزركشة ..يعصبها كما يفعل الهنود تماما ويدلي طرفها الأيسر علي كتفه بكبرياء عريض .. , ملامحة كانت هجين غامض التفاصل حتي ظننته احد ملوك غرناطة .. دم عربي في سحنة زنجية.. تقاسيم فريدة ورائعة أنفة أشم لامع وعيونه كبيرة .. شفته ضخمة في سعة ..ووجهه مستطيل قوي الفكين .. ( وجهه ملك ولا شك )!!
    رفعت رأسي ( لعم بشير) .متسائلا .. دا منو ؟؟
    قال في فخر وخيلاء .. دا أبوي ..( بابو كمبال بك ) ناظر عموم قبايل الجهات ديك كلها..! من ولدوهوا وقام لقي العز في ديارو ابوهو حارب مع الأشراف في توشكي وأم دبيكرات دي دمها عندنا تب ’ وفروة الخليفه لليوم باقي ليك في مضيفتنا هناك باقية )!
    رفعت رأسي متشككا هو عندكم مضيفه كمان ؟؟ تنحنح مبتسما يا زوول إنت قايلنا متل (دراب الخرتوم) دا .. دحين أنحن ناس عز ووولاد قبايل ..حّرم نضبح الناقة نضيف بها الشافع الغريب .. ضحكت متهكما (ناااااااقه..والله جرادة هنا مالاقي تضبحهالي روحك خلي تضيف بيها )!! اها يا( عم بشير) شنو الحصل وجابك هنا للشقا دا ..
    ياااااااازوووول الحكاية كبيرة تب .. دحين ابوي (بابو كمبال ) ادي جزو كبير من سعايتو وبهايمو لي ولادو من الدينكاويات ( قالولك دحين كانن خمستاشر اظن وكل واحدي ما شاء الله تبارك الله جابت لها خمسة سته وليدات ...اها شفت نواحي الحلة ( الفوقانية) ديك كلها ولاد أبوي ..( ابييي ) دحين نصها فريقنا ونصها التاني فريق الدينكا نجوك وديل زاتهم خلي بالك نصهم مننا ودمهم تب مخلوط بي دمنا .. اهاااااااا ولاد ابوي شالوسعايتهم ورعوا لي فوق مشوا لي حدود التوجات وبعضهم قعد قبلو ما جا راجع .. مرت سنين والحال (رقد واطي ).. الكتلات كترت في النواحي ديك والمرض زاد والضبان اب ضنب رقد البهايم جيف .. ابوي الكبر مسكوا وقعد في بطن مضيفتوا في امان الله ماكل شارب لمن الله اتوفاهو لي رحمتو .. اها بعد داك حريم أبوي الفضلن وراهو في ديارنا إتفتنن في بعض واولادهن بشتنوالحال ########وا السعاية تب .. جاتلنا الحكومة ووزعت الأراضي التحت ديك كانت خلا وما فيها ..كلا.. لا مويه كنا نفز بالبهايم لحدي التوجات في الصيف ونرجع في الخريف للديار.. اها بعد الكتلة ( الحرب الاولي ) بقا صعب الطلوع للتوجات بقينا نباري الحفير والرهيدات ومرات نطلع لحدود الجبلين وكوستي دي زاتها عندنا فيها مكاين (امكنة ) اها من هنا لي هنا اخواني اتشتتو وضاعت الفي يدهم بالسنين والمحل الضرب البلودات في ذاك الوقت .. بعضهم مشا الجزيرة للقيط القطن وبعضهم قعدوا في عسلاية يحشوا القصب بالمواسم ..اها انا اتوكلت صغيروني وركبت اللوري لنواحي امدرمان وقعدت تب عند خالا لينا جهة امبدات ..عرسني بتو( ام ضوين) (دي مرتي الكبيرة الله يطراها بالخير ) اشتغلت في اي شيء في بلد الشمش والكتاحة والجوع والبلاء دي .. من صبي نقلتي ..لي (عياش) طاحونه لي مكوجي .. واخيرا ربنا سترنا بي المصلحة دي بعد وليداتي كبرو ا وطبقت النسوان خلي بالك ..( ضحك في سعادة كمن القي خطاب جماهيري )
    ضحكت لضحكه المرح ..ومضيت لحالي
    كنت اتمعن قصته ..( عم بشير) ..كهولة تمتص رونق العمر كورقة فانية .. يبحث عن دم يضخه في شرايين كهولته لتبدو المدائن في شهوتها البكر .. ذكرياته الأن فتحت بوابات النزق الغائم .. أحدثت شرخا لجدار التاريخ عندي .. مأزومة خطى المدن المضفورة بالتعب .. متبّلة بالشبق الأرعن تلك النواحي القصّية ..كنت اتمعن الحكايات وهي تخرج من فمه كنساء طرائد .. كبقرات ملونة تهز زيولها وتطرد الزباب اللعين .. الحكايات كانت تتجسد تتخز شكل الفوضى في حماس لعين .. , رأيت وجهه الليل ينادي.. ورائحة المطر تهش الخضرة عن جسدي ..في الليل سرحت .. فرأيت ( بابو كمبال) محاطا بالغواني سوداوات في نعومة الأبنوس الزلق .. عامرات بكل شيء ولا شيء يبقي.. وبقي منهن إلا صورة صبية زرق ..( بعراريق) ######ة في صورة مشروخة تجاور العناكب والفئران في غرفة (عم بشير) حارس البوابة .. , كانت ليلة طويلة جدا .. لم أزق للنوم طعم فيها .. حاصرتني الرؤى الغائمة والأحلام بعتامتها .. رأيت وجهه الأرض منشقا وجرحه ينزف .. كانت كمن يبتر فرع شجرة .. ينزف خضرة راعفة .. (الأرض ايضا كانت تنزف ).. الفجوة في انشقاق رتقيها كانت تتسع شيئا فشيئا حتي مابقي شيء يصل النصف بالنصف الا وجهه ( عم بشير ).. وصورة ( بابو كمبال) بعمامته المزركشة وجلسته الملوكية تلك ) .. في الفجوة الآخزة في الإتساع تناثرت أجساد الصبية زوي (العراريق) المتسخة والسحنات الخلاسية الهجين .. كذلك جلست نسوة ( بابو كمبال ).. توزعن بين شقي الأرض كما كن يتوزعن في ليالية الغابرة ..
    من الفجوة برز فم اسود .. ظل يضخ ويبصق في وجوه الجميع بين شقي الأرض هناك .. وهنا .. لا شيء بقي متماسكا رغم الرعاف الأسود والصبية المتناثرون ووجوه الغانيان في سوادها .. ولا حتي البقرات ذوات القرون الطويلة بقت في تماسكها .. ظلت الأرض تنشق وتنشق وتنشق حتي ابتلعت آخر الرؤي .. تلاشت كل الحكايات ولم يتبق غير (عم بشير) واقفا هناك ماسكا باحدي يدية بوابة المصلحة وبيده الأخرى يضع سّفة ( صعوط) على شفته السفلي .
    في صباح اليوم التالي خرجت متأخرا وكعادتي حين يفاجئني الأرق يتعكر مزاجي وتتلون عيني بالأحمر الداكن .. فّوت (ترحيل ) المصلحة وأخذت أدافر وأعافر في حاقلات ( السوق الشعبي) حتي وصلت بيت عم (قسم السيد) في اطراف (امبدات )..حين وصلته كانت الساعة علي مشارف العاشرة صباحا .. وجدته يجلس علي كرسي بلاستيك امام بيته في ظل تبلدية ضخمة .. كان يجلد في ( بمبر) أمامه لم يراني وانا قادم في اتجاهه.. حتي حييته بصوت مرح جهور .. صرخت فيه .. وانا اعلم ثقل سمعه من ايام وجوده معنا في ذات المكتب المتكدس بالغبار والثرثرة ..( صرخت .. وووين يا عمنا ..آ خر روقات وعدم شغلة) رفع رأسة متفجائ بي .. وابتسم في حميمية اكيدة .. هب واقفا و(قلدني )في سلام طويل وصاخب ..لمّ علي اثرة كل المتبطلين وفضولي الحلة وكلابها وقططها الضاله أيضا .. جلست قربه في نفس البنبر الذي كان بقوم بتجليده .. وسرحنا في حكاوي المصلحة وكل ما مضي من عامين .. ونحن في جلستنا تلك ظللت محازرا ان أسأل عن ( زهراء ) وفي نفس الوقت متمنيا أن يأتي علي ذكر شيء من أخبارها حتي تتضح الصور بذهني وتترتب فصول الرواية .. ونحن في احاديثنا تلك.. نشّرق ونغّرب .. حتي تجاوزت الساعه الحادية عشرة حينها هممت بالانصراف حتي لا اثقل علية بهم الفطور وأنا اعلم حالة
    .. وقفت وأنا اسوي ملابسي فجّرني بعنف مجبرا إياي لأجلس مجددا قال .. علي (الطلاق ما بتمشي بي صمة خشمك كدا (زهراء ) بتسوي في الفطور من دغش الرحمن ( ما أن سمعت سيرة زهراء حتي جلست لأتتبع باقي أخبارها )
    قلت فيها الخير ياعم( قسم السيد) إلا دحين كيف أخباركم وأخبار العوض إبنك ؟؟ قال : (عوض) دحين قنعت منو قالوا في السعودية الا مليم احمر ما بدفرنا بيهو .. وخالتك (ام العوض) ياها مرة مرة تمشي للمدارس تبيع الاسكريم والحلاوة للشفع والبتلقطها نغطي بها مع المعاش لباقي الشهر .. كمان ( زهراء) ليها كدي شهرين تلاته سوت لها كفتيرة .. وحلفت إلا تساعد وياها تمش يوم وتقعد يوم تبيع الشاي جمب سوق الحداده في( السوق الشعبي) .. طوّحت بنظري بعيدا متحاشيا وجهه وقد أكله الأسى ومضغتة المسغبة .. لكن بأي حبال الصبر يتشبث بعد ذلك إن ذهبت زهراء لعم ( بشير) ليجلدها بكهولته تلك .. وماذا سيحدث لعم قسم السيد وحيدا وزوجته في مقبل الأيام الكالحة ؟؟ إنقطع سيل افكاري بقدوم (زهراء) حاملة صينية الفطور مغطية بطبق ملون ونظيف سلمت علي مبتسمه ..
    كنت اعرفها جيدا منذ كنا نسكن جوار(بيت عم قسم السيد) في منازل السكة حديد وقبل إرغامه علي المعاش الإجباري .. أسرتي وأسرة عم قسم السيد تجاورتا في السكن في منازل السكة حديد قبل إزالتها وتفريقنا شزر... مزر .. والدي علية رحمة الله وعم قسم السيد كانا مقربين جدا وكم تشاركا الأمسيات في الصيف .. والحكايات القديمة .. وحتي الوجبات معظمها وشاي المغرب( بالزلابيا ).. كانت الأسرتين غالبا ما تتهادي الطعام بسبب وبدون سبب ذاك كان ذمان رخيّ وبهيج رغم إنو ( ما طّول شديد ) .. اها أفقت ويد( زهراء) علي يدي تسلم بأبتسامتها تلك .. وحتي رفعة حاجبها وشيطنتها التي كنا نختلق عنها الأكاذيب أيام مراهقتننا كصبيان مشاكسين .. , لكم راوغتنا ونحن نتحرش بها ونشتمها احيانا واحيانا نلاحقها بالغزل .. لكنها كانت في وادي ونحن في حفرة من الا مبالاة أو غباوة الشباب الأولى .. المهم افقت وانا اهز يدها مرحبا ومبتسما وهي تضحك بغنج وكركرة حتي بانت نواجزها وفلجتها الجميلة المقّعرة .. سألتها عن حالها وأحوالها وماذا فعل بها الزمان .. إكتفت( بالحمد لله )وعدلت ثوبها علي رأسها ثم دلفت الي داخل المنزل .. , بعد الفطور حدثت( عم قسم السيد )عن عم بشير والمحت له اني قرأت نيتة في زواج( زهراء) .. ضحك( عم قسم السيد) بقوة حتي تحرك طقم أسنانه المهترئ قال : ( بلاي شوف الشايب العايب الما بخجل دا ).. تلاته نسوان ودزينه عيال ولسة في بالوا تاني يعرس .. ضحكت محاكيا سخريته إلا أنه قاطعني جادا وعيونه تبرق .. إلا دحين ما تاخدا إنت والبركة فيك ود ناس والبينا عامرة من زمان .. اندهشت واربكني طلبة المباغت .. قلت مراوغا .. خلي بالك أنا الا (اهكر ) لي بنك بعدين افكر في العرس ..
    قال : يا ود الناس السترة هي االمطلوبة أاسي في زول سألك من شيء لا دايرين منك مال لا دايري دهب قارون بالفاتحة نديك ياها .. سكت وفي رأسي باض البوم وعشش العنكبوت .. تبومت حقا .. حتي ضاق بي ( ونهرني ..يا زول خلاس خليناك .. , شوف جنس مساخر ولاد الزمن دا ) .. رفعت رأسي محرجا و(متضايرا ).. مع كوب الشاي وقفت وتخارجت جريا لمحطة الحافلات كنت أعلم انني علي اللحوق بنهاية الدوام في المصلحة حتي اسجل إسمي مع الحضور .. وهكذا من دقداق لي حفرة وصلت عند الساعه الثانية لبوابة المصلحة .. رمقني ( عم بشير) من مقعده المظلل ذاك ونفس جلسته الملوكية المتراخية .. قال : حمد لله علي السلامه .. وين حيك ؟؟ بايته معاك الليلة ولا شنو .., ضحكت وقلت( للنخّرة) .. ضحك ضحكتة المجلجلة تلك ورفع يده علامة ( أصبر ).. تركتة ودلفت الي الداخل (ضايرت) دفتر الحضور وسجلت إسمي وخرجت .., في الباحة الأمامية وجدت رهط من الموظفين والموظفات يهرطقون عن العيش ..والسكر .. المواصلات .. الغلاء .. رفعت يدي محييا أم مودعا لا أدري .. حاولت تجاوزهم للإنفراد (بعم بشير) لكنني لمحته يحرق في ركن قصّي بطرف غرفتة الجنوبي شيئا .. إقتربت منه لأرى ما يحرق .. فتبّينت طرف صورة والده (بابو كمبال في عمامته الطاؤسية المزركشة وجلسته الملوكية ) .. رأيت الأوراق التي كانت صكوك لملكية الأرض تأكلها ألسنة اللهب .. رفعت حاجبي في أسى .. وأعمدة الدخان تتصاعد في الهواء حاملة آخر ملامح ملوك غرناطة .. ( عم بشير ) لكز الصورة إلى داخل ألسنة اللهب المشتعل وجلس ( يدردم سفة) أخرى غير مبالي .. إلا( بزهراء) .. كزوجة أخرى تلهب حماس لياليه .

    خارج النص ..داخل إيطار الحريق ..
    ((نحنُ صَيْدُ المَقَادِيرِ، أسْلَافـُنا عَسَسٌ يَرْقبُون القِّيَامَةَ
    بَيْنَ السَّماءِ القريبةِ والوقت ، كـُنـّـا نَرى صورة َ الأرض/
    مَهْجُورة ً ، والتواريخُ تغْفو على تاجـِها . والطُيورُ الخفِيفة ُ/
    فوقَ الرَّدَى شَهْقةٌ ٌ مِن جُـناح ٍعلى سِدْرة ٍ
    فترَى زُغْبُها صَيْدَ قابيلَ : تلك الطرائدُ، تلك النساءُ
    اللواتي تدليَّنَ في حانِةِ الرُوحِ ، تِلكَ الغَزَالَةُ ُ أختُ
    الوُرُودُ التي أذْبَلتْها البَرَارِي.))(*)


    (*) النص الشعري .. للشاعر محمد جميل احمد (بعنوان الطرائد )
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de