ازمة العقل المسلم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2011, 01:54 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ازمة العقل المسلم

    قرن الواحد والعشرين ملئ بالعقول المفكرة بالعقول السياسية , العقول العالمة , أيضاً العقول الصغيرة ,العقول المثرثرة , ولا ننسى العقول الإرهابية , ولهذا فأنه لابد من الإشارة لتلك العقول التي مزجت با التفكير الناضج وتلك بالتفكير المحدد وموضوع يحمل صفحات من الإبداع الفكري الخالص , ومضات فكرية ، وإلهامات إبداعية خالصة في الصدق والتجرد والعمق والنقاء• فهو زفرات عقل ، تصاعدت في لحظات خلوة مع نفس كبيرة تحمل هموم الأمة الإسلامية، بل والإنسانية وتتعبد الله ، سبحانه وتعالى ، في محراب التفكر والتدبر والتعقل فيما آلت إليه أحوال المسلمين ، كأمة والإسلاميين ، كطليعة تعلق عليها الأمة أغلب الآمال في النهوض المنشود , ونظرات تأسيسية , و أطواق نجاة للعقل المسلم المعاصر من حالة التردي والتخبط والإحباط، التي تمثل المخاض الذي طال انتظار الخروج من أوحاله فلما تم التأليف بين هذه الومضات الصادقة والمشعة والإلهامات المبدعة والنظرات التأسيسية واللبنات الفكرية ، أستوى البناء الذي هو فصول وصفحات هذا الكتاب إبداعا خالصا ، ومن ثم متميزا في الواقع الفكري العربي والإسلامي , وإلهام لإبداع خالص في الصدق والتعمق والنقاء ...

    فمع النقد الشديد والصريح والطويل ـ بل والقاسي ـ الذي يقدمه الكتاب للعقل المسلم فإنه لا يقف عند هذا النقد وحده وإنما يقدم سبل
    الخروج من أزمة هذا العقل وذلك دونما أوهام أو "ينبغيان" وإنما في واقعية وعمق وتوازن ويأخذ من القديم والجديد ومن الموروث والوافد ويضم فقه الأحكام إلى فقه الواقع ليصوغ دليل عمل الإقلاع المسلم من مأزقه الخانق إلى رحاب النهوض المنشود
    • ولقد نزل هذا الكتاب ـ في حديثه على منهاج التفكير الإسلامي ـ بمقاصد الشريعة الإسلامية وقواعد أصول الفقه إلى ميادين التطبيقات العملية في الاجتماع الإنساني المعاصر وضرب لهذه التطبيقات العديد والعديد من الأمثال ، الأمر الذي قدم نموذجا لفقه القواعد ، ولفقه الواقع ، ولعقد القران بينهما وهو جوهر ولب التجديد


    العقل نعمة كبرى ، فإذا كانت نعمة الإيمان هي أعظم النعم فالنعمة التي تليها هي نعمة العقل الواعي الفاحص المتأمل ، إذ بدون هذه النعمة لا تحصل تلك ، وبدون هذه النعمة لا تعمل تلك عملها الأتم ، ثم بدون هذه النعمة لا تستقيم تلك على أمر الله ، بل سرعان ما تنحرف بها الأهواء والعقل الواعي المتحرر المتأمل ، هو أجل ما في الإنسان ، بل هو أنبل ما يميزه عن الحيوان ، وهو الأداة القيمة القادرة على رفع الإنسان ومنعه من أن يتحول إلى سائمة اجتماعية ، أو إلى شيء من الأشياء الجامدة أو المتحركة الخاضعة في جمودها وفي تحركها لإرادة المجتمع ، دون أن تملك من أمرها شيئا ، ما أروع العقل وأنقذه عندما تتيقظ قواه وتجيش حيويته ، فيثور على الضلال والوهم وعلى الخداع والانخداع وعلى كل ما يخالف الحق أو يستهين به

    { قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا} ( سورة سبأ الآية 46)

    وإذا كبل هذا العقل وسلب حريته فلابد من تحريره وإطلاقه من كل ما يعرقل قيامه بدوره أو يعوق حركته وماذا يعني تحرير العقل أكثر من إنقاذه من القيود التي تفرض عليه ، وتحول دونه ودون عمله الحر؟ وهو ما يقوم به الدين الحق

    إن شخصية المسلم المعاصر وإن هزلت وإن تناقضت مع منطق العقل نستطيع أن نميز في داخلها بين ثلاثة نماذج:

    1- المسلم المثقف ثقافة مدنية ، وهذا مثله الأعلى هو التكيف مع الواقع أيا كانت مواصفاته وليس تغيير الواقع الفاسد ، وقد يكون صاحب موقف سلبي أو حيادي أو تعاطف وجداني ويعيش العصر (يتعاطف مع الثاني دون الثالث)

    2- الثاني مذبذب بين الماضي والحاضر أو بين الأول والثالث ، يعيش مع الناس ومع وسائل الإعلام العامة ، وهو يقترب بموقفه من الأول ، لكن حصيلته التعليمية ووظيفته وممارسته اليومية تقربه من الثالث

    3- والثالث هو المنتسب للجماعات الدينية ، ويخضع للجمعيات الدينية الإسلامية وللتراث وتمرد على الهيئات الدينية الرسمية ، وثقافته منحازة تماما (تنحصر في اتجاهات الجماعة التي ينتسب إليها) وتبدو ممارسته للحياة بعيدة عن المجتمع تقوقع داخل بيئة صناعية أشبه بالمعلبات (

    مراحل تطور العقل المسلم المعاصر :

    وحين نتساءل عن الحالة الراهنة التي عليها العقل المسلم تجد أننا طللنا قرونا نعمل في إطار التقليد الفقهي ، ثم انتقلنا إلى مدرسة حديثة تعمل في إطار التقليد الأوربي الغربي ، ثم إلى مدرسة حديثة تتحسس طريقها بين القديم (مع العودة إلى الأصول ) وبين الحديث ـ تأخذ منه بحذر ـ (المسلم المثقف)

    ثم تطورت هذه المدرسة الأخيرة في ردة فعل رجعية لمواجهة الشرود التقدمي ، فألحت على الذاتية واستبعاد التفاعل الإيجابي مع الفكر الإنساني والتجارب البشرية (في المصطلحات ، وفي مناهج البحث ، وفي مناهج الحركة والدعوة ، وفي المفاهيم السياسية والاقتصادية والتاريخية) و التسويغ لذلك هو : الأصالة ومخافة الوقوع في شرك الفكر الغربي ، والنتيجة هي الوقوع في شرك الجمود الخرافي أو اللامعقول

    لقد بدأ الانحطاط في عالم المسلمين في القرن الخامس الهجري ، وتسرب شيئا فشيئا حتى سيطر على أغلب مظاهر الحياة عندنا وأهم مظاهر هذا الانحطاط تلخصت في :

    ـ الجمود الفكري

    ـ التقليد المذهبي

    ـ لا جديد في الإنتاج ، إنما صرنا عالة على القديم ، لا جديد في التفسير أو الحديث أو الفقه ولا أصول الفقه ، فقط مجرد تعليقات واختصارات

    ـ حصر الجهود المبذولة في عالم اللغة وعلوم الشريعة مع مزيد من التقعر الشكلي دون تركيز على المضمون

    ـ نبذ العلوم الطبيعية من فلك وطب وكيمياء وجغرافية وهندسية

    ـ الانقسام الفسيفسائي وزوال الوحدة السياسية

    ـ انعدام الاستقرار السياسي ، واستمرار التنازع على السلطة من عناصر مغامرة ، بل وغريبة عن البلاد في كثير من الحالات ، ووصل التنازع أقصاه مع ضعف السلطة العثمانية وفساد الجهاز الحاكم والجهاز الإداري

    ـ وتبع الضعف العثماني امتداد الأجنبي في فراغنا ، ثم الاستعمار الأوربي الحديث لجميع بلدان العالم الإسلامي تقريبا .


    لنا عودة بحول الله.


    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=103545
                  

02-16-2011, 02:02 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة العقل المسلم (Re: Sabri Elshareef)

    د.عبد الحميد الأنصاري *


    كان من تداعيات الصدمة الحضارية بالغرب الغازي المتفوق 1798 بروز تساؤلات فكرية كبيرة: لماذا تفوق الآخرون علينا؟ لماذا تقدموا وتخلفنا؟ ما هي عوامل الخلل؟ كيف النهوض؟

    تعددت الإجابات عبر قرن ونصف بتعدد اتجاهات المفكرين ومشاربهم، بداية بالرواد الأول : الطهطاوي، التونسي، الكواكبي، الأفغاني، محمد عبده، وكانت الصفة الغالبة عليها، الصفة الدفاعية ضد الآخر المتغلب، وفي مطلع القرن الماضي أصبحت التساؤلات أكثر إلحاحاً وشكلت تحدياً كبيراً للفكر العربي وتطلبت استجابة مختلفة، وتبرز في سماء القرن العشرين جهود كواكب لامعة، أبرزها المشروع الإصلاحي للإمام محمد عبده (ت 1905) والذي تمحور حول إصلاح نمط التفكير الديني،

    وفي الثلث الأخير من القرن الماضي ظهر مفكرون أصحاب مشاريع فكرية متكاملة (مروة، تيزيني، حنفي، أركون، العروي، طربيشي، الجابري، زكي نجيب محمود، فؤاد زكريا، محمد جابر الأنصاري وغيرهم) كانت أولى الإجابات تركز على أن علة التخلف ابتعاد الأمة عن دينها، فلا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها (الإسلام هو الحل) بينما رأت الإجابة الثانية أن التأزم السياسي المتمثل في غياب الديمقراطية، هو الداء المزمن بسبب عجز العرب عن الاتفاق على آلية سياسية تضمن الانتقال السلمي للسلطة،

    وذهبت اجابة ثالثة إلى أن نظامنا التربوي والتعليمي هو العلة في الإخفاق، ورأت إجابة رابعة أن تخلف العرب يكمن في قصورهم العلمي والتقني لأن التحديات التي واجهتهم خلال القرون الخمسة الأخيرة كانت تقنية، ولم تجد استجابة سليمة منهم، إذ استطاعت البرتغال وهي دولة صغيرة عام 1498 السيطرة على الخليج بخمس سفن حاملة للمدافع (أنطوان زحلان) وهناك من رأى في الاشتراكية العربية حلاً، واستراح قطاع كبير إلى تحميل الاستعمار مسؤولية التخلف، واتجه آخرون إلى أن العلة كامنة في (العقلية العربية) لافتقادها الروح النقدية والنظرة التاريخية كما يقول الجابري في مشروعه الفكري الضخم (نقد العقل العربي) .

    ولعل الجابري هو الذي بلور وطرح مصطلح (العقل العربي) في ساحة التداول الفكري بدءاً من 1984 فراج وانبهر به كثيرون حتى بان زيفه، فالعقل بمعنى القدرة الذهنية واحد لدى البشر، وهو أعدل الأشياء قسمة بينهم (ديكارت) فلا يوجد عقل عربي أو اسلامي بإزاء عقل غربي أو مسيحي، ولا يمكن أن يكون للعرب عقل مختلف عن عقول بقية الشعوب، لكن الشعوب تختلف في طرق تفكيرها وفي فاعلية هذا التفكير في مواجهة التحديات، وقد رصد كثير من المفكرين جوانب القصور في منهج التفكير العربي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بسبب النزعات المؤثرة في كفاءته:
    1. النزعة الماضوية: العقلية العربية أسيرة الماضي المجيد، تعيد انتاج مقولات السابقين وتبحث في الماضي حلولاً لمشكلات الحاضر.
    2. النزعة الذكورية: العقلية العربية محكومة بإرث ثقافي ينتقص من المرأة ويؤمن بأعلوية الرجل.
    3. النزعة التقديسية: للتاريخ، ينتقي من التاريخ اللحظات المضيئة ويغيب ألف عام من الصراعات والانقسامات والظلام.
    4. النزعة الإقصائية: الفكر العربي فكر إقصائي للآخر اعتقاداً بأنه يملك الحقيقة المطلقة.
    5. النزعة الارتيابية في الآخر: يحتل وهم التآمر العالمي علينا المساحة العظمى من تفكيرنا.
    6. النزعة التمجيدية للذات: وتعظيم محاسنها في مقابل الانتقاص من الآخر والمغالاة في سلبياته.
    وعلى الجانب الإسلامي ظهرت مؤلفات تعنى بنقد العقل المسلم أبرزها (نقد العقل المسلم: الأزمة والمخرج) الصادر عن مركز الراية بالقاهرة 2001 للأستاذ عبدالحليم أبو شقة، صاحب أعظم موسوعة في تحرير المراة المسلمة، يسلط الكتاب الأضواء على (العقل المسلم المعاصر، المؤطر ما بين الانتحار الجسدي والانتحار الحضاري وتجلياته الاستهلاكية) ويهدف إلى تحرير عقل المسلم، (هذا العقل الذي هو أعظم نعمة بعد الإيمان، الدين جاء لتحرير العقل لكن ورثة الدين حجروا عليه بتضييق نطاقه في الحفظ والتلقين وبتقديس السابقين – تقديسك عقل غيرك معناه إلغاء عقلك – وبالتخوف المفرط من الوقوع في الخطأ الاجتهادي).

    انحراف العقل المسلم: يرصد الكتاب هذا الانحراف في 3 أعراض رئيسية، من صورها: النفور من الحوار مع المخالف، التعميم في الأحكام، الحكم على النوايا، اتهام الآخر، الانشغال بالشعارات، شخصنة المبادئ والافكار، الاهتمام بالماضي على حساب الحاضر والمستقبل، التفكير الأحادي، المبالغة في إبراز مزايانا في مقابل ابراز عيوب المخالفين، عدم تقدير العلوم الحديثة، الخلط بين الديني والبشري والثوابت والمتغيرات.

    موقف الحركات الإسلامية من أزمة العقل المسلم: لعل أصدق نقد يوجه إلى الحركات الإسلامية من أحد رموزها هو ما فعله المؤلف إذ يقول: الحركات الإسلامية وإن استطاعت إخراج الدين من نطاق الإصلاحات الجزئية إلى نطاق الإصلاح العام إلا أنها عالجت الامر بطريقة ساذجة سطحية، بتقرير أحكام جامدة على الحياة الحديثة وبمحاولة السطو المسلح على السلطة لإقامة حكم الله، فأفسدوا الدين وأفسدوا السياسة معاً، وهي وإن جددت التفكير السياسي الديني إلا أنها من الناحية العقلية والمنهجية بقيت تقليدية متعصبة تقدس التراث وتعادي الفكر الإنساني، ويشير المؤلف إلى الجراثيم المنتشرة في جسم هذه الحركات متمثلة في مفاهيم مشوشة: اختلاط مفهوم الجهاد بالعنف، طغيان مفهوم الحكم الإسلامي، تقسيم المجتمع إلى جاهلي وإسلامي.

    مظاهر الأزمة: هناك 10 مظاهر للأزمة التي يعيشها العقل المسلم: النظرة الخاطئة إلى تاريخ العالم باعتباره صراعاً بين الحضارات لذا علينا أن نصارع الحضارة، تعطيل عمل العقل خوفاً على عمل الوحي، شيوع مخدرات العقول مثل: حشو الذهن، الوصاية على الآخرين، شيوع سياسة ردود الأفعال، النظرة الأحادية والسطحية، عدم التمييز بين تعاليم الدين واجتهادات الفقهاء، اهدار مقاصد الشريعة، السلبية تجاه الفكر الإنساني ورفضه بحجة أن عندنا الكمال، التشدد في مظاهر الدين على حساب الأخلاق.

    أزمة العقل وأزمة الأخلاق: يرى المؤلف أن أزمات الأخلاق مرجعها أزمة العقل أي الفهم الخاطئ والميل مع الهوى، فالثقة المبالغ فيها بالعقل وحده، رد فعل تاريخي عنيف على الاتجاه الكنسي في الغرب، يقابله عندنا اتجاه الفكر الديني الوارث لعصور الانحطاط والذي يرى أن الدين جاء بكل شيء بتفاصيله الدقيقة، وكلاهما فاشلان.

    نتائج الانحطاط في عالم الإسلام: بدأ الانحطاط في القرن الخامس الهجري وسيطر على معظم مظاهر الحياة وأنتج: الجمود الفكري، التقليد المذهبي، نبذ العلوم الطبيعية، انعدام الاستقرار السياسي، يرجع المؤلف هذا الأمر إلى التقديس غير الواعي للتراث والذي كلف المسلمين 500 عام من الجمود والانحطاط والظلام الفكري، إن الله فرض قدسية دينه ولا قدسية لاجتهادات البشر ولو كانوا صحابة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لكن نحن ورثة الدين سجنا الدين وسجنا الإنسان بإخضاعهما لتراث القرون السابقة وإرهاب المخالفين بسيف (الإجماع) فعدم المجتهدون وتغلب المقلدون وكثر التعصب، ويقرر المؤلف في جرأة محمودة: يجب علينا أن نتحرر من قرارات التحريم التي نصدرها على كل جديد، كما تحررت أوروبا من قرارات الحرمان الكنسي.

    التقديس المفرط للتراث وإلى كل ما له صلة بالدين: من عيوب العقلية المتدينة – غير الراشدة – استعدادها للتقديس بغير حساب ومع التقديس يكون التسليم المطلق، ومن عيوبها نتيجة لما سبق، قابيلتها الكبيرة للتشدد في الدين (زيادة الخير خيرين) وهذا يؤدي إلى ضعف النظر والبحث ووزن الأمور، لذا يجب التحرر النفسي من التقديس وإلا استمر العقل المسلم بلا إبداع.

    الموقف من الحضارة: لعل المؤلف من الإسلاميين النادرين الذين يحملون نظرة متوازنة للغرب الحضاري إذ يقرر بأن خروج العقل المسلم من أزمته لن يكون إلا بفهم الحضارة المعاصرة بالتعمق في دراستها واتخاذ موقف ايجابي منها، فهي حضارة العالم لا حضارة أمة بعينها، ويدهشنا – رحمه الله – حين يؤكد (إذا لم نفهم الحضارة الغربية جيداً فلن نعي عصرنا جيداً، وإذا لم نع عصرنا فلم نفهم الدين الفهم المنبثق من عقل هذا العصر ولن نجتهد الاجتهاد الملائم لظروفه) لا اظن أحداً سبقه إلى هذا القول ولا حتى المنبهرين بالحضارة المعاصرة وأنا واحد منهم! و يضيف (إننا حين نأخذ من الغرب ونتجاوز مشاعر الرفض، لن نقف عند العلوم الطبيعية وتقنياتها بل نأخذ – وفي يدنا ميزان الحق – كل جهد عظيم في مجال العلوم الإنسانية – وهذا ما يرفضه معظم الإسلاميين – وإذا جاز لآبائنا الرفض يوم كان الغزو ضارياً فاتخذوا موقف الدفاع كونهم محاصرين في حصونهم الثقافية، فإن الدفاع لا يجوز لنا اليوم، ونحن نستطيع أن نقدم الإسلام في وسط حصون الغزاة).

    http://aljeeran.net/today_s_articles/17002.html
                  

02-16-2011, 02:08 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة العقل المسلم (Re: Sabri Elshareef)

    تغييب العقل المسلم
    أ.د.. سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود

    يقف العالم الإسلامي اليوم على مفترق طرق، فإما أن يحسن الفهم والوعي، ويتبع منهاج الله القويم، فيستعيد دوره الحضاري، وقيادة العالم، وإلا ضاعت الفرصة من بين يديه، وظل في تخبطه وضياعه.
    ذلك أن المسلمين في هذا العصر يعيشون أزمة حادة، افتقدوا خلالها الكثير من أصول منهاجهم الإسلامي الصحيح، فانحسار شهودهم الحضاري، وعجزهم عن التقويم والمراجعة، ومعرفة أسباب ما وقعوا فيه من قصور، وما حاصرهم من خلل وتقصير، أوقفهم عن أداء ما تحملوه من أمانة الرسالة، والشهادة على الناس، بل والقيادة لهم، حتى أصبحوا على هامش الحياة والحضارة، فضلاً عن السبق في المستقبل، حتى كاد الجميع يتفق على أن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة جد صعبة من التفكك والتمزق، وفقدان الهوية، والانهزامية النفسية، والعجز العقلي عن الخروج من حالة التيه، أو مرحلة "القصعة" كما وصفها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. فعلى الرغم من كثرة عدد المسلمين فإنهم غثاء كغثاء السيل. قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها". قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "لا، بل كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم وليقذفن في قلوبكم الوهن". قيل: وما الوهن يا رسول الله، قال: "حب الدنيا وكراهية الموت".
    قال الشاعر:
    كثر، ولكن عديد لا اعتداد بـه
    جمع، ولكن بديـــد غير متسق
    حارت عقائدنا، زاغت قواعدنا أمــا الرؤوس فرأي غير متفق
    إن هذا الغياب الحضاري الذي يعيشه المسلمون في هذا العصر ليس وليد الفقر في القيم، أو العجز في الإمكانات المعنوية والمادية، لكنه أزمة فكرية، ومشكلة عقلية، نتجت من عجز العقل المسلم المعاصر عن التعامل مع القيم الإلهية، والواقع المعاصر بما يستلزمه من متطلبات الحضارة المعاصرة.
    إذاً فالمشكلة أولاً وأخيراً هي أزمة فكر، وغياب عقل.
    ولكن كيف يمكن تغييب عقل ما؟ وكيف يمكن تغييب العقل المسلم؟ وهل هذا ممكن؟ أي هل يمكن أن تفقد أمة عقلها؟
    أجل، يمكن أن تفقد أمة عقلها في حقبة تأريخية معينة، وهذا الفقدان هو في الأغلب غير حقيقي؛ لأن العقل الجماعي يمكن أن يغيب ولا يمكن أن يفقد نهائياً إلا إذا غابت الأمة نفسها عن الوجود، وهذا ما لم يحصل للأمة الإسلامية ولن يحصل بإذن الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بحفظ دينه، ويقيض على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها.
    ويستوقفنا سؤال: لماذا التركيز على أهمية العقل؟
    ونقول:
    إن الإسلام قد اهتم بالعقل اهتماماً واضحاً، وجعله مناط التكليف وموضع تكريم الإنسان، الذي به تتحقق إرادته فيكون أهلاً لحمل الأمانة، أمانة الخلافة في الأرض، {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..}، وإعمارها كما أراد الله سبحانه وتعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا..}. ذلك أن العقل الموجه المدرب هو الذي يملك القدرة على بناء الحضارة بمستلزماتها المادية والعلمية والثقافية والعملية كلها، والتصدي لمشكلات الحياة، ومعوقاتها.
    والمتتبع لآيات القرآن الكريم يجدها قد عولت على العقل، ونوهت به، وألحت على استخدامه، والعمل به، والرجوع إليه، وتكرار الإشارات القرآنية الواضحة في هذا الشأن لا تدع مجالاً للشك في أهمية العقل ومكانته في الشريعة الإسلامية، ولم تترك الآيات القرآنية جانباً من جوانب العقل ووظائفه إلا وتناولته:
    فالقرآن الكريم قد خاطب العقل الوازع، والعقل المدرك، والعقل الحكيم، والعقل الرشيد.
    فنجد مثلاً أن الآيات التي تتحدث عن عظمة الله، وقدرته، ومخلوقاته، تنتهي دائماً بمثل قوله تعالى: {لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، {أَفَلا تَعْقِلُونَ}، {لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. وغيرها، ومثلها الآيات التي تدعو إلى توحيد الله، أو تذكر بأحوال الأقوام السابقين، وموقفهم من الرسالات السماوية، وهكذا. ويكفي العقل شرفاً أن الله قد جعله مناط التكليف. ويبقى ملحظ مهم ألا وهو أن العقل لا يستطيع المضي وحده، وذلك لتعدد الدروب، وتشعب المسالك؛ لأجل هذا لم يتركه الإسلام يمضي من غير توجيه، بل رسم له منهاجاً تربى من خلاله على أصول التفكير السليم والعلم القويم.
    وبعد هذا، كيف يمكن أن يغيب العقل المسلم عن ساحة الشهود الحضاري؟
    إن غياب العقل المسلم المعاصر عن ساحة الشهود الحضاري له أسباب وعوامل داخلية ذاتية، وخارجية.
    تكمن في أن العقل المسلم قد أصيب بكسور خطيرة، أهمها ذلك الجمود الفكري الذي أدى إلى تحجر العقل المسلم، واختلال بنيته الفكرية، فتزعزت طروحاته العقدية التي بني عليها، فحدث الشرخ الذي أفقد الحياة توازنها، مما أدى إلى ظهور الخلل في جوانبها المختلفة العقدية، والعلمية، والاجتماعية، والسياسية، والأخلاقية، وركز الاهتمام على الجزئيات وصغائر الأمور، والاشتغال بالقضايا الجانبية، فاستهلك الجهد، وبددت الطاقة، وتعثرت المسيرة الحضارية؛ لغياب الوعي الصحيح، وانطفاء الفاعلية، وتوقف القدرة على استيعاب الظروف المحيطة، وحسن التعامل معها.
    هذا الموقف السالب، والانهزامية العقلية، فتحا باب الطعن في المنهاج الإسلامي على مصراعيه.
    فكان أن ظهرت بعض الدراسات الحديثة مدعية أن "سلطة السلف" قد مارست نوعاً من القهر أسهم في إضعاف العقل المسلم، ومن ثم أدت إلى غيابه عن الساحة؛ بحجة أن تلك السلطة فرضت على العقل المسلم أن يظل أسيراً للنص، وهذا الأسر أدى مع مرور الزمن إلى فقدان العقل فاعليته، ومن ثم غيابه.
    ومما يؤسف له أن معظم الدراسات المعاصرة التي بحثت هذا الموضوع تدور في هذه الحلقة التي لا يخفى ما فيها من تلبيس، ومن هذه الدراسات:
                  

02-16-2011, 02:17 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة العقل المسلم (Re: Sabri Elshareef)

    ما كتبه د. محمد عابد الجابري. فمن كتبه: (بنية العقل العربي، وتكوين العقل العربي، الخطاب العربي المعاصر دراسة تحليلية نقدية).
    ود. محمد أركون في كتابه: (نقد العقل المسلم)، و(الإسلام أصالة وممارسة) و(الفكر الإسلامي قراءة علمية) وغيرها.
    ويمكن الرد على هذه الدراسات ببيان حقيقة أساسية، هي:
    أن تراثنا الإسلامي، وبخاصة الفقهي، قد اتسم بسمة أساسية هي أنه نتاج مفتوح للاجتهاد، فلم يقل واحد من فقهائنا إن ما توصل إليه من اجتهادات، أو أحكام هي نهاية المطاف، أو إنها القول الفصل، بل لقد قالوا: إن ما توصلنا إليه صواب يحتمل الخطأ، والمخالف على خطأ يحتمل الصواب، وإن الحكم العرفي يمكن أن يتبدل بتبديل الأزمان، على قاعدة: لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان والأحوال.
    وهذا يعني أن تراثنا الإسلامي، بصورة عامة، لم يمارس على المسلمين تلك السلطة القاهرة المزعومة. ودعواهم هذه في حقيقتها لها غاية خطيرة هي إسقاط النص والتلاعب بالوحي الإلهي بداعي الهوى، والتحرر من الدين.
    ومع هذا فإننا نقول: إن بعض المسلمين قد اختاروا الطريق الأسهل فتوقفوا عند القدماء، وأغلقوا باب الاجتهاد الذي لم يقل أحد من السلف الصالح بإغلاقه، يوم أن استضاؤوا بنور الوحي، وأعملوا ملكات العقل، فبنوا تلك الحضارة الرائعة التي مازال العالم حتى يومنا الحاضر يقتبس من نورها، ويستقي من مناهلها الرائقة.
    يقول الشاعر:
    سارت مبادئهم وسارت خلفها
    أفعــــــالهم في موكـــب متمثل
    ليست مبادئهم حديــث منسـق
    زيـــف اللسان ولا كلام مجمل
    ونقول: إن بعض المسلمين قد شاعت بينهم روح التحزب والتكتل والوقوع في عمليات الاستقطاب، والافتنان ببعض القيادات إلى درجة ذوبان الشخصية، وضياع النفس والعقل في الانقياد الأعمى والمغالاة في الثقة والاستسلام.
    ونقول أيضاً: إن بعض المسلمين قد وقع في خطأ الإرهاب الفكري الذي يلزم الآخرين بالرأي الواحد، ويصادر الرأي المخالف ولو قام على اجتهاد سائغ، الأمر الذي أدى إلى تراجع حركة الاجتهاد والتجديد.
    بالإضافة إلى تراجع العلوم الدينية وحصرها في نطاق ضيق لا يتعدى مجال التوحيد والعبادات، وفصلها عن واقع حياة المسلم المعاصر، وهو ما جعل العقل المسلم تنحسر فيه المفاهيم الإسلامية الأصلية لتحل محلها مفاهيم أخرى مغلوطة، على الرغم من أن كتاب الله مازال بين أيدينا، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسطرة في كتبنا، وتأريخ أسلافنا تحفل به مكتبات العالم.
    إن هذا الفهم المغلوط قد وقف بالمسلمين عند عتبة الماضي، وأنساهم أن الإسلام من حيث هو وحي إلهي مستقل عن الزمان والمكان؛ لأنه الماضي والحاضر والمستقبل، فهو حركة دائمة تدعو إلى التغيير والتجديد؛ لتحقيق الأمانة في خلافة الأرض وإعمارها.
    أما الوقوف بالزمن، والتمسك بالماضي، والادعاء زوراً بأن هذا هو طريق السلف، فإن هذا هو التحريف الجاهل لمنهاج الإسلام، الذي سعى إلى تحريك طاقات الإنسان لا إلى قتلها، وهنا تظهر السطحية في فهم النصوص الشرعية، والتعسف في التعامل معها.
    * تيارات التغريب والحداثة المفتونة بالتجربة الغربية، التي استهدفت إبعاد الأمة الإسلامية عن ثوابتها وأصولها، وإلحاقها بالفكر الغربي، حيث مارس أصحاب هذه التيارات من المفكرين، والصحافيين، والسياسيين، والفنانين، والأدباء، أساليب ملتوية ماكرة للتشكيك بقدرة التراث الإسلامي على إنهاض الأمة من جديد لممارسة دورها الحضاري.
    * الغزو الصليبي الحديث للعالم الإسلامي الذي أراد تحطيم البنية الثقافية الإسلامية في البلاد المغزوة عن طريق نشر الثقافة الغربية، ومحاربة العربية والدراسات الإسلامية.
    * الترويج للاتجاهات الفكرية والسياسية المناقضة للإسلام، والحاقدة عليه، والتي مزقت عقول المسلمين وولاءهم لدينهم وأمتهم، وأذكت بينهم نار الفرقة والفتنة، حين ربطتهم بقوميات وأفكار أبعدتهم عن الإسلام الصحيح مما غيب الوعي الإسلامي، ومن ثم الجيل الإسلامي الفاعل.








    لاكمال الموضوع انقر علي الوصلة التالية



    http://www.lahaonline.com/articles/view/6228.htm
                  

02-16-2011, 02:20 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة العقل المسلم (Re: Sabri Elshareef)

    https://ferssan.wordpress.com/2010/09/26/baynarkounwaljabiri/
                  

02-16-2011, 02:39 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة العقل المسلم (Re: Sabri Elshareef)

    ■ هل تطالب بنوع من الإصلاح الدينى؟

    - ليس الإصلاح الدينى بالمعنى الوهابى بمعنى الرجوع للأصول، نعم أعتبر أن الرجوع للأصول يقتضى اللاسلفية الكاملة، لأن الأصول عندى تقول بانطلاق العقل والإنسان فى الآفاق تحت سقف الإيمان بالله عز وجل مع إطلاق واسع لحرية الإنسان والعقل الإنسانى، الإنسان الحقيقى لابد أن يكون حراً ولا يمنعه الإيمان بالله من ممارسة الحرية التى هى غريزة فى النفس البشرية، ولكن للأسف تاريخ الإسلام الفكرى يمارس خصومة مع العقل، وتاريخ الإسلام السياسى يمارس خصومة مع الحرية، فما ورثه العقل الإسلامى من السلفية هو تاريخ مناقض للعقل، وما ورثه من الإسلام السياسى مناقض للحرية، وهذه هى قضيتى الأساسية.. تغيير فهم العقل للدين، فى فهمه للموروث باعتباره من الدين وهو ليس من الدين.

    ■ وماذا عن الأصوات التى مارست الحرية فى التاريخ الإسلامى؟

    - بالطبع كانت هناك بعض النماذج مثل المعتزلة التى مارست قدراً من الحرية تحت سقف النص الدينى، وكذلك ابن حزم وبدرجة ما أبى حنيفة، ولذلك لم يتم اعتماده داخل المنظومة السلفية وهى مدرسة أهل الحديث التى تعتبر نفسها المتحدث الرسمى والممثل الوحيد للإسلام، كما طردت المعتزلة طردا أبديا من المنظومة الإسلامية وأحرقت كتبهم، تعامل بعض أفراد تلك المنظومة مع أبى حنيفة باعتباره كافراً،

    وتم اعتماده فى تلك المنظومة فى وقت لاحق بصعوبة شديدة، إلا أن الحنفيين والمعتزلة المتأخرين أصيبوا بإشعاع سلفى، نظراً لتحالف الفكر السلفى مع السلطة، ولذلك فإن العقل المسلم من قديم الأزل هو أسير لضغط قوتين هائلتين ضغط التراث السياسى الاستبدادى، وضغط التراث الفقهى من خلال المساحة العريضة التى تدخل فيها وأصدر فيها أحكاماً نسبها للدين، ومن ثم قلل مساحة الحرية الحقيقية فى دائرة المباح، وهى الدائرة الأصلية التى ملّكها الله للبشر.


    http://ar-ar.facebook.com/topic.php?uid=170613829632302&topic=201
                  

02-16-2011, 03:00 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة العقل المسلم (Re: Sabri Elshareef)

    * ما سبب تواضع ومحدودية التنظير السياسي في التراث الإسلامي، وأن ما نتج منه ـ على محدوديته ـ هو يصب في اتجاه تكريس السائد وشرعنة الاستبداد السياسي وممارسة عملية تديين لأفعال السياسي الأمر الذي جعل تراثنا الإسلامي يعاني ـ كما وصفه الدكتور محمد جابر الأنصاري ـ حالة «أنيميا سياسية»؟ ـ يرجع تواضع التنظير السياسي في التراث الإسلامي في رأيي باختصار إلى أن التيار الذي هيمن على كتابة المنظومة الإسلامية لما صار يعرف بأهل السنة والجماعة هو تيار «أهل الحديث». فهو التيار الأقل اعتدادا بقيمة العقل والحرية من ناحية، والأكثر التصاقاً بالسلطة السياسية الحاكمة من ناحية أخرى، ويعني ذلك أنه التيار الأقل تأهلاً للتنظير بحكم طبيعته اللغوية الحرفية، وهذه مسألة تتعلق بالقدرة. كما أنه التيار الأقل رغبة في التنظير بحكم تبعيته للسلطة، وتلك مسألة تتعلق بالإرادة. ساهم تقاعس الفقه السلفي بشكل واضح في هذا الصدد وذلك بتخليه عن وظيفته التنظيرية التي تؤهله لسبق الواقع وتوجيهه، ولم يكن في معظمه ـ أي الفقه السلفي ـ أكثر من انعكاس لاحق على الواقع الذي كان الحكام المعبرين عنه والشارحين له. ولذلك كما أشرت في كتابي فقد ظل باب النظرية السنية في الخلافة مفتوحاً على الدوام حتى منتصف القرن الرابع على الأقل حيث أبدت النظرية قدراً مذهلاً من المرونة استطاعت من خلاله أن تستوعب داخل إطارها دولة الراشدين الشورية، ودولة الأمويين الوراثية الاستبدادية، ودولة العباسيين الأولى بطابعها الدموي، ودولة العباسيين الثانية بحكوماتها السلطانية التي فرغت «الخلافة» من مضمونها الحقيقي. وفي سبيل ذلك فقد استطاعت النظرية السنية ـ وهي تتلوى مع التاريخ ـ أن تقر مبدأ الاختيار الطوعي من الأمة للحاكم، ثم تقبل من أبي بكر مبدأ «الاستخلاف الفردي»، ومن عمر «الاستخلاف الجماعي»، وتقبل من تجربة عثمان مبدأ «تأبيد الولاية»، وتقبل من الأمويين مبدأ «توريث السلطة» أو «الأسرة المالكة»، وتقر من خلال الواقع العباسي مبدأ «ولاية المتغلب» من السلاطين والوزراء، حتى إذا ما صار الحاكم في نهاية الأمر ضرباً من السلطة الدينية ذات طابع رمزي فاتيكاني، فإن النظرية فيما يبدو لم تبد اعتراضاً».



    http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&article=209848&issueno=9161
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de